بالفيديو داعش توزع الحلوى ابتهاجاً بإسقاط الطائرة ويهددون بوتين الخنزير الكافر

بالفيديو داعش توزع الحلوى ابتهاجاً بإسقاط الطائرة ويهددون بوتين وينتعونه بالخنزير الكافر
ISIS Militants Distribute Candy to Celebrate “Downing” of Russian Plane, Threaten Putin with Attacks in Russia
daiishkgb

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

بنات كلب

badaweyaكان موقفها يوم مقتله بمثابة حجر كريم، عندما تنقش حزمة أصابع مبتورة بصماتها علي جدران التاريخ فشخصية الصحراء تؤدي إلي امرأة قد يسرها أن تعرف أننا نتذكرها، من السئ أن ذلك الحدث قد واكب تمامًا لحظة ميلاد الجرح القديم الذي تتكاثر في دمه كل هزائم المسلمين حتي يومنا هذا!

سأبقي مع المنطق وأقول أن الألم كان يجلد قلب “نائلة بنت الفرافصة” بقسوة عند رحيلها من بادية أهلها إلي المدينة للزواج من “عثمان بن عفان”، كانت أبعد ما تكون عن الرضا، وكانت تري أن لدي أبناء عمها أيضًا ما يكفي حاجة امرأةٍ من الرجال، عندما اقترب موعد الرحيل عن الديار ازداد ألمُها ضراوة، وعندما بلغ ذروته لم تجد بدًا من أن تفصح عما يدور في أعماقها شعرًا لعل أخاها ينهي الموضوع برمته:

ألست ترى يا “ضبُّ” بالله أنني / مرافقةٌ نحو المدينة أركبا؟!

أما كان في أولاد “عوف بن مالك” / لك الويل، ما يغني الخباءَ المطنَّبا؟!

أبى اللهُ إلا أن أكونَ غريبةً / بـ “يثربَ”، لا أمًا لديَّ .. ولا أبا

علي الرغم من أن القسم بالله من امرأة كانت حتي ذلك الوقت مسيحية يدفعني إلي الشك في صحة نسبة هذه الأبيات إلي “نائلة”، غير أني سأتجاوز هذا الشك وأستأنف:

لم يكن يدور ببال “نائلة” في ذلك الوقت أن المسافر سوف لا يلقي عصاه في نهاية المطاف قبل أن يخسر أصابعه، وقبل أن يقول هذا البيت المؤلم:

وماليَ لا أبكي وأبكي قرابتي / وقد ذهبت عنَّا فضولُ “أبي عمرو”

سوف لا أحاول الحفاظ علي إيقاع يرضي المتمسكين حتي الآن بضرورة تعتيم الأسباب التي دعت الثائرين إلي قتل “عثمان بن عفان” وأؤكد أن فضوله وإغداقه علي أهلها وأهله من الأمويين علي حساب الآخرين، بالإضافة إلي لين في طباعه ورقة ضارة، هي وحدها السبب المفصلي الذي دفعها للبقاء، وهي أيضًا السبب المفصلي الذي دفع الآخرين للثورة عليه!

هذا جانب من القصة، ثمة جانب آخر من القصة لا يحترم المنطق يزعم أن “نائلة” عندما قدمت من “العراق” وجلست بجوار “عثمان” علي سريره، كشف عن رأسه، وقال لها:

– إنما أنا رجل كبير السن، أصلع الرأس، فإن أعجبتُك وإلا فلك الخيار!، فقالت:

– أنا من قبيلةٍ خيرُ رجالها الصلعان!

كلام مقنع، لولا أن الرغبة في صور مجازية للأمور في الحياة ليست سهلة، لماذا لا ننظر إلي الأمور من مكان أكثر ألفة؟ هذا التضارب في الروايات حول حدث دنيوي هو ما أربك ذاكرة المسلمين وشتتها، تلك المحاولات المتشنجة لردم فجوات لا تقدم أو تؤخر طلبًا للكمال حول أحداث أليفة وإنسانية ليس لدينا الآن صور ذهنية عن ملابساتها ضار جدًا، لماذا نلزم أنفسنا بالنظر بعيدًا وقصة “نائلة” مع “عثمان بن عفان” هي قصة تحدث عن كثب في حياة كل منا؟ قصة كقصص الكثيرات وكقصة الشاعرة “تماضر بنت عمرو بن الشريد” المعروفة بـ “الخنساء” مع “دريد بن الصمة” الأهم من خليفة بمقاييس الجاهلية، وأحداثها أليفة، لقد رأي “الخنساء” متخففة من ملابسها تطلي بالقطران جملاً أجربًا، فأنشد:

حَيُّوا تُماضرَ واربعوا صَحْبِيْ / وقِفوا، فإنَّ وقوفَكم حَسبيْ

أَخُناسُ قد هام الفؤادُ بكم / وأصابه تبلٌ مِنَ الْحُبِّ!

وكما يليق بامرأة شريفة تقدم لخطبتها، آنذاك، كان “دريد” مسناً لا يملك من أوسمة الرجال إلا سيرة ذاتية تزخر بالبطولات الحربية واسم مضيئاً يتردد صداه في كل أرجاء الجزيرة العربية، غير أن لعاب “الخنساء” لم يسل للزواج من فارس شهير، وقالت لجاريةٍ لها:

– انظري إليه إذا بال، فإن كان بوله يخرق الأرض، ففيه بقية، وإن كان بوله يسيح على وجهها فلا بقية فيه!

وأغلب الظن أن هذه الطريقة كانت كافية للحكم علي الفحولة في مجتمعاتهم!

عندما عادت الجارية وأخبرتها أن بوله يسيل على وجه الأرض، أرسلت “الخنساء” إليه دون مواربة رسالة تقول:

– ما كنت لأدع بني عمي وهم مثل عوالي الرماح، وأتزوج شيخاً!

