جرذان تهلوس!

samirتطرد الأحداث بعضها من أمام بعض. الأيام المتسارعة تحيل كل شيء إلى غربال التاريخ ورأي المؤرخين. المثل الفرنسي يقول: «أمس، وما قبل التاريخ، سيان». كم هي الصورة دقيقة. أصبح معمر القذافي شيئًا بعيدًا في تاريخ ليبيا، فالهموم الآن الحكومة الجديدة، والمبعوث الدولي الجديد، والبرلمان الضائع، ومتاهات الحرب الأهلية، ومصير ليبيا، سابقًا الجماهيرية الاشتراكية الليبية العظمى، إلى أي مصير تؤول؟
عندما تهدأ الأشياء وتستقر، إذا هدأت واستقرت ذات يوم، تتحول الثورات إلى كتب، والبطولات إلى رماد، والغطرسة إلى تراب على حصيرة. يبدو معمر القذافي بعد خمس سنوات وكأنه قتل قبل 50 عامًا. لا يأتي ذكره في الصحف إلا عابرًا. ولا يشكل قضية في أي مكان. وحتى أبناؤه ورجاله لا تبدو ليبيا مستعجلة على محاكمتهم والإصغاء إلى ما لديهم. ثمة أشياء أكثر أهمية الآن، الدمار في بنغازي، الرعب في طرابلس، النفط في بريقة.. الخوف في كل مكان.
كتاب «نهاية القذافي» للدكتور عبد الرحمن شلقم، يتخذ أهميته من شخصية المؤلف: رفيق للقذافي من أيام الثانوية، وزير خارجيته، ثم مندوبه لدى الأمم المتحدة الذي كان أول من انشق عليه، وبدأ بالتالي تفكيك الشرعية من حوله.
هذا ثاني كتب شلقم حول المسألة. الأول، كان «شخصيات حول القذافي» وكان ممتعًا أيضًا. لكن الكتاب الصادر حديثًا يعتمد في نحو ألف صفحة على الوقائع والوثائق، بالإضافة إلى سرد للأيام الأخيرة من عمر جمهورية «ثكنة العزيزية». وفي هذا الكتاب، كما في الذي قبله، يقدم شلقم، الصحافي والشاعر، دراسة نفسية غير مسبوقة «لبطله». وهذا هو الجزء الأهم من العمل.
خلاصة الدراسة أن القذافي لم يكن يحب ليبيا ولا الليبيين. نشأ كارهًا لفقر كاسر وعاش عمره يحاول الانتقام. ولد في خيمة في وادي جارف، تغرق في حر الصيف وأوحال الشتاء: «ولم تكن سرت يومها مدينة ولا حتى قرية». يأتيها الرعاة من مصراتة ويقايضون أهلها بما ينتجون. وبعضهم لم يكن يملك ما يقايض به فكان يقترض. من هؤلاء محمد أبو منيار.
«كانت المسافة من المدرسة إلى الخيمة رحلة عذاب. هكذا بدأت علاقة اليافع معمر المعادية للمكان». بعدها انتقل للدراسة في مدينة سبها الجنوبية «وأقام في غرفة تعيسة من الطوب بناها بنفسه. لم يكن له ما يشتري به ملابس. وقد كان يرتدي معطفًا من بقايا الجيش الإنجليزي». ثم بدأ يتظاهر من أجل الكونغو والجزائر وإريتريا. كلها قضايا خارج ليبيا.
إلى اللقاء..

نقلاً عن “الشرق الأوسط”

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

مقابلة المجرم بشار الأسد مع تلفزيون راي الإيطالي 18\11\2015

مقابلة المجرم بشار الأسد مع تلفزيون راي الإيطالي 18\11\2015
assadloveisisi

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

قوائم الأسماء المقترحة بشأن هيئة المرحلة الانتقالية في سوريا، من قبل كل من الوفود “الروسية والأمريكية والسعودية، وتضم أسماءً وشخصيات من المعارضة بمختلف أطيافها، والنظام الحالي

obamaputinخاص بالأيام

وضمت القائمة الروسية ثمانية وثلاثين اسماً: سمير العيطة – صفوان عكاش – سنحريب برصوم – فنر الكعيط – فاتح جاموس – هادي البحرة– خالد المحاميد – خالد عيسى – خالد خوجة – حسن عبد العظيم – هيثم مناع – عباس حبيب – عبد القادر سنكري – أيمن أصفري – أمينة أوسي – عارف دليلة – أحمد الجربا – أحمد معاذ الخطيب – بدر جاموس – وليد البني – جمال سليمان – قدري جميل- لؤي حسين – لما أتاسي – ماجد حبو – مازن مغربية – محمود مرعي – ميشيل كيلو – منى غانم – منير هاميش- محمد فاروق طيفور – محمد حبش – نمرود سليمان – رندا قسيس – ريما تركماني – س. الشامي – صالح مسلم وسليم خير بك.

في حين اشتملت القائمة السعودية على خمسة وعشرون اسماً: فاروق الشرع – عبد الله دردري – خالد خوجه – معاذ الخطيب – مصطفى خضر أوسو – قدري جميل – أنس العبده – جورج صبرا – لؤي حسين – هيثم المالح – هادي البحرة – هيثم المناع – أسامة الرفاعي – عبده حسام الدين – ميشيل كيلو – رياض حجاب – أسعد الزعبي – سليم إدريس – صابر أحمد صفر – حسن أحمد إبراهيم – سعيد جمال مقرش – عبد الإله البشير – يعرب الشرع – محمد راتب النابلسي وعادل سفر.

وكانت القائمة الأمريكية الأقل عدداً، بخمسة عشر اسماً: خالد الخوجة – نغم الغادري – عبد الباسط سيدا – هادي البحرة (عن الائتلاف المعارض)، و: أيمن الأصفري – عبد القادر سنكري- أديب شيشكلي – فداء الحوراني ولما أتاسي (عن رجال الأعمال والعائلات البرجوازية)، و: معاذ الخطيب – أسامة الرفاعي – المجلس الإسلامي السوري – شيخ عيسى إبراهيم – ريم تركماني وميشيل كيلو (عن مؤسسات المجتمع المدني)

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (38) إرادة الفلسطينيين وعجز الاحتلال

mostafalidawiيخطئ الاحتلال الإسرائيلي عندما يظن أن الشعب الفلسطيني قد أُعدم وسائل المقاومة والنضال، وأنه بات عاجزاً عن اجتراح وسائل جديدة وطرقاً مختلفة ليواجه صلفه، ويتحدى إجراءاته، ويتصدى لسياساته، وينتصر على التحديات التي يضعها، والصعاب التي يفرضها.

أو أنه يأس نتيجة الاحتياطات الأمنية الإسرائيلية، والإجراءات العقابية، ومحاولات التحصين والعزل التي يطبقها العدو في مناطقه، والتي جعلت من كيانه غيتواً أمنياً معزولاً، محصناً بالجدران والبوابات والأسلاك الشائكة، والبوابات الاليكترونية وكاميرات المراقبة وأجهزة التنصت والتسجيل والتصوير، وعمليات التفتيش والتدقيق التي يمارسها على المواطنين الفلسطينيين، والتي تبدو في أكثرها مذلة ومهينة، وقاسية وصعبة، أمام عشرات الحواجز الأمنية التي ينصبها بين المدن والبلدات الفلسطينية، وعلى مداخل وبوابات مدنه ومستوطناته، حيث يوقف أمامها الفلسطينيين في طوابير كبيرة، ينتظرون الساعات الطويلة، قبل أن يسمح لبعضهم بالدخول، ويمنع كثيراً غيرهم من المرور، ولو كانوا مرضى أو نساءً، أو رجالاً وأطفالاً، بحجة الاحتياطات الأمنية، والإجراءات الاحترازية.

يعتقد الكيان الصهيوني أنه بإجراءاته هذه سيمنع الفلسطينيين من القيام بأي عملياتٍ مقاومة ضده، لاستعادة الحقوق، أو رداً على الانتهاكات والخروقات، أو انتقاماً من أعمال القتل والمصادرة، وصداً لسياسات الإغلاق والمصادرة، والاجتياح والاعتداء، وأنه بذلك سيكون حراً في تنفيذ سياساته، وسيمضي قدماً في قمع الفلسطينيين والاعتداء عليهم، وأنه سيكون واثقاً من أحداً لن يقوَ على صده أو منعه، وأنه اتخذ من الإجراءات الاحتياطية، والخطوات الاحترازية ما من شأنه إحباط أي محاولة فلسطينية للمقاومة أو الهجوم، وأن استعداداته باتت قادرة على إجهاض أي عمليةٍ قبل وقوعها، إذ أن أجهزته الأمنية حاضرة وساهرة، ويقظة ومنتبهة، وتعمل ليلاً ونهاراً، تستقصي وتجمع المعلومات، وتتجسس وتراقب وتتابع، وتتنبأ وتتوقع، مما سيجعل من الصعب على أي فلسطيني اختراق التحصينات، أو تجاوز العقبات.

فقد نجحت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في جمع السلاح من أيدي الفلسطينيين، وجردتهم من أي سلاحٍ غير شرعي استناداً إلى اتفاقية أوسلو، التي تجيز لأجهزة السلطة الرسمية فقط حمل واقتناء الأسلحة المسموحة والمبينة الأنواع، والمعروفة القدرات والمميزات، فلم يعد في أيدي الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية أسلحة نارية، تمكنهم من المقاومة أو القيام بأعمالٍ عسكرية تهدد الكيان وتضر أمنه، وتلحق به خسائر في الأرواح والممتلكات.

كما أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مناطقها على السكان الفلسطينيين، ومنعت دخولهم إليها، وعقدت تنقلهم، وأصبح جميع حملة الهوية الخضراء، وهم سكان الضفة الغربية، ممنوعين من الدخول إلى مناطق الكيان الصهيوني، فالحواجز المنتشرة تمنعهم، والإجراءات الأمنية تحد من أعدادهم، والتجهيزات والمعدات الموجودة بحوزة الأجهزة الأمنية تستطيع أن تكشف نسبياً عن كثيرٍ من الأسلحة والممنوعات، والتصاريح المسموحة لبعضهم قليلة، ومن الصعب الحصول عليها، وقد يخضع بعضهم للمساومة والابتزاز، خاصة ذوو الحاجات وأصحاب الضرورة الملحة.

كما قامت المخابرات الإسرائيلية باعتقال المئات من المطلوبين والنشطاء والمشتبه بهم، من مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية، ممن تظن أن لهم ميولاً للمقاومة، وعندهم رغباتٌ واضحة في تنفيذ عملياتٍ عسكرية، وأنهم يخططون ويستعدون، ويتدربون ويتأهلون، ويتصلون ويتواصلون، وتصلهم مساعداتٌ وأموالٌ، ولديهم مراجع وعندهم مهمات، وساعدها في ذلك قيام أجهزة أمن السلطة باعتقال آخرين ومحاكمتهم بتهمٍ مختلفة، الأمر الذي أدى إلى نضوب في العناصر المقاومة، وانحسار في قدراتها الميدانية على الأرض، وتراجع في أدائها العام.

كما نفذ العدو الإسرائيلي بحق المقاومين وذويهم إجراءاتٍ عقابية وانتقامية قاسيةً جداً، فهدم بيوتهم، ورحل أسرهم، وحكم على المنفذين بأحكامٍ بالسجن قاسية، وغرّم أسر الأطفال وراشقي الحجارة غراماتٍ مالية عاليةً جداً، وتتبع المحرضين والحاضنين، والداعمين والممولين، وضيق عليهم، فأغلق مؤسساتهم، وصادر أموالهم، ومنعهم من مزاولة أعمالهم، وفرض على السلطة الفلسطينية أن تنوب عنه في ملاحقة ومراقبة المطلوبين والمشتبه بهم.

ظن الإسرائيليون أن إجراءاتهم قد نجحت، وأن سياستهم المعتمدة آتت ثمارها المرجوة، وأن المقاومة قد يأست فعلاً، وأن رجالها قد أحبطوا، نتيجة الإجراءات الأمنية القاسية المتبعة، أو بسبب الإخفاقات المتكررة، والفشل الذي منيت به مجموعاتهم العسكرية، ما جعل قادة أجهزة المخابرات الإسرائيلية يعتقدون أن الضفة الغربية أصبحت منطقة آمنة، خالية من السلاح، ولا وجود فيها لمجموعاتٍ مقاومة، ورفعوا تقاريرهم إلى قيادتهم السياسية ليطمئنوهم أن سكان الضفة الغربية باتوا تحت السيطرة، وأن عناصر الخطر وفتائل التفجير قد نزعت كلها.

الفلسطينيون الذين قاوموا بالحجر والمدية والسكين، وبالمعول والفأس وقضبان الحديد، ثم زنروا أجسادهم بالمتفجرات، وفجروا أنفسهم وسط الصهاينة، واستطاعوا أن يعملوا كمائن، وأن يزرعوا العبوات، وأن يلقوا القنابل، ثم نجحوا في الاشتباك مع الجنود الإسرائيليين، وأوقعوا في صفوفهم خسائر عديدة، وتمكنوا من أسر جنودٍ ومستوطنين، ونجحوا في إخفائهم والابتعاد بهم، وعجز الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية عن الإمساك بهم، أو تحريرهم من أيدي خاطفيهم.

اليوم يجترحون في انتفاضتهم الثالثة وسائل للمقاومة جديدة، وسبلاً للغضب والثورة مختلفة، أرعبت الإسرائيليين وأخافتهم، وأربكتهم وأقلقتهم، فانفضوا من الشوارع، وابتعدوا عن الأرصفة والممرات، وتوقفوا عن التجمع والتجمهر، وامتنعوا عن الجلوس في المقاهي والاستراحات العامة، المطلة على الشوارع والطرقات السريعة، ولم يعودوا يستخدمون ” الأوتو ستوب”، فلا يركبون سيارةً عابرة، ولا يقبلون بمساعدةٍ تعرض عليهم، لتقلهم إلى أماكن عملهم، أو منها إلى بيوتهم، وأصبحت كل سيارةٍ أو حافلة تسير بسرعةٍ، مقبلةً أو مدبرة، وكل جرافةٍ أو دراجة، وأي آليةٍ متحركة أخرى، يقودها فلسطيني، عربي الوجه والسحنة، وكأنها تهم بدهسهم، وتنوي قتلهم وسحق أجسادهم.

أصبح كل فلسطيني في عيون الإسرائيليين مشروع مقاوم، واحتمال استشهادي، فقد يحمل سكيناً أو مدية، أو يخفي مسدساً أو قنبلة، أو يبدي استعداداً للانقضاض بنفسه، والعراك بجسده، والاشتباك بيديه، ثأراً وانتقاماً مما يرتكبه الإسرائيليون بحقهم.

الفلسطينيون لن يعدموا وسيلةً للمقاومة، ولن يشكوا عجزاً عن المواجهة، ولن يتوقفوا عن التفكير والإبداع، بل سيقاتلون بكل ما يملكون، وبما يقع تحت أيديهم ويتوفر لهم، ولن يدخروا عن المعركة شوكةً ولا إبرة، ولا سكيناً ولا مدية، ولا سيارةً ولا عربة، ولا دعاءً ولا كلمة، ولا حرفاً ولا طلقة، ولا صاروخاً ولا قنبلة، وستمضي انتفاضتهم، وستتواصل مسيرتهم، وسيتحقق نصرهم، ولم يكون إلا ما كتب الله لهم، نصراً عزيزاً أو شهادةً كريمة.

بيروت في 19/11/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

سرقتم حياة حب عمري وام ابني.. ولكنني لن أمنحكم حقدي..لأنكم أرواح ميتة

jesuisparis وجه الصحفي الفرنسي أنطوان ليرس بعد مقتل زوجته في هجمات باريس برسالة عبر تدوينة على فيسبوك جاء فيها:” مساء الجمعة، سرقتم حياة إنسانة استثنائية، حب عمري، ام ابني، ولكنني لن أمنحكم حقدي. لا أعرفكم ولا أريد أن أعرفكم، ذلك لأنكم أرواح ميتة. إذا كان هذا الإله الذي تقتلون، بصورة عمياء، من أجله قد خلقنا على صورته، فان كل رصاصة في جسد زوجتي هي جرح في قلبه. لا، لن امنحكم هدية أن أحقد عليكم، لقد أردتم ذلك ولكن الرد على الحقد بالغضب يعني الاستسلام للجهل الذي يجعلكم على ما أنتم عليه. تريدون أن أخاف، وأن أراقب من حولي بعين الريبة، وأن أضحي بحريتي من أجل امني، لقد خسرتم، لأن هذا اللاعب سيواصل لعبته.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

هل يستطيع الأزهر ؟

الأهرام المصرية: أحمد عبد المعطي حجازيnijazi

يجب أن يعلم الفرنسيون أن الخطر الذى يواجهونه هو الخطر الذى نواجهه. ويجب أن يعلم المصريون أن ضحايا الفرنسيين هم ضحايانا وضحايانا ضحاياهم، وأن القيم والحقوق التى تدافع عنها فرنسا هى القيم والحقوق التى ندافع عنها فى مصر.
الذين يعبثون بأمننا القومى ويقتلون أبناءنا ويدمرون اقتصادنا ويفرقون جماعتنا، ويمنعوننا من استكمال مسيرتنا، يواصلون فى فرنسا مابدأوه فى مصر . والحرب الدائرة الآن ليست بين الإسلام والغرب كما يدعى الإرهابيون ومن يساندونهم فى السر والعلن، وإنما هى حرب تخوضها شعوب العالم كلها وتقف فيها جنبا إلى جنب فى مواجهة التطرف والعنف والهمجية.

الجماعات التى ترفع عندنا شعار الهوية الاسلامية وتجعلها بديلا عن الهوية المصرية وعن الديمقراطية والعلمانية، والعقلانية وحرية التفكير والتعبير وحقوق الإنسان، التى تعتبرها كفرا وإلحادا وتنسبها للغرب دون سواه، كأن المعتزلة كانوا فرنسيين أو بريطانيين، وكأن ابن رشد لم يكن مسلما، وكأن رفاعة رافع الطهطاوى والإمام محمد عبده، وعميد الأدب طه حسين، والدكتور عبد الرحمن تاج شيخ الأزهر، وخلفه الدكتور أحمد الطيب لم يجمعوا بين ثقافة الأزهر وثقافة فرنسا ، وكأن الاسلام لاتقوم له قائمة إلا بالطغيان والجهالة والتمييز والعنف والتطرف والاستعباد – هذه الجماعات التى لاتستطيع أن توجد إلا فى عصور الظلام والهمجية هى ذاتها الجماعات التى تسللت إلى مدينة النور لتطفيء مصابيحها وتقتل رجالها ونساءها وأطفالها وهم يحتفلون بالحياة وينعمون بالحرية فى ملاعبهم ومسارحهم ومطاعمهم . ومع أننا نواجه معا، نحن والفرنسيين، هذه الجماعات المتوحشة، ومع أن القيم التى يدافع عنها الفرنسيون هى القيم التى ندافع عنها، فالجماعات الإرهابية التى نواجهها معا تأتى من ناحيتنا نحن وتنسب نفسها لنا، ولا تجد عندنا حتى الآن من يكذبها ويدافع عن الاسلام الحق ويبرئه من شرورها التى ينسبها بعض الأوربيين لديننا الحنيف. وإلا فما الذى يستطيع الفرنسيون وغيرهم أن يفعلوه حين يجدون أن هؤلاء القتلة يتحدثون باسم الإسلام ويتسمون بأسماء المسلمين؟ ليس أمامهم الا أن يصدقوا ما جاء فى جوازات سفرهم، فهم فى نظر الفرنسيين وغيرهم مسلمون. أما نحن، فنحن المسئولون وحدنا عن إنقاذ الإسلام وتبرئته من هذه التهمة الشنيعة وتخليصه مما ألحقته به عصور الظلام والعبودية .

ما الذى قمنا به نحن لا نتزاع الاسلام من ظلمات العصور الوسطى وتوطينه فى العصور الحديثة، وإبراز ما يصله بها من قيم إنسانية؟ والسؤال بالصيغة المتداولة فى هذه الأيام هو: ما الذى قمنا به لتجديد الخطاب الدينى ؟

لقد اجتمعنا حول هذا المطلب واعتبرنا تجديد الخطاب الدينى شرطا أساسيا لا نستطيع بدونه أن نتقدم خطوة للأمام، أو نحقق ما رفعناه فى الثورتين من شعارات. لا حرية فى نظام متخلف يخلط بين الدولة والدين. ولا عيش فى مجتمع مقهور يخضع رجاله ونساؤه وأطفاله لتقاليد العصور الوسطى وخرافاتها ومقاييسها العبودية. ولا كرامة لإنسان يظل فى حياته الخاصة وحياته العامة محاطا بالعيون المتطفلة مراقبا محاصرا بالحلال والحرام لا يستطيع أن يفكر وحده أو يعبر أو يختار.

نحن لا نأكل إلا بفتوى، ولا نلبس إلا بفتوى، ولا ندخل ولا نخرج ولا نصلى إلا بالميكروفون الذى أصبح زعيقه سنة مبتدعة وشعيرة من شعائر الصلاة.

لم يعد يهمنا الجمال أو الهدوء أو النظام أو النظافة أو الأناقة أو الجودة أو الصدق أو المنطق أو الاتقان، والنتيجة هى وصول الإرهابيين الى السلطة بانتخابات حرة! .

صحيح أننا أفقنا فجأة من غفلتنا وخرجنا لهم بالملايين وأسقطناهم، لكننا نواجه الآن فلولهم، ولا نعرف كيف نتخلص من فكرهم المظلم، ومن خطابهم الدموى الذى بنوا على أساسه وجودهم، واستولوا على السلطة واعتبروها ملكية خاصة تسمح لهم باستخدام العنف مع المخالفين، واعلان الحرب عليهم، فكيف السبيل للخلاص مما نحن فيه؟

ونحن نعرف أن الفكر الذى تتبناه هذه الجماعات له أنصار يؤمنون به ويسمعون ويطيعون، وله مؤسسات تتبناه وتحتضنه، لأنه كان خلال العقود الماضية خطابا وحيدا انفرد بالساحة وأصبح فى مجتمع يعانى الاستبداد والأمية والفقر والهزيمة تجارة رابحة لها من يمولها ويشجعها فى الداخل والخارج. لأن مصر الديمقراطية المستنيرة خطر على هؤلاء الممولين.

الطهطاوى خطر، ومحمد عبده، وأحمد عرابي، وأحمد لطفى السيد، وقاسم أمين، وهدى شعراوي، ودرية شفيق، وأحمد شوقي، وطه حسين، وعلى عبد الرازق، وسلامة موسي، ومحمود عزمي، ومنصور فهمي، ومحمد حسين هيكل، وتوفيق الحكيم، ومحمد مندور، ولويس عوض، وعبد الرزاق السنهوري، وجورج أبيض، ومحمود مختار.. هؤلاء الذين ذهبوا إلى باريس ونهلوا من ثقافتها، وقرأوا ديكارت، وموليير، وفوليتر وجان جاك روسو، وفيكتور هيجو، وعادوا ليبنوا النهضة، ويؤسسوا للديمقراطية، ويزلزلوا أركان الطغيان خطر لا تتحمله القوى الاستعمارية، ولا تتحمله إسرائيل، ولا تتحمله الرجعية العربية. لهذا كان لابد أن تتصدى لنا هذه القوى وتفرض علينا ما نحن فيه.

ما الذى بقى لنا من نهضتنا الحديثة ومن الذين صنعوها؟

لم يبق منهم إلا تاريخهم الذى مضى وانقضى لنعيش بعدهم فى طغيان مزدوج: الحاكم الدكتاتور، والاسلام السياسي. طرفان يصطرعان وكل منهما مدين للآخر بوجوده. الدكتاتور يهددنا بالمرشد ليبقى فى السلطة إلى الأبد، والمرشد يقدم نفسه وجماعته بديلا عن الدكتاتور. وكما أن المرشد يركب السياسة إلى السلطة، فالدكتاتور يركب الدين إلى السياسة ويستخدمه فى حماية نفسه وتدعيم سلطته.

كيف نتحرر من هذين الخصمين المتحالفين ضدنا؟ نتحرر منهما بتجديد الخطاب الديني.

ما هو الخطاب الدينى الجديد الذى يستطيع أن يخرجنا من هذه الدورة الجهنمية ويعفينا من هذا الخيار الشبيه بالأنتحار؟

انه الخطاب الذى يفرق بين الدكتاتور والمرشد، ويفصل بين الاسلام والسياسة، ويجعل الدين لله والوطن للجميع. فما هى الجهة المؤهلة لأن تزودنا بهذا الخطاب؟

من الطبيعى أن نتطلع بأبصارنا للأزهر الشريف. لأن الأزهر هو المعهد الذى يضم المشتغلين بعلوم الدين القادرين على مراجعتها واعادة النظر فيها وصياغتها صياغة جديدة تخلصها مما يتناقض مع روح العصر ولا يكشف عن الجوهر الباقى فى الاسلام.

لكننا مع تقديرنا للأزهر واعترافنا بالدور التاريخى الذى أداه فى حياتنا نعرف أن الأزهر هو المسئول الأول عما يتمتع به الخطاب السائد من حصانة ورواج، لأنه هو الخطاب المحفوظ المتوارث فى كتب الأزهر وبرامجه الدراسية. فضلا عن أن الأزهر ليس بعيدا عن السياسة وأنه لا يؤيد الفصل بين السياسة، والدين وأنه ركن من أركان السلطة. هل يستطيع الأزهر بهذا الوضع أن يقدم لنا خطابا دينيا جديدا ينقذنا وينقذ الفرنسيين وينقذ الاسلام والمسلمين؟!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

ما زرعه حافظ الأسد… قبل 45 عاما

khiralaفي مثل هذه الأيّام قبل خمسة وأربعين عاما، في السادس عشر من نوفمبر 1970 انقلب حافظ الأسد على رفاقه في السلطة وانفرد بها كلّيا تحت شعار “الحركة التصحيحية”. زرع بذور ما نشهده اليوم في سوريا، حيث كيان يتفكّك وشعب صار أكثر من نصفه لاجئا داخل وطنه وخارجه. هذا لا يعني أن رفاقه البعثيين كانوا أفضل منه بأي شكل بمقدار ما أنّهم كانوا في غاية السذاجة عندما لم يدركوا إلى أي حد الرجل ماكر…

قام نظام حافظ الأسد الذي ورثه بشّار على فكرتيْن. العصبية العلوية أولا، والابتزاز ثانيا وأخيرا. كانت ممارسة الإرهاب، بكلّ أشكاله داخل سوريا وخارجها، القاسم المشترك بين الفكرتين.

وضع حافظ الأسد، تحت غطاء حزب البعث، الأسس لنظام جديد أوصل سوريا إلى ما وصلت إليه اليوم، خصوصا بعدما قرّر توريث السلطة إلى نجله بشّار من منطلق أن اسم سوريا صار “سوريا الأسد”.

أسّس حافظ الأسد لدولة بوليسية تقوم على الأجهزة الأمنية. الثابت الوحيد في سياسته الخارجية كان التفاهم مع إسرائيل في شأن قضايا حيوية تهمّ الجانبين. وهذا ما يفسّر حاليا الاهتمام الإسرائيلي بالمحافظة على النظام الذي يؤمّن بقاؤه الأمن في الجولان واستمرار احتلاله… ويؤمّن في الوقت ذاته استمرار عملية الانتهاء من سوريا التي تمرّ منذ استقلالها بأزمة نظام وكيان في الوقت ذاته.

عمل نظام حافظ الأسد القائم على التفرّد بالسلطة وعلى استخدام الأجهزة الأمنية على ضبط سوريا وقمع السوريين. حاول مدّ تجربته إلى لبنان. نجح في ذلك إلى حدّ كبير. فبعد تدجين سوريا والسوريين، سعى إلى تدجين لبنان واللبنانيين. كانت لعبته تقوم على إلغاء الآخر. ألغى كلّ سوري يمكن أن تكون له حيثية، خصوصا أهل المدن الكبرى. وألغى كلّ لبناني كان يمكن أن يدرك أبعاد مخططه.

في عهد حافظ الأسد، لم يعد من سنّي أو مسيحي أو درزي يمتلك نفوذا غير مستمدّ من العلاقة المباشرة بالأجهزة. اختزل الطائفة العلوية في شخصه بعد سجنه لصلاح جديد واغتياله محمد عمران في طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني.

كان الانفجار السوري في السنة 2011 بمثابة بداية النهاية الطبيعية لنظام عمل على إفقار سوريا والسوريين وعلى قيام طبقة طفيلية قائمة على المنافع المتبادلة بين أفراد العائلة ومجموعة من كبار الضباط العلويين من جهة وبعض رجال الأعمال من جهة أخرى.

في خمس وأربعين سنة لم تحصل في سوريا أي تنمية، باستثناء بعض الطرقات والمشاريع التي لم تغيّر شيئا في مستوى المعيشة لدى المواطن العادي. لا يزال فيلم عمر أميرالاي “طوفان البعث” خير مثال على الطبيعة الحقيقية للنظام الذي حاول تغطية عجزه عبر مشاريع كبيرة لم تؤدّ سوى إلى كوارث طبيعية، وضرب النسيج الاجتماعي في المحافظات التي تمتلك ثروة زراعية.

خلافا لكلّ ما قيل ويقال عن الحرص على الأقلّيات، زادت الهجرة من سوريا في عهد حافظ الأسد، هجرة العقول خصوصا. زادت هجرة المسيحيين الذين همّشهم النظام إلى أبعد حدود ورفض أن يكونوا سوى مجرّد خدم عنده.

دمّر مسيحيي سوريا ودروزها والإسماعيليين، وحاول أن يفعل الشيء نفسه في لبنان عندما سلّط المسلّحين الفلسطينيين على المسيحيين وأجبرهم على طلب النجدة من دمشق. للأسف الشديد، سقط الفلسطينيون، على رأسهم ياسر عرفات، الذي كانت لديه دائما عقدة السيطرة على أرض ما في مكان ما، في الفخ الذي نصبه لهم حافظ الأسد وخدموا مشروعه الهادف إلى وضع اليد على لبنان وعلى قضيتهم ومصيرهم في الوقت ذاته.

كانت فلسفة حافظ الأسد تستند في كلّ وقت إلى استمرار حال اللاحرب واللاسلم في المنطقة. كان التفاهم واضحا في هذا المجال بينه وبين إسرائيل. أكثر من ذلك، كانت هناك مصلحة مشتركة بين الجانبين في بقاء جنوب لبنان جرحا ينزف، سواء أكان ذلك قبل العام 1982، قبل الخروج الفلسطيني المسلّح، شبه الكامل، من لبنان أو بعد ذلك عندما بدأ صعود “حزب الله”، اللواء في “الحرس الثوري” الإيراني، الذي استطاع في مرحلة معيّنة جعل النفوذ السوري في لبنان تحت رحمته، بعدما كان هذا النفوذ قائما قبل العام 2005 في ظلّ معادلة مختلفة.

لم يستطع النظام السوري يوما الدخول في عملية سلام جدّية مع إسرائيل، حتّى عندما سنحت له فرصة استعادة الجولان في منتصف تسعينات القرن الماضي. كان همّه الدائم المتاجرة بالجولان وليس تحريره واستغلال الجنوب اللبناني إلى أبعد حدود، فضلا عن المتاجرة بالفلسطينيين وقضيّتهم. كان يعرف ماذا تريد إسرائيل ويتفهّم همومها، بما في ذلك رفضها أيّ تسوية عادلة، إلى حدّ ما طبعا، تضمن الحد الأدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

كان الانفجار السوري في 2011 انفجارا داخليا قبل أي شيء. كان انفجارا طبيعيا. كان النظام يمارس باستمرار الهروب إلى الأمام. هرب باستمرار إلى لبنان… إلى أن جاء اليوم الذي ارتدّت جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه عليه.

لم يمتلك النظام، إن في عهد الأسد الأب أو في عهد الابن أي رغبة في الاهتمام حقيقة بسوريا. كان همّ الأب منصبّا على الطائفة وحمايتها وكيفية الانتقام من سنّة المدن، عقدته التاريخية، فيما ركّز الابن على مصالح العائلة وتنمية ثروتها. كان الأب يبتزّ العرب الآخرين، خصوصا أهل الخليج. استخدم في هذا المجال غباء صدّام حسين إلى أبعد حدود واستغل في الوقت ذاته العلاقة التي أقامها، من منطلق مذهبي مع إيران. أما الابن، الذي كان ينظر بازدراء إلى معظم العرب، فقد حاول التذاكي حتّى على إيران… قبل أن يكتشف في النهاية أنّه لم يعد أمامه سوى الجلوس كتلميذ صغير في حضرة فلاديمير بوتين!

كان يمكن لسوريا، بما تملكه من ثروات طبيعية وثروة بشرية، أن تكون متفوّقة في كلّ الميادين على الصعيد الإقليمي.

لم يستثمر حافظ الأسد إلّا في الأجهزة الأمنية ومشروع حلف الأقلّيات الذي كان يعتقد أنّه سيجعل منه قوّة إقليمية. كان في كلّ وقت قوّة إقليمية في خدمة المشروعيْن غير العربييْن في المنطقة، وهما المشروع الإسرائيلي والمشروع الإيراني اللذان يلتقيان عند نقطة واحدة، لا تبدو روسيا ـ بوتين بعيدة عنها.

إنّها البذور التي زرعها حافظ الأسد قبل خمسة وأربعين عاما، وحتّى قبل ذلك عندما كان وزيرا للدفاع في العام 1967. أينعت البذور وجاء من يحصد. نعم صنع حافظ الأسد التاريخ السوري الحديث. تكفّلت البذور التي زرعها بتفتيت سوريا. أتقن القتل والهدم والابتزاز ولعبة الإرهابي الذي يشعل الحرائق… ثم يتظاهر بأنه الوحيد القادر على إطفائها. هذه سياسة لا تبني دولا، بل تدمّر بلدا مثل سوريا، وصولا إلى ما حول سوريا…

نقلاً عن “العرب”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

دعش تنشر صورة القنبلة التي فجرت الطائرة الروسية علبة كولا وشريط

daiishbombنشرت داعش في مجلتها الإلكترونية صورة للقنبلة التي أسقطت الطائرة الروسية فوق سماء سيناء المصرية في 31 أكتوبر الماضي، وقضى فيها 224 شخصا, عبارة عن علبة مياه غازية، وبجنبها سلك معدني, هربها إلى الطائرة بعدما وجد ثغرة أمنية في مطار شرم الشيخ، بينما المخطط الأصلي كان استهداف طائرة تابعة للولايات المتحدة التي تقود تحالفا دوليا ضدها في سوريا والعراق، إلا أنهم قرروا استهداف طائرة روسية بعد أن بدأت موسكو قصفها الجوي لمواقعهم في سوريا

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

نطلقهم فنخيف بهم ونوظف الخوف منهم

assaddaiishprince

صورة ارشيفية لقائد داعشي في مكتب ضابط امن سوري

Nihad Ghadry
داعش  عدو صغيرويكبرفي زمن قياسي الحاجة لداعش أنتجته .. وتوظفه .؟
=================
ظاهرة داعش تطرح أسئلة كثيرة تتجاوز مايصنع إلى من صنعه ، وأسباب صنعه ، وسرعة صنعه بحيث أصبح خطرا ينساح في العالم ويخيف العالم . هتلر جديد بعشرين ألف عضو فقط يقتلون منهم كل يوم مائة مائتين ويبقون عشرين ألفا . يبدو أن الذين يموتون تتم إعادتهم للحياة . هكذا تقتضي مسرحية الخوف ويفرض المخرج .
قبل أكثر من عشرة أعوام كنت في سورية ودعاني آصف شوكت رحمه الله لجلسة في مكتبه أعقبها غداء في المكتب . دارالحديث في جزء من الجلسة حول عناصر إسلامية يحتفظ بها في السجن قال إنها شديدة الإنغلاق والخطر . سألت وماذاتفعلون بها ـ بهم ..؟ . قال : قد نحتاجهم يوما . سألت بماذا نحتاجهم ..؟ قال: نطلقهم فنخيف بهم ونوظف الخوف منهم بتجاوز خوف الناس منا أي من النظام . يصبح خيارالناس بينهم وبين النظام فيختارون النظام . »
لم أمض في الحديث لأن جملة آصف اختصرت الموضوع وأشبعته : إنهم احتياط النظام من حيث لايريدون .
اليوم حدث ويحدث هذا . تنظيم داعش يلعب الدور من حيث يريد أولايريد رجاله ، يعرفون أولا يعرفون . إنه يخيف الناس ويرتكب ، أويجعلونه يرتكب ، من جرائم بشعة ينسى معها الناس جرائم النظام الأقل بشاعة .
يخدم داعش كل الأطراف بثمن رخيص .
يخدم النظام في تبرير بقائه لمواجهة داعش الأكثر خطرا وجرائم منه ، أي من النظام .
يخدم واشنطن التي توظفه لصنع الخوف الذي تحتاجه أنظمة الرأسمالية فتنشط حركتها وينتفخ بالحياة والحرب بعد أن كاد مايصنعه السلام من رخاء ورخاوة يأكل مجتمعات الرأسمالية ويأخذها إلى الخلف من دورة التاريخ . الأمن واللاخوف من خطر وطول زمن السلام يضعف حاسة الخوف وحركته . يصيب المجتمع الرأسمالي بمرض السلام وهو أخطر ماتصاب به الحضارة ونموها الذي يحتاج للخوف فيحفظ بحيويته وحركته ، وكدت أقول وعبقريته ، دورة الحياة وحيويتها وبقاءها .
الخوف والحروب هو وهي التي أنتجت وأبدعت وصعدت بالحياة إلي مانشهد ونحيا ، الأمن صناعة الخوف ، والخوف حاجة الأمن ، وكلاهما حاجة التطور والإبداع .
لمرحلة مابعد اختراع الذرة وإنتاجها وتجربتها في نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت الحروب وبخاصة بين مالكيها الكبار مستحيلة . إنها خطر يهدد البقاء . لابد من خطر، ومن أن يكون أقل . من خطربحجم صنع الخوف وتحريك آلياته . خطر يشعربه الناس ويعرف اللاعب كيف يحركه ومتى يضبط لعبته . داعش يحقق هذا ، ويزيد من حضوره أنه خطر إسلامي ، أي إنه خطر تنتجه مجتمعات نفط ويسترجع الغرب مدفوعاته في النفط ببيعها الأمن . إنه ، أي الغرب ، يستخدم الخطر أيضا أداة في تغيير أنظمة تديرها مصالحه أوتدير مصالحه وقد شاخت وآن أوان استبدالها .
نحن الآن في قلب اللعبة .

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

من هم الذين يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية؟

jihadalawnaلي ملاحظة.
ملاحظة حول الإسلام.
الناس الذين يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية مثلا من هم؟
هذه ملاحظة لاحظتها طوال عمري وأنا أناقش بالناس حول الإسلام والأديان الأخرى والمعتقدات الأخرى.

فمثلا مما لفت إنتباهي أن الذين يريدون تطبيق الإسلام أو الذين يريدون دولة إسلامية جلهم إن لم نقل كلهم, نعم, جلهم من فئة الزعران والسوكرجية والهمل والطائشين والمراهقين.

المسألة ليست تحاملا, تعال أنت مثلا عزيزي القارئ على أي بيئة تعيش فيها وحاول أن تسأل الناس: هل تريدون تطبيق الشريعة الإسلامية؟ سيجيبك عشاق النساء والتعدد في اقتناء النساء, نعم, نريد شريعة إسلامية, نريد دولة إسلامية, سيجيبك اللصوص نريد تطبيق نظام الاقتصاد الإسلامي, طبعا دون أن يعرف هؤلاء شيئا عن الاقتصاد الإسلامي.

لاحظت طوال حياتي في البيئة التي أعيش فيها أن أغلبية المثقفين الحقيقيين لا يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية, فأغلبهم حتى وإن أرادوا الإسلام فإنهم يريدون دولة علمانية على أرض الواقع, وحملة الشهادات العلمية ينقسمون إلى نوعين.
هنالك حملة شهادات في الطب والهندسة والفيزياء أي العلوم التطبيقية البحتة, وهنالك حملة شهادات في العلوم الإنسانية, الأدب والتاريخ والصحافة والفلسفة وعلم الاجتماع واللغات, كل هؤلاء أو أغلبهم أي 90% منهم لاحظت أنهم لا يفضلون تفضيلا باتا النظام الإسلامي ولا ينادوا بتطبيق الشريعة الإسلامية.
لاحظ أنت ذلك إن كنت طالبا جامعيا.
اذهب إلى الكليات العلمية.
أذهب مثلا إلى كلية الآداب: ستلاحظ أن الطلبة الذين ينجحون بكلية الآداب في انتخابات إتحاد الطلبة أغلبهم من اتجاهات فكرية إن لم نقل معادية للإسلام فإنها على الأقل لا تحمل أفكارا إسلامية وأغلب الناجحين في إتحاد الطلبة هم من اليسار أو من المستقلين أو العلمانيين الذين لا يحملون أي فكر إسلامي, ولكن لماذا لا يتم في مثل هذه الكليات العلمية المتخصصة في العلوم الإسلامية؟ نعم, لماذا لا يتم انتخاب أعضاء من أحزاب إسلامية؟ علما أن معظم الطلبة هنا يدرسون التاريخ والإسلام, الجواب واضح, وهو أن هذه الفئة من الطلاب أغلبهم يعرفون حقيقة الإسلام وحقيقة التاريخ الإسلامي وغير الإسلامي وبالتالي لديهم تصورات وقناعات أن هنالك شيء أسمه الرأي والرأي الآخر, هنالك بنظرهم نظريات حكم حديثة ونظريات حكم قديمة ويميزون بين كل تلك الأصناف.
ولكن الطلبة في الكليات العلمية المتخصصة في العلوم التطبيقية البحتة أغلبهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية وينتخبيون طلابا في اتحادات الطلبة من خلفيات إسلامية.
طبعا هذا لا يدل على الوعي.
يدل على أن رصيد هؤلاء الطلاب من الفكر الإسلامي صفر.
ورصيدهم من معرفة الأديان صفر.
وكذلك اعتادوا على دراسة نظريات علمية ثابتة, لذلك يعتقدوا بأن كل ما يسمعوه من الاعلام العربي عن الإسلام ثابت مثله مثل النظريات الفيزيائية الثابتة, مثله مثل 1+1=2, بينما طلاب العلوم الإنسانية يعرفون وقد تدربوا على أساس أن هنالك الرأي والرأي الآخر ولا يوجد شيء ثابت, ورصيدهم من معرفة التاريخ والأديان والمعتقدات والأساطير ونظريات الحكم السياسي رصيد كبير جدا وهم ليس عليهم من السهل حتى أن يقتنعوا بالخلفاء الراشدين أنفسهم واغلب الملحدين في العالم كله هم من حملة شهادات متخصصة في العلوم الإنسانية, بينما أغلبية المؤمنين هم من المتخصصين بالعلوم التطبيقية البحتة.

لنعد إلى القاعدة التي بدأنا منها.

أغلب الزعران يريدون دولة إسلامية.
العاهرات يردن تطبيق الشريعة الإسلامية.
اللصوص يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية.
المفسدون يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية.
بينما النساء المتحررات يردن دولة علمانية حتى وإن حملت الصبغة الإسلامية.
الشرفاء يريدون دولة مجتمع ومؤسسات مجتمع مدني.
المثقفون يريدون دولة تشارك فيها كل ألأطياف والتكتلات السياسية والفكرية من كل الاتجاهات.
لاحظوا أنتم معي هذه الملاحظة وبإمكانكم أن تلتقوا بالمفسدين وبالفاسدات العرب المسلمين في أي مكان وأن تسألوهم: هل تريدون دولة إسلامية؟ الكل سيقول: نعم نريد تطبيق الشريعة الإسلامية.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment