ياظالمني

iraqbigestthiefحين يبكي الرجال،وهو امر بعيد الاحتمال في هذا الزمن الاغبر،فانهم بذلك يؤكدون ان الدموع لاتذرف الا في اوقات شديدة الوطأة ، فهم مثلا يبكون اذا وجدوا ان حسابهم المصرفي قد تقلص كثيرا بسبب ادمان الزوجات على ” شم الهوا” خارج البلد اكثر من 200 مرة بالسنة،ويبكون ايضا اذا وصلتهم رسالة تحذيرية من وزارة المالية الموقرة بضرورة التخلي عن الوظائف الاضافية التي يتقاضون منها رواتب خيالية،وهم يبكون اذا اطلق عليهم اسم الفضائيين.
ولكنهم يبكون بحرقة اشد اذا تقلص عدد رجال حماياتهم فيهرعوا الى الفضائيات ليروهم كيف تخبوا مشاعر الوطنية في هذا البلد الذي يتنكر اهلوه الى الشخصيات الوطنية.
ومن هؤلاء الباكين،ايتها السيدات والسادة،اسامة النجيفي الذي حمل علبة المناديل الورقية في سيارته المصفحة تسبقه 20 سيارة مماثلة الى اقرب قناة فضائية ليشكوهم همه والمحنة التي وصل اليها.
ويقول لهم: كنت رئيسا للبرلمان وكان عدد حمايتي 200 رجل فقط،اما الان وانا نائب رئيس الجمهورية فقد تقلص العدد الى 100 فقط فهل هذا عدل،ثم لماذا يتحامل علينا مثال الالوسي ليقول ان عدد حمايتنا انا والمالكي لايقل عن 1200 رجل.
انها والله عملية تسقيط واضحة،اما يكفيهم مافعلته حينما ترأست البرلمان وكان الارق يلازمني ثلاث سنوات وثلاثة اشهر وخمسة ايام وانا طريح الهم افكر في احوال شعبي وكيف يمكن الوصول بهم الى عيش رغيد،اما يكفي اني وطدت علاقة العوراق العظيم ببرلمانات العالم حيث حصلنا على الاسناد والدعم غير المحدود.
نعم خويه اسامة،كل ماقلته صحيح،فقد كنت احد رواد حفظ الملفات في الادراج،اما حفظت مشروع قانون البنى التحتية،الم يكن عهدك عهد اقرار تقاعد البرلمانيين واصدار جوازات سفر دبلوماسية لهم ولعائلاتهم ومن ضمنهم الطفل الرضيع،اما كان عهدك هو عهد التغاضي عن ممارسات الحكومة السابقة في اطلاق النار على المتظاهرين.
ونسألك بعد ذلك كم عدد الذين اغتيلوا بكواتم الصوت وانت تنام قرير العين بين احضان عائلتك،وكم عدد المجاري التي طفحت واغرقت المئات من بيوت الناس وانت شامخ في قصرك الذي لايضاهيه حجما الا قصر رستم باشا في ساحة الميدان في اسطنبول.
كثيرة هي الجراح التي نزفت في عهدك،وما جرح فضائيي البرلمان الا واحد منها.
ماعلينا،خلينا بالمهم.
يحرسك الان بشهادتك 100 رجل حماية،الا ترى ان هذا العدد يفوق عدد رجال حماية اوباما ب 25 مرة.
كنت رئيسا للبرلمان وشفطت من خزينة الدولة رواتب 200 رجل حماية لمدة اربع سنوات (يعني 200 مليون بالشهر ضرب 36 شهر وعندك الحساب)وياريت سويت شي تفيد بي البلد وكلًنا ميخالف الرجل محاصر من اربعة حيطان…حائط الشيعة وهم ماشاء الله 30 او 40 كتلة وحائط السنة الذي يمد اليك يد ” الضرة” لتتعارك مع حايط الايزيدون والفيليون والتركمان ويأتي بعد ذلك حائط كردستان المختص بالتلصص على انفاسك.
ولكنك الان نائب لرئيس الجمهورية وهو منصب كما تعرف منحوه لك من اجل عيونك فقط فلماذا اردت رواتب 100 رجل حماية؟.
شنو انت،( كرايندايزر) لو ام اربع واربعين.
هم قبلنا،بس نريد نعد كم سيارة تشيل هؤلاء الحماية.
كل سيارة حسب مصدر تصنيعها تشيل خمسة مع السائق،يعني من تطلع في جولة تفقدية تطلع وياك 20 سيارة مصفحة ومضللة.
وهاي السيارات مولانا تحتاج الى بترول وصيانة مستمرة وتنظيف بالشامبو،وهذه كلها دولارات،مو، لو انا غلطان؟.
كنا نتوقع منك ان تتنازل قليلا بعد ان منحوك هذا المنصب السني وتترك الحماية وتعلن ان منصبك فخري وليس هناك من يفكر باغتيالك،ولكنك خويه ماتكدر تترك شعورك وانت وسط هاي السيارات باضويتها البراقة تخترق الشوارع لتصل الى مواعيدك ” الرسمية” في الوقت المحدد.
جدتي من عرفت اللي انت بيه كالت لجارتها( شلي على ابن الناس غير المروة) ولكن ابن ابنها الرضيع طلب ان يسمع اغنية ام كلثوم… ياظالمني.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

دعوة للشرك بالله

god1كان فيما مضى الشرك بالله جريمة يعاقب عليها الإسلام بالردة وبالكفر وبالزندقة كصفة تلتصق في شخص وعقل وقلب كل من يدعو مع الله إلهاً آخر, وكان يومها الحكمُ كله لله وحده لا شريك له ومن أُسس وقواعد الإسلام: (أنت تؤمن بالله وملائكته وكتبه) وأن لا تشرك مع الله إلها آخر, وهذا حتى الآن كله مفهوم ولو كنتُ أنا في ذلك الزمن لآمنتُ بهذه الدعوة في وسط مجتمع بدوي ليس فيه قوانين مدنية عصرية وليس فيه حياة عصرية, ولكن تعالوا معي لننظر إلى زمن المسيح: حيث أن المسيح ظهر في وسط مجتمع زراعي ومجتمع تتواجد فيه القوانين العصرية الرومانية حيث نظّمت الدولة الرومانية أصول المعاملات بين الناس وظهر هذا أيضا في المقاطعات وفي المدن التي تسيطر عليها الدولة الرومانية, وكان موسى قبل ذلك قد جاء بالناموس مما أدى عند ظهور المسيح أن يعترف بتلك الأنظمة والقوانين من خلال مقولته عندما سألوه عن الجزية للإمبراطور-;-أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله), من هنا ومن هذا المنطلق تعترف المسيحية بأن هنالك نظام آخر يحكم الناس غير النظام الإلهي ويجب احترام هذا القانون والسجود عند قدميه كما يعفّر المؤمن جبينه وهو يسجد تحت أقدام الله.

أما بالنسبة للإسلام فلم تكن هنالك في عهد محمد حياة عصرية لذلك أراد هو وأصحابه الذين خلفوه من بعده أن يُنظموا حياة الناس التجارية , أي الدينية والدنيوية مما أدى في الإسلام إلى ظهور سلطة(ثيوقراطية) لا يوجد فيها تمييز بين ما هو دنيوي وما هو ديني, فالدين يجب أن يكون مثل الديانة المسيحية مقتصرا على تعليم الناس وتربيتهم على المحبة وعلى التسامح وأن لا يتدخل الدين في الأمور الدنيوية مثل تنظيم حياة الناس وضبطها على إيقاع القوانين المدنية العصرية والتي هي ليست من صنع البشر بقدر ما هي من صُنع الظروف وما تفرضه طبيعة الحياة وتطوراتها وتجلياتها.

ونحن اليوم نقف على أبواب المجتمع المدني الحديث بكل مؤسساته الحكومية وغير الحكومية والشبه حكومية أو كما يقال عنها قطاعات الدولة الخاصة, ونحن من هذا المنطلق نطلب من الدين الإسلامي أن يقبل الشراكة معه في الحُكم وأن لا تقتصر العلمانية الإسلامية فقط لا غير على إبعاد الدين عن السياسة بل أيضا إبعاد الدين عن النقابات المهنية والأحزاب السياسية وإبعاده أيضا عن المؤسسة العسكرية , وأن لا يتدخل بقضايا المرأة وأن يبتعد الإسلام بكافة مؤسساته عن ما تفرضه طبيعة الحياة السياسية على المرأة من فِكر ومن تقنين وأن يترك الدين مؤسسة الزواج والعائلة(النواتية) لعلماء الاجتماع.

هذا ما نسميه بصراحة قبول الشِرك بالله, أي أن نقبل بالحياة العصرية وأن نقبل بالمؤسسات القانونية كشريكٍ لله في تنظيم حياتنا وتربية أولادنا وأن لا يبقى الدين مهيمنا على حياتنا الدنيوية يجب أن نمارس الحياة بما تمليه علينا طبيعة الظروف الحديثة للحياة العصرية, يجب أن نقبل اليوم بالشِرك بالله كمسلمين يجب أن يشترك مع الله في حكمنا كل ما هو عقلاني ومنطقي وأن تظهر في حياتنا الشعبية أخلاقاً جديدة تخص ملابس المرأة على اعتبار أن الأخلاق تختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر وتختلف طبيعة الأخلاق من عصر إلى عصر , وأن نقبل بمساواة المرأة بالرَجل وبأن ترتدي ملابس عصرية تظهرُ فيها بكامل زينتها وأناقتها وأن يعتاد الرجل على قبول المرأة بمظاهر عصرية, إن الشرك بالله اليوم واجب علينا جميعا ويجب أن ندعو مع الله إلها آخر أو لنسميه قانونا آخر يحكم حياتنا.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

مريم رجوي: على الغرب اعتماد الصرامة لمنع النظام الإيراني من القنبلة النووية

rajawiمؤتمر في البرلمان الاوروبي
مريم رجوي: على الغرب اعتماد الصرامة لمنع النظام الإيراني من القنبلة النووية
التعاون مع النظام الإيراني تحت لافتة محاربة داعش ليس حلا بل انه توصية لوقوع كارثة

يوم الأربعاء 10 كانون الاول / ديسمبر في مؤتمر عقد في البرلمان الاوروبي حذرت مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية قائلة على الغرب ان يعتمد الصرامة، لمنع النظام الإيراني من الحصول على القنبلة النووية.
وأكدت ان البرنامج النووي لايحظى بادنى شرعية لدى الشعب الإيراني الذي يتضور 12 ميلونا منهم جوعا حسب السلطات الحكومية، انهم لايريدون هذا المشروع.
واشارت رجوي إلى حجم الجرائم المقترفة من قبل المتطرفين الدينيين في سوريا والعراق و.. سائلة : لماذا لا تحارب الدول الغربية النظام الذي يعد ” عراب داعش” وله سجل أسود بمائة مرة من داعش..؟ واستنكرت صمت الدول الاوروبية حيال عمليات القمع التي ينفذها هذا النظام وفسح المجال للوبيات الملالي محذرة ان التعاون مع النظام الإيراني تحت لافتة محاربة داعش، لا يعد حلاً بله انه توصية لوقوع كارثة.
وخلال هذا المؤتمر الذي اقيم متزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، استعرضت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة، السجل الدامي لنظام ولاية الفقيه والحصاد الأسود لرئيس النظام والمسمى بالمعتدل الملا روحاني مشيرة إلى جرائم كرش الحامض على فتيات برئيات او طعن الطالبات وأكدت قائلة : ان نظام ولاية الفقيه لا يمتلك ادنى استيعاب للإصلاح ومنذ انتخاب روحاني رئيسا للنظام تم شنق ما لا يقل من 1200 شخصا حتى الآن.
طيلة ربع قرن مضى لم يبلغ عدد الإعدامات بما بلغ اليه في السنة الاولي من حكم روحاني في إيران. ولم يتعرض اعضاء المعارضة للقتل وللاختطاف بقدر ماوقع عليهم خلال العام نفسه لمثل هذه الجرائم .كما لم تتعرض النساء الإيرانيات لحملات إجرامية معلنة بالقدر الذي تعرضن له خلال هذه الفترة. وشجبت رجوي ممارسات بعض الدول الغربية التي جعلت حقوق الإنسان ضحية لعلاقاتها مع الدكتاتورية الدينية وقالت ان الملالي استغلوا زيارات الوفود الاوروبية لإيران فرصة لهم لتصعيد الإْعدامات هناك.
واقيم هذا المؤتمر بمشاركة كبار الاعضاء في البرلمان الاوروبي من مختلف الكتل السياسية. وشددت السيدة رجوي في جانب آخر من كلمتها : لقد ان الوقت لمضاعفة الضغوط على النظام لان الملالي حضروا مائدة المفاوضات بفعل تشديد الضغوط لكنهم امتنعوا عن توقيع الاتفاق بسبب منح التنازلات لهم من قبل الغرب. ان الطريق الوحيد إلى الأمام هو زيادة الضغط وتشديد العقوبات. لا يوجد هناك بصيص نور في نهاية نفق المفاوضات الماراتونية بل هناك القنبلة النووية في نهاية النفق.
وقالت السيدة رجوي في جانب آخر من كلمتها ان النظام يعاني من صراع مستنزف على السلطة في قمته وان المجتمع الإيراني مستاء بصورة متعمقة ويتحين لإندلاع الانتفاضة.
واعربت رجوي عن اشمئزازها لمواصلة الحصار للعام السادس على مخيم المعارضين الإيرانيين في العراق مطالبة الاتحاد الاوروبي « بتغيير سياسته واعتماد الصرامة حيال الدكتاتورية الوحشية الحاكمة في إيران». وقالت رجوي ان السياسة الجديدة :
– تشترط اية علاقات مع النظام الإيراني بتحسن واقع حقوق الإنسان في إيران، يجب مقاضاة رموز هذا النظام وارغامه على التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن بايقاف تخضيب اليورانيوم وقبوله بزيارة المفتشين الدوليين لجميع المواقع والمراكز المشتبه بها.
– رفع الحصار على مخيم ليبرتي خاصة الحصار الطبي بصورة كاملة وإحالة ملف ليبرتي إلى مؤسسات غير موالية للنظام الإيراني بدلا عن العناصر المرتبطة به
وفي هذا المؤتمرالذي اقيم برئاسة وزير الدولة البلجيكي وعضو في البرلمان الاوروبي جرارد دبره القى عدد من الشخصيات السياسية كلماتهم منهم هوارد دين المرشح الرئاسي الإميركي السابق والرئيس السابق للحزب الديمقراطي الإميركي ود. اليخو فيدال كوادراس النائب السابق لرئيس البرلمان الاوروبي، استراون استيونسون رئيس الجمعية الاوروبية لحرية العراق (ايفا) وعدد من المشرعين الاوروبيين وهم كل من السيدة مك غينس نائب رئيس البرلمان الاوروبي، وباتريسا توبا، وادوارد كوكان، وجوزه بووه، وآنا زابورسكا، وجولي وارد، وتونه كلام، وخوزه مانوئل فرناندز، واستيفان هيوز، وبائولو كازاكا الاعضاء السابقين في البرلمان الاوروبي.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
10 كانون الأول / ديسمبر 2014

Posted in فكر حر | Leave a comment

المندائبون في جمهورية ايران الاسلامية بلا حقوق

sabiaaالمندائبون في جمهورية ايران الاسلامية بلا حقوق!!
بقلم : عضيد جواد الخميسي

بلاد بابل الجنوبية ، المنطقة التأريخية للطوائف المعمدة ،وعلى وجه التحديد الطائفة المندائية العريقة منذ العهد السومري ، ‘والتي بدأت من ( أريدو) اول ممارسة لطقوس الغسل والتطهير لتقديم فروض الطاعة والولاء للاله ( أيّا ) وهو الاله السماوي العظيم ، ليضمن المتعبد الحياة في ظل حماية الاله وفق النصوص الدينية المقدسة ومجموعة الطقوس المقدمة .
استمرت طقوس التعميد بالماء وبدون انقطاع كمبدأ للديانة المندائية منذ العهدين السومري والبابلي، مرورا بكل الحضارات التي بعدها وحتى باحلك الازمات الى يومنا هذا وان اختلفت الطرق والوسائل وفق المعايير الزمانية والمكانية استنادا لمبدأ نظرية التطور .
عرّفت الكنيسة الكاثوليكية المندائيين ، بانهم اتباع القديس يوحنا المعمدان الذبن نزحوا من فلسطبن الى جنوب بلاد النهرين هرباً من اضطهاد الرومان بعد مقتل يوحنا المعمدان ، و وصفتهم على انهم ,, المسيحيون الحقيقيون الاوائل,, . وكان هذا الاعتقاد سائدا خلال القرن السادس عشر عن طريق البعثات التبشيرية المسيحية والتي كانت الكنيسة الكاثوليكية حريصة جدا على ان ترسل بمبعوثيها الى المنطقة سواء لبلاد الرافدين السفلى او الى بلاد فارس لنشر الديانة المسيحية في تلك المناطق .
وعلى الرغم من ان المؤرخين الاوروبيين كانت لهم وجهات نظر مختلفة عن قناعة الكنيسة حول اصول تلك الطائفة ، الا ان هذا لم يمنع من احياء الفرضية القديمة ، بان المندائيين هم السكان الاصليين لبلاد بابل على ضوء المتابعة التاريخية لاصول طوائف التعميد لبلاد مابين النهرين .
لذا فطوائف التعميد في بلاد بابل الجنوبية ، ومركزها الديني والقيادي ، اقليم او مملكة ,, ميشان (ميسان ),, ( والذي تمتد من شرق صحراء السماوة غربا ،وميسان وجزء من اقليم خوزستان في ايران شرقا،ومدينة بابل شمالا حتى القرنة ـ ملتقى نهري دجلة والفرات ـــ جنوبا)، كانت وليدة من رحم الديانات السومرية المتعددة ، والتي تتخذ الاله مصدر القوة والنفوذ لديمومة الحياة، والتي تعتبر طقس التعميد ممارسة تعبدية اساسية . وان هذه الممارسة الدينية ، اعطت لاتباعها وصفا مميزا عن بقية الديانات في المناطق المجاورة ، لتمنحها معنى تأمليا عميقا لهذه الطقس بالذات .
فالمندائيون المعاصرون احفادا انحدروا من الطائفة المعمدانية الرافدينية القديمة ، وقد حافظوا بايمان على تراثهم وكتابات طائفتهم المقدسة وعلى معتقداتها ومظاهرها واساليب عملها الروحية بالرغم من ان ديانتهم غير تبشيرية.
المندائيون حاضرا اقلية صغيرة ، نشات وترعرعت في بلاد الرافدين ، مازال اتباعها باعداد قليلة جدا متواجدة في العراق وايران، واعدادهما في كلا الدولتين لايتجاوز عدة الاف ، في حين عددهم قبل حوالي العقدين من الزمن يتراوح بين (60.000 – 70.000 نسمة ) وان القسم الاكبر من افرادها قلعت جذورهم من اوطانهم، ولاذوا بالفرار مابين الهجرة واللجوء ، الى اوروبا واستراليا وامريكا وكندا ، باسباب الاضطهاد الديني والاجتماعي …

موضوع البحث عن احوال الطائفة المندائية في ايران وهم امتدادا لاشقاء لهم في العراق ، يتناول اوضاعهم الحياتية سياسيا ودينيا وثقافيا ، ونظرة الدولة لهم والمتمثلة في السلطة السياسية والمؤسسة الدينية ، والحقوق المهضومة لاتباع هذه الديانة دون الديانات الاخرى ..

وفقا لتقديرات التقرير الدولي للحرية الدينية في ايران ، والصادر من الولايات المتحدة الامريكية في 15 سبتمبر 2004 ، عدد المندائيين يتراوح مابين 5000 الى 10000 نسمة . اما تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين/ مكتب ايران ، يضع الرقم 6.200 في 26 اغسطس/آب 1997 . اما تقديرات المندائيين انفسهم بعدد يقدر بعشرة الاف نسمة . في الوقت الحاضر لايوجد احصاء دقيق حول عدد المندائيين في ايران لاسباب الهجرة باعداد كبيرة من ايران الى دول المهجر، وبالاخص دولة استراليا التي استقبلت اعداد كبيرة منهم كلاجئين فيها ، وتم توطينهم فيما بعد ، ولازل العديد من اتباع هذه الطائفة يبحثون عن ملاذ امن خارج ايران .
تاريخيا كانت مملكة ميشان او ميسان تضم اقاليم ومدن عدة والتي هي داخل حدود ايران الحالية ، وتواجد المندائيون في اقليم خوزستان في منطقة بالقرب من نهر الكارون ,, مارون ,, شمال مدينة ,, بهبهان ,, وكذلك عُرف المندائيون بكثافة في مدينة ,,الاهواز,, عاصمة اقليم خوزستان ، وكانوا يتحدثون بالآرامية ولم تكن الفرثية قد فرضت عليهم بعد ، وكان المندائيون في مدن ,,شوشتر,, ـــ ,, خورمشهرــ او المحمرّة ,, الاهواز ــــ,, الحويزة,, ـــ ,, سوسنغرد,, ــ ,,ساربندر,, ــــ ,,آبادان,, ــ ,, بندر,, وعدد اخر من المدن الصغيرة والقصبات .
في عام 1782م تعرض المندائيون لمجزرة فظيعة في حدود مملكة ميشان او ميسان وتحديدا في مدينة شوشتر راح ضحيتها معظم رجال دين الطائفة على يد حكم القاجاريين ، بتهمة الكفر او الشرك ورفضهم اعتناق الاسلام، مما حدا بافراد الطائفة وعوائلهم بالفرار الى المناطق الاكثر امناً ، وقد عثر ,, اوستن لايارد ,, عالم التنقيبات البريطاني على مجموعة مخطوطات تعود الى الفترة مابين القرنين السادس والثامن عشر في مدينة الحويزة ( محفوظة حاليا في خزائن مكتبة بودليان اكسفورد) ، سجلت حدوث اضطهاد وكوارث طبيعية لابناء تلك الطائفة . وكان كهنة الطائفة مدونون حريصون على توثيق كل الاحداث المهمة السارة او المحزنة منها ، والتي تعصف بحياتهم ومعيشتهم على مر السنين ، ومنها الفيضانات وانتشار الاوبئة وغزو واعتداءات الاخرين ، او توثيق تنصيب كاهن جديد ومن الذي نصبه من الكهنة الاعلى مرتبة ، وباسماء الشهود وتاريخ الحدث ، كذلك ذكر الولادات والوفيات للشخصيات المهمة ، وبعض الامور الاسرية والفعاليات الاجتماعية ..

في عام 1818 قامت السلطات في بلاد فارس القبض على العديد من الكهنة المندائيين بتهمة القبام باعمال السحر والتنجيم والقت بهم الى المنفى ليبقى مصيرهم مجهول حتى اليوم.
كان لوباء الطاعون(طاعون شوشتر) عام 1831 والذي أجبر المندائيون على الرحيل من تلك المنطقة، وبسببه أودى بحياة الكهنوت المندائي باكمله ، مما اسفر عن فقدان الطائفة لقيادتها الدينية ، بحيث دب الهلع والخوف لدى ابناء الطائفة خشية ضياع هويتهم الدينية ، ولكن اثنين او ثلاثة من افراد الطائفة من مساعدي الكهنة في اداء المراسم والطقوس( شكندا) تمكنا او تمكنوا وبخطوة جريئة من تعميد احدهم الاخر لمنحهم الرتب الدينية الاعلى(الترميذا) لتمكينهم من اجراء الطقوس الدينية المندائية ككهنة ، والتي لايمكن اداؤها الا لمن حصل على تلك الرتبة الدينية على الاقل ، ولقيادة الطائفة من جديد (المعروف عند التعاليم الدينية المندائية ، ان يكون منح الرتب الدينية ، لاتتم الا بطقوس ومراسيم خاصة من قبل كهنة ذوو المرتبة الدينية العليا حصراً) .
وبعد سنتين اي في عام 1833م ، حصل انهيار مفاجئ لضفة نهر المنطقة في اقليم خوزستان والمتفرع من نهر الحويزة ,, جراهي – وحاضرا نهر ابو هانيور,, نتيجة حدوث زلزال ، والتي يقطنها مندائيون من مدينة الاهواز، خلال اداؤهم طقوسهم المعتادة ، وراح ضحية هذا الحادث العشرات من اتباع هذه الطائفة مما دعاهم الى مغادرة المنطقة .

تواجد المندائيون قرب ضفاف الانهر يعود الى اداء مراسم التعميد ، وهو النموذج الذي في العالم السماوي يعكس نفسه على الأرض، وفق الطقوس الرافدينية القديمة والخاصة بهم ، وتاخذ هذه الطقوس اهميتها وقدسيتها للفرد المندائي عند تعميد الاطفال ، ومراسيم الزواج ، او لقداس الاموات ، وعند الاعياد والمناسبات الدينية الاخرى . وتجرى غالبية هذه الطقوس في معابد خاصة تسمى بالآرامية ( مندي) ويعني ,, بيت المعرفة,, ، وكان لهم ثلاثة معابد (يمنع وضع اي رمز اوكتابة للدلالة ، بأمر السلطات ) في مدينة الاهواز ، وتم تخريب وتدميرواحد من تلك المعابد من قبل السلطة المحلية بشكل كامل ، وهي المدينة التي يوجد فيها اكبر تجمع لاتباع هذه الطائفة من بلاد فارس . وتوجد معابد صغيرة وقديمة في مناطق متفرقة اخرى ، لعدم السماح لهم من قبل الحكومة ببناء معابد جديدة بدل القديمة .

يتحدث المندائيون في ايران اللغتين الفارسية والعربية لكون مناطقهم تقطنها الكثير من القبائل العربية ، بالاضافة الى اللغة الآرامية الشرقية ، والتي كانت قبل عقود اللغة المتداولة لجميع ابناء الطائفة ، ولكن حاضراً مقتصرة على رجال الدين وكبار السن ، وبعض الافراد من المتدينين ، وسبب انحسارها عدم وجود مدارس خاصة بالطائفة لتعليم اللغة ودروس عن الدين.

يرتدي الكهنة المندائيون زيّا خاصا بهم يختلف عن لباس العامة ، شأنهم بذلك شأن رجال الدين لجميع الديانات ، مع اطلاق لحاهم وشعورهم ، وهذا تقليد سومري وبابلي قديم لاعلاقة له بالدين ، ولان الدين بالمفهوم العقلاني ، هو عقيدة روحية تجسد العلاقة الخاصة بين الخالق والمخلوق كل حسب قناعته ، وليس له المظاهر بشئ ، ولكن القوانين الرسمية الايرانية تفرض على الكهنة المندائيين بعدم ارتداء الزي الابيض الديني الخاص بهم والتجول في المرافق العامة ، لذا فالكهنة يرتدون زيهم الخاص مع العباءات والعمائم الاسلامية الشيعية و ليبدو الكاهن المندائي شخصية مألوفة في الثقافة الاسلامية الايرانية.
وأيّا كان الأمر ، فان الزي الخاص برجال الدين لجميع الاديان ، ماهو الا سلوك ومظهر من المظاهر الارستقراطية .

يتخذ المندائيون في ايران مهنة صياغة المجوهرات الذهبية والفضية ، وتاتي بالمرتبة الاولى من بين المهن الاخرى ، ويتمركز هذا العمل التجاري في مدن الاهواز ذات الكثافة المندائية الاكثر ، ليصل الى العاصمة طهران بالكثافة المندائية الاقل. ومن المصوغات التي تجذب اليها الاهتمام في مهنة الصياغة ، هي الحلى الفضية المطعمة بمادة سوداء تدعى بـ,, المينا ,, وهي مزيج معدني بنسب معينة من الفضة المذابة والنحاس والرصاص مع مادة الفسفور وعناصر اخرى ، ويغطي ذلك الخليط الجزء المنقوش من القطعة الفضية المختارة، ويتعامل الحرفي مع هذه المادة بمنتهى الدقة . واصبح هذا العمل الفني محط اهتمام المتذوقين البريطانيين والامريكيين الذين جاؤا مع الشركات النفطية وكذلك من العساكر المتواجدين في ايران ، والذي اشتهر في العقود الاولى من القرن العشرين في انكلترا كعمل فني للفضة silverwork يفوق في روعته الاعمال الفنية للعهد الفكتوري .

توجه معظم ابناء الطائفة المندائية في العقود المتوسطة من القرن العشرين الى التعلم في المدارس الحكومية المنتشرة في مناطقهم اسوة بغيرهم من المسلمين ، عندما سمحت لهم حكومة الشاه بذلك ، واغتنمت الأسر المندائية الفرصة لزج ابناؤهم في المدارس ليتمكنوا بعدها الحصول على وظائف مرموقة في الدولة بعد تخرجهم من المعاهد والجامعات لتحسين احوالهم المعيشية ، بدلا من العمل بمهن بسيطة كالحدادة والنجارة ، وصناعة القوارب ومعدات الصيد والبناء ، واعمال حرفية اخرى .
تمكن العديد من المندائيين في تلك الفترة من ان يكونوا مهندسين ومهنيين بمجال التكنولوجيا والصناعة الحديثة ، وسمح لهم بالعمل في المصانع والورش الكبيرة ، ومنهم من قبل بشغل وظائف ادارية بسيطة وان لم تكن بمستوى الطموح ، لعدم تمكنهم باشغال وظيفة مدير او رئيس قسم ، او حتى ولو مسؤولا بدرجة ادنى ، كون القوانين الصارمة للحكومة آنذاك ، تحتم بأن لايُسمح للمندائي بشغل اية وظيفة لها صفة الادارة او المسؤولية ، وعلى الموظف المندائي ان يكون تابعاَ دائما لامتبوعاُ .
ومن جملة القوانين التي تحرم المندائي حقوقه [ لايجوز للمندائي العمل في مجال الصحة ، التعليم ، القضاء ، الجيش والشرطة ، النقل( على ان لايكون ضمن طاقم طائرة او سفينة و باخرة وكذلك القطارات ) ، وايضا في قطاع الخدمات (كالفنادق والمطاعم) ، والصناعات الغذائية ] والقائمة تطول . وذلك بسبب ان المندائي يعد (( نجساً )) بنظر الدولة الايرانية ولايجوز له التقرب لتلك الوظائف سواء الحكومية منها اوغير الحكومية (( كبف وهم المتطهرون؟!)) ، القانون( الذي صدر عام 1985يمنع المندائيون من المشاركة في الحياة المدنية). وهذه القوانين القسرية الظالمة لدولة شاه ايران وقوانين جمهوربة ايران الاسلامية ، تذكرنا بما حصل لعالم الفيزياء العراقي المندائي عبد الجبار عبدالله ،عندما قرر الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم تعيينه رئيس جامعة بغداد عام 1959 ،وكان المعارض لهذا التعيين هوالمرحوم نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة . فكان مبعث تحفظه ومعارضته هو أن الدكتور عبد الجبار عبد الله ، صابئي(مندائي) .. وقد لا يكون ذلك مناسبا في بلد اسلامي!..، فأجابه المرحوم احمد محمد يحيى وزير الداخلية آنذاك ( يا باشا : نحن الان مجتمعين لأنتخاب رئيس للجامعة ، وليس لأنتخاب إمام يصلي أمام المصلين في جامع !!) .

بعد قيام الثورة الإيرانية الاسلامية في عام 1979، تقلصت بشدة فرص المندائيين لمواصلة تعليمهم ، سواء التعليم الثانوي او الجامعي ، ولم تقتصر على الجانب التعليمي فحسب ، بل تعداه الى جميع مجالات الحياة الاخرى ، ووصل بهم الامر الى تهديد حياتهم ووجودهم ككيان مندائي في الجمهورية الفتية . وذلك بسبب صدور مرسوم الامام الخميني ،الذي خسر المندائيون فيه وجودهم في الجمهورية الاسلامية ، كديانة محمية من قبل الدولة ، بعدما كانت قد تمتعت بحماية ولو بشكل ضئيل في ظل حكم الشاه ، فيما نص المرسوم نفسه على توفير الحماية ومنح بعض الحقوق للديانات الاخرى( المسيحية ، اليهودية ، الزرادشتية ) باعتبارها ديانات ,,اهل الكتاب ,, .
كما هو معروف ، يدعى المندائيون بــ ( الصابئة ) سواء في العراق او ايران ، وياتي ذكر الصابئة في ثلاث آيات قرآنية ,, الحج ، المائدة ، والبقرة ,, كما ورد ايضا ذكرا للديانات ، المسيحية (النصارى) ، اليهودية ، الزرادشتية ( المجوس ) ، وان الديانة الزرادشتية لم تكن مدرجة ضمن الديانات المعترف بها في الدستور الايراني لفترة حكم الشاه ، ولكن تم الاعتراف بها في المرسوم الايراني الاسلامي لتحل محل ديانة الصابئة !!
والحجة في ذلك ، ان اصحاب هذه الديانة ، لم يأت ذكرهم في القرآن على انهم ,,اهل كتاب ,,، كما وان هؤلاء الصابئة ليسوا هم الذين ذكرهم القرآن . وبهذه الفتوى اصبح سيف الاسلام الايراني مشرعا وجاهزا بجز الرقاب لقوم ضعيف ومسالم في ارض بلاد فارس.

بذل المندائيون جهودا كبيرة بمحاولات عدة لاسترجاع وضعهم السابق كديانة لها الحماية القانونية ، وبدون اية اضافة للحقوق على الاقل في الدستور الاسلامي الجديد ، لكن هذه المحاولات جميعها باءت بالفشل ، بالرغم من ان مناطق تواجد المندائيون بعيدة جدا عن مركزي القوتين ، الدينية المتمثلة في قم والسياسية في طهران ، مما جعلهم تحت قساوة وظلم وابتزاز اكثر من قبل السلطات المحلية في اقليم خوزستان وبدون اية حماية تذكر الا من بعض المحاولات التي يقوم بها جيرانهم من المسلمين بالتوسط لدى الحكومة المحلية بتسهيل الامر في بعض الاحيان ( استناداً الى تقارير منظمة العفو الدولية ، لجنة الانقاذ الدولية ، وزارة الخارجية الامريكية ، مكتب الحرية الدينية الدولية ، جمعية مساعدة المهاجرين ، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ) . .
بيد ان الديانات الاخرى التي حددها مرسوم الامام الخميني، نالت حقوقا اضافية اخرى ، كتمثيل لها في البرلمان ، ووظائف حكومية ، تعليم وتعليم عالي ، تشييد دور عبادة جديدة ، وامتيازات اضافية اخرى .

ومن المحاولات اليائسة التي قام بها اتباع الطائفة المندائية ، تمكن وفد يتالف من رجال الدين وبعض الشخصيات المندائية ، من مقابلة الامام الخميني في مدينة قم لعرض مشاكلهم ، ومنها موقفهم القانوني في الدستور الاسلامي الايراني . استمع الامام لوجهة نظرهم ، ووعدهم بان يجد لهم الحل بعد ايام معدودة .. وبعد انقضاء المدة المحددة ، عاد الوفد مجددا الى قم ليعرف ماهو الرد ، واذا بالصدمة الكبيرة الغير متوقعة ، حيث كان رد الامام لهم عند احد مساعديه ، واسمع الوفد ماقاله الامام الخميني وبالحرف الواحد (( ليعتنق هؤلاء المندائيون الاسلام .. وبذلك تنتهي كل مشاكلهم ، الحل بسيط جدا .. )) ..!!!!!!!

خلال الحرب بين ايران والعراق 1980 ـــ 1988 ، انتقل المندائيون بعيدا عن المدن التي مزقتها الحرب ، الى مدن ومناطق اكثر امنا ، طهران ، كرج ، شيراز ، دزفول ، وقسم كبير منهم انتقل الى الجهات الشرقية من ايران ، وبعد انتهاء الحرب عادوا الى مدنهم السابقة ، بيد ان قسما منهم فضل البقاء وعدم العودة بعد تغيير اسم اللقب المندائي واتخاذهم اسماء المدن واسماء بعض العشائر العربية المعروفة كلقب جديد ، فالقادم من مدينة شوشتر صار لقبه,, شوشتري ، حويزي من الاحواز ، صابري من سابور وهكذا بقية المدن ، وبدأ يسري هذا التغيير على كل العوائل المندائية ، كنوع من انواع التغطية للتشبه بالمسلمين ، تجنبا للمشاكل والمعوقات التي قد تواجهم . وفي حقيقة الامر كانت هذه الخطة ناجحة الى حد ما ، ولكنها كانت لاتخلو من المخاطر.

خلال نيسان/ابريل 1996 وفي طهران العاصمة، التقت الدنماركية (يورن باكلي ) الباحثة في الديانات القديمة للشرق الاوسط ، عند زيارتها ايران لتلك السنة ، الامام,, سجادي ,, رئيس جامعة الزهراء لمدينة ,, قم ,,، بعد ان اطلعت على احوال اتباع الديانة المندائية العريقة والموغلة بكامل التأريخ ، وقررت ان تعمل لقاءات وحوارات مع الكثير من اصحاب السلطة والقرار حول الملف المندائي ، ابتداءا بكبار رجال الدين من له التاثير واليد الطولى باتخاذ القرار، وصولا الى الىرلمان الايراني ثاني سلطة تشريعية بعد مرشد الثورة .
وقد كان ثمرة اللقاء مع الامام سجادي ، بان وضع بيدها ثلاثة اسئلة عن الديانة المندائية ، وطلب منها الاجابة عليها ، باعتبارها طرفا محايدا وخبيرة بشؤون الديانات الشرق اوسطية . كانت الاسئلة حول جذور المعتقد المندائي ، الطقوس ، ولأي الانبياء يتبعون ؟
مثلما استقبلت يورن باكلي الاسئلة ، سلّمت الاجابة للامام سجادي ، وقد كان مقتنعا بالاجابة الوافية ، ولم يبد اي اعتراض على ماعرضته عليه ، وخصوصا انها تجيد اللغات الفارسية والعربية والارامية بكل لهجاتها والالمانية والانكليزية بالاضافة الى الدنماركية . بيد ان هذا اللقاء كان الخطوة الاولى بالاتجاه الصحيح ، بالرغم لم تكن هناك قرارات على الصعيد الرسمي ، ولكن مناقشة القضية المندائية في البرلمان الايراني بحد ذاتها ،هي خطوة ايجابية متقدمة .

في 11 نيسان / ابريل 1996 ، تم رفع الملف المندائي امام البرلمان الايراني ، ودفع رئيس البرلمان بسؤالين الى لجنة [ افتاءات و اجابات] تحت رقمين 228 و 335 ، وفيما يتعلق بالسؤال الاول المرقم 228 صنّف ضمن باب ,,العبادات,, للمادة 13 في الدستور الايراني ، وهذه المادة الدستورية تخص حقوق الديانات ، المسيحية ، اليهودية ، الزرادشتية . والسؤال هو ، هل هناك حظرا على المندائيين المعاملة مع المسلمين ، وهل لهم الحقوق القانونية مثل التي اقرها الدستور للديانات الاخرى في ظل النظام الاسلامي؟
كان اجابة اللجنة ، ليس هناك حظرا على المسلمين بالتعايش مع المندائيين ، ولهم كل الحقوق القانونية التي يقرها الدستور في المادة 13 منه .
السؤال الثاني رقم 335 ، يركز على ، هل ان المندائيين حقا من اتباع النبي ,, يحيى بن زكريا ،، ؟ وهل هم من اهل الكتاب ، وهل ورد ذكرهم بالقرآن؟
كانت الاجابة بنعم لفروع السؤال . وبهاتين الاجابتين من اللجنة البرلمانية ، ومن المفترض ، بعد ان اقرّ البرلمان الشرعية للطائفة بحق العيش المشترك كسائر الديانات التي ضمنها الدستور ، لذا توجّب على الحكومة التنفيذية اصدار قرار يعترف بالحقوق الدستورية لتلك الطائفة ، الا ان هكذا قرار لم ولن يرى النور ، طالما المرشد الاعلى والحكومة لاترغب بذلك!! لتمسكهم الشديد بدعوة الامام الخميني المندائيين باعتناق الاسلام !

ونتيجة لتلك السياسات العنصرية التي انتهجتها السلطتين السياسية والدينية بحق الطائفة المندائية ، انعكست جليا على واقعهم المرير بمختلف اشكال الضغط والاضطهاد والانتهاكات من جيرانهم المسلمين ، وخاصة في اقليم خوزستان . ومن صور الظلم والحيف الذي لحق ويلحق الى الان باتباع هذه الطائفة الصغيرة والمسالمة :
لايحق لابناء المندائيين التعلم في المدارس ، الاّ بشرط ان يذكر في خانة الديانة كلمة ,, مسلم,, عند تقديم الطلب ,, ومن الذكور فقط ,, وان يكون ملزما بتعلم الديانة الاسلامية ، وحفظ القرآن . كما يفرض على المندائيين التصويت لصالح المرشحين من المسلمين عند موعد الانتخابات المحلية او العامة ، ويمنع منعا باتا من الترشح …اما في القضاء ، لايحق للمندائي بعرض شكواه امام المحاكم الايرانية ، كما لاتقبل شهادته في الادعاء الرسمي … ومن القيود الاخرى ، الزامهم باداء الخدمة العسكرية الاجبارية ، عدم بناء دور عبادة ، عدم تاسيس جمعيات ونوادي اجتماعية او هيئات ومراكز ترفيهية ، وصاية الحكومة على المقابر المندائية … ومن الممارسات الغير اخلاقية التي يمارسها بعض المسلمين ، (بعضهم) باحتقار المرأة المندائية والتحرش بها امام اعين السلطات ودون ان تحرك ساكنا ، وفي كثير من الحالات وصلت الانتهاكات الى حد الاغتصاب ، من اجل اجبارها على تغيير ديانتها ( تقرير وزارة الخارجية الامريكية ـــ ايران ــ القسم الثاني ـــ القيود على الحرية الدينية ـــ 2004 ) .
وفي اعنف اتنهاك صارخ لحقوقهم ، تدمير وحرق اكبر معبد للطائفة ، وتدنيس وتخريب مقبرة تعود لهم ، وتحويلها الى مرفق عام في مدينة الاحواز، لتضييق الخناق عليهم من كل صوب وناحية، وارغامهم على مغادرة الدولة الاسلامية الى دول اخرى .

تركزت الجهود الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمات حقوق الانسان ، ومكتب الحريات الدينية منذ عام 2002 ، بالسعي لانقاذ اتباع هذه الطائفة من براثن الموت البطيء على يد السلطة الحاكمة في ايران ، وبالتعاون والتنسيق مع اتحاد الجمعيات المندائية ، وتامين الاتصال مابين هذه المنظمات والمكاتب مع الشخصيات القيادية المندائية الدينية في اقليم خوزستان لتامين قبول المهاجرين المندائيين من ايران في دول اخرى .
في 2002 اقدمت وزارة الخارجية الامريكية بمنح المندائيين من ايران صفة اللاجيء في الولايات المتحدة الامريكية، وبعد ذاك التاريخ ، وصل عددهم في مدينة مثل ، سان انتونيو في تكساس الى اكثر من الفي فرد مندائي من ايران .
في اوائل خريف عام2004 ، أفرجت معسكرات الاعتقال السيئة الصيت في استراليا ، عن اعداد كبيرة من مندائيي ايران والعراق ، ومنحهم صفة اللاجيء ، واعادة التوطين ، والذين لاذوا بالفرار ، لاسباب الاضطهاد والتفرقة الدينية.
لازالت اعداد من المندائيين في ايران والعراق لها رغبة كبيرة بالهجرة الى خارج ايران والعراق ، ولكن المنظمات الدولية لاتتعامل بشفافية لمشكلة اللاجئين لاسباب دينية ، بسبب قانون اللجوء نفسه ، حيث تفرض على طالب اللجوء ، ان يقيم خارج وطنه الأم ليتم بعدها دراسة الملف واحالته للطرف الثالث ــ اي دولة اعادة التوطين ــ ولايُعرف بالتاكيد مدة المكوث في دول الانتظار، لحين البت في الامر ، وفترة الانتظار تتطلب نفقات اقامة ومعيشة ورعاية صحية وتعليم ، وغيرها من الامور الحياتية والمعيشية ، وغالبا لاتتوفر الامكانية المالية الكافية لسد ولو جزء من احتياجات الاسرة ، وما تقدمه الجهات الدولية لمساعدة اللاجئين الشيء اليسير ولايفي بالغرض ، لذا تعذّر على الكثيرين من المندائيين مغادرة ايران او العراق لهذه الاسباب وغيرها.

واخيرا ستعلن كل من بلاد الرافدين وبلاد فارس بعد زمن ليس ببعيد:
(( بعد وجود دام الاف السنين على هذه الارض ، نعلن اليوم ,, المندائية ديانة منقرضة ,,)) ..!!

المصادر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جيووايد نغرين ـــ عناصر رافدية ـــ1961.
كونتجن ـــ الديانة المندائية ــ 1960.
ايثيل ـــ س ـــ دراور ـــ المندائيون في العراق وايران ــ لندن ـــ1962.
يورن ـــ ج ـــ باكلي ــ مع المندائيين في ايران ـــ 1996.
غراند رابيدز ـــ احوال الصابئة المندائيين ـــ ميشيغان ــــ2002.
مكتب الديمقراطية وحقوق الانسان ــ وزارة الخارجية الامريكية ــ تقاريرــــ 2004.
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ، ومكتب الحريات الدينية /الشرق الاوسط ــــ الجمعية العامة للامم المتحدة .
يورن ـــ ج ــ باكلي ــ المندائية في النصوص القديمة والحديثة ــ اكسفورد ــ2002

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أيها المسؤولون العرب متى سيقبل أن يكون كل منكم سانتا كلوز؟

syegirlorphantsعام 1897، أي قبل أكثر من قرن، سألت طفلة أمريكية اسمها فيرجينيا والدها:
هل صحيح أن سانتا كلوز (بابا نويل) غير موجود؟
في ذلك الزمن كانت صحيفة
(The Sun)
أشهر الصحف الأمريكية وأكثرها انتشارا.
أجاب الأب: إذا قالت صحيفة الـ
Sun
إنه موجود، فهو موجود!
أرسلت الطفلة فيرجينيا رسالتها تلك إلى رئيس التحرير:
عزيزي رئيس التحرير:
عمري ثمان سنوات، بعض أصدقائي الصفار يقولون لا يوجد سانتا كلوز، بابا قال: إذا قالت الـsavesyriachild syrgirl

يارب ترجع البسمة لاطفال سوريا

يارب ترجع البسمة لاطفال سوريا

Sun
إنه موجود فهو حقيقة موجود!
لذلك من فضلك قل لي الحقيقة هل سانتا كلوز موجود؟
رد رئيس التحرير
Francis Church
على الرسالة ونشر الرد في الصحيفة، ورده هذا ـ حتى تاريخ اليوم ـ يعتبر من أكثر المواد التي نشرت في الصحف الأمريكية قاطبة!
******************************
فيرجينيا:
أصدقاؤك الصغار على خطأ، لقد تأثروا بالشك الذي يراودهم في هذا العمر، فهم لا يصدقون مالا يرون.
يعتقدون بأنه لا يوجد شيء خارج نطاق استيعاب عقولهم الغضة!
كل العقول، يا فرجينيا، سواء كانت للرجال أم للأطفال هي صغيرة!
في هذا الكون الرحب، الرجل مجرد حشرة، نملة، عندما يُقارن عقله بالعالم اللامحدود المحيط به، وعندما يُقاس بالذكاء القادر على استيعاب الحقيقة الكلية والمعرفة!
نعم، فيرجينيا، سانتا كلوز موجود!
ووجوده حقيقة، كما هو وجود الحب والكرم والتضحية، تلك التي تعطي حياتك جمالها المطلق وبهجتها!
كم سيكون عالمنا باهتا، وكم سيفقد من معناه ـ يا فرجينيا ـ لو لم يكن سانتا كلوز موجودا!
لن يكون هناك إيمان طفوليّ، ولا بيوت، ولا رومانسية لتساعدنا على تحمل أعباء الوجود!
لو توجب علينا أن لا نفرح إلا بما نراه ونحسه، لفقدنا الضوء الذي تشعه الطفولة في عالمنا….
لا نؤمن بسانتا كلوز!!!!
إذن، يجب أن لا نؤمن بأي من القصص الخيالية….
بامكانك أن تقنعي والدك أن يجلب الرجال كي يحاولوا أن يقبضوا على سانتا كلوز وهو يتسلل عبر المداخن رأس عيد الميلاد، ولكن حتى ولو لم يروه خارجا منها، ماذا سيثبتون؟؟؟
نعم، لا أحد يستطيع أن يرى سانتا كلوز، ولكن ليس لدينا برهان بأن سانتا غير موجود…
أكثر الأشياء حقيقة هي تلك التي لا يستطيع الرجال ولا الأطفال رؤيتها…
هل رأيت في حياتك الأقزام يرقصون فوق المروج؟ طبعا، لا، ولكن لا يوجد برهان أنهم ليسوا هناك…
لا أحد يستطيع أن يستوعب كل العجائب غير المرئية في هذا العالم…
تكسرين لعبة الرضيع بحثا عن مصدر الصوت الذي يخرج منها، دون أن تدرين أن هناك حجابا يغلف كل الأشياء غير المرئية، حجابا لا يستطيع أقوى رجل، ولا حتى قوة الرجال الذين عاشوا منذ الأبد مجتمعة أن تمزقه!
وحده الايمان، الشاعرية، الرومانسية تستطيع أن تزيل الستار عن تلك الأشياء، وتصوّر لنا الجمال الأزلي والعظمة اللذين يكمنان فيها، أليست، إذن، تلك الأشياء حقيقية؟؟
آه، يا فرجينيا، لا يوجد شيء في هذا الكون حقيقي وأزلي، أكثر مما هي تلك الأشياء غير المرئية…..
لا يوجد سانتا كلوز!!!!
شكرا لله، هو موجود وسيظل موجودا إلى الأبد…
سيظل موجودا ألف سنة من الآن……
لا لا …أكثر من ذلك، اضربي هذا الرقم بعشرة، سيظل موجودا عشرة آلاف سنة من الآن، وسيستمر إلى الأبد ليسعد قلوب الأطفال…
*********************************************************************
عندما قرأت رسالة حفيدتي جازي لسانتا كلوز هذا الصباح، ذرفت دمعة حرقت خدي، وعادت بي الذكرى إلى قصة فيرجينيا، فعدت إليها وترجمتها لقرائي، وأنا أتساءل:
ما الفرق بين فيرجينيا الأمريكية وأية طفلة سوريّة؟
آه لو كان السيد فرنسيس تشرش مازال حيا لأطرح عليه هذا السؤال!
آلاف الأطفال السوريين يعيشون ظروفا تأبى أن تعيشها حيوانات الغابة، ولا ضمير يتحرك….
لم أعد أقرأ قصصهم لأنني لم أعد قادرة على تحمّل الألم!
الهروب ـ على حد قول المثل ـ ثلثا المرجلة!
ولم أجد وسيلة أمام هذا الكم الهائل من القهر سوى أن أهرب من مواجهتها…..
…..
جازي تريد من سانتا كلوز أن يشتري لها بيتا للعبة، وكي توفر عليه وقتا وجهدا دلته على المتجر الذي بامكانه أن يجد فيه ذلك البيت، وابنتي ارسلت لي الرسالة أملا في أن أكون أنا سانتا كلوز لهذا العام!!!
ليتني أستطيع أن أكون سانتا كلوز، وأتسلل سرا إلى كل خيمة يرقد فيها طفل سوري، لأطبع قبلة على وجنته….
المشكلة في عالم لا يوجد فيه أمثال فرنسيس تشرش، لا يمكن أن يتواجد سانتا كلوز!
أيها المسؤولون العرب، متى سيخرج رجل منكم ليقول لأمته: نعم سانتا كلوز موجود، وهو حقيقة كما الحب والرومانسية والتضحية؟
متى سيقبل أن يكون كل منكم سانتا كلوز؟؟
كل الخزي والعار لكم…..
والمستقبل لنا، نحن الذين نؤمن بسانتا كلوز، وبالحب والتضحية والرومانسية…
نحن الذين نؤمن بأن الله يتجسد في الطفولة……
نحن الذين نؤمن بحق الحياة، ونبذل الغالي والرخيص لحمايتها…
……
المستقبل لكتابي القادم…
ولكل من ينير الدرب بابداعاته….
والموت لكم أيها السفلة، يامن أغرقتم وطني بدماء أطفاله!

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

لاول مرة سيد القمني يكذب لاني لا اصدق ما يقوله

لاول مرة سيد القمني يكذب لاني لا اصدق ما يقوله

معتقلات تحفيظ القرآن

معتقلات تحفيظ القرآن

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

لماذا يحتاج “حزب الله” صواريخ متطورة؟

aliomarحسان حيدر

كأنه لا يكفي لبنان فساد سياسييه، وجشع اقتصادييه، وطمع تجاره، وانهيار مستوى مدارسه وجامعاته وارتفاع أقساطها، وتفريق شعبه بين الطوائف والمذاهب والعائلات، ونقص الكهرباء والماء، وانعدام الأمن والأمان، وخلو رئاسته، وتعطيل برلمانه، وعجز حكومته… حتى يكون مطلوباً منه أيضاً تحمل نتائج الكارثة السورية بشقيها الإنساني والعسكري، ومحاربة إسرائيل وحده، والتصدي لصلفها بقوته المتواضعة، وأن يكون مطلوباً منه الالتحاق كلياً بالمحور الذي تقوده إيران ولا يحمل من «الممانعة» سوى اسمها، بعدما تبين أن المقايضة مع «الشيطان الأكبر» بلغت مرحلة متقدمة.

فقبل نحو أسبوعين، ومع بداية جولة المفاوضات الأخيرة حول ملفها النووي، أعلنت إيران أنها زودت «حزب الله» صواريخ من طراز «الفاتح» البعيد المدى والدقيق الإصابة، مؤكدة أنها ستواصل تسليح ذراعها اللبنانية.

ولم يمض وقت طويل قبل أن يشن الطيران الإسرائيلي غارات على مطارين سوريين في دمشق ومحيطها استهدفت مخازن أسلحة وصواريخ، مرسلة إلى «حزب الله» الذي خسر بعض عناصره في القصف. وتعهدت تل أبيب عدم السماح للحزب بالحصول على أسلحة متطورة، ما يعني أن الغارات ستستمر وقد تطاول لبنان.

وإذا كان كل عدوان إسرائيلي مستنكراً ومداناً أياً تكن أهدافه، فإن الأسئلة التي يحار اللبنانيون في العثور على أجوبة لها هي: لماذا لا يزال الحزب يتسلح بهذه الكثافة، ولماذا يحتاج صواريخ متطورة وبعيدة المدى لا تملكها حتى دول في المنطقة، طالما أنه لم يعد عملياً في «حال حرب» مع إسرائيل منذ هدنة 2006، وطالما أن سيده الإيراني قرر التوصل إلى حلول تفاوضية لمشكلاته مع الأميركيين؟ وأيضاً، لماذا يحتاج الحزب ترسانة بهذا الحجم والتطور، فيما يدعي أنه يريد حواراً داخلياً في لبنان، خصوصاً مع ممثلي السنّة، لتخفيف التوتر المذهبي الذي يهدد البلد، وسببه الأساس خروج الحزب على سيادة الدولة، وتشكيله قوة مسلحة خارج الأطر الشرعية، وتعطيله المؤسسات الدستورية والإجماع الوطني؟

قد يكون لدى «حزب الله» وجمهوره، من دون سائر اللبنانيين، أجوبة جاهزة، وفي مقدمها أن هناك «أرضاً لبنانية لا تزال محتلة»، وأن المعركة مع إسرائيل «معركة وجود»، وأنه «لا يمكن الوثوق بالكيان الصهيوني»، وأنه يحق له الدفاع عن أرضه وشعبه وفق مبدأ «الردع المتبادل»، وهي شعارات قد تجد من يتفق معها نظرياً، لكن المشكلة تكمن في بعدها عن الواقع.

فإذا كان الحزب يريد فعلاً تحرير أراض لبنانية محتلة، فلماذا قبل بوقف إطلاق النار وبانتشار قوات دولية في جنوب لبنان ولم يكمل المعركة التي بدأها بنفسه قبل ثماني سنوات؟ ومن يتحكم بتوقيت «التحرير» فيخوض فيه حيناً ويمتنع حيناً آخر؟ وهل هناك أمثلة في العالم على «حروب تحرير» متقطعة ليس معروفاً لماذا تبدأ ولماذا تتوقف؟ وهل إبقاء لبنان وشعبه رهينة المزاج الإيراني المتقلب بحسب موازين القوى الداخلية في طهران وعلاقاتها بالعالم، يخدم تحرير الأرض اللبنانية؟

وإذا كان «حزب الله» يطلب خصوصاً من سكان الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت المغلوبين على أمرهم، أن يظلوا مستعدين للموت في سبيل تحقيق أهداف إيران في المنطقة، بما في ذلك ما يقدمه قرابين من شبانهم على مذبح النظام السوري، فهل سألهم مرة رأيهم في مصيرهم وما يجرهم إليه؟ وهل يجرؤ على تنظيم استفتاء حر بسيط يختارون فيه ماذا يريدون؟

فلتستعرض إيران في شوارع طهران الفسيحة ما تشاء من الصواريخ بطرازاتها وقياساتها المختلفة، لكن الوصول غير الضروري لبعضها إلى لبنان لن يجلب لهذا البلد سوى الدمار والخراب، من دون أن يكون له تأثير فعلي في تعديل ميزان القوى مع إسرائيل، بل هو مجرد وسيلة أخرى لتعزيز أوراقها في التفاوض مع «شياطين» الغرب، يتكبد اللبنانيون كلفتها على كل صعيد.
www.alhayat.com/Opinion/Hassan-Hayder/6182659/لماذا-يحتاج-

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

DNA 10/12/2014- سجى الدليمي وعلا العقيلي

DNA 10/12/2014- سجى الدليمي وعلا العقيلي
proudlebaness

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

مقابلة مع شخصية نسائية مندائية الدكتورة ليلى غضبان الرومي

lailaelromiمجلة الصدى

الدكتورة ليلى الرومي
عانت المرأة العراقية من ظروف قاسية بحكم مستوى تطور بلادها، وتعرضت اضافة الى عدم منحها في احيان كثيرة الحق في العمل ، الى عادات وتقاليد بالية قيدت حريتها وفرضت عليها قيودا وضعتها في موقع متخلف في الحياة ووضعت عليها اعباء مستمرة. وقد سبب التخلف الاقتصادي والاجتماعي بالارتباط مع السياسات الرجعية المتخلفة طيلة العقود الخمسة الاخيرة في تاريخ الشعب العراقي اضافة الى العادات والتقاليد البالية، في معاملة المرأة بصورة غير انسانية، ضاعفت المعوقات في طريقها للمساهمة بالحياة العامة وابقتها اسيرة نفوذ العائلة في اعمال البيت، كما ان الامية كانت عائقا جديا في تطور مستوى الوعي عند النساء العراقيات.
الا ان المرأة من الجانب الاخر ساهمت في الثورات والانتفاضات الفلاحية والمعارك العمالية والمظاهرات الوطنية. واستطاعت عبر نضال مستمر فرض جزء من تحررها واقرار بعض من حقوقها. وقد ساعد في ذلك عوامل عديدة ومن ابرزها سعة وعمق كفاح الشعب ضد قوى الظلام، وبروز قيادات نسائية عملت داخل احزاب ومنظمات نسائية قديرة وعلى راسها رابطة المرأة العراقية التي، قدمت عشرات التضحيات، ودخل العديد من كوادرها السجون والمعتقلات، بعد ان تحملت جميع نساء العراق فواجع الحرب، وفقدان المكاسب التي حصلن عليها عبر نضال مجيد.
والدكتورة ليلى الرومي واحدة من المناضلات التي وعت بان تحرر المرأة العراقية كاملا لا يتم الا في اطار تحرير المجتمع برجاله ونسائه، لان تحرر المرأة كاملا مرتبط بتحرر المجتمع. وقدمت هذه المرأة الجليلة الكثير بعد انقلاب 8 شباط الفاشي الاسود، لتصبح واحدة من الرموز النسائية المناضلة التي نضعها في قلوبنا بكل اعتزاز حتى هذا اليوم.
وفي هذه الظروف التي يمر بها وطننا تزداد مسؤولية المرأة في مجتمعنا. وكذلك تزداد اهمية مساهمتها في نضال القوى الوطنية .وموقعنا المندائي يعيد نشر هذا اللقاء المهم مع الدكتورة ليلى الرومي الذي نشرته مجلة ” الصدى” التي يشرف على تحريرها زميلنا في اللجنة الثقافية الدكتور سعدي السعدي.
مقابلة مع شخصية نسائية مندائية الدكتورة ليلى غضبان الرومي
الصدى : هل للدكتورة ليلى ان تعطينا لمحة سريعة عن حياتها، المحيط العائلي الذي نشأت فيه؟
د. ليلى: ولدت في مدينة العمارة ونشأت في بيئة مندائية متفتحة ومتطلعة لكل ما هو خير في الحياة في ذلك الوقت. كان والدي مدير مدرسة ابتدائية في العمارة وهو كانسان تربوي له تطلعات ثقافية، فقد ربى فينا حب العلم والمعرفة منذ نعومة أظافرنا أولاداً وبناتاً وكان لم يفرق بين البنات والأولاد في معاملته لنا. كنا نذهب إلى قلعة صالح اثناء العطل الصيفية وهناك تعلمنا بعض تقاليدنا وعاداتنا المندائية.
دخلت المدرسة الابتدائية والثانوية في بغداد، وكانت المدرسة المركزية للبنات من اكثر المدارس دفعاً لتلميذاتها في التشجيع على الحصول على العلم والدرجات العالية التي تؤهل للدخول في الكليات. كنت من المتفوقات في الصفين الرابع والخامس الثانوي .. ولكن للاسف فصلت لأسباب سياسية لمدة سنة واحدة ، كان ذلك عام 1955 وكنت حينها طالبة في الصف الرابع الثانوي في زمن نوري السعيد وحرب السويس.
دخلت الكلية الطبية للعام الدراسي 1957 – 1958 ووصلت الى الصف السادس فيها عندما حصل انقلاب 1963 على حكومة قاسم وعندها زج في السجن اعداد كبيرة من شباب وطلاب الكليات كما وقتل البعض منهم بسبب انتمائهم الى الجمعيات الطلابية والديمقراطية. وبقيت في السجن ثلاث سنوات أي لغاية 1966 وعندما خرجت من السجن رفضت الحكومة في ذلك الوقت ارجاعي الى كلية الطب رغم كوني في السنة السادسة النهائية وكان قد تبقى لي ثلاث شهور على التخرج حينها. حاولت الحصول على قبول في جامعات وكليات طب خارج العراق ورغم كل محاولاتي إلاّ أني لم أحصل على القبول في معظم الجامعات التي قدمت لها. وأخيراً سافرت الى بولونيا حيث كان أخي موفق يدرس هناك وساعدني هو والجمعية الطلابية العراقية (اتحاد الطلبة) على الحصول على مساعدة للدراسة في بولونيا. عندها أخذت سنة لتعلم اللغة وعدت سنتين من الدراسة، وكانت اللغة البولونية لغة صعبة، ولكني توفقت في دراستي وتخرجت سنة 1969 بدلاً من 1963 ..
سافرت الى انكلترا عام 1970 وعشت هناك واشتغلت كطبيبة منذ ذلك الوقت.
الصدى: ما هي المصادر الثقافية التي كونت شخصيتك أو أثرت في تكوينك الفكري والثقافي خصوصاً في المراحل المبكرة من حياتك؟
د. ليلى : ان المجتمع الذي عشته كان مجتمع مثقف حيث كان الكثير من المندائيين معلمين ومدرسين وكان والدي من أول المعلمين المندائيين المتخرجين عام 1922 وكان يؤمن بالتعليم وكذلك الدكتور عبد الجبار عبد الله ابن عمتي والذي عيّن رئيس جامعة بغداد في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم. وكان الكثير من الشباب المندائيين متطلعين للثقافة والمعرفة. وكنا نقرأ الأدب العربي والعالمي الذي يصلنا عن طريق لبنان ومصر والترجمة العربية للكتب من الاتحاد السوفيتي، فبالاضافة الى دراستنا كانت لنا تطلعات ثقافية واسعة، وأنا لتذكر أننا كنا نقرأ كثيراً من الأدب المنشور في ذلك الوقت اثناء العطل الصيفية ومن عمر مبكر وبتشجيع من الوالد.
الصدى: منذ متى وانت في الغربة؟ هل يمكن أن تحدثيننا عن رحلة حياتك في الغربة، ابرز المحطات التي تركت بصماتها على حياتك في ابعادها التي ترغبين الحديث عنها؟
د. ليلى : تركت العراق سنة 1966 ليس رغبة مني وانما تركته متغربة لغرض إكمال دراستي. كنت قد قررت الرجوع للعراق حال اكمال دراستي ولكن كلما أطلب من الوالد ذلك كان يجيبني ان الوقت غير مناسباً، خوفاً على حياتي . فأنا كنت من المغضوب عليهم من النظام الفاشي البعثي السابق وكان رجال الأمن يفتشون عني حتى بعد تركي العراق ويأتون الى بيتنا لسؤال الوالد عني .. وهكذا اضطررت الى ان ابقى في انكلترا .. اول الأمر من أجل التخصص. وقد وجدت ان العناية بالاطفال المرضى عمل نبيل، فتخصصت في امراض الأطفال وأخذت الـ MRCP والـ FRCP من كلية الأطباء الملكية في بريطانيا بنجاح وتفوق .. وكنت دائماً أود العودة الى العراق لأخدم وطني وانتظر الفرصة للرجوع ولا أزال لحد الآن انتظر هذه الفرصة رغم كل هذه السنين.
الصدى: ما هي العبر والدروس التي يمكنك ان تزودي بها جيل الشباب الناشئ، بعد أن تربى ضمن المفاهيم الصدامية الفاشية والدكتاتورية، وبعد أن وجد نفسه تائهاً في بلدان الغربة يبحث أو لا يبحث عن هوية؟
د. ليلى : ان لكل انسان ظروفه الخاصة، ولكن المهم أن على الانسان الذي يعيش في الغربة ان يحافظ على جانبين في شخصيته .. أولاً ان يندمج ولا ينعزل عن المحيط الذي يعيش فيه وان يتعلم من هذا المحيط كل ما هو خيرّ وجميل وثقافي ليحسن من شخصيته ووضعه في هذا المجتمع الجديد .. وفي نفس الوقت أن لا ينسى ثقافته الأولى وارتباطه الاجتماعي والعاطفي بالعراق وأهل العراق، من ثقافته الأولى وارتباطه الاجتماعي والعاطفي بالعراق وأهل العراق، من ثقافة واطلاع ومعرفة ودين وعادات اجتماعية .. إن هذا الاختلاط الفريد يكوّن من شخصية الانسان شخصية فذة وناجحة، ولكن لا أن يكون واحد دون الآخر فلا تقوقع بالعراقي ولا رفض لكل ما هو عراقي وعربي ومندائي .. يجب ان نحترم ونستفاد من تراثنا وفي نفس الوقت نتعلم من المجتمع الجديد الذي نعيش فيه.
الصدى: قلنا “يبحث عن هوية”، ما هي الهوية التي تعتقدين أنه يجب على جيل الشباب البحث عنها، هل هي الوطن والوطنية، أم هي المندائية، أم هما الاثنان، هل هي الانتماء الى حضارة وتاريخ، والى اي حد يكون هذا الانتماء مفيداً للنشأ الجديد ضمن تحديات العصر الحالي والغربة والعولمة .. أم أن لك مفهوم آخر حول الهوية؟
د. ليلى : هوية الشخص العراقي تختلف من شخص الى آخر .. فهناك عراقيين تغربوا وابتعدوا عن وطنهم بالمسافة والفكر .. وهناك عراقيين تغربوا وتقدموا في مجتمعاتهم الجديدة ولكن بقوا فكرياً وعاطفياً وثقافياً محافظين على ارتباطهم بالوطن وحاولوا المساعدة بما يقدرون من الناحية العملية ومن الناحية الثقافية والعاطفية. وقد حاولوا الحفاظ على نوع الهوية
identity
التي هي خليط من الوطنية والمندائية والعربية ومن الفكر الغربي.

الصدى: تشكلت للطائفة تشكيلات تنظيمية ومؤسسات مختلفة منها الثقافية ومنها الاجتماعية ومنها الدينية ومنها متخصصة في الدفاع عن حقوق الانسان وغيرها .. ومن البديهي أن أي تجربة جديدة يكتنفها في بادئ الأمر صعوبات نتيجة عدم تراكم الخبر في هذا المجال، وقد يكون عدم تبلور الاهداف المتوخاة من هذه التشكيلات وقد تتداخل مهمات لا يمكن لجمعيات فتية تحمل وزرها .. ما هو برأيك الاسس الواجب اتباعها في جمعيات ومؤسسات كهذه لضمان النجاح والاستمرا ولغرض ان تكون الجمعيات فاعلة في اسناد المندائيين في بلدان الغربة؟
د. ليلى : ان قيام المندائيين بجمعيات محلية في وطنهم الجديد شئ مهم جداً لبقاء الطائفة .. وكل واحد مناّ له صفات ومميزات مختلفة عن الآخر وبامكانه المساعدة في مجال أو آخر. والاتصال بين الجمعيات يخلق جو من التعارف ويساعد على اقامة علاقات بين المندائيين في الخارج والداخل. ومن خلال الجمعيات يمكن تقديم المساعدة من نواحي عديدة، اجتماعية وعائلية واقتصادية وحقوق انسان ودينية وغيرها. النجاح يبنى على اساس احترام الافراد لبعضهم البعض وتفانيهم من اجل انجاح الجمعيات، واحترام استقلالية كل جمعية على الرغم من ارتباطها مع الجمعيات الأخرى في اعمال مشتركة.
الصدى: ما رأيك بالمؤتمر الثالث للجمعيات المندائية في بلدان المهجر، من زاويتين الأولى كمندائية مشاركة والثانية كعضوة في هيئة رئاسة المؤتمر؟
د. ليلى : ان المؤتمر كان ناجحاً من عدة نواحي .. اولاً خلق ظروف للتعارف وتعزيز العلاقة بين الاصدقاء والاقرباء وانا لم اجتمع بمثل هذا العدد من المندائيين منذ سنين طويلة ورأيت أفراداً من اقربائي لم ارهم منذ سنين .. كما أن هناك شعور بالتعاون بين الجمعيات والأخوة من كل الدول المشتركة، وقد كان واضح نجاح بعض الجمعيات مثل كندا وامريكا واستراليا والسويد في لم شمل الجالية المندائية في بلدانهم والقيام بالفعاليات الاجتماعية وكان المؤتمر يعكس هذه الروحية .. أيضاً هناك نشاطات من أجل حقوق الانسان ومساعدة الأخوة المندائيين الذين لهم مشاكل وخاصة في استراليا .. وايضاً ما قامت به جمعية نيويورك بالاتصال بالجهات الامريكية لتعريفهم على وجود المندائيين كطائفة دينية لها كيانها ووجودها في العراق منذ الاف السنين وعليه احترام حقوقهم الدينية.
من ناحية المؤتمر نفسه فقد بذل الأخوة في السويد جهودهم لانجاح المؤتمر من ناحية التنظيم وكانت جهودهم ناجحة جداً وواضحة.
من ناحية رئاسة المؤتمر فان الأخوان اعطوا وجهات نظرهم بحرية وتقبل ورحابة صدر ولكن في بعض الاحيان احتدت العواطف وكثر الكلام وصعّبت الجلسة. أنا في رأيي نحن العراقيين لحد الآن لم نتعلم ان نستمع للآخرين ولكن نحب ان نتكلم كثيراً ولا نعطي مجال للثاني ليعطي وجهة نظره وهذا نقص عند معظم العراقيين.
الصدى: يلاحظ من خلال ادارة اعمال المؤتمر ان لك خبرة في قيادة المؤتمرات، هل شاركت سابقاً في عمل كهذه، أو هل يمكن ان تحدثينا كيف اكتسبت خبرة كهذه؟
د. ليلى : من ناحية الخبرة بادارة الجلسات فهذه تجربة وليست جديدة حيث بحكم المكانة العلمية فقد ترأست الكثير من الجلسات العلمية وكثير من الجمعيات الطبية وكذلك حضرت عدد لا يحصى من الجلسات الاجتماعية والعلمية وغيرها .. والواحد مناّ يتعلم ويتطور من تجربته الخاصة. ونأمل أننا نستطيع ان نخدم الطائفة المندائية ولو قليلاً رداً للكثير من النعم والفوائد التي اعطتنا اياها وانا جداً متشرفة ان اعطوني هذه الفرصة لأقدم ولو خدمة صغيرة للطائفة واتمنى لكل الجمعيات والأخوة النجاح في جهودهم وهم مشكورين.

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

المقاومة الايرانية تناشد لانقاذ حياة 31 سجينا حياتهم معرضة لخطر الاعدام

iranhungingايران.. المقاومة الايرانية تناشد لانقاذ حياة 31 سجينا حياتهم معرضة لخطر الاعدام

صمود أحد السجناء بشعاري «الموت للخامنئي» و«الموت للاريجاني» أمام نقله لتنفيذ حكم الاعدام

تناشد المقاومة الايرانية لانقاذ حياة 31 سجينا محكوم عليهم بالاعدام في سجن قزل حصار تم نقلهم الى مكان مجهول. كما تحيي أكثر من 500 من السجناء المضربين عن الطعام في العنبر رقم 2 بسجن قزل حصار وتدعو جميع المؤسسات والهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان الى العمل بخطوة عاجلة للنظر في مطالب السجناء المضربين ووقف احكام بالاعدام خاصة الاعدامات الجماعية.
وأضرب سجناء قاعة رقم 3 في العنبر رقم 2 بسجن قزل حصار عن الطعام منذ 2 كانون الأول/ ديسمبر احتجاجا على الاعدامات الجماعية والمتتالية في هذا السجن وبهدف وقف هذه العقوبة الوحشية. انهم يصمدون أمام اجراءات ومراوغات النظام القمعية لكسر هذا الاضراب ويواصلون اضرابهم لليوم الثامن.
وهدد رئيس السجن، المضربين انه سيعدم 200 سجين في حال مواصلة اعتراضهم.
وفي هذا الاطار نقلت الجلاوزة النظام 31 سجينا المحكومين بالاعدام يوم الأحد 7 كانون الأول/ ديسمبر من العنبر الى جهة مجهولة. ان بعض من السجناء المنقولين لتنفيذ حكم الاعدام هم الذين يعتبرهم عناصر النظام بانهم من العوامل الرئيسية للاعتراضات والاضراب عن الطعام في سجن قزل حصار.
وأثناء عملية النقل هذه قاوم أحد السجناء وردد شعاري «الموت للخامنئي» و«الموت للاريجاني» احتجاجا على نقله لتنفيذ حكم الاعدام. وفي نهاية المطاف انه حاول ان يمنع الجلاوزة المجرمين من نقله عن طريق تجريح نفسه. ويقال ان السجين المذكور كان على وشك الموت اثر شدة الجراحات التي اصيب بها الا ان عملاء السجن يمتنعون عن تسريب أي معلومة عنه في هذا المجال.
ان ازدياد موجة الاعدامات في السجون ومختلف المدن الايرانية ومن ضمنها اعدام على الأقل 51 سجينا شنقا فقط في فترة ما بين 24 تشرين الثاني/ نوفمبر حتى 3 كانون الأول/ ديسمبر يدل على خوف الفاشية الدينية الحاكمة في ايران من اتساع نطاق احتجاجات أبناء الشعب الايراني الذين ضاقوا ذرعا وكذلك بهدف تصعيد اجواء الرعب في الشارع الايراني. ويعترف مسؤولو النظام بان « الأمن … يشكل أهم هاجس لدى الاجهزة القضائية والأمنية وانها لم ولن تقصر في تنفيذ هذا الأداء أبدا ».
ان التقاعس واللامبالاة من قبل المجتمع الدولي تجاه الوضع المأساوي لحقوق الانسان في ايران قد منح رؤوس نظام ولاية الفقيه الذي يعرفه الشارع الايراني بـ «عراب داعش» الفرصة للجوئهم الى ارتكاب أي وحشية بدءا من رش الأسيد على الايرانيات وطعن النساء والفتيات العزلاوات والى تنفيذ موجة الاعدامات الجماعية في السجون ومختلف المدن الايرانية.
ويجب اشتراط أي تعامل مع هذا النظام اللاانساني برعاية حقوق الانسان بما فيها وقف عقوبة الاعدام اللاانسانية.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس
10 كانون الأول/ ديسمبر 2014

Posted in فكر حر | Leave a comment