ولقد ثبَّت “دريد” تلك اللحظة في ديوانه يبرئ نفسه من تهمة الكذب عليها وإخبارها بأنه ما زال شابًا:

وقالت إنني شيخ كبير.. وما أنبأتُها أنَّي ابنُ أمس!
ً
شئ آخر يدفعني إلي محاذاة الجانب الأول من قصة “نائلة”، وهو أن الانتقائية أشبه بنساء البدو دون غيرهن، وهي أشبه بنساء قبيلة “كلب” من نساء القبائل الأخري، معتدات بأنفسهن ربما، ردود أفعالهن ذات زوايا حادة ربما، وربما لأن الصحراء وهي الوجه الآخر للرحيل والبعاد جعلت الحنين في صدورهن عارمًا، وعندما أراد “المتنبي” أن يرسم صورة ذهنية للبعاد والاعتراض لم يجد أفضل من الصحراء وعاءًا لكلماته:

أمَّا الأحبة فالبيداءُ دونهم.. فليتَ دونكَ بيـدًا.. دونها بيدُ

قسوة صحراء “بني كلب” وصراحتها متداخلة مع مائية المسيحية التي يعتنقونها بالإضافة إلي شريعة البدو نجم عنها خليط من إباء وعزة وجمال أنثوي لا نظير له، “ميسون بنت بحدل” كلبية أخري كانت “مرعي ولا كالسعدان”، شاعرة، جميلة، أبية، صعبة المراس، وأم لـ “يزيد بن معاوية”، وأكثر زوجات “معاوية بن أبي سفيان” حظوة لديه!

ولعل الميكافيلية هي ما دفعت الأمويين إلي التصاهر مع قبيلة “كلب” التي كانت من أهم الأحجار التي أسسوا عليها دولتهم، ولقد بلغت امتيازات تلك القبيلة حدًا شاهقاً، حتي أن بعض رجالها شاركوا في صناعة أحداث كبيرة غيرت وجه التاريخ الإسلامي، كابن أخيها “حسان بن مالك”، فقد لعب دورًا رئيسيًا في تولي “مروان بن الحكم” الخلافة بعد ابن عمته “يزيد”، ولقد ضغط الشاعر “عرفطة بن عفان” علي هذه الحادثة بقصيدة ركل خلالها “حسان” في غروره بأنه إنما أصبح من السادة فقط لأن عمته هي “ميسون بنت بحدل” لا لأنه يستحق السيادة ولا بأبيه، منها:

إذا ما انتمى “حسانُ” يومًا، فقُلْ لهُ / بـ “ميسون” نلتَ المجدَ لا بـ “ابن بحدل”

ولولا “ابنُ ميسون ٍ” لما ظلْتَ عاملاً.. تخمِّطُ أبناء المكارم من علِ

مع ذلك، كانت “ميسون” تفضل الحياة في الصحراء علي حياة البلاط، أحاديث الكرام والصراعات الجانبية ورحم الأساطير النشط وحكايا الجن والضباب والحيات، كما أنها أخلصت للمسيحية وكانت لا تنزع قلادة الصليب من صدرها أبدًا، الشاعر الأخطل أيضًا مسيحي آخر كان يدخل علي “عبد الملك بن مروان” والصليب معلق في رقبته ولحيته تهطل خمرًا!

ولا يملك المرء أن يحتجز ضحكاته وهو يقرأ ما كتبه الشيعة حول “ميسون”، ربما لرسم صورة ذهنية لـ “يزيد بن معاوية” كمسيحي لأنه أقام مدة طويلة مع أمه عند أهلها في بادية “بني كلب”!

المضحك أكثر روايتهم عن سبب إرساله مع أمه إلي البادية، ذلك أنهم يزعمون أن “معاوية” سمعها ذات يوم تنشد أبياتاً، عبرت خلالها عن كونها تفضل عباءات البدو علي حرير البلاط، والنوق علي البغال، وكلب الأضياف الشهير علي قطط الزينة، وتصفه هو بالفلاح الذي تفضل عليه أحمق فقير من أولاد عمها، عندما قالت، أو عندما قيل علي لسانها:

‏ للبسُ عباءةٍ وتقرُّ عيني.. أحبُّ إليَّ من لبسِ الشفوفِ

وبكرٌ تتبع الأظعان صعبٌ .. أحبُّ إلي من بغلٍ زفوفِ

وكلبٌ ينبح الأضياف دوني.. أحب إليّ من هرٍّ ألوفِ

وخرقٌ من بني عمي فقيرٌ.. أحبُّ إليَّ من علْجٍ عنيفِ

يقولون، فقال لها معاوية‏:‏

– ما رضيت يا ابنة “بحدل” حتى جعلتني علجًا عنيفاً، الحقي بأهلك، فمضت اِلى بادية “بني كلب” و معها “يزيد”!

أعرف أن علي المرء أن يتحلي بالشك العارم عند قراءة رواية مصوبة من مذهب إلي مذهب، مع ذلك، ثمة رواية أخري لا تقف خلفها أصابع ممتلئة بالطائفية تجعل هذا الكلام مقبولاً، ذلك أن “معاوية” أيضًا تقدَّم لخطبة “نائلة بنت الفرافصة” بعد مقتل “عثمان” فأبت، ولإغلاق كل نافذةٍ يمكن أن تهب منها مستقبلاً ريحٌ تحمل رجلاً آخر يريد زواجها، سألت النِّساء عمَّا يعجب الخطاب فيها، فقلن لها: ثناياك، فخلعت ثناياها وأرسلت بهنَّ إلى “معاوية”!

لا شك أن حواس الحنين عند البدو أقوي منها عند غيرهم، لكنه حنين إلي المكان الأول لا الحنين لمجرد الحنين، ولا إلي بادية “بني كلب” بشكل خاص، فهذه بدوية أخري من “أبان بن دارم” تزوجت في بادية “بني كلب”، نظرت ذات يوم إلى ناقةٍ قد حنت فتذكرت موطنها، فأنشدت:

ألا أيُّها البكرُ الأبانيُّ إنني / وإيَّاك، في كلبٍ .. لمغتربان

تحنُّ وأبكي ذا الهوى لصبابةٍ / وإنَّا على البلوى لمصطحبان

رواية الأمويين أيضًا عن مقتل “عثمان” مبالغ فيها جدًا، ومن السهل أن نكتشف أنه روعي عند بنائها أن تكون في ضوء أموي خالص من شأنه أن يجعل التماس العذر لـ “معاوية” في تنمية الصراع سهلاً، يقولون:

عندما ألقى الرجال حبالهم على أسوار منزله بادرت “نائلة” إليه تتلقى عنه ضربات السيوف، فقطعت أصابعها، فصرخت على “رباحٍ” غلامه، فأسرع نحو الرجل فقتله، وعندما كانت تتهيأ لإمساك سيف رجل آخر قُطعت أصابع يدها الأخرى، وحين همّوا بقطع رأسه ألقت عليه بنفسها إلا أنَّهم لم يرحموا ضعفها ولم يعرفوا لـ “عثمان” قدره، فقطعوا رأسه، ومثلّوا بجثته، فصاحت والدّم يسيل من أطرافها:

– إنَّ أمير المؤمنين قد قُتل .. إنَّ أمير المؤمنين قد قُتل!

تتطور الدراما بصورة استخدم السيناريست فيها نبرةً مزعجة، فأدخل رجلاً ليجد رأسه في حجرها، وليقول لها:

– اكشفي عن وجهه!

– ولم؟

– ألطم حُرَّ وجهه!

– أما ترضى ما قال فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟

– اكشفي عن وجهه

ويهجم الرجل في النهاية فيلطم وجه “عثمان”، وتدعو هي عليه:

– يبس الله يدك، وأعمى بصرك!

فلا يخرج الرَّجل من الباب إلاَّ وقد يبست يداه وعمي بصره!

سيناريو هزيل، يقف علي حافة الخلق الشهيرة، غير أن من الثابت أن “نائلة بنت الفرافصة” لعبت دورًا جسيمًا في تأجيج الفتنة وانخرطت في الصراع السياسي حتي جذور أعصابها، ولا يمكن لأحد أن يلومها، هي امرأة موتورة أولاً وأخيرًا، لقد أرسلت إلى “معاوية” بكتاب مرفق معه قميص “عثمان” ممزقاً ومضرجًا بالدماء، كما علقت في زر القميص خصلة من شعر لحيته وادعت أن أحد قاتليه قطعها من ذقنه، بالإضافة إلي حزمة من أصابعها المقطوعة، وأوصته بأن يعلّق كل تلك الأشياء في المسجد الجامع في دمشق، وأن يقرأ على المجتمعين ذلك الكتاب:

إلى “معاوية بن أبى سفيان”، أمَّا بعد: فإنِّي أدعوكم إلى اللَّه الذي أنعم عليكم وعلمكم الإسلام، وهداكم من الضلالة، وأنقذكم من الكفر، ونصركم على العدو، وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، وأنشدكم اللَّه وأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه بعزم اللَّه عليكم، فإنه قال: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)!

حبكة منطقية، لكن تعليق الكتاب في الجامع وقرائته علي الناس فكرة تليق بداهية كـ “عمر بن العاص” مثلاً!

أيا كان الأمر، لقد ألهب الكتاب حماسة الكثيرين للثأر وما كان “معاوية” يريد أكثر من ذلك في الحقيقة، كما لعبت المعارك الكلامية دورًا مهمًا في إشعال الصراع، علي سبيل المثال، “الوليد بن عقبة” أخو “عثمان” من أمه، قال موجهًا أصابع الاتهام مباشرة إلي “علي بن أبي طالب”:

لقد قتلوه كي يكونوا مكانه / كما غَدَرَتْ يومًا بـ “كسري” مرازبُهْ

بنو هاشمٍ ردّوا سلاح ابن أختكم / ولا تنهبوهُ، لا تحلُّ مناهبه

بني هاشم كيف الهوادة بيننا / وعند “عليٍّ” درعُهُ ونجائبه؟

فأجابه “عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب” بأبيات طويلة، منها:

فلا تسألونا سيفَكم إن سيفكم / أُضيعَ، وألقاه لدى الروعِ صاحبُهْ

وشبَّهتهُ “كسرى”، وقد كان مثله / شبيهًا بـ “كسرى”، هديُهُ ومذاهبُهْ!

لقد ابتعد كل هؤلاء في ذاكرة التاريخ حتي أنهم أصبحوا روايات فقط، شأنهم شأن الجن في الأساطير، لا نعرف علي وجه الدقة إن كانوا مروا من هنا فعلاً أو لم يمروا أصلاً، وعليه، كان يجب ألا يعني الآن أحدًا أيهما المخطئ وأيهما المصيب، وأنا بصفة شخصية لا يهمني من تلك المعركة وتداعياتها سوي موقف “نائلة بنت الفرافصة”، غير أن الحقيقة أننا لا نعرف في محيطنا ماضيًا قد احتفظت جثته بطزاجتها أشد وضوحًا من ماضي هؤلاء، ولا نعرف أحدًا في التاريخ، إذا استثنينا أصحاب المشاريع العظيمة، ترك أثرًا أقوي حضورًا الآن من أثره في زمانه أكثر من الذين عاشوا في تلك الفترة، ولا نعرف خلافاً كان يكبر بوتيرة عصبية كلما تقدم في العمر إلا ذلك الخلاف الذي اندلع بينهم، لقد كبر حتي خرج عن إطار الخلاف داخل الدين الواحد إلي صراع بين عقيدتين متضاربتين أي محاولة للتوفيق بينهما هي كالدق علي الماء، لا تقدم ولا تؤخر، كل من قرأ أهم موسوعات الشيعة “بحار الأنوار” أو قرأ فصلاً حتي مما كتب “المجلسي” سوف يدرك هذا جيدًا!

ما حدث أن الصراع قد امتد بمرور الوقت إلي أبعد من مجرد خلاف حول أحقية “علي” أو أحقية “عثمان” إلي معبر لاستعادة الدولة الفارسية وماضيها المجيد، هكذا استحال مطلق الفكرة الشيعية وما الهيام بـ “آل البيت” إلا الذريعة المؤقتة وصدق أو لا تصدق!

صراع أحمق وعقيم من السئ أنه سوف لا يهدأ قبل أن تقضي إحدي الفكرتين علي الفكرة الأخري قضاءًا مبرمًا، والأسوأ أن غبار المعركة أعمي عيون الفريقين عن رؤية أصحاب أفكار أخري يحدقون النظر إليهما من حواف الحلبة بحدقات ساخرة وقلوب مترقبة لفرصةٍ سانحة لاحتواء الفريقين وتحويلهما إلي شكوك هزيلة لا يمكن ترميم كسورها، وفيما بدا أن العالم كله، حكومة “وول ستريت” بشكل خاص، قد تواطأ علي أفضلية الخلاص من أهل السنة أولاً، صار هؤلاء في كل مكان أهدافاً مشروعة، وليس لدي هؤلاء فرصة للنجاة إلا باستخدام مخالبهم الخاصة، فما أكبر التحدي وما أصغر الهامش المتاح للمناورة!

