رافائيل ألبرتي

rafailalberti

د. ميسون البياتي

ولد رافائيل ألبرتي ميريلّو عام 1902 وتوفي عام 1999 وهو شاعر إسباني وعضو في جيل 1927 الإسباني الشعري ( العصر الفضي ) فاز بجوائز عديده عن كتاباته . حين إندلعت الحرب الأهليه الإسبانيه رحل الى المنفى بسبب قناعاته الماركسيه , وبعد موت الجنرال فرانكو عاد الى اسبانيا فأطلقت حكومة مقاطعة الأندلس عليه لقب ( إبن الأندلس المميز ) وكان ذلك عام 1985
نشر مذكراته تحت عنوان ( الأيكه المفقوده ) عام 1959 وهذه المذكرات هي أهم مصدر لمعرفتنا الكثير من المعلومات عن حياته المبكره

ولد ألبرتي في عائلة ثريه من ملاك الأراضي والذين يعملون على تصدير البراندي الى الخارج لكن هذا الإحساس بأنه ينتمي الى عائلة برجوازيه سرعان ما تبخر بعد أن خسرت العائلة أملاكها . ماتت أمه وأخوه بمرض السل .. أما والده فكان مصاباً بمرض عصبي يجعله دائم الهياج مما أخسره أمواله وعلاقاته مع الناس .. وكل هذا سيظهر لاحقاً في أشعار ألبرتي

دخل المدرسة اليسوعيه وهو بعمر العاشره لكنه كان طالباً مشاكساً أجبر المدرسة على طرده حين أصبح في 15 من العمر وكان ذلك عام 1917 وعندها إنتقل هو وعائلته الى مدريد

في مدريد بدأ البرتي يهمل دروسه المقرره ويتجه الى القراءة الحره والرسم وفي عام 1920 كانت قد تمت دعوته الى المشاركة في معرض للرسم في مدريد بعرض العديد من رسوماته

عام 1921 تم تشخيص حالته على أنه مصاب بالسل فدخل المصحة عدة أشهر حيث قرأ خلال هذه الفتره بنهم أعمال أنطونيو ماتشادو وخوان رامون خيمينيث وآخرين

خلال السنوات التاليه كان ألبرتي يتمتع بنجاح شعري كبير وهيبه أدبيه لكنه كان يعتمد على أسرته في معيشته . كانت المجلات الأدبيه حريصة على نشر أعماله , وكان هو حريصاً على توطيد علاقاته وصداقاته مع الناس التي أثمرت إحتسابه شاعراً من جيل إسبانيا الفضي الشعري جيل 1927

الشعر الذي يعتمد على التراث الشعبي كان هو ما إعتمده رافائيل ألبرتي في كتاباته الأولى ولكنه مع إقتراب الذكرى المئويه الثالثه للشاعر غونغورا بدأ يعتمد اسلوباً جديداً في الكتابه يمكنه من أن يكون أكثر سخرية وتفاعلاً مع الموضوعات التي يكتبها . قبل ذكرى غونغورا كان البرتي قد بدأ في كتابة القصائد الأولى لمجموعته ( فيما يتعلق بالملائكه ) وهي المجموعه التي أظهرت تحولاً كاملاً في أسلوب كتابته . أما المجموعه الثانيه ( عظات وقصور ) ومسرحية ( الرجل الخالي ) فقد أظهرتا علامات إنهيار نفسي أثار إستغراب جميع من عرفوا رافائيل ألبرتي

في كتاب مذكراته كتب ألبرتي أنه أعتنق الماركسية منذ بداية الثلاثينات من القرن الماضي , وأن تأسيس الجمهوريه الإسبانيه الثانيه عام 1931 كان السبب في إنضمامه الى الحزب الشيوعي الإسباني وفي العام 1933 كان قد رحل الى المنفى

خلال الحرب الأهليه الإسبانيه كان رافائيل ألبرتي صوتاً شعرياً يسارياً أذيعت له من إذاعة مدريد العديد من القصائد أثناء فترة حصار مدريد بين عامي 1936 _ 1939 من قبل العسكر أنصار فرانكو . وبعد هزيمة القوات المسلحه للجمهوريه الإسبانيه غادر ألبرتي الى باريس وسكن في شقة واحده مع بابلو نيرودا حيث بقيا معاً حتى نهاية عام 1940 وعملا مترجمين للإذاعة الفرنسيه , ومذيعين في الإذاعات الموجهه الى امريكا اللاتينيه ( وهي تبث باللغة الإسبانيه ) أثناء فترة الإحتلال الألماني لباريس , وسافرا كمراسلين للإذاعه من مرسيليا الى بوينس أيرس بحراً لتسجيل اللقاءات الإذاعيه

عاش رافائيل ألبرتي مع بالو نيرودا حتى عام 1963 في الأرجنتين . عمل ألبرتي خلالها مع دار نشر ( لوسادا ) وواصل الكتابة والرسم , كما عمل ككاتب سيناريو للسينما الأرجنتينيه حيث قام بتحويل مسرحية ( السيده الشبح ) للكاتب ( بيدرو كالديرون دي باركا ) الى سيناريو فيلم سينمائي وكان ذلك عام 1945 . بعدها إنتقل ألبرتي الى روما وعاش فيها حتى عام 1977 ثم عاد الى إسبانيا . بعد وقت قصير من عودته إنتخب رافائيل ألبرتي نائباً في المؤتمر التأسيسي للبرلمان الإسباني عن الحزب الشيوعي عن مقاطعة قادش جنوب إسبانيا

توفيت زوجته عام 1988 بمرض ألزيهايمر , أما هو فتوفي بعمر 96 سنه بمرض الإلتهاب الرئوي , وحسب وصيته ( وكان ملحداً ) فقد نثر رماده فوق مياه خليج قادش جنوب إسبانيا

خلال حياته كان قد حصل على جائزة لينين للسلام 1964 ( بعد تزكية من بابلو نيرودا ) وهي تعادل جائزة نوبل في الأدب التي تمنحها السويد . وجائزة بوتيف الدوليه عام 1981 , وجائزة سيرفانتس عام 1983 , أما في العام 1998 فقد حصل على ( الجائزه الأمريكيه ) عن مجمل أعمال حياته في الكتابة الأدبيه

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.