شاهد حبيب قلبي ثلاث يمنيات وافضل اغنية باسرائيل

تائير وليرون وتاغيل، ثلاث شقيقات إسرائيليات من أصل يمني.. مزجن ثقافة الغناء اليمني بقصة عاطفية لتصبح الأكثر نجاحا في إسرائيل لاول مرة في تاريخها.. حبيب قلبي هي أغنية لفتاة تبكي لأن حبيبها تركها

taiirnirontaghilisrayemen

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

فكري أباظة : حياته من حكاياته (1)

fakriabazaهذه حقبة “بالوكالة”، بـ “الوكالة” بكل تجلياتها وصورها، الحرب بالوكالة والاحتلال بالوكالة واختزال الأوطان وتقسيمها بالوكالة وتحريف الهوية بالوكالة وسرقة خيارات الشعوب ومقدراتها بالوكالة وتثقيفها أيضًا بالوكالة، وإني، تماشيًا مع مزاج الحقبة سوف أوكل إلي الأستاذ “فكري أباظة” إعادة كتابة الكثير من الكلام، ولربما أجمع حكاياته فيما بعد في كتابٍ أضع عليه اسمي دون إنفاق أدني جهد أو خسائر، هو كتاب بالوكالة علي كل حال!

والأستاذ “فكري أباظة” مفردة بشرية كانت في زمانها عالمًا قائمًا بذاته، محام ذائع الصيت، وأحد خطباء ثورة 1919 ومؤلف نشيدها، وسياسي محنك، ولاعب بالنادي الأهلي لبعض الوقت ثم رئيسًا شرفيًا له بعد ذلك، وسيناريست أحياناً، ومؤلف موسيقي حيناً، وكاتب ساخر أعفيَ من الكتابة تعقيبًا علي مقال له لدغ به نظام “جمال عبد الناصر” بقرار من الأخير شخصيًا، وبرلماني جسور قال عنه “مصطفي أمين” :

– لقد كان حزب “فكري أباظة”، الحزب الوطني، لا يزيد عدد أعضاؤه في البرلمان عن ثلاثة أو أربعة، ومع ذلك إذا تكلم أحسست أن وراءه أغلبية، وشعرت أنه لا يتكلم بلسان النواب الأربعة، وإنما بلسان مصر كلها!

شخصية ثرية لعبت دورًا يلمع كالسكين في فصل من فصول “مصر” الجميلة، وحكاياته ترجمة ميسرة له بأصابعه هو من السهل أن يكتشف القارئ أنه لم يكذب خلالها كغيره من المعاقين روحيًا ولم ينسب لنفسه بطولات وهمية بهدف زخرفة شخصيته في أذهان المتلقين، بل جعل من نفسه في الكثير منها هدفاً حلالاً للسخرية، كما سرد رائحة مصر المدنية والروح العامة للمصريين في العقود الأولي من القرن الماضي ببساطة شديدة تليق بأحاديث الأطفال، وهي بساطة مقصودة بطبيعة الحال، يقول عن يوم مولده:

{كان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر، قرية صغيرة اسمها “كفر أبو شحاتة”، حيث تمت – بسلام – ولادة سيدة القرية ولكن بعد عناء عنيف بواسطة الداية “أم خضرة”، وحين التقطت الطفل الوليد من بطن أمه صاحت مستغيثة:

– يا لهوي! يا مصيبتي! الحقوني! الولد مش بني آدم! الولد عفريت!

كانت الداية “أم خضرة” معذورة، الشعر الكثيف يملأ وجه الطفل الوليد، حاجبان غزيران وعينان “مفعوصتان”، غابة في وجه. أو وجه في أدغال، أدغال ذات اليمين وذات اليسار، علي أن هذه كلها لم تكن المصيبة، ولكن المصيبة أن الطفل الوليد لا “ينونو” ولا يصرخ ولا يبكي!

واندلع الجزع والخوف في “الدوار”، وتوافدت من القري وفود المعزين لا المهنئين، “فاطمة أم خليل” تلدغ الطفل بدبوس أو بإبرة فلا يتوجع ولا يبكي، “سايمة أم درويش” تقرصه وتنشب في جسمه أظافرها الطويلة فلا يتوجع ولا يبكي، “فرحانة أم سلامة” تغرس في فخذه “سلاية” من جريد النخل ولا يتوجع ولا يبكي، يهرول الأطباء من “منيا القمح” و “الزقازيق” و “القاهرة” ويغرسون في جسمه “الحقن” فلا يتوجع ولا يبكي، وتصيح الداية “أم خضرة” قائلة:

– ألم أقل لكم، دا مش بني آدم، دا عفريت!!

وينمو الطفل ويترعرع ويكبر ويكبر وهو لا يعرف الوجيعة ولا البكاء من نهاية القرن التاسع عشر حتي سنة 1934، أب بعد 34 عامًا، حين وقع في حب مطربة ذات تاريخ وذات شهرة وذات جاذبية، وكان محاميًا ونائبًا، فبذل لها من دمه وشرايينه وإخلاصه وحبه، كل ما يملك من دم وشرايين وإخلاص وحب، فأنقذها من السجون والدمار المالي، وربح قضاياها ضد مليونير شاب.. ثم.. ثم كانت الفاجعة، بعد أن استنزفت كل خدماته واطمأنت علي حاضرها ومستقبلها هجرته..

هنا، هنا فقط. من نهاية القرن التاسع عشر إلي نهاية سنة 1934، بعد 34 عامًا، بكي الطفل لأول مرة، وذلك الطفل هو أنا، أنا “فكري أباظة” مؤلف أو مسجل هذه الحواديت}..

أرايت كيف استطاع أن يضحكك حيناً ويحزنك حيناً ويضعك في قلب القرية وثقافتها بكلمات شديدة البساطة؟

هو أيضًا سوف يضعك في قلب الدهشة من ذلك الطفل الذي ولد بينه وبين القرد شبه كبير حين يصير رجلاً أغضب الملك “فاروق الأول” أكثر من مرة، كما أصبح مرجعًا سياسيًا شديد الأهمية والوفرة قد اشتبك مع معظم صناع تاريخ مصر في عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي بعلاقات مثيرة تغلب علي معظمها الحميمية علي الرغم من اختلاف طرق النظر إلي الأمور!

ومثله مثل الكثير من المعاقين وذوي العاهات رأي أبوه أن يلحقه بالأزهر، عندما حكي ذلك الحدث التقط صورة مذهلة عن التحولات العقارية في مصر، وعن قيمة الجنيه المصري في ذلك الوقت، كما انتبه مبكرًا جدًا دون أن يقصد إلي ذلك التماهي بين مزاج الأزهر ومزاج الدولة العسكرية، يقول:

{كانت الأسرة تقيم في حي “شبرا” منذ 63 عامًا، في بيت صغير وسط 40 فداناً تملكها السيدة “هرتا” النمساوية، وكان رب الأسرة مستأجرًا لهذه الأربعين فداناً، فلما أرادت المالكة النمساوية “فرولاين هرتا” مغادرة مصر عرضت علي رب الأسرة المستأجر شراء الأربعين فداناً. فعرض أن يكون ثمن كل فدان 20 جنيه نابوليون، أي “بنتو”، أي ما يساوي 77 قرشًا للجنيه النابوليوني، وأصرت المالكة أن يكون 20 جنيها مصريًا، أي 100 قرش للجنيه، وأمام إصرار رب الأسرة علي الـ 77 قرشًا للجنيه باعت السيدة النمساوية الأطيان لآخر!

يا لسوء الحظ، أصبحت هذه الأطيان حي “شيكولاني” وما يجاوره وسعر المتر الواحد لا يقل عن 20 جنيهًا!!!

وهكذا كان الحظ السئ والحظوظ حظوظ..

كان رب الأسرة له – إذ ذاك – أولاد ثلاثة ذكور، أما نمرة 1 فألحق بمدرسة “النحاسين” الابتدائية، والثاني كذلك، أما الثالث فقد أصر الوالد علي أن يلتحق بالأزهر مثل والده، وكفاية الولد نمرة 1 والولد نمرة 2 بالمدارس المدنية!

والولد نمرة 3 كان علي صغر سنه – الرابعة – قبيح الوجه، شاذاً، شقيًا، حتي أن مالكة الأطيان السيدة “هرتا” كانت تقدم الهدايا لأخويه الكبيرين من الشيكولاتة والملبن والملبِّس، أما هو فكانت تقول:

– لا، لا، دي وِحِشْ! دي عفريت!!

ولم يكن هذا هو “التفريق الوجهي” الأوحد. ولا الاضطهاد الأوحد، بل كانت المعاملة المنزلية متباينة، فيه “تفريق عنصري” كما هو الحال تقريبًا في “جنوب أفريقيا” و “روديسيا” و “الولايات المتحدة” بالرغم من أنه لم يكن زنجيًا!!

وألبسوا الولد المضطهد نمرة 3 “كاكولا” وعمامة صغيرة و “مركوبًا” صغيرًا، وألحقه والده بكتاب من كتاتيب الأزهر اسمه “خان جعفر”، علي الأقدام يسير الولد الصغير ذو العمامة و “الكاكولا” مع والده كيلو مترات، علي الأقدام حتي “محطة العاصمة” ثم يأخذون عربة “سوارس تجرها خيول ثلاثة أو أكثر حتي “حي الأزهر”!

كان فطور الولد في الصباح “فول وطعمية”، والغداء “فول وطعمية وطرشي”، والجلوس طول النهار علي “البلاط” في جو خانق..

وأخذ أقاربه “المطربشون” من أولاد عمومته “ينكِّتون” عليه، ويهتفون “فضيلة الشيخ أهوه”، “الأستاذ أهوه”، ويتقاذفون عمامته الصغيرة ويركلونها بأرجلهم، ويجذبونه من قفطانه و”كاكولته” إلي أن أحس الاضطهاد خارج المنزل كما أحسه داخل المنزل، وأحس “مركب النقص”، وتكونت فيه عقدة نفسية فهرب إلي القرية واستنجد بوالدته بعد مرض عنيف من “الفول المدمس والطعمية” اليومية والبلاط، فتقرر الإفراج عنه وإخراجه من الأزهر وإلحاقه بالمدارس المدنية كأخويه، ويا ليته ظل “أزهريًا”!

كان ذلك الولد نمرة 3 هو صاحب الفضيلة الشيخ “فكري أباظة”!}

وإلي لقاء قريب مع الشيخ “فكري” في “مدرسة السعيدية”!

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

أنفك منك وأن كان اجدع

nosmanبالثورة و في المعارضة هنالك انتهازيون و متسلقون و لصوص و امراء حرب و تجار ازمات هنالك من يسعى وراء الاضواء و هنالك من يسعى وراء الشهره ليحجز لنفسه كرسي و امتيازات و هنالك من يرى بالثورة بقرة حلوب يحاول جاهدا من خلال الزمن المتاح له ان يحلبها قدر المستطاع
اغلب تلك الشخصيات مكشوفة و اغلبها سقط او في طريقه للسقوط ولكن هل ينفع التشهير بهم او تعريتهم ؟؟؟
طبعا الثورة السورية ليست استثناء فالحرب اللبنانية صنعت رجال مال وامراء حرب و سماسره للموت و الحرب بالعراق ايضا فعلت الشيء نفسه ونحن امام معضله حقيقة هل نعري هؤلاء ونخلع عنهم ورقه التوت فنفقد جزء كبير من الحاضنة الشعبية للثورة بحكم ايمانها خطئا ان المعارضه هي البديل عن النظام فاذا ما شاهدت البديل على هذا النحو من الفساد كفرت بالثورة وانفضت عنها
ام نكوي جراحنا بالصمت و نؤجل الحساب الى ما بعد سقوط النظام على الرغم من خطورة الموقف لان بقاء تلك الشخصيات بيننا اشبه بمكروبات تنهش بالجسم السليم
يبقى السؤال : هل نفضحهم ام نتستر عليهم فنحن لسنا بحاجة لتشويه اكثر مما نحن عليه ؟؟؟؟

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

فيصل القاسم يستضيف رئيس ميمري الاسرائيلية ويدافع عن مصالح الشعب السوري بطريقة رائعة

فيصل القاسم يستضيف نائب رئيس ميمري الاسرائيلية ويدافع عن مصالح الشعب السوري بطريقة رائعة
MEMRI Vice President Alberto Fernandez: We Need an Alternative to ISIS and the Al-Assad Regime
faisal

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

هوامش للغتنا المعاصرة

بروفسور: سليمان جبرانsolimanjoubran
ديوان، مجموعة !-
في الماضي كانت قصائد الشاعر تجمع كلّها في كتاب واحد، مهما كان عددها، ونسمّيه ديوانا. الديوان وجمعها دواوين، كلمة فارسيّة الأصل، مثل مصطلحات حضاريّة كثيرة في العربيّة، وتعني في دلالتها العامّة، المكان الذي تنظر فيه أمور الدولة وقضايا الحكم. وبلغتنا العربيّة في العصور الكلاسيكيّة هو الوزارة أو المكتب. ديوان الخراج مثلا. ومنها في ظنّي اشتقّت العربيّة الفعل دوّن، بمعنى كتب في الديوان، والخطّ الديواني الذي يبدو أنّهم استعملوه أوّل الأمر في الوثائق الرسميّة.
إلا أنّ المصطلح المذكور اكتسب في العربيّة دلالة جديدة أيضا، بمعنى الكتاب الذي يضمّ قصائد الشاعر. ديوان المتنبي، ديوان أحمد شوقي، مثلا. حتى إذا ضمّ أكثر من جزء. مثل ديوان شوقي.
إلا أنّ الشاعر في عصرنا هذا ينشر أكثر من كتاب، يضمّ كلّ منها قصائد جديدة، لها اسم جديد، وتختلف غالبا عن قصائده السابقة، رؤية وأسلوبا. محمود درويش مثلا أصدر أكثر من كتاب في الشعر، لكلّ منها اسمه الخاصّ طبعا، ويختلف غالبا عمّا سبقه من كتب شعره. بعد ذلك عمدت “دار العودة” في بيروت إلى نشر إصدارات درويش الشعريّة، في “ديوان محمود درويش”، ويضمّ الجزء الأوّل منه 9 مجموعات والثاني ستّا. وبعد وفاة الشاعر عمدت دور نشر أخرى طبعا إلى إصدار شعر درويش في كتاب واحد، من أجزاء عديدة طبعا. هنا نشأت الضرورة في التمييز بين مجموعة من الشعر، وديوان يضمّ المجموعات كلّها!
باختصار: يجب التمييز بين مجموعة : تضمّ قصائد للشاعر من فترة معيّنة وذات اسم واحد، وديوان: يضمّ عدّة مجموعات للشاعر، لكلّ منها اسمها الخاصّ بها، ويتألّف من جزء أو أكثر.