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

انتي يا بنتي… عيشي وراسك مرفوع

latakiashoreفي البدء، كانت الكلمة…
ولو كان من حق اللغة ان تختار بكرها، لاختارت الحرية باكورة قاموسها…

حين انطلقنا في الشارع نرددها، كنا نستعيد حاسة النطق من سجّانها … لم نكن فرحين بالكلمة قدر نشوتنا بصوتنا، ولم نكن خائفين على حناجرنا، بقدر خوفنا من العودة إلى حرمانية النطق بها…

كنت أسير في شوارع اللاذقية، وأرى أبي في الناصية، على الرصيف، في الشارع نفسه… لم أتوقف عن سؤال نفسي: لو كان هشام الصوفي على قيد الحياة، هل كان سيسير معي، يده بيدي، مردداً حــــــــــرية !!! أم كان سيشدّني من يدي ويسجنني في بيته حتى لا يفقدني، او أفقده؟

السؤال الذي لم يرسى على جواب، يعرف اليوم، بل و يعرف جيداً أن أبي، ما كان ليسكت عن الظلم بعد ان اختار بعض أبناء وطنه الموت غرقاً كاحتمال نجاة…

بعد خمس سنوات، بت أعرف ان أبي لو بقي حياً لاختار ان يموت وهو واقف على قدميه… ما كان ليرضى ان يختار الموت انحناءاً، وهو من علمني ان أرفع رأسي لأني أبن شريف وحفيد شيخ جليل… فالتباهي بالشرف يتعارض مع العيش من دون كرامة، وأولى ابجديات الكرامة: الموت والعين بالعين… والحياة للحياة…

في سنة أولى ثورة: تعلمت ان أكون نفسي..
في سنة ثانية ثورة: تعلمت ان ادافع عن حقي، بأن أكون نفسي..
في سنة ثالثة ثورة: تعلمت ان اتجاهل المشككين بنفسي..
في سنة رابعة ثورة: تعلمت ان أترك بعضاً من نفسي، و ألتحق بالآخرين، لأعرف ما يعني ان تقتل نفسٌ من غير حق.. اتهمت بالطائفية من ألف باء احتجاجي” لماذا نحن من نقتل” إلى ياء تساؤلي” إلى متى سنرضى بأن نكون الموتى في مسلسل اسمه “سورية الأسد”..
اما في سنة خامسة ثورة: فتعلمت، ان كل ما حدث قبل الــ 2011 كان حفلة تنكرية ابطالها أغبى ممثلين عرفتهم الدراما السورية… الأقنعة لم تسقط، الأقنعة أُسقطت على أيدي أصحابها في عز النهار، مدّوا أيديهم وانتشلوها، والمبرر: شو بدنا من هالشغلة… القصة طويلة…

من كان يحتفل بالحرية، تبرأ منها..
ومن كان يحتفي بميلاد الخلاص، قام بوأد اللحظة التي فكر بها ان يستعيد حقه كآدمي…. ومع ذلك، بقيت أرى أبي قربي، يمسك يدي… يهمس لي أن أتابع الصياح… فالصوت في بلد الخرسان ملك ، وانا ابن رجل، قاوم التيار وأصرّ ان يبقى حفيد الشيخ الجليل الذي يكرهه اللصوص كما يكرهون في السر أرواحهم التي سقطت في عسل الدبابير…خمس سنوات، لم اقتنع يوماً بالسكوت (وسادة المعتاد على العيش قرب الحيط، ويارب السترة)..
خمس سنوات، وانا اخسر يوماً بعد يوم أصدقاء حارتي، ومدينتي، ومدرستي وجامعتي و اقاربي..
لم أقترب منهم يوماً، لكنهم رفضوا ان يقترب صديقاً لهم من بلاط الأسد… كان بإمكانهم ان يختاروا الصمت على القطيعة… ولكن القطيعة تبقيهم على ذمة القطيع، وألف كلمة قطيع، ولا كلمة حر..

كان بإمكانهم ألا يتباروا بتخويني، فهم أكثر العارفين بمنشأي، ولكن كيف سيحصلون على نصيبهم من بورصة “الجلمقة” لو التزموا الصمت وأنصفوني… منهم من قال: اكيد مدفوع من جهة ما، ومنهم من أكّد أنى أقبض ثمن كلامي…. وأقرب الأقارب وأحبهم إلي، تأسف لآني لا انتمى لجهة ما، من مبدأ: على القليلة كان قبض مصاري…

خمس سنوات هي عمر ميلادي… وما سبقها، كنت أي أحد، لكني لم أكن نفسي… ولو خيّر لي ان اختار بين النزول إلى الشارع والهتاف بكلمة “حرية” أو البقاء في البيت، أشرب فنجان قهوة في البلكون المطل على البحر، لهرعت مثل البرق وهتفت “حرية”، بكل بساطة الكلمة وعمق الهتاف…

خمس سنوات… وان أرى امي، تجلس قرب نافذتها الصغيرة وتقول ” لو بقي بعمري يوم يا زياد، رجعني على بيتي”…. امي التي تعيش على امل العودة، لبيتها، لا تعرف ان وطاويط الأسد دخلوا بيتها، بيتها الذي يحمل اسمها وانتهكوا حرمة غيابها، وموت أبي..

في 28 أيلول\ 2015 دخلت جماعة من أمن الدولة الى الحارة، طوّقتها، وداهمت بيت هشام الصوفي، غيرت الاقفال… ووضعت شمع احمر بحجة: وضع ممتلكات زياد الصوفي تحت اليد، مع ان ملكية البيت تعود إلى أمي..
في 30 أيلول 2015 دخل رجال الامن من جديد، ومعهم مختار الحارة الأطوز و الذي قال: كل شيء يعود لبيت الصوفي، بات ملك الدولة..
في 5 تشرين اول 2015 احتل بيت هشام الصوفي رجلان… ومنذ ذلك اليوم، تتم سرقة بيت ابي يومياً، في الليل تفك الأغراض والعفش، وفي الفجر: تنزل المسروقات بكميات قليلة وعلى دفعات..
وحتى اليوم، امي تحلم بالعودة والموت في بيتها… وأبي، ما عاد طيفاً، بل صار حقيقة… اليوم بت اعرف انه كان سيرافقني إلى الشارع ويبارك لابنه البكر صوته ويضم صوته إلى صوته ويردد معي حرية … حرية…. حرية…

وأنا، ما زلت، رغم كل ما خسرت، وما خسرت عائلتي بسببي مصرٌ على ان الله حق، وسورية حق… وما مات حق وراءه مطالب، ولو بقيتُ المطالب الوحيد بحق السوري بأن يعيش في وطنه مرفوع الرأس، سأختار ان أكون الاستثناء أو حتى النشاز، المهم ألا أعود إلى من كنته قبل السنوات الخمسة ، اشرب وآكل وأنام..

