خواطر حول تجربتي مع القصة القصيرة

nabilaudehأثار مقالي السابق حول القصة القصيرة جداً ردود فعل ثقافية هامة وواسعة جداً، أعطتني لوحة أكثر اكتمالاً لفهم المضمون القصصي عامة، وكان استنتاجي الأساسي هو عبث إقامة تقسيمات ميكانيكية في إطار الفن الواحد، بمعنى ان القصة هي فن لا يتجزأ، اما ان تكتب قصة تُقرأ وتؤثر بالقارئ، او نصاً لا علاقة له بالقصة الا في الوهم الذاتي للكاتب، مهما كانت صياغة النص اللغوية جيدة. لأن القصة ليست مجرد لغة ومعرفة التركيب القصصي حسب الدراسات المختلفة التي طرحت موضوع القصة من زوايا عديدة ومختلفة. وأعجبتني تسمية القصة القصيرة جداً بتعبير “اشراقات” كما طرح ذلك الدكتور الناقد والشاعر والقاص فاروق مواسي في مداخلته حول مقالي المذكور.
لاحظت سابقاً ان عدداً من كتاب القصة يكتبون حسب المفاهيم التي تطرحها دراسات مختلفة لنقاد او أكاديميين يتعاملون مع فن القص بمباضع تنفع في الجراحة الطبية، وأظن انهم هم أنفسهم عاجزون عن تحويل “معرفتهم الكبيرة” لفن القصّ الى إبداع قصصي. وبالتالي لا يُنتج الباحثون عن فن القصة في كتب البحث والتنظير أدباً قصصياً، لأن القصة تتجاوز حتى المفهوم المباشر والأولي للأدب الى مفاهيم أعمق ترتبط بالمشاعر الإنسانية والحياة والمجتمع والوعي والفلسفة. وكتب الدراسات أشبه بالمختبرات الطبية التي تنفع في التحليل ولا تنفع في العلاج – أي بتوفير أدوات الإبداع!!
المبدع الذي يتوهم ان كتب التنظير ستجعل رضوان يفتح له الأبواب، ويجلسه في جنة المبدعين، هو واهم.
هناك شروط لغوية صياغية وفنية تكنيكية، هي التي تشكل جوهر القص (الرواية) بكل فروعه، وهذه الموهبة برأيي تولد مع الكاتب وتتشكل في مراحل وعيه الأولى، وتكتمل بناءً على ظروف تطور وعيه. وعليه قررت ان اكتب هذا المقال لعلي أوسع النقاش الثقافي الذي بدأ بمقالي السابق عن القصة القصيرة جدا. وقد اعتمدت هنا على تجربتي، بعيدا عن كل النظريات والتنظير التي لا أراها الا دخيلة ومتطفلة على جوهر الإبداع !!
*****
يحاول بعض نقاد القصة القصيرة تقديم لوحة ثقافية تعبر عن الإنجاز التاريخي لمؤسسي فن القصة القصيرة وكتابها وعلى رأسهم الأمريكي ادغار الن بو الذي يعتبر من أوائل كتاب القصة القصيرة، والفرنسي جي دي موبسان الذي لُقِّب بـ”أبي القصة القصيرة” والروسي أنطون تشيكوف، الذي يعتبر أفضل كتاب القصة القصيرة… او يُنظرون بالاعتماد على مفاهيم أكاديمية، لم يثبت حتى اليوم انها أنتجت مبدعاً او نصف مبدع، ونجد ان الكثيرين من أعظم كتاب القصة والرواية لم ينه بعضهم حتى المدرسة الابتدائية. هذا الأمر أعادني الى تجربتي المتواضعة، التي لم تعتمد الا على العشق الذي اجتاحني منذ قرأت اول قصة وانا في بداية دراستي الابتدائية، لفهم بعض العوامل التي “تفرض” نفسها على مبنى القصة في أعمالي.. والتي أضحت أمرا غير مفكر به حين تحين اللحظة، كثيراً ما تساءلت عن العوامل التي جعلتني استوعب الجوانب الفنية في تجربتي، التي لم أستعن لها بأي نص مدرسي او بحثي يتعلق بفن القصة القصيرة، وما زلت مصراً على ان كل الأبحاث والنظريات، لن تستطيع ان تعلم أحداً صياغة قصة قصيرة جيدة.. او فهم مضمون أهمية اللغة (ليس من ناحية نحو وإعراب) في الصياغة القصصية، او ما بدأت أطلق عليه في الفترة الأخيرة تعبير “اللغة الدرامية”.
القصة، او الفن القصصي بما في ذلك الرواية والمسرح، كله مرّ عبر تجربة واسعة جداً ومتعددة الأشكال.. ورؤيتي مثلاً ان فن القصة القصيرة الحديث متأثر أكثر بالكاتب الروسي أنطون تشيخوف. ان موهبة تشيخوف في التعبير القصصي عن عالمه، ومجتمعه وإنسانه، تكاد لا توجد تجربة قصصية بمثل عمقها، ولا سابق لها في الفن القصصي، من حيث مبنى القصة، لغتها، عناصر الدهشة فيها، فكرتها وأساليب كتابته او صياغته للفكرة القصصية، فن الحوار في قصصه، كيف يتعامل مع اللغة في قصصه، كيف يحول اللغة نفسها الى نص درامي، اندماج اللغة المستعملة في النص القصصي بالفكرة الدرامية، أي كيف يخلق موازياً لغوياً درامياً للفكرة القصصية الدرامية.. وهذه نقطة هامة وحاسمة.. كذلك قدرته على اكتشاف أدق التفاصيل ونقلها بتعابيره المفعمة بالبساطة والعمق والسخرية والحدة، كلها وضعته في رأس مؤسسي هذا الفن القصصي: القصة القصيرة، محدثاً نقلة نوعية جعلته أبا القصة القصيرة الحديثة بغير منازع على الإطلاق!!.
وهناك جانب قد يغفل البعض دوره. جانب التجربة الحياتية للمبدع وقدرته على تطوير ادواته (آلياته) الفنية والثقافية. في الأدب هذا الجانب حاسم في تطوير الإبداع ونقله من بوتقة ضيقة الى عالم واسع ممتد الأطراف غير نهائي في آفاقه واتساعه المعلوماتي والفكري والفلسفي والتجريبي (بخوض تجارب حياتية ومغامرات حياتية) الذي قد يبدو للبعض خروجاً عن المألوف، أصلاً كل الإبداع هو خروج عن المألوف، خروج عن حالة السكون والاستقرار، ألدّ اعداء الانتاج الإبداعي..
مع ذلك القصة لم تتوقف بحدود تجربة محددة، بل يمكن القول ان القصة القصيرة تنبض بالحياة والتغيير وتشق طرقاً جديدة، قد نستسيغ بعضها وقد نرفض بعضها وهناك إضافات هامة للعديد من أبرز كتاب هذا الفن.
لا ثقافة ولا إبداع في عالم الأوهام والعقائد الجامدة والتخيلات المريضة الوهمية.
الموضوع ليس نظرياً، ليس فهمَ شروطِ الكتابة الإبداعية، شروطِ الانشاء القصصي، بل مجمل النشاط الإبداعي للإنسان والمجتمع.
الكاتب – المبدع يحتاج اولا الى وعي معرفي اجتماعي واسع وفي جذوره الفلسفة، التي تغذي العقل بقدرات لا نهائية من المعرفة والقدرة على فهم حقائق الحياة، والقدرة على الاستفادة من التجارب الذاتية والعامة.
لذلك الإبداع، بصفته حالة أدبية، هو شكل من أشكال الوعي الإنساني يعبر عنه بطريقة فنية.. انعكاس فني لواقع اجتماعي او ثقافي او سياسي.. الخ.
الفن القصصي هو ألدّ أعداء الفذلكة اللغوية والديباجة والإطناب، والنحت في المفردات. القصصي يجب ان يقبر سيبويه والكستائي قبل ان يمسك القلم، وان لا يتعامل مع اللغة، خاصة العربية، كلغة ذات شأن وقداسة. لا شأن ولا قداسة للغة في السرد القصصي او غيرة من أصناف الكتابة. جمالية القصة تتعلق بفكرتها وأسلوب تنفيذها وقدرة كاتبها على إبداع لغة درامية في السرد حتى لو حطم كل ثوابت الكتابة الإنشائية. وان لا يفكر الا بالدراما التي يبنيها، وباستعمال المفردات بلا وجل الوقوع في فخاخ حراس اللغة.
قد يقود كلامي حول اللغة الى وهم ان اتقان اللغة غير ضروري. لم يكن هذا ما قصدته، والعكس هو الصحيح، بدون إتقان ممتاز للغة، وحس لغوي متطور، يحرر الكاتب من التفكير بالنحو والإعراب خلال عملية الإبداع، يستحيل الإبداع القصصي، وعندما أقول الحس اللغوي أعني القدرة على اختراق حواجز التقليد اللغوي والقيود المختلفة.

ان عرض تطور الإبداع (القصة القصيرة في حالتنا) هو أمر هام ومثمر ومحفز لتوسيع المعرفة.. ولكن مميزات الفن القصصي هي الارتباط بالتجربة الحياتية الواسعة الى جانب الإلمام بهذا الفن عبر المعرفة العميقة لمختلف الأساليب التي تطورت منذ ادغار الن بو وصولاً الى تشيخوف وموبسان وغيرهم، تماماً كما تحتاج السيارة الى وقود.. لا يمكن الإبداع بدون غذاء، وقود – وقود فكري، واتساع المعرفة والقدرة على الخوض في تجارب الآخرين بدون مرجعيات ومواعظ، إنما بالاعتماد على الذات المجربة والقادرة على هضم تجارب الآخرين وشق طريق يعطي للنص هوية مميزة.
لا يمكن ان أتجاهل ان القصة العربية القصيرة، هذا الفن الجديد نسبياً في الأدب العربي، ساهم الكاتب العبقري يوسف ادريس في تثبيت جذوره الفنية، بحيث أضحت تجربته مدرسة للقصة العربية القصيرة.. وللقصة القصيرة بشكل عام. ورغم حداثة هذا اللون نسبياً في الأدب العربي إلا ان ادريس نجح بإيصاله إلى مستويات فنية راقية للغاية، والأهم انه طور لغة قصصية بالغة التميز والثراء.
هناك من يشدد على ما يسمى “وحدة الانطباع ولحظة الأزمة واتساق التصميم” ربما نقاط هامة عُبر عنها بشكل مركب، لن اعترض مع اني لم أفهم المعنى، ولكنها لا تقدم أمراً ملموساً يمكن فهمه من الكتاب الناشئين..
لا بد من ملاحظة: ان الكاتب الذي يجتر قصته بالقوة، لا يقدم الا فذلكة لغوية، وترهات، وفكرة مشوهة ناقصة أو مرتبكة، وما أكثرها في أدبنا. نفس الأمر يمكن ان نرى تواصله في المقال السياسي.
الفكرة القصصية يجب ان تنمو على نار هادئة في ذهن الكاتب، ان يتحاور معها بذهنه، ان يعيش تفاصيلها، يهلوس بها، ان يبنيها ويهدمها مرات قبل ان يعيد بنائها وتشكيل أطرافها وشخصياتها، ان يفلسفها ليفهم أبعادها..، ان يعرف الى أين يريد ان يصل قبل ان يبدأ بالخربشة على الورق.. هل أقول لكم اني أحيانا أغرق بعدة أفكار قصصية وعندما تكتمل أستطيع صياغتها تباعاً بسرعة وبلا توقف؟

الفكرة القصصية او السياسية او النقدية، حين تكتمل تفرض نفسها وأسلوبها.. مئات القصص التي أقرأها على الانترنت او في الصحافة المطبوعة، لا أواصل قراءتها بعد الفقرة الأولى أو الثانية منها..اكتشف انها كتبت بطريقة إستمنائية. تفتقد للعناصر الأهم في النص القصصي،التدفق والتلقائية بلا تصنيع واللغة التي تشد القارئ للفكرة والقدرة على اثارة انتباه القارئ ( الدهشة )،خلق شخصيات تنبض بالحياة وليس مجرد رسومات ورقية.
ان ضعف عنصر الدهشة القصصية التي تشد القارئ من السطر الأول، او اللغة الدرامية المعيارية التي لا قصة بدونها، والا تحولت القصة الى مادة إخبارية بلغة فذلكة وتشاطر مملة، تقتل عناصر القص الهامة كلها.

كذلك لا قصة جيدة الا بمعرفة أسرار اللغة وطرق الصياغة ( سيقولون يناقض نفسه لأنهم لم يفهموا القسم الأعلى من مداخلتي)، ولا أعني القواعد والنحو والصرف.. انت عزيزي الكاتب تحتاج الى معرفة الصياغة الفنية للغة، وليس علوم الصرف والنحو.. التي تجعلك حارساً للغة وليس مبدعاً للأدب!!
فن القص هو إيصال المعاني مباشرة أحياناً، وبالتورية أحياناً أخرى، وبتطوير حسٍّ لغوي مثل البارومتر شديد الحساسية لوقع الكلمة ومكانها في النص.. ولنترك بعض الهنات للمحرر اللغوي، ولا تقلق من خطأ يفرض نفسه عليك ضمن سياق النص والفكرة. واذا بقيت متمسكاً بفكرة قداسة اللغة بصفتها هدفاً بحد ذاته، فاذهب لتعيش مع سيبويه والكسائي واترك فن القص والرواية، لأنه فن انتفاضي على المسلمات اللغوية وقيود التزمت الفكري واللغوي والاجتماعي، وكله يشكل حالة مترابطة واحدة.
لا يمكن ان تكون لغة حديثة، قصصية خاصة، يحكمها نحوٌ وضعوه قبل مئات السنين، هل سنبدع قصصاً حديثة بلغة العرب القدماء؟ وحتى لا يفهمني أحد خطأ، كلامي هو مجرد مقارنة لفهم ان اللغة أداة حية تخلق مفرداتها وصياغتها بناء على المناخ الثقافي السائد في عصرها. ان لغات عصر التنوير الأوروبي اختلفت جذرياً عن لغة القرون الوسطى، واعتقد ان الأدب الروائي الذي انتعش مع فترة عصر النهضة والاستعمار لعب دوراً كبيراً في إحداث انتفاضة لغوية حداثية في اللغات الأوروبية.
قصور مجامع اللغة العربية وانغلاقها على القديم، وعدم فهمها لحيوية إحداث نقلة نوعية في لغتنا، ثقافية وعلمية وتربوية، يضر بمكانة اللغة ولكن لا يمكن ان يوقف التطور، ربما يعيقون في اتجاهات معينة، ولكن من المستحيل وقف تطوير لغة القصة والرواية والمسرح والشعر والسياسة لشدة ارتباطهم بالمناخ الثقافي السائد، ان ما يحدث هو شرخ لغوي..
الكثير من الصياغات التي نستعملها اليوم في كتاباتنا يعتبرها حراس اللغة أخطاء يجب تصحيحها… لكنها أضحت مستعملة ومتفق عليها وغير قابلة للتغيير. الشارع والثقافة في جانب والمجامع بعيدة قرناً كاملاً او أكثر عن لغتنا الحديثة. ان التجديد في اللغة يتجاوز التقييد والكثير من التعابير العامية أضحت جزءا من الفصحى، وهو أمر طبيعي في كل اللغات التي تتشابه لغتها الفصحى مع لغتها المحكية. ان احدى مشاكل الإبداع التي واجهتني في تجربتي القصصية، كانت اللغة العربية المزدوجة والمرهقة في قيودها، عندما وصلت لقناعة التحرر، وكتابتها بحرية مطلقة، شعرت اني أمسكت طرف الإبداع من المكان الصحيح.

الناحية الفنية

من تجربتي الذاتية ارى ان أهم مركبات القصة يمكن تلخيصهما بمسارين او خطابين، الأول: المسار او الخطاب التاريخي، أي خطاب فكري أيديولوجي، وهو الحدث، الخبر، الفكرة القصصية، المضمون القصصي، المادة الخام.
الثاني :المسار او الخطاب الفني، وهو يتعلق بقدرة الكاتب على الصياغة اللغوية الإدهاشية أي التي تخترق أحاسيس القارئ، تدمجه عاطفياً مع الفكرة القصصية، تثير دهشته من البداية حتى النهاية وهي تتعلق أيضا بالتكنيك القصصي الذي يتبعه الكاتب.. انا اؤمن ان الفكرة تفرض أسلوبها ولغتها ومفرداتها، الكاتب عليه ان يعرف كيف يفكك الحدث ويعيد بنائه من جديد، ليبقي المفاجأة الدرامية للسطر الأخير… تماما مثل لعبة البوكر.. ممنوع كشف الأوراق، اذ قد تكون أوراقك (قصتك) ضعيفة ولكن معرفة أصول اللعبة القصصية (البوكر) تجعلك تنجز انتصاراً حتى على الذين أوراقهم (أفكارهم القصصية) أقوى من أفكارك..
يجب الانتباه إلى عدم المبالغة في أحد الخطابين على حساب الخطاب الآخر.. ولا اعني خلق تعادل بينهما… انما معرفة أين يجب إبراز جانب على الجانب الأخر… في فترة ظننت ان التعادل بين الخطابين هو الكود الصحيح. اليوم، بعد تجربة طويلة أرى ان التعادل مضراً، ومقيداً، وينتج حالة من التقييد والتأطير والدوغماتية الثقافية. صحيح ان الخطابين هامان، وان إبراز خطاب ما بشكل مبالغ ينسف القاعدة الحساسة للبناء القصصي. لكن هذا لا يعني ان نقيم التعادل الميكانيكي بين الخطابين، بل اعتماد التناقض الديالكتيكي بين الخطابين، أي التناقض الذي يدفع دائما لتطوير الحدث واللغة والتكنيك وعناصر الدهشة.. وهنا يجب ان يتحكم الحس الإنساني والإبداعي لدى الكاتب، في معرفة أين يعطي لأحد الخطابين قوة أكبر… او العكس !!

هناك موضوع هام لم يتطرق إليه النقد العربي على حد علمي، وإذا تعرض فمن زاوية تقليدية مدرسية، وهو موضوع اللغة المستعملة في القص..
واضح ان لغة القصة تختلف بأسلوب صياغتها عن لغة الخبر او الريبورتاج او المقال او البحث.. صحيح اننا نستعمل نفس المفردات، لكن وضعها في السياق، ترتيبها، هو ما يخلق الفرق. وهذا ليس كل شيء، بل لا بد من ان يطور الكاتب لغة درامية.. واجد صعوبة في شرح فكرتي، لكني أقول ان اللغة مترابطة بالحدث، متفاعلة معه، تنبض بنبضه، عندما أكتب قصة أوظف قدراتي في صياغة لغة درامية تندمج مع الحدث الدرامي (القصة في حالتنا) بلغتها أيضا، مبناها اللغوي، نبضها المتفاعل والمندمج مع الحدث نفسه، هذا يتعلق بالحس اللغوي للكاتب، فهم أولي للبسيخولوجيا الاجتماعية، لفهم شخصية أبطاله والدور الذي من المفترض ان يرسمه لهم بدون مبالغة تجعل البطل غير حقيقي ومتخيل لا منطق في كينونته.
الممارسة واتساع الإدراك لفن القص عند الكتاب الآخرين يثري الكاتب، ذلك عبر قراءة واعية ومنتبهة لأعمالهم، ليس كقارئ عادي، بل كدارس لأساليب توظيفهم للغة، بناء الشخصيات، الحوار، أسلوب الدخول للفكرة، طريقة وضع النهاية، بالطبع لا شيء مقدس، بل كله يجب ان يخضع للمعمل القائم داخل الرأس، لذلك الكاتب يحتاج الى ثقافة موسوعية ومتعددة الاتجاهات، تماما مثل الحياة، الحياة ليست بلون واحد بل متعددة الألوان.

النهاية في القصة لا بد ان تعبر عن فهم فلسفي للحدث وليس فهما إخباريا او مباشرا. هذا يعني ان مبنى اللغة يفرض مميزات بالغة الحساسية.. قد لا يلمسها القارئ العادي، لكن عدم إتقانها يبعده عن الاندماج بالنص، حتى لو كان نصا بحثيا او سياسيا.

أرجو عدم فهم موقفي بأني أرى باللغة ما يتجاوز كونها أداة أو وسيلة للتواصل فقط، وكونها أداة لا يعني نفي القدرات التعبيرية الهائلة التي تخضع لمن يتقن الإحساس بكلماتها وصياغاتها.

nabiloudeh@gmail.com

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

النظام السوري لا يخجل

كاميرون يزور مخيمات اللاجئين السوريين

كاميرون يزور مخيمات اللاجئين السوريين

على قولة المصريين يا بشار ” حط بعينك حصوة ملح ” وقوم انت او احد كلابك الحلقي او غيره بزيارة مخيم لاجئين
ديفيد كاميرون يزور اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء و يقطع الاف الكيلومترات وانتم مستقيلين الهم
راح تقولوا انه مخيمات تركيا لايمكن زيارتها ولا الاردن ماشي …دول متأمره ماشي
انتم قلتوا كل اللاجئين بلبنان انتخبوا بشار ,,,يعني حبايب
خلينا نصدق هالكذبه و كرد جميل زوروا اللاجئين بلبنان ….أن كنتم قادرين
في كلب من مجلس الشعب قادر أن يزور مخيم واحد للسوريين ؟؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | 1 Comment

DNA- بوتين وروحاني..وشرشحة الممانعة- 22/09/2015

DNA- بوتين وروحاني..وشرشحة الممانعة- 22/09/2015
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

تشريح مقولات جنت علينا 6: لا يَصْلُحَ آخِرُ هذه الأمة إلاّ بما صَلُحَ به أوّلُها.

هذه المقولة تنسب إلى مالك بن أnourpartyنس إمام المذهب المالكي أحد المذاهب السنية الأربعة، وهي تنطلق من مَسَلَّمَة يكاد يتفق حول صدقيتها غالبية المسلمين الذين ظلوا دائما يتحدثون عن تجربة الحكم الإسلامي الأولى في المدينة يثرب، باعتبارها ذلك الفردوس المفقود الذي عاشه أسلافهم ذات مرة، كما ظل الحنين إليه لا ينقطع، وكلما خَبَتْ جذوتُه نفخ فيها رجال الدين فتعود تشتعل من جديد بما يسردونه على أسماع الناسَ من روايات خارقة عن سيرة ذلك السلف الصالح (السوبرمان) والتي لا تعرف حدودا للمبالغة في وصف فضائل دولة الرسول والخلفاء الراشدين وما سادها من (حكم راشد مثالي) لم يبلغه أي مجتمع بشري في أي عصر من العصور، سواء أكان ذلك قبل الإسلام، أم بعده طوال قرون الخلافة الإسلامية، ولا بلغته أنظمة الحكم الحديثة العلمانية في أيامنا.
هذه نماذج مثيرة عن هؤلاء البشر (المثاليين) الذين أسسوا تلك الدولة (المثالية)، يحكيها لنا محمد راتب النابلسي:
http://www.nabulsi.com/blue/ar/-print-.php?art=1599
“ذكر الغزَاليُّ في الإحياء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أُهْدِي إلى رجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأسَ شاةٍ فقال: فلانٌ أَحْوَجُ إليه منّي، فبعث به إليه، فبعثه هو أيضاً إلى آخر يراه أحوج منه، فلم يزل يبعث به واحدٌ إلى آخر حتّى رجع إلى الأوّل بعد أن تداوله سبعة”!!!.
وحكاية أخرى من المصدر نفسه مفادها: “أنَّ أصحاب النبيّ رضوان الله تعالى عليهم كانوا في سفر وكانوا جائعين، وقفوا عند خيمةٍ ما عندهم إلا خبز، وبكمّية قليلة، فارتأى أميرهم أن يقسّم الرغيف إلى قطعٍ صغيرة وأن توضع بين أصحاب النبيّ ليأكلوا، فأكلوا، وأكلوا، وأكلوا ثمَّ أضاؤوا المصباح فإذا بالطعام كما هو، كان كلّ واحدٍ منهم يتظاهر بأنّه يأكل ليفسح المجال لأخيه أن يأكل، والثاني يفعل الشيء ذاته، هذا هو مجتمع الصحابة، مجتمع الإيثار”!!!.
وحكاية أخرى: “من أعجب مواقف الإيثار وهذا الذي لا يصدّق ما روى القرطبي، قال: ذكر العدوي قال: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمٍ لي ومعي شيءٌ من الماء، وأنا أقول إن كان به رمقٌ سقيته فإذا أنا به، فقلت: أسقيك؟ فأشار برأسه أن نعم، فإذا برجل يتأوّه، فأشار إليَّ ابن عمّي أنْ انطلق إليه، فإذا هو هشام بن العاص، فقلت أسقيك؟ فأشار أنْ نعم برأسه، فسمع آخر يتأوه، فأشار هشام أنْ انطلق إليه فإذا هو قد مات، فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات، فرجعت إلى ابن عمّي فإذا هو قد مات، ولم يشرب أحدٌ الماء لإيثار كلِّ واحدٍ منهم أخاه وهو في آخر لحظات حياته.”
وهذا غيض من فيض من سِيَر ذلك السلف (الصالح) لا يتوقف رجال الدين عن حقن أسماع المسلمين بها ليبقوهم صرعى مخدرين أمام هذه الأحلام اللذيذة، مع الحرص الشديد على طمس الجانب الآخر من التاريخ الإسلامي النقيض لهذه المثاليات، وهو الغالب أصلا، وشن الحملات المسعورة على كل من يحاول نفض الغبار والاقتراب من المسكوت عنه والممنوع من التداول وتعريفه للناس.
ولا شك أن الناس في فترات حاسمة من حياتهم قد يقدمون أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل انتصار قضيتهم، سواء أكانت قضية دينية أم دنيوية (الكل دنيوي)، وهي مرحلة انتقالية سرعان ما يعود الناس بعدها إلى أنانياتهم وتوحشهم، وهذا ما جرى مع المسلمين ومع غيرهم من (الثائرين) في كل زمان ومكان. لكن رجال الدين يشوهون الحقائق ويجعلون من هذه الأمثلة خوارق إسلامية حصرا لأن وراءها تقف قوى غيبية لا تُقْهَر.
ذلك أن القارئ اليقظ لروايات تاريخ الإسلام بوسعه، وبسهولة، العثور على أفعال وأقوال ومواقف لهؤلاء القوم تجعل منهم مجرد بشر كباقي البشر تتنازعهم كل عيوب ونقائص البشر. بل يعثر الباحث غير المؤدلج على ما هو أدهى وأمر. بل قد يعثر على شواهد تكشف عن أن أخلاق المسلمين الخارجين لتَوُّهِم من (الجاهلية) كانت لا تزال أرقى من أخلاق الإسلام، كما هو حال المسلمين اليوم المتأثرين بأنماط الحياة الحديثة، مع أن الإسلاميين يصفونها بالجاهلية. نقرأ مثلا في تفسير آية “المحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم”: “قال الإمام أحمد: عن، عن، عن، عن أبي سعيد الخدري قال : أصَبْنا نساءً من سَبْيِ أوطاس، ولهن أزواج، فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج، فسألنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنزلت هذه الآية: “والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم” قال: “فاستحللنا فروجهن” .
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura4-aya24.html
وهو ما يعني أن القوم تَحَرَّجُوا من وطء نساء متزوجات رغم وقوعهن في السبي بعد الغزوة الإسلامية، لكن محمدا ضرب بهذه الأعراف (الجاهلية) النبيلة وزاد الذل ذلا، عندما شرعن لاسترقاق غير المحاربين وسبي النساء وانتهاك أعراضهم. فعل كل هذا تحت غطاء مقدس استعصى على التجاوز وصمد في وجه كل المحاولات الإصلاحية النبيلة على مدى القرون.
الحكم الإسلامي الراشد الذي يروج له رجال الدين بلا كلل ولا ملل، هو في حقيقة الأمر، مجرد وهم. فلا دولة الرسول كانت مثالية ولا دولة خلفائه الأربعة كانت راشدة أيضا. لم تكن تلك الدولة الإسلامية الأولى التي أسسها محمد في المدينة راشدة سواء بمقياس الحكم الإسلامي الراشد كما يقدمه رجال الدين اليوم بطريقة مثالية خارقة، ولا هي راشدة بمقياس نظام الحكم الراشد في زماننا. بل لا وجود لحكم مثالي راشد مطلقا يمكن أن نصفه بنهاية التاريخ، حيث البشرية فيه قد بلغت الكمال في ظل حكم راشد لا عيب فيه قد جمع كل مواصفات الرشاد.
لنطلع أولا على الصورة المفبركة التي رسمها الإسلاميون المعاصرون عن ذلك الحكم الإسلامي الراشد الذي ساد الناس ذات يوم قبل أربعة عشر قرنا.
فتحت عنوان: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)
http://www.dorar.net/article/997
نشر (المصلح) الجزائري محمد البشير الإبراهيمي، عام 1952، هذه المقالة. وكانت هذه المقولة قد اتُّخِذَت شعارا لحركة النهضة الدينية العربية وتبنتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وتصدرت الصفحة الأولى من مجلة الشهاب، قبل أن يُسْتَعاض عنه بشعار آخر: (الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا).
يستهل الإبراهيمي هذه المقالة بقوله: “هذا العنوان (يقصد: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) جملةٌ إن لم تكن من كلام النبوة فإن عليها مسحةً من النبوة، ولمحةً من روحها، ووَمْضَةً من إشراقها”.
ويواصل ضمن هذا الأسلوب المتبجح الذي عُرف عنه ووُصِفَ بأن “سيلٌ جارفٌ من الألفاظ على صحراء من المعنى”: “والأمة المشار إليها في هذه الجملة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وصلاح أول هذه الأمة شيء ضُرِبَت به الأمثال، وقُدِّمَت عليه البراهين، وقام غائبُه مقامَ العيان، وخلَّدته بطون التاريخ، واعترف به الموافق والمخالف، ولَهَجَ به الراضي والساخط، وسجلته الأرض والسماء. فلو نطقت به الأرض لأخبرت أنها لم تشهد منذ دحدحها الله أمة أقوم على الحق وأهدى به من أول هذه الأمة، ولم تشهد منذ دحدحها مجموعة من بني آدم اتحدت سرائرها وظواهرها على الخير مثل أول هذه الأمة، ولم تشهد منذ دحدحها الله قوماً بدؤوا في إقامة قانون العدل بأنفسهم، وفي إقامة شرعة الإحسان بغيرهم مثل أول هذه الأمة، ولم تشهد منذ أنزل الله إليها آدم وعَمَّرها بذريته مثالاً صحيحاً للإنسانية الكاملة حتى شهدته في أول هذه الأمة، ولم تشهد أمةٌ وحَّدت الله فاتحدت قواها على الخير قبل هذه الطبقة الأولى من هذه الأمة”.
وهو كلام يلخص نظرة المسلمين عامة إلى ذلك (النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي المثالي) الذي أقامه النبي محمد في يثرب بعد أن هاجر إليها وأصبحت “المدينة المنورة” بعد أن (نوّرها بقدومه وقرآنه).
ثم يكتب: “فالذي صلح به أولُ هذه الأمة حتى أصبح سلفاً صالحاً هو هذا القرآن الذي وصفه منزِّلُه بأنه إمام، وأنه موعظة، وأنه نور، وأنه بينات، وأنه برهان، وأنه بيان، وأنه هدى، وأنه فرقان، وأنه رحمة، وأنه شفاء لما في الصدور، وأنه يهدي للتي هي أقوم، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه قول فصل وما هو بالهزل…”.
لكن رجال الدين المسلمين متفقون على أن المقصود بـ (بما صَلُح) هو الإسلام عموما كتابا وسنة ومواقف السلف الصالح.
نقرأ في أحد المواقع الإسلامية ردا عن سؤال: (إلى متى سينتهي تخلف الشعوب الإسلامية؟):
“فسينتهي تخلفهم وما هم عليه من الهزيمة الحسية والمعنوية إذا غيروا ما بأنفسهم وتمسكوا بدينهم وابتغوا العزة فيه، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {الرعد: 11 وقال تعالى : أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا {النساء: 139} قال عمر رضي الله عنه : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ، وقال مالك بن أنس رحمه الله : لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. فإذا غيرت الأمة ما بنفسها وسلكت سبيل سلفها وابتغت العزة في شريعة ربها زال بإذن الله ما بها”.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=67754
المتمعن في فحوى هذا الكلام لا بد أن يخرج بنتيجة غريبة عجيبة: يزعم رجال دين هذه أمة أن الله، من خلال رسوله، قد وضع لها دستورا مثاليا للحكم الراشد لن تضل أبدا ما تمسكت به، ومع ذلك فهي في ضلال مبين منذ قرون طويلة! الإسلام بالذات تحول إلى إسلامات في شكل مذاهب وفرق وملل ونحل متصارعة ومتناحرة قلما تتحد على رأي، حتى في الإعلان عن بداية شهر الصوم والعيدين، ناهيك عن رأيهم في القضايا المصيرية. الحروب والخلافات بين المسلمين بدأت باكرا حتى قبل أن يدفنوا مؤسس دولتهم وكان ضحايا المسلمين فيها يفوقون دائما عدد ضحاياهم في حروبهم مع (أعداء) ملتهم. في كل مكان أقيم حكم إسلامي تحول إلى ملك عضوض ونكبة على البلاد والعباد. نصوص الإسلام في حد ذاتها اتسمت بالزئبقية بحيث كان الجميع يجدون، مهما اختلفوا، ما يجعلهم على صواب والآخرين على ضلال.
لو كان الحال كما وصف الإبراهيمي لماذا إذن يحرص المسلمون على انتهاج طريق الضلال بدل طريق الهدى بالتمسك بقرآن وبسنة نبيهم الذي قال: (تركتُ فيكم أمرين، لن تضلوا بعدي ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي)؟ لماذا؟
نحن هنا أمام حالة غريبة عجيبة، هي أشبه بحالة المريض الذي طال مرضه وتأزمت صحته، لأنه أصلا مريض عجيب غريب الأطوار، فبين يديه الدواء الشافي، ويأبى أن يتعاطاه. هو إذن مريض جسديا، ولكنه فوق ذلك مريض عقليا بالنظر إلى تصرفه هذا.
هل مشكلة المسلمين أنهم مصابون بهذا المرض، بحيث لم يعودوا قادرين على التمييز بين ما ينفعهم وما يضرهم؟ لماذا هم مسلمون إذن؟ هذا هو، على كل حال، الحكم المعقول أمام هذه الحالة، لو صح هذا التشخيص. هذا ما يقوله الإسلاميون اليوم عملا بقول عمر بن الخطاب: “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله”. هكذا يفسرون أسباب الانحطاط: لقد ابتعد المسلمون عن الإسلام ولهذا انحطوا. لقد عادوا إلى الجاهلية كما حكم الدعاة المتشددون (قطب وغيره).
لكن هذا التشخيص، في نظري، تشخيص غير سليم. لماذا لا نبحث عن أسباب أخرى؟ لماذا لم لا نشك في الدواء نفسه. المسلمون ظلوا، طوال القرون يتعاطون هذا الدواء فما زادهم إلا ضلالا. وكلما احتج الأذكياء وشككوا في التشخيص والدواء، قال لهم رجال الدين: أنتم مارقون وزنادقة وملحدون. تشخيص المرض سليم ووصف الدواء أسلم لأن الطبيب معصوم عن الخطأ والدواء صادر من صيدليته. السبب يعودوا إلى أن المسلمين أساؤوا استخدامه أو لم يلتزموا به حرفيا. البعض يتهمهم بأنهم زادوا في عدد الجرعات والبعض يتهمونهم بالتقصير فيها. وهكذا ظلوا دائما ينجحون في تحويل أنظار الناس نحو أهداف أخرى وهمية مثل الانحراف عن الدين الصحيح، ومثل دسائس أعداء الدين الخارجيين الذين يريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله أن يتم نوره ولو كره الكافرون، ومثل الأعداء الداخليين (المنافقين) من المسلمين ممن يشككون في جدوى هذا الدواء وفي صدق التشخيص أصلا.
وتواصل القافلة السير نحو المجهول.
الواقع أن المسلمين لا يختلفون عن غيرهم من البشر. هم ليسوا مرضى أصلا بل الدواء الذي يتعاطونه هو الذي يتسبب في مرضهم. التشخيص مكذوب والدواء أكذب. فلا وجود لدواء صالح لكل زمان ومكان كما يتوهم رجال الدين والمنساقون وراءهم. فلكل عصر أمراضه وأدويته.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

داعش عنصرية فساد قتل للسنّة وإسقاط الأسد ليس أولوية

امير داعش المعين من قبل الولي الفقيه بشار الاسد

امير داعش المعين من قبل الولي الفقيه بشار الاسد

مقال لبيتر نيومان، أستاذ الدراسات الأمنية ومدير المركز الدولي لدراسة التطرف( اي سي اس ار)  في كلية كينغز بلندن، بريطانيا. المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي “سي ان ان” 

كُتب الكثير عن الشباب والشابات ممن ينضمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ونحن نعلم قصصهم واختياراتهم وخلفياتهم ودوافعهم. ولكن لا أحد يعلم أي شيء عن الهاربين من داعش، “المنشّقين” الذين لم يعجبهم ما رأوه، وتخلوا عن مناصبهم ورفاقهم وفرّوا من داعش. قد تكون قصصهم المفتاح لوقف تدفق المقاتلين الأجانب لداعش، والتصدي لدعاية الجماعة وفضح أكاذيبها. جمعت في بحث قصير، كل القصص التي نُشرت عن الذين غادروا الدولة الإسلامية وتحدثوا عن انشقاقهم. واكتشفت مجموعة من 58 شخصا، وهو عدد لا بأس به ولكنه على الأحرى ليس سوى جزء صغير من الذين خاب أملهم بالجماعة أو على استعداد للمغادرة. ظاهرة الانشقاق من الدولة الإسلامية، جديدة ومتنامية، فمن بين المنشقين الـ58، غادر الثلثان في 2015. وهرب ثلثهم خلال أشهر الصيف الأخيرة فقط. كما أن تجارب وقصص المنشقين متنوعة، فلم يصبح الجميع مؤيدين متحمسين للديمقراطية الليبرالية. بعضهم ارتكب الجرائم، حيث كانوا جميعا في مرحلة ما، مؤيدين أقوياء للمنظمة الأكثر عنفا والأكثر استبدادا ووحشية في عصرنا. ومع ذلك فداعش الآن تُعتبر أسوأ أعدائهم. وتختلف جودة شهاداتهم، ولا تتضح دائما تفاصيل ظروفهم وأسباب مغادرتهم الدولة الإسلامية، لكن ما أقنعني بمصداقيتهم، هو اتساق قصصهم. ومن بين 58 قصة منشق، وجدت أربع روايات كانت مؤثرة بشكل خاص.

كان أحد أكثر الانتقادات تكرارا في الشهادات هو مثابرتهم في قتال المتمردين السنّة الآخرين. فوفقا للمنشقين، لا يبدو أن إسقاط نظام الأسد من أولويات داعش، حيث لم يفعل شيئا يُذكر لمساعدة السنّة الذين استهدفهم نظام الحكم. وكان أغلب اهتمام الجماعة، على حد قول المنشقين، موجها لخلافات داعش مع المتمردين الآخرين، وتخوّف القيادة من “الجواسيس” و”الخونة.” ولم يكن هذا هو الجهاد الذي سافروا إلى سوريا والعراق ليشاركوا به.

وتمحورت بعض القصص الأخرى حول وحشية الجماعة. حيث اشتكى العديد منهم من الفظائع التي شهدوها من قتل المدنيين الأبرياء. وتحدثوا عن القتل العشوائي للرهائن، واضطهاد القرويين وإعدام المقاتلين من قبل قادتهم العسكريين. ومع ذلك لم تشمل أي تلك القصص العنف ضد الأقليات. فالمنشقون لم يكن لهم موقف معاد للعنف بشكل مطلق، وإنما يلاحظ أن تركيزهم انصب على الحالات التي كانت تتسبب بضحايا من السنّة.

كما ذكرت معظم قصصهم أيضا الفساد. حيث استنكر معظم المنشقين سلوك قادتهم و”أمرائهم”، رغم عدم اعتقادهم أن الفساد منهج الجماعة. وانتقد المنشقون السوريون الامتيازات التي أعطيت للأجانب، والتي زعم السوريون عدم وجود مبرر لها بناءً على فلسفة الجماعة أو الإسلام بشكل عام. وفي حين كان العديد على استعداد لتحمل مشاق الحرب، وجدوا أنه من المستحيل تقبل الظلم وعدم المساواة والعنصرية. فقال منشق من الهند: “هذه ليست حربا مقدسة”، حيث اشتكى من تعيينه بمهمة تنظيف المراحيض بسبب لون بشرته.

وكان الأمر الرابع الأكثر بروزا في قصص المنشقين هو أن الحياة في ظل الدولة الإسلامية كانت قاسية ومخيبة للآمال. وكان المنشقين الذين عبّروا عن هذا الرأي، هم الذين انضموا للجماعة لأسباب “أنانية”، والذين سرعان ما أدركوا أنهم لن يحصلوا على شيء من السلع الكمالية والسيارات التي وعدتهم بها الجماعة.

أما بالنسبة لآخرين ممن لهم خبرة بالقتال، لم ترق هجمات داعش إلى مستوى توقعاتهم من البطولة والإثارة. حيث وصف أحدهم واجباته بأنها “مملة”، واشتكى من قلة فرص الاشتباك القتالي الحقيقية، بينما ادعى آخرين أن داعش استغل الأجانب واستخدمهم كوقود لحروبه.

هذه القصص مهمة، حيث يحطم وجود المنشقين من داعش صورة الاتحاد والعزم التي تسعى الجماعة لتقديمها لبقية العالم. فقصصهم تبرز نفاق الجماعة وتناقض الواقع مع ما يصوره داعش في وسائل الإعلام. وقد تشجع قصصهم آخرين على الهروب من التنظيم وتردع من يطمح بالانضمام إليه. وفي رأيي، يجب على الحكومات والمجتمعات المتحضرة أن تعترف بقيمة المنشقين وتساعدهم على التحدث عن تجربتهم. وحيثما كان ذلك ممكنا، ينبغي على الحكومات مساعدتهم بإعادة توطينهم وضمان سلامتهم. كما أنها تحتاج الى إزالة العوائق القانونية التي تمنعهم من رواية تجاربهم للعالم. ليس كل منشق قديس، وليس كلهم ​​مستعد أو راغب بالوقوف في دائرة ضوء الرأي العام. ولكن أصواتهم قوية وواضحة: “إن الدولة الإسلامية لا تحمي المسلمين. إنها تقتلهم.” يجب أن يسمع العالم قصتهم.

مواضيع ذات صلة:الهندي تنظيف مراحيض بالدنيا تنظيف مراحيض بالاخرة

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

نحن لا نرض باقل من دولة عظمى…تحتلنا

الصور الأولى لوصول مدرسات اللغة الروسية إلى سورية

الصور الأولى لوصول مدرسات اللغة الروسية إلى سورية

صديق هاتفني اليوم ليقول لي : انا مع الاحتلال الروسي لسوريا …!!!!
قلت له طول بالك …. وسالته عن السبب

قال : البلد رايحه باتجاه الاحتلال لا مفر و غالبا الايراني ..لهيك الروسي افضل على الاقل بنقول دولة عظمى احتلتنا ما حد يقولوا ايران احتلتنا ويضحك علينا
بعدين نحن ما في بيننا وبين الروس ثارات تاريخية و تصفية حسابات مذهبية وعقائدية لا زينب ولا الحسين هدول الروس عندهم ناتاشا و لنين و بوتين
الايرانيين هدول فرس و بدهم ينتقموا منا لهيك الاحتلال الروسي اسلم ويقطع الطريق عليهم
وبعدين روسيا جمال و انفتاح و مايوهات مو جلابيب سوداء و عمائم ولحى
قال لي مو كلام صحيح شو رايك
قلت له : لا تعليق

مواضيع ذات صلة: قرارات عائلة الاسد السياسية وتدريس اللغة الروسية

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

من الممثلة السورية مي سكاف إلى ميركل

ميركل تواسي طالبة من اسرة لاجئة

ميركل تواسي احطالبة من اسرة لاجئة

نعم ان مكة ودبي ومسقط وعمان اقرب من برلين, لكن شروطهم ان نعطيهم بناتنا وأخواتنا وحتى نساءنا لكي يقضوا معهن ليالي ملاح, ومنهم من ارادهن كجاريات ومنهم من ارادهن كخادمات لكن ممن ”ماملكت ايمانكم فلا جناح عليكم” ومنهم من ارادهن زواج مسيار وحتى ابناء المتعة تطاولوا وطلبوهن للمتعة.. ولهذا يا سيدتي قد فضلنا البحر والموت غرقاً او الموت بالشاحنات المغلقة, لعلنا نصل الي بلدكم الذي يعامل البشر كبشر بغض النظر عن عرقه اودينه.. بلادكم الذي لم يضع قناع الدين او الاخوة ومن خلف القناع شياطين وحتى الشياطين ترفض اعمالهم وافكارهم التي لا تمت لا للدين ولا للانسانية بصلة.. لهذا يا سيدتي قد خاطرنا بحياتنا من اجل العيش كبشر ومع بشر وليس وحوش.. نشكرك يا سيدتي ونشكر شعبكم الذي لم يطلب منا كفيل او تأشيرة دخول او كرت زيارة او حجز بفندق 5 نجوم او او او……. شكرا سيدتي.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

ضد رئيساً مسلماً لان اطفالهم احتفلوا بهجوم نيويورك والسعودية تبنى مساجد باوروبا وتمنع الكنائس

 هذا جامع روما .. فلماذا الصلاة في الشوارع ؟؟ انت تصلي لربك أم تصلي ليراك الناس ؟

هذا جامع روما .. فلماذا الصلاة في الشوارع ؟؟ انت تصلي لربك أم تصلي ليراك الناس ؟

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)
شن أرمسترونغ وليامز، الصديق المقرب من المرشح الجمهوري، بن كارسون ومدير أعماله، هجوما قاسيا على منظمة “كير” المدافعة عن حقوق المسلمين بأمريكا بعد ردها الحازم على مواقف المرشح الرافضة لوصول مسلم إلى البيت الأبيض، دون أن يوفر حتى السعودية التي قال إنها تخطط لبناء عشرات المساجد بأوروبا.

وقال وليامز، ردا على سؤال من ” سي ان ان” حول مواقف جمعية “كير” المنددة بتصريحات كارسون: “أين كانت جمعية كير بعد أحداث 11 سبتمبر عندما شاهدنا صور الأطفال المسلمين وهم يحتفلون في صفوفهم المدرسية بسقوط برجي التجارة ومقتل رجالنا ونسائنا؟ أين كانت كير عندما قام جندي باسم الإسلام بقتل رجال ونساء أبرياء في معسكر فورت هود أو عندما اعتقل صحفيون أمريكيون في إيران أو عند قطع رأس (الصحفي) دانيال بيرل؟”

وحول ما إذا كان يمكن له توجيه هذا الكلام مباشرة إلى طفل مسلم والتأكيد أمامه أنه لن يكبر ليكون رئيسا لأمريكا رد أرمسترونغ بالقول: “السيد كارسون لم يكن يقصد بالتأكيد إهانة أحد أو جرح شعور أي طفل لكن كما قلت، عندما نشاهد الأطفال يحتفلون بعد هجوم سبتمبر فهذا يعكس عقلية الآباء وتربيتهم. لنتحاور أكثر حول المعتقدات المدمرة للإسلام والشريعة التي تطال المرأة وتطال الكثير من المسلمين الذين يفرّون من بلادهم ويأتون إلينا بحثا عن حياة أفضل.”

وزعم أرمسترونغ أن كارسون لا يتحدث باسمه فقط وإنما باسم الكثير من الأمريكيين قائلا: “قد يستغرب الناس خروج هذا التصريح عن مرشح للرئاسة ولكن في الواقع، الكثير من الأمريكيين يؤمنون بهذا الأمر. عندما ننظر إلى ما يحدث في أوروبا والشرق الأوسط والعالم والطريقة التي جرى عبره تشويه الإسلام فنسأل أنفسنا: هل نريد أن نرى هذه الأمور على أرضنا؟ هل نريد رؤية من يستغل حرية التعبير والاعتقاد بأمريكا ضد الأمريكيين؟”

وواصل أرمسترونغ التحذير مما يعتبره خطرا إسلاميا بالقول: “هل ترون ما يحصل في العالم؟ هناك قتل للمثليين واستبعاد للنساء ومعاملتهن كالحيوانات. أرونا تصرفات حقيقية تظهر أنهكم تعلمون أولادكم احترام الإنسان والحريات. السعودية تريد بناء 200 مسجد في أوروبا؟ هل هم يمزحون؟ لماذا لا يسمحون لنا ببناء كنيسة.”

ولدى سؤاله من قبل مذيع سي ان ان حول ما إذا كان كارسون على استعداد لدعم وصول مسلم يتفق معه حول رؤية دينية واحدة إلى البيت الأبيض قال: “السيد كارسون غير مرتاح حاليا لدعم وصول مسلم إلى منصب الرئاسة، يمكنه الوصول إلى عضوية الكونغرس أو مجالس الولايات التشريعية أو القضائية ولكن ليس البيت الأبيض. السيد كارسون لن يدعم وصول مسلم إلى البيت الأبيض ليتولى منصب الرئاسة، لا اليوم ولا غدا، هذا أمر واضح جدا ولا يمكن مناقشته.”

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | 2 Comments

هيومن رايتس ووتش مصر ـ تهجير الآلاف في عمليات الهدم في سيناء

اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن ما قام به الجيش المصري على مدار العامين الماضيين من هدم جماعي وإخلاء قسري لمنازل نحو 3200 عائلة في سيناء كان “انتهاكا للقانون الدولي”. “توثيق إخفاق الحكومة في إعالة السكان على النحو اللائق أثناء عمليات الإخلاء وما تلاها في شمال سيناء”.

hrw

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

شاهد داعية سعودي بر الوالدين الابناء احذية لآبائهم يخرجون بوله وقيحه بفمهم اذا مرض

 رجل الدين السعودي الشيخ سعد بن عتيق العتيق بر الوالدين الأبناء كالأحذية لأبائهم يخرجون بوله وقيحه بفمهم اذا مرض،

In a lecture delivered on June 5, 2014, Saudi Cleric Sheikh Sa’d bin Ateeq Al-Ateeq discussed the Islamic principle of respectful behavior towards one’s parents. Sheikh Al-Ateeq said that children should be like shoes on their parents’ feet, before moving on to recant a story about a devoted son who helped his suffering father.

salafi

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment