جعلونا اكثرية بلهاء.. !!!

jawadaswadبعض الانتهازيين السفهاء المحسوبين على الاكثرية جعلونا نظهر على شكل اكثرية بلهاء لا تملك مقومات القيادة ولا الحق بأن تمارس وفقا للديمقراطية ما يسمى حق الاكثرية
مع بدء الثورة بدوأ يدفعونا لنتزلف للاقليات وكأننا نحن كنا نضطهد تلك الاقليات و نسلبها حقوقها بينما عشنا نحن الاكثرية نصف قرن تحكمنا الاقلية وتهمشنا وتضهدنا
بينما عندما كانت الاكثرية تحكم في سوريا لم تمارس ابدا اي نوع من التمييز تجاه الطوائف و المذاهب كمكونات اساسية بالمجتمع والامثلة كثيرة يعرفها الجميع …..
اصبح لزاما علينا في كل محفل و مؤتمر ان نبرهن للجميع اننا براء من الطائفية ومن قهر الاقليات واننا مذنبون ندفع تهمة عنا لجريمة لم يسبق ان ارتكبناها
غازلنا الاقليات نخطب ودها لتنضم الى الثورة قدمنا التنازلات لها الى درجة ان البعض وافق على حذف كلمة العربية من الجمهورية العربية السورية لتصبح الجمهورية السورية كي ترضى عنا اقلية لا تشكل اكتر من ٥٪ من السكان بينما تلك الاقلية تمارس بكل فظاظة تبديل الاسماء العربية الى لغتها العرقية والاكثرية صامته او تجاريها استرضاء لها
وافق ممثلو الاكثرية على حذف بند ان الاسلام هو مصدر التشريع لاسترضاء بقية المذاهب والتي لاتتجاوز مجتمعة ٢٥٪ من مجموع السكان و ضربوا بعرض الحائط رغبة السواد الاعظم من المسلمين بسوريا
واصبح بند دين رئيس الدولة محط تجاذوبات
فرضوا مفهوم العلمانية على المدنية ليقدموا انفسهم على انهم حضاريون
ولكي يلبسوا دور التحرر والتقدم فتحوا الابواب لسيدات كي تتصدر المشهد السياسي بغض النظر عن خلفية تلك السيدة اللهم ان تكون حسب زعمهم سيدة فصدروا لنا سهير الاتاسي و اخواتها و ميس كريدي و منى غانم و رندا قسيس …..سيدات اسأن للجنس اللطيف قبل الاساءة للثورة..فظهرت دعوات تطالب بالغاء بند الرئاسة ان يكون حصرا للرجال
وحتى تبدو الاكثرية ناعمة مسالمة كانوا يسارع ممثليها قبل ممثلي الاقليات لتقديم التنازلات في اي حوار او مفاوضات
لقد فسروا شعار ..واحد ..واحد ..الشعب السوري واحد الذي طرحه جمهور الاكثرية في بداية الثورة بحب و عفوية تفسيرا خاطئا حتى بدا وكأن الاكثرية تحاول اقناع الاقليات وتستجديهم و تتوسل اليهم ليكونوا جزء لا يتجزأ من الكل ..على الرغم من اننا لم نكن بحاجة الى كل هذا
لقد نجح قادة الاكثرية اشباه الرجال من الائتلاف و المجلس الوطنية واغلب التيارات السياسية بالمعارضة بتصوير الاكثرية على انها اكثرية بلهاء قاصرة مازالت بحاجة الى وصاية الاقلية …فمن هم البلهاء ؟؟

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

ألف امرأة في انتخابات سعودية

rashedأمر يدعو للفخر أن نرى جيشًا من النساء السعوديات يخضن أول انتخابات لهن من نوعها. 979 امرأة، رقم كبير وخطوة بعيدة إلى الأمام، في بلد يعدّ في تصنيف المنظمات الدولية من الأكثر إقصاء للنساء في العالم.. فقد كانت السعودية في ذيل قائمة المنتدى الاقتصادي العالمي في الحقوق للمرأة، رغم أن النساء يشكلن عشرين في المائة من القوة المحلية العاملة، كما أن المملكة سجلت صفرًا في التمكين السياسي للمرأة عام 2008 وفق تقرير فروقات «الجندر» الدولي.

اليوم حققت المرأة السعودية تقدمًا مهمًا في عدد من المجالات؛ فهي تجلس في ثلاثين مقعدًا بمجلس الشورى، أي عشرين في المائة من إجمالي الأعضاء خصصتها الحكومة لها. واستطاعت بوجودها فيه إحداث حراك إيجابي في الأفكار والنقاش والتصويت. وفي المجلس الآن تتم مراجعة الأنظمة التي تعدّ معوقة لعملها أو حقوقها.

أما بالنسبة لحدث الساعة، الانتخابات البلدية، فإنها لا تشارك بالتصويت فقط، بل تخوضها المرأة مرشحةً في مجال العمل البلدي الذي كان دائمًا حكرًا على الرجال. وكما قلت في مقال سابق مهم الامتحان للمرأة أن تقبل وتشارك وليست النتيجة، وحتى لو لم تفز من الألف مرشحة سيدة واحدة في امتحان صناديق الاقتراع، فإن دخولها سيبقى بمثابة إعلان مهم في حياة هذه البلاد، حاضرها ومستقبلها. لا يستطيع أي مجتمع أن يتقدم إلى الأمام وهو يعطل وجود نصف سكانه، بسبب أنظمة حكومية أو تقاليد متوارثة، خصوصًا أن المرأة السعودية بالفعل تجاوزت كثيرًا من التحديات، وبرزت كثيرات منهن في مجالات علمية وتعليمية ووظيفية داخل البلاد وخارجها. أيضًا، لا يستوي الأمر في أن يكون عدد الطالبات في مختلف المراحل التعليمية أكثر من عدد الطلاب الذكور، وفي الوقت نفسه تبقى هي رقمًا هامشيًا في مجتمعها. وهناك تغيرات في المفاهيم؛ مثلاً هناك كثير من الآباء والأزواج يرون أن توظيف المرأة صار ضرورة لأنها أصبحت تشارك بصفتها معيلة للأسرة، وليس كما في الماضي القريب؛ مجرد فرد وعبء على العائلة. وما نراه من إصرار للمرأة السعودية على العمل، والقبول بوظائف متدنية الرواتب، وتخاطر بحياتها للترحال مسافات بعيدة وعلى طرقات خطرة من أجل العمل كل يوم، هو كفاح حقيقي نادر في أي مجتمع آخر. هذه شهادة على الإصرار والعزيمة ولا يمكن تهميشها، لأن هناك فئة ترفض توظيف المرأة، بل والبعض يرفض مفهوم خروجها من البيت. هذا صراع مجتمعي، وأنا سعيد أن الحكومة اصطفت إلى جانب المرأة وأدخلتها في الانتخابات كرسالة واضحة المعاني.