– عضو/عضوة، رئيس/ رئيسة، نائب/ نائبة، بروفسور/بروفسورة، دكتور/دكتورة
الألفاظ الثلاثة الأولى ألفاظ عربيّة قديمة، لكنّها في لغتنا المعاصرة اكتسبت دلالة جديدة، فهل يقتضينا الحال إضافة التاء المربوطة إذا دلّت على المؤنّث، أم إبقاءها “جامدة” دونما تغيير في المذكّر والمؤنّث؟ إذا كان الرجل عضوا في البرلمان فالمرأة عضوة، وقد تُنتخب رئيسة له، ما المانع؟
والنائبة، ما العيب فيها فلا نؤنّثها؟ لأنّ النائبة في لغتنا القديمة تعني المصيبة؟! أهي الكلمة الوحيدة في العربيّة التي تحمل معنيين؟ لا ننسّ أنّ النائبة بمعنى المصيبة، اسم الفاعل من ناب، ليست المعنى الأوّل لهذا اللفظ أيضا. النازلة أيضا تعني المصيبة في اللغة القديمة، فهل ننفي عنها معناها الأصلي، عكس الصاعدة، بسبب هذا المعنى الطارئ أيضا ؟ الرجل نائب للمدير، أو في البرلمان، والمرأة نائبة، ما عيبها؟
والدكتور والبروفسور: طالما دخلا لغتنا المعاصرة، فلماذا لا نضيف تاء التأنيث إليهما، كما في تعاملنا مع اسم الفاعل؟ اللغة الإنجليزيّة لا تفرّق بين المذكّر والمؤنّث في هذا المجال، أمّا لغتنا العربيّة فتفرّق، وتميّز حتى!
لنقل إذن: عضو / عضوة، رئيس / رئيسة، نائب / نائبة، بروفسور / بروفسورة،
دكتور / دكتورة، سكرتير / سكرتيرة… وأنا أتحمّل جريرتها كلّها راضيا !

(-) أسماء أطفالنا، كيف نختارها؟
في مرّة سابقة عرضنا لكتابة أسمائنا (على هامش التجديد والتقييد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص. 132 – 134)، واليوم نواصل “تطفّلنا” فنتناول طريقة اختيار هذه الأسماء أيضا. الاسم ملكيّة فرديّة طبعا، ولحامله الحقّ كلّه في اختاره. حتّى اسم العائلة يمكن المرء تغييره، فلا يحمل “فرادته” العمر كلّه، كما نجد لدى كثيرين حولنا في مجتمعنا.
إطلاق الاسم على المولود يقوم به الوالدان عادة، مع الولادة أو بعدها بقليل. لا يستشار المولود في الاسم الذي سيحمله هو طول حياته. لو توخّينا الإنصاف لجعلنا المولود يختار هو، بعد سنين، اسمه الذي يريد. الغريب أنّ بعضنا يحمل اسمه، مكرها، حياته كلّها، ولا يغيّره “حفاظا على الموروث” !
النظر العميق في الأسماء، كثيرا ما يشي بالفترة التي وُلد فيها حاملوها. طبعا حين يكون الاسم اختياريّا، غير جاهز سلفا. لاحظوا كم من الرجال حولنا، مواليد الخمسينات حتى السبعينات، يحملون اسم جمال أو خالد. حبّا في جمال عبد الناصر، أبو خالد، وإكبارا لدوره في تاريخ العرب الحديث.
هناك أيضا من يختارون لأبنائهم الأسماء الأجنبيّة. هنا أيضا يمكن إيجاد التفسيرات لشيوع هذه الظاهرة في فترة معيّنة بالذات. المسألة طبعا من صلاحيّات الوالدين فحسب، وإن كنّا لا تعجبنا نحن. مع ذلك لنا رجاء صغير: إذا رغبتم في اختيار اسم أجنبي للمولود/ة، فليكن اسما يقدر عليه اللسان دونما إرهاق !
أمّا إذا رغبنا في اختيار اسم عربي، فليكن خفيفا على اللسان أيضا، لا يحمل دلالة سلبيّة لم يقصدها الوالدان. لا نسمّي الصبيّ “ناهد”، مثلا، ومعناها الغالب: “المرأة التي نهد ثديها”، ولا نسمّيه “بسيم”، تجنّبا لاسم باسم الشائع، لأنّ الصفة المذكورة لا تدلّ على ثبات، في أسلوب النحاة. باختصار: إذا رغبنا في اسم عربي فليكن سهل اللفظ ما أمكن، حسن المعنى طبعا، فلا نقع في الخطأ، رغبة في الإغراب !

(-) يوم الميلاد، عيد ميلاد !
هذا الخطأ، في رأينا، بتأثير لغتنا المحكيّة أيضا. كلّ طفل يحتفل في المدرسة بيوم ميلاده لكنّه يسمّيه، هو ومعلّمته وأهله، عيد الميلاد، حتّى غدا صعبا اليوم تغيير ذلك. على كلّ حال، علينا الصياح الذي نقدر عليه، لكنّنا لا نضمن طلوع النهار.
لا فرق لغويّا بين الميلاد والمولد. فالمولد موضع الولادة أو وقتها، والميلاد وقت الولادة. بل إنّ المولد، بكسر اللام تصلح لأن تكون مصدرا ميميّا أيضا، بمعنى الولادة.
إلا أنّ التقاليد اللغويّة المعاصرة جعلت يوم ولادة السيّد المسيح “عيد الميلاد” لدى المسيحيّين، ويوم ولادة الواحد منّا يوم ميلاده. ألم يكتب الشاعر كامل الشنّاوي:
عدتَ يا يومَ مولدي / عدت يا أيّها الشقي
على فطنة: نقول “عيد الميلاد” لدى المسيحيّين، و” وعيد المولد ” لدى المسلمين. تقاليد لغويّة درجنا عليها في العربيّة، بحيث يبدو الخروج عنها خطأ !

– أهي شترودل / שטרודל أم أَتْ (@)؟
هذا البند أيضا أكتبه اضطرارا. فالمعذرة. في كلّ مرّة أعطي فيها عنواني الإلكتروني، أو يُملي عليّ عنوانه صديق، تفجؤني شترودل هذه، فأجدني مضطرّا إلى رفضها وتبرير موقفي أيضا. شترودل هذه هي كلمة ألمانيّة / إيدش، تعني “خبيزة مصنوعة من عجينة رقيقة مدهونة بالفاكهة أو الجبنة أو اللحمة وغيرها بعد لفّها على ذلك”. وعلى الألسنة في العبريّة سمّوا بها “أت” (@) الإنجليزيّة في العنوان الإلكتروني.
في العبريّة اشتقّوا لهذه الكعكة اسما من الفعل كراخ / כרך، بمعنى جلّد، أو لفّ، أو ضمّن، فسمّوها هي والعلامة في العنوان الإلكتروني تبعا لذلك، كروخيت / כרוכית. إلا أنّ أحدا لم يلتفت إلى استحداثهم هذا، فظلّت شترودل الألمانيّة على الألسنة والأقلام غالبا. في الدلالة على الكعكة المذكورة، وعلى العلامة تلك في العنوان الإلكتروني أيضا !
الغريب أنّ معظم العرب عندنا هنا يستخدمون شترودل هذه، جاهلين أنّها لا يمكن فهمها خارج حدود البلاد. @ هذه في العنوان الإلكتروني هي اختصار الكلمة الإنجليزيّة “أتْ” ، بمعنى في، فلنقرأها أتْ، ليفهمنا جميع الناس، في كلّ مكان. فإذا لم يفهمها بعضهم هنا فالذنب ذنبهم هم طبعا !

/ פנסיה – تقاعد ؟ pension –
ألفاظ ومصطلحات كثيرة دخلت العربية الحديثة من باب “غير شرعي”. في حالات كثيرة لم تقم المجامع اللغوية بواجبها في استحداث المصطلحات الحديثة الدقيقة، فاستعارت الحياة والصحافة ما شاع على الألسنة، دونما تدقيق أو تمحيص. في مصر مثلا، يقولون ويكتبون “أحيل على المعاش” لمن يعتزل العمل المنتظم. وفي قاموس “الوسيط” المصري أيضا: “المعاش هو المرتب الذي يتقاضاه من قضى مدّة معيّنة في خدمة الحكومة بعد انقطاعه عن العمل. (مج)”. لكنّ المعاش عندنا مثلا هو ما يتقاضاه الأجير في آخر الشهر. هو الراتب أو المرتب في دول أخرى. هذه الفوضى مردّها إلى ما يشيع على الألسنة وفي الصحف في كلّ دولة عربيّة، ثمّ ينتقل إلى اللغة المكتوبة في ذلك البلد.
لكنّي أردت هنا الاعتراض على “التقاعد” بالذات. فهل يقعد من قضى سنوات العمل الرسميّة في البيت على كرسيّه أو قفاه ؟ في العبريّة استعاروا اللفظ الأجنبي פנסיה واستراحوا. في لغتنا، على كلّ حال، لفظ يصلح لهذه الدلالة. اعتزل تعني في اللغة الكلاسيكيّة بعد وتنحّى. والمعتزلة فرقة دينيّة معروفة، سمّيت بهذا الاسم لأنّ واصل بن عطاء اعتزل بأتباعه عن الحسن البصري وحلقته. فلماذا لا نستعير ذلك لمن يخرج من عمله، فنقول اعتزل العمل، بمعنى “تقاعد”، ونشتق منها كلّ الألفاظ الأخرى في هذا الحقل الدلالي؟
بذلة أم بدلة ؟
البدلة لباس يتألّف من جاكيت وبنطلون، وصدريّة أحيانا، مصنوع من القماش نفسه لونا ونوعا. في اللغة الحديثة، في الصحف والقصص، كثيرا ما نجد هذا المصطلح بالدال مرّة وبالذال أخرى. حتى في بعض القواميس، فير وشاروني مثلا، نجده على الوجهين أيضا. هكذا وجداها في النصوص الحديثة.
“الوسيط” يوردها بالذال فقط ويفسّرها: “البذلة من الثياب ما يلبس في المهنة والعمل ولا يصان” . وهذه طبعا لا توافق ما نريده نحن هنا.
أما “المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة” فيوردها بالدال فقط ويفسّرها: “ثوب رجّالي يتألّف من سترة وشروال، وله صدريّة أحيانا، جميعها متناسقة ومن قماش واحد”. فإذا استبدلنا الشروال، لباس آبائنا التقليدي، بالبنطلون يكون المنجد قصد بالبدلة ما قصدنا.
ثمّ إنّ الأصل قد يساعدنا في ترجيح بدلة بالذات: بدل، مثل استبدل، تعني أخذ شيئا بدل آخر، وهذا ما نفعله حين نبدل لباسا بآخر. ولعلّ العبريّة سمّتها חליפה وفق المنطق ذاته، أو أخذتها عن العربيّة. أمّا بذل فتعني قدّم وضحّى، كأن يبذل جهده أو مسعاه، وهذه يصعب تطوّر دلالتها إلى ما نريد.
أضيف أخيرا أننا في قريتنا نسمّيها بدلة بالدال أيضا، ونحن نميّز في محكيّتنا بين الدال والذال في اللفظ. سبب ذاتي أخير لانحيازي إلى البدلة !

מיחזור: تدوير أم مدورة ؟/ recycling-
قبل سنوات عديدة تناولنا هذا المصطلح الحضاري الجديد، وقضينا وقتا غير قصير في تناوله، ومحاولة إيجاد بديل عربي له. واضح أنّ هذا المصطلح حديث، لم يعرفوه في العصور الوسطى ولا حلموا به. حتّى الورق كان ابتكارا عظيما ذات يوم. أمّا اليوم فقد غدا الورق مادّة مبتذلة، لا نكاد نلتفت إلى قيمتها وفضلها. لذا فنحن اليوم لا نكتفي باستخدامه فقط، بل نجدّد ما استهلكناه منه، كأنّما هو ورق جديد. وعمليّة التجديد هذه لا تقتصر على الورق فحسب، بل طالت الإلكترونيكا والزبالة والخشب وغيرها من الموادّ أيضا. وتلك عمليّة عظيمة الشأن، اقتصاديّا وبيئيّا.
في “اللجنة العليا لشئون اللغة العربيّة”، اقترح أحد الأعضاء “تدوير” بديلا للمصطلح المذكور. كان الاعتراض على ذلك أنّ للفظ أوّلا دلالات أخرى سابقة في اللغة. ثمّ إنّ التدوير لا تعني عمليّة مكرّرة، كما هي فعلا، وكما انعكست في بادئة اللفظ الإنجليزي.
أخيرا تمّ الاتّفاق على تبنّي مصطلح “مدورة”، وفعله مدور. في هذا المصطلح تأثّر بما استحدثوا في العبريّة طبعا، وذلك لا يضيره في رأينا. لكنّنا نلحظ أنّ كثيرين يواصلون استخدام تدوير رغم عدم الدقّة فيها كما قدّمنا. أرأيتم كم العربيّة في حاجة إلى مؤسّسة رسميّة معترف بها في البلاد العربيّة كلّها، لوضع المصطلحات الحديثة لمستجدّات كثيرة ضروريّة في لغتنا الحديثة ؟!

/ משיחי – مسيحاني : ما عيبها ؟!messianic –
كنّا في أمسية تردّد فيها المصطلح أعلاه غير مرّة. اعترض رفيقي الجالس بقربي: لماذا لا يقولون مسيحي كما هي في العبريّة أيضا ؟
إلى الصديق المذكور أقول إنّ المسيحي شيء، والمسيحاني شيء آخر، وهو استحداث موفّق، في رأينا.
في العبريّة استخدموا المصطلح משיחי لأنّهم لا يؤمنون بيسوع المسيح كالنصارى. إنّهم ما زالوا ينتظرون المسيح المخلّص أيضا. بل إنّ تاريخ اليهود حافل بالمسيحيين الكذبة، من ادّعوا أنّهم المسيح زورا وبهتانا. أمّا العرب، من مسلمين ومسيحيّين، فيؤمنون أنّ المسيح، أو عيسى، نزل إلى هذه الأرض فعلا، سواء صُلب أو لم يصلب. من هنا نشأت الحاجة في المصطلح الجديد، مسيحاني والمصدر مسيحانيّة، لتمييزهما عن المسيحي والمسيحيّة !
سليمان جبران- ناقد وباحث لغوي، له العديد من المؤلفات، رئيس سابق لكرسي اللغة العربية في جامعة تل ابيب- متقاعد.
jubrans3@gmail.com

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

تلك هي الثقافة التي تربت عليها أمّك والتي جاءت منها!

sultanagrandfilleاليوم احتفلت جازي بعيد ميلادها السابع….
أعادني الإحتفال بضع سنوات إلى الوراء..
عندما كانت ابنتي أنجيلا بعمرها، سألتني:
ـ ماما، متى يصادف عيد ميلاد أمك؟
ـ أمي أنا؟
ـ نعم!
ـ لا أعرف!
ـ لا…لا بجد!
ـ أقسم لك لا أعرف!
وتسأل أنجيلا بغضب: ـ ماذا تعنين بـ لا أعرف!
ـ أعني لا أعرف!
وظلت أنجيلا تحت الصدمة ساعات…أيام….سنوات…
ولم تزل!
…..
لما كبرت فهمت القصة، لكنها مازالت تحت الصدمة لأنه بغض النظر إن كنا نحتفل أو لا نحتفل لا تستطيع
أن تستوعب أنني لا أعرف تاريخ ميلاد أمي!
اعتبرت أنجيلا ـ ومازالت تعتبر ـ الأمر جريمة بحق جدتها!
جريمة أن لا تعرف البنت التاريخ الذي ولدت فيه أمها!
….
ليس للبنات يا أنجيلا أعياد ميلاد..
لا أحد يعرف متى تولد البنت ولا أحد يهتم عندما تموت…
تلك هي الثقافة التي تربت عليها أمّك والتي جاءت منها!
سألتُ جدتي مرّة: في أي يوم ولدت أمي؟
فردت: قبل ما تدخل فرنسا سوريا بعدة سنوات!
والشاطر يعرف!
…..
عيد ميلاد جازي صادف يوم الخميس، ولكن حتى تاريخ غدا الأحد ستظل الإحتفالات عامرة….
الخميس احتفلت مع أبناء صفها، قبل لحظة الإنصراف بـ ١٥ دقيقة…
زودت فرح صف ابنتها جازي بالآيس الكريم والكيك…
سألها أحد الأطفال: مدام أنا نباتي، هل يحوي الآيس كريم لحوم؟
حبست فرح ضحكتها، وقالت: لا حبيبي، استمتع به!
……
الجمعة احتفلت جازي مع والديها وأخيها بنجي في أحد المطاعم الذي
كان من خيارها..
اليوم السبت كانت جازي ملكة ديزني لاند مع بعض الأصدقاء وأفراد العائلة…
وغدا سيكون بيت التاتا عامرا لنختم الإحتفال…
*******************
كان الله في عون التاتا…
وكل عام وجازي بخير!

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

سوريا- مصر و مقومات ادارة التوازن الاقليمي الصعب

lamaalatasi2من غير المنطقي ان تسقط طائرة في السماء المصرية و هي ليس بها اي خلل تقني و الطائرة الروسية لم يكن بها خلل تقني و لذا لا يمكن عدم الاشارة الى علاقة هذا الحادث بما يجري في المنطقة ..
ليس بوسع مصر الان الحيادية ومسك الحبل من كل الاطراف و هذا لاسباب تاريخية و جغرافية تعد مرتبطة بمصر و هذا كذلك لان مصر ليست سوريا… فسوريا لاسباب تاريخية وجغرافية و سكانية و مصيرية فيما يخصها ملزمة بالحيادية التامة اقليميا و اما الصراعات الاكبر اي الدولية فليس لها ان تتدخل سوريا بها لان توازنها الداخلي لا يسمح لها بهذا، فان انتصرت قوى ما على الاخرى في الصراع على سوريا سيكون هذا قرار ليس سوري بل مصدره تصارع تلك القوى العظمى فيما بينها. طبعا لا نتحدث عن سوريا الان، لانها حاليا خرجت عن مسارها الآمن بل نتحدث عن سوريا التي كانت قبل استلام الاسد الابن السلطة .. سوريا التي لم تنحاز لقوة اقليمية على حساب الاخرى و ان تم هذا فيكون حينذاك ليس بقرارها اي هناك فكرة “لا مسؤلية تامة” تامة لسوريا مبرئة لها و معلومة للاطراف المتنازعة في هذا الشرق المتضطرب ..
سوريا فقط بين كل دول المنطقة تملك امكانيات و مقومات هذا التوازن الصعب ، هذا التوازن الذكي هو اختصاص سوريا التاريخي و لكنه ليس دور مصر التي لها دور اخر.. ليس دورها مصر احداث السلام و ان كان رئيسها السيسي… على سبيل المثال من غير الممكن ان تمول السعودية مصر و تتركها طليقة حرة التصرف و حرة الرؤية فيما يخص حل الازمة السورية و اختيارات البديل .. كما لا يمكن ان تتخلى السعودية عن مصر و كذلك حاليا لا تملك مصر ترف التدخل بازمات الأخرين.. تماما كما لا يمكن لحسن نصر الله او لحماس قبول المال الايراني و التزام خط محايد و حر برؤية الحل السوري .. من هنا محور القاهرة السوري ولد ميت لان القاهرة ليست مؤهلة لا تاريخيا و لا جغرافيا لهذا.
و اما عن العروبة فنحن نعيش مرحلة حديثة اخذت فيها العروبة ابعاد جديدة و اختلفت تماما عما كانت عليه في الخمسينات و الستينات، لا يمكن العودة للوراء و السيسي ليس بعبد الناصر و مرحلتنا لا يمكن ان تعالجها تصريحات جهورية رنانة و اغاني وطنية تروي عاطفية الانتماء لدى الشعوب الجديدة التكون، كما كان الحال.
ان مصر غير قادرة على اعطاء سوريا استقرار لان لا أحد باستطاعته أن يعطي ما لا يملك . القرار المصري مرهون فكيف يعالج امراض سوريا ؟ الاخوان بقيادة مرسي ذهبوا لمجاري المياه القطرية التركية و ذابوا فيها للنخاع و تلاهم السيسي و غير فقط المجرى القطري بمياه السعودية معاديا المحور الاخواني ، انه حاليا لا يملك امكانيات اقناع السعودية بالا تتخذ اي قرار مصري بدلا عنه، فهو لا يختلف عن مرسي هنا بشيء، حيث انه يرى بان مصر بدون التمويل لا تستحمل ازماتها و قد تنفجر، من هنا كانت ضرورة الحضن السعودي و دعم السعودية الاقتصادي باي ثمن. هل كان امام السيسي خيار اخر ؟ حتما روسيا لم تراهن يوما على مصر كحليف رئيسي بل كحليف جزئي فقط .
بالتالي الاختيار الصعب ما بين موسكو و الرياض انفرض على السيسي و اختار السيسي الحضن العربي و المال العربي ، في الواقع هو لم يختار بل فرض عليه اختياره لان روسيا لا تملك امكانيات خوض حرب نفوذ على مصر و تاريخيا لم تبحث عن هذا الدور هناك و لا حتى في مرحلة عبد الناصر و تمثيلية دول عدم الانحياز.
لم تتمكن روسيا من الحضور في اي دولة اقليمية اخرى كما كانت و ما تزال قي سوريا ، بالتالي سوريا اكثر اساسية من مصر بالنسبة لروسيا و روسيا لن تتستثمر في صراع ليس اولوي و حيوي بالنسبة لها الان، و هذا لا علاقة له بمشيئة السيسي بل بمشيئة استراتيجية روسية.
السعودية تحاول التوسع بمصر في حربها مع ايران و لكن بمصر الضعيفة لن تتوسع، بمصر المجردة من دورها الاساسي اي طور الحاضن للدول العربي لن تتمكن ، حيث ان على الحاضن و الكبير ان يكون فوق الخلافات و مصر ليست فوق الخلافات العربية ، كيف و عي تحت هيمنة السعودية ..
السعودية اخذت هذا الدور القيادي للعروبة منذ مدة و هي مؤهلة له حيث من يملك الاقتصاد يملك القرار و لاحظناه في فرضها لاتفاقيات الطائف في لبنان و كذلك تقاسمات العراق و غيره. بهذه الطريقة المباشرة الواضحة تقرر السعودية التدخل بحرية بكل شؤن العالم العربي و حتما هذا التدخل يبرره الصراع السعودي الايراني، اذ ان المسألة فيما يخص المملكة مسالة حيوية كما هو الحال بالنسبة لروسيا .. “احارب ادافع ام انتهي و انهزم”،دون المواجهة و التصدي لايران ستكون بخطر.
لكن السعودية لحد الأن لم لم تقويها شراء القرارات المصرية بل مصر كاليمن معيقين جديا لرفع مستوى نفوذها، لقد كبدت مصر النفوذ السعودي و لم تعززه كما كانت تتوقع السعودية ، و هذا تماما كما كبدت اتفاقيات الطائف في لبنان النفوذ السعودي في لبنان و لم تعززه ، لربما لان اسلوب تحرك السعودية بالملفات الاقليمية اسلوب مباشر جدا و لا ياخذ بعين الاعتبار كل الجوانب و الخصوصيات و بالتالي هو احادي الرؤية..
مصر اليوم في ورطة و ستحتاج لمعجزة للخروج من ازمتها فلا سياسة بدون اقتصادئ، ستحتاج اكثر للمال السعودي و لكن كل ينابيع النفط و المال لن تحل النفق الذي دخلت به… فيا ترى كيف للسعودية الخروج من هذا المأزق دون تغيير عميق في اسلوبها لادارة البقاء و النفوذ؟

عندما كان يقول البعض ان سوريا كانت من اقل الدول قروض لا بد ان نفهم لماذا و ماذا يعني هذا؟
هنا طبعا الكلام عن السيادة الوطنية هو مجرد نفاق اعلامي كبير اذ ان الدول الصغيرة المتواجدة في هذا الشرق اللامتوازن و المتصارع لا تملك سيادة، بل مصيرها الانصياع و ادارة التوازنات الداخلية و الخارجية بدقة. احد اخطاء الاسد الابن قبل الدخول بالصراع المسلح مع الشارع هو سوء ادارة التوازن الداخلي و الخارجي و كان والده بشكل مختلف جدا يدير جيدا التوازن الخارجي على حساب التوازن الداخلي و ثائب كذلك ان مرحلة والده فيما يخص دول العالم الثالث كانت تتقبل ما لا تتقبله المرحلة اليوم من عنف و ظلم و استبداد..
ان الذي فهمه حافظ اسد هو ان مسالة بقاء سوريا كدولة قوية متعلق بربط الخيوط دون الانصياع التام لاي من الدول القوية الاقليمية، بالتالي هو تعاقد مع ايران و لكن لم يسلمها رقبته كما فعل ابنه و تعاقد في ذات الوقت مع السعودية بود شديد دون انصياع لها مما كان ايجابيا لهدوء الشرق و توازنه اذ كان دور سوريا هنا حمامة السلام بين المحورين و تخفيف حدة الصراع فيما بينهم. من جهة اخرى لم يغضب حافظ الأسد سرائيل و خدم تركيا و قدم “الهدايا اللامجانية” للجميع مقابل شراء دور محوري اقليمي لسوريا، من هنا كان لا بد له ان يكون قليل المطالبة ماديا بمساعدات و قروض و لا مجال للمقارنة هنا بدرجة قروض لبنان و مصر و الاردن ، سوريا كانت من اقل الدول قروضا لان دور سوريا الجيوسياسي يقتضي هذا.
طبعا علينا الان ان نعي ان خلل التوازن الداخلي الذي احدثته سوء الادارة للبلاد على مدى عشرين عام من قبل بشار الاسد و ادارته تزامن مع خلل بادارة السياسة الخارجية لسوريا كذلك ، مما ادى الى ان يقف المواطن السوري عاري فقير مخدر و منهك في موقف يجرده من وطنيته اينما وقف ففي كل المواقف و في كل الاصطفافات الاقليمية حاليا للمعارضة و للنظام انحياز للاسوريا و تجرد منها. و لكن لا عتب على مواطن مجرد من كل شي حتى من اوراقه الثبوتية و لا عتب عليه ان اصبحت سوريته ثانوية امام بقائه حيا.
لمى الأتاسي

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بطاطا مهروسه بالسمك من آيسلندا Plokkfiskur

potatofishالمقادير
كيلو وربع سمك مسلوق
نصف كيلو بطاطا مسلوقه
بصله
كوب كبير حليب
ثلاث ملاعق زبد
ثلاث ملاعق طحين
ملح وفلفل
عيدان كراث مفرومه ناعم للتزيين

العمل
ننظف السمك من الجلد والعظم ونفتته . نقشر البطاطا ونقطعها الى مكعبات . نفرم البصل ناعم . نسخن الحليب بهدوء الى درجة الغليان . نقلي البصله في الزبد حتى تذبل ودون أن يسمر لونها . نرش البصل بالطحين ونحرك بالملعقه ثم نصب الحليب فوق البصل والطحين . نضيف السمك المفتت الذي أعددناه الى خليط الحليب مع الملح والفلفل . نضيف مكعبات البطاطا ونحرك على نار هادئه الى أن ينشف المزيج . نقسم الطبخه التي أعددناها في أربعة أطباق للتقديم . نرش قليل من الكراث المقطع على الوجه للتزيين ونقدم … شهيه طيبه

Posted in طبق اليوم \د. ميسون البياتي | Leave a comment

الشاعره الإسبانيه جوزفينا بلا

josephinapla

د. ميسون البياتي

ولدت جوزفينا بلا عام 1903 وتوفيت عام 1999 وهي شاعره اسبانيه وكاتبة مسرحيات وناقده فنيه ورسامه وصحفيه , ولدت في جزر الكناري المغربيه الخاضعه الى الحكم الإسباني وتوفيت في برغواي حيث تعيش

تلقت جوزفينا بلا العديد من الجوائز في حياتها تقييما لإنتاجها الأدبي , ودفاعها عن حقوق الإنسان , ومناداتها للمساواة بين الجنسين

عاشت جوزفينا بلا طفولتها في جزر الكناري وتنقلت مع عائلتها داخل مدن اسبانيا , عام 1924 تعرفت على الرسام ( أندريس كومبوس سريفييرا ) من برغواي ونشأت بنهما علاقة عاطفيه تكللت بالزواج بعد سنتين

عام 1925 سافرت بصحبة زوجها الى برغواي وفي نفس العام بدأت النشر في مجلة ( سبيكر ) وهي مجله ناطقه بإسم أدباء برغواي من جيل ما بعد الحداثه , وحتى عام 1938 لم تزر اسبانيا سوى مرتين بصحبة زوجها

توفي زوجها عام 1937 فعاشت منذ ذلك التاريخ في كنف ابن شقيق زوجها ويدعى ( هيرب كومبوس سريفييرا ) وأصبحت عضوه في الأكاديميه الدوليه للسيراميك في جنيف / سويسرا كما تلقت وسام شرف إيزابيل الكاثوليكي عام 1977 , وكانت عضواً مؤسساً لنادي القلم في برغواي , وحصلت على كأس ( أولنتي ) للكتابة المسرحيه من فنزويلا عام 1984 , ولقب ( سيدة العام ) 1977 , ووسام ذكرى التأسيس 200 من الولايات المتحده الأمريكيه عام 1976 , وتعينت مستشاره لوزارة الثقافه في برغواي وتسلمت وسام الإستحقاق من حكومة برغواي عام 1994
وميدالية الفنون الجميله من حكومة اسبانيا عام 1995 , وأصبحت عضوه في أكاديمية برغواي لكتابة تاريخ اسبانيا وبرغواي

في الخمسينات من القرن العشرين كانت جوزفينا بلا أحد مؤسسي ( مجموعة الفن الجديد ) جنبا إلى جنب مع زملائها الفنانين أولغا بليندر، ليلى دي مونيكو وخوسيه لاتيرزا بارودي

أعمالها في مجال الإبداع الأدبي منشورة في أكثر من 40 كتاب في الشعر والسرد والمسرح والتاريخ الإجتماعي والثقافي والفني , ومنذ العام 1942 كانت تتعاون مع ( روكي سنتورين ميراندا ) في الكتابة للمسرح ومن أشهر إصداراتها : ( ثمن الأحلام 1934 ) , ( روث والفجر 1960 ) , ( وجوه في الماء , إجتياح الموت , أصدرتهما عام 1965 ) , ( أقمار الظلام 1966 ) , ( غبار في الحب , اليوم العاري , أصدرتهما عام 1968 ) , ( الضوء الأسود 1975 ) , ( الزمن والظلام 1982 ) , ( تغيير الأحلام للظلال 1984 ) , ( لهيب ورمال 1985 ) , وأخيراً أصدرت مجموعتها الشعريه التي تضمنت أعمالها على مدى نصف قرن إمتدت من عام 1927 ولغاية 1977

توفيت جوزفينا بلا عام 1999 وكانت في 96 من العمر

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (27) الانتفاضة تنتصر على عدوها ويهزمها مرضها

mostafalidawiلعل شعب الانتفاضة العظيم قادرٌ على هزيمة عدوه، وتمريغ أنفه، وكسر نفسه، وتلقينه دروساً جديدة يضيفها إلى تاريخه، ويراكمها إلى خبرته، وهو على ذلك قادر، وتجربته معه تشهد، وتاريخه الطويل معه يؤكد على قدرته على الصمود أمامه، ومواجهة مخططاته وإفشال سياساته، فهو لا يخافه ولا يخشاه، ولا يحذره ولا يهرب منه، ولا يفر من أمامه أياً كانت قوته وسلاحه، وبطشه وإرهابه، وبغض النظر عن حلفائه ومناصريه، ومؤيديه ومعاونيه، الذين ينصرونه ظالماً، ويؤيدونه معتدياً، بل إن بطش العدو يزيد الفلسطينيين قوة، وشدته تزيدهم بأساً، وظلمه يزيدهم صبراً، ورجاله وأبطاله على مدى الأيام يثبتون أن هذا الشعب لا يخاف من عدوه، ولا يستكين له ولا يخضع، ولا يذل له ويخنع، ولا يستسلم له ويركع.

الفلسطينيون يتكفلون عدوهم، ويعلنون استعدادهم لمواجهته، ولا يبدون عجزهم عن القيام بمهتمهم هذه التي لا يرون أنها مستحيلة وإن كانت صعبة، ويعتقدون بنهايتها الإيجابية وإن كان نفقها مظلمٌ وطويل، ومقلقٌ ومخيف، ولكنهم يشكون في قدرتهم على مواجهة مشاكلهم الداخلية، ومعالجة أدوائهم البينية، فقد أعجزهم الانقسام، وأوجعهم الاختلاف، ونالت منهم الفرقة والخصومة والنزاع، وتضررت سمعتهم، وبهتت صورتهم، وتراجعت هيبتهم، وانفض المؤيدون والمناصرون من حولهم، لا بسبب عدوهم الباغي الطاغي، وإنما بسبب الانقسام الذي جعل العدو على جراحهم يرقص، وعلى أحزانهم يترنم، وقد تأكد لديه وهم على هذا الحال الانتصار عليهم، ولم يعد في حاجةٍ إلى بذل المزيد من الجهد، أو تقديم المزيد من الخسائر، فقد كفاه الفلسطينيون بانقسامهم مؤونة المواجهة، وضريبة المقاومة.

لا شيء أعيا الفلسطينيين كانقسامهم، ولا شئ أخزاهم أمام محبيهم كنزاعهم، ولا شئ يضعفهم كالخصومة فيما بينهم، فالاختلاف الداخلي قد فت في عضدهم وجرأ العدو عليهم، ومكنه منهم، وجعله يسخر منهم ويتهكم، ويستخف بهم ويهزأ، والفلسطينيون يعلمون ذلك يقيناً، ولا يشكون في أنه عيب مشينٌ، وفعلٌ قبيحٌ غريبٌ، وسلوكٌ مهينٌ مذل، ويعرفون أن هذا هو مرضهم العضال أو هو السم الزعاف، وقد يكون فيه مقتلهم الأكيد، وخاتمتهم الوخيمة، وأن أحداً لا ينقذهم منها أو من المرض وخاتمته الموت سواهم أنفسهم، فهم الذين يعرفون الداء ويعرفون الدواء، وهم الذين يشكون من المرض ويعرفون سبل الشفاء منه.

الغريب أن قيادة الشعب الفلسطيني وقادة فصائله وأحزابه، يعلمون أن الشعب هو الذي يدفع ثمن اختلافهم، وثمن انقسامهم، وربما كثيرٌ منهم لا يعاني ولا يشعر بحجم الأذى الذي يعاني منه الشعب، فهم يملكون امتيازاتٍ وعندهم صلاحياتٍ، ويتمتعون بأعطياتٍ كبيرة وهباتٍ مميزة، وعندهم بطاقات مهمة للشخصيات الهامة، وعندهم تسهيلاتٌ خاصة، فلا يضطرون للوقوف على الحواجز، ولا يتأخرون عن مواعيدهم ومصالحهم، إذ لا يعيقهم أحد، ولا يمنعون السفر، ولا يضيق عليهم عند العودة إلى الوطن، ولهذا فهم يعيشون بعيداً عن الشعب ومنبتين عنه، فلا يشكون ولا يعانون، ولا يشعرون بعمق الأزمة وخطورة المشكلة، ولا يستعجلون حلها ولا يبذلون قصارى جهودهم لتسويتها، بل يعيقون الحل، ويضعون العقبات والعراقيل، ويبتعدون عن الحلول السهلة والمخارج الطبيعية الممكنة.

ربما أن الشعب قادرٌ على الخروج إلى الشوارع والطرقات في مظاهراتٍ صاخبة ومسيراتٍ حاشدة ضد العدو الإسرائيلي، وأبناؤه يستطيعون أن يمطروا جنوده بالحجارة، وأن يقصفوا مدنه وبلداته بالصواريخ والقذائف، وأن يربكوه فلا يستقر، وأن يشوشوا عليه فلا ينجح، وأن ينالوا منه فلا يفرح، ومن الفلسطينيين من يستطيع اجتياز الحواجز والإفلات من نقاط التفتيش، والالتفات على مواقعهم ومهاجمتها، ومراقبة جنودهم وقنصهم، ويستطيع أن يطلق عليهم النار ويقتلهم، أو يخطفهم ويخفيهم، وغير ذلك الكثير مما يستطيع الفلسطينيون فعله، خلال مسيرتهم النضالية مسارهم المقاوم.

وهم اليوم يخرجون فعلاً في انتفاضةٍ عظيمة، عنوانها الوحدة، ووقودها الاتفاق، ومسارها التلاحم وسبيلها التنسيق والتكامل، يتقدمها جيلٌ من الشباب لا يخشى الموت بل يصنع الشهادة بنفسه، ويتقدم إليها باسم الثغر واثق الخطى راضياً عن نفسه، مطمئناً إلى قدره، وشعبهم معهم وإلى جانبهم، يحمونهم ويقاتلون، ويدافعون عنهم ويقتحمون، ويتحدون بإرادتهم الصادقة الاحتلال، ويطالبونه بالخضوع لشروطهم، والنزول عند حقوقهم، والحفاظ على مقدساتهم وعدم المساس بها، أو محاولة تغيير ملامحها وتبديل هويتها، وإلا فإنهم سيمضون في انتفاضتهم، وسيواصلون مقاومتهم حتى تحقيق كامل أهدافهم.

لكن الشعب الفلسطيني يرفض في هذه المرحلة العصيبة والظروف الدقيقة التي تمر بها الأمة كلها، أن يثور ضد قيادة السلطة أو قادة القوى والفصائل، رغم أنه لا يقبل بسياستهم، ولا يوافق على منهجهم، وينتقد سلوكهم، ويعيب عليهم اجتهاداتهم، إلا أنه يرى أن الخروج على قيادته محرماً، والتظاهر ضدهم ممنوعاً، واستخدام القوة في مواجهتهم خطاً أحمراً، لأن هذا الأمر من شأنه أن يزيد في حالة الانقسام، ويباعد بين فرص التلاقي والاتفاق، ولهذا فهو يؤثر أن يحارب عدواً، فيقتل أو يُقتل، على أن يواجه فريقاً منه فيضعف ويضعفون، ويخسر ويخسرون، ولكنهم يأملون من القيادة الفلسطينية كلها أن تدرك قيمة هذه القاعدة الذهبية التي تصون الشعب وتحمي القضية، وأن يعملوا بها وبموجبها من أجل قضيتهم، وإكراماً لانتفاضتهم، ووفاءً لشعبهم الذي يسبقهم ويضحي.

كان أمل جيل الانتفاضة الفلسطينية وشعبها، أن تكون سلطتها وقيادة أحزابها متفقة ومتعاونة، تسبقهم إلى الميدان وتتقدمهم على خطوط المواجهة، وتخطط معهم وتضحي مثلهم، وتقود جمعهم وتنظم صفهم وتوحد كلمتهم، إذ أن في الوحدة قوة، وفي الاتفاق صلابةٌ ومتانة، ولا يقوى العدو على هزيمتهم وهم جماعة موحدة، ونواةٌ مستعصية، وجوزة حقيقية لا تنكسر، كما لا يستطيع إذلالهم وإنهاء انتفاضتهم والتأثير على مقاومتهم، وهم صوتٌ واحدٌ، وإرادة مشتركة، يحملون هدفاً واضحاً محدداً، ويعرفون عدوهم جيداً، ويحسنون التصويب نحوه فقط، فلا يخطئون الاتجاه، ولا ينحرفون عن المسار، حينها على عدوهم ينتصرون، والشعب يكفل لهم هذا الانتصار ويضمنه.

بيروت في 8/11/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment