DNA 09/12/2014- الرد السوري على الغارة الاسرائيلية

DNA 09/12/2014- الرد السوري على الغارة الاسرائيلية
muf13

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

مانديلات

مانديلاتtur3
هل تعلم أن سجناء الرأي بسوريا قضوا في معتقلات النظام السوري سنين اكثر عدد من سنوات سجن نيلسون مانديلا الذي يضرب به المثل
مانديلا سجن على مرحلتين عدد سنوات اعتقاله 18 عاما بينما لدينا سجناء تجاوزت سنوات اعتقالهم اربعة عقود
مانديلا كان يقابل زوجته و الصحفيين والمسؤولين وكان غرفته في المعتقل بها سرير و دورة مياه و نافذة يرى منها الشمس
لم يعذب مانديلا بسجن حكومة جنوب فريقيا العنصرية حكومة بوتو لم يعرف الدولاب ولا بساط الريح ولا الشبح من قدمية او رجليه
لذلك خرج مانديلا من المعتقل دون ان يفقد عقله او ادراكه ومارس حياة طبيعية واصبح رئيسا لدولة جنوب افريقيا و زعيما ينصت له العدو قبل الصديق
في سجنون النظام السوري الداخل مفقود والخارج منها أن خرج حيا يخرج معتوه
ف. ب شاب سوري كان نابغة في برامج الحاسوب و استطاع ان يدير بنفسه عدة محافظ مالية تهتم بالاسواق العالمية ( البورصات ) وسجل ارباحا مذهلة اعتقله النظام في بداية اندلاع الثورة لانه كان معارضا سياسيا وخلال سبعة اشهر وبعد ان تدخل من تدخل لاهلاء سبيله خرج من المعتقل انسان اخر يخاف حتى من ظله و ينام تحت السرير ويشتم اقرب المقربين اليه بالفاظ لم يسبق ان سمعوها منه طلق زوجته فورا ولم يعد يسأل عن طفليه وهو كان اكثر الاباء تعلقا باطفاله استبدل الخمر بالماء و حبوب الهلوسه حتى يوقف الصداع الدائم الذي سكن رأسه
هذا الشاب الذي عرف انه ورع ومن عائلة محافظة هجر اله وسكن لدى بائعة هوى ترسو لو حدثته عن الثورة وماضيه انتفض كالذئب الشرس يشتم الثورة و يحي النظام و اتباعه
لم يعد يعمل فلقد حطم كل اجهزة الحاسب التي لديه بمجرد ان خرج حاولت اسرته ان ترسله للاستشفاء بالخارج فكان رد الامن بانه ممنوع من مغادرة سوريا وعليه ان يزور مركز الامن كل يوم ليثبت وجوده
وكل يوم يعود من جديد بعد تلك الزيارة القصيرة اسوء من ذي قبل
سبعة شهور كانت كفيلة بتحطيم انسان نتيجة التعذيب الجسدي و الترهيب النفسي فما بالكم بمن قضى ثلاثون او اربعون سنه
عام 2010 تم الافراج عن المحامي رضوان م. بعد 29 عاما من الاعتقال اطلقوا سراحه في ساحة العباسيين خرج يلبس قميصا ابيض و بنطال اسود و حذاء مهترىء قبل ان ينزله ضابط الامن و يرفع العصابة عن عينيه ساله الى اين تريد ان تذهب قال الى حلب اعطاه الضابط 100 ليرة و انزله من السيارة قائلا حاول ان لا تعود الينا
وقف رضوان يقلب الاوراق النقدية بيديه و اخذ يتلتف حوله كانه في مدينة غريبة فالاوراق النقدية جدية برسمها ونقشها ولكن مكتوب عليها الجمهورية العربية السورية
كان جائعا فتوقف عند بمطعم شاورما على ناصية الشارع وطلب صندويشة شاورما ودفع لصاحب المطعم 10 ليرات و وقف ينتظر ان يعيد له و البائع وقف ينظر بوجه وينتظر ان يدفع له الباقي فقال له يا اخ الصندويشة بخمسون ليرة اعاد رضوان الصندويشة الى صاحب المطعم و مد يده ليسترد العشرة ليرات فسأله صاحب المطعم أنت من الشام قال له انا من حلب فقال له في حلب ايضا الشاورما بخمسين فقال له رضوان لم اكل شاورما من 30 عاما وقف صاحب المطعم ينظر اليه مستغربا اعاد اليه صندويشة الشاورما و العشر ليرات و اظن ان متحدثه مجنون او يهلوس وقال له الله يسهل لك ياعم صحة وعافية ساله رضوان من اين اسافر الى حلب اين موقف الباصات اشار صاحب المطعو بيده شمالا من هنا كراج الانطلاق
سأله صورة من هذه واشار الى الى صورة بشار فقال له صاحب المطعم : ياعم الله يرضى عليك اكفينا شرك و توكل على الله
دخل رضوان السجن بتهمة تنظيم الاخوان المسلمين جريمته أنه تقدم للدفاع عن احدهم متطوعا يذكر يومها أن احدهم ساله هل تعرف موكلك قال لا قال له هل طلب منك قال لا ولكن البارحة شاهدت على التلفاز أن محامية يهودية تدافع عن فلسطيني هاجم حافلة للمستوطنين وقتل منهم 4 اربعه ومع ذلك المحامية اليهودية تدافع عن الشاب الفلسطيني
هذه الكلمات كانت كافية لاعتقاله 29 عاما لم يرى النور فيها ولم يكلم احد فيها سوى سجانه
قصص من سجون النظام لو رويت لاصابة الاطفال بالشيب
فأين مانديلا من سجناء الرأي في معتقلات النظام السوري
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, قصة تتبعها قصة

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

فيديو امام مصري خطة الاقباط ليصبحوا اكثرية ان تلد كل امرأة 95 طفل وان يمنع تكاثر المسلمين ل100عام

في خطبة الجمعة، التي ألقاها في المركز الإسلامي في كريمونا، إيطاليا، قال الإمام نبيل عبد العزيز أن الأقباط في مصر “حظروا استخدام وسائل منع الحمل وارشدوا النساء لتحمل العديد من الأطفال من أجل زيادة أعدادهم، لكي تعود مصر مرة أخرى دولة الأقباط “. اي حسب مخططه المزعوم على كل امراة قبطية ان تلد 95 طفلا وان يمنع تكاثر المسلمين لمدة 100 عام حتى يصبح عدد المسلمين يساوي عدد الاقباط؟؟ ونحن نتسآل ؟ أين كان هالعبقري هذا مختفي؟؟ اكيد سيشكل خطر على عبقرية انشتاين؟؟

In a Friday sermon, delivered at the Islamic Center in Cremona, Italy, Imam Nabil Abd Al-Aziz said that the Copts in Egypt “ban the use of contraceptives and instruct their women to bear many children in order to increase their numbers, so that Egypt will once again become a Coptic country.” The sermon was posted on the Internet on December 2.
horiifreedom

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

نهاية المطاف مع إيران..لا قيم ولا خيارات

*د.محمد الموسويwalifaqih
إن كان للمجتمع قيما وأعرافا وقوانين فليطبقها بعيدا عن إيران وإن بحثوا عن خيارات فانهم قد فقدوها..هكذا قالتها إيران.. فنهاية المساومة والركوع معها فقدان كل القيم وكل الخيارات.
غريب ومستفز هذا العالم فرغم القيم والقوانين التي رسمها ويخوض حروبا مدمرة باسمها إلا أنه لا ينتمي الى ما رسمه وما صاغه احيانا فلم يبلغ هذا العالم مبلغ الايمان بما فرضه من قيم وقوانين إيمان يجعلها ثوابت لا تفريط فيها..وينطبق عليك أيها العالم أنك شيء لا يشبه شيء.
دخل الامريكان العراق وأسقطوا الدكتاتور صدام حسين لعدم قدرة المعارضة على إسقاطه رغم وجود منطقة عازلة واخرى محظورة الطيران..أدى وجود الامريكان بالعراق الى القبول النسبي بالاخر وعدم إزالته إلا أنه أدى الى استفحال الدور الايراني المدير للسلطة في العراق وتوابع إيران بين مرتزقة وربائب من كل الأطراف (من الكل).،ورغم قوة وقدرة وهيمنة الوجود الأمريكي إلا أنه لم يستطع وبحجج واهية حماية القيم والقوانين التي يتجحفلون لأجلها ومن ذلك أنهم لم يستطيعوا حماية المعارضة الايرانية في مخيم أشرف بعد ان تعهد التحالف الدولي بحمايتهم بروتوكوليا وفردا فردا وفق اتفاقية جنيف الرابعة وتم نقل هذا التعهد الى السلطة العراقية التي تولت ادارة شؤون الدولة العراقية بعد التحالف الدولي..وتعرضوا لمذابح بشعة في مخيم أشرف قامت بها السلطة العراقية انصياعا للاوامر والرغبات الإيرانية التي طالبت علنا بابادة معارضيها ودفعت مسؤولون عراقيون الى تصريحات عدائية تحريضية بذلك مما أدى الى حصار قاتل ومذابح واعتداءات وتنكيل ووقف للحياة ومنع للتداوي حتى الموت ولم يستطع هذا العالم ولا الامم المتحدة والادارة الامريكية محاسبة السلطة العراقية على جرائمها تلك وعدم التزامها بتعهداتها رغم العديد من التنبيهات والتحذيرات من خروج السلطة العراقية عن حقوق الإنسان والقيم والاعراف الدولية وقد ضجت السجون العراقية بالكوارث وأصبحت السلطة المفترض أن تكون ديمقراطية فاشية ومؤسسة لفاشية وفوضوية سياسية وقانونية طويلة إلا أن الجميع رضخوا واستسلموا للضغوطات الإيرانية متعددة الجوانب والإتجاهات وبما أن إيران داعمة لسير العملية السياسية الموالية لها في العراق كان الرضوخ لها ومساومتها أمر مبررا على الدوام إلا أن ما لا يمكن تبريره هو قتل لاجئين عزل في سجن مخيمي أشرف وليبرتي والتنكيل بهم ونهب ممتلكاتهم وقصفهم بالمدفعية وحرمان جرحاهم ومرضاهم من العلاج حتى موت البعض واستفحال الامراض لدى البعض الاخر واستحالة علاجها.
تم نقل سكان مخيم أشرف الى سجن مخيم ليبرتي إستجابة لضغوطات إيرانية بذريعة الامن والأمان المفقود في أشرف والذي سيتوفر في ليبرتي وأُبرمت اتفاقية لهذا الغرض وكانت كسابقتها من الاتفاقيات وكان النهج ولا زال كسابقه أيضا ولا زالت إيران ونواياها في الهيمنة على العراق والمنطقة ولعب دورا رياديا في المنطقة والعالم ولأجل ذلك تسعى الى إدارة ملفات أزماتها واوراق ادارة الصراع الخاصة بها في العراق ولبنان واليمن وفلسطين ومصر والخليج ويأتي قتل معارضيها في ليبرتي وأوربا وليس جديدا فقد فعلتها مع الزعيم الكردي الايراني المعارض الدكتور عبدالرحمن قاسملو والدكتور فاضل ملا رسول في فينا في 13 تموز 1989وقتل خليفته شرفكندي في برلين عام 1992 وغيرها من الجرائم ويفيد بيان صادر عن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بتاريخ 1ديسمبر عن قيام النظام الايراني بتأسيس محطة استخبارية في سفارته في تيرانا بألبانيا وسعيه للتأثير على الدول الاوربية كي لا تقوم باستقبال اللاجئين الايرانيين المعارضين له في مخيم ليبرتي علما بأنه كان ولايزال يضغط على العراق باخراجهم كما ضغط من قبل لنقلهم من مخيم أشرف الى سجن مخيم ليبرتي وهنا يتبين ان النظام نقلهم الى ليبرتي ليس للتمهيد لاخراجهم كما ادعوا وانما لقتلهم بالقصف المستمر وحرمانهم من وسائل الحماية الامنية وحصارهم الطبي فمن لم يمن بالقصف يمت مرضا وبالتالي فان ما حذر منه ساسة ومثقفين ونشطاء مدنيين عراقيين من أن مخطط النظام هو نقلهم وابقائهم في ليبرتي لقتلهم وهذا هو التفسير الادق بعد مساعي النظام الايراني في اوربا التي اوضحها بيان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.
تدعي السلطة العراقية قتال الارهاب والجريمة وأنها تسعى الى تحويل بعض القضايا الى الجنائية الدولية إلا أنها حتى في ظل رئاسة الوزراء الجديدة تمارس تلك الممارسات التي مارسها سلفها فيما يتعلق بملف سكان مخيم ليبرتي والرغبات والإملاءات اللا إنسانية للنظام الايراني فهل تستطيع السلطة العراقية احالة رئيس الوزراء السابق وقيادات عراقية سابقة شوهت العراق لأجل إيران الى الجنائية الدولية وهل يستطيع رئيس الوزراء الحالي القيام بانهاء استراتيجية ازدواجية الكيل والمعايير والنهج وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان في العراق وفي مخيم ليبرتي من ممارسات مشوهة للعراق والسماح للمنظمات الدولية بزيارة ليبرتي وكل السجون العراقية.
مع المساعي الإيرانية الدؤوبة لصناعة الأزمات ومع استغلالها الناجح لـ لغة المساومة التي يتبعها المجتمع الدولي معها سواء كان بخصوص الملف النووي او ملف حقوق الانسان او ملف العراق والارهاب فيه واقتحام إيران للموقف بالعراق سواء رغب العالم أو رفض فهي من يدير الموقف ولا غيرها..او فيما يتعلق بالملف السوري او ملف لبنان واليمن وفلسطين وملف الارهاب في مصر ومع سياسة الخضوع العربي فان العرب والمنطقة والمجتمع الدولي سيخضعون جميعا امام إيران لمنطق(لا قيم نلتزم بها ولا خيارات تملكون)وهذا الانكسار الدولي من صنع الخانعين امام إيران ومن سياسة المفاوضين مع إيران..ومن هنا إن كان للمجتمع قيما وأعرافا وقوانين فليطبقها بعيدا عن إيران وإن بحثوا عن خيارات فانهم قد فقدوها أمام إيران، هكذا كتبوها على أنفسهم وهكذا تدير إيران المارقة أزماتها علنا.
*كاتب وليبرالي ديمقراطي عراقي

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

مريم رجوي نفي التطرف «الاسلامي» التصدي للنظام الايراني والدعم لبديله اسلام ديمقراطي

maryamrajawiمريم رجوي: ضرورة نفي التطرف «الاسلامي» التصدي للنظام الايراني والدعم لبديله القائم على اسلام ديمقراطي

خطاب ألقته مريم رجوي في مؤتمر
« المسلمون متحدون ضد استغلال الاسلام من قبل المتطرفين »

الأصدقاء الأعزاء،
أقدر مبادرة «لجنة المسلمين الفرنسيين للدفاع عن الأشرفيين» ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وقد قطع كل من السادة الشيخ خليل مرون والشيخ داهو مسكين وتوفيق سبطي وهم من القادة الأجلاء في المجتمع الإسلامي الفرنسي وعبر تأسيسهم هذه اللجنة خطوة هامة في دعم الأتباع الحقيقيين للاسلام والتصدي للقوى التي تحارب الإسلام تحت يافطة الإسلام.
ويتزامن تأسيس هذه اللجنة مع أحداث هامة تقع في العالم الإسلامي وفي الشرق الأوسط على وجه التحديد؛ وهي الأحداث التي تمخضت عن تأثيرات دولية عميقة.
كما يزيد ارتكاب كل من داعش والميليشيات الموالية للنظام الإيراني في كل من العراق وسوريا جرائم رهيبة ومروعة وذلك تحت يافطة الإسلام، ضرورة التوعية حول هذه المسألة واتخاذ سياسة صائبة حيال الهمجية والإرهاب الناجمين عن التطرف. ونحن نعتقد أن جذور هذه الظاهرة وسبب تواصلها وتشديدها تعود إلى نظام ولاية الفقيه في إيران.
فاسمحوا لي أن أسلط الضوء على نقاط أساسية في هذا الشأن:
أولا، الأزمة التي ظهرت بوجود داعش هي حصيلة ظروف خلقها نظام ولاية الفقيه والديكتاتوريتان الصنيعتان له في العراق وسوريا بسياسة القمع والطائفية وذلك عبر المجازر وممارسة القمع والتطرف. و تتحمل الدول الغربية المسؤولية تجاه مد هذه الأزمة بسبب اعتمادها سياسات خاطئة وسيما سياسة المساومة مع النظام الايراني الذي هو عراب للتطرف والارهاب.
وأنا أقصد من إشارتي التزامهم الصمت تجاه الانتهاك الفظيع والهمجي لحقوق الإنسان في إيران وكذلك الصمت إزاء الجرائم المرتكبة من قبل الحكومة الموالية للملالي في العراق بحق الأشرفيين فضلا عن التزامهم الصمت حيال قمع وتهميش أبناء السنة في العراق.
والنقطة الثانية: ان المواجهة العسكرية لا يمكن ان تؤدي الى اجتثاث داعش، ما لم يتم القضاء على بيئته الحياتية في عموم ارجاء المنطقة…. والعامل الواهب للحياة لهذه الظاهرة هو احتلال وهيمنة النظام الإيراني. إذن يكمن إمحاء داعش في طرد نظام الملالي من هذه البلدان.
كذلك يجب أن أؤكد على أن اليوم ليس الاصطفاف في هذه المنطقة بأسرها بين الشيعة والسنة ولا حتى بين المسلمين والغير مسلمين ولا بين الشعوب في الشرق الأوسط والدول الغربية. لا، وإنما الصراع الرئيسي هو بين نظام ولاية الفقيه وحلفائه نظير دكتاتور سوريا والميليشيات التابعة لهذ النظام في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن والتيارات المتطرفة والمتشددة من جهة وشعوب المنطقة أجمعين من جهة أخرى.
لذلك أود أن أحذر من أن أي تعاون وتقرب من النظام الايراني تحت عنوان مكافحة داعش سيؤدي فقط الى مد هذا السرطان في المنطقة والدول الإسلامية لامحالة وستكون الشعوب المسلمة ضحيته كما يتطلب هذا الخطر صرامة ومزيدا من مواقف التصدي لهذا النظام.
والنقطة الأهم الأخرى هي كشف النقاب عن التطرف تحت يافطة الإسلام. ولا يمت للإسلام بأي صلة ما يطرحه داعش وإعلانه عن الخلافة في كل من العراق وسوريا ولا ولاية الفقيه في إيران ولا قطع الرؤوس على أيدي داعش وتصليب أبناء السنة على أيدي النظام الإيراني في العراق ولا الاعتداء برش الحامض على وجوه النساء في إيران. ويحكم نظير تلك «الخلافة» التي أعلنت عن وجودها منذ أشهر وذلك تحت يافطة الإسلام، في وطني منذ أكثر من ثلاثين عاما بطريقة أخرى.
والإسلام دين النبي محمد (ص) ودين التوحيد والرحمة والعدالة والمساواة؛ دين الحرية والتسامح والصفح و«شاورهم في الأمر».
لا يوجد أي خلاف ومواجهة بين الشيعة والسنة وإنما المواجهة هي بين قراءتين متعارضين ومتناقضين من الإسلام.
وما يجب علينا أن نوضحه هو أن موقفين متعارضين ومتناقضين اصطفا في وجه بعضهما البعض؛ يروج أحدهما القساوة والحقد والقتل والتشدد والفرض والقهر والجريمة، وفي المقابل يعتبر الآخر الإسلام دين الحرية والرحمة والتسامح.
وإننا نعتقد أن الإسلام دين الحرية والاختيار ولا يتم ترويج الإيمان بالإسلام عبر القوة اطلاقا. وتعد الميزة الرئيسية للإنسان حريته بتصريح من القرآن. إذن فإن أبناء البشر مهما كانت أصولهم ونسبهم خلقوا أحرار وسواسية. سلب الحرية وسلب المساواة من أبناء البشر يخالف قوانين الخلق و الاسلام الحقيقي بأي ذريعة كانت. كما أن الأحكام القاضية بمقارعة النساء تناقض القيم الإسلامية.
ولايمكن سلب الحرية والنفس والأمن والاعتبار من أي شخص. ولا يمكن إنزال العقاب على أحد وإن كان العقاب وفقا لمحكمة عادلة قائمة على المعايير الدولية. كما نحن نؤكد على احترام المواثيق الدولية خاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ونحترم مبدأ فصل الدين عن الدولة.

نحن نعتبر أبناء الطوائف المختلفة _سواء كانوا مسيحيين أو يهود أو من مذاهب مختلفة في الإسلام أو الآخرين_ سواسية من حيث الحقوق والحريات. من حق أي فرد أن يعتنق بدين أو عقيدة يختارهما ذاته أو يكف عنه.
كما تعد الأحكام الإجرامية للخميني وشريعة الملالي والتي اتخذت أشكالا قانونية ورسمية لها وخاصة العقوبات الغير إنسانية علامة تدل على ما يستنتجه زاعمون ممن يبحثون عن مصالح أنظمتهم الإستبدادية فقط.
وبناء على هذا الفقه والقانون اعتدى عملاء النظام قبل شهرين على النساء الإيرانيات برش الحامض على وجوههن. كما اعتدوا هذه الأيام على عدد من الطالبات بالطعن في الشوارع. وأعدموا منذ وصول روحاني إلى السلطة ألف شخص. ونحن نرفض شريعة الملالي هذه.
وكما قال مسعود رجوي قائد المقاومة:
«الفقاهة… ترافقها العدالة بمعنى رسم الحدود في وجه الظلمة. وهو ما يفتقر إليه الملالي السائرون على نهج الخميني اطلاقا كونهم يمثلون مصاديق للظلم والجور».
وطبقا لما صرحه القرآن وكلام النبي (ص) وكلام علي بن أبي طالب (ع) فلا بد للمسلمين أن يطبقوا هذه الرسالة مع تطورات العصر وذلك بناء على العقل والمنطق والاجتهاد المستمر والدائم، لأننا مؤمنون بديناميكية القرآن.
إن الإسلام يطالب بتقدم المجتمع البشري وتطوير العلاقات بين أبناء البشر، وأخيرا يعد الوقوف في وجه نظام ولاية الفقيه وأي سلطة جبارة ترفض التعهدات الاجتماعية وتبذر البلاد والأجيال حقا وواجبا معترفا به في الإسلام. وتعد حركة تؤمن بإسلام متسامح وديمقراطي كالبديل والنقيض لهذا النظام والتطرف الناجم عنه حيث يتجسد في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وروادها في مخيم ليبرتي. إنهم دفعوا ثمن الحرية بدفاعهم عن الملامح الحقيقية للإسلام فلذلك ينوي النظام الإيراني تصفيتهم مهما كان ثمنها وذلك عبر ارتكابه مجازر وفرضه حصارا غير إنساني وسيما الحصار الطبي.

أخواتي والإخوة الكرام؛
اسمحوا لي أن أختم كلامي بالتأكيد على بضع نقاط:
يحتاج العالم اليوم إلى جبهة متحدة من المسلمين الديمقراطيين والمعادين للتطرف والتشدد. ومن الطبيعي أن تكون خلافات حول قضايا بين الشخصيات والنزعات في هذه الجبهة. ولكن المهم هو وحدة الكلمة بشأن موضوعين أساسيين وهما:
الموضوع الأول هو نفي التطرف تحت يافطة الإسلام ومصدره السياسي والعقائدي الرئيسي أي الاستبداد الديني الحاكم في إيران. والآخر هو دعم البديل لهذا النظام. يعني حل فكري وبديل قائم على الإسلام الديمقراطي يتمثل في مجاهدي ليبرتي ولذلك من الضروري الدفاع عنهم ورفع الحصار الغير إنساني والحصار الطبي على وجه التحديد عن هذا المخيم.
وأنا أعتقد أن هذه الجبهة لها قابلية وقدرات كبيرة جدا كونها تلبي ما يكون العالم في أمس الحاجة إليه وهي تمثل أصوات الأغلبية الساحقة للمسلمين وأبناء الإسلام الحقيقي. كما تلاحظون الآن كيف يواجه المجتمع الفرنسي والمنتخبون للشعب الفرنسي والبرلمان والحكومة الفرنسية لهذه الظاهرة المشئومة تحت يافطة الإسلام ويبحثون عن حل من هنا وهناك. لا بد أن من نجد الطريقة الصحيحة معا.
وتعتبر لجنتكم خطوة هامة في مسار هذه الجبهة حيث من شأنها أن تؤثر على مجتمع المسلمين والرأي العام والصحافة ووسائل الإعلام والبرلمان وترشد الحكومة الى اتخاذ سياسة صحيحة.
¬وأتمنى لجميعكم الموفقيه في هذا الدرب ويسعدني أن نتمكن من تبادل الآراء في هذا الشأن.
وشكرا.

Posted in فكر حر | Leave a comment

الفضائيين

iraqbigestthiefحسن الخفاجي

بتاريخ 21/3/2013 نشرت مقالي الموسوم “هل يعلم السيد رئيس الوزراء بقضية الفضائيين” . كان السيد المالكي محاطا بمجموعة بعضهم من الفاسدين والنفعيين وبعضهم الاخر لا يفقهون في إدارة الدولة شيئا ، لذلك ظل اغلب ما كنا نكتبه تنطبق عليه الآية الكريمة “كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف”.
أخبار الفضائيين طغت على غيرها من أخبار . ظاهرة الفضائيين لا تقتصر على جنود وشرطة وعمال وموظفين، إنها ظاهرة عمت أغلب طبقات المجتمع العراقي.
ماذا نسمي البرلمانيين، الذين يرددون قسم العضوية ويختفون ويظلون يتمتعون بالامتيازات والرواتب؟. على رأس هؤلاء وزعيمهم بلا منازع السيد أياد علاوي، الذي تغيب عن حضور جلسات مجلس النواب لدورتين كاملتين!. ثمانية أعوام لم يحضر خلالها إلا مرات معدودة لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحد، لكنه كان يأخذ مستحقاته المالية ومثله الكثير من البرلمانيين.
أعضاء مجلس النواب يتغيب اغلبهم عشرات المرات خلال الدورة الواحدة وبعضهم أكثر من ذلك، هؤلاء من يمثلون الشعب !.
كيف يحق لهؤلاء محاسبة الفضائيين؟.
ظاهرة أخرى أكثر خطورة من الفضائيين.
العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي ينفرد بوجود ٧١٦ وكيل وزير و٤٥٥٣ بدرجة مدير عام ، حسب تصريح النائب فالح الساري عن كتلة المواطن، علما ان عدد الوزارات العراقية في حكومة العبادي ٢٥ وزارة. ان مارس كل هؤلاء أعمالهم فإنهم فائضون عن حاجة الدولة الحقيقية.
عدد الوزارات في امريكا ١٤ وزارة ولكل وزارة وكيل وزارة واحد فقط!.
العراق يتفوق على أمريكا وعلى اكبر جيش في العالم وهو جيش الصين بمن يحملون الرتب العسكرية الكبيرة. عندنا سبعة يحملون رتبة فريق أول و٨٩ يحملون رتبة فريق و٤٠٧ يحملون رتبة لواء و١٩١٤ يحملون رتبة عميد. هذه الأعداد في وزارة الدفاع فقط. لكل هؤلاء حمايات وعجلات وو ، الجيش الأمريكي فيه 4 يحملون رتبة فريق أول !.
الفضائيون الـ٦٠ ألف، الذين ذكرهم النائب مثال الالوسي هم مسجلون على الأفواج المخصصة لحمايات المسؤولين. السيد رئيس الجمهورية لدية ستة أفواج عددهم بين الألفين إلى ثلاثة ألاف جندي ما عدا الضباط . نواب الرئيس لديهم أفواج حمايات لا تقل عن ٤٠٠ جندي ولا تزيد عن ٧٠٠ ومثلهم وأكثر للسيد رئيس الوزراء ونوابه.
ينفرد العراق بميزة فرهودية أخرى لا توجد في كل بلدان العالم وهي احتفاظ كل المسؤولين السابقين بامتيازات الوظائف التي شغلوها.
يحتفظ السادة محمود المشهداني واياد السامرائي وبرهم صالح وخضير الخزاعي بأفواج حماية تعدادها ٤٠٠ جندي على الأقل ما عدى الضباط. احتفظ السيد أياد علاوي وابراهيم الجعفري بأفواج حماية خلال الفترة السابقة، أي بعد نهاية توليهم المسؤولية كرؤساء وزارات!.
أعداد كبيرة من أفواج وسرايا الحميات لكل هؤلاء عجلات ونثريات وو.. يقبضونها من دولة الفرهود. للعلم ان موكب الرئيس الأمريكي اوباما مكون من خمس إلى سبع سيارات فقط واقل من خمسين عنصر حماية.
بأي وجه حق تدفع الدولة رواتب كل هؤلاء؟.
يضاف أليهم حمايات رؤوساء احزاب ومسؤولين سابقين!.
في عالم الصخب المرافق لضجة الفضائيين سمعنا ضجيجا لكننا لم نسمع عن أفعال وعقوبات، ولم نعرف أسماء اللصوص الكبار.
في ذات الوقت قطعت رواتب العسكريين المعاقين جراء العمليات الإرهابية لأشهر.
هل هذا من العدل في شيء؟.
ان أراد السيد العبادي الاستمرار بطريق الإصلاح وترشيد النفقات وإنقاذ الوضع المالي للبلد عليه التقليص من أعداد من يشغلون وظائف الدرجات الخاصة والمستشارين، وتقليص أعداد الوظائف والمسميات التي جاءت بها المحاصصة لإرضاء الفرقاء السياسيين على حساب أموال العراقيين، لأن البلد على حافة الانهيار الاقتصادي.
مصارحة ومشاركة كل الأطراف السياسية باتخاذ قرارات صعبة ومهمة بتقليص الوظائف الوهمية التي وجدت للترضية السياسية أكثر من ضرورية لإنقاذ العراق من محنته. هؤلاء فضائيون أجازت فضائيتهم المحاصصة.
تقليص أعداد أفواج الحمايات الخاصة لكبار المسؤولين ومن يريد أكثر من خمسين منتسبا لحمايته فليدفع أجور الآخرين من ماله الخاص. القيام بثورة حقيقية على الفساد تبدأ بمحاسبة رؤوس الفساد الكبيرة وإعادة محاكمة ومحاسبة اللصوص وإعادة التحقيق بقضايا سرقات وتهريب النفط. هذه الخطوات كلها تصب بضرب الكائنات الفضائية وقادتهم وصحونهم الطائرة المحملة بملايين الدولارات وربما المليارات، وتعيد للعراقيين الأمل بتصحيح المسار. ان بدأ السيد العبادي بنفسه وقلص نفقات مكتبه وقلص من أعداد منتسبي حمايته فانه سيغدو مثلا أعلى للإصلاح الحقيقي.
“صن النفس واحملها على ما يزينها …. تعش سالما والقول فيك جميل”

Posted in فكر حر | Leave a comment

هل يدفع فراشوا المنطقة الخضراء الضريبة؟

iraqdevidedفجأة انشق قوم مقهى الكرادة الليلي الى قومين،البطرانون والحشاشون.

الحشاشون ارتكنوا جانبا قرب وجاق الشاي والتزموا الصمت الا واحدا منهم كسره اذ قال:

يابه احنا شعلينه نارهم تاكل حطبهم،خلي ياخذون فلوس النفطات مادام يوفرون هاي النشعة الرائعة.

بعد شوي راح انروح انام واروع شي الموت بدون الم،كاتم صوت ولا مفخخة ولا سونار عتيك،المهم انموت بدون الم.

شفتوا هاي فوائد النشعة.

اما قوم البطرانين ويضم علية المجتمع الذين اثبتوا عداوتهم لفراشي المنطقة الخضراء فقد كانوا يتناقشون وينظرون كعادتهم في الليالي المقمرة.

ولكن الطاغي على حوارهم هذا السيل من الاسئلة التي لم يجرؤ احد على توفير الاجابة لها كما يفعل وزير التجارة في البطاقة التموينية.

من هذه الاسئلة:

– اكول،هل الفراشين في المنطقة الخضراء يدفعون ضريبة؟اعتقد الاجابة بالنفي لأن مدير الضريبة سيختفي من الانظار اذا فتح”حلكه” وجاب اسمهم،راح يلعنون والد والديه.

– هل صحيح اكو جوعانين بالعراق؟ لا مامعقولة،اللي موجود بس مليون ونص مواطن ينتمون الى حزب الحواسم ومقره اطراف بغداد.

– هل صحيح المليار دولار اللي رصدوها في زراعة النخيل العام 2012 بالبصرة خضرت اربع نخلات قبل يومين ومعالي السيد الموقر والمبجل ،الله يستر عليه،عبد الصمد قص شريط احدى النخلات اللي كانت تثمر تمر زهدي بس.

– احد الحاضرين وكان عاملا في امانة العاصمة سأل: يقال ان عبعوب وجه دعوة جماهيرية لزيارة نهر القناة وقيل ايضا انه بادر الى حذف نقطة من قاف القناة لتصبح فتاة بغداد،والله حلو هذا الاسم،شلون دبرها ابو العطر الباريسي والمسبحة بمليون دولار ما ادري.

– هل صحيح ما يقال ان رجال الحرس في احدى ثانويات البنات بالبصرة اعتقلت ولي امر احدى الطالبات الذي دخل حرم العورات رغم التعميم الصادر بمنع الاختلاط ورغم انه اخبرهم بان ابنته تعاني الصداع ” الشقيقة” وجاء ليطمئن عليها،ولكن لافائدة فالاوامر هي الاوامر ولابد من جره الى التحقيق لعبوره الخطوط الحمراء. الله يكون بعونك ايها الاب رحت بين الرجلين.

– اعاد احدهم السؤال عن الضريبة وقال: لايمكن ان يدفعوا الضريبة لانه كما قيل الحجي ماعليهرضريبة وهم ماعدهم غير الحجي.

ماعلينا…..

فاصل يزعل: خويه حميد مجيد موسى،سمعت اللقاء معك على احدى القنوات الفضائية وكنت تطرح حقائق،اسمح لي بالقول،يعرفها ابسط فراش في دائرة العقار،لاجديد فيما طرحته سوى اعادة هذه الحقائق الى الاذهان رغم انها باتت معروفة،مرة اخرى لاتزعل مني ،كنت اتوقع ان تطرح عمليا برنامج عمل الحزب وكيف سيقود السفينة في هذا الزمن الاغبر،وكفانا تنظيرا ايها الرفيق.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

عندما يهرب النظام السوري إلى سورية

assadhassonيمتلك رئيس النظام السوري بشّار الأسد قدرة ليس بعدها قدرة على الانتقام من سورية والسوريين. كان آخر دليل على ذلك الحديث الذي ادلى به إلى مجلة «باري ماتش» الفرنسية والذي يبدو واضحا أنّه جزء من حملة علاقات عامة تستهدف تلميع صورة رجل مسؤول عن مئتي الف قتيل من مواطنيه وتهجير نصف ابناء الشعب، فضلا عن تدمير المدن والبلدات السورية.

الأكيد أنّ لدى المجلة ما دفعها إلى اجراء الحديث والتباهي به. ما ليس أكيدا هو مساهمة الحديث في تغيير شيء في الواقع السوري المتمثّل في أنّ النظام انتهى، لكنّه يصر على أن تنتهي سورية معه.

خلاصة الحديث أن بشّار الأسد يرفض مغادرة الموقع الذي يحتله بالقوة والذي ورثه عن والده. يتحدّث عن «دولة» يقف على رأسها في حين أنّه لم يوجد في سورية الحديثة، أقلّه منذ تولي حزب البعث السلطة نتيجة انقلاب عسكري في الثامن من مارس 1963 أي مؤسسات لدولة من أيّ نوع كان. كلّ ما هناك نظام عسكري ـ امني، يدّعي أنّه دولة ولم تكن لديه في يوم من الأيّام أي شرعية.

تطوّر هذا النظام في اتجاه واحد، في اتجاه تحوّله من مجرّد تركيبة مدنية ـ عسكرية في البداية إلى تركيبة طائفية، على رأسها عدد من الضبّاط العلويين اختزلت التركيبة هذه ابتداء من العام 1970 برجل واحد هو حافظ الأسد.

في عهد بشّار الأسد، صارت التركيبة ذات طابع عائلي بعدما وضع اقرباؤه المباشرون يدهم على كلّ المرافق الاقتصادية للبلد في كلّ المجالات والحقول.

باختصار، لم توجد في سورية ما بعد البعث مؤسسات لدولة. كانت هناك مجموعة من الأجهزة الأمنية تسيطر على الدولة وتسيّرها لا اكثر. كانت في الواجهة في بعض المواقع شخصيات سنّية استُخدمت لمجرّد التمويه. لم يكن يجمع بين هذه الشخصيات سوى أنّها من سُنّة الأرياف، نظرا إلى كره حافظ الأسد لسنّة المدن الكبيرة. ما يجمع بين مصطفى طلاس وحكمت الشهابي وعبد الحليم خدّام وفاروق الشرع هو كونهم جميعا من سنّة الأرياف. الأهمّ من ذلك، أنّهم كانوا مجرّد بيادق في لعبة يديرها حافظ الأسد الذي كان يستطيع التدمير والابتزاز واللعب على التوازنات الإقليمية… والذي اعتقد أنّ في استطاعته بناء دولة لا مؤسسات فعّالة فيها سوى المؤسسات الأمنية.

كان من المفيد قراءة حديث بشّار الأسد، أقلّه من أجل اكتشاف ما اكتشفه كثيرون منذ اندلاع الثورة الشعبية في سورية في مارس 2011. تبيّن منذ اليوم الأوّل لاندلاع تلك الثورة الحقيقية أنّ بشار الأسد لا يعرف شيئا عن البلد الذي يحكمه بالحديد والنار وكلّ اشكال القمع. يتفهّم اللبنانيون، قدر الإمكان، أنّه لم يكن يعرف شيئا، ولو قليل القليل، عن لبنان. لكنّ الفضيحة الكبرى كانت جهله بسورية والسوريين ايضا. لم تكن لديه حتى واجهات شكلية يمكن أن توحي بأنّ هناك مشاركة ما، ولو نظريا في السلطة.

يؤكّد كلّ ما في حديث بشّار الأسد أن ليس في استطاعة الرجل الخروج من حال الإنكار التي يعاني منها. لا يزال يعيش داخل عالم خاص به لا علاقة له بالواقع. يعتقد أنّه على رأس دولة، في حين أنّه على رأس مجموعة عائلية اقرب إلى مجلس ادارة لشركة. يتولى مجلس الإدارة هذا تسيير شركة اسمها سورية. الشركة مفلسة حاليا وصارت هناك حاجة إلى من يغذيها من الخارج، فجاءت المشاركة الإيرانية التي ارتدت اشكالا مختلفة صبّت في نهاية الأمر في جعل الشركة التي اسمها سورية شركة تمتلك ايران معظم الأسهم فيها. وهذا ما يفسّر إلى حد كبير انفراط عقد العائلة شيئا فشيئا من جهة ومؤشرات إلى نقمة داخل اوساط علوية على بشّار من جهة أخرى.

كان تاريخ النظام السوري، منذ ما قبل استيلاء البعث على السلطة، سلسلة من عمليات الهروب إلى الخارج لتغطية الأزمة العميقة التي يعاني منها البلد منذ استقلاله. إنّها أزمة نظام وكيان في الوقت ذاته. كان الانقلاب العسكري الأوّل لحسني الزعيم تعبيرا عن هذه الأزمة التي صارت فاقعة مع قيام الوحدة المصطنعة مع مصر التي لم تدم سوى ثلاث سنوات.

لا حاجة إلى سرد المحطات التي مرّت بها سورية، بما في ذلك، اخذ العرب إلى حرب خاسرة سلفا في العام 1967، حين كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع. لا حاجة إلى الاسترسال في كيفية ايقاع لبنان، عن سابق تصوّر وتصميم، تحت عبء الوجود الفلسطيني المسلّح في العام 1969، تاريخ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم الذي لا يزال الوطن الصغير يعاني منه. لا حاجة إلى تكرار كيف أنّ النظام السوري وبعد حرب أكتوبر 1973 وجد نفسه في طريق مسدود، خصوصا بعد زيارة الرئيس انور السادات للقدس في خريف العام 1977.

هرب النظام السوري إلى لبنان. استخدم الورقة الفلسطينية ثم الغرائز المذهبية إلى ابعد حدود من اجل احتلال البلد الجار عسكريا طوال ثلاثة عقود. وفي مرحلة معيّنة هرب إلى العراق. تصالح حافظ الأسد مع عدوّه اللدود صدّام حسين للوقوف في وجه انور السادات ظاهرا. الحقيقة أنّ صدّام الذي لم يكن هناك من يتفوّق عليه بالغباء السياسي، وقع وقتذاك في الفخّ الذي نصبه له الأسد الأب.

في السنة الجارية، يتبيّن أنّه لم يعد امام بشّار الأسد الذي خرج من لبنان نتيجة اغتيال رفيق الحريري، سوى الهرب إلى سورية بعدما انتفضت في وجهه. إلى متّى يستطيع ممارسة لعبة الهروب هذه؟

يتحدّث عن «دولة» لا وجود لها في سورية ويلقي التهم يمينا ويسارا رافضا الاعتراف بأمرين. الأوّل أنّه لم تكن لديه شرعية ما في أي يوم من الأيام. والآخر أن الأجهزة الأمنية والشركات العائلية لا تصنع دولا. أقصى ما تستطيع هذه الأجهزة وهذه الشركات صنعه هو البراميل المتفجّرة. أقصى ما يمكن أن تصنعه هو تشريد مزيد من السوريين وتمكين إيران وادواتها من بسط سيطرتها اكثر فاكثر على البلد، أو على ما بقي منه.

الثابت وسط كلّ هذه المأساة أن حديثا في مجلة فرنسية لا يقدّم ولا يؤخر. إنه عودة إلى اساليب قديمة، تجاوزها الزمن لإظهار النظام في مظهر من لديه شيء يقوله. كلّ ما في الأمر أن الحديث كان مناسبة أخرى للتأكّد من أن بشّار الأسد يعيش في عالم لا علاقة له بالعالم. كلّ يوم يبقى فيه في دمشق يعني مزيدا من الخراب والتفتيت لبلد كان يمكن ان يكون من افضل دول المنطقة واكثرها ازدهارا، لو وجد فيه في يوم من الأيّام شخص طبيعي في السلطة يدرك أن لعبة الهروب إلى الامام، الى خارج سورية، سترتد عليها عاجلا أم آجلا.

كم كان حجم هذا الارتداد ضخما، خصوصا بعدما اضطرّ بــــشّار إلى الهرب في اتجاه سورية!

*نقلاً عن “الراي” الكويتية

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

هكذا دمرت أميركا الديمقراطية السورية والإيرانية

damascus2جيمس بوند أميركي من أسرة سياسية أنجبت رئيسين لأميركا. ضابط مخابرات «عروبي» تعاطف مع القومية العربية، على الطريقة الناصرية. خصم عنيد للصهيونية. وكافح باكرا ضد سيطرتها على الإعلام الأميركي. والهيمنة على القرار السياسي.

كيرمت روزفلت (1916 – 2000) مثقف جاد. كفء. ذكي. واثق بالنفس. جريء. بارد الأعصاب. سعى طوال حياته العملية إلى التقريب بين العرب وأميركا. شغلته القضية الفلسطينية. وقاوم الشيوعية خلال الحرب الباردة.
شغل «كيم» إدارة قسم الشرق الأوسط في المخابرات الأميركية (سي آي إيه) في الأربعينات والخمسينات. وكان المبعوث السري الأميركي الدائم لحل التعقيدات السياسية. أو لقيادة العمليات السرية. كتابه عن «العرب. النفط. التاريخ» بات مرجعا لدوائر القرار السياسي، في الدول الكبرى المهتمة بالمنطقة. عمل مع «كيم» لفيف عريض من ضباط المخابرات والدبلوماسيين الأميركيين «العروبيين»، لتعزيز التفاهم بين العرب وأميركا.
أحب كيم العرب. ولم يجد في قلبه مكانا للإيرانيين، معتقدا أن العرب أكثر ديمقراطية على المستوى النفسي، فيما الإيرانيون أكثر خضوعا وطاعة لزعمائهم. دبر كيم انقلابا عسكريا من مخبئه في التلال المحيطة بطهران. فأسقط حكومة محمد مصدق الذي أمم النفط الإيراني الذي يستغله الإنجليز. أعاد كيم الشاه الهارب إلى الحكم. وكان هذا الانقلاب مصدر فخر شخصي لكيم. ثم مصدر تأنيب وتبكيت في أواخر حياته. فقد مهد هذا الانقلاب المشؤوم لوصول «الجهاديين» بقيادة الخميني إلى الحكم في إيران (1979).
هكذا قدم المؤرخ والباحث هيو ويلفورد، كيرمت روزفلت وضباطه «العروبيين» في كتابه الأخير «لعبة أميركا الكبرى». ولا أدري ما إذا كان المؤلف هو الذي أطلق عليهم صفة «العروبيين»، أو أنهم هم الذين كانوا يباهون بذلك في أحاديثهم الشخصية. بل لم أسمع أحدا من العرب الذين قابلهم أو تعامل معهم قد وصفهم بأنهم «عروبيون».
للأمانة أشير إلى غزارة المعلومات التي جمعها ويلفورد من وثائق الأرشيف في المخابرات. والخارجية. ومراكز البحوث. وسعى أن يكون محايدا. فلا نكاية أو شماتة بالعرب في هزائمهم. ولا مديح للصهيونية ولإسرائيل في انتصاراتهما. غير أن التحليل الذي قدمه لأحداث الأربعينات والخمسينات لم يكن دائما دقيقا. وصحيحا، لبعده عن المسرح الميداني. إنما كان موفقا في تحليله، لقصور الطبقة السياسية الأميركية الحاكمة، عن فهم العرب.
الكتب والدراسات البحثية المهتمة بالمنطقة العربية كثيرة في السنين الأخيرة. غير أن كتاب المؤرخ هيو ويلفورد ينفرد بالعودة إلى جذور سوء الفهم بين العرب وأميركا، قبل انحيازها إلى الصهيونية وإسرائيل. من هنا اهتمامي بالرواد الأوائل للمخابرات الأميركية الذين كانوا بحكم جولاتهم في المنطقة، أكثر وعيا من الطبقة السياسية الحاكمة، بعدم خسارة العرب، لصالح ثقافة التطرف السياسي والديني.
آرتشيبولد روزفلت (1918 – 1990) ابن عم كيم. ضابط «عروبي» مثقف. نزل مع القوات الغربية في المغرب (1942). أراد تأسيس جامعة أميركية هناك. وسع نشاطه إلى الجزائر وتونس. فعرف زعماء المغرب العربي، كالمهدي بن بركة. والحبيب بورقيبة. فطلب الفرنسيون إبعاده. نقل إلى بغداد، فتعرف على الأسرة الهاشمية. ونوري السعيد. وجال في العراق. فأصبح حجة في شؤون السنة. والشيعة. والأكراد. ومن بغداد إلى طهران حيث خاض حروب المخابرات في العاصمة المحتلة إنجليزيًا. وروسيًا.
لم يحب آرتشي الشاه. فنقل إلى باريس ولندن. واختلف هو وابن عمه كيم مع المخابرات البريطانية. وأحبطا محاولاتها لقتل صديقهما عبد الناصر بالمناديل والسجائر المسمومة. كان آرتشي عاشقا للبنان. طلق زوجته الأميركية التي رفضت الالتحاق به هناك. وتزوج أميركية درزية من لبنان.
في عام 1949، صنع مايلز كوبلاند «العروبي» انقلابين أميركيين في سوريا. وصنع الإنجليز الانقلاب الثالث، بهدف ربط سوريا بالعراق (الإنجليزي) وحلف بغداد مع تركيا وإيران. كان كوبلاند خفيف الظل. يتقن عدة لغات. ووضع عدة كتب مخابراتية. أهمها «لعبة الأمم» الذي اكتسب شهرة عربية، لإيراده تفاصيل انقلابية ومخابراتية كثيرة فيه. لكنه كان متناقضا في روايته لها. عمل كوبلاند في لندن وباريس. فأنجز زواجا ناجحا مع مخابراتية إنجليزية.
ولد وليم إدي في لبنان. فتكلم العربية. كان المترجم في اللقاء بين العاهل السعودي المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس فرانكلن روزفلت. كان إدي وآرتشي حالمين بحلف «حضاري» بين الإسلام والمسيحية. ونصحا أميركا بتسييس الدين الإسلامي فأسفرت النصيحة عن الكارثة الراهنة في العالم العربي.
عمل المخابراتي الأكاديمي ستيفن بنروز مستشارا لوزير الدفاع جيمس فوريستال. وربما عرف الأسباب التي ما زالت غامضة لانتحار الوزير «العروبي»، بإلقاء نفسه من نافذة مكتبه في البنتاغون. وبقي بنروز ضابطا في المخابرات، بعدما أصبح مديرا لجامعة بيروت الأميركية!
تزداد شكوكي في هؤلاء «العروبيين». فقد قدمهم المؤرخ ويلفورد دعاة وحدة قومية عربية. جالوا في العالم العربي. عرفوا أسراره. اصطدموا بالمخابرات الاستعمارية الأوروبية. صادقوا عبد الناصر. ثم عملوا ضده حين أجبرهم رؤساؤهم السياسيون في واشنطن على ذلك. وقوضوا الديمقراطية السورية الوليدة، منتهزين تجديد الرئيس شكري القوتلي لولايته، في انتخابات مريبة (1947).
ثم أقول بصراحة إن الجيش الذي ورثته سوريا من «جيش الشرق» الفرنسي، لم يكن وطنيا. فلم يرتبط ضباطه وجنوده، منذ البداية، عاطفيا بالعروبة أو المصالح الوطنية. ومأساة هذا الجيش «الطائفي» الذي يقتل شعبه اليوم، تحت قيادته العلوية الطائفية، شاهد على ما أقول.
تقول رواية المؤرخ ويلفورد إن مايلز كوبلاند عندما عين مديرا لمحطة الـ«سي آي إيه». في دمشق، بدأ فورا بالتعرف على كبار ضباط الأركان السوريين. وكان على رأسهم – لسوء الحظ – حسني الزعيم، رئيس الأركان وحكواتي المقاهي السياسية الطامح علنا إلى انقلاب «لإصلاح» الحال!
صفق السوريون بلا وعي للانقلاب الذي تمكن كوبلاند وزميله جيمس ميد من تشكيل مجلس قيادته من ضباط الطوائف. ثم اكتشفا أن الزعيم لم يكن على المستوى الثقافي والسياسي الذي يؤهله للحكم. وكان أول أمر أصدره بعد ترئيسه مثارا لسخريتهما. فقد أمرهما بالوقوف. وأداء التحية له كلما التقى بهما.
أما روايتي الشخصية لانقلاب حسني الزعيم، فتختلف عن رواية ويلفورد. وهي تستند إلى أحاديث مع الصديق نذير فنصة عديل المشير الزعيم. ورئيس مكتبه بعدما أصبح رئيسا. كان فنصة يؤكد أن دوافع الانقلاب محلية بحتة. وقد أطلعني على صورة له مع الضابط ميد. أما لقاءات كوبلاند وميد مع الزعيم فقد أرجعها إلى دوافع «لحل القضية الفلسطينية». أو لاستكمال إجراءات مد خط نفط شركة «التابلاين» الأميركية، عبر الأراضي السورية باتجاه موانئ التصدير اللبنانية.
على كل حال، لم يكن الزعيم شرا كله. فقد طبق «القانون المدني» الذي شرّعه رجل القانون المصري عبد الرزاق السنهوري، لتنظيم القضاء، وضبط أحكام القانون، من دون المس بالحريات الدينية. أو بالحقوق الشخصية الواردة في الشريعة. لكن تسليمه أنطون سعادة المطلوب في لبنان كان شؤما عليه. فقد أقدم لبنان على إعدام هذا الزعيم للحزب السوري القومي (الفاشي). فسارع أنصاره ومحازبوه في مجلس قيادة الانقلاب إلى القيام بانقلاب بقيادة رئيس الأركان سامي الحناوي، على الزعيم، وإعدامه بلا محاكمة هو ورئيس حكومته محسن البرازي.
لم تكن هذه التجربة الأخيرة للمخابراتيين الأميركان «العروبيين» في سوريا. فقد تحولوا إلى الاهتمام بجمال عبد الناصر. وعندما اختلفت واشنطن معه حول صفقة الأسلحة التي عقدها مع تشيكوسلوفاكيا الشيوعية، عادوا إلى «لعبة الأمم» ضده في سوريا. فكان لهم بالمرصاد عبد الحميد السراج مدير المخابرات العسكرية الذي أحبط محاولاتهم الانقلابية الواحدة تلو الأخرى. ولم يكونوا هم ولا المؤرخ ويلفورد يعرفون أن السراج غدا رجل عبد الناصر في سوريا. في الثلاثاء المقبل أتابع رواية المؤرخ ويلفورد عن مغامرات أميركا «الناصرية» في مصر وسوريا. وأقدم تعليقي عليها.

نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

المؤتمر العالمي للجراحين

aziznisinالمؤتمر العالمي للجراحين
بقلم الكاتب التركي الساخر عزيز نسين
تعريب عادل حبه
عقد مؤتمر عالمي للجراحين في مدينة لوبليكس. وقد احتضن هذا المؤتمر العالمي العاشر كبار جراحي العالم. وحاز باهتمام محافل العلوم الطبية في العالم، إضافة إلى جذب اهتمام الرأي العام العالمي. شارك في المؤتمر عدد كبير من جراحي العالم من المتميزين بالفرادة والمهارة والنبوغ في مهنتهم، إضافة إلى حضور عدد كبير من المراسلين من شتى بقاع العالم. وراح المراسون يؤدون واجبهم على غرار ما يؤدونه أثناء مسابقات كرة القدم أو في اللقاءات الصحفية مع الشخصيات السياسية ونجوم السينما الذي يسعون إلى إبراز محاسنهم وجمال أزيائهم. وتقرر في المؤتمر أن يلقي جراحون معروفون من ثلاث وعشرين دولة محاضرات حول أحدث ما توصل إليه علم الجراحة. وكان من بين المشاركين جراحين يستطيعون بمنتهى البساطة فصل أعضاء من الجسم ثم ربطها من جديد. ونشرت الصحافة العالمية بضع سطور عن هذا المؤتمر العالمي، إلى جانب آخر الأخبار حول أزياء ألبسة السباحة ونتائج مسابقات كرة القدم.
جرت في حفلة الافتتاح المراسيم التقليدية التي تجري عادة في حفلات الافتتاح، وألقيت كلمات معتادة في اليوم الثاني من أعمال المؤتمر. وبدأت في اليوم الثالث المحاضرات حول آخر منجزات العمليات الجراحية. كان المتحدث الأول الدكتور كليزمان الجراح الأمريكي المعروف، حيث توجه مع مساعده نحو منصة الخطابة وبدأ بإلقاء خطابه.
وضع الحاضرون السماعات الخاصة على آذانهم، واستعد المراسلون على عجل لمتابعة الخطابات وهم يحملون أوراقهم وأقلامهم. وبادر كل مشارك بوضع السماعة الخاصة تبعاً للغة التي يتقنها. وبدأ كليزمان محاضرته على النحو التالي:
أيها الزملاء المحترمون! لي الفخر وبعد 35 سنة من تراكم الخبرة الثمينة في علم الجراحة أن أعرف الزملاء الأعزاء بآخر اكتشافاتي. أنكم على علم بأنه لم يتمكن أي من الجراحين من تغيير بصمات أصابع الإنسان. ولم يحرز الطب والجراحة أي تقدم في هذا الميدان، ولم يكتب العلماء أي سطر حول هذا الموضوع. فعند أية عملية جرت لإزالة حلد الأصابع، سرعان ما ينمو جلد آخر بنفس المواصفات، وتحتفظ الخطوط بالمواصفات السابقة. ولهذا أصبح من السهولة بمكان على البوليس كشف رجال العصابات والسراق وأقطاب الجريمة واعتقالهم. ولكن لي الفخر أن أعلن لكم وبعد سنوات من الجهد والمطالعة والتجارب إنني استطعت تغيير خطوط أصابع الإنسان. إن الشخص الذي يقف إلى جواري هو من الرأسماليين المعروفين في الولايات المتحدة الأمريكية، وصاحب أكبر مصانع عصائر الفواكه فيها. أسم سعادته هو مستر توماس، ولكن الشرطة تعرفه باسم “جاك”، وتُحفظ اضبارته في دوائر الشرطة بهذا الاسم. لقد بذلت الشرطة جهوداً كبيرة ولمدة 10 سنوات لاعتقال هذا الشخص الذي اعتبر من أخطر رجال العصابات. ولكن ولحسن الحظ لم يحالف الشرطة الحظ بالقبض عليه.
الآن تحول توماس إلى ملياردير، ولم تستطع الشرطة أن تثبت أنه كان من أهل السوابق ومن أقطاب الجريمة المنظمة. ينبغي عليكم أيها الزملاء الأعزاء أن تدركوا بأن جراحة تجميل الأصابع لا تعتبر من أشق العمليات الجراحية فحسب، بل من أكثرها ربحية وإيراداً. أستميحكم العذر كي تشاهدوا تفاصيل هذه العملية الجراحية من خلال الفلم الذي سنعرضه عليكم.
بعد مشاهدة الفلم، صدّق الحاضرون كلام زميلهم الأمريكي واعتبروه أحد المكتشفين العظام في ميدان علم الجراحة. ولكن ما أن شرع ممثل الجراحين في انجلترة بالتحدث حتى غيّر الحاضرون رأيهم. وقف الجراح الانجليزي الدكتور ب. لينكس أمام الميكرفون وإلى جانبه أحد الأشخاص وقال:
أيها الزملاء الأعزاء! إنني سأتحدث لكم عن عملية جراحية استثنائية ومحيرة ليس لها نظير في علم الطب، والتي ستقدم خدمة كبرى إلى عالم البشر. أنتم ترون من يقف إلى جانبي، فهو أحد أبطال الحرب العالمية الثانية. لقد قام هذا الشخص لوحده في الاشتباك مع العدو وقام بإبادة 26 من جنوده، ولكن للأسف تعرض إلى انفجار قنبلة يدوية معادية أصابت خلفية رأسه مما أدى إلى انفصال الرأس عن الجسد. وسرعان ما تم نقله إلى المستشفى، وقمت فوراً بعملية جراحية ماهرة مستخدماً مرهم خاص، حيث تم لصق الرأس برقبته من جديد وأصبح أفضل من السابق بحيث لا تهزه حتى قنبلة ذرية. وها أن الآن أشرح لكم سر هذا المرهم….
طغت علائم التعجب على وجوه الحاضرين، واعتقد الجميع أن علم الطب لم يشهد مثل هذا الاكتشاف الكبير في عالم الجراحة، وإن المحاضرة كانت مفيدة جداً ولم يجر الاستماع إلى مثيلة لها من قبل. ولكن ما أن بدأ الجراح الفرنسي يإلقاء محاضرته حتى تغير رأي المشاركين. توجه الجراح الفرنسي نحو منصة الخطابة بمعية سيدة جميلة ارتدت لباس سباحة من قطعتين. وقف الجراح الفرنسي أمام الميكرفون، وتململ المشاركون في مقاعدهم وارتعشت أبدانهم عندما شاهدوا السيدة الشابة المرافقة للجراح. بدأ الجراح الفرنسي خطابه على النحو التالي:
زملاؤنا المحترمون! لقد توصلت إلى انجازات كبيرة جداً في ميدان جراحة التجميل. ولابد أن تعرفوا أن الفتاة الجميلة التي تقف أمامكم هي من صناعتي وصنعتها على ركام سيدة تبلغ من العمر 65 سنة. جرت همهمة في الصالة، وبعد صمت دام عدة لحظات، استمر الجراح الفرنسي في حديثه وقال: لقد أنجزت عملاً غير عادي في جراحة التجميل، حيث حولت أمرأة مسنة إلى فتاة جميلة كما ترون، إن جمالها بلغ حداً بحيث فتن حتى قلبي، ناهيك عن ألآخرين. استقبل خطاب الجراح الفرنسي يالتصفيق الحاد .
بعد ذلك توجه نحو منصة الخطابة جراح ألماني وقال: زملاؤنا الأعزاء، عليكم أن تعرفوا أن الموت لا يعني توقف جميع عمل أعضاء الجسم. فإذا ما توفرت ظروف مناسبة لأعضاء الجسم الأخرى فإنها تستمر بفعاليتها. فعند الإصابة بمرض السل يتوقف عمل الرئتين فقط. لقد برهنت عملياً على أن فشل القلب أو الرئتين لا يؤديان إلى الموت كلياً، فإنه من الممكن الحفاظ على حيوية الخلايا. لقد استطعت بعد سلسلة من البحوث أن أخلق أنساناً حياً من الأعضاء الحية للأموات. في هذه اللحظة، وبعد صمت قليل قام الجراح بلفت أنظار الحاضرين إلى شاب شبيه بـ”أﭘولون” ، قال الجراح: إن ساقي هذا الشخص تعودان إلى رياضي توفي على أثر عملية المصران الأعور، أما بدنه فيعود إلى مصارع توفي بعد تعرضه لضربة في رأسه أثناء ممارسة رياضة المصارعة. أما رأس هذا الشاب وقلبه فيتعلقان بأحد جلادي الغستابو الذي حكم بالإعدام شنقاً حتى الموت.
اعتبر جميه المشاركين في المؤتمر بأن ما قام به الجراح الألماني من إنجاز محير هو أكبر اكتشاف في عالم الجراحة. ولكن بسبب من عدم الاستماع إلى محاضرة الجراح الياباني، فقد أجل المشاركون في إبداء وجهة نظرهم إلى اليوم التالي.
في اليوم التالي استمر المؤتمر في أعماله.
وقف الدكتور الياباني” هيمي شياما” أمام الميكرفون، كما وقف إلى جانبه عجوز ياباني قصير القامة، وقال: هذا الشخص هو ياباني متعصب لم يستطع المشاركة في الحرب العالمية الثانية بسبب قصر قامته وأمّيته. ولم يتحمل هذا الشخص هذا التحقير الهائل وتحمل الصدمة النفسية، وقام بشق بطنه مما أدى إلى تساقط جميع أحشائه على الأرض.
وفي اليوم الأخير من أيام المؤتمر، قام جميع الخطباء بتوضيح أكثر حول منجزاتهم واكتشافاتهم في عالم الجراحة من أجل إحراز المرتبة الأولى.
من بين أعضاء المؤتمر، التزم جراح واحد الصمت ولم ينبس بأي حرف، وكان غارقاً في التفكير. جلب هذا الجراح انتباه رئيس المؤتمر وقال له:
– هل لدى سعادتكم أية قضية تودون عرضها على المؤتمر؟
– لم لا! ولكنني لا أظن أنها ستثير اهتمام الحضور.
تعالى صوت من قاعة المؤتمر:
– نريد أن نستمع إليه.
– يجب على جميع أعضاء المؤتمر التحدث عن اكتشافاتهم.
– نرجو منه أن يتوجه نحو الميكرفون.
اضطر هذا الجراح الذي لم ينبس بأية كلمة خلال كل جلسات المؤتمر، إلى التوجه صوب الميكرفون. وبعد أن رشف جرعة من الماء، أدار وجهه نحو الحضور وقال:
– الآن أرجو من الزملاء أن ينشّطوا آذانهم لسماع محاضرتي، فإنني سوف أعرض عليكم بشكل مختصر عملية جراحة “اللوزتين” التي قمت بها.
تعالت أصوات غريبة وعجيبة في القاعة، مصحوبة بالسخرية والضحك.
– هذا السيد يريد الحديث عن عملية “اللوزتين” بعد كل الاكتشافات الكبرى التي تحدث عنها الزملاء الذين سبقوه.
أثار ذلك ضحك وسخرية الحضور في المؤتمر من المحاضر الجراح الذي قال:
– أيها السادة..باعتباري انساناً متواضعاً، ما كان بودي الحديث عن الأهمية الكبيرة لهذه العملية الجراحية، ولكنني لم أعد أتحمل هذا الضحك والسخرية. فليسن من حقكم أن تسخروا مني بسبب عملية جراحية لـ”اللوزتين”.
اشتد ضحك وسخرية الحضور.
– عمليتك الجراحيةغبية جداً!
– من المخجل أن يشارك في المؤتمر جراح “اللوزتين”.
– إنني لا أقوم بمثل هذه العمليات الجراحية البسيطة.
– جراحة “اللوزتين” من اختصاص الممرضين.
– من المخجل لأي جراح مشهور أن يتحدث مع جراح حول عملية “اللوزتين” في المؤتمر.
زادت كناية الحاضرين في الجلسة من نرفزة المحاضر، بحيث أخذ يرتجف من شدة غضبه وارتعدت فرائصه وصاح بأعلى صوته:
– هل تعرفون الشخص الذي أجريت له عملية “اللوزتين”؟
– بالنسبة لنا ..الشخص الذي أجريت له العملية ليس ذي أهمية حتى ولو كان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.
– سيدي..ما علاقة شخصية الانسان بجراحة “اللوزتين”.
صاح المحاضر بأعلى صوته وقد أحمر من شدة الغضب في أجواء صراخ الحضور:
– إن الشخص الذي أجريت له عملية نزع “اللوزتين” كان صحفياً.
تعالى ضحك المشاركين، وأنبرى أحدهم قائلاً:
هل هناك فرق في إزالة اللوزتين عند الصحفي أو التاجر أو الموظف أو الجندي..
ابتسم المحاضر وقال بصوت جهوري:
إنني أدرك بأن جراحة اللوزتين لا تختلف مع اختلاف الأفراد المنحدرين من طبقات مختلفة، فالفقير والغني متساويان تحت مشرط الجراحة. ولكن عليكم أن تدركوا قضية مهمة هي أنه عندما نزيل “اللوزتين” من هذا الصحفي، فإن ذلك يعني سريان قانون لا يحق للصحفيين في ظله فتح أفواههم على الإطلاق. وعلى هذا الأساس كنت مضطراً إلى إخراج “اللوزتين” من مخرج الصحفي!!.
تراجع الضحك والسخرية من على محيا الحاضرين، واستُقبلت محاضرة الجراح بالتصفيق المستمر. واعتبر جميع أعضاء المؤتمر العالمي للجراحين إن عملية جراحة “لوزتي” الصحفي وبإجماع الآراء باعتبارها أهم منجز في تاريخ الطب في العالم. ولهذا قام الجميع بتهنئة الجراح بإحرازه المرتبة الأولى، وغادر الجميع قاعة المؤتمر بطيبة خاطر.

Posted in الأدب والفن | Leave a comment