فسبازيان اللبناني

ميا خليفة

ميا خليفة

ماذا بقي من الربيع العربي؟ لا أدري، القليل أو ربما لا شئ، لكنَّ هذا ليس مهمًا بالنسبة إلي من يعرف أن ما تحت السطح ربما يكون من دواعي سرور الذين قد يدفعهم ما يبدو فوق السطح إلي اليأس والكآبة، المهم هو أنه وثيقة تاريخية تؤكد أن شعوبًا جديرة بالحرية قد استطاعت أن تتحرر من خوفها لبعض الوقت وترج وضعية الرسوخ والمراوحة التي كانوا يعتبرونها مقدسة، نجحوا في تكرار هذا أو لم ينجحوا ليس هذا مهمًا أيضًا، لكن المهم هو أنهم رسموا بالدم علي جدران ذاكرة الأرض الممتدة من المحيط إلي الخليج معايير جديدة للعلاقة بين الإقطاعيين وعبيد الأرض سوف
يرثها عنهم المؤجلون، هذه المعايير معدية، ولقد أصابت “لبنان”..

لكن، للأسف، وبغض النظر عن تلك الذكريات التي أضافها مزيفون لا ضمير لهم، وبما لدينا فقط من ذكريات صحيحة عن الربيع العربي، في استطاعتنا أن نحكم مسبقاً بالهزيمة المؤكدة علي الثورة التي تتحسس الآن طريقها إلي “لبنان”، لماذا؟

ببساطة، لأن النشطاء اللبنانيين إذا تركوا للذكريات وحدها أن تقودهم إلي الميادين فإنها ستقودهم حتمًا إلي الميادين لكنهم لن ينجحوا في دخولها أبدًا!

بمعني آخر:

إن محاولة استدعاء تجارب سابقة واستنساخها لإبداع ثورة يعتبر تهريجًا ثوريًا من شأنه أن يصيب الثورة بالرتابة مبكرًا، ومن شأنه، بما لدي الطرف الآخر من ذكرياتٍ عن الأساليب التي مورست لخرق الربيع العربي، أن يجعل الالتفاف حولها وفرض العزلة عليها أمرًا يسيرًا!

لكل ذلك، يليق باللبنانيين أن يقفزوا فوق أخطاء الربيع العربي وأن يبتكروا ثورتهم الخالصة، بأساليبهم الخاصة، ذلك أن الثورة في أبسط صورها هي فن تجاوز الماضي وفن تجاوز ماضيها هي أيضًا، كل موجة من موجات الثورة يجب أن تتجاوز كل موجة سبقتها من حيث الأسلوب دائمًا، ومن حيث الضراوة عند الحاجة، في الماضي كان الناس يعتقدون أن الشرق والغرب والشمال والجنوب هي إتجاهات واحدة دائمًا وفي كل مكان، ولو كان هذا صحيحًا لما كان سؤال غرباء المسلمين الشائع عن اتجاه القبلة يدفع أحدًا إلي الاهتمام بالرد، وهذا يسلمني بالضرورة إلي مقولة “هرقليطس” الشهيرة:

“إنك لا تضع قدمك في النهر مرتين”

عند الحديث عن الثورة بشكل خاص يصبح لهذه المقولة وقعٌ شديد الخصوصية..

أقول هذا الكلام لأن كل من راقب الاحتجاجات اللبنانية لمس بالضرورة تأثر المتظاهرين الشديد، والشديد الضرر أيضًا، بأساليب المصريين في يناير، ربما لجاذبية ملحمة التحرير ونهايتها السارة، وبأساليب التونسيين أيضًا، علي الرغم من أن قوة اللحظة التاريخية التي كانت في صالح المصريين والتونسيين ليست الآن في صالحهم!

كما لمس بالضرورة اندلاعًا مبكرًا جدًا للصراع بين الماضي والمستقبل، فعما ساعات من اندلاع الاحتجاجات اندلعت بموازاتها المؤامرات عليها، من هذه الناحية يمكننا القول أن الإقطاعيين اللبنانيين تورطوا أيضًا في محاولة استنساخ الثورة المضادة، حذو النعل بالنعل!

فقبل أسبوع استبق رئيس جمعية تجار بيروت “نقولا شماس” إحدي فعاليات الفصائل الثورية وعقد مؤتمرًا صحفيًا صرح خلاله في لهجة تهديدية من السهل الآن أن نعرف من أين تهب تلك القوة في نبراتها المسلحة أن التجار لن يسمحوا بضياع وسط “بيروت”!

وقبل أيام اشتبك بلطجية مسلحين مع بعض المتظاهرين وأصابوا عددًا منهم، فما أشبه الليلة بالبارحة!

وكما هو معلوم من الدين بالضرورة كان لابد أن تلتهب فجأة حماسة فقهاء السلطان ولا يفلتون فرصة عيد الأضحي قبل أن يقيموا في خطبة العيد سيركاً دينيًا لاستعراض عضلات الدولة وفنون الطعن علي المتظاهرين، لعل بعضًا من استربتيز مفتي طرابلس والشمال “مالك الشعار” من شأنه أن يختزل الأفق الكامل لرسائل الأضحي الدينية إلي بسطاء اللبنانيين، قال:

“تمر بنا أيام الأضحى المبارك وبلدنا يسوده الهرج والمرج وتعمه الفوضى وتغتال فيه القيم السياسية والإنسانية والإجتماعية وتارة الدينية، إن مظاهر الفوضى تؤرق أمن الدولة والمجتمع والوطن والمواطنين، وهي غريبة عن ثقافتنا وأخلاقنا وعيشنا الوطني، ولا أظن أنها ستحقق خيرا لمن صدق إنتماؤه لوطنه، إنها مظاهر تتخذ من بعض الحقوق والمطالب معابر للخراب والدمار وإستهداف المؤسسات لتعطيلها وتفشيلها وتحنيطها”!

هذا لا يعنيني، فأنا لا أهتم بالدوران حول هذا الروث البشري، كما أن ذاكرة المصريين مكدسة بالنكات عن الاستقرار وعجلة الإنتاج، بل أقصد بالضبط، لا أدري أي سماء مزيفة يتحدثون باسمها، ما لا ينتابني الشك في صحته هو أن سموات هؤلاء ليست سوي مراحيض تسكنها حشراتٌ ضارة لا آلهة تستحق أن تعبد، وأن هؤلاء كائنات تعيش خارج النص الإنساني لا أدري كم ثورة أخري تكفي ليفهموا أن مظاهر الفوضي لم تعد غريبة عن ثقافتنا وأخلاقنا وعيشنا الوطني ولن تكون غريبة حتي تكتشف الحرية هذه البقعة الرديئة من العالم..

أقصد أيضًا، أن الثائر شخص ملئ بأحلام الصباح، لكن الغالبية العظمي من الذين يضمنهم الثائر أحلامه لا يستطيعون أن يستوعبوا تلك الرمزية الرائقة في مفردة الثورة فضلاً عن الحرية، وهذه مشكلة كبري!

وأنا أشاهد إحدي فعاليات اللبنانيين كان أهم ما امتص انتباهي هو أن عقيدًا سابقاً، أظن، بعد أن ألمح إلي حجم الفساد الذي كان شاهدًا عليه أثناء خدمته قال لمراسلة قناة
“mtv”
مستنكرًا:
– كل زعيم بياخد نسبة من الزبالة.. مش عيب عليهم يلبّسوا حريمهم من زبالتنا؟

هذا التساؤل يسلمني بالضرورة إلي سؤال آخر:

– هل كان “فسبازيان” محقاً عندما فرض ضريبة علي المراحيض العمومية؟

عندما اختير امبراطورًا كان “فسبازيان” يقاتل اليهود في “فلسطين”، وعندما عاد إلي “روما” كان قد ترك خلفه ذكري لا تزال قائمة حتي الآن، إنها مدينة “نابلس” الفلسطينية فهو مؤسسها، بمرور الوقت اكتشف الرومان أنه كان بخيلاً جدًا، مع ذلك، كان محبوبًا، لقد أخذ “روما” ومستعمراتها إلي مرتفعات اقتصادية غيرمسبوقة!

وكان ابنه “تيتوس” هو السبب التاريخي لواحدة من أكبر موجات الهجرة اليهودية إلي “أوروبا”، إنه هو من جعل الشتات اليهودي تعبيرًا ممتلئاً جدًا، لقد دمر بلادهم تمامًا، اليهود لا ينسون هذا ولا يوازي “هتلر” من حيث الكراهية في قلوبهم إلا “تيتوس” هذا، لكن شيئاً دقيقاً للغاية ورقيقاً للغاية علي الدوام يضيع، لقد وقع أثناء الحرب في حب أميرة يهودية عرفت في أدبيات الرومان باسم “برنيس” لكن اسمها في أدبيات اليهود “برنيقة”، وأبي إلا أن يصطحبها معه إلي “روما” كحبيبة وزوجة مؤجلة لا كأسيرة حرب، هذا ملأ قلب أبيه حسرة وحزنًا، لكن، لحسن الحظ، أدرك ذلك
العاشق في نهاية المطاف أن النساء علي قارعة الطريق فتخلي عنها من أجل السلطة..

عندما فرض “فسبازيان” ضريبة المراحيض العمومية اعتبر “تيتوس” تصرف أبيه منافيًا للمروءة، وكان لديه من الجرأة قدرًا يكفي ليصارحه بهذا الكلام، آنذاك، ضحك “فسبازيان” ضحكة سياسي وأعطي ابنه بعض العملات الرومانية وطلب منه أن يشمها، واستجاب “تيتوس” لطلبه، حينئذٍ، سأله بلهجة أبٍ:

– هل وجدت رائحتها كريهة؟

سؤال بسيط، إجابته أبسط، لكنه المنطق الميكافيلي قبل أن يولد ميكافيلي، والصحيح أيضًا، لم يكن”فسبازيان” بطبيعة الحال يعتقد أن ابنه قد بلغ من السذاجة حدًا يظن معه أن العملة المحصلة من ضرائب المراحيض كريهة الرائحة، إنه أبٌ يمرِّن ابنه علي أساليب الحكم ويجهزه لوراثة مقعده، وهذا ما حدث فعلاً..

من المضحك أن هذه القصة قد وقعت أحداثها بعد ميلاد المسيح بأقل من سبعين سنة، مع ذلك، هي صالحة للإسقاط علي قصة وقعت أحداثها في لبنان قبل أسبوع، تلك الرمزية السهلة الإدراك تصلح وحدها معيارًا للحكم علي كوميديا السياسة في العالم العربي، إننا يا سادة لا نعيش خارج العالم، إنما في عالم آخر بمفاهيم أخري أهملهتا الإنسانية في مسيرتها نحو الرقي، مع كل ذلك، ما زال ثمة من لا ينتابه الخجل حين يقول: مطالب الثوار معابر للخراب، فليكن، مرحبًا بالخراب العادل!

لأن الشئ بالشئ يذكر، تنتابني الآن رغبة في أن أسأل الأخ اللبناني إن كان هو أيضًا يظن أن ملابس نساء الساسة في بلده كريهة الرائحة؟ أو يظن أن أولئك الإقطاعيين يشعرون بالخجل حين يشترون لنسائهم أفخر الملابس بكل نكهات بيوت الأزياء في العالم من حصتهم في عائدات النفايات؟

بالطبع لا، ولا نسائهم أيضًا يمكن أن يشعرن بالخجل من وجود علاقة بين ملابسهن والنفايات، ما دامت أشياؤهن توازي علي الدوام آخر موضة من أشياء النساء في العالم، وما دام “ديور” وغيره لن يشم رائحة كريهة في النقود، إنهن، كأي بنات عائلات إقطاعيات، لا يقمن لتقاليد البسطاء وزنأ، كل ما تضعه إحداهن في بالها كخنجر في البال هو سعة الموجة من المعجبين التي سوف تحدثها أناقتها عندما تطل في الحفلات أو زيارات دور الأيتام أو فعاليات محاربة السرطان التي يتخذن منها ممرات نحو الشهرة الزائفة والنصب علي البسطاء بأموال البسطاء؟

جدير بالذكر أن “ميا خليفة” أنثي متسقة مع ذاتها، متصلة الظاهر بالباطن، لا تخدع أحدًا، ولا تسرق أشياء أحد، هي كما هي، خذ أو فدع، كل ما في الأمر، حرة جاعت في وطنها فقررت أن تأكل بثدييها، و “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولاً بحجر”!

أود أن أقول في النهاية:

كان استنكار “تيتوس” اعتباطيًا وفي غير موضعه، استنكار بطعم الصدقة المعلنة، هو أولاً وأخيرًا “فسبازيان” مؤجل، لم يدخل يومًا مرحاضًا عموميًا، كان يجب أن يولد الاستنكار في حناجر ملح الأرض أنفسهم، هم المعنيون فقط بكبح هذا الواقع، وهم المستفيدون من كبحه فقط، ربما يفاجئنا يومٌ نصحح فيه واحدة من أهم مقولات الربيع العربي ونقول:

– بسم الله الرحمن الرحيم، الإجابة “لبنان”!

أنا، بصفة شخصية، أستبعد حدوث هذا، غير أن استئناف الربيع العربي من “لبنان” قد يكون حدثاً من شأنه أن يعيد إلي الربيع العربي كله مرة أخري لياقته، وإن لم يحدث هذا، سوف يظل عدم معرفة الإجابة الصحيحة في حد ذاته تحديًا يستحق المحاولة تلو المحاولة للتوصل إليها!

محمد رفعت الدومي

مواضيع ذات صلة: طوني خليفة يكشف بالأسماء من يقف وراء «الإباحية» ميا خليفة

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

محلل شؤون الأمن القومي سي ان ان: عشرة أفكار للتغلب على داعش

الرقة عاصمة داعش

الرقة عاصمة داعش

مقال لبيتر بيرغن، محلل شؤون الأمن القومي بـ سي ان ان، ونائب رئيس مؤسسة “أمريكا الجديدة” وأستاذ في جامعة أريزونا الأمريكية، والمقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي سي ان ان.

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (سي ان ان) — الرئيس الأمريكي باراك أوباما التقى مع قادة العالم، الثلاثاء، في مدينة نيويورك، لمناقشة تقدم الحملة ضد داعش وكيفية تحسينها.

في وقت سابق هذا الشهر، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسي إن الحرب “في حالة مماطلة تكتيكية” ولا توجد “مكاسب هائلة لأي من الطرفين.”

وإليكم بعض الأفكار حول كيفية المضي قدما:

1- تجنيد المنشقين من داعش ليرووا قصصهم علنا، حيث أنه ليس هناك ما هو أقوى من سماع أعضاء سابقين في التنظيم يقولون إنه يعمل على خلق جحيم على الأرض ولا يسعى لخلق جنة إسلامية كما يزعم.

وسيساعد ذلك على خفض أعداد مجندي داعش، حيث يُقدر تدفق المقاتلين الأجانب إلى داعش من جميع أنحاء العالم الإسلامي قرابة الألف شخص شهريا.

2- مؤازرة الجماعات المعارضة لداعش مثل القائمين على موقع “الرقة تُذبح بصمت،” والذي يقوم بشكل روتيني بنشر صور للعاصمة الفعلية لداعش في شمال سوريا، ويتحدث عن مشاكل الكهرباء في المدينة، فيساعد ذلك على كشف حقيقة مزاعم داعش بأنه دولة فعالة.

3- تأييد عمل الجهاديين السابقين مثل الكندي، شيخ مبين الذي يعترض طريق الشباب على الانترنت ممن قد تجندهم داعش.

4- دعم عمل رجال الدين مثل الإمام محمد ماجد في شمال ولاية فرجينيا الأمريكية، والذي أقنع شخصيا عددا من المسلمين الأميركيين بأن ما يقوم به التنظيم يخالف تعاليم الإسلام.

5- زيادة الضغط على شركات الإعلام الاجتماعية مثل تويتر لتحظر أي مواد لداعش تحرض على العنف، ففي وقت سابق من هذا العام، ألغى تويتر ألفي حساب يستخدمه أنصار داعش، ولكن لا يزال التنظيم يستخدم تويتر ومنصات وسائل الإعلام الاجتماعية الأخرى لنشر رسالته.

6- الاستمرار بالحملة العسكرية ضد داعش، فكلما قل وجود “خلافة داعش،” ضعفت مصداقية التنظيم بأنه “دولة إسلامية.”

7- مساندة جهود الأتراك في كبح تدفق المقاتلين الأجانب عبر بلادهم إلى داعش في سوريا المجاورة، وحثهم على بذل المزيد من الجهد.

8- توفير مخارج في اتجاه واحد للشباب المجندين بداعش والذين ليس لهم سوابق بارتكاب أعمال عنيفة، بحيث وبدلا من أن يُحكم عليهم بالسجن لمدد طويلة لمحاولتهم الانضمام إلى داعش – كما يفعلون حاليا في الولايات المتحدة – يُفرض عليهم فترات طويلة من خدمة المجتمع تحت المراقبة.

9- تثقيف الآباء المسلمين حول الرسائل المغرية التي يجذب بها داعش مقاتليه عبر الانترنت.

10- نشر رسالة تفيد بأن داعش يحاول الظهور كمدافع عن المسلمين، ولكن معظم ضحاياه من المسلمين

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

لماذا يبقى ملايين الأطفال بلا تعليم في الدول العربية؟ برنامج نقطة حوار

 الحرمان من التعليم، أو التسرب من التعليم. تقرير الأمم المتحدة في إبريل /نيسان الماضي، عدد المتسربين: واحدٍ وعشرين مليون طفل، هناك ما يزيد على خمسةَ عشر مليون طفل تسربوا من التعليم في منطقة الشرق الأوسط، فيما يعد ستةَ ملايين آخرين في خطر التسرب. ما هو السبب الرئيسي حسب خبرتكم وبلدكم في حرمان هذا العدد الكبير من الأطفال من حق التعليم الأساسي؟

معتقلات تحفيظ القرآن

معتقلات تحفيظ القرآن

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

DNA- مقابلة نصرالله- 29/09/2015

DNA- مقابلة نصرالله- 29/09/2015
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

والد الشاب #علي_النمر يروي تفاصل قرار حكم الإعدام على إبنه

اقرأ ايضاً: نداء الى ‫#‏خادم‬ الحرمين الشريفين ‫#‏جلالة‬ الملك للعفو عن الشاب علي النمر

محمد النمر: ابني تمنى الموت في السجن بسبب التعذيب,استجدىيت الملك سلمان ألا يوقع قرار إعدام ابني علي، واحذّر من تداعيات مثل هذا الإجراء في حال حدوثه، ولا سيما أن عمَّ الفتى الشيخ نمر النمر المسجون حالياً محكوم بالإعدام أيضاً. شاهد هذا الفيديو:

nemersaudi

Posted in ربيع سوريا, فكر حر, يوتيوب | Leave a comment

اصدار جديد قطار الموت

ilhamhussein

غلاف الكتاب

عرض عادل حبه
نشرت دار
“omagate”
في الولايات المتحدة الأمريكية المجموعة القصصية الثانية للسيدة إلهام حسين تحت عنوان “قطار الموت”.وهي المجموعة القصصية الثانية بعد مجموعة “لهيب الغضب” التي نشرتها دار الرواد المزدهرة في بغداد. ويضم الكتاب الأخير عشر قصص قصيرة تحكي عن معاناة الشعب العراقي في ظل حكم حزب البعث بعد انقلابهم المشين في 8 شباط عام 1963. وقد اختتمت الكاتبة هذه المجموعة بقصتها عن حادثة “قطار الموت”المعروفة في تموز عام 1963. توجهت الكاتبة في بداية مؤلفها بتقديم الشكر للدكتور والفنان المرحوم رافد أديب بابان الذي كان أحد ضحايا القطار البعثي لالهامه بكتابة هذا الكتاب ولبسالته ودوره الإنساني الفريد في إنقاذ أحد المحتجزين في قطار الموت. وقد وشحت الكاتبة غلاف الكتاب بلوحة من لوحات الفنان رافد أديب التي رسمها في أثناء فترة سجنه في سجن “نقرة السلمان” بعد انقلاب البعث في عام 1963. كما قدمت الكاتبة شكرها إلى الكاتب والصحفي العراقي ابراهيم الحريري لجهوده القيمة في تنقيح هذا الكتاب متمنية له مزيدا من الانتاج الأدبي الهادف.
لقد أشارت الكاتبة في مقدمة كتابها إلى أن “خمسون عاماً مضت، لم تكن كافية لتمحو آثار جريمة القطار من مخيلة بنت كانت في عمر الزهور في ذلك الوقت، راعها ما رأت وما سمعت وأرادت أن تسطر ما تختزنه من ذاكرة مؤلمة استمرت لفترة بضعة أشهر من سنة 1963 بعد انقلاب شباط المشؤوم، لعلها بذلك تريح ذهنها من الكابوس الذي أرّقها كثيراً ولسنوات عديدة….في هذه القصة أرتأيت أن أمزج بين وقائع حقيقية كانت قد وقعت في الفترة من شباط إلى تموز من سنة 1963 منسوجة بحوادث خيالية من أجل حبك القصة”.
إن القصص التي ضمتها هذه المجموعة، رغم الخيال الذي دار في ذهن الكاتبة، إلاّ أنها لا تخلو من حقائق حول معاناة عاشها العراقيون في تلك الفترة. ففي القصة الأولى “عرس أم مأتم”، في إشارة إلى مجزرة 8 شباط 1963 “عروس الثورات” التي يحلو للانقلابيين تسميتها، تورد الكاتبة الصورة التالية:”منذ شهرين وعواطف وعمتها أم سرمد لا تسمعان غير أخبار الاعتقالات من كلا الجنسين وانتهاكات حقوق الإنسان والتصفيات الجسدية لخيرة الشباب والمثقفين والكهول وأطفال حتى من دون الثامنة عشر من العمر. الكل متهم بمعاداة هذه العروس! ولكنها أحسن عروس بنظر الانقلابيين!!، وبنظر المخططين في الخارج الذين مهدوا الطريق لنجاح هذه العروس الشرهة المتلهفة لرؤية الدماء المسفوكة وسلب الحقوق من كافة فئات الشعب وحصر النفوذ والسيطرة بيد فئة من العصابات الضالة”. وهكذا تورد في كل قصصها حكايات وروايات ذلك العهد المرعب لتصل إلى حكاية “قطار الموت” الشهيرة. وهنا تتوقف الكاتبة لتستطرد في الحديث عن أحدى الوقائع المؤلمة في تاريخ ذلك العهد. وتورد قصة الطبيب الجراح رافد أديب الذي قام بأجراء عملية في هذا القطار اللعين وتقول:” علم دكتور رافع أن حسام أصبح في مرحلة خطرة فإما أن يعمل له عملية بأية طريقة ويزيل الزائدة الدودية وإما سيفقد صديقه إلى الأبد. وحسب كل الحسابات..في حالة أن يعمل العملية فإن احتمال أن يبقى حسام حياً يرزق لا يتعدى الخمسين بالمائة….ولكن كيف سيرى ويعمل العملية وهم في ظلام دامس داخل القاطرة ومن أين سيجلب مشرط يستخدمه لإجراء العملية؟…”.
ما يميز جميع القصص هي التلقائية في العرض وتصوير المشاهد المثيرة، إضافة إلى الإنسيابية التي تشد القارئ على السعي لقراءتها. وتدخل هذه المجموعة ضمن مجموعة الأدب السياسي التي تحكي عن عهود قاسية ومظلمة مرت على العراقيين خلال العقود الماضية. ونتمنى للسيدة الكاتبة أن ترفدنا بالمزيد كما تعهدت في مقدمة كتابها الجديد.
28/9/2015

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

شاهد الداعية عائض القرني: الله يسود وجه خامنئي كبير أنذالها

اقرأ ايضاً:الداعية عائض القرني انا انيشتاين الاسلامي

الداعية الإسلامي عائض القرني ينشر “شيلة”, وهي تعادل شعر العتابا, عن الجيش السعودي ومحاربة “رؤوس المجوس” وقد غرد قائلاً: “عمايم سودا وما تحت السواد الا سواد.. الله يسود وجه خامنئي كبير أنذالها.”

saudippcrown

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

المنحبكجي اليوم اذكى بقليل من اسعد و اقل غباءً بقليل من جودة

shabihأراقب صفحات الشبيحة عن قرب و بشكل دائم و خصوصاً اثناء حدوث تغيرات جيو سياسية دولية ، او لقاء بين زعماء الدول ، او عند وقوع حادثة سياسية تستنهض كل مكنونات صدورهم ، و تخرج عصارة الغباء التحليلي لوقائع الأمور ، و الغوص أعمق في الاستنتاجات المبنية باغلب الأحيان على لقاء تلفزيوني تحليلي لناصر قنديل ، او مستند على مقال حارق خارق متفجِّر لابراهيم الأمين على جدران صحيفة الأخبار المقاومجية المماتعجية المماتعاتية ..

من أسبوع تقريباً كتب احد فطاحل التحليل السياسي الدكتور دريد الاسد بوست تحليلي على الفيسبوك ، يتحدث فيه عن قرب نهاية الأزمة ، و كيف انها خلصت، و عن سعي الجميع اللي رح يتراكض الى احضان بيت الاسد طالباً السماح و المغفرة .. و إنّو عيد الأضحى سيكون هو الموعد المرتقب لتلقّي الاسد عشرات اتصالات التهنئة من رؤساء و ملوك و أمراء الدول الغارقة في الدم السوري ، مهنّئة سيادتو بحلول عيد الأضحى ، مستغلّة هالمناسبة لتمرير الاتصال مع فخامتو و العودة الى حضن ابن الغالي..

لم تبنى هذه النشوة السياسية العلوية على انتصارات ساحقة لجيش العهر ، و لم تستند على مؤشرات لاستعادة السيادة على تسع و تسعين بالمئة من مداخل و مخارج سوريا ، بينما عمّت الفرحة السياسية و النشوة العلوية على وصول كم مقاتل روسي الى اللاذقية مدعومين بكم هائل من التصريحات الدولية اللي بتحكي عن ضرورة اشراك الاسد في اي عمل انتقالي ..

و لكن شيئاً ما حدث ..
خلص العيد ، و ما حدا اتصّل بسيادتو..
طلع بوتين على منصة الامم المتحدة و لم يتعهّد بشي موجود فقط بمخيلة العلويين..
التقى اوباما و بوتين و ما ارتمى الاول باحضان التاني و السوائل عم تشرشر من أنفو، طالباً منّو تدبير اتصال مع الاسد..
سحب الفرنسي كلامو، و البريطاني تنصَّل من تصريحو، و التركي حلف اغلظ الأيمان انّو ما جاب سيرة الاسد على لسانو و كأنها تهمة ..

بيضحكني الشبيح هالأيام لأنّو بيذكّرني بحال جمهور الثورة في الأيام الاولى منها حينما كنّا نتعلق بشقفة تصريح قبل ان نعي متأخرين ، فكما تعلّقنا يومها و بكل غباء بتصريح الأمريكان عن ” ايام الاسد أصبحت معدودة” ، يتعلّق الشبيحة اليوم بتصريح الروس عن ” كل الطرق من دون الاسد مسدودة” ، ليظهر المنحبكجي اليوم اذكى بقليل من اسعد و اقل غباءً بقليل من جودة..

حيوتي اتّو، فمهمتوا علي !!!!!

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

هبة طوجي لبي بي سي: ذا فويس علّمني أن أغامر

شاهد ايضا:  هبة وأسامة
هبة طوجي لبي بي سي:” ذا فويس علّمني أن أغامر”حوار مع طوني طوق
hibatogy

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

جائزة نوبل و روديارد كيبلنغ

د. ميسون البياتيpoetenglish

اسمه جوزيف روديارد كيبلنغ ولد عام 1865 وعاش حتى عام 1939 ينتمي الى الجاليه البريطانيه التي تعيش في الهند منذ قرون الإحتلال البريطاني للهند وهو كاتب قصه قصيره وشاعر وروائي كتب الحكايات والقصائد عن جندي بريطاني مقيم في الهند وكذلك كتب قصص الأطفال . ولد في بومبي في الحاميه البريطانيه الشرقيه في الهند ثم أعادته عائلته الى بريطانيا حين بلغ الخامسة من العمر

نشر كتاب ( حكايات الغابه ) عام 1894 ثم نشر كتاب ( كيم ) عام 1902 ونشر الكثير من القصص عام 1888 كما نشر الشعر لكنه يعتبر المبتكر لفن القصة القصيره وهو واحد من الكتّاب المشهورين في بريطانيا حاز على جائزة نوبل عام 1907 وكان أول الناطقين بالإنكليزيه ممن يحصلون على هذه الجائزه كما أنه كان أصغر الحائزين عليها , ومن عدا جائزة نوبل حصل على الكثير من الجوائز الأدبيه

بسبب موقفه المعارض لفصل الباكستان عن الهند تباينت الآراء حول فنه الأدبي واستمر الخلاف لفترة طويله خلال القرن العشرين . جورج أورويل كان يسمي كيبلنغ بسبب موقفه هذا : نبي الإمبرياليه البريطانيه , وقد أشار كيبلنغ الى الكثير من تلك الآراء عنه في كتاباته

حين أعيد مع شقيقته الى بريطانيا وكان في الخامسة من العمر ليبقيا في مدرسة داخليه مخصصه للبريطانيين العاملين في الهند كتب في مذكراته بعد حوالي 65 سنه من ذلك تكلم عن رعبهما في البعد عن العائله خصوصا ً عند الذهاب الى النوم

عام 1878 دخل كيبلنغ الى مدرسه لإعداد الأولاد للخدمة العسكريه البريطانيه وكانت مدرسة صارمه ورغم ذلك أحبها وكتب عنها في قصصه المنشوره عام 1899 غير أن تحصيله الدراسي في هذه المدرسه لم يؤهله للحصول على منحه للدخول الى جامعة أوكسفورد ومن أجل ذلك حصل له والده على عمل في لاهور / اقليم البنجاب في الباكستان حاليا واشتغل في كلية الآداب ومتحف لاهور كما عمل مساعد رئيس تحرير في صحيفة الجازيت المدنيه العسكريه . أبحر الى الهند في 20 سبتمبر 1882 فوصل الى بومبي في 18 أكتوبر وكان في السادسة عشرة من عمره , ثم انفق ما يقارب عشر سنوات من عمره في إنجاز الوظائف التي كلف بها
في العام 1883 زار مدينة شملا وهي العاصمه البريطانيه للحاميه البريطانيه في الهند وبقي فيها عدة أشهر فطلب منه العمل في كنيستها فقبل ذلك بكل سرور وأصبحت عائلته تزوره في شملا كل عام

نشر في صحيفة الجازيت 39 قصه بين عامي 1886 _ 1887 ثم بدأ النشر في صحف كلكتا وهو لم يبلغ 22 من العمر . وفي العام 1888 نشر 6 مجموعات قصصيه دفعة واحده ضمت 41 قصه تقاضى عنها 250 باون استرليني عدا راتبه الشهري المعلوم ولهذا قرر إنفاق هذا المال للبحث عن طريقه في الحياة

عام 1889 غادر كيبلنغ الهند الى سان فرانسيسكو وهونك كونك واليابان وكتب عن رحلاته قصصاً نشرت لاحقاً في كتابه : رسائل عن السفر . وفي لندن نشرت له الصحف العديد من قصصه وعثر على دار للسكن في لندن مدة عامين ( حاليا ً هذه الدار تعرف بإسم : دار كيبلنغ ) وفي السنة التاليه نشر رواية ( الضوء الذي خبى ) ثم ( أخبار مزعجه ) ثم سافر الى جنوب افريقيا واستراليا ونيوزيلندا ثم عاد الى الهند لكنه سمع عن أخبار انتشار مرض التيفوئيد فقرر العودة الى لندن وفيها نشر مجموعته القصصيه ( حياة معوقه ) في 1891 تحدث فيها عن حياة البريطانيين في الهند

في العام 1892 وكان في 26 من العمر تزوج كيبلنغ من فتاة امريكيه في 29 من العمر وسط أجواء انفلونزا وبائيه عمّت لندن وذهبا الى رحلة شهر عسل في الولايات المتحده الأمريكيه زارا فيها عائلة العروس التي كانت حاملاً في هذا الوقت فإستقرا لفتره في الولايات المتحده وفي هذا المنزل رزقا بطفلتهما الأولى : جوزفين التي توفيت بسبب الإلتهاب الرئوي وهي في السادسة من العمر

عام 1896 ولدت ابنتهما الثانيه أليس كيبلنغ بينما كانت العلاقة بين الزوجين قد فترت وفيها الكثير من الخلافات كما كتب كيبلنغ عن ذلك في مذكراته

كان كيبلنغ يحب حياته في مدينة فيرمونت الأمريكيه ولم ينغص عليه غير الخلافات العائليه ومشاكل السياسه . فمنذ عام 1830 كانت الولايات المتحده الأمريكيه تندفع بقوه في القاره الأمريكيه اللاتينيه بتشجيع الحركات القوميه فيها من أجل تثويرها لطرد المستعمر البريطاني والإسباني والبرتغالي والفرنسي في القاره لطرد هذا المستعمر واحلال استعمار الولايات المتحده الأمريكيه عوضاً عنه وتحت مسميات الإستقلال والتحرر

بوصولنا الى عام 1890 كانت الأزمه قد اشتعلت في فنزويلا بين بريطانيا والفنزويليين وحين جاء قرار الولايات المتحده الأمريكيه بمناصرة الفنزويليين صعدت الأزمه الأمريكيه البريطانيه الى أقصاها مع تلويح باللجوء الى الحرب من كلا الطرفين المتنازعين . كبريطاني بقي كيبلنغ حائرا ً كيف يتعامل مع مشاعر العداء لبريطانيا التي تسود في الولايات المتحده وخصوصاً في صحافتها ولهذا فكر في عام 1896 الإستقرار في مكان آخر غير الولايات المتحده

مشاكل كيبلنغ العائليه كانت قد بلغت مداها ولهذا رمته عائلة زوجته في الشارع وهددته بالأذى الجسدي فسببت له المشكله الفضيحة والأذى النفسي فحزم أمتعته وعاد الى بريطانيا

في سبتمبر من نفس العام 1896 أصدر روايته الثلاثيه ( ديفون ) حين كان يسكن بيته في منطقة القنال الإنكليزي .أصبح رجلاً مشهورا ًوخلال السنوات المقبله من حياته ستبدأ الإهتمامات السياسيه بالظهور في كتاباته التي اعتبرها بعض النقاد تحيي العصرر الفكتوري والإمبرياليه البريطانيه

بداية عام 1898 سافر الى جنوب افريقيا ولسمعته ك ( شاعر الإمبراطوريه البريطانيه ) فقد استقبله معظم سياسيي المستعمره في كيب تاون ورودس الذين أعجب بهم كيبلنغ ورحب بصداقتهم . وفي الحقيقه أن الفتره مابين 1898 _ 1910 كانت حاسمه في حياة جنوب افريقيا فقد استعر فيها الصراع الأمريكي البريطاني مما ادى الى حرب البوير الثانيه 1899 _ 1902 التي ساند فيها كيبلنغ بريطانيا بكتابة الشعر والعمل كمراسل للصحف البريطانيه الصديقه وكان عمله الصحفي فيها هو البداية الصحفيه الجديده منذ انقطاعه عن الصحافه حين غادر مدينة الله آباد الهنديه قبل عشر سنوات

تنقل كيبلنغ في جنوب افريقيا يروي عنها القصص والحكايات والأشعار . وخلال هذه الفتره كان يناقش في كتاباته سعي ألمانيا لتطوير اسطولها الحربي لتقف به بوجه البحرية البريطانيه وقد نشر هذه الكتابات في كتاب ( اسطول تحت الكينونه ) أما في العام 1902 فقد اشترى كيبلنغ منزلاً في بريطانيا واستقر فيه حتى وفاته عام 1936 وكان منزلاً واسعاً حديثاً وذا حدائق واسعه أحبها كيبلنغ من اول نظره كما كتب عن ذلك في احدى رسائله

خلال فترة حزن كيبلنغ عند وفاة ابنته جوزفين كان يركز على جمع ماده تصلح للكتابه للأطفال قام بنشرها في المجموعه القصصيه للأطفال ( كيم ) عام 1902 وكانت أول مجاميعه القصصيه للأطفال وكان في أوج نشاطه الأدبي لكتابة ونشر قصص الخيال العلمي القصيره والشعر الحماسي الذي توجه بقصيدة ( أرض مولدنا ونحن نتعهد اليك ) فوصلت شعبيته الى أقصى مدياتها

عام 1907 حاز كيبلنغ على جائزة نوبل في الأدب وكان أول متحدث بالإنكليزيه يحصل عليها وأصغر كاتب يحصل عليها , وجائزة نوبل بدأ العمل بتقديمها منذ عام 1901 سعت الأكاديميه السويديه الى تقديمها له لعبقريته الفذه في السرد وتحية الى الأدب الإنكليزي الذي أنتج الكثير من الفنون الأدبيه

هكذا كانت شعبية كيبلينغ عندما دخل على خط المناكفه الأمريكيه البريطاانيه عام 1911 عندما سأله صديقه ماكس أيتكن التدخل في الانتخابات الكندية 1911 نيابة عن حزب المحافظين . وفي 7 سبتمبر 1911، نشرت صحيفة مونتريال ديلي ستار نداء من كيبلنغ في الصفحة الأولى الى جميع الكنديين ضد اتفاق المعاملة بالمثل مع الولايات المتحدة حيث قال : أن كندا تخاطر بروحها الخاصه اليوم اذا رهنت تلك الروح على اساس أي اعتبار، يجب على كندا ان توافق على المعايير التجارية والقانونية والمالية والاجتماعية والأخلاقية التي ستكون المفروضة عليها قبل وضعها اي وزن لإعتبارات الولايات المتحدة

خلال الأسبوع التالي طبع نداء كيبلنغ في كل صحيفة تصدر باللغة الإنجليزية في كندا ، ويرجع إليه الفضل في المساعدة على تحويل الرأي العام الكندي ضد الحكومة الليبرالية الكنديه التي وقعت على اتفاق المعاملة بالمثل مع حكومة الولايات المتحده وإليه يرجع سبب بقاء كندا حتى اليوم تحت الحماية البريطانيه

صحيفه بريطانيه ماسونيه نشرت بأن كيبلنغ كان قد أصبح ماسونيا ً في العام 1885 عندما كان في 21 من عمره ويعيش في لاهور . فيما بعد صرح كيبلنغ في مجلة تايم بأنه تعرف على الماسونيه عن طريق ماسوني هندوسي ثم انضم الى المحفل الماسوني عن طريق ماسوني هندي مسلم وأنه ترقى في الماسونيه ليحصل على درجة ماستر , وقد كتب كيبلنغ عن ذلك في روايته : الرجل الذي سيصبح ملكاً

وقعت الحرب العالميه الأولى فكتب كيبلنغ الخطب والقصائد التي تمجد الدور البريطاني في تحرير بلجيكا من الإحتلال الألماني , وحين عرضت عليه الحكومة البريطانيه أن يعمل في جهاز دعايتها وافق على الفور رغم انتقاده لضعف جاهزية القوات البريطانيه لخوض الحرب

عام 1915 فقد كيبلنغ إبنه جون في الحرب العالمية الأولى وكان فتى لم يتعدى 18 من العمر وقد أثرت فيه تلك الفاجعه أكبر تأثير فنشر عام 1916 قصيدة ( ولدي جاك )
بعد الحرب، كان كيبلنغ يتشكك في النقاط 14 التي اعدتها الولايات المتحده الأمريكيه للأمم وموقفها من عصبة الأمم التي رفضت الدخول فيها لأنها تريد موقفاً أمريكيا ً أكثر فاعليه في السيطرة على العالم وكان يأمل أن الولايات المتحدة ستتخلى عن الانعزالية وأن عالم ما بعد الحرب سوف يسيطر عليه تحالف الأنجلو الفرنسية الأمريكية وأن الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت سيتخلى عن الحكم لكنه صدم بأن الولايات المتحده الأمريكيه ماضية في ( لعبة سياسة الأمم ) بموت روزفلت المفاجيء عام 1919

بوصولنا الى ثلاثينات القرن العشرين كان كيبلنغ يواصل الكتابه ولكن بوتيرة أقل من السابق لأنه كان يعاني من نزيف في الأمعاء الدقيقه . في العام 1936 حصلت له حالة نزيف أدخل المستشفى على أثرها وأجريت له عملية جراحيه مات بعدها بأسبوع في 18 كانون الثاني 1936 فأحرقت جثته بناء على وصيته ووضع رماده في وعاء ودفن الى جانب رماد تشارلز ديكنز وثوماس هاردي

من قصائد روديارد كيبلنغ الرائعه قصيده عنوانها : اذا … قال فيها

إذا استطعت أن تحتفظ بعقلك
عندما يفقد كل من حولك عقولهم
و ينحون عليك باللائمة

إذا وثقت بنفسك عندما يفقد كل إنسان ثقته فيك
و لم تترك مع ذلك مجالاً للشك

إذا استطعت أن تنتظر دون أن تمل الانتظار
أو أن يعاملك الآخرون بالكذب
من دون أن تلجأ إليه

أو أن تكون موضع كراهية
و لكنك لا تدع لها مجالاً للتسرب إلى نفسك

و لا تبدو أفضل مما ينبغي
ولا تتكلم بحكمة أكثر مما يجب

إذا استطعت أن تحلم
و لا تدع للأحلام سيادة عليك

إذا استطعت أن تفكر
و لا تجعل الأفكار غايتك القصوى

إذا استطعت أن تجابه الفوز والفشل
و تتعامل مع هذين
المخاتلين … الخادعين … على حد سواء

إذا استطعت أن تكدس كل ما تملك من أرباح و تغامر بها دفعة واحدة
و تخسرها جميعاً … ثم تبدأ من جديد
من دون أن تنطق بكلمة واحدة عن خسارتك

إذا استطعت أن تعامل الناس
من غير أن تتخلى عن فضائلك

و أن تسير في ركاب الملوك
من دون أن تفقد مزاياك المعتادة

إذا عجز الأعداء … والأصدقاء … والمحبون…
عن إثارة حفيظتك … بإيذائهم إياك

إذا استطعت أن تملأ الدقيقة الغاضبة
التي لا تغفر لأحد
بما يعادل ستين ثانية من السعي ركضاً

فلك الأرض وما عليها
و أنت … فوق ذلك كله .. ستكون رجلاً … يا بُني

   مواضيع ذات صلة :إذا: شعر روديارد كيبلنغ نوبل للأدب 1906

Posted in الأدب والفن | Leave a comment