*د.محمد الموسوي
إن كان للمجتمع قيما وأعرافا وقوانين فليطبقها بعيدا عن إيران وإن بحثوا عن خيارات فانهم قد فقدوها..هكذا قالتها إيران.. فنهاية المساومة والركوع معها فقدان كل القيم وكل الخيارات.
غريب ومستفز هذا العالم فرغم القيم والقوانين التي رسمها ويخوض حروبا مدمرة باسمها إلا أنه لا ينتمي الى ما رسمه وما صاغه احيانا فلم يبلغ هذا العالم مبلغ الايمان بما فرضه من قيم وقوانين إيمان يجعلها ثوابت لا تفريط فيها..وينطبق عليك أيها العالم أنك شيء لا يشبه شيء.
دخل الامريكان العراق وأسقطوا الدكتاتور صدام حسين لعدم قدرة المعارضة على إسقاطه رغم وجود منطقة عازلة واخرى محظورة الطيران..أدى وجود الامريكان بالعراق الى القبول النسبي بالاخر وعدم إزالته إلا أنه أدى الى استفحال الدور الايراني المدير للسلطة في العراق وتوابع إيران بين مرتزقة وربائب من كل الأطراف (من الكل).،ورغم قوة وقدرة وهيمنة الوجود الأمريكي إلا أنه لم يستطع وبحجج واهية حماية القيم والقوانين التي يتجحفلون لأجلها ومن ذلك أنهم لم يستطيعوا حماية المعارضة الايرانية في مخيم أشرف بعد ان تعهد التحالف الدولي بحمايتهم بروتوكوليا وفردا فردا وفق اتفاقية جنيف الرابعة وتم نقل هذا التعهد الى السلطة العراقية التي تولت ادارة شؤون الدولة العراقية بعد التحالف الدولي..وتعرضوا لمذابح بشعة في مخيم أشرف قامت بها السلطة العراقية انصياعا للاوامر والرغبات الإيرانية التي طالبت علنا بابادة معارضيها ودفعت مسؤولون عراقيون الى تصريحات عدائية تحريضية بذلك مما أدى الى حصار قاتل ومذابح واعتداءات وتنكيل ووقف للحياة ومنع للتداوي حتى الموت ولم يستطع هذا العالم ولا الامم المتحدة والادارة الامريكية محاسبة السلطة العراقية على جرائمها تلك وعدم التزامها بتعهداتها رغم العديد من التنبيهات والتحذيرات من خروج السلطة العراقية عن حقوق الإنسان والقيم والاعراف الدولية وقد ضجت السجون العراقية بالكوارث وأصبحت السلطة المفترض أن تكون ديمقراطية فاشية ومؤسسة لفاشية وفوضوية سياسية وقانونية طويلة إلا أن الجميع رضخوا واستسلموا للضغوطات الإيرانية متعددة الجوانب والإتجاهات وبما أن إيران داعمة لسير العملية السياسية الموالية لها في العراق كان الرضوخ لها ومساومتها أمر مبررا على الدوام إلا أن ما لا يمكن تبريره هو قتل لاجئين عزل في سجن مخيمي أشرف وليبرتي والتنكيل بهم ونهب ممتلكاتهم وقصفهم بالمدفعية وحرمان جرحاهم ومرضاهم من العلاج حتى موت البعض واستفحال الامراض لدى البعض الاخر واستحالة علاجها.
تم نقل سكان مخيم أشرف الى سجن مخيم ليبرتي إستجابة لضغوطات إيرانية بذريعة الامن والأمان المفقود في أشرف والذي سيتوفر في ليبرتي وأُبرمت اتفاقية لهذا الغرض وكانت كسابقتها من الاتفاقيات وكان النهج ولا زال كسابقه أيضا ولا زالت إيران ونواياها في الهيمنة على العراق والمنطقة ولعب دورا رياديا في المنطقة والعالم ولأجل ذلك تسعى الى إدارة ملفات أزماتها واوراق ادارة الصراع الخاصة بها في العراق ولبنان واليمن وفلسطين ومصر والخليج ويأتي قتل معارضيها في ليبرتي وأوربا وليس جديدا فقد فعلتها مع الزعيم الكردي الايراني المعارض الدكتور عبدالرحمن قاسملو والدكتور فاضل ملا رسول في فينا في 13 تموز 1989وقتل خليفته شرفكندي في برلين عام 1992 وغيرها من الجرائم ويفيد بيان صادر عن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بتاريخ 1ديسمبر عن قيام النظام الايراني بتأسيس محطة استخبارية في سفارته في تيرانا بألبانيا وسعيه للتأثير على الدول الاوربية كي لا تقوم باستقبال اللاجئين الايرانيين المعارضين له في مخيم ليبرتي علما بأنه كان ولايزال يضغط على العراق باخراجهم كما ضغط من قبل لنقلهم من مخيم أشرف الى سجن مخيم ليبرتي وهنا يتبين ان النظام نقلهم الى ليبرتي ليس للتمهيد لاخراجهم كما ادعوا وانما لقتلهم بالقصف المستمر وحرمانهم من وسائل الحماية الامنية وحصارهم الطبي فمن لم يمن بالقصف يمت مرضا وبالتالي فان ما حذر منه ساسة ومثقفين ونشطاء مدنيين عراقيين من أن مخطط النظام هو نقلهم وابقائهم في ليبرتي لقتلهم وهذا هو التفسير الادق بعد مساعي النظام الايراني في اوربا التي اوضحها بيان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.
تدعي السلطة العراقية قتال الارهاب والجريمة وأنها تسعى الى تحويل بعض القضايا الى الجنائية الدولية إلا أنها حتى في ظل رئاسة الوزراء الجديدة تمارس تلك الممارسات التي مارسها سلفها فيما يتعلق بملف سكان مخيم ليبرتي والرغبات والإملاءات اللا إنسانية للنظام الايراني فهل تستطيع السلطة العراقية احالة رئيس الوزراء السابق وقيادات عراقية سابقة شوهت العراق لأجل إيران الى الجنائية الدولية وهل يستطيع رئيس الوزراء الحالي القيام بانهاء استراتيجية ازدواجية الكيل والمعايير والنهج وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان في العراق وفي مخيم ليبرتي من ممارسات مشوهة للعراق والسماح للمنظمات الدولية بزيارة ليبرتي وكل السجون العراقية.
مع المساعي الإيرانية الدؤوبة لصناعة الأزمات ومع استغلالها الناجح لـ لغة المساومة التي يتبعها المجتمع الدولي معها سواء كان بخصوص الملف النووي او ملف حقوق الانسان او ملف العراق والارهاب فيه واقتحام إيران للموقف بالعراق سواء رغب العالم أو رفض فهي من يدير الموقف ولا غيرها..او فيما يتعلق بالملف السوري او ملف لبنان واليمن وفلسطين وملف الارهاب في مصر ومع سياسة الخضوع العربي فان العرب والمنطقة والمجتمع الدولي سيخضعون جميعا امام إيران لمنطق(لا قيم نلتزم بها ولا خيارات تملكون)وهذا الانكسار الدولي من صنع الخانعين امام إيران ومن سياسة المفاوضين مع إيران..ومن هنا إن كان للمجتمع قيما وأعرافا وقوانين فليطبقها بعيدا عن إيران وإن بحثوا عن خيارات فانهم قد فقدوها أمام إيران، هكذا كتبوها على أنفسهم وهكذا تدير إيران المارقة أزماتها علنا.
*كاتب وليبرالي ديمقراطي عراقي
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟
Published by:علي الكاشمباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراث
Published by:مفكر حردراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.
Published by:آدم دانيال هومه** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا الإطاحة بالنظام الايراني ... غدت ضرورية غربية ودولية **
Published by:سرسبيندار السنديالحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولود
Published by:مفكر حر** كيف بلع نظام الملالي ... الطعم ألإسرائيلي **
Published by:سرسبيندار السندي** كيف يسخر ويضحك صبيان محمد الجدد ... على عقول ألمسلمين **
Published by:سرسبيندار السنديالمسيح في فكر الإسلام والعقيدة المسيحية
Published by:صباح ابراهيممن يوميات إمرأة حلبجية
Published by:مفكر حراسطورة الإسراء والمعراج
Published by:صباح ابراهيمالفيلم الألماني " حمى الأسرة"
Published by:طلال عبدالله الخوري** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
Published by:سرسبيندار السنديفيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حرأحدث التعليقات
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية