كيف كانت حياة الأسرة في بلاد الرافدين ؟
بقلم : عضيد جواد الخميسي
كانت الأسرة في بلاد الرافدين القديمة تعتبر الوحدة الأساسية في بناء المجتمع ، وذلك عندما حافظت على مجمل عاداتها وتقاليدها بأمل ضمان استمرارها في المستقبل . وكانت وحدة الأسرة من الأهمية بمكان حيث استند إليها التسلسل الهرمي في كل من القصر والمعبد .
يرى عالم التاريخ “ستيفن بيرتمان” أن ؛”سكان بلاد الرافدين القدماء كانوا يعتقدون أن للعائلة أهمية رئيسية في استقرار المجتمع” (ص 275). فقد كان ربّ الأسرة هو الرجل الأكبر والمسؤول الأول في إعالة أسرته. وإذا كانت الأسرة من الطبقة العليا ؛ يكون ربّ الأسرة هو الرجل الذي من يمتلك الأرض . أمّا إذا كانت الأسرة من الطبقة الدنيا وأرضها مُستأجرة ، فالذي يدفع بدل إيجارها يكون بالتالي هو ربّها .
في العائلات المتفرعة ، كان الجّد معالاً والأب هو ربّ الأسرة . وينطبق هذا النموذج نفسه على الملك في حال تنازله عن العرش لصالح أحد أبنائه (كما في حالة والد الملك حمورابي ) . أمّا في المعبد ، فقد كان الإله يُعدّ “ربّ الأسرة” والكهنة هم المعالون . وكان يُنظر إلى العبيد على أنهم معالون أيضاً ، إلاّ أنهم يمتلكون هامشاً ضيقاً من الحرّيات ، وحسب طبيعة عملهم عند الأُسر الثرية .
كان عقد الزيجات يتم وفق ضوابط صارمة بين والد العروس والعريس أو والده . ولكي يعتبر الزواج قانونياً ، وجب مراعاة كل خطوة في مرحلة الخطوبة ، وخصوصاً بما يتعلق بحفل الزفاف والانتقال إلى منزل جديد أو بناء منزل جديد حرفياً .
وعلى الرغم من أن الناس يمكنهم أن يتعايشوا بدون زواج (أو في حالة الأزواج من نفس الجنس) ، إلاّ أنهم يعتبرون هم وأطفالهم (أو الأطفال المتبنون) خارج حماية القانون والخدمات الاجتماعية . Continue reading