هل يدفع فراشوا المنطقة الخضراء الضريبة؟

iraqdevidedفجأة انشق قوم مقهى الكرادة الليلي الى قومين،البطرانون والحشاشون.

الحشاشون ارتكنوا جانبا قرب وجاق الشاي والتزموا الصمت الا واحدا منهم كسره اذ قال:

يابه احنا شعلينه نارهم تاكل حطبهم،خلي ياخذون فلوس النفطات مادام يوفرون هاي النشعة الرائعة.

بعد شوي راح انروح انام واروع شي الموت بدون الم،كاتم صوت ولا مفخخة ولا سونار عتيك،المهم انموت بدون الم.

شفتوا هاي فوائد النشعة.

اما قوم البطرانين ويضم علية المجتمع الذين اثبتوا عداوتهم لفراشي المنطقة الخضراء فقد كانوا يتناقشون وينظرون كعادتهم في الليالي المقمرة.

ولكن الطاغي على حوارهم هذا السيل من الاسئلة التي لم يجرؤ احد على توفير الاجابة لها كما يفعل وزير التجارة في البطاقة التموينية.

من هذه الاسئلة:

– اكول،هل الفراشين في المنطقة الخضراء يدفعون ضريبة؟اعتقد الاجابة بالنفي لأن مدير الضريبة سيختفي من الانظار اذا فتح”حلكه” وجاب اسمهم،راح يلعنون والد والديه.

– هل صحيح اكو جوعانين بالعراق؟ لا مامعقولة،اللي موجود بس مليون ونص مواطن ينتمون الى حزب الحواسم ومقره اطراف بغداد.

– هل صحيح المليار دولار اللي رصدوها في زراعة النخيل العام 2012 بالبصرة خضرت اربع نخلات قبل يومين ومعالي السيد الموقر والمبجل ،الله يستر عليه،عبد الصمد قص شريط احدى النخلات اللي كانت تثمر تمر زهدي بس.

– احد الحاضرين وكان عاملا في امانة العاصمة سأل: يقال ان عبعوب وجه دعوة جماهيرية لزيارة نهر القناة وقيل ايضا انه بادر الى حذف نقطة من قاف القناة لتصبح فتاة بغداد،والله حلو هذا الاسم،شلون دبرها ابو العطر الباريسي والمسبحة بمليون دولار ما ادري.

– هل صحيح ما يقال ان رجال الحرس في احدى ثانويات البنات بالبصرة اعتقلت ولي امر احدى الطالبات الذي دخل حرم العورات رغم التعميم الصادر بمنع الاختلاط ورغم انه اخبرهم بان ابنته تعاني الصداع ” الشقيقة” وجاء ليطمئن عليها،ولكن لافائدة فالاوامر هي الاوامر ولابد من جره الى التحقيق لعبوره الخطوط الحمراء. الله يكون بعونك ايها الاب رحت بين الرجلين.

– اعاد احدهم السؤال عن الضريبة وقال: لايمكن ان يدفعوا الضريبة لانه كما قيل الحجي ماعليهرضريبة وهم ماعدهم غير الحجي.

ماعلينا…..

فاصل يزعل: خويه حميد مجيد موسى،سمعت اللقاء معك على احدى القنوات الفضائية وكنت تطرح حقائق،اسمح لي بالقول،يعرفها ابسط فراش في دائرة العقار،لاجديد فيما طرحته سوى اعادة هذه الحقائق الى الاذهان رغم انها باتت معروفة،مرة اخرى لاتزعل مني ،كنت اتوقع ان تطرح عمليا برنامج عمل الحزب وكيف سيقود السفينة في هذا الزمن الاغبر،وكفانا تنظيرا ايها الرفيق.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.