وحين ستكبر ابنتي، سأخبرها كما كان أبي يخبرني، ” عيش حياتك وراسك مرفوع، ابوك بعمرو ما طعماكون من مال حرام”… وانتي يا بنتي… عيشي وراسك مرفوع، منشان كلمة حرية خسروا بيت الصوفي كل شيء بيملكوه ، بس لما بينظروا بالمراية، عالقليلة ما بينزلوا راسون لتحت خجلاً ، و بيقولوا تفووو بسرّهم..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

قضية الحرية وأهلها في سوريا والشرق ؟

abdelrahmansharafصراعتنا التي نشهدها هنا في الشرق من أجل الحرية . وكم سمعنا هذه الكلمة تتردد على أفواه الناس وتصرخ بصوت عالي في مختلف البلدان العربية . كانت تتردد هذه الكلمة بمعنى أرادي معرفي وبمعنى عبثي بطريقة عفوية عند الأغلبية للمطالبة بها وتحقيقها . الحرية هي هاجس الشعوب وهي مطلب الوجود والنفس البشرية ؟ وتدور حولها كل جوانب الحياة سواء كانت سياسية أو أقتصادية أو أجتماعية وسياسية ودينية ؟
الأنسان الحر هو الذي يبني ويكون مسؤول لنهضة في الحياة في مكانه وموقعه ومسؤوليته للخير العام؟ فكلنا معا في مركب واحد للمطالبة بها وتحقيقها. أليس كذللك ونحن كل يوم نحتضر ونضحي ونسهر لأجلها؟
والأنسان الساعي لتحقيق الحرية هو مسؤول أيضا عن نهج وممارسة جيدة ينطلق منهما لتحقيقها لنفسه ومجتمعه المحيط . سواء على المستوى الفكري والنضال السلمي أو على المستوى الميداني بنضال العنفي يتجلى بأساليب مختلفة وطرق للتخلص من الأدوات الماضية التي أعدمت مفهموم الحرية والكرامة وعدم تحقيقها؟
وهذه الأدوات الماضية تكون تعاليم موروثه وقيم ومبادىء قديمة وتراث لم يعد صالحا لنبض الحياة و أشخاص تسلطوا على الشعوب وأنظمة وحكومات أستبدة بمواقعها ولم تكن مسؤولة بالشكل السليم أتجاه الأنسان وحقوقه وهي جزء من هذا التراث هذه الشخصيات ؟ لأن الشخصية التي تحمل فكر قديم إلغائي جامد متسلط هي تهدد مفهوم الحرية وقضية الحرية التي نطالب بها.
أؤمن بالفردية وبقدرات الفرد وطاقته فلكل منا له وعي وأدراك قادر أن يتحمل مسؤولية ويصل لتحقيق حريته المثالية ومعرفة ذاته؟
ولا شك بأن الثورات الحقيقية التي تطالب بالحرية هي التي تتجدد المعتقدات الأساسية فيها للشعوب وتنطلق لبناء قيم جديدة تصبو نحو تنظيم وفاعلية اكبر من القديم.
سواء كان على المستوى الفردي أو الجماعي وتكوين الدولة والحياة السياسية ؟
واقعنا مليىء بالتصوف والتقليد وأنحلال شخصية الأنسان سواء كان بما يحمله من معتقد أو تأثر بفوضوية النظام القديم هذه أحد الأمور التي تبعد الشخص عن فهم معنى أصول الحرية الحقيقة وتبعده عن ذاته ؟
القضية الأن هي قضية صراع بين ماهو مألوف ويحمله شحصيات مختلفة وبين متطلبات جديدة يفرضها علينا الكون ومتغيرات الحياة والملائمة الصحيحة بينهما ؟
لا بد أن أوكد هنا على العديد من الجوانب التي تؤثر في الانسان بتكوينه في مسيرته اتجاه الحرية وتحقيقها .
جانب العقل والروح والوجود المحيط ؟
ولست أتحدث هنا عن الحرية فقط التي حرمنا منها غاصب مستبد ولا عن سجين ضمن أربعة جدران يتنفس هوائه من أشباك الحديد ؟ بل أتحث هنا أيضا عن الحرية التي غزلها صاحبها بخيوط من الماضي وحاكها بأبرة الفوضوية والعبثية وهو يغزلها منذ طفولته ويغزلها له مجتمعه.
الحياة تسير بالأنسان من العبودية إلى الحرية والأبداع ومن الحرية الى العبودية أومن من الغنى الى الفقر من الألم الى اللذة ومن المجد الى الهزلية . هكذا هي التجارب يتصارع بها الأنسان لإيجاد نفسه أو تدميرها أو عبثيتها وهكذا يعلمنا تاريخنا ومحاولات التغيير التي حصلت في العالم ؟ قد يصنع الأنسان حياته وحاضره بنفسه وقد يسيره الموكب الى العدمية وعدم تحديد الهدف ؟
وما أعظم الانسان الذي يصنع نفسه بنفسه وويحقق هويته وحريته ووجوده ليرفع من قيمة الحياة؟
وهنا مغزى الحديث وهدفه هو الفرد بتكوينه العقلي والروحي والفيزيولوجي والوجود من حوله؟
أنني أؤمن بالأنسان الفرد وقدراته وأؤمن بحرية الفكر وحرية الروح اللذان ينطلقان أما من الداخل إلى الخارج للكون لتتجلى الحرية والهوية الذاتية أو ينطلقان من الخارج الى الداخل حتى نصل لقدراتنا ومواهبنا التي تبني قيم جديدة أبداعية.
معظمنا صيرورة الظروف ومتخبط بالوضع الراهن تائهه بهذه الفوضى العارمة ماالعمل والحل بهذا النظام والظروف المحيطة الفاسدة التي تحيطني؟
هذه هي مسيرة الحرية طريقها طويل ألمها جيد وحقير ؟ ولو أقتصرنا الطريق بها لأضعنا عن أنفسنا الكثير من المواضيع والمعالم للنفس. هذا يعني بأن ندرك ونتعلم ونتفاعل بالشكل الإيجابي بهذا الطريق.
وقد ياتي قارىء ويقول أنت تتكلم بالخيال والأحلام ؟ فماذا بوسعي أن أعمل ليس بيدي أية حيلة ووسيلة؟
نعم هذا هو اليئس والأحباط الذي يوصلنا إلى مرحلة الأستسلام والتسليم فنبتعد عن ذواتنا وحلول مشاكلنا؟ ولكن العظماء بدأوا بدون أي وسيلة ولكن بدأوا بأنفسهم وقدراتهم .” كاسترو” مكتشف أميركا العظمية بدون خياله وحلمه ومغامرته العبثية لما كان اليوم يوجد أميركا العظمى ولكن هذا كان يحركه شغف الخيال وحب الأستطلاع وثقته بنفسه وقدراته الفردية ؟؟ هذا الكلام أقوله لأي شخص سواء كان ثائر أو غير ثائر ؟
ليس لنا إلا أن ندرك هذه الحقيقة وننتفض على كل شيء يبعدنا عن ذواتنا ويجعلنا قطعان وعقولنا وأرواحنا مقيدة ونعيد الثقة لأنفسنا؟
يقول زراداشت: سأخبركم كيف يصبح العقل مثل الجمل ويصبح الجمل أسدا ويضبح الأسد طفلا في النهاية ؟ أن ثقل المثل العليا والقيم الأخلاقية القديمة المفارقة والمناقضة تشعره بأستمرار الذنب والجمود والركود فهذه تدفعه لتحسين حياته بإدراكه لبعض المتغيرات لماحوله فليجا إلى شيء اخر قد يلجأ إلى عالم الحق والفضيلة وفي الطور الثاني يبدأ يتحول الجمل إلى أسد حيث بإرادته وشجاعته يبدأ بالتحرر من كل أحماله الثقيلة ويهيمن على صحرائه ولكن بهذا لا يستطيع بأن يخلق قيم جديدة . وكل الذي يستطيعه هو أن يهدم القيم البالية وبهذا يتحول الأسد في الطور الثالث إلى طفل يحيا بإرادته الذاتيه بالوعي الذي حصل عليه من الطورين الماضيين. مندفعة نفسه إلى الكون والوجود ليغزو العالم بحريته . وهنا يسعني القول بما جاء به السيد المسيح أن لم تعودوا مثل الأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات وهذه ثنائية بتكوينة الأنسان بين حياته الروحية والفكرية والوجودية بمعنى ماجاء به المسيح لتحرير الفرد.
ومن هنا أقول بأن الحرية هي قضية هامة ويستحقها كل فرد؟ وكل فرد له القدرات الكافية ليفهمها ويطالب بها ويسعى لتحقيقها سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي والدولة ؟
أما بالنسبة للنضال العنفي المسلح الذي ذكرته ببداية النص و يسعى لتحقيق الحرية فأقول بأن الساعي للحرية يسقط القديم بوسائل مختلفة ليأتي بقيمة أفضل بمعالم النظام الجديد وأدواته وفإذا لم يكن له هدف وخطة ونظرة جيدة لتحقيق الحرية بل له نفس قيم الإستبداد فهذا النضال سيكون عدمي للأثنين وللواقع إلى أن نصل لمرحلة تتغير بها الموازين بسبب ضغوطات وأعباء وأخطاء تراكمت؟
وهذا أحد جوانب الحرية عندما تبدأ بالثورات غير المنظمة ولا يقودها قائد حقيقي تبدأ بالمطالبة بحريتها بشكل عشوائي لتصل إلى معناها الأكمل الحقيقي بجوانبها المختلفة وكم المسيرة مازالت طويلة وصعبة أمامنا؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