وبصدق لم أتوقع أن يتقدم مثل هذا العدد الكبير، نحو ألف، من النساء للترشح للانتخابات البلدية في أنحاء السعودية. تقديراتي كانت ألا يتجاوز عددهن الخمسين سيدة، نتيجة لمعوقات اجتماعية تتسبب في امتناع الراغبات عن الترشح، وحتى عن الذهاب للانتخاب والتصويت. أما ما الذي ستفعله المرأة في مجالس البلديات المنتشرة في أنحاء البلاد، فهو يعود لها. المرأة جزء مهم في حيّها، وقد تعرف عن مشكلاته أكثر من الرجل الذي يقضي غالب وقته خارج المنزل والحي. وقد لا تكون المجالس بالجسم الفعّال في داخل البلديات، إنما مع الوقت سنرى تقدمًا في دورها. اليوم المرأة في المجلس التشريعي للدولة، وهي ستكون في المجلس البلدي للمدينة والمحافظة، وتعطى فرصًا وظيفية في مهن كانت محظورة عليها، وتتم دراسة قوانين تقلل من القيود على أوضاعها الأسرية والإدارية، وهي إلى فترة قريبة كانت مجرد سطر في دفتر هوية الأب أو الزوج، واليوم لها هويتها المستقلة، ومع أنه صارت لها إخفاقات مثل رفض دراسة مشروع حمايتها من التحرش، إلا أنني واثق بأنه سيعود وسيقر بقناعة من غالبية أعضاء مجلس الشورى الذين شاهدوا حجم الاحتجاجات ضد قرارهم الماضي. ولا يمكن فصل تجارب المرأة في المجتمعات الخليجية بعضها عن بعض. ومما يسرّ تقلد امرأة إماراتية، هي السيدة أمل القبيسي، رئاسة المجلس الوطني الاتحادي، وهي خطوة سياسية متقدمة أيضًا، وتعطي كذلك دلالات مهمة.

نقلاً عن الشرق الأوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

DNA-30/11/2015 الـ s400 ترعب إسرائيل –

DNA-30/11/2015 الـ s400 ترعب إسرائيل –
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

وريثة العروش الاميره الشريفة بديعه بنت الملك علي ملك الحجاز

وريثة العروش الاميره الشريفة بديعه بنت الملك علي ملك الحجاز تروي قصة رحيلهم من الحجاز واوأخر ايامها في بغداد
daughterkingalihijaz

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, يوتيوب | Leave a comment

الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (49) الخليل مدينةٌ منكوبة

mostafalidawiالخليل مدينةٌ منكوبةٌ بحقٍ، مبتلاةٌ عن جدٍ، ليس لأنها المحافظة التي قدمت أغلب الشهداء وحسب، ولا لأنها التي قدمت معظم الشهيدات، ولا لأن دماء أبنائها قد توزعت على كل المدن والبلدات الفلسطينية، ولا لأن أهلها دفعوا ضريبة حمل مشاعل المقاومة ومواقد الانتفاضة إلى كل أرجاء القدس والضفة، ولا لأنها المحافظة التي عانى أهلها كثيراً عندما حجزت سلطات الاحتلال جثامين أبنائها، وامتنعت عن تسليمها لهم لدفنها والصلاة عليها، ولا لأنها المدينة الأكثر سخونةً والأشد عطاءً، والأكثر مشاركةً والأسرع انخراطاً، والأسبق مواجهةً.

ولا لأن أهلها يعاندون ويصرون، ويصمدون ويصبرون، ويعضون على الجرح ولا يبكون، ويحتملون كل مصيبةٍ تنزل بهم وتحل عليهم ويقولون “بيهمش”، ولا لأنها الأكثر اجتياحاً والأقرب إلى فشة الخلق الإسرائيلية ومتنفس غضبهم، يجردون عليها الحملات الأمنية والعسكرية، ويداهمونها ويفتشون بيوتها وينكثونها، ولا لأن سلطات الاحتلال تغلقها دوماً وتحولها إلى مناطق عسكرية مغلقة، وتمنع الدخول إليها والخروج منها، فتعاقبهم جميعاً وتحاصرهم طويلاً، وتصادر بيوتهم، وتبني الأسوار العالية بينها، وتمنع أحداً من الاقتراب منها أو الدخول إليها، وتبقي على المستوطنين فيها أحراراً يجولون ويجوسون، ويخربون ويفسدون.

إنما هي إلى جانبِ كل ما مضى وسبق، وما يجد ويحدث، مدينةٌ منكوبةٌ لأنها المدينة الأكثر اختراقاً من المستوطنين، فهم يستوطنون قلبها وأطرافها، ويسكنون بيوتها ويغتصبون منازل أهلها، ويستولون على أسواقها ويحتلون متاجرها، ويسورون بعضاً من مناطقها، ويدعون ملكيتهم لها، ويضعون عليها بواباتٍ ومداخل، وينصبون فوقها كاميراتٍ وأجهزة مراقبة، ويفرد لهم جيش العدوان مئات الجنود لحمايتهم والدفاع عنهم، وتلبية حاجاتهم والسهر على راحتهم، وهم في المدينة قلة، وبين السكان العرب أقلية لا تذكر، فهم مئاتٌ يملكون كل شئ إلى جانب عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يحرمون من كل شئ.

وهي مدينةٌ منكوبةٌ لأنها الأكثر إلى جانب مدينة القدس حضوراً لغلاة المتدينين المتشددين، الذين ينتشرون فيها كالفطر، ويتحركون خلالها كالزواحف، ويبتلعون الحقوق كالتماسيح، ويؤذون السكان كالحشرات، كما البق والقمل، والبعوض والذباب، لا يحتملهم أحد، ولا يقبل بوجودهم إنسانٌ، لكن الحكومة تطلقهم كالبغاث، وتنشرهم بين السكان كالجراد، ولا تعترض على سلوكهم، بل تحمي وجودهم، وتعزز اجتياحاتهم، وتفرح لهم إذا نالوا من سكانها العرب، فصادروا بيوتهم أو حرقوا أولادهم.

وهي كذلك لأنها المدينة الأكثر استيطاناً والأقدم اغتصاباً، وهي محل أطماعٍ يهوديةٍ قديمةٍ، وحولها تدورُ قصصٌ وحكاياتٌ، وأساطيرٌ وخرافاتٌ، أبطالها ملوكٌ وأنبياء، وقادةٌ وحاخاماتٌ، يروون عنها ما لا نعرف، وينسبون إليها ما لا نصدق، ويريدون من العالم كله أن يصدق خرفهم، وأن يؤمن بخبلهم.

وفيها مستوطنة كريات أربع، التي تكاد تتفوق على جميع المستوطنات تطرفاً وتشدداً، وعنصرية وصهيونية، وفيها سكن وإليها ينتمي مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ العنصرية، ومنها خرج المتطرف باروخ غولدشتاين الذي ارتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي فجر يومٍ من شهر رمضان المعظم، وما زال غيرهما منها يخرجون.

وهي منكوبةٌ لأن اليهود استولوا على حرمها، وأقاموا في مسجدها الإبراهيمي، واقتطعوا منه مساحاتٍ كبيرة، وخصّوا أنفسهم بأركانٍ كثيرةٍ، وزوايا متعددة، أقاموا فيها لأنبيائهم قبوراً، ولنسائهم مقاماتٍ، وأخذوا يزورونها في كل الأوقات، ويحرمون في الوقت نفسه المسلمين من الصلاة في مسجدهم، بل يطردونهم منه، ويمنعون المؤذن من رفع الآذان فيه، ويجبرون جيرانه على إغلاق نوافذ بيوتهم، وعدم استخدام أبوابهم المطلة على الحرم في الدخول والخروج منها، لتمكين اليهود من الصلاة في المسجد، وعدم التشويش على الرحلات المدرسية إليه، واحترام مراسم الزواج والختان التي يجريها اليهود وفقاً لعقيدتهم داخل بهو المسجد، في وقتٍ يخلو فيه بالأمر العسكري لأيامٍ من المصلين الفلسطينيين.

إنها مدينة منكوبة لأن الكابينت الإسرائيلي وهو مجلس الوزراء المصغر المعني بدراسة الشؤون الأمنية والعسكرية، قد قرر القيام ببعض العمليات الموضعية المحدودة في أكثر من مكانٍ في مدينة الخليل وبلداتها، وذلك لإجهاض أي مخططاتٍ عسكرية، وتفكيك الخلايا التنظيمية التي تتشكل قبل أن تقوى وتباشر عملها، وقرر أن يجعل منها مدينة السياجات والحواجز، والبوابات والمعابر، والحواجز ونقاط التفتيش.

مدينة الخليل لا ينجو أطفالها من القتل، كما لا ينجون أيضاً من الاعتقال، فقد اعتادت سلطات الاحتلال على معاقبة سكان المحافظة التي أوجعتهم بمشاركاتها في الانتفاضة، باعتقال أطفالهم وتوقيف صغارهم، وتقوم بنقلهم إلى المعتقلات والسجون، وتحقق معهم وتعذبهم، وتعرضهم على القضاء والمحاكمة، وتفرض عليهم بالإضافة إلى السجن غراماتٍ مالية عالية، بينما تقتل آخرين من الجنسين لمجرد الاشتباه بهم، أو الاقتراب منهم، ولو كانوا على أبواب مسجدٍ أو في داخل مستشفى، زيارةً لمريضٍ أو مرضى على أسرتها.

مهما تحدثنا عن مدينة الخليل، المدينة والمحافظة، فلن نفيها حقها، ولن نجزيها على ما قدمت وأعطت، ولن نتمكن من تقديرها كما ينبغي، ومكافئتها كما يجب، فقد تجاوزت التوقعات، وتخطت التقديرات، وبات اسمها علماً، ومواطنها على العدو خطراً، ووجوده في أي مكانٍ إشارة على المقاومة، ودلالة على الفعل، يهابون من وجوده إذا حضر، ويتحسبون من غيابه إذا غادر، فهو في وجوده ثائرٌ، وإذا غادر وانتقل فإنه يحمل جذوة الانتفاضة، ويسعر شعلتها حيث يذهب.

ولكن ما أصابها بعد ذلك أكبر من قدرتها على الاحتمال، وأشد مما يتوقعه سكانها ويتخيله أهلها، رغم أنهم ليسوا ساخطين ولا غاضبين، ولا شاكين ولا متبرمين، فهم راضون بقضاء الله ومسلمون له ومتوكلون عليه، ويسألونه سبحانه أن يجزيهم على صبرهم خير الجزاء، وأن يعوضهم عن مصابهم خيراً، إلا أن العدو صب جام غضبه عليها، وتسلط على أهلها وشبابها، فلاحقهم وطاردهم، وقتلهم على الهوية، واستباح دمهم وحريتهم لمجرد أنهم ينتسبون إلى الخليل.

كل التحية للخليل وأبنائها، للمدينة والمحافظة، ولكل بلداتها وقراها ومخيماتها، ليطا والظاهرية والعروب والفوار ودورا وسلفيت، والسموع وحلحول، وصوريف وإذنا وسعير، وبيت عوا وبيت أمر وتفوح والشيوخ، وكل قراها وأحيائها وبلداتها الصغيرة والكبيرة، ولكل من سكنها وأحبها، وأقام فيها وعرف أهلها، وصلى في مسجدها الإبراهيمي وبكى على مآله، وحزن على ما أصابه.

بيروت في 1/12/2015

Posted in فكر حر | Leave a comment

كامل الشناوى فى اليوبيل الذهبى أكاذيب تفضحها قصيدة «لا تكذبى»

vladimerkuhطارق الشناوي

كلما وجدت أننى أتوق إلى لحظة انتعاش روحى لأحافظ على توازنى النفسى، من غدر الأيام وقسوتها، أطلب على الفور حق اللجوء إلى دُنيا الكاتب والشاعر الكبير كامل الشناوى، فأستعيد قراءة كتاب أعتبره أيقونة فى عالم الإبداع الأدبى «ساعات»، أرتشف منه ما تيسر مما أبدعه كاتبنا الكبير، وحتى لا أطيل عليكم، فى انتظار واحدة من رشفاته إليكم تلك الومضة «أهدى إليها وردا فى إحدى المناسبات، وبعد ساعات دق جرس التليفون وسمع صوتا يقول: أشكرك.. لقد أسعدتنى ليس هذا صوتها إنه صوت الورد».

هذه الأيام نحتفل بيوبيله الذهبى- مرور 50 عاما على رحيله- عندما بدأت مشوارى الصحفى وأنا لا أزال طالباً فى كلية الإعلام قال لى الكاتب الروائى الكبير الراحل «إبراهيم الوردانى» أنت تحمل فى جيبك جواز سفر اسمه عمك «كامل الشناوى» سوف تقتحم به بلاط صاحبة الجلالة!

مر أكثر من 30 عاماً على هذه الكلمة وحتى الآن لا يزال جواز السفر فى جيبى.. كنت حريصاً على أن أتقدم بأوراقى الصحفية بعيداً عن اسمى الشناوى الشقيقين «كامل» و«مأمون»، ولكنى دائماً أشعر بنشوة كلما قرأت أو استمتعت ولا أقول استمعت إلى إحدى قصائد «كامل الشناوى» أو أغنيات «مأمون الشناوى» أو إلى صوتيهما فى الإذاعة فيما تبقى من التسجيلات النادرة التى لا تزال الإذاعة المصرية تحتفظ بها حتى الآن، غادر كامل الشناوى حياتنا فى 30 نوفمبر 1965 ولكنه لم يغادر أبدا وجداننا.

ولد شاعرنا الكبير فى7 ديسمبر 1908 أطلق عليه والده رئيس المحكمة الشرعية- أعلى سلطة قانونية فى ذلك الزمن- الشيخ سيد الشناوى اسم «مصطفى كامل» تيمناً بالزعيم الوطنى الكبير الذى رحل قبل بضعة أشهر من ميلاده، وهكذا مع مرور الأيام أصبح يحمل اسم الشهرة «كامل».. كان الشيخ سيد أيضا يقرض الشعر وهكذا انتقلت الجينات إلى ابنيه كامل ومأمون، وكان يقول لهما عندما كانت القبيلة فى الماضى يبزغ من بينها شاعر، كانت تُقيم الزينات، وتُعلى الرايات وتتباهى بنفسها عن القبيلة الأخرى، أما أنا فماذا أفعل وقد أصبح لدى فى عائلتى شاعران مرة واحدة.

الزمن يحمل الجديد عن «كامل الشناوى» هناك دائماً إعادة اكتشاف، حيث يزداد «كامل الشناوى» حضوراً عند الجمهور خاصة الشباب، قصائده صارت أكثر تداولاً لأنها عاشت من خلال ألحان عمالقة مثل «عبدالوهاب» و«فريد الأطرش» و«الموجى» وأيضاً بأصوات «أم كلثوم» و«عبدالوهاب» و«عبدالحليم» و«نجاة» و«فريد».. ما أتمنى أن أنجح فى رصده عن «كامل الشناوى» هو كتاب موثق يتناول حياته يتجاوز تلك الحكايات المثيرة التى حاول البعض أن يحيلها إلى عنوان لكامل الشناوى ويلصقوها به عنوة، مثل تلك الحكايات المختلقة التى تناثرت عن قصيدة «لا تكذبى» الكل أدلى بدلوه، ومنح لخياله حق براءة الاختراع، والجنوح والجموح كما يحلو له، وهى مع الأسف صارت آفة فى عالمنا العربى، أتذكر أننى قبل 25 عاماً قررت أن أجرى تحقيقاً صحفياً عن لغز هذه القصيدة وهل هى بالفعل عن واقعة حقيقية أم مجرد خيال شاعر، البعض أراد أن يحيل الشطرة الشعرية «إنى رأيتكما معاً»! إلى الخيانة وتلبس ومع سبق الإصرار وقرأوها «إنى ضبطتكما معاً»!

سألت الكاتب الكبير «مصطفى أمين» والفنانة الكبيرة «تحية كاريوكا» والكاتب اللامع «كمال الملاخ» والموسيقار الكبير «كمال الطويل» والعملاق «يوسف إدريس» كل منهم روى لى القصة من خلال رؤيته وتحليله.. مثلاً «مصطفى أمين» أكد أن القصيدة كتبت فى شقته وأنه استمع إلى «كامل الشناوى» وهو يتصل بنجاة يسمعها القصيدة، وكان هو أقصد مصطفى أمين يتلصص على المكالمة من سماعة أخرى واستمع إلى نجاة تقول له «الكلمات حلوة قوى يا ريت تأذن لى أن أغنيها»، لمصطفى أمين مقولة يصف فيها كامل الشناوى قائلا: «إن قلب كامل الشناوى مثل شاشة السينما تعرض كل أسبوع فيلما مختلفا»

«تحية كاريوكا» عندما زرتها لأعرف منها الحقيقة أشارت إلى شرفة ضخمة فى بيتها الذى كان وقتها يطل على نهر النيل بالجيزة، وقالت لى «كامل» بيه كتب القصيدة فى هذه الشرفة.. «كمال الملاخ» قال لى كنت ألتقى كامل بيه دائماً فى الصباح الباكر فأنا أذهب إلى «سميراميس» فى الساعة السابعة صباحاً متجهاً إلى الكافتيريا فشاهدته فى اللحظة التى كان يهم فيها لمغادرة المكان والعودة لمنزله فهو يسهر للصباح وأنا أبدأ يومى فى الصباح، وأضاف «الملاخ» أنه كان ينهى أمامه قصيدة « لا تكذبى» التى كان يكتبها طوال تلك الليلة، وكل ممن استمعت إليهم قدم الحكاية من خلال زاوية رؤيته وإطلالته، وأضاف بعضهم قدرا من البهارات والتحابيش لزوم زيادة نهم التشويق، باستثناء كمال الطويل الذى كان يميل إلى أن كامل الشناوى بلغ ذروة الصدق الفنى، ورغم ذلك كان أغلبهم يُجمع على أن هناك خائنة، وهكذا كان السبب فى خلق واقع موازٍ للصورة الشاعرية فرط الصدق الذى تنضح به الكلمات، انتهيت من خلال مضاهاة أقوال كل المعاصرين لكامل الشناوى فاتضح لى أن الخيال هو الحقيقة والحقيقة هى الخيال، «كامل الشناوى» منح القصيدة إحساسا مرهفا وصادقا فبدأ الناس يبحثون لها عن ظل من واقع وعندما لم يجدوه اخترعوا هم الواقع الذى يليق بالقصيدة، نعم الفن يعبر عن الواقع، هذا هو بالطبع ما يمكن أن نعثر عليه فى أغلب ما نشاهده أو نقرؤه فى الأعمال الفنية، وهناك استثناء أى أن الخيال نبحث له عن حقيقة وهذا هو حال قصيدة «لا تكذبى»، إلا أن أسوأ ما فى هذه القصيدة هو أنها تختصر «كامل الشناوى» فى قصيدة واحدة، مثلما حاول البعض فى عدد من أحاديثهم ومقالاتهم تحديد قيمته الإبداعية فى مقلب قام بتدبيره على سبيل المداعبة وغفلوا عن قيمة «كامل الشناوى» المترامية الأطراف والضاربة فى العمق، كل ذلك من أجل أن تحقق مداعبة له قسطاً وافراً من الشهرة، فتتحول تلك القفشات الهامشية إلى عنوان عريض لكامل الشناوى.

كيف مثلاً لا يتذكر أحد قصيدته وعنوانها «نشيد الحرية» والتى يقول فيها «أنت فى صمتك مرغم/ أنت فى حبك مكره/ فتألم وتكلم وتعلم كيف تكره».. كتبها «كامل الشناوى» قبل قيام الثورة منادياً الشعب بأن يثور ولحنها وغناها «محمد عبدالوهاب» ومنعت من التداول فى الإذاعة المصرية، ولكن بعد قيام الثورة تم الإفراج عن هذا النشيد، وكان ينبغى تغيير «أنت فى صمتك مرغم» إلى «كنت فى صمتك مرغم كنت فى حبك مكره».. دائماً ما أتذكر له قصيدة لم تغن وإن كنت قد اقترحت على الموسيقار الكبير «محمد عبد الوهاب» أن يغنيها وأسمعتها له بالتليفون وتحمس لتلحين كلماتها التى تقول «أحببتها وظننت أن لقلبها نبضا كقلبى لا تقيده الضلوع/ أحببتها فإذا بها قلب بلا نبض سراب خادع ظمأ وجوع/ فتركتها لكن قلبى لم يزل طفلاً يعاوده الحنين إلى الرجوع/ وإذا مررت وكم مررت ببيتها تبكى الخطى منى وترتعد الدموع!! هل بالفعل لحنها الموسيقار الكبير؟ لا أدرى على وجه الدقة ولكنى أعلم أن عبدالوهاب ترك عددا من تسجيلات موسيقية غير مكتملة، ربما كانت تلك القصيدة واحدة منها، وبالمناسبة كان عبدالوهاب ليس فقط شديد الإعجاب بكامل الشناوى كشاعر وصحفى ولكنه كثيرا ما كان يشيد بصوته وبقدرته على إلقاء الشعر، فكان يصفه قائلا: كامل الشناوى صوت ضل طريقه للغناء.

كامل الشناوى منح المقال إحساسا شاعريا، عندما مات أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد كتب مقالاً كان عنوانه عقلى يجهش بالبكاء، وعندما سألوه عن تلك المعضلة هل هو شاعر أم صحفى فقال عندما أكتب قصيدة فأنا شاعر وعندما أكتب مقالا صحفيا أضف إليه لمسة شاعرية!!

عمل كامل الشناوى فى العديد من الجرائد والمجلات بداية من روزاليوسف والأخبار والجمهورية ووصل إلى موقع رئيس التحرير، وكان يكتب على صفحات الأهرام بابا أطلق عليه اسم خواطر حرة ولكن مع بداية الحرب العالمية الثانية فى نهاية الثلاثينيات مورست الرقابة على الصحف ولهذا غير اسم الباب إلى خواطر مقيدة، وصارح القراء قائلاً لهم إن الخواطر لم تعد حرة، أما قبل ساعات قليلة من الثورة فلقد كتب مقالا أكد فيه أن مصر تبحث عن رجل يحيل ظلامها إلى نور، وأعلن فى الصباح الباكر الساعة السابعة والنصف، عبر الإذاعة المصرية قيام الثورة بصوت البكباشى محمد أنور السادات.

لم يصدر فى حياته سوى ديوان واحد فقط لا تكذبى رسم الغلاف والرسوم الداخلية الفنان الرقيق الراحل يوسف فرنسيس أحد اكتشافات كامل الشناوى الذى لم يتوقف عن التقاط الموهوبين وتدعيمهم فى حياتنا الصحفية والأدبية والفنية مثل موسى صبرى، أحمد رجب، أنيس منصور، محمود السعدنى، سعيد سنبل، كمال الملاخ، فتحى غانم، صلاح حافظ، بليغ حمدى، كمال الطويل وغيرهم.. نعم لم يصدر سوى كتاب واحد فى حياته لكن شقيقه الشاعر الغنائى والكاتب الصحفى الكبير مأمون الشناوى تولى تجميع العديد من كتابات شقيقه الكبير كامل الشناوى وأصدرها فى عدة كتب جمعت أسماء زعماء وفنانين وأدباء، بين الحياة والموت، عرفت عبدالوهاب، رسائل حب، حبيبتى، وغيرها.. المؤكد أن إبداع كامل الشناوى لن ينساه أحد لا فى يوبيله الذهبى ولا المئوى، فمثل كامل الشناوى عصى على النسيان، وكما بدأنا الكلام بومضة من كتابه الساحر ساعات، أنهيه بومضة أخرى: هناك كاتب يتحداك بأسلوبه أن تقرأه وكاتب يتحداك بأسلوبه ألا تقرأه، ومن المؤكد أن كامل الشناوى يتحداك بأسلوبه ألا تقرأه وألا تشبع بين الحين والآخر من معاودة القراءة، فتكتشف وكأنك تقرؤه لأول مرة!!
نقلاً عن المصري اليوم
كامل الشناوى فى اليوبيل الذهبى أكاذيب تفضحها قصيدة «لا تكذبى»

الثلاثاء 18 صفر 1437هـ – 1 ديسمبر 2015م

طارق الشناوي

كلما وجدت أننى أتوق إلى لحظة انتعاش روحى لأحافظ على توازنى النفسى، من غدر الأيام وقسوتها، أطلب على الفور حق اللجوء إلى دُنيا الكاتب والشاعر الكبير كامل الشناوى، فأستعيد قراءة كتاب أعتبره أيقونة فى عالم الإبداع الأدبى «ساعات»، أرتشف منه ما تيسر مما أبدعه كاتبنا الكبير، وحتى لا أطيل عليكم، فى انتظار واحدة من رشفاته إليكم تلك الومضة «أهدى إليها وردا فى إحدى المناسبات، وبعد ساعات دق جرس التليفون وسمع صوتا يقول: أشكرك.. لقد أسعدتنى ليس هذا صوتها إنه صوت الورد».

هذه الأيام نحتفل بيوبيله الذهبى- مرور 50 عاما على رحيله- عندما بدأت مشوارى الصحفى وأنا لا أزال طالباً فى كلية الإعلام قال لى الكاتب الروائى الكبير الراحل «إبراهيم الوردانى» أنت تحمل فى جيبك جواز سفر اسمه عمك «كامل الشناوى» سوف تقتحم به بلاط صاحبة الجلالة!

مر أكثر من 30 عاماً على هذه الكلمة وحتى الآن لا يزال جواز السفر فى جيبى.. كنت حريصاً على أن أتقدم بأوراقى الصحفية بعيداً عن اسمى الشناوى الشقيقين «كامل» و«مأمون»، ولكنى دائماً أشعر بنشوة كلما قرأت أو استمتعت ولا أقول استمعت إلى إحدى قصائد «كامل الشناوى» أو أغنيات «مأمون الشناوى» أو إلى صوتيهما فى الإذاعة فيما تبقى من التسجيلات النادرة التى لا تزال الإذاعة المصرية تحتفظ بها حتى الآن، غادر كامل الشناوى حياتنا فى 30 نوفمبر 1965 ولكنه لم يغادر أبدا وجداننا.

ولد شاعرنا الكبير فى7 ديسمبر 1908 أطلق عليه والده رئيس المحكمة الشرعية- أعلى سلطة قانونية فى ذلك الزمن- الشيخ سيد الشناوى اسم «مصطفى كامل» تيمناً بالزعيم الوطنى الكبير الذى رحل قبل بضعة أشهر من ميلاده، وهكذا مع مرور الأيام أصبح يحمل اسم الشهرة «كامل».. كان الشيخ سيد أيضا يقرض الشعر وهكذا انتقلت الجينات إلى ابنيه كامل ومأمون، وكان يقول لهما عندما كانت القبيلة فى الماضى يبزغ من بينها شاعر، كانت تُقيم الزينات، وتُعلى الرايات وتتباهى بنفسها عن القبيلة الأخرى، أما أنا فماذا أفعل وقد أصبح لدى فى عائلتى شاعران مرة واحدة.

الزمن يحمل الجديد عن «كامل الشناوى» هناك دائماً إعادة اكتشاف، حيث يزداد «كامل الشناوى» حضوراً عند الجمهور خاصة الشباب، قصائده صارت أكثر تداولاً لأنها عاشت من خلال ألحان عمالقة مثل «عبدالوهاب» و«فريد الأطرش» و«الموجى» وأيضاً بأصوات «أم كلثوم» و«عبدالوهاب» و«عبدالحليم» و«نجاة» و«فريد».. ما أتمنى أن أنجح فى رصده عن «كامل الشناوى» هو كتاب موثق يتناول حياته يتجاوز تلك الحكايات المثيرة التى حاول البعض أن يحيلها إلى عنوان لكامل الشناوى ويلصقوها به عنوة، مثل تلك الحكايات المختلقة التى تناثرت عن قصيدة «لا تكذبى» الكل أدلى بدلوه، ومنح لخياله حق براءة الاختراع، والجنوح والجموح كما يحلو له، وهى مع الأسف صارت آفة فى عالمنا العربى، أتذكر أننى قبل 25 عاماً قررت أن أجرى تحقيقاً صحفياً عن لغز هذه القصيدة وهل هى بالفعل عن واقعة حقيقية أم مجرد خيال شاعر، البعض أراد أن يحيل الشطرة الشعرية «إنى رأيتكما معاً»! إلى الخيانة وتلبس ومع سبق الإصرار وقرأوها «إنى ضبطتكما معاً»!

سألت الكاتب الكبير «مصطفى أمين» والفنانة الكبيرة «تحية كاريوكا» والكاتب اللامع «كمال الملاخ» والموسيقار الكبير «كمال الطويل» والعملاق «يوسف إدريس» كل منهم روى لى القصة من خلال رؤيته وتحليله.. مثلاً «مصطفى أمين» أكد أن القصيدة كتبت فى شقته وأنه استمع إلى «كامل الشناوى» وهو يتصل بنجاة يسمعها القصيدة، وكان هو أقصد مصطفى أمين يتلصص على المكالمة من سماعة أخرى واستمع إلى نجاة تقول له «الكلمات حلوة قوى يا ريت تأذن لى أن أغنيها»، لمصطفى أمين مقولة يصف فيها كامل الشناوى قائلا: «إن قلب كامل الشناوى مثل شاشة السينما تعرض كل أسبوع فيلما مختلفا»

«تحية كاريوكا» عندما زرتها لأعرف منها الحقيقة أشارت إلى شرفة ضخمة فى بيتها الذى كان وقتها يطل على نهر النيل بالجيزة، وقالت لى «كامل» بيه كتب القصيدة فى هذه الشرفة.. «كمال الملاخ» قال لى كنت ألتقى كامل بيه دائماً فى الصباح الباكر فأنا أذهب إلى «سميراميس» فى الساعة السابعة صباحاً متجهاً إلى الكافتيريا فشاهدته فى اللحظة التى كان يهم فيها لمغادرة المكان والعودة لمنزله فهو يسهر للصباح وأنا أبدأ يومى فى الصباح، وأضاف «الملاخ» أنه كان ينهى أمامه قصيدة « لا تكذبى» التى كان يكتبها طوال تلك الليلة، وكل ممن استمعت إليهم قدم الحكاية من خلال زاوية رؤيته وإطلالته، وأضاف بعضهم قدرا من البهارات والتحابيش لزوم زيادة نهم التشويق، باستثناء كمال الطويل الذى كان يميل إلى أن كامل الشناوى بلغ ذروة الصدق الفنى، ورغم ذلك كان أغلبهم يُجمع على أن هناك خائنة، وهكذا كان السبب فى خلق واقع موازٍ للصورة الشاعرية فرط الصدق الذى تنضح به الكلمات، انتهيت من خلال مضاهاة أقوال كل المعاصرين لكامل الشناوى فاتضح لى أن الخيال هو الحقيقة والحقيقة هى الخيال، «كامل الشناوى» منح القصيدة إحساسا مرهفا وصادقا فبدأ الناس يبحثون لها عن ظل من واقع وعندما لم يجدوه اخترعوا هم الواقع الذى يليق بالقصيدة، نعم الفن يعبر عن الواقع، هذا هو بالطبع ما يمكن أن نعثر عليه فى أغلب ما نشاهده أو نقرؤه فى الأعمال الفنية، وهناك استثناء أى أن الخيال نبحث له عن حقيقة وهذا هو حال قصيدة «لا تكذبى»، إلا أن أسوأ ما فى هذه القصيدة هو أنها تختصر «كامل الشناوى» فى قصيدة واحدة، مثلما حاول البعض فى عدد من أحاديثهم ومقالاتهم تحديد قيمته الإبداعية فى مقلب قام بتدبيره على سبيل المداعبة وغفلوا عن قيمة «كامل الشناوى» المترامية الأطراف والضاربة فى العمق، كل ذلك من أجل أن تحقق مداعبة له قسطاً وافراً من الشهرة، فتتحول تلك القفشات الهامشية إلى عنوان عريض لكامل الشناوى.

كيف مثلاً لا يتذكر أحد قصيدته وعنوانها «نشيد الحرية» والتى يقول فيها «أنت فى صمتك مرغم/ أنت فى حبك مكره/ فتألم وتكلم وتعلم كيف تكره».. كتبها «كامل الشناوى» قبل قيام الثورة منادياً الشعب بأن يثور ولحنها وغناها «محمد عبدالوهاب» ومنعت من التداول فى الإذاعة المصرية، ولكن بعد قيام الثورة تم الإفراج عن هذا النشيد، وكان ينبغى تغيير «أنت فى صمتك مرغم» إلى «كنت فى صمتك مرغم كنت فى حبك مكره».. دائماً ما أتذكر له قصيدة لم تغن وإن كنت قد اقترحت على الموسيقار الكبير «محمد عبد الوهاب» أن يغنيها وأسمعتها له بالتليفون وتحمس لتلحين كلماتها التى تقول «أحببتها وظننت أن لقلبها نبضا كقلبى لا تقيده الضلوع/ أحببتها فإذا بها قلب بلا نبض سراب خادع ظمأ وجوع/ فتركتها لكن قلبى لم يزل طفلاً يعاوده الحنين إلى الرجوع/ وإذا مررت وكم مررت ببيتها تبكى الخطى منى وترتعد الدموع!! هل بالفعل لحنها الموسيقار الكبير؟ لا أدرى على وجه الدقة ولكنى أعلم أن عبدالوهاب ترك عددا من تسجيلات موسيقية غير مكتملة، ربما كانت تلك القصيدة واحدة منها، وبالمناسبة كان عبدالوهاب ليس فقط شديد الإعجاب بكامل الشناوى كشاعر وصحفى ولكنه كثيرا ما كان يشيد بصوته وبقدرته على إلقاء الشعر، فكان يصفه قائلا: كامل الشناوى صوت ضل طريقه للغناء.

كامل الشناوى منح المقال إحساسا شاعريا، عندما مات أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد كتب مقالاً كان عنوانه عقلى يجهش بالبكاء، وعندما سألوه عن تلك المعضلة هل هو شاعر أم صحفى فقال عندما أكتب قصيدة فأنا شاعر وعندما أكتب مقالا صحفيا أضف إليه لمسة شاعرية!!

عمل كامل الشناوى فى العديد من الجرائد والمجلات بداية من روزاليوسف والأخبار والجمهورية ووصل إلى موقع رئيس التحرير، وكان يكتب على صفحات الأهرام بابا أطلق عليه اسم خواطر حرة ولكن مع بداية الحرب العالمية الثانية فى نهاية الثلاثينيات مورست الرقابة على الصحف ولهذا غير اسم الباب إلى خواطر مقيدة، وصارح القراء قائلاً لهم إن الخواطر لم تعد حرة، أما قبل ساعات قليلة من الثورة فلقد كتب مقالا أكد فيه أن مصر تبحث عن رجل يحيل ظلامها إلى نور، وأعلن فى الصباح الباكر الساعة السابعة والنصف، عبر الإذاعة المصرية قيام الثورة بصوت البكباشى محمد أنور السادات.

لم يصدر فى حياته سوى ديوان واحد فقط لا تكذبى رسم الغلاف والرسوم الداخلية الفنان الرقيق الراحل يوسف فرنسيس أحد اكتشافات كامل الشناوى الذى لم يتوقف عن التقاط الموهوبين وتدعيمهم فى حياتنا الصحفية والأدبية والفنية مثل موسى صبرى، أحمد رجب، أنيس منصور، محمود السعدنى، سعيد سنبل، كمال الملاخ، فتحى غانم، صلاح حافظ، بليغ حمدى، كمال الطويل وغيرهم.. نعم لم يصدر سوى كتاب واحد فى حياته لكن شقيقه الشاعر الغنائى والكاتب الصحفى الكبير مأمون الشناوى تولى تجميع العديد من كتابات شقيقه الكبير كامل الشناوى وأصدرها فى عدة كتب جمعت أسماء زعماء وفنانين وأدباء، بين الحياة والموت، عرفت عبدالوهاب، رسائل حب، حبيبتى، وغيرها.. المؤكد أن إبداع كامل الشناوى لن ينساه أحد لا فى يوبيله الذهبى ولا المئوى، فمثل كامل الشناوى عصى على النسيان، وكما بدأنا الكلام بومضة من كتابه الساحر ساعات، أنهيه بومضة أخرى: هناك كاتب يتحداك بأسلوبه أن تقرأه وكاتب يتحداك بأسلوبه ألا تقرأه، ومن المؤكد أن كامل الشناوى يتحداك بأسلوبه ألا تقرأه وألا تشبع بين الحين والآخر من معاودة القراءة، فتكتشف وكأنك تقرؤه لأول مرة!!
نقلاً عن المصري اليوم

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

مسقعه مقدونيه Macedonian Moussaka

moussakaamacdonyالمقادير
ثلاثت باذنجانات كبيره
ربع كيلو لحم مفروم ناعم
بصله كبيره مفرومه
3 ملاعق كبيره زيت
ثوم مهروس
فلفل اخضر مقطع الى دوائر أو أنصاف دوائر
كوب باميه مقمعه ومفرومه ناعم
كوب معجون طماطه
ملح وفلفل , وفلفل أحمر
حفنه من المعدنوس
جبن مبشور بكميه حسب الرغبه

العمل
نقطع الباذنجان الى دوائر بسمك نصف سم . ندهن جانبي الحلقات بالزيت ونصفها في صينية الفرن ونشويها على الشعله العليا 5 دقائق على كل وجه . نضع اللحم المفروم والبصل في مقلاة كبيره ونقلبهما حتى ينضج الخليط . نضيف الباميا المفرومه والفلفل الأخضر والملح والفلفل الأسود والأحمر . نضيف معجون الطماطه والثوم والمعدنوس وبضع قطرات من الماء اذا كان المزيج جافاً . في قالب فرن نرتب حلقات الباذنجان وحشوة اللحم في طبقات . نرش الوجه الأخير بالجبن المبشور وندخل الصينيه الى فرن بحرارة 200 مئويه مدة نصف ساعه أو حتى يذوب الجبن ويحمّر لونه .. تخرج من الفرن وتقدم ساخنه .. شهيه طيبه

Posted in طبق اليوم \د. ميسون البياتي | Leave a comment

شوربة فاصوليا من مقدونيا Macedonian bean soup

beansoupmacdonyالمقادير
كوبان فاصوليا بيضاء مغسوله ومنقوعه
أربع فلفلات حمراء حلوه كبيره
ثوم مهروس
ورقة لاورا
بصله كبيره مفرومه ناعم
زيت
فلفل أحمر مطحون
نعناع ناشف ومطحون

العمل
توضع الفاصوليا في قدر كبير مع كميه كافيه من الماء وحبات الفلفل والثوم وورقة اللاورا ونطبخ الى أن تنضج الفاصوليا . نستخرج حبات الفلفل ونقشرها ونقطعها. نقلي البصله في الزيت ثم نضيف الفلفل المقشر وفنجان من الفاصوليا المهروسه التي ستساعد على زيادة سمك الشوربه ونغلي الخليط حوالي ربع ساعه . قبل التقديم بلحظات نرش النعناع ونغرف في طبق التقديم .. شهيه طيبه

Posted in طبق اليوم \د. ميسون البياتي, مواضيع عامة | Leave a comment

نداء الى اللاجئات السوريّات / توّقفوا عن الإنجاب!

mf87 (2)

صورة لأطفال سوريين !

أتفهّم طبعاً أنّ الحياة يجب أنْ تستمر قدر الإمكان وأغلب الأحيان !
وأنّ الكفاح والنضال من أجلِ البقاء ,هي غريزة أصيلة لدى جميع البشر والأحياء بصرف النظر عن تفاصيل ظروفهم !
إنّما هذا المفهوم ,هو غير مفاهيم وتفاصيل أخرى منها :
الحديث عن (الموت الرحيم) الذي يلجأ إليه الميؤوس شفائه من مرض مؤلم طيلة الوقت.أقصد عندما يصبح الألم هو كلّ الحياة وليس جزءً بسيطاً أو مُحدّداً من تلك الحياة !
ومنها (وهذا ما أوّد جلب الإنتباه له اليوم) ,إنجاب الأطفال الى هذا العالم وبالذات في جزء منه هو الأخطر والأسوء (على البشر البالغين القادرين) بجميع الأعراف الإنسانيّة ,فما بالك مع الأطفال حديثي الولادة ؟
هنا سيكون الكلام عن موضوع آخر سوى غريزة حُبّ البقاء !
الأمّ والأبّ هما المسؤولان أولاً في هذه الحالة (أتحدّث عن سوريا الجريحة بالتحديد) .مادام الحاكم ديكتاتور بلا أدنى ضمير ,لن يترك منصبه حتى الرمق الأخير .والثقافة السائدة وفرّت معارضة أكثر دمويّة منه ! فما العمل في مثلِ تلك الظروف ؟
أينبغي أن نستمر في التكاثر (البهيمي) ,لنُفعّل حديث [تنتن ـ تنتن..أو تناكحوا تكاثروا فإنّي مُباهٍ بكم الأُمم يومَ القيامة] ؟
ثمّ بعد ذلك نضطر الى التعايش مع صور مُعاناة ومآسي أؤلئك الأطفال البائسين وهم جوعى أو جُثث غرقى ,يُتاجر بدمائهم تُجّار الدين السفلة ؟
أوّاه ,هل حقّاً هذا ما تفهموه عن معنى إرادة الحياة أو غريزة حُبّ البقاء؟
ألا يقود هذا الى تبلّد الضمير الإنساني وموتهِ التدريجي ؟
في الواقع أنا أتعجّب من إقبال الأحبّة المصريين على كثرة الإنجاب وقلقهم غير المُبرّر من تأخرّه للأزواج الجُدّد ,فقط لكون حالة البلد ومواردها الإقتصادية لا تُساعد على إضافة ملايين جُدّد !
بالمناسبة وفي موضوع ذو صلة فإنّ تركيا العثمانيّة الاردوغانيّة كانت أكبر المُتاجرين بهذه المآساة ,مآساة الأطفال السوريين .وجميعنا يذكر تلك الصورة التي لا أجرؤ على تذكيركم بها حتى !
والدليل على قولي هو الإتفاق الذي تمّ التوّصل إليه بالامس بين الأتحاد الاوربي وتركيا / الرابط أدناه !
نعم تركيا الإسلاميّة إبتزّت العالم الحُرّ وتاجرت بدماء وأرواح اللاجئين المسلمين (ومنهم بالطبع الأطفال السوريين) .وسوف تحصل على أكثر من (ثلاثة ورُبع) مليار دولار.كذلك وعود بقبولها ضمن الإتحاد الأوربي (وتلك مآساة بحدّ ذاتها ليس مجال التفصيل فيها) .
حقّاً أحلى من الشرف والشحاته التركيّة مفيش !
***
كلام مفيد :
أيتّها الأمّ السوريّة وكلّ سيّدة في هذا العالم تعلم يقيناً أنّ مولودها سينالهُ الأذى والعذاب (وربّما الموت) توّقفي عن الإنجاب ولو الى حين!
لا تقولي تلكَ مشيئةُ الله(هو يطعمني ويسقين) أو (نحنُ نرزقهم وإيّاكم)!
لا تقولي زوجي سافل يُجبرني على ذلك ,القرار الأخير حتماً بيدك والوسائل في عالم اليوم متوفرة رغم وضعكم المآساوي!
لا أقول فكّري وتصرّفي مثل السيّدة الغربيّة التي تحتسب قبل حملها المساحة في شقتها لوضع الألعاب الإضافية في عيد ميلاد طفلها الأوّل.
لكن يكفي أن تفكّري بالآلم والأذى المُحتمل جداً لوليدكِ !
بالمناسبة (للمتفذلكين): دعوتي هذه لاتشبه اليوجينيا Eugenics
التي تنصح بعدم الإنجاب في حالة تأكّدَ علميّاً أنّ الجنين يحمل تشوّهات خَلقيّة أو عَقليّة .وهي فكرة معقولة لولا أنّهُ أسيء إستغلالها من بعض الأفراد والجماعات (هتلر المجنون مثلاً) !
أخيراً ..الى كلّ رجل يملك أدنى ضمير إنساني أقول :
مَنْ تُراه (عاقلاً) يريد إنجاب الأطفال الى عالَم غير آمن البتّه ؟
على المرء السيطرة على عنان قلبه وعقله وشهوته وغريزته ,خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بأذيّة مَن نُحّب .تلك هي الرجولة الحقيقيّة !

***
الرابط / إتفاق تركي أوربي للحدّ من اللاجئين !

http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2015/11/151129_turkey_europe_migrant_?SThisFB

تحيّاتي لكم

رعد الحافظ
30 نوفمبر 2015

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

مسؤول روسي للسي ان ان سوخوي 35 أفضل طائرة مقاتلة في العالم

 شركة “روسوبرون اكسبورت” الحكومية الروسية المتخصصة بتصدير السلاح، طائرة سوخوي 35 الروسية هي أفضل مقاتلة في العالم, ولا  وجود لمنافس غربي لها,  هي من جيل 4++ وقادرة على تنفيذ جميع المهام القتالية وضمان التفوق الجوي وتوفر قدرات فائقة كتدمير جميع الأهداف الموجودة في منطقة العمليات,  متعددة الاستخدامات, وتعمل  دون دعم من أنظمة الرادار الأرضية, وبوسعها التعرف على كافة الأهداف واكتشافها، حتى تلك الموجودة على مسافات بعيدة، والتعامل معها بأنظمة الأسلحة التي تحملها,   فخر الصناعات العسكرية الروسية الحديثة,  لديها 14 نقطة لحمل الأسلحة والصواريخ بوزن يصل إلى ثمانية أطنان ويمكنها التحليق لأوقات طويلة ومسافات بعيدة دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود,  ولديها قدرة التحليق لقرابة 1500 كيلومتر على ارتفاعات منخفضة، أما على الارتفاعات الشاهقة فلمسافة تصل إلى 3500 كيلومتر بسرعة تصل إلى 1400 كيلومتر بالساعة أما سرعتها على الارتفاعات الشاهقة فتصل إلى 2.25 ماخ.

anatrishinko2

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment