رافائيل ألبرتي

rafailalberti

د. ميسون البياتي

ولد رافائيل ألبرتي ميريلّو عام 1902 وتوفي عام 1999 وهو شاعر إسباني وعضو في جيل 1927 الإسباني الشعري ( العصر الفضي ) فاز بجوائز عديده عن كتاباته . حين إندلعت الحرب الأهليه الإسبانيه رحل الى المنفى بسبب قناعاته الماركسيه , وبعد موت الجنرال فرانكو عاد الى اسبانيا فأطلقت حكومة مقاطعة الأندلس عليه لقب ( إبن الأندلس المميز ) وكان ذلك عام 1985
نشر مذكراته تحت عنوان ( الأيكه المفقوده ) عام 1959 وهذه المذكرات هي أهم مصدر لمعرفتنا الكثير من المعلومات عن حياته المبكره

ولد ألبرتي في عائلة ثريه من ملاك الأراضي والذين يعملون على تصدير البراندي الى الخارج لكن هذا الإحساس بأنه ينتمي الى عائلة برجوازيه سرعان ما تبخر بعد أن خسرت العائلة أملاكها . ماتت أمه وأخوه بمرض السل .. أما والده فكان مصاباً بمرض عصبي يجعله دائم الهياج مما أخسره أمواله وعلاقاته مع الناس .. وكل هذا سيظهر لاحقاً في أشعار ألبرتي

دخل المدرسة اليسوعيه وهو بعمر العاشره لكنه كان طالباً مشاكساً أجبر المدرسة على طرده حين أصبح في 15 من العمر وكان ذلك عام 1917 وعندها إنتقل هو وعائلته الى مدريد

في مدريد بدأ البرتي يهمل دروسه المقرره ويتجه الى القراءة الحره والرسم وفي عام 1920 كانت قد تمت دعوته الى المشاركة في معرض للرسم في مدريد بعرض العديد من رسوماته

عام 1921 تم تشخيص حالته على أنه مصاب بالسل فدخل المصحة عدة أشهر حيث قرأ خلال هذه الفتره بنهم أعمال أنطونيو ماتشادو وخوان رامون خيمينيث وآخرين

خلال السنوات التاليه كان ألبرتي يتمتع بنجاح شعري كبير وهيبه أدبيه لكنه كان يعتمد على أسرته في معيشته . كانت المجلات الأدبيه حريصة على نشر أعماله , وكان هو حريصاً على توطيد علاقاته وصداقاته مع الناس التي أثمرت إحتسابه شاعراً من جيل إسبانيا الفضي الشعري جيل 1927

الشعر الذي يعتمد على التراث الشعبي كان هو ما إعتمده رافائيل ألبرتي في كتاباته الأولى ولكنه مع إقتراب الذكرى المئويه الثالثه للشاعر غونغورا بدأ يعتمد اسلوباً جديداً في الكتابه يمكنه من أن يكون أكثر سخرية وتفاعلاً مع الموضوعات التي يكتبها . قبل ذكرى غونغورا كان البرتي قد بدأ في كتابة القصائد الأولى لمجموعته ( فيما يتعلق بالملائكه ) وهي المجموعه التي أظهرت تحولاً كاملاً في أسلوب كتابته . أما المجموعه الثانيه ( عظات وقصور ) ومسرحية ( الرجل الخالي ) فقد أظهرتا علامات إنهيار نفسي أثار إستغراب جميع من عرفوا رافائيل ألبرتي

في كتاب مذكراته كتب ألبرتي أنه أعتنق الماركسية منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي , وأن تأسيس الجمهوريه الإسبانيه الثانيه عام 1931 كان السبب في إنضمامه الى الحزب الشيوعي الإسباني وفي العام 1933 كان قد رحل الى المنفى

خلال الحرب الأهليه الإسبانيه كان رافائيل ألبرتي صوتاً شعرياً يسارياً أذيعت له من إذاعة مدريد العديد من القصائد أثناء فترة حصار مدريد بين عامي 1936 _ 1939 من قبل العسكر أنصار فرانكو . وبعد هزيمة القوات المسلحه للجمهوريه الإسبانيه غادر ألبرتي الى باريس وسكن في شقة واحده مع بابلو نيرودا حيث بقيا معاً حتى نهاية عام 1940 وعملا مترجمين للإذاعة الفرنسيه , ومذيعين في الإذاعات الموجهه الى امريكا اللاتينيه ( وهي تبث باللغة الإسبانيه ) أثناء فترة الإحتلال الألماني لباريس , وسافرا كمراسلين للإذاعه من مرسيليا الى بوينس أيرس بحراً لتسجيل اللقاءات الإذاعيه

عاش رافائيل ألبرتي مع بالو نيرودا حتى عام 1963 في الأرجنتين . عمل ألبرتي خلالها مع دار نشر ( لوسادا ) وواصل الكتابة والرسم , كما عمل ككاتب سيناريو للسينما الأرجنتينيه حيث قام بتحويل مسرحية ( السيده الشبح ) للكاتب ( بيدرو كالديرون دي باركا ) الى سيناريو فيلم سينمائي وكان ذلك عام 1945 . بعدها إنتقل ألبرتي الى روما وعاش فيها حتى عام 1977 ثم عاد الى إسبانيا . بعد وقت قصير من عودته إنتخب رافائيل ألبرتي نائباً في المؤتمر التأسيسي للبرلمان الإسباني عن الحزب الشيوعي عن مقاطعة قادش جنوب إسبانيا

توفيت زوجته عام 1988 بمرض ألزيهايمر , أما هو فتوفي بعمر 96 سنه بمرض الإلتهاب الرئوي , وحسب وصيته ( وكان ملحداً ) فقد نثر رماده فوق مياه خليج قادش جنوب إسبانيا

خلال حياته كان قد حصل على جائزة لينين للسلام 1964 ( بعد تزكية من بابلو نيرودا ) وهي تعادل جائزة نوبل في الأدب التي تمنحها السويد . وجائزة بوتيف الدوليه عام 1981 , وجائزة سيرفانتس عام 1983 , أما في العام 1998 فقد حصل على ( الجائزه الأمريكيه ) عن مجمل أعمال حياته في الكتابة الأدبيه

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

أحلام أو أوهام الأقليات

Abdulrazakeidأحلام أو أوهام الأقليات (الكردية والعلوية …الخ ) المؤسسة على فلسفة لعبة الأمم منذ خمسين سنة في أواخر خمسينيات القرن الماضي !!!!

منذ هذا الإعلان الأمريكي عن تبني المشروعين (الإسرائيلي والكردي ) سنة 1958 المؤسس لفلسفة لعبة الأمم، والكثيرون من الأخوة الأكراد النخب يعيشون على وهم فكرة أن أن الدولة الكردية هي حتمية تفرضها الإرادة الأمريكية كما هي حتمية قيام إسرائيل ، وأن ثمة تماثلا بين قيام دولة إسرائيل وقيام دولة كردستلن وفق الوعد الأمريكي في منذ أكثر من نصف قرن ….

النخب الكردية القوموية على طريقة البيكيكي الموازية لـ ( الحمى القومية العربية البعثية في الستينات ) ، راحت تفك ارتباطها مع مجتمعاتها الوطنية (السورية والعراقية والتركية و…الخ)، متوهمة إن أمريكا ستكون داعمة لها في قيام كياناتها الخاصة المستقلة رغم أنها لا تزال تضعها على قوائم الارهاب…..وذلك كما كان الدعم الأمريكي لليهود عالميا على قيام دولة سرائيل …

هذا المشروع الأمريكي الذي يريد أن يقوض اتفاقية سايكس بيكو ( الفرنسية –الانكليزية ) القديمة المعبرة عن زمنهما الاستعماري المتقادم، كان هدفه الأساسي هو إعادة النظر وفق المصلحة القومية الأمريكية في اعادة بناء التحالفات مع الأصدقاء الكبار والصغار، لا وفق مصلحة اليهود والأكراد أو الطوائف الأقلية الدينية كالعلويين في سوريا الذين تمنوا على الفرنسيين أن لا يغادروا سوريا استعماريا وذلك قبل عشر سنوات قبل المشروع الأمريكي عام 1958 !!!

لكن النخب الكردية ومن ثم العلوية لم تستوعب أن المشروع الأمريكي لا سقاط سايكس بيكو ستحدده المصالح الأمريكية وفق أولويات مصالحها القومية والاستراتيجية، وليس وفق المصالح اليهودية أوالكردية أوالعلوية، أي وفق فعالية الحلفاء الاجرائية المؤثرة عالميا ( اقتصاديا وعلميا وتقنيا وسياسيا وثقافيا )، لتوظيفها في خدمة المشروع الأمريكي الصاعد الفتي لتجاوز سايكس بيكو الاستعمار القديم (الفرنسي والانكليزي)……

فكان بطبيعة الحال التعويل على اليهود الخلاصة النوعية للمجتمع الأوربي الحديث ( اقتصاديا وعلميا وفكريا ) ليكون أداة مساعدة فعالة كقوة دفع للمشروع الأمريكي ما بعد سايكس بيكو، بينما الأقليات المتخلفة كالكرد والعلويين لن يكونوا سوى عبء على المشروع الأمريكي في مواجهة دول قائمة وقوية في الشرق الأوسط ( ايران –تركيا –العراق – سوريا ..الخ )، ولهذا قررت الادارة الأمريكية أن تجعل من هذه الأقليات الهشة الفلاحية (العلوية والكردية ) المتخلفة أداة للتفكيك والفوضى الخلاقة في المنطقة كما هو الوضع في تحالف ( البيكيكية مع الأسدية ) في سوريا، على عكس اليهود القادرين من خلال إسرائيل أن يكونوا شركاء جديين جادين وجديرين في ان يكونوا جزءا من المشروع الأمريكي لإعادة بناء الشرق الأوسط بعد سايكس بيكو أمريكيا ……..

هذا الموضوع الحساس والدقيق لم تستطع النخب الكردية (القوموية البككية ) أو العلوية ( الأسدية ) أن تفهمه ، وهو أن الدعم الأمريكي المساند والداعم والبناء لإسرائيل بوصفها جزءا من المشروع الأمريكي ، لا يمكن للأكراد والعلويين الفلاحين البائسين أن يكونوا شركاء في المشروع الأمريكي كإسرائيل …بل لا يمكنهم أن يكونوا في هذا المشروع الأمريكي أكثر من كومبارس وبندقية للأجرة والإيجار والاستخدام التكتيكي المؤقت للتفكيك الوطني والاقليمي، حيث يدفعون الدماء نيابة عن الأمريكان في خدمة مشروعهم ما بعد السايكس- بيكوي …

وعلى هذا منذ 1958 وفق نظرية لعبة الأمم كانت إسرائيل عنصرا فعالا وشريكا في لعبة أمريكا لبناء عالم يناسبها ويناسب مصالحها الاستراتيجية ما بعد سايكس بيكو ..بينما لا يتاح للأكراد والعلويين أكثر من دور (التخريب والتفكيك والعمالة ) للتقويض الأمريكي لسايكس بيكو، ودفع الثمن الأخلاق والوطني لبلادهم الوطنية الأصلية، عن ما لا يمكن أن يسمى سوى خيانة وطنية نحو شعوبهم التي عاشوا معها آلاف السنين … تحت وهم معاملة أمريكا للكرد والعلويين الفلاحين الفقراء البسطاء، ستكون كمعاملتهم لإسرائيل الند الحضاري والعلمي والسياسي والعسكري، بوصفهم نخب المجتمع الدولي والعالمي الذين يشكلون قوة وتفوقا لأمريكا …

وليس عالة وعبئا وشطارة وعيااقة وفهلوة نصب واحتيال سياسي ووطني على القيم العالمية للحرية وحقوق الانسان كما تتوهم الأقليات الطائفيىة العلوية الأسدية والأقوامية الكردوية البكيكية ……….. ومن ثم المعاراضاتية البعثية التي انتجها وانتخبها لنا الإئتلاف كممثلة لدماء شعبنا السوري المهدور دوليا لتحاور رفيقها البعثي الأسدي وتسترحمه بدماء الأطفال …فهي أولى بهذا الاسترحام القومي الرفاقي من الاسترحام (القبيسي) للشيخ معاذ الخطيب الذي ينتظر إشراق الشمس من موسكو، وذلك على انقاض (دوما )، وباقي المدن السورية التي يكلف العالم الغربي هذا ( المسعور بوتين ) بتدميرها بعد خبراته بتدمير( غروزني)

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

ما معنى ان يقول بوتين بأن سوريا ارخص ساحة لتجريب اسلحتنا وتدريب قواتنا

putinobamaطلال عبدالله الخوري 19\12\2015 مفكر حر

قال دكتاتور روسيا “فلاديمير بوتين” بأننا قادرون على تحمّل تكاليف التّدخل العسكري في سوريا لدعم النّظام السوري, لأننا بالواقع نحن نقوم بتدريب قواتنا على مناوراتٍ عسكريةٍ وعلى استخدام مختلف أنواع الأسلحة وبشكلٍ واقعيٍ على الأرض، ولم نكن لنجد ساحة للتدرّب على هكذا مناورات بتكاليف أرخص!

ولكي نفهم هذا الكلام العلمي الأكاديمي, الذي ينضوي تحت المرحلة الأهم في التصنيع وهي الفحص والتجريب “تستينغ”, والمكلفة جداً في المال والوقت والموارد البشرية, سنستخدم كمثال برنامج التشغيل “ويندوز” من شركة “مايكروسوفت” والذي تقدمه مجاناً لكل الكومبيوترات الشخصية بالعالم, ولو انها باعته بدولار واحد ستجني مليارات الدولارات, فلماذا تقدمه مجاناً؟ وما سر هذا الكرم الحاتمي من شركات احتكارية جشعة؟ بالواقع هي تطرح للعامة مايسمى ب” النسخة المسودة” من النظام, حيث يقوم المستخدم بتوقيع عقد قانوني طويل عريض يخلي ذمة الشركة من اي ضرر يقع عليه ناجم عن اي خطأ موجود في النظام المسودة, ولا احد عادة يقرأه, والجميع يضغط على زر القبول روتينياً من اجل البدئ باستخدامه, وعندما يتم تجريبه من قبل ملايين الناس بالعالم ويتأكدوا من انه يعمل بطريقة صحيحة خالية من الاخطاء, عندها فقط يحولونه الى النسخة ” النهائية النظيفة” والتي يبيعونها الى الشركات والعملاء الكبار بمبالغ كبيرة يجنون من خلالها الارباح, وفي هذه الحالة شركة مايكروسوفت هي التي توقع على عقد امام عملائها عن مسؤوليتها عن اي ضرر يتأتى من اي خطأ في برمجياتهم, اي ان مستخدمي نظام ويندوز يعملون مجاناً لدى شركة مايكروسوفت في تجريب وفحص برمجياتها, بدل من ان توظف ملايين الفنيين لكي يقوموا بهذا العمل المضني والمكلف, وتقوم بتحديثة بآخر ما توصولوا له من تقنيات, وتكون الفائدة متبادلة بين الشركة والمستخدمين.

حتى هذه اللحظة, ومع هذا التطور الهائل بالعلوم, لم يستطع احد ان يثبت بأن اي منتج كالطائرة او السيارة او الاسلحة او اي نظام برمجي بانه سيعمل بشكل صحيح عند تشغيله وانه لن يتحطم ويسبب كوارث خطيرة, مثال” طائرة ركاب بمئات المسافرين.. منشآة نووية…كمبيوتر للتحكم بإطلاق الصورايخ العابرة للقارات… الخ”, والطريقة الوحيدة المتوفرة للتأكد من عملها وطرحها للاستخدام هو عن طريق الفحص والتجريب, وهناك معايير عالمية عالية لعدد مرات التجريب وزمن التجريب مكلف جداً, وهذا بالضبط ما قاله بوتين, بأن بلده قد انتجت اسلحة جديدة وتريد تجربتها في الساحة العملية ولو لم يكن هناك حروب فعلينا ان نصنع الحروب ليس حبا بالحروب ولكن من اجل تجريب الاسلحة الجديدة, لان هناك سباق في التسلح بالعالم, واذا لم يرى العالم بأن اسلحتك مجربة وتعمل بشكل جيد فلن يحسبوا لك حساباً, لأن اي انسان يستطيع ان يدعي بأن لديه اسلحة متفوقة! كما كانت تفعل ايران على سبيل المثال … وهنا نريد ان نذكر بأن البرلمانات البريطانية والفرنسية والالمانية والاميركية قد اصدرت قوانين بعدم السماح باستخدام قواتها في الحروب الخارجية, ولكن عندما يحين وقت تجريب الاسلحة نجد ان كل البرلمانات تلحس بصاقها وتجد الفجوات القانونية والذرائع, لان التعليمات تأتيهم من مراكز الامن الوطني, لان مثل هذه الامور تنضوي تحت شؤون الامن الوطني التي لها حق الاولوية  .. نعم ايها السادة وطننا سوريا تحول بفضل المجرم بشار الاسد الى حقل تجارب لاسلحة اولاد الحرام, واجساد اهلنا لفئران تجارب.. وهذا ما اراد ان يقوله المجرم بوتين.

في الختام اريد ان انوه بأن الحرب العراقية كلفت اميركا ترليونات الدولارات, ولكن بالمقابل جعلت التكنولوجيا الاميركية تسبق كل دول العالم مجتمعة بمئات السنين, وهذه الفائدة لوحدها تساوي اضعاف أضعاف ما انفقته, لأنه يصب في صالح الامن القومي الاميركي, وهنا نرد على تفاهات من قالوا بان الغرب يطمع بنفط العراق او يتآمروا علينا, فبرأينا الشخصي هذه هي الفائدة الوحيدة التي حصلت عليها اميركا من احتلالها للعراق وهي لا تقدر بثمن.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

Inside Iran’s Secret War in Syria

faqihassadDictators are generally known for implementing repressive policies against their own people. Ayatollahs in Iran benefit a major additional characteristic. They have masqueraded themselves as representatives of the religion of Islam claiming their fundamentalist views are the teachings of Islam. This jobbery has given them tools to label their adversaries as enemies of God and Islam. It has also provided them the grounds to open their way into Islamic countries posing their regime as an alternative to inhabitants in conflict with their local administrations. It was in this path that Iran’s “missionaries” were followed by military advisers such as General Qassem Soleimani, and other commanders of Iran’s terrorist Quds force. Decades of such cultivation on lands irrigated by appeasement and unstable benefits of western governments led to the existence of Houthis in Yemen, Hizbollah in Lebanon, Nouri Maleki in Iraq and finally support for Bashar Al Assad in Syria. Bloomberg news agency reported Iran spent billions of Dollars annually on supporting the Assad regime in Syria. The eruption of the Arab Spring, however, along with uprisings inside Iran, bolstered and united the local revolutionary groups who found Iran as their real enemy. Iranian meddling forces received setbacks in different countries as well as in Syria.

In Syria With the aid of Russian airstrikes, Iranian-backed foreign fighters, and forces of Syrian dictator Bashar al-Assad were on the march. Iran became the ground army fighting to save its embattled ally Bashar al-Assad, while Russia became his air force. Yet Iran and its proxies have taken some significant high-ranking casualties since the start of their recruitment and deployment efforts to Syria. So far, they’ve lost third lieutenants all the way up to generals. The deaths are starting to bring about questions that what Iran’s “revolutionary guards”- IRGC- are doing there.
Both Russia and Iran have supported Bashar al-Assad’s regime, naming them close allies in the Syrian civil war. But they have considerably different motives for their support–motives that make their cooperation quite unstable. Assad’s fall would leave Iran isolated in the Middle East; Iraq would be its only regional ally. Iran needs him as Syria’s leader if it wants to be a regional power. Russia’s Syrian involvement is based on different geopolitical principles. Russia is trying to protect authoritarian regimes from Western military interventions. When Russia began air operations in Syria on Sept. 30, the idea was to provide forces loyal to Assad with air support to push back rebel forces that have been fighting the government for four-and-a-half years.
The military intervention in Syria is set out in an agreement between Moscow and Tehran that says Russian air strikes will support ground operations by Iranian, Syrian and Lebanese Hezbollah forces, said one of the senior regional sources.
The decision for a joint Iranian-Russian military effort in Syria was taken at a meeting between Russia’s foreign minister and Iran’s Supreme Leader Khamenei a few months ago. Soleimani, assigned by Khamenei to run the Iranian side of the operation, travelled to Moscow to discuss details. He also travelled to Syria several times since then, Khamenei also sent a senior envoy to Moscow to meet President Vladimir Putin, a senior regional official said. Putin told him ’Okay we will intervene. Send Qassem Soleimani’. Major General Qassem Soleimani’s visit to Moscow was the first step in planning for a Russian military intervention that has reshaped the Syrian war and forged a new Iranian-Russian alliance in support of Assad.
The alliance, however, does not seem to be solid. Deep distrust, economic competition and conflicting ideological agendas are three tensions that make the Russia-Iran alliance quite unstable. These tensions could create a division amongst the pro-Assad forces in Syria. Ruslan Pukhov, a member of Russia’s Defense Ministry’s public advisory board said. “Things on the ground are not going well — Assad’s Army is tired, the Iranians are not very skilled and the rebels they are fighting are quite experienced”.
Heavy losses also created disappointment on the Iranian side. “The northern friend who came to Syria to provide military support recently did so to serve its interests,” said Major General Mohammad Ali Jafari, IRGC Chief Commander. He added that Moscow “may not care if Assad stays as we do”.

The London-based daily Asharq Al-Awsat reported Iran has started to withdraw its elite Revolutionary Guard Corps (IRGC) forces from Syria.
Among the reasons for the retreat is the heavy losses suffered by Iran during the two months since Russia has begun conducting military operations there. A Free Syrian Army officer who’s been snooping on the local communications stated that tensions between the Russians and Iranians have been mounting, due to daily casualties incurred by Iran, as a result of the Russia’s pushing for increased ground operations.
A Russian news agency reported on December 15th that the loss of a significant number of Iran’s IRGC commanders in Syria made this regime to lessen its military forces in this country. The report said Iran has reduced its forces from 7000 to 700.
On Dec, 11th, Bloomberg quoted American military officials that they have witnessed considerable number of IRGC forces in recent weeks retreating from the combat zones in Syria.
Reports have also been circulating that the commander of the IRGC-Quds Force, Qassem Soleimani, was seriously wounded during a battle in Aleppo. On November 28 statement by the NCRI Security and Anti-terrorism Committee had reported that Qassem Soleimani, the criminal Commander of the terrorist Quds Force getting wounded in Syria. He was then transferred to a hospital in Iran. Iranian officials’ refusal to talk about his whereabouts bolsters the facts that confirm the regime’s defeats in Syria.

Heshmat Alavi is a political activist and supporter for regime change in Iran. He writes on Iran and the Middle East. He tweets at @HeshmatAla

Posted in English, ربيع سوريا, مواضيع عامة | Leave a comment

لدينا حلم مشترك: شرق أوسط سعيد

khacheqji-jamalالحياة اللندنية: جمال خاشقجي

كنا معاً في بيروت، ضمن مجموعة باحثين، سفراء وربما رجال استخبارات سابقين يمثلون دولاً «متورطة» في صناعة الأزمة السورية التي كانت محور نقاشنا على مدى يومين، ومعها المشهد الشرق أوسطي الكارثي، بما مضى منه وما هو آتٍ، جمعنا «معهد الشرق الأوسط» الأميركي المدعوم أميركياً وعربياً. كانت جلسات اليوم الأول محبطة ومثيرة للكآبة، تبادلنا اللوم، بعضنا مصرّ على تبني موقف حكومته، فيبرر ما لا يمكن تبريره أخلاقياً وسياسياً من قصف وحشي وقتل عشوائي للمدنيين في سورية، بينما يفترض أن يكون باحثاً متجرداً من مواقفه السياسية.

لم تخفف أجواء بيروت الممطرة ذلك الإحباط، وهي العاصمة العربية التي تدعو إلى التفاؤل، إذ تدار منذ عامين بحكومة من دون رئيس دولة، لكن أجواءها الاحتفالية واستعدادها لموسم الأعياد المسيحية يجعلها أفضل من عواصم كثيرة تفخر حكوماتها باستقرارها بقبضة استخباراتية حديدية.

في اليوم الثاني ازدادت سخونة المناقشات، أحدنا صرخ في باحث إيراني وصف الوهابية بالنازية، فتوترت الجلسة، ولكن عبّر ذلك عن انسداد أفق السياسة والرغبة في العيش بسلام بعيداً من منطق القوة. شعرنا جميعاً بمزيد من الضيق والاكتئاب.

ثم جاءت الجلسة الأخيرة، إذ طلبت مديرة الجلسة، وهي سيدة لبنانية أميركية تقود هذا الفريق من «حوار الشرق الأوسط» منذ سنوات عدة، التفكير في المستقبل بأكبر قدر من الجرأة والحرية. أطلق أحدنا العنان لخياله واقترح فكرة «الشرق الأوسط السعيد» قائلاً: لنفترض أن الحروب انتهت والأزمات اختفت بقدرة قادر، وأصبحت دول الخليج العربي على وفاق ووئام مع إيران، واستقرت أحوال العراق وسورية، واستعادت مصر عافيتها، واختفت الهواجس تجاه تركيا، لنتخيل كل هذا على امتداد شرق أوسط كبير مستقر ومزدهر ومنفتح ومتعاون من إيران شرقاً وموريتانيا غرباً، ومن عدن جنوباً إلى إسطنبول شمالاً. لنحلم بشرق أوسط سعيد، ونفكر معاً في وضع قدرات وإمكانات دوله وشعوبه لتحقيق هذا الحلم، ونجمع أفكارنا في كتاب بعنوان: «الشرق الأوسط السعيد» يحل محل الكتب الكثيرة التي تتحدث عن شرق أوسط مأزوم وميؤوس منه.

بعد صمت وتريث، بدأ الزملاء بالتعليق، فقد بث الحلم طاقة إيجابية تدفعنا لنسترسل في الحلم وإن كان طوباوياً إلا أنه كما قال باحث لبناني أميركي: «ليس حلماً مستحيلاً إذا واكبه تخطيط استراتيجي بعيد المدى».

مضينا في لعبة الحلم والتفكير بالخطة الاستراتيجية، قال الزميل العراقي: ستوفر البصرة والعراق بدجلته وفراته الغذاء والماء للسعودية ودول الخليج، وتحدث الباحث التركي عن بلاده بوصفها ممراً للنفط والغاز العراقي والخليجي إلى الأسواق العالمية، هكذا مضى حلم الشرق الأوسط السعيد نحو ساعة في أجواء إيجابية، جدد خلالها الباحثون الكهول شبابهم وكأنهم طلبة في مختبر افتراضي يكتشفون مستقبل شرق أوسطي مختلف وواعد.

المتحدث الإماراتي حاول التوفيق بين «الحلم الطوباوي» و «الحلم الواقعي» واقترح فكرة استبدال العلاقات التناحرية بتطوير سلسلة من «العلاقات الوظيفية التكاملية» بين دول الشرق الأوسط السعيد، بمعنى أن تتحدث دول المنطقة، وبدعم من قوى دولية صديقة، عن أزمة المياه مثلاً، وهي أزمة حقيقية وتهدد وجود بعض الدول ولا تقل خطورة عن الصراعات السياسية المنهكة وتهديدات قوى التطرف والغلو الظلامية. لو وضعت الدول المتحاربة الآن خلافاتها جانباً وانشغلت بالبحث عن حلول لمشكلاتها المائية والغذائية ومعالجة هموم شبابها لكانت أسعد حالاً مما هي عليه اليوم.

السفير الأميركي السابق في دول عربية عدة الذي جرب أسوأ ما في عالمنا، إذ كاد أن يقتل بتفجير انتحاري هائل في عاصمة عربية، ذكّر الحضور باتفاق هلسنكي الذي عقد في ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والغرب، وكان بداية تعاون غير مسبوق بين المعسكرين أدى إلى تخفيف حدة الصراع وقام على مبادئ «عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمساواة، واحترام حقوق المواطنة والحريات السياسية والمدنية، والسيادة الوطنية، وحصانة حدود الدول ووحدة أراضيها وسلامتها، وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وترسيخ مظاهر التعاون وتنفيذ الالتزامات والتعهدات الدولية بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي». لو طبقت دول المنطقة هذه المبادئ لكان الشرق الأوسط أسعد حالاً مما هو عليه، بدلاً مما هو عليه الآن (المنطقة الأكثر عنفاً في العالم).

الشرق الأوسط بعيد كل البعد من هذا الحلم، لكن ما المانع في الحلم؟ لقد خرجت أوروبا من الحرب العالمية الثانية في حال سيئة جداً، وبدأت رحلة التغيير بحلم أن تكون موحدة، وها هي تعيش منذ 75 سنة أطول فترة ازدهار في تاريخها. وكذلك هي حال قارة آسيا التي كانت تتخبط في أزماتها وفقرها المدقع، لكن بدأت رحلتها بحلم نمورها الاقتصادية التي حولت آسيا إلى مركز الثقل الاقتصادي الجديد.

قلنا في البداية إنه حلم بشرق أوسط سعيد نابع من رحم واقع مأزوم وسوداوي ومحزن، ولو استسلمنا للعقبات والمعوقات الكثيرة، كغياب الديموقراطية واحتكار السلطة والثروة والفساد والطائفية والمناكفات السياسية والايديولوجية، علاوة على ازدواجية الخطاب كما هي الحال بالنسبة إلى إيران، التي تتحدث عن التعاون الإسلامي لكنها على أرض الواقع تدفع بميليشيات تقاتل في صف ديكتاتور مستبد، لمات الحلم وانتفى السعي لتحقيقه.

نحن على يقين بأننا لسنا وحدنا من يعيش حلم شرق أوسط سعيد. لقد حلم قبل نحو نصف قرن حاكم دبي المرحوم الشيخ راشد بن سعيد بأن تكون مدينته مثل مدينة البصرة عندما كانت توصف بأنها فينيسيا الخليج، وتمكن بالجهد والتخطيط من تحقيق حلمه فحول دبي إلى أكبر ميناء في المنطقة والعالم بأسره. ونحن نختم هذه المقالة المشتركة، تلقينا، ومن دون تخطيط، تغريدة من ابنه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، كأنه كان معنا يحلم في جلستنا الختامية ببيروت. كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لخمسة ملايين مواطن عربي يتابعونه في «تويتر» قائلاً: «منطقتنا العربية في حاجة إلى حكمة لتفكيك اختناقاتها السياسية، وحوكمة لإدارة مواردها البشرية والمالية، وحكومات نشيطة تستطيع قيادة تنمية حقيقية».

كانت تلك التغريدة خير ختام، وخصوصاً أنها تأتي من صاحب قصة نجاح عربي بدأت بحلم، حلم مدينة تتبوأ قائمة المدن السعيدة في العالم، يمكن أن يكون أيضاً حلم شعوب ودول منطقة عربية وشرق أوسطية بعيداً من واقع العنف والتطرف والبؤس والاستبداد والفساد.

إنه حلم سعيد، ولكن من الممكن أن نجعله حقيقة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

القطار انطلق وعون على الرصيف!

ayatollahaounالنهار اللبنانية

أتت المقابلة التلفزيونية للنائب سليمان فرنجيه مع الزميل مرسال غانم على قناة “ال بي سي” ليل الخميس الفائت لتؤكد ان “المبادرة الرئاسية” التي انطلقت بعد لقاء باريس الذي جمعه مع الرئيس سعد الحريري لم تبلغ كما قيل مرحلة الموت السريري، ولا تعطلت، انما هي مستمرة مع انها واجهت عوائق كبيرة ظاهرها محلي، وقد يكون جوهرها اقليميا عائدا الى التوتر الكبير في الاقليم، فضلا عن تقاطع ملفات ساخنة في ما بينها، من اليمن حيث بدء الحديث عن مفاوضات في جنيف فضلا عن وقف للنار، الى سوريا حيث عقد مؤتمر الرياض لتوحيد الوفد المعارض الى المفاوضات المزمعة قريبا، واجتماعات نيويورك بين اميركا وروسيا المخصص للاعداد لطاولة مفاوضات لاطلاق مسار سياسي لحل الازمة السورية، مرورا بتصاعد التوتر بين السعودية وايران، وتكثيف الاميركيين اجراءاتهم العقابية لتجفيف مصادر تمويل “حزب الله”.

صحيح ان موقف الجنرال ميشال عون، المرشح الرسمي لفريق ٨ آذار بزعامة “حزب الله” لا يزال على اقتناعه بأن حظوظه في الوصول الى سدة الرئاسة في لبنان لا تزال قوية (ينقل عنه قوله “مؤمن” بأن أحدا لن يصل الى الرئاسة غيره) استنادا الى قراءة أقنعه بها محيطون به، مفادها ان المنطقة مقبلة على تطورات كبيرة تفسح في المجال امام وصوله مرشحا لمحور يعكس انتصاره الاقليمي على ملف الرئاسة في لبنان، وليس مرشحا وفاقيا يعكس تسوية بين طرفين متكافئين. فعون ما عاد يرى نفسه في صورة المرشح الوفاقي، بعدما انتزع فرنجيه منه هذه الصفة، كنتيجة طبيعية لحصوله على تأييد المكون السني الاكبر في البلد، فضلا عن المكون الدرزي، وأحد طرفي الثنائية الشيعية، فيما يبقى تأييد الطرف الاقوى في الثنائية، أي “حزب الله”، معتصما بـ”صمت ” ايجابي، بعدما واصل تأييد عون جهارا، تاركا فرنجيه في خلفية الصورة يعمل بجدية لتذليل العقبات كمرشح. فقد قال الاخير بصراحة ووضوح انه “مرشح اكثر من اي وقت مضى “! مما يعني ان هوامش عون ستتآكل سريعا اذا ما تبين ان القراءة التي أقنعه بها بعض “الجهابذة” كانت محض خيال ومجرد “فانتازيا” سياسية ليس إلا.
سيبقى سليمان فرنجيه المرشح الاساسي والاكثر حظاً في الوصول الى الرئاسة، وامامه حيز من الوقت لترتيب اوراقه ريثما يقتنع عون بأن قطار الرئاسة انطلق، فيما بقي هو على الرصيف. والمرشح فرنجيه مطالب بتحرك جدي نحو اقرانه المسيحيين، الكتائب، والاهم نحو “القوات اللبنانية ” لفتح جولة مشاورات في العمق، فقد يكتشف مساحات مشتركة اكثر مما يعتقد. كما انه مطالب بعدما تحدث بإيجاز عن بعض افكاره للرئاسة، بأن يشكل فريقا جديا للتحضير للملفات الكبيرة التي تتطلب اكثر من افكار اولية .
تبقى مسألة نشدد عليها: على سليمان فرنجيه ان ينتبه الى امنه الشخصي، فمذ أصبح المرشح الاول للرئاسة صار الرجل الاكثر عرضة للخطر في لبنان !

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

من الذي لا تخجله الكتابة عن نهاية شيخ الصيادين؟

alkaseryخلال أشهر مشاهد فيلم “ابن حميدو”، احتشد “شيخ الصيادين” عدة مرات، وحشد كل عضلات جسده ومخارج ألفاظه وحركات عينيه وتعبيرات وجهه وصاح كالغاضبين في وجه زوجته المتسلطة:

– وشرف أبوكى لو فتحتى بقك بكلمة لأقطم رقبتك، إنتي عارفة، أنا راجل وكلمتي لا ممكن تنزل الأرض أبدًا..

ولأنها كانت تعرف أن غضبه “سويسي”، أعلنت رجولتها هي الأخري وصاحت في تحفز:

– حنفي..

فارتخت فجأة رجولة “الريس حنفي”، وقال في استسلام حرص علي ألا يكون نهائيًا، إنما يحمل في طياته وعدًا بمحاولات قادمة:

– خلاص .. هتنزل المرادي، بس اعملي حسابك المرة الجاية لا ممكن تنزل ابدًا!

مسافة بين جملتين لا تستغرق أكثر من دقيقة علي الشاشة، استطاع “الريس حنفي شيخ الصيادين انعم وأكرم” أن يقطعها في نهاية الفيلم ويقود “أم حميدة” صفعًا إلي بيت الطاعة، غير أن “عبد الفتاح القصري” لم يستطع الحصول علي تلك النهاية السعيدة أبدًا، فقد شاءت واحدة من مكائد الحياة القاسية أن يكرر تجسيد هذا المشهد في سينما الواقع حرفيًا وأن تكون النهاية مُرةً كالعلقم، ستبقي شاهدة علي ذلك الارتباط المذهل بين الإبداع والسذاجة لارتباطها بحياة ساخر جلل نالت بعض “إفيهاته” من الشهرة قدرًا أكبر بكثير مما نال منها كثيرٌ من المحسوبين علي فن الكوميديا، فلا ينتابني شك أن فناناً مثل “محمد الصاوي”، حتي بعد أن ينتهي من تقديم مشروعه كاملاً، سيظل اسمه أقل شعبية من هذه “الإفيهات” التي تمكث في ذاكرة المصريين والعرب علي استعداد متواصل لتهييج الضحكات:

– ست؟! أنا مش شايف أدامى أيتوها ست، ده أنا جنب منك أبقى مارلين مونرو!

– يا عزيزة الباز أفندي ده عريس .. أنا نفسي أتمناه!

– انتي ست انتي؟! انتي ست أشهر!

– يا صفايح الزبدة السايحة .. يا براميل القشطة النايحة!

– نورماندى تو، تو، تو!

من الجدير بالذكر أن كل الذين حاولوا أو سيحاولون في المستقبل رسم بورتريه بالكلمات لذلك الفنان الذي ما زال مكانه شاغرًا لا يجرؤ علي مجرد التفكير في الاقتراب منه أحد، قد اكتشفوا حتمًا أنهم أمام شخصية عاشت حياة مليئة بالمتناقضات، فهو المولود لعائلة ميسورة الحال شاءت الجينات أن تكون قسمات وجهه أشبه بقسمات وجوه معظم المصريين في القاع، وهو الذي نال قسطاً من التعليم في المدارس الفرنسية وشاءت الحياة أن تكون الكلمات المغرقة في العامية هي الأكثر استخدامًا علي لسانه، وهو الذي عاش حياة محاصرة بالجماهير ومات وحيدًا دون أن ينتبه لموته أحد، ولكل نهاية بداية!

والبداية طفل ليس هناك اتفاق علي عام ميلاده في حي الجمالية بالقاهرة، قيل: كان ذلك 1905، وقيل: 1906، وبعض من لمسوا سيرته يعتقدون أن “عبد الفتاح القصري” ولد قبل عام 1905 بسنوات، وثمة رواية منقولة عن لسانه هو ومنشورة وصحيحة النسب إليه شخصيًا تدعم هذا الاعتقاد، فقد سرد لأحد الصحفيين ذات يوم أنه عمل فى أول فرقة أسسها المحامي “عبد الرحمن رشدى”، وأضاء في نفس اللقاء لحظة منسية من بدايات الموسيقار “محمد عبد الوهاب”، عندما سرد كيف رآه طفلاً لأول مرة يغنى أغنية يقول مطلعها: “أنا صوتى كمنجة وأحب المنجة” علي أحد مسارح حي الحسين خلال عرض لفرقة الفنان “فوزي الجزايرلي”، حتي ذلك المساء البعيد كان “محمد عبد الوهاب” يحمل اسم “محمد البغدادى”!

ولربما كان إحجام “عبد الفتاح القصري” عن التطرق إلي الحديث عن أصول عائلته هو ما جعلها مثارًا لاجتهادات المجتهدين، فذهب بعضهم إلي أن عائلته موجودة في مصر منذ العصر الفاطمى، وهي رواية تقوم علي سبب شديد اللياقة، فحتي وقت قريب كانت العائلات تستمد اسمها من مهنة مؤسس العائلة، عدة عائلات كبيرة في استطاعتنا أن نعرف من اسمها مهنة مؤسسيها، مؤسس عائلة “الزيات” مثلاً كان يبيع الزيت، ومؤسس عائلة “الجمال” كان يتاجر في الجمال، ومؤسس عائلة “الطرابيشي” كان يصنع الطرابيش، كذلك “الترزي” و “البنا” و “النجار” و “الخضري” و “الدخاخني” و “العطار” والقائمة طويلة، أكتفي منها بما سبق وأضيف مما أنا متأكد من صحته أن عائلة “عباس محمود العقاد” قد اكتسبت لقبها من حرفة مؤسسها الذي كان يعقد الحرير، ولعل عائلة “القصري” أيضًا قد اكتسبت لقبها من مهنة مؤسسها الذي كان يعمل في قصر من القصور!

لكن، ثمة بعض الذين يحبون تسطيح الأمور يعتقدون أن أصول عائلة “القصرى” من مدينة الأقصر بجنوب مصر، وبالبناء علي اعتقادهم هذا قد افترضوا أن المصريين خففوا بمرور الزمن لقب “الأقصري” إلي “القصري”، ونحن الجنوبيون بصفة خاصة نعرف أن هذا كلام باطل وسخيف، فلا لهجته ولا قامته القصيرة ولا جسده السمين ولا ملامحه ولا طريقته الشهيرة في المشي تمت بصلة إلي غالبية المنحدرين من أصول جنوبية، هذا بالإضافة إلي أن الصعايدة لم يكونوا حتي ذلك الوقت قد اكتشفوا دروب الهجرة إلي العاصمة بهذه الوتيرة التي هي الآن، كما أن صناعة الذهب أيضًا مهنة نادرة في مجتمعاتهم، حين كان أبوه صائغاً، يملك محلاً في منطقة الصاغة الملاصقة لمنزله، وكعادة المصريين في تلك الأيام، كان لابد أن يورِّثَ الأبُ ابنه أمراضه ومهنته، وكان من غير المستبعد أن يبدد “عبد الفتاح القصري” كل طاقته في صناعة الذهب ويمضي دون أن يشعر بمروره علي الدنيا أحد لولا أن حظنا السعيد جعل “نجيب الريحاني” يكتشفه ويطلب منه أن يترك مهنته ويحترف التمثيل، وإغلاقاً لكل نافذة من الممكن أن يطل منها من ينصحه بالتمسك بمهنة والده، وعده “الريحاني” بأن يعوضه عن ذلك براتب كبير!

دلالة هذه الحادثة القصوي تكمن في عبقرية “نجيب الريحاني” الذي لم يكتف بالتقاط الموهبة الكامنة فيه، بل اختار لها الوعاء الذي يناسبها ويبرزها أيضًا، ومن جهته، لم يتخلي “عبد الفتاح القصري” عن ذلك الوعاء حتي بعدما امتصته أضواء السينما وسحرها، أقصد بالضبط، شخصية “ابن البلد” غير المتعلم مع ذلك يدعي العلم ببواطن كل الأمور، ويحسب لـ “عبد الفتاح القصري” أنه استطاع أن يطورهذه الشخصية وأن يتنقل من خلالها بين مناطق مجهولة في عالم الكوميديا قبل أن يتمكن أغلب المضحكين من رؤيتها بوقت طويل، فأضاف إلي فن صناعة الضحك بعدًا آخر، هذا جعل شعبيته لا تتوقف يومًا عن النمو حتي طوقت الوطن من المحيط إلي الخليج!

لكنه، عقب موت “الريحاني” بسنوات، ترك الفرقة التي كانت شاهدة علي ميلاد نجمه لتوتر اندلع بينه وبين الكاتب “بديع خيري” وانخرط في فرقة “إسماعيل ياسين” عند تأسيسها عام 1954 واستمر بها حتى ولدت الخيوط الأولي لمأساته علي خشبة المسرح وولدت معها خطواته الأولي في ممرات الوجع الذي أبي أن ينكسر أو يهادن حتي خسر كل الناطقين بالعربية واحدًا من أروع من أضحكوهم!

كان واقفاً علي خشبة المسرح يؤدى أمام “إسماعيل ياسين” مشهدًا، فى أحد عروض صيف عام 1962، وعندما كان يجب أن يخرج من الديكور الجانبى انطفأت الدنيا فجأة في عينيه، فانفجر في البكاء وهو يتحسس أشياء الديكور ويصيح:

– مش شايف .. نظرى راح ياناس!

تجاوزت قسوة اللحظة ذروتها عندما اعتقد الجمهور أن استغاثته هذه بعض من نص المسرحية فتفاقمت ضحكاتهم وتصفيقهم، استوعب “إسماعيل ياسين” المأساة تدريجيًا فأمسك به واقتاده إلى الكواليس، ومن ثم نقلوه علي الفور إلى المستشفي، فتبين أن ارتفاع نسبة السكر في دمه أصابه بالعمي المؤقت، لقد هرب النور من عينيه ورفض أن يعود إليهما كاملاً مرة أخري، وسوف يصير “عبد الفتاح القصري” منذ تلك اللحظة وحتي نهايته البائسة مجرد ظل لا يحفل به أحد ولا يحركه شئ سوى التآكل اليومي وهجمات الوجع الباهظ!

والمصائب لا تأتي فرادي، ذلك أنه، بعد مرور ثلاثة أشهر علي تلك الليلة، ضربته مصيبة أشد وطأة، لقد أجبرته زوجته صغيرة السن على تطليقها، وعلى أن يكون شاهدًا على زواجها من صبى البقال الذى ظل يرعاه لمدة 15عامًا باعتباره ربيبًا، ما هو أبشع من ذلك، أن الزوجين أقاما فى شقة الرجل وكانا يمارسان أشياء المتعة علي مقربة منه، في تلك الفترة، ترويضًا للألم واختباءًا من بشاعة الواقع، أغلب الظن، طورت نفسه قناعًا جميلاً للنسيان ليرتديه قبل أن ينام، لم يكن ذلك القناع سوي فقد الذاكرة تمامًا والتحلي بمرض الهذيان، لكن “د. ذكى سويدان “، وسياق المقال يفرض عليَّ أن أذكر أنه جد الفنانة “لقاء سويدان”، جد الأخيرة، من جانبه، اتهم تصلب الشرايين بالتسبب في ضياع ذاكرته وهذيانه، وأنا، من جانبي، أعتقد أن ذلك لم يكن صحيحًا، وبالتالي، أعتقد أنها آخر مناورة نفسية قام بها “عبد الفتاح القصري” لينجو من الجنون!

وثمة صورة شهيرة ثبتت حالته في تلك الأيام نشرتها جريدة الجمهورية، ظهر فيها وهو يمسك بأسياخ حديد نافذة غرفة بالدور الأرضى فى حارة جانبية من حارات شارع النزهة المتفرع من شارع السكاكينى، ما لا تقوله الصورة، أنه كان يصرخ كل يوم من وراء تلك النافذة يطلب من المارة أن يعطوه سيجارة فيضحك صغارالحارة!

لم ترتبط قصة آخر أيام “الريس حنفي” بأحد من زملائه الذين يجب أن نتوقع ارتباطهم، حتي النطع “إسماعيل ياسين” اختفي تمامًا من يومياته الأخيرة وتنكر له، لم يتخذ موقفاً رماديًا حتي، فقط الفنانة “نجوي سالم” كان لها دورٌ بمثابة حجر كريم في مشاركة المسكين أعباء محنته، هي التي نقلت صورة معاناته كاملة إلي الصحافة، منذ عرفتُ قبل سنوات موقفها النبيل ذاك صار لديَّ سببٌ واضح لحبي لها ولطريقتها في التلاعب بطبقات صوتها وقدرتها المذهلة علي تنعيم الكلمات ومطها، وبفضل إصرارها هي علي تعرية مأساته بشكلٍ لا يعفي أحدًا من مسئولية تجاهلها، حدث أن تحمست “ماري منيب” لزيارته وعلاجه في مستشفى الدمرداش علي نفقتها الخاصة، وفوجئ عقب خروجه بمأساةٍ أخري تضربه بقسوة، لقد اكتشف حين عاد إلى بيته بعد أسابيع المستشفي أن طليقته قد باعت كل أثاث المنزل وتركته خاويًا، ولم يكن ذلك كل شئ، لقد بلغ تآكل الرجل أقصاه ووصلت قصته حافة التراجيديا حين وضعت البلدية الشمع الأحمر تمهيدًا لإزالة البيت من جذوره، آنذاك فقط، كانت المأساة قد اتخذت وجهًا آخر، فقد أصبح بلا مأوى أيضًا، واضطر في نهاية المطاف إلى أن يسكن غرفة شديدة التواضع، لا يعني أحدًا، ولا يعتني به أحد إلا سيدة فقيرة تبيع الشاى فى أحد الشوارع الجانبية، لا أستغرب خفوت ظلال شقيقته “بهيجة” في الأحداث حتي الآن، فما حدث من عائلة “سعاد حسني” بعد نهايتها الغامضة من تراشق التهم في كل اتجاه، ونحو كل الذين اقتربوا من دائرة “سعاد” في أعوامها الأخيرة، طمعًا في اصطياد أي فريسة تجود ببعض النقود يرغمني علي اتهام السيدة “بهيجة” بالريادة!

توقف نمو المأساة لبعض الوقت حين علمت الفنانة “هند رستم” بما صارت عليه ملامح واقعه، ونقلتها بأمانة إلي أثرياء الوسط الفني، فأقاموا مهرجاناً أشبه بمهرجان الدموع المجانية الذي أقامه الفنانون بعد ذلك بحثاً عن بقعة ضوء أو لتنمية شعبيتهم عند مقتل “سعاد حسني” التي تنكروا لها جميعًا في محنتها، واندلعت المزايدات من كل جانب، وعود مسرفة في الكرم ومشاعر مبالغ فيها وأحاديث رمادية عن تبرعات ستنتشل الرجل من مأساته وحال الرجل باقٍ علي ما هو عليه من وعورة!

ما هو أسوأ أن جريدة الجمهورية جعلت من الترويج لنكبته معبرًا لكل راغب في الشهرة أو في المزيد منها، عندما نشرت اسم كل فنان وقيمة تبرعه لإدخال “القصري” إلي أي مستشفي، علي سبيل المثال:

فريد الأطرش 100 جنية، عبد الحليم حافظ 50 جنيها، شادية 20 جنيهًا، جمال الليثى 25 جنيهًا، مارى كوينى 10 جنيهات، مريم فخر الدين 5 جنيهات، أحمد مظهر 5 جنيهات!

غير أن “عبد الفتاح القصري” لم يلبث أن فوت علي كل هؤلاء فرصة السباحة في تيار محنته بهدف الوصول إلي القلوب وتجميل صورهم الذهنية عند الناس، ووجه إليهم لطمته الأخيرة، وربما الأولي، بأن مات في صباح الأحد 8 مارس 1964..

أكملت المأساة دوائرها عندما لم تجد شقيقته “بهيجة” إلي جوارها فى موكب جنازته الهزيل سوى “نجوى سالم” وصديقيه من العوام، “قدرى” المنجد، و “سعيد” الشرطي، توقفوا لحظاتٍ فى الطريق إلي مقبرة “باب النصر” لالتقاط مشيعين اثنين إضافيين، أحدهما “ترزي” و الآخر “حلاق”، شاركا صديقيه حمل النعش إلى مشهد النهاية، ويا لها من نهاية أقل جمالاً من أن تكون فراقاً وأكبر بؤسًا وسيريالية من أن تتطابق تمامًا مع مفهوم البؤس والسيريالية، تكمن دلالتها القصوي في تأكيدها علي أن النهايات لا تحدث وفقاً لمنطقها الخاص، إنما هي من صنع الإنسان نفسه، ومن المؤكد أن “عبد الفتاح القصري” قبل أن يسقط في الوجع وتنكيل الزمن قد كسر بغفلته وسذاجته وطيبة قلبه الكثير من أشياء عالمه دون أن يدري، لعل أهمها أنه وضع مستقبله طواعية تحت تصرف امرأةٍ عاهرة!

ما هو أكثر بؤساً وسخرية من تلك النهاية أن مصلحة الضرائب، عقب موته بسنوات طويلة، نشطت فجأة للبحث عن “بهيجة” لتطالبها بمبلغ 1482 جنيهًا و 220 مليمًا قيمة الضرائب المستحقة علي شقيقها “عبد الفتاح القصري”..

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

رحيل الفنان الأسطورة فؤاد سالم … الذي جعل الدموع تترقرق في أعييننا

fuadsalemحدث في مثل هذا اليوم
سيدي الكريم رحمكم الله أبا حسن فؤاد سالم أرجو أن تسامحني أذ أنا لا أفيك حقك بهذا المقال وفحواه كلمات تحملها أكف ترتجف من هول الفاجعة وقلب خافقاً وعيون دامعة وكل من أحبك من الأوفياء لشخصكم الراحل لقد كنت فينا نجماً ساطعاً بفنك وأدبك الذي يعتبر المثل الأعلى لشعب العراق لقد كنت مثالاً للمغني الأديب الناجح لقد أبيت أن يلقبونك بما أنت اهلاً له تواضعاً وأعترافاً بمحبينك المفجوعين بك فقد كنت والله ترتفع باعترافك وتسمو بأنصافك …..

رحيل الفنان الأسطورة فؤاد سالم … الذي جعل الدموع تترقرق في أعييننا

عاش مشرداً ومات غريب !!!؟؟
توفي صباح السبت 21 /12/2013 الفنان العراقي فؤاد سالم في العاصمة السورية دمشق
بعد صراع مرير مع المرض عن عمر يناهز الـ68 عامًا عاش أكثر من نصفه في الغربة والمنافي بسبب الظروف السياسية في العراق وعانى خلال السنتين الأخيرتين من مشاكل صحية أدّت إلى إصابته بتلف في أنسجة الدماغ أفقده القدرة على النطق والحركة؛؛؛
هكذا يرحل كل يوم عظيم من عظام الوطن دون أن يكحل عيناً بروؤية الأرض التي ذاق بها الأمرين وفي سبيلها تشرد وتغرب حتى بعد فجرها الكاذب الذي لا يرتقي بالمستوى المطلوب للإنسان حقوق وحتى الأجساد الطاهرة المناضلة اليوم لم تجد لها متراً ولا شبراً ملك طابوا بأسمها للأقامة به بعد نضالها خارج العراق الذي تجاوز الأكثر من ثلاثة عقود ترتاح فيه بجوار الآباء والأجداد الأهل والأحبة ويأسفني أشد الأسف على المسوؤلين بالعراق اليوم وعلى مستويات مرموقة وحتى نقابة الفنانين العراقيين أهملت فنان الشعب الرائع فؤاد سالم في صراعه الطويل مع المرض لحين مماته فأين حقوق الإنسان وأين المليارات التي هدرت وأين انتم من هذا المناضل الذي نذر جل عمره وحياته من أجل شعب العراق وشغله الشاغل العراقي المضطهد المظلوم ؛؛؛
فؤاد سالم الذي عانى الأمرين أبان الحكم الصدامي وتشرد في بلاد الغربه لأكثر من ثلاثة عقود ذاق بها ذرعاً ومرت به أيام تنشف الريج كان جزاءه الأهمال والألغاء من الذين أدعوا الديمقراطيه وخدمة الشعب أنها خسارة جسيمه لفنان من المستحيل تعويضه فنان دخل قلوب كل العراقين والعرب حسافه ومأسوف عليه فراقك يا أبا حسن رحلت عنا كما رحل العظماء ولكن ستظل في قلوبنا ماحيينا أنت الحي ونحنُ محبينك من الأموات تغمدك الله بواسع رحمته وأنا لله وأنا اليه راجعون ؛؛؛

كنت أرى الأستاذ الفنان فؤاد سالم وأسمه الحقيقي فالح حسن بريج وهو من سكنة البصرة التنومة مواليد 1945 غارقاً في هموم شعبه وقضيته علماً كان غنائه حكم وفي صميم الهم الوطني والعمل النضالي لشعب العراق فقد كان ثاقب الرأي ولا ينطق إلا في الصالح العام الذي يستفاد منه الإنسان وأنا كنت أهتم لأغانيه وأحاسيس الهجران والغربة والمحطات والأرصفة والشوارع التي تحولت الى تكوينات يعشقها المطرب فؤاد سالم تفيض الأحاسيس تختصر حزن العاشقين المطرز بالوجدان واللهفة للوطن ونار الحزن والحنين تأخذك الى صوت الفنان أعلاه و الى عوالم السحر والجمال والذكريات التي توسدت كلمات الأغاني ومنها – يا عايدة – وصادق فهدنا صادق… ودكيت بابك ياوطن …وغيرها كثرُ علماً أني أرغب بالجلوس أليه وأن تحدثنا عن النضال والحفاظ على المبدء فهو الرقي والسرح الشامخ ومشهود له ؛؛؛
فؤاد سالم له الكفاءة وكثيراً يتحفنا بمواويله الغنية عن التعريف حنيناً للوطن وكان يريد مادة الفن تزرع حب الوطن وسموه وعليائه وتأريخه في أفندة محبيه فنه رقي يناسب تأريخه في أرض المهجر ويوازي حب الشعب للوطن بلهجة عراقية أصيلة ورائحة التراث القريب البعيد لأنه يقول ويقصد بفنه بين التمازج للحرية ورفض الظلم والعبودية ؛؛؛
منذ سني الصغر وأنا أستمع لفؤاد سالم الفنان الملتزم صاحب الصوت المفعم بالحنين ولم اكن أعرف حب الوطن إلا بعد أستماعي إلى حنين مواويله التي يغرد بها وكانت حنجرته تصدح أعجاباً فنياً يحن لها كل غريب عن أهله وكنت اتعجب ويأخذني الحنين لأهلي لناسي حين أسمع اغانيه عندما كنت منفي وأعيش عند دكتاتور ليبيا معمر القذافي في التسعينات الذي ذهب إلى ربه ذليلاً مكسورا مهان بعد ما أطاح به ثوار 17 فبراير في مسقط رأسه سرت ليبيا ؛؛؛
 اليوم الناس تريد الهروب من العراق على أثر التفجيرات والموت المستمر وهو يريد العوده يرحمه ربي على تلك الروح الطيبه التي تعلمت حب الوطن على نغماتها وتبقى في مماتك كما في حياتك غريب كالسندباد في موانى الغربه ونحن من بعدك غرباء في أوطاننا ؛؛؛
فؤاد سالم رجل لم يعرف الأنتهازيه والتملق والمعروف بعزة النفس والطيبه والخُلق الرفيع السامي والوفي لمبدئه حصراً وإلى بلده هذا القديس سيكون ذاكره عطره في عقول العراقيين على مدى الدهر لما حمل من هموم وأحزان ومأسي شعباً لم يعرف طعم الاستقرار والراحه من أول ما خُلق هابيل وقابيل وإلى يومنا هذا المجد والخلود لنفسه الزكيه داعيا العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته ويلهم قلوب عائلته الصبر والسلوان وكل قريب وبعيد منه الصبر ونحن البشر طريقنا واحد لدرب الموت وليس هناك من يبقى حيا سوى وجه الكريم الفاتحه على روحه الطاهره الزكيه الى يوم يبعثون أمين يارب العالمين؛؛؛

فؤاد سالم ناضل من أجل حرية العراق لينتزع الظلم والحرمان منه عبر مواقفه الوطنية وآرائه السياسية التي لم تتغير رغم ظلمات الأيام العصيبة التي مر بها ورغم كل الجروح التي تشغل همومه في المنفى لكنه فرض نفسه على الساحة الغنائية وبات الموضوع الأبرز فناً في بلدان المهجر؛؛؛
أيها الصديق الغالي المحافظ على مبدئكم ويشرفني أن اذكركم بكل ما هو طيب لأنكم خامة غناء عراقية حقيقية صرف و قلَ نظيرها وحافظت عل قيمها وبقت غالية في نظر كل الخيرين من العرب ومنهم العراقيين ومهما كتب يراعي لكم وأوصفكم لقيم مثلا فهي أقل من أستحقاقكم وآخر المطاف لكم مني القول إلى جنات الخُلد يا أبا حسن لأنكم جعلتم الدموع تتغالب في أعيننا ………….
حسين محمد العراقي
عضو نقابة الصحافيين العراقيين
العراق بغداد

.
h.s332@yahoo.com

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

جرح الوطن ما كسر خاطرهم ….َ!!

hussiniraqiساسة العراق اليوم….
عندما تسأل عن الحق وتطالب المسؤول عنه يقولون لك كان الحق عند الأمام علي أبن أبي طالب كرم الله وجه فقط وذهب في وقته وزمانه وجرح الوطن الحاصل اليوم لا يكسر خاطرهم علماً أن الأمام علي (رض) لاتوجد عنده حمايات ولا سيارات فارهة ولاراتب مميز وكان يحكم بدستور عادل راضي ربي عليه والمجتمع أما ساستنا اليوم فلا راضي ربهم عيلهم ولا الشعب لأنهم أذلوه وجعلوه إلى مستوى الحضيض والدليل الدامغ شاهده القاصي والداني من خلال الأعلام شردوه وهجروه قسراً الأمية البطالة أفقروه ونفطنا من زاخوا إلى الفاو الأهمال لحقوق الشعب وجعلوه في زاوية المظالم علماَ وعند توجهي إلى محاكم الكرخ والرصافة للأطلاع على أحول الأسر ومشاكلها فوجدت منها الكثير من يترك أسرته بسبب الفقر المدقع الذي لا يرحم والأيجارات المرتفعة ويسلك طريق أن أبغض الحلال عند الله (؟؟؟) أضف إلى ذلك يتفقد الأمام علي (رض) حال الأيتام المحتاجين على مر الزمان من خلال حكمه وساستنا من يوم التاسع من نيسان 2003 ولحد يومنا هذا أن شاهدوا يتيم أو فقير أو محتاج أو مظلوم يديرون وجههم عنه وكأن شيء لا يعنيهم للأسف؛؛؛
الشعب اليوم يتعرض للظلم وقمع الحريات والغلاء الفاحش للأسعار والضرائب وهو أول من يكتوي بنار هذه القضايا المهمة التي تمر بحياته مأساتنا كتبها التأريخ وسطرها القلم بدليل أيلامنا ومواجعنا أبكت دول العالم وشعوبها ومنها ظهورالإنسانة الأيزيدية العراقية على منبر الأمم المتحدة في 18/12/ 2015 والتي كشفت كل أوراقها أما الرأي العام العالمي عبر الأعلام عندما مسكها أرهاب داعش وفعل بها ما فعل ومنها العنف الجنسي وقالت أنا عشت الألم ؛؛؛
ونأتي إلى التظاهرت اليوم التي تجددت بمطاليب الشعب ومنها حقوق الإنسان العراقي المحروم منها والمبينة أعلاه والسؤال المطروح هل المواطن العراقي من طينة ثانية مختلفة عن كل البشر هل قدرة تحمل المواطن العراقي غير عادية وتفوق قدرة تحمل كل شعوب الأرض هل يشعر المواطن العراقي بالرضا عن كل ما يواجهه من تحديات وصعوبات في حياته اليومية فالشعب كما نعلم دائما هو العنصر الأساسي في مكونات أي دولة في هذا العالم فلا وجود لدولة بدون شعب ولا وجود لشعب بدون دولة له ولكن الواقع الذي ألمسه في وطني أن الدولة موجودة ولكن لا وجود لشعب فيها بسبب ما يمر به من معاناة وهذا أستثناء عالمي لا يوجد له مثيل بين كل دول العالم المحيط بنا؛؛؛
القانون في بقاع الأرض لا يستثني أحد إلا في العراق فهو على الفقير وبس ومن ثم نأتي إلى قانون السجناء السياسيين الغير عادل بدليل السياسي المسجون أكثر من عام والمعدوم في زمن النظام البائد لحكم صدام يستلم مميزات ما أنزل الله بها من سلطان ومنها قطعة الأرض وراتب شهري مميز ومكافأآت قلّ نظيرها وأنا مشرد لأكثر من عقد في ليبيا زمن الخرف معمر القذافي وتحديداً 1993 وعدت عام 2004 لم يسألني أحد لحد هذه اللحظة أما الذي يقتل من خلال التفجيرات الأرهابية أو الأغتيال عن طريق الطائفية ومنهم فلذة كبدي عمر حسين محمد وأخوتي الثلاثة ومهم عباس محمد المنشورين بصحيفة العراق اليوم بعددها 828 عندما كان أسمي حسين العقابي فلا يصرف له سوى (2000) دولار فقط علماً أن المأساة جرت عليهم وهم عراقيين وودعوا الحياة هذه عدالة التاسع من نيسان 2003 تجاه الشعب العراق ……
حسين محمد العراقي
h.s332@yahoo.com

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

بالصورة وثيقة زواج ليلى مراد من أنور وجدي

laylalmuradzawagcontractإنه في يوم 1 شعبان عام 1364 هجرية الموافق 15 يوليو عام 1945 الساعه 12 ظهرا عن (على) يدي أنا محمد صالح النواوي رئيس قلم المأذونين بمحكمة مصر الإبتدائية الشرعية بالأصالة عن حضرة صاحب القضاء رئيس المحكمة. حضر كل من: حضرة الأستاذ أنور وجدي المولود بالقاهرة، المسمى أبوه المرحوم يحيي وجدي ابن المرحوم حسين صالح، وأمه الست مهيبة بنت سعيد. البالغ (الزوج) من العمر 32 سنة تقريبا. والساكن 25 شارع شريف باشا . المتدين بالدين الإسلامي والتابع للحكومة المصرية. وصناعته مدير شركة سينما. والآنسة البكر ليلي مراد، المولودة ببلدة القاهرة. المسمي أبوها زكي مراد ابن مراد زكي، وأمها الست جميلة مراد بنت إبراهيم روشو. البالغة (الزوجة) من العمر 24 سنة تقريبا. الساكنة بالمنزل المذكور. المتدينة بالدين الإسرائيلي. من رعايا الحكومة المصرية. وصناعتها مطربه. وكلاهما بالغ عاقل. وتم الإتفاق علي مؤخر صداق وقدره 500 جنيه.

Posted in الأدب والفن | 1 Comment