خيارات الشعب السوري

truesyrian

صورة كادح سوري يهتم برزقه بالرغم من الدمار لفتت انظار العالم

طلال عبدالله الخوري 5\11\2015 مفكر حر

لكي نعرف ما هي الخيارات المتاحة أمام الشعب السوري يجب ان نعرف ما هي الخيارات المتاحة لشعوب العالم والموجودة حالياً على أرض الواقع, والتي نصنفها على الشكل التالي:

النموذج الغربي الناجح والذي تسير عليه وتتبناه دول أوروبا واميركا واليابان كوريا الجنوبية, اوستراليا اندونيسيا, تركيا, سينغافورة … وتقود هذه الدول النموذج الاميركي الدولة العظمى وتتبنى المعايير العالمية لحقوق الإنسان واستقلال القضاء الذي يؤدي بدوره الى الازدهار الاقتصادي والعلمي والمجتمعي وهناك تعاون عسكري وامني ومخابراتي فيما بينها لحماية شعوبها وانجازاتهم, وهذا مهم جدا لانه لا تستطيع اي دولة بمفردها حماية شعبها, لأن هناك حرب باردة شرسة لا تتوقف بين الانظمة العالمية المختلفة, ومن غير المجدي اقتصاديا لاي دولة ان لا تتعاون امنيا مع نظيراتها من الدول التي تتنتمي لنفس نظام الحكم, لذلك انشأت فيما بينها معاهدة حلف الناتو.

النموذج الشرقي الروسي العقائدي الفاشل, والذي تسير عليه بعض الدول المعسكر الاشتراكي السابق وسوريا وكوبا وفنزويلا وايران وتعتمد هذه الدول على العقائد الايديولوجية من اجل السيطرة على الشعوب تحت حكم استبدادي فاشل يدهور الاقتصاد والتطور العلمي والمجتمعي, وهناك ايضا تعاون عسكري مخابراتي امني فيما بينها تقوده وتسيطر عليه روسيا الاتحادية وجهاز مخابراتها الجبار الكي جي بي

النموذج الهجين الفاشل, وفيه تتبع هذه الأنظمة النموذج العقائدي الاستبدادي ولكن يتم ضمها وقبولها امنيا وعسكريا مع المعسكر الغربي لتأمين حماية انظمتها من الحرب الباردة الشرسة للنموذج الشرقي ولضمان عدم وقوعها تحت براثن جهاز مخابرات الكي جي بي وتحويلها الى المعسكر المعادي ومن هذه الدول السعودية ودول الخليج والاردن ومصر والمغرب… الخ

النموذج الصيني الهجين الفاشل, وفيه تتبنى النموذج الشرقي الامني والعقائدي الاستبدادي, مع النموذج الاقتصادي الغربي المتطور, وفقط دولة كبيرة مثل الصين عدد سكانها مليار ونصف تستطيع ان تتبناه وتقف على قدميها فيه, ولكنه فاشل وسينهار عاجلا ام اجلا, لأن اسباب فشله وانهياره موجودة بداخله الذي يجمع النقيضين الاقتصاد الحر والسياسة الاستبدادية المكبلة المغلقة

النموذج النظري الأخواني الاكثر من فاشل والذي لا يستطيع العيش من دون مساعدة احد النماذج السابقة وفي احسن الاحوال سيتحول الى نظام شبيه بولاية الفقيه الفاشل التابع للنظام الشرقي الروسي او لنظام خادم الحرمين السعودي الفاشل والذي يتبع النظام الغربي.

النموذج المدينة الفاضلة الطوباوية الما وراء الفاشلة, والذي يتبنى نماذج من القصص الدينية الطوباوية التي تصلح فقط لتعبد المؤمنين لاشباع رمق عطشهم الروحي, ولكن لن يكتب لها الحياة على ارض الواقع لعدم توفر فيها اي شرط من شروط الحياة الواقعية, مثل نموذج الدولة الاسلامية الاولى او دولة الرسول التي يحلم بها المختلان عقليا الظواهري وابو بكر البغدادي, فمطالبتهم بمثل هذه الدولة هي كأن يقوم المسيحي بان ينتظر بان يأتيه ولد من زوجته العذراء, او ان ينتظر المسلم بان تسري به دابه الى سابع سماء وتعرج به الى بيت المقدس, فمثل هذه القصص هي لكي يتقرب المؤمن من ربه في صلاته فقط لاغير, وقد فصلنا سياسة الدولة الاسلامية بمقال سابق تجدونه هنا: السياسة الإقتصادية والعسكرية والإجتماعية لدولة البغدادي الاسلامية داعش

اي مواطن سوري وطني شريف سيختار لسوريا النموذج الاول الغربي الناجح فكفانا قرون من النماذج الفاشلة وارحموا شعبنا الذي تعب ولم يعد قادر على السير بالنماذج الفاشلة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

فخذة خروف مشويه من نيوزيلندا Roast Lamp

lambbqالمقادير
فخذة خروف كامله
ثمانية فصوص ثوم مقشره ومقطعه الى عيدان
ورق اكيل الجبل أخضر أو عيدان قرنفل
ملح وفلفل
ثلاث ملاعق زيت

العمل
نزن فخذة الخروف بميزان دقيق للتأكد من وزنها . نلف الفخذه بقطعة قماش ونتركها في حرارة الغرفه مدة نصف ساعه ليرشح عنها كل الدم والماء الزائد . نستعمل سكين رفيعه حاده لتثقيب الفخذ . نغرس في هذه الثقوب عيدان الثوم واكليل الجبل أو القرنفل . ندهن الفخذ بالزيت ثم نرشه بالملح والفلفل . نضع الفخذ في صينية الشوي وندخله الى فرن بحرارة 170 مئويه . نشوي مدة 20 دقيقه لكل نصف كيلو من وزن الفخذ بمعنى أن الفخذ الذي وزنه كيلو ونصف سيحتاج الى ساعة شوي أما اذا كان أثقل فيحتاج المزيد من الوقت حسب وزنه . عند نهاية مدة الشوي نغرس سيخ في الفخذ وندفعها حتى تلامس العظم فإذا تدفق سائل أبيض خالي من الدم فمعنى ذلك أن الشواء قد نضج أما اذا كان هناك بعض الدم فيجب مواصلة الشوي حسب الوقت الذي نقدره . نختبر بواسطة السيخ مرة اخرى فإذا نضج الشوي نخرج الصينيه من الفرن ونتركها جانباً لتهدأ حرارتها قليلاً
لعمل قليل من المرق . نرفع الفخذ من الصينيه . نكب الزيت الذي في الصينيه ولا نبقي منه غير 3 ملاعق فقط . نضيف 3 ملاعق طحين الى الصينيه ونضعها على نار هادئه على موقد الطبخ ونقلي الطحين بزيت الصينيه . نضيف كوبين من الماء الى الصينيه ونحرك بالملعقه مع حك طبقة البروتين المحمره في الصينيه لنتأكد من مزجها مع خليط الطحين والماء لأن هذه الطبقه هي التي ستعطي للمرق نكهة الشواء اللذيذه ونستمر بالتحريك حتى يصبح المزيج سميكاً . أثناء فترة شوي الفخذ السابقه نكون قد جهزنا صينيه منفصله بها ما نرغب من الخضار كالبطاطا والجزر والقرنبيط والبصل والثوم والفلفل وشويناها في نفس فترة شوي اللحم حتى تنضج . عند الأكل نضع الفخذ المشوي في طبق التقديم ونحيطه بالخضار المشويه ونصب عليه المرق الذي أعددناه ونقدم … شهيه طيبه

Posted in طبق اليوم \د. ميسون البياتي | Leave a comment

الشاعر الفرنسي فيرلين

paulverlin

د. ميسون البياتي

ولد بول ماريا فيرلين عام 1844 وتوفي عام 1896 وهو واحد من أعظم الشعراء الرمزيين ومن أعظم ( شعراء آخر القرن ) في فرنسا والعالم أكمل دراسته في باريس ثم تطوع في الخدمة المدنيه

بدأ بكتابة الشعر منذ مرحلة مبكرة من عمره وتأثر بالحركة البرناسيه أو ما تعرف بمذهب الفن للفن الذي ظهر على يد الكونت دي ليل . نشر فيرلين اول قصائده عام 1863 في مجلة التقدم وهي مجله أسسها الشاعر لويس كزافييه دي ريغارد الذي كان فيرلين يتردد على بيته لزيارة صالونه الأدبي الذي إلتقى فيه بالعديد من نجوم الثقافه والأدب البارزين

تزوج فيرلين عام 1870 وعند اعلان الجمهوريه الفرنسيه الثالثه انضم الى الحرس الوطني وأصبح مديراً للمكتب الصحفي في كوميونة باريس , وأثناء أسابيع القتال الداميه في باريس كان يختبيء مختفياً عن الأنظار من أجل سلامته

عاد فيرلين الى باريس عام 1871 وفي نفس العام تعرف على الشاعر الفرنسي رامبو فتخلى عن زوجته وإبنه الرضيع ليتفرغ لعلاقته المثليه مع رامبو . سافرا معاً الى لندن عام 1872 ثم الى بروكسل عام 1873 وفي أجواء من إدمان الكحول والمخدرات والغيره أطلق فيرلين رصاصتين على رامبو فأصابته احدى الرصاصتين في ذراعه فحكم على فيرلين بالسجن سنتين بتهمة محاولة القتل , وخلال هذه الفتره إعتنق الكاثوليكيه التي أثرت على إنتاجه الأدبي وجعلته يكيل النقد الصارخ لرامبو

قصائده التي جمعت في مجموعة ( أغاني بلا كلمات ) كتبها بين عامي 1872 _ 1873 كانت مليئه بالحنين الى حياته مع زوجته ومن ناحية اخرى تضج بمشاعر فراقه عن رامبو

بعد إطلاق سراحه من السجن غادر الى لندن وعمل فيها معلماً للغات الفرنسيه واليونانيه واللاتينيه ومن لندن إنتقل الى بوسطن وهي ميناء صغير في لينكولنشاير على الساحل الشرقي من إنجلترا وخلال هذه الفتره نشر مجموعته الشعريه : حكمه

حين عاد الى فرنسا عام 1877 وأثناء تدريسه اللغة الإنكليزيه في احدى مدارسها وقع فيرلين في غرام أحد تلاميذه مما ألهمه لكتابة المزيد من الشعر , وكانت ضربة قاصمه لظهر فيرلين حين توفي تلميذه المعشوق بمرض التيفوس عام 1883

في سنواته الأخيره أدمن فيرلين الكحول والمخدرات وكان فقيرا ويعيش في حي معدم , ولهذا كان بعض من عشاق الأدب يساعدونه مادياً , ورغم هذا فقد تم انتخابه أميراً للشعراء الفرنسيين عام 1894 وعدت قصائده واحدة من مصادر الإلهام للكثير من الشعراء , تأثرت صحته كثيراً بإدمانه فتوفي في باريس عام 1896 وهو بعمر 51 سنه

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

DNA- حزب الله يَدَّعي على ديما صادق- 04/11/2015

DNA- حزب الله يَدَّعي على ديما صادق- 04/11/2015
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

لا يوجد راغب بشرائه و لا حتى للاستعمال كورقة تواليت

assfaqihبعد خمس أسابيع من الاحتلال الروسي القذر لسوريا ، و بعد ١٣٥٠ طلعة جوية و ٢٨٠٠ صاروخ على مواقع “الإرهابيين ” ، لم نجد القوات البرية المسنودة و المتمثّلة بالجيش العلوي و القوى الطائفية الاخرى عم تتقدّم و لو شبر واحد على الارض ..

هل الضربات الروسية الجوية غير كافية لأحداث الفرق ؟؟
أم هل القوات الارضيّة المشاركة غير مؤهلة للتقدّم ؟؟

اعتقد ان الأمور غير هذا و ذاك..
هناك من يريد افشال التحرك الروسي الأخير ، و اقتطاع اللقمة الأكبر من الكعكة السورية من دون اي كلفة تُذكر و من دون خسارة شيء على الارض من خمس سنوات الى اليوم..

بالنظر الى المشهد السوري و القوى الداعمة لنظام الاسد ، نجد على رقعة الشطرنج كل البيادق الإيرانية منتشرة محاصرة مهترئة منكسرة متلاشية ، مرمية من خمس سنوات على الارض السورية بمحاولة لافتعال الفرق و السيطرة على العاصمة العربية الرابعة ..
خسرت ايران كل رصيدها في المنطقة .. رمت نصرالله و حزبه الالهي على مقدمة الجبهة ، فخسر جيشه و سمعته و رصيده و هيبته .. فتحت الباب لميليشياتها الطائفية العراقية للذهاب الى سوريا ، فخسرت العراق قبل سوريا ، شلحت حوثيها في مواجهة عاصمة الحزم ، باعت ملفها النووي بأرخص الاثمان ، وضعت ثورتها الاسلامية على مهب الريح حتى لا تخسر معركتها في سوريا..

جاء الروسي من خلف أسوار الكرملين العالية ، و من دون إذن او رخصة مشاركة، سحب البساط من الإيراني في اللحظات الاخيرة من عمر ما تبقّى من سوريا ، واضعاً شروطه على ايران قبل غيرها ، فارضاً نفسه كابتن على فريق الفوتبول الأسدي ..

الإيراني بكل تأكيد غير سعيد على الإطلاق بالتدخل الروسي في اللحظات الاخيرة ، و سيعمل اي شيء لإفشاله ، و لا استبعد الوصول الى حد الصدام اذا لزم الأمر.. فإيران لم يعد لديها ما تبازر عليه المجتمع الدولي ، فالاسد ورقتها الاخيرة ، الى ان تدرك انّه ورقة محترقة لا يوجد راغب بشرائه ، و لا حتى للاستعمال كورقة تواليت..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

قصة لوحة الأميرة العارية

nakedtaxes‎History of the world
رسمت هذه اللوحة عام 1898 ، وهي تروي قصة الليدي جوديفا, زوجة الأمير الإنكليزي ليوفريك وكان حاكماً لولاية كوفنتري خلال العصور الوسطى ، طلبت هذه السيدة من زوجها أن يخفف الضرائب عن الشعب البائس لكنه رفض وبعد إلحاح شديد منها وافق على طلبها بشرط وضعه لتعجيزها وهو أن تسير في شوارع لندن عارية وكان يظن أنه يطلب منها المستحيل ، ولكنه فوجئ بوزيره يخبره إن زوجته تجوب شوارع لندن على ظهر الحصان عارية وأن الشوارع خالية بالمطلق حيث أن الشعب عندما علم بمدى تفاني السيدة لخدمة شعبها لزم المنازل وأغلق الشبابيك والستائر حفاظاً على ستر السيدة التي ضحت لأجله ، وتبدو الليدي چوديڤا في الرسمة خجلة تطاطئ رأسها خجلاً من الموقف وتركب الحصان باستحياء
#كن #أنسان#او مت وانت تحاول

مواضيع ذات صلة: قصة لوحة فتاة ترضع والدها

Posted in الأدب والفن | Leave a comment