حزب الله يقتفي مسير حزب الدعوة :

عزيز الخزرجي

مقال هام لتذكير هذا الجيل و الأجيال القادمة و جميع الناس بحقيقة ما حصل و يحصل بإسم الأسلام و الجّهاد و الدعوة و الوطنية و غيرها حتى صار ليس المسلمين فقط بل و الأسلام متهماً و منحرفاً !؟

كيف إن حزب الله إقتفى مسير حزب ألدّعوة!؟
إنهاو بكل أمانة معلومات لا يعرفها غيري و أخاف أن تمرّ الاجيال القادمة ولا يعرف أحدهم حقيقة الامر, خصوصا و أنا في آخر العمر و أوشك أن أُدعى ..

للأسف وصل الوضع بحزب الله أخيرأً لدرجة من الخيانة ترتقى للعظمى بعبادة الدولار و النفس بدل الله عملياً .. لتكون بداية سقوطه حقاً .. لذلك فقدتُ ثقتي ليس بحزب الدعوة القائمة اليوم و الذي سبقهم – أيّ حزب الله – بل بكل الاحزاب و الكيانات المتحاصصة و في مقدمتهم اللبنانيون .. فإذا كان حزب الله و يكفيه إسمه الكبير على مسمى صغير بكل شيئ ؛ أن يصل الوضع بقيادته كنصر الله و أنوار الساحلي و معظم قيادات هذا الحزب لهذا الوضع البشع من الدّعارة و الإنحطاط و بكل المقايس و هم يتصرفون بأموالنا لبطونهم و لسفراتهم و موائدهم و في هذا العصر الذي لا يحصل فيه أكثر الناس على الكفاف من العيش؛!
فلماذا نعتب على الحكومات الجاهلية بعد!؟

و إذا كان حزب الله الذي يؤمن بنهج أهل البيت المظلومين و بآلشهادة حسب الظاهر و المدعيات الأعلامية .. و يأكلون قوت الناس علناً و يحطمون آمال الفقراء فما حال باقي اللبنانيين من الجّهات الأخرى و هكذا باقي المسلمين!؟

و لماذا أحَرّم إبنتي و إبني العزيزين العالمين المُكافحين من فرحة أقامة حفلة بسيطة لمناسبة قرانهم أو زواجهم بدعوى وجود أناس محتاجين و جياع هنا و هناك و علينا مساعدتهم بدل ذلك .. بدل صرفها في حفلة عشاء ستنتهي بعد ساعة أو ساعتين!
و ما كنت أعلم حتى وقت قريب؛ بأنّ الدّين صار تجارةً و لغواً و لعبة و نفاقاً لاجل الدّنيا و الرواتب و المصالح الحرام!؟

فحين يأتي من سمى نفسه قائد المحاصصة أو قائد حزب (الله) و الله بريئ من نفاقهم .. في آلدّنيا وآلآخرة ليستفيدوا من تلك الأموال الحلال التي حرّمناها على أنفسنا و أبناءنا و كما كنا نفعل ذلك في السبعينات أثناء تصدّينا للعمل الدعوي الأسلامي الحقيقي؛ ليأتي بعدها و بكل قباحة و بلا حياء أؤلئك الذين قدّمنا لهم لقمتنا ليسفروا و يعلنوها حفلات ماجنة عامّة و خاصة أو مغطّاة بشعارات إسلامية صفراء!

نعم إنّها بداية ألنهاية و الأنحطاط و آلأنحراف لهذا الحزب كحزب الدعوة الذي الذي كان يدّعي حبّ عليّ و الحسين و نهج أهل البيت(ع) كغطاء للإرتزاق من هذا و من ذاك و من الدولة الإسلامية .. أستثني منهم فقط (قبضة الهدى) و الذين عملوا تحت لوائنا من الشهداء الابرار أيام سنوات الجمر .. لقد فعل الجميع من بعدهم العكس عندما حلّ الرّب الأعلى (الدولار) محلّ الرب المعشوق الحقيقيّ ففقدوا شعبيتهم بآلكامل .. إنها قضية شيعة لبنان التي تشبه قضية حزب الدّعوة الفاسد الذي كان إسلاميّاًّ سابقاً كما ألمحنا و صار عشائرياً و علمانيّاً في ليلة و ضحاها لمجرد ما حلّ عقييدة(الدّولار) بأمر الأسياد بدل الله في نهجهم و عقيدتهم فصار أساس ثقافتهم و موائدهم في العراق و في الخارج حتى إنقلبت الأمور و مسخت الأخلاق و القيم و أحلوا القبح و النفاق و الكذب و الدّجل والحرام بدل الصدق و التواضع و الجهاد و التقوى في سبيل الفقراء و المظلومين .. للدرجة التي بات معها أعضاء هذا الحزب اللملوم الذي لم يبق من دعاته الحقيقيين إلا النادر المنزوي هنا أو هناك بعد فضائح قياداته الحالية المجرمة بحقّ الدّين و الدّولة و الشعب و الفقراء منهم بشكل خاص!

هؤلاء الذين عُرفوا زمن صدام بأشرف خلق الله لكن لا مع هذه القيادة الفاسدة و أعضائه المرتزقة .. أنهم و لمجرد ما وصلوا – طبعا دعاة اليوم المرتزقة – للسلطة بإسم الدعوة و الصدر المظلوم و آلشهداء كـ(قبضة الهدى) ؛ غيّروا كل شيئ حتى الأسم .. و سرقوا كلّ شيئ حتى الفقير, و لم يبق عضو واحد من الخط الأول و الثاني و من يحيط بهم من المرتزقة حتى الناطق الرسمي قبل أيام؛ لم يصبح مليونيراً و فاسقاً و داعراً و صاحب عقارات و قصور و رواتب حتى مسخوا تماماً بحيث لو تُدقّق في وجودهم و وجوههم قليلاً لرأيت من بُعد ألجهل و النفاق و قلّة الأدب و الحياء و البيوت و القصور تتلألأ في ظاهرهم و تتقطر من عيونهم الحقد و العقد و النفاق و اللاأدب خصوصاً و جُلّهم من السّواق و (العربنجية) الفارغين من التقوى و الأخلاق والقيم .. ألفرق الوحيد – الذي توصلت له و كشفت منه حقيقة الإسلام فيهم .. في العراق ولبنان و غيرها بعد إنتصار الثورة الإسلامية, خصوصاً الفرق – بين ألحزب اللبناني مثلاً “الذي كان يسمى بحزب الله” و بين “آلحزب العراقيّ”الذي كان يسمى بـحزب الدّعوة” ناهيك عن غيرهما من الكيانات و هي كثر: هو أنّ نهج حزب “الدّعوة” و لمجرد ما إطلعتُ عليه سريعاً في السبعينات .. ثمّ بتأنٍ بعد هجرتي بداية الثمانينات ثمّ شهدتُ أخلاق”الشخصيّات” التي عرضت نفسها ظلما وزوراً كقيادة له عام 1980م في إيران طبعاً لعدم وجود أثر أو حتى تأريخ لهم في العراق أيام المواجهة الجهنمية مع نظام البعث الجاهل, سوى إنشغالنا بقيادة الحركة الأسلامية و ملاحقات الأمن و سجن هذا و ذاك لكونهم كانوا مجرد يُصلون و يصومون و لم يقم أحدهم بعملية جهادية واحدة إلّا بعد ما تصدينا للعمل الجهادي أواسط السبعينات حتى إنتصار الثورة و عملية أمير شهداء العراق المجاهد سمير غلام نور علي وبعدها بقليل؛ يضاف لذلك أنهم”دعاة العار و الجّهل” حذفوا حتى فقيه الدّعوة آلسيد الحائري من نهجهم ليبقوا أحراراً من دون ولاية و ليفعلوا ما فعلوا كما شهد العالم الواعي ذلك, و أتعجب كيف إن جاهلاً أميّاً في الفكر و الفلسفة وحتى أبجديات الثقافة العامة كآلعسكري و الجعفري و الحنبلي يحددون مصير مرجعهم و فقيهم ؟ لا أدري هل كان السيد كاظم الحائري موظفا في دائرتهم أو عشيرتهم؟ و الله إن أمرهم لغريب و عجيب ..
و هكذا إستمر الوضع حتى إنشقّ الحزب إلى أكثر من 10 تيارات بعد ما إنشق لتيارين فقط بعد عام 1979م ؛ تيار البصرة كما إصطلح عليه بقيادة المرحوم (عز الدّين سليم) و تيار عشيرة النجف إن صحت التسمية, و كذلك مواقفهم السلبية تجاه آلدولة الإسلاميّة وفسادهم و أنحرافهم عن خط الأسلام حينها نظرياً و فيما بعد عمليّاً عبر السلطة والدولار بعد سقوط صدام بيد الأمريكان الذين نصبوهم كقادة عملاء في بغداد .. وهكذا حتى وصل الحال بهم بآلبراءة من الصدق و الدين علناً !

بعد هذا (آلسّفر) و (العاقبة) قرأت الفاتحة عليهم وإعتبرتهم كأيّ حزب عربي علماني كما عبّروا عن أنفسهم في بيان بعد 2003م وهكذا حزب الله و رمز النفاق فيه المدعو (أنوار الساحلي) و ما خفي أعظم و أكبر و أمرّ و الله!

و ما رجوعهم الأخير لأحضان الدولة و تقبيل الأيادي إلى جانب الخُطب الصفراء الملفقة؛ إلّا خوفا و طمعا لحمايتهم من الزوال بعد ما فقدوا كل إعتبار نتيجة فسادهم الخفي والمعلن.

إن الكارثة الكبرى التي حلّت بآلشيعة عموماً و بقياداتها المتنوعة و مراجعها المتعددة خصوصاً؛ هي أنهم يأكلون الدّنيا بآلدّين و يعتبرونه هو الدين الذي أراده الأمام عليّ(ع) والأئمة من بعده .. لكني رغم كل تلك المأسى و النتائج لم أكن أعتقد لحظة .. أو حتى أسمح لنفسي أن أسيئ الظن يوماً بـ (حزب الله) اللبناني الذي له أيضا تأريخ مذ كان يعمل تحت راية (منظمة أمل) بقيادة الصدر الغائب و نبيه بري و آخرين حيث لا يعرفون غير القتال ومعظم القتال و الشهداء طبعاً على عاتق (أولاد “الخايبة”) كما يقولون بآللهجة العراقية ..

كما إن النفاق و الدّجل و عبادة الدّولار عملياًّ مع الصلاة و الصوم ظاهرياً و الخطابات الصفراء فصلياً؛ لا تنكشف حقيقتها بسهولة و في أحيان كثيرة خصوصاً إذا كان الحاكم كمعاوية و أقرانه و كما يقول (غاندي) و كذا أئمة الهدى قبله :

[أكبر نجاحات الشيطان تتحقّق حين يظهر و كلمة الله على شفتيه].

و المصيبة تكون أعقد و أعظم ممّن يلبسون العمائم العريضة المزركشة تزينها الشعارات و المدعيات الفارغة, و هذه الحالة باتت من عجائب الحياة المعاصرة التي نفسها أصابت بآلأمس حتى أقرب المقربيين من آلرّسول الكريم(ص) ومن وصيّه الأمين اللذين عاشوا معهما و كانوا يسمعون همسات الوحي و يُبلغون بآيات الله مباشرةً و لكن لم تؤثر فيهم كل تلك الآيات و المشاهد .. بل سرعان ما نسوا ذلك و إنقلبوا على أعقابهم .. فهذه الدّنيا تغرّ المغرورين!

فما قيمة حزب صعلوك مرتزق كآلدّعوة التي تفتخر بآلعمالة اليوم جهاراً نهاراً أو حزب منافق مرتزق كحزب الله أمام تلك القامات الشامخة من الصحابة من بينهم البدريون الذين سرعان ما إنحرفوا لأجل المال و الجاه و الظهور و السلطة و الحمايات أيضاً ..
هذا التقييم ليس تقيماً أرضياً طبعاً خصوصا في وسط هذه الجاهلية الحديثة ؛ بل من خلال النظرة الكونيّة لتقييم المواقف!

فما حدث و يحدث الآن من فساد و نفاق و كذب و دجل و دعارة باسم الأسلام و إنتشار الإرتزاق على الدّين من الرواتب الحرام و السرقات المليونية تحت مظلة الجهاد؛ هو تكرار للتأريخ الأسلامي الأسود بآلضبط .. و يُحدث اليوم بأسماء و عناوين و إزمنة مختلفة!

لعن الله الدّولار الذي حلّ محلّ الله في عقائدهم, و هذا الهاجس و الواقع الأليم هو ما أشار له النبي الخاتم و أئمة أهل البيت(ع) بقولهم:
[أخوف ما أخافه عليكم ؛ حب الدّنيا و طول الأمل], و ذلك بسبب ثقافة مدّعي الدِّين خصوصاً على الصعيد العمليّ و المشتكى لصاحب الأمر (عج) و إنا لله و إنا إليه راجعون.

الفيدو التالي يبيّن الحقيقة المُرّة التي كشفناها مؤخراً .. و كيف إن هذا القيادي البارز في حزب “الله” أي “حزب الدولار” ينسى كلّ شيئ و يتمتع حتى بآللهو و الشراب و الدّعارة الحرام !

مع ملاحظة أخيرة قبل عرضه هي:
[هذه المصائر و العواقب السيئة سببها الأول؛ هو كره آلناس للحقّ وأهل الحق من العلماء و الفلاسفة الحقيقيين, و حين ينبذ بعض مراجع الدين قضايا الفكر والعلم والفلسفة ؛ فأن آلجهل يتفشى و يتعاظم في النفوس , و يصبح آلسعي للقمة الحرام دون تقديم شيئ بآلمقابل مسألة عادية .. وحتى العمالة و بيع الدين بآلتقية و ما شاكل ذلك من تحاليل شيطانية!

وإنّ أكثر من 5 ملايين عامل و موظف بجانب 500 حزب طفيلي كحزب الدّعوة و البعث تصبح مسألة عادية أن يتسيّدوا الموقف و آلجميع يلهث وراء الدّولار و العقارات و يحارب الفكر و الفلسفة و الفلاسفة كي يبقى الوعي في الحضيض ليسهل تغرير الناس , و هذا الواقع الذي نشهده في بلادنا لأكبر دليل على ذلك .. و حقاً ما قاله الرسول(ص) بآلأضافة لما ورد آنفاً هو: [إن أخوف ما أخافه عليكم هو الهوى وطول الامل !], و في روابة أخرى [حبّ آلدّنيا] كما أسلفنا, و القتال الذي تراه أحيانا يتأجج في الجنوب أو الشمال أمر واقع و مفروض عليهم جغرافياً وليس بإختيارهم أو من دافع عقائدي, و لو كان أيّ حزب أو جماعة أخرى حتى لو كانوا كفاراً لفعلوا الشيئ نفسه دفاعا عن وجودهم و مصالحهم على الأقل و كما صرح السيد نصر الله بنفسه أكثر من مرّة في معرض بيانه عن أن موقف الحزب لا يرتبط بإيران, هذا وإن أعضاء حزب الله لا يتقن جلّ أعضائه مهنة شريفة إو إختصاصات علمية أو صناعات متطورة قد يفيدون بها حتى لبنان ناهيك عن ّ الأسلام .. سوى الحرب و القتال و حتى هذا(الحرب والقتال) إن تمّ تأديتهُ على سبيل الفرض بشكل صحيح بشرطها و شروطها و حققت الأنتصار الساحق على العدو؛ فأنه لا يتعدّى أن يكون في نهاية المطاف سوى (الجهاد الأصغر) و الفضل فيه أيضا يعود للدولة الإسلامية التي رعتهم و مولتهم وإلا لا فضل ولا وجود لهؤلاء المرتزقة أبداً في مسار الواقع و التأريخ.
و لو كان يوجد حقاً أكثر من عشرة آلاف مؤمن في حزب واحد هو (حزب الله) كما يُدّعى لكان الأمام الحجة(ع) مع كلّ الأئمة الطاهرين ظاهرين وقبل هذا الوقت بحسب ما وعدنا الله تعالى عن الرسول بذلك الظهور الكبير؛ فيما لو وجد 313 مؤمناً مجاهداً فقط, أيّ بقدر قوات بدر, و الحال أن الأحزاب الإسلامية المدعية للخير في المذهب الشيعي فقط وصل عددهم لاكثر من خمسين حزباً كحزب الله و الدعوة و أمل … و في مذهبنا و بلادنا فقط .. ناهيك عن الأحزاب الأخرى في المذاهب الإسلامية و الأديان الأخرى!؟ و إنا لله و إنا إليه راجعون!
ألعارف ألحكيم : عزيز حميد مجيد

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.