اتساع الهوة الطبقية بين شرائح الشعب الايراني يكشف حقيقة النظام الحاكم

safielyaseriفي ايران شباب يبيع كليته او كبده او عينه ليطعم عائلته ،بينما يجري اثرياؤها عمليات تجميل لاذان وذيول قططهم وكلابهم ؟؟
صافي الياسري
يعترف الكثير من المتابعين ودارسي المجتمع والنظام الايراني وافرازاته على الوضع والصراع الطبقي المجتمعي ،ان الطبقة الوسطى في المجتمع الايراني قد حجمت الى حد بعيد اذا لم نقل انها اندثرت ،بفعل السياسات العشوائية غير المسؤولة لنظام ولاية الفقيه ،واتساع نطاق الفساد بين رموزه ومؤسساته ،وايجاد القاعدة الايديولوجية لهذا الفساد والتجويع والافقار ،فلم تعد هناك سوى طبقتان ،اقلية من سكنة القصور الباذخه ،من ساسة ومسؤولي الحكومة واتباع امبراطورية الحرس الثوري ومؤسسات المرجع الاعلى الماليه ،واكثرية من سكنة الكارتون في الاسواق والشوارع والعشوائيات في ضواحي المدن ،وهؤلاء محرومون من كل انواع الخدمات ومن فرص الحصول على العمل وان يدخل اولادهم المدارسويدرجوا في مسار التعلم ولو الى خطوط بسيطة ،لذا فان حظوظهم في حياة مستقبلية كريمة تكاد تكون معدومة ،ويبرر هذا الوضع ساسة النظام والمسحوقون من طبقة الكارتون بانه قسمة الله؟؟؟ وهي ابرة التخدير التي تخرس السنة الجميع وتفتح الابواب للصوص والظلمة لبناء قصورهم وجنائنهم وتوفير كل اسباب الرفاهية والخدمات ومستويات التعلم العالي والمتخصص ،ككليات الطب والهندسه والرياضيات والحاسوب والكليات العلمية ،وجاء في احد التقارير التي عالجت هذا التباين الطبقي ان ايران تحت نظام ولاية الفقيه الثيوقراطي الاستغلالي ، تتصدر قائمة الدول التي تشهد أكثر حالات التباين الطبقي حيث هذا الشرخ في إيران اكثر من دول رأسمالية مثل أميركا، السويد واليابان بل اتسعت هذه الهوة بسرعة فائقة خلال حكم النظام القائم .
ابتداءا نقرأ ان الحقوق الرسمية الدنيا للاجر الشهري تبلغ 712 ألف تومان شهريا بغض النظر عن أن الكثير من العمال لا سيما النساء والمراهقين والأطفال لا ترقى رواتبهم إلى نصف هذا الرقم ولننس العاطلين عن العمل فهؤلاء معدمون ربما انحرفوا نحو السرقة والسلب والنهب والنصب او الجديه ؛ وبالمقابل لنلق نظرة لمديرين رفيعي المستوى في الحكم لنرى كم يتلقون من رواتب مقارنة بالعمال الكادحين او البروليتاريا المسحوقه على وفق اعتراف عناصر النظام نفسه؟
عن هذا الأمر أعلن قاضي بور وهو من أعضاء برلمان النظام خلال جلسة علنية عقدت 10 شباط 2016:
”للأسف مقابل الآلاف من الخريجيين ممن تم تسريحهم من العمل، جعل أصحاب المال والسلطة والتدليس والعملة والمحسوبية، أبناءهم وأبناء أصدقائهم يتولون عدة مناصب بذرائع الإستشارة، وفي هيئات الادارات … وهم يستلمون الرواتب الطائلة مضاعفة بينما البعض منهم لا يعرفون حتى طريق الوصول إلى مواقع اشتغالهم فيما يتقاضون أجورا أدناها يبلغ 20 إلى 30 مليون تومان بذريعة الإستشارة.
بينما ينص القانون على أن تكون الرواتب القصوى 7 أضعاف للرواتب الأدنى وحيث إن الرواتب الأساسية للعامل هي 700 ألف تومان لابد أن تكون الرواتب القصوى هي 4 ملايين و900 ألف تومان بينما نجد الفارق الحالي بين الرواتب 196 ضعفا! هل هذا يمثل عدالة علي بن ابي طالب التي يدعون انهم ينتهجونها ؟”.
نعم في حكم الملالي الماكرين الذين يتبجحون بـ ”عدالة علي (ع)” يصل راتب العامل الى 1 من 200 من راتب المدير العام ،و عدم المساواة في الرواتب هو أقل حالة لعدم المساواة وليته كان حجم وشدة عدم التساوي هذا القدر ولكن الواقع يؤكد أن الفارق يتراوح بين دون صفر إلى آلاف المليارات من التومانات بمعنى أن الملايين في ايران يفتقرون إلى لقمة عيش وهم جياع وبالمقابل هناك أقلية تبلغ ثرواتها قناطير مقنطرة من الذهب .
وعن الأوضاع الإجتماعية لمدينة طهران، أكد الحرسي قاليباف عمدة طهران خلال كلمة له تم بث جزء منها في تلفزيون النظام 18 حزيران 2015: ”وفق إحصاءاتنا لدينا 500 إلى 600 ألف عائلة متوسطة بوضعية جيدة، بالمقابل في هذه المدينة 200 ألف عائلة تفتقر للقمة عيش، أنت الذي تأكل 3 وجبات أسبوعيا وكل وجبة تبلغ 100 ألف تومان… قدم شوربه إلى هذه العائلة الجارة!”.
وهذا هو الحل المقدم من جانب الحرسي قاليباف لمعالجة الفقر والجوع وعدم المساواة الإجتماعية! ولا يجب توقع أكثر من هذا من هذا الحرسي السارق والمختلس الذي نغص عناصره المجرمون في بلدية طهران حياة التجار والبسطيات ويقتطفون تلك اللقمة الصغيرة من أفواههم لكن ما يكتسب أهمية في تصريحاته هو الإعتراف بوجود 200 ألف عائلة جائعة في العاصمة، ول كان تضرب رقم قاليباف باضعاف ما ذكر لتصل الى حقيقة عدد عوائل طهران الجائعه ،واذا كان هذا هو حال طهران فماذا نقول بشان العوائل في بقية مدن ايران ؟؟ كيف نقترب من حقيقة جياع طهران وأرجاء إيران من بلوتشستان إلى خراسان وكردستان وإيلام وخوزستان و…؟ لكنه هذا لم يصور بعد عدم المساواة وحالات الإضطهاد فيايران الملالي ! فعلى وفق تقرير متلفز تم بثه من تلفزيون النظام في 22 شباط 2015 هناك شرائح في البلاد تجري جراحة التجميل على حيواناتها مثل الكلب والقط وهناك مراكز خاصة في طهران نفسها بأجور هائلة تغير شكل الأذن أو الذنب لحيوانات هؤلاء الأثرياء إلى الشكل المرغوب فيه لهم! وذلك في مدينة يفتقر الملايين من نفوسها إلى لقمة عيش ويضطر شباب لبيع الكلى أو الكبد أو عيونهم وفق إعتراف عمدتها!
وفي مقارنة أخرى، تم استيراد 1071 سيارة من طراز بورشه بمبلغ يتراوح بين 600 مليون إلى مليار ونصف مليار تومان خلال سنتي 2011 و2012 وفق مصادر حكومية.
هذا وبمقارنة وحساب بسيطين وذلك أيضا حسب مواقع حكومية ”إن تكاليف إنشاء كيلومتر واحد السكك الحديد تبلغ 5 مليارات تومان حيث كان من الممكن إنشاء 1700 كلم لسكك الحديد خلال السنوات الـ 5 الماضية بأموال صرفت لاستيراد السيارات وذلك باحتساب سعر الدولار الحر هذه الأيام وفي حالة احتساب الدولار الحكومي يصل الرقم إلى 677 كلم والجدير بالذكر أن تكلفة بناء سد كارون 4 بلغت ألف مليار تومان وعلى ذلك، فانه بامتلاك 3200 مليار تومان من الممكن بناء 3 سدود بأحجام سد كارون 4 وبـ 8 آلاف و500 مليار تومان يمكن بناء 8 سدود في هذا الحجم”.
نعم، هذه هي نتيجة أداء نظام فاسد سمى على وفقه المرشد الاعلى الحاكم في طهران ( خميني ) نفسه زعيم مستضعفي العالم وكان يقول إني لا أبدّل شعرة لساكني الأكواخ بمئات من أصحاب القصور! فتمخضت تلك الشعارات الخادعة عن فقر أسود متزايد طال 80 بالمئة من المجتمع الإيراني وعن هدم تقريبي للطبقة المتوسطة وتمركز كل ثروات البلاد في يد شريحة محدودة جدا من تابعي نظام الملالي وأبنائهم.
لكنه بموجب جميع القوانين الإجتماعية والتجارب التاريخية، يستبطن غياب المساواة هذا وعدم التوازن الإجتماعي، بركانا مخيفا سيثور في وقت ليس ببعيد.

Posted in فكر حر | Leave a comment

يا حرام هالبلد ماخلو ولا شب فيها كلهم شحطوهم على الحرب

michalshamasميشال شماس

بدها عريس

أذكر أنه كنت راكبا في سرفيس الدويلعة باتجاه باب توما، ومتل العادة التوقف عند الحاجز، وأغلب الركاب من النساء والفتيات إلا أنا وشخص أخر ختيار متلي، يفتح عنصر الأمن باب الميكرو ، وبنظرة سريعة تفحص من في الباص، ثم قال مازحاً: ( ولوو ماعاد في شباب بالبلد وين راحو..؟ وردت أمرأة تجلس جنبي بهمسة خفيفة : ” ليش خليتوا شب بها البلد”؟ فسألها عنصر الأمن شو قلتي علّي صوتك ..عندها استدركت وقالت إذا عندك شي عريس الك حلوان طيب مني، فضحك عنصر الأمن وقال : “من وين بدي جبلك عريس ؟ الشياب كلهم هاجروا وتركوا البلد “.. ثم نقر بيده على الباب طالبا من السائق المرور.. عندها قالت امرأة أخرى: “يا حرام هالبلد ماخلو ولا شب فيها كلهم شحطوهم على الحرب.”.. وماعاد فيه عرسان…

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

معنى مختلف لـ(واضربوهن) – سنابات لؤي الشريف

معنى مختلف لـ(واضربوهن) – سنابات لؤي الشريف
loaysharif

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, يوتيوب | Leave a comment

فيديو تقرير السي ان ان عن تقدم النظام بدعم من الطيران الروسي في حلب

فيديو تقرير السي ان ان عن تقدم النظام بدعم من الطيران الروسي في حلب
The Syrian military, with help from Russian forces, is taking ground from the rebels. CNN’s Frederik Pleitgen reports from the frontlines.
regimearmy

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

حرب السعوديين الطاحنة

khacheqji-jamalالحياة اللندنية: جمال خاشقجي

بين مثقفين يدعون لاجتثاث خصومهم المفكرين، ودعاة يتهمونهم بالعداء للوطن، يعيش السعوديون حرباً طاحنة بين دعاتهم الدينيين ويمينهم المحافظ، وبين مثقفيهم وكتاب صحفهم، وتيار يقول إنه ليبيرالي.

اخترت الانسحاب على رغم أنني تورطت في السابق في صراع التيارات السخيف هذا، والذي بت أسميه «ملهاة الرعيان» إذ لا تفارق مخيلتي صورة مسؤول حكومي يتابع على شاشة بلازما كبيرة اثنين من ممثلي التيارين يتبادلان التهم، ويلوح كل منهما بأوراق تدين الطرف الآخر، وكلاهما يزعم أنه الأحرص على الوطن، بل أحياناً يستدعي السلطة على خصمه، فيبدوان وكأنهما ديكان يصطرعان، فيضحك المسؤول، ليضحك معه جلساؤه، الذين يندر أن يعارضوه في رأي، ويقول: «دعهم يتصارعون فهم يحرقون أنفسهم بأنفسهم»، ولكن كل الأطراف تحرق هذا الوطن بهذا الصراع، بما في ذلك من يشجعه ويتركه بلا حسم، فتتجزر هذه الانقسامات الوهمية، وتتحول إلى قبائل سياسية تختصم حول «ناقة بسوس» وليس حول تكلفة إعاشتها وحقها في الرعي من عدمه، وجدوى زراعة علفها أم استيراده، أو حتى الجدوى الاقتصادية لتربية بضعة ملايين من النوق مثلها في بلاد استهلكت مواردها الطبيعية منذ عقد أو اثنين، ولكنها لا تزال تفضل أن تختصم حول ثوابت حسمتها دول أصغر منها سناً، على أن تنشغل بما هو أدعى وأهم.

إنه وقت غير مناسب لمثل هذه الصراعات، فالمملكة تشهد حربين على جبهتين، الرأي العام قلق على أمنه وعلى اقتصاده، وبدأ يشعر تدريجياً بقرصة كلفة الحروب وانخفاض أسعار النفط، ولكن في خضم ذلك انفجرت قصة فتاة تقف على الرصيف، جاءها عضو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طلب منها تغطية وجهها، تجادلت معه، هربت منه، لاحقها، سقطت على الأرض فجرها من قدميها، ربما حصل هذا من قبل في غير مكان، ولكنه زمن الإعلام الاجتماعي، فكان هناك من وثق الحادثة، فأصبحت قضية رأي عام، انفجرت الصحافة تنتقد الهيئة وتصرفها، والود مفقود بين الاثنين منذ زمن، فالصحافة بطبعها – في السعودية أو غيرها – تنحو نحو الحرية والعصرنة، وأيضاً تعنى بغريب الأخبار، ولا يمكن أن يمضي خبر جر فتاة من رجليها في الشارع من دون أن تغطيه. التيار الديني تعامل مع تصرف الإعلام الطبيعي والمتسق مع وظيفته بأنه تصيد واستهداف للهيئة، التي يؤمنون بأنه لولاها لفسد المجتمع السعودي، فاشتعلت الحرب بين الطرفين، واتسعت بفتح ملفات أخرى، ودخلها الدعاة وخطباء المساجد، وزادت في اشتعالها ساحة الإعلام الاجتماعي حيث لا ضابط ولا رابط للمتشاتمين فيه.

سجل الإعلام وكتاب الأعمدة ومقدمو البرامج التلفزيونية أهدافاً في مرمى التيار الديني والهيئة، فكان لا بد لها أن ترد وتثأر بعدما ارتفعت أصوات تدعو حتى إلى حلها وضمها إلى وزارة الداخلية، وبالطبع انقسم الشعب، القلق أصلاً والمتوتر بسبب الأحداث المحيطة بالمملكة، حول المسألة التي في حقيقتها أسئلة قديمة لم تحسم في المملكة، على رغم عمرها المديد بوصفها دولة حديثة، تدور حول الهوية والتعددية والحريات الشخصية وحدودها.

وعلى رغم أن الهيئة جهة حكومية وتتبع مباشرة لمجلس الوزراء فإنها أيضاً تمثل تياراً شعبياً متحمساً لها ويراها معبرة عن رؤيته لما ينبغي أن يكون عليه المجتمع، بل لو استطاع لفرض مسطرته على المواطنين كافة، وهؤلاء يتميزون أيضاً بقدر كبير من التعصب، وقد اضطرت الدولة إلى إصدار عشرات التوجيهات والضوابط للحد من غلوائهم، ولكنهم في النهاية متحمسون ويؤمنون بأن الحق معهم وأن تفسيرهم الصارم لتعليمات الشريعة هو الحق، وأن واجبهم ليس تبيان ذلك للناس، بل إنزالهم عليه، فـ «الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».

فجاء انتقام التيار من زميل معروف، مقدم البرامج الشهير علي العلياني، قالوا إنه يشرب الخمر، وصوره وزجاجاتها بجواره والقيد بيده، في تشهير صريح مخالف لكل الأنظمة والأعراف، في تلك الليلة كان بإمكانهم القبض على غيره من المذنبين فما أكثرهم، حتى في المدينة الفاضلة، ولكن كان من الضروري أن يكون المذنب إعلامياً مشهوراً ليرسل الرسالة المطلوبة ويسجل الهدف في مرمى الخصم، أثبتت الفحوص براءته، ولكن التشهير وقع، فازداد الغضب والتلاوم اشتعالاً، الوطنية ملجأ من لا ملجأ له، رفع المتدينون شعار «إعلامنا يخدم أعداءنا، إعلامنا يخرق سفينتنا»، رد عليهم الكتاب بهجوم شرس، عشرات المقالات تكرر الفكرة نفسها، تتهم الهيئة بالاعتداء على حرمة البيوت، وبالترصد للناس، استذكر الجميع سماحة الدين، وإن لم يعملوا بها وهم يختصمون، صرخ البعض: «لم يخرج من بين الإعلاميين إرهابي ولكن خرج من صفكم دواعش». خرجت صيحات تدعو للاجتثاث والاستئصال، يتدخل المسؤول فيوقف هذا عن الكتابة ويقيل ذاك من منصبه، ولكنه لا يحل أصل المشكلة.

قبل سنوات، وفي جلسة لمجلس الوزراء بعهد الراحل الملك عبدالله، دعا المجلس إلى ترسيخ «حق الناس في الاختلاف»، كأن الراحل تركها لنا بمثابة شعار لعلنا نفعّله ونحوله إلى واقع بنظام وثقافة وتعليم وتربية، ولكننا لم نفعل بعد، ما حصل ويحصل الآن، في حروب القبائل الفكرية السعودية يؤكد أنه حان الوقت لنظام ما يحمي حق الناس في الاختلاف، نظام يؤسس على الشريعة لا قوانين وضعية، فمدرسة الرأي الواحد غيبت عن المجتمع السعودي ثراء التعدد الحضاري والفقهي والتشريعي المتاح في الإسلام، الممتدة اجتهاداته من سومطرة حتى كازابلانكا، إسلام عريض عمر حضارته وفقهه ومدارسه 1400 سنة، مكتبة هائلة ثرية نبحر فيها لنجد فيها أجوبة العصر الحديث، ولكننا نقف أمام رف واحد.

حتى ذلك الحين، أتمنى على الزملاء أن يضربوا عن الكتابة والجدل في موضوع الهيئة والهوية، فكل ما يكتبونه يزيد الاحتقان احتقاناً، ولم تعد هناك حجة تضاف إلى حججهم، لقد استمع صاحب القرار إلى مرافعتهم، فليصدر حكمه.

توقف احتجاجي يريح الجميع، وينفّس الاحتقان، ولكنه سيجعل قضايا الهوية والحقوق والحريات قضية علاقة مباشرة بين المسؤول والمواطن، وليس صراع تيارات.

سآخذ بنصيحتي وأجعل هذه آخر مقالة أكتبها عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا مزيد لمستزيد.حرباً طاحنة بين دعاتهم الدينيين ويمينهم المحافظ، وبين مثقفيهم وكتاب صحفهم، وتيار يقول إنه ليبيرالي.

اخترت الانسحاب على رغم أنني تورطت في السابق في صراع التيارات السخيف هذا، والذي بت أسميه «ملهاة الرعيان» إذ لا تفارق مخيلتي صورة مسؤول حكومي يتابع على شاشة بلازما كبيرة اثنين من ممثلي التيارين يتبادلان التهم، ويلوح كل منهما بأوراق تدين الطرف الآخر، وكلاهما يزعم أنه الأحرص على الوطن، بل أحياناً يستدعي السلطة على خصمه، فيبدوان وكأنهما ديكان يصطرعان، فيضحك المسؤول، ليضحك معه جلساؤه، الذين يندر أن يعارضوه في رأي، ويقول: «دعهم يتصارعون فهم يحرقون أنفسهم بأنفسهم»، ولكن كل الأطراف تحرق هذا الوطن بهذا الصراع، بما في ذلك من يشجعه ويتركه بلا حسم، فتتجزر هذه الانقسامات الوهمية، وتتحول إلى قبائل سياسية تختصم حول «ناقة بسوس» وليس حول تكلفة إعاشتها وحقها في الرعي من عدمه، وجدوى زراعة علفها أم استيراده، أو حتى الجدوى الاقتصادية لتربية بضعة ملايين من النوق مثلها في بلاد استهلكت مواردها الطبيعية منذ عقد أو اثنين، ولكنها لا تزال تفضل أن تختصم حول ثوابت حسمتها دول أصغر منها سناً، على أن تنشغل بما هو أدعى وأهم.

إنه وقت غير مناسب لمثل هذه الصراعات، فالمملكة تشهد حربين على جبهتين، الرأي العام قلق على أمنه وعلى اقتصاده، وبدأ يشعر تدريجياً بقرصة كلفة الحروب وانخفاض أسعار النفط، ولكن في خضم ذلك انفجرت قصة فتاة تقف على الرصيف، جاءها عضو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طلب منها تغطية وجهها، تجادلت معه، هربت منه، لاحقها، سقطت على الأرض فجرها من قدميها، ربما حصل هذا من قبل في غير مكان، ولكنه زمن الإعلام الاجتماعي، فكان هناك من وثق الحادثة، فأصبحت قضية رأي عام، انفجرت الصحافة تنتقد الهيئة وتصرفها، والود مفقود بين الاثنين منذ زمن، فالصحافة بطبعها – في السعودية أو غيرها – تنحو نحو الحرية والعصرنة، وأيضاً تعنى بغريب الأخبار، ولا يمكن أن يمضي خبر جر فتاة من رجليها في الشارع من دون أن تغطيه. التيار الديني تعامل مع تصرف الإعلام الطبيعي والمتسق مع وظيفته بأنه تصيد واستهداف للهيئة، التي يؤمنون بأنه لولاها لفسد المجتمع السعودي، فاشتعلت الحرب بين الطرفين، واتسعت بفتح ملفات أخرى، ودخلها الدعاة وخطباء المساجد، وزادت في اشتعالها ساحة الإعلام الاجتماعي حيث لا ضابط ولا رابط للمتشاتمين فيه.

سجل الإعلام وكتاب الأعمدة ومقدمو البرامج التلفزيونية أهدافاً في مرمى التيار الديني والهيئة، فكان لا بد لها أن ترد وتثأر بعدما ارتفعت أصوات تدعو حتى إلى حلها وضمها إلى وزارة الداخلية، وبالطبع انقسم الشعب، القلق أصلاً والمتوتر بسبب الأحداث المحيطة بالمملكة، حول المسألة التي في حقيقتها أسئلة قديمة لم تحسم في المملكة، على رغم عمرها المديد بوصفها دولة حديثة، تدور حول الهوية والتعددية والحريات الشخصية وحدودها.

وعلى رغم أن الهيئة جهة حكومية وتتبع مباشرة لمجلس الوزراء فإنها أيضاً تمثل تياراً شعبياً متحمساً لها ويراها معبرة عن رؤيته لما ينبغي أن يكون عليه المجتمع، بل لو استطاع لفرض مسطرته على المواطنين كافة، وهؤلاء يتميزون أيضاً بقدر كبير من التعصب، وقد اضطرت الدولة إلى إصدار عشرات التوجيهات والضوابط للحد من غلوائهم، ولكنهم في النهاية متحمسون ويؤمنون بأن الحق معهم وأن تفسيرهم الصارم لتعليمات الشريعة هو الحق، وأن واجبهم ليس تبيان ذلك للناس، بل إنزالهم عليه، فـ «الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».

فجاء انتقام التيار من زميل معروف، مقدم البرامج الشهير علي العلياني، قالوا إنه يشرب الخمر، وصوره وزجاجاتها بجواره والقيد بيده، في تشهير صريح مخالف لكل الأنظمة والأعراف، في تلك الليلة كان بإمكانهم القبض على غيره من المذنبين فما أكثرهم، حتى في المدينة الفاضلة، ولكن كان من الضروري أن يكون المذنب إعلامياً مشهوراً ليرسل الرسالة المطلوبة ويسجل الهدف في مرمى الخصم، أثبتت الفحوص براءته، ولكن التشهير وقع، فازداد الغضب والتلاوم اشتعالاً، الوطنية ملجأ من لا ملجأ له، رفع المتدينون شعار «إعلامنا يخدم أعداءنا، إعلامنا يخرق سفينتنا»، رد عليهم الكتاب بهجوم شرس، عشرات المقالات تكرر الفكرة نفسها، تتهم الهيئة بالاعتداء على حرمة البيوت، وبالترصد للناس، استذكر الجميع سماحة الدين، وإن لم يعملوا بها وهم يختصمون، صرخ البعض: «لم يخرج من بين الإعلاميين إرهابي ولكن خرج من صفكم دواعش». خرجت صيحات تدعو للاجتثاث والاستئصال، يتدخل المسؤول فيوقف هذا عن الكتابة ويقيل ذاك من منصبه، ولكنه لا يحل أصل المشكلة.

قبل سنوات، وفي جلسة لمجلس الوزراء بعهد الراحل الملك عبدالله، دعا المجلس إلى ترسيخ «حق الناس في الاختلاف»، كأن الراحل تركها لنا بمثابة شعار لعلنا نفعّله ونحوله إلى واقع بنظام وثقافة وتعليم وتربية، ولكننا لم نفعل بعد، ما حصل ويحصل الآن، في حروب القبائل الفكرية السعودية يؤكد أنه حان الوقت لنظام ما يحمي حق الناس في الاختلاف، نظام يؤسس على الشريعة لا قوانين وضعية، فمدرسة الرأي الواحد غيبت عن المجتمع السعودي ثراء التعدد الحضاري والفقهي والتشريعي المتاح في الإسلام، الممتدة اجتهاداته من سومطرة حتى كازابلانكا، إسلام عريض عمر حضارته وفقهه ومدارسه 1400 سنة، مكتبة هائلة ثرية نبحر فيها لنجد فيها أجوبة العصر الحديث، ولكننا نقف أمام رف واحد.

حتى ذلك الحين، أتمنى على الزملاء أن يضربوا عن الكتابة والجدل في موضوع الهيئة والهوية، فكل ما يكتبونه يزيد الاحتقان احتقاناً، ولم تعد هناك حجة تضاف إلى حججهم، لقد استمع صاحب القرار إلى مرافعتهم، فليصدر حكمه.

توقف احتجاجي يريح الجميع، وينفّس الاحتقان، ولكنه سيجعل قضايا الهوية والحقوق والحريات قضية علاقة مباشرة بين المسؤول والمواطن، وليس صراع تيارات.

سآخذ بنصيحتي وأجعل هذه آخر مقالة أكتبها عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا مزيد لمستزيد.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الاله والإنسان والحرية

abdelrahmansharafهل نريد أن نكون أحرار فلننظر إلى الوراء ولننظر إلى الامام ولننظر إلى واقعنا وإلى أنفسنا وإلى كل شيء يقف أمام حريتنا؟
نلاحظ في أيامنا هذه تعقيد في قضايا الدين ومسألة الدين. والحرية ومسألة الأله والأنسان.
وارتباطها بقضايا المجتمع وبالأخص هنا في شرقنا ومجتمعاتنا الإسلامية والنص الديني الأسلامي اليوم يواجه مشكلة كبيرة في هذه القضية من حرية الأنسان وعلاقة هذه الحرية بالله.
وأيضا يواجه مشكلة أكبر في انقسامات علماء اللاهوت بهذه المرجعية لدرجة أن العديد من المسلمين لم يعد يعرف أي مرجعية تمثله ودخل بتخبط ويئس من
“نص ديني الذي يلغي حريته” ومنهم من دخل بالكره والاستياء لقضايا الدين ومحبة الأله ومن وجود هذا الأله.
فهذه المجتمعات تثور وتناضل من أجل الحرية.
ومعرفة علاقة الحرية بين الأله والأنسان هي جزء من قيمة وجود الانسان وجزء أيضا من الفهم السليم للمطالبة بها وتحقيقها بالشكل السليم في بناء الأنسان والمجتمع وجزء من بناء المجتمع المدني بمؤسساته وجزء من حرية التعبير ومن حرية التفكير.

فلن يولد مجتمع وجيل جديد يتمتع بطعم الحرية الحقيقية والمثالية إلا إذا وجد تنظيم واتفاق لاهوتي يقنع هذا الجيل وهذا المجتمع بتعدياته واختلاف ثقافاته وأفكاره بالعلاقة الحرة بين الخالق وبين الأنسان ومحبة هذا الخالق لكل أنسان ومحبته لحريته التي أحترمها وكرمها؟
فالأنسان هو تاج خليقة الله وحرية اختياره الحرة وتفكيره هي أسمى سمة وضعها هذا الخالق وغيرها أيضا من السمات التي تتواجد بهذا الأنسان كفكره وضميره.

فسواء كان البعض يعترف بوجود هذا الخالق أم لا يعترف بوجوده فهناك سمة مولود بها هذا الأنسان هي حرية الاختيار وحرية التفكير. والتي يمكنني أن أقول عنها ولادة الحرية بأدم وحواء منذ البدء؟
فهذا الأله الخالق الواحد وهو الله الأب وهو الروح الأزلي والسرمدي والحاكم للكون عبر عن نفسه من خلال شخصيات ومن خلال أديان وشرائع وطقوس دينية عبر التاريخ بالإعلانات المختلفة في كل زمان ومكان. وجاءت هذه الشرائع والقيم الدينية والتقاليد المتوارثة لإصلاح الأنسان وصلاح المجتمع وبناء المجتمع كما تقول هذه الأديان وباجتهادات علماء اللاهوت. فاذا نظرنا نظرة خاطفه لهذا المجتمع المبني على لاهوت أسلامي نجد العكس بدل البناء هو الهدم والاستياء من قيم وتعاليم هذا الدين ومنظومته اللاهوتية وغيرها من الأمور.
فعندما يقف دين معين بطقوسه وقوانينه وشرائعه أمام هذه الحرية الألهية من الاختيار فلن يكون هذا الأنسان مسؤولا. وعندما يصل هذا المجتمع لهذه المرحلة بتعاليم لا هوته عن الحرية ومعناها فسيكون هنا الاستياء من قيم هذا الدين وتكون هنا مشكلة كبيرة تواجهنا وتحل بنا وتمس بقداسة حريتنا وتعرقل من نمونا وتعايشنا الإيجابي والسليم.
فهذا الأله والحرية التي منحنا أياها لن أستطيع التعبير عنها ببعض الأسطر ولكنني اعبر عنه بكامل حريتي.
فهو يحب الحرية وهو خلق الأنسان حرا كما ذكرت في البداية ولا يجب أن يكون الأنسان عبدا لأي تقليد ولأي طقوس وأي أنظمه وشرائع تقيد من هذه الحرية.
فهذا سيء لبعض الناس والبعض الأخر يعتبر هرطقة والبعض يعتبر اعتداء على سيادة الله وقداسته والبعض لا يعترف بوجود الأله والبعض مستاء من قيم الدين وعاداته وطقوسه التي تقف ضد حرية اختياره والبعض يخاف أن يختار بسبب قيم الدين وقيم مجتمعه التي تفرض عليه.
فقيم الدين التي لا تقف أمام حرية الأنسان هي أحد العوامل الهامة في عملية التنشئة الاجتماعية وفي الأسرة وفي مؤسسات هذا المجتمع بالأخص هنا في شرقنا وفي المجتمعات الإسلامية و حرية الاختيار المعتقد وغيره والتعبير عنه وبناء الوطن بها.
تأتي هذه الأهمية ليس فقط من اهتمام رجال الدين وعلماء اللاهوت . تأتي كمسؤولية بالحرية التي تتواجد عند كل شخص بالمطالبة والفهم الأكثر لقيم الدين
وفهم أكثر لعلاقة الحرية بينه وبين خالقه وتحقيقها في مجتمعه.

ولا أنكر أنه هناك مسؤولية أكبر على رجال الدين الأسلامي في كيفية الاجتهاد بالنص الديني وبالعقيدة لتحقيق هذه الحرية الألهية
فلكي يكون الأنسان مسؤولا يجب أن يكون حرا في الاختيار لأنه مقدار الوعي في الحرية هو الذي يحدد مقدار مسؤوليتك سواء كان أمام نفسك أو أمام هذا الأله وأمام خياراتك الأرضية كلها
فالتفكير بالوجود بدون ضوابط للحرية هو أمر يساعد الأنسان أكثر ليفهم نفسه ويفهم الأخرين ويفهم ألهه أيضاً
فالتفكير بالوجود وبناء هذا الوجود يأتي من صلب هذه الحرية الألهية المولودة في الأنسان
ونلاحظ هذه الحرية أيضا بالإعلان الألهي عن نفسه في تكوين وبرمجة هذا الكون الجميل . ليتمتع الأنسان بحرية التفكير لبناء وجوده وحضارته بالشكل السليم بالقوانين التي تنسجم مع هذا الأعلان من الحرية فبهذه الحرية والفهم والأدراك والوعي بالضمير.
سينتج لدينا أعلان كل شخص الذي يشكل ذاته وقيمه في معرفة هذه الحرية التي تبني نفسه ومجتمعه .
فبالاختيار الحر ممكن أن يخطأ الأنسان أتجاه الأخرين واتجاه الله واتجاه نفسه ويمكن أن يعتبر نفسه أنه لم يخطئ وهذا يترتب باعتقادي ليس فقط على شرائع الدين وقيمه ومعتقداته وطقوسه بل أكثر من ذللك على الضمير الذي يوجد بداخل كل أنسان ويترتب على وعي وأدرك الأنسان لاستخدام حريته وعقله سواء كان بالشكل السلبي أو بالشكل الإيجابي بتواجده في أعلان الله له بهذا الكون وهذه الطبيعة
فالحرية التي يريدها الله بنا في وجودنا برأيي هي أن تبني من أنفسنا ومن قوانين تنهض بمجتمعنا وبعدالته وبحقوقنا . وأن تصل بنا هذه الحرية إلى كل نعم الألهية المعلنة لنا من الله يريدها أن تبني وليس تهدم يريدها أن تحب وأن تضحي وليس تقتل وليس تكفر وليس ترفض بل تستوعب. بهذا الصدد تأتي هنا مسؤولية الأنسان أمام خياراته بين حريته وضميره وبيئته الموجود بها وانتمائه لبيئته.
فالمعتقد الديني يجب ألا يستخدم بأي طريقة من الطرق في تقيد من حرية الأنسان ومن حرية فكره أو من البحث في سائر ميادين الحياة
فلكي يكون الأنسان مسؤولا في وجوده وانتمائه الاجتماعي يجب أن يكون حرا في الاختيار وتحقيق ذاته بهذه الحرية.

عبد الرحمن شرف

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | Leave a comment

موشيه كاتس ينصح غادي آيزنكوت الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (95)

mostafalidawiكأن وزير دفاع جيش الاحتلال موشيه يعالون ورئيس أركانه غادي آيزنكوت مقصران في عملهما، ومهملان في واجبهما، ولا يؤديان المهمة الملقاة على عاتقهما، ولا ينفذان السياسة المقرة من قِبل حكومتهما، ولا يقومان بما يرضي ضميرهما، ويسعد رئيس حكومتهما، ولا بما يجلب الأمن والأمان لمناطقهما، ولا يأتيان بأعمالٍ من شأنها أن تتفق ورتبتهما العسكرية وسجلهما الإجرامي في جيش كيانهما، وكأنهما لم يقوما بما هو مطلوبٌ منهما وأكثر، ولم يؤديا الدور المنوط بهما كمسؤولين بما يبقيهما في السلطة والقيادة فترةً أطول، وبما يجعلهما مرشحين في السنوات القادمة لمناصب أرفع وأكبر وأهم، وبما يحول بينهما وبين التحقيق والإحالة إلى القضاء، وربما الإدانة والسجن والحرمان من المستقبل السياسي والعسكري.

رأفةً بهما وحرصاً على مستقبلهما، وتعويضاً عن النقص الذي اعترى عملهما، والخلل الذي بدا في مهمتها، فقد طلع المتطرف الصهيوني موشيه كاتس وزير النقل والمواصلات الإسرائيلي ناصحاً وموجهاً لهما، بأن يكونا والجيش أكثر شدةً، وأشد حزماً، وأكثر قوةً وعنفاً في مواجهة الانتفاضة، وألا تأخذهم بالفلسطينيين رأفة ولا رحمة، وألا يضيقوا على الجنود والضباط بالضوابط والقوانين، التي تمنعهم من إطلاق النار دائماً والقتل أبداً كلما تعرضوا والمواطنين إلى الخطر، إذ أن هذه السياسة هي التي تتسبب في زيادة الضحايا الإسرائيليين، وفي الوقت نفسه تشجع المزيد من الفلسطينيين على القيام بعملياتٍ مشابهةٍ.

ينصح موشيه كاتس زميله في الحكومة موشيه يعالون ورئيس أركان جيشه غادي آيزنكوت بإطلاق أيدي الجنود المغلولة بالقوانين، والمطوقة بالأخلاق، وأن يصدر إليهم الأوامر الصريحة والواضحة بإطلاق النار الفوري بقصد القتل حتى الموت، على كل فلسطيني يبدو أنه يهدد أمنهم ويحاول طعنهم، وأن يستمروا في إطلاق النار عليه ولو تبين لهم أنه قتل، وأن المزيد من الأعيرة النارية لن تزيد القتل قتلاً، ولن تضيف إلى الموت موتاً، اللهم إلا التشفي والانتقام، وتوجيه رسائل قاسية بالدم والرصاص إلى الشعب الفلسطيني عله يخاف أو يرتدع.

يبدو أن غادي آيزنكوت وقيادة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أخذوا فعلياً بنصيحة موشيه كاتس، القاضية بإطلاق النار بغزارةٍ حتى الموت على كل فلسطيني يحاول طعن إسرائيليين، جنوداً أو مستوطنين، وبالفعل قام جنود الاحتلال يوم أمس بإطلاق وابلٍ من الرصاص على الفلسطيني محمد خلف، الذي قام بطعن جنديين إسرائيليين في منطقة باب العامود على مقربةٍ من المسجد الأقصى المبارك، وعلى الرغم من أن الشهيد محمد قد قتل من الرصاصات الأولى، إلا أن إطلاق النار عليه من مكانٍ قريبٍ جداً لم يتوقف، وبدا أن الجنود المتواجدين في المكان قد تعاوروا على إطلاق النار عليه، وساهموا جميعاً في جريمة القتل الوحشية، وقد قامت وسائل إعلامٍ عديدة بتوثيق الجريمة الوحشية بالصوت والصورة.

قد يظن البعض أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وقيادة أركانه كانوا يتبعون قبل عملية إعدام الشهيد محمد خلف قواعد الاشتباك القانونية، ويلتزمون القيم العسكرية التي تمنع الإجهاز على الجريح، والامتناع عن تقديم المساعدة والإسعاف للمصاب، ولا يقدمون على قتل الأطفال ولا النساء، وأنهم نتيجة لنصيحة كاتس قد غيروا من تصرفاتهم الأخلاقية القديمة، وبدلوا آلية تعاملهم مع الفلسطينيين.

الحقيقة هي عكس ذلك تماماً، ذلك أنهم كانوا يتبعون نفس السياسة، ويتعمدون الإفراط في استخدام القوة، ولعل قراءة متأنية ودراسة بيانية لشهداء الانتفاضة، تبين بوضوح وتكشف بجلاء الطريقة التي يتعامل بها جيش الاحتلال مع الفلسطينيين، فهم قد قتلوا العشرات ممن لم يكونوا يشكلوا عليهم خطراً، وقتلوا نساءً وفتياتٍ فقط بقصد القتل، ولكن نصيحة كاتس الأخيرة ربما جاءت لتؤكد المؤكد وتثبت المثبت، ولتذكرنا والعالم أن هذه هي السياسة الإسرائيلية المتبعة في التعامل مع الشعب الفلسطيني.

هذه السياسة الإسرائيلية القديمة الجديدة لا تدل على القوة، ولا ترتكز إلى قاعدة من الاستقرار وحالة من الطمأنينة، وهي لا تستطيع أن تبعث الثقة والطمأنينة في قلوب المستوطنين، كما لا تتمكن من إعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي بجيش كيانه، بل إنها سياسة تكشف عن حجم القلق والقلق والخوف الذي يعيشه العدو، وهي ترعب المستوطنين أكثر، وتشعرهم بأن الانتقام منهم سيكون أقوى وأشد، وأسرع وأقرب مما يتخيلون، ذلك أنها تعبئ الفلسطينيين أكثر، وتشحذ هممهم، وتمنحهم المزيد من المبررات والدوافع المشروعة للثأر والانتقام، والقيام بعملياتٍ جديدة، خاصة من قبل الأخوة والأشقاء والأقارب والأصدقاء، الذين يستشيطون غضباً لهول ما يرون، ويسكن الحزن قلوبهم لعظم ما لقي أحبابهم.

الشهيد محمد خلف وكل الشهداء الذين ارتقوا إلى العلا بطلقاتٍ عديدة، وأطلق عليهم جنود العدو المزيد من الطلقات بعد التأكد من مقتلهم، يذكرنا بصحابيٍ جليلٍ من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن أحد العشرة المبشرين من الجنة، وأول مولودٍ للإسلام في دار الهجرة، ذلك هو عبد الله بن الزبير، ابن أسماء ذات النطاقين بنت الصديق أبي بكر، الذي قالت له أمه وهي تودعه، وكأنها تستشرف أن خصومه سيمثلون بجثته “وهل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها”، فما ضير الشهيد من طلقاتٍ أخرى كثيرة، وقد ارتقى عند الله شهيداً مع أول طلقةٍ أصابت جسده.

هنيئاً للشهداء، نرفع بهم الرأس ونفاخر، ونتشرف بهم ونباهي، وتعساً ليعلون وآيزنكوت وكاتس وجيش الكيان وكل جنوده القتلة المجرمين، خيب الله مخططاتهم، وأفشل محاولاتهم، ورد كيدهم إلى نحرهم، وأظهرنا عليهم، ومكننا منهم، وأذاقهم بأيدينا لباس الذل والهوان، ونفخ بروحه في انتفاضتنا المباركة لتكون ثورةً تؤتي أكلها الذي نحب ونتمنى بإذن الله ربها وربنا، إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.

بيروت في 20/2/2016

Posted in فكر حر | Leave a comment

DNA- تشوركين يروض الأسد – 19/02/2016

DNA- تشوركين يروض الأسد – 19/02/2016
nadimqouteish

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

رد عليه الخاطفون طالبين 5 مليون ل.س

samijaqob#سامي_جرجس_يعقوب من #السقيلبية خُطف من امام باب منزله
يوم الاثنين ال15/2/2016 مساء .. عندما اتصل احد افراد عائلته على رقم موبايله رد عليه الخاطفون طالبين 5 مليون ل.س .
#السقيلبية_تُعتبر_منطقة_آمنة
و ايضاً #تحت_سيطرتها_للدولة

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

فيديو ناشطات حقوق الحيوان نصف عاريات امام دار لعرض الأزياء

ناشطات نصف عاريات من ” منظمة الناس من أجل المعاملة الأخلاقية للحيوانات”  (بيتا) أحدثن ضجة في لندن  عندما نظموا وقفة احتجاجية أمام واحدة من دار عروض الأزياء التي تجري في شارع بروير.

Half-naked activists of the People for the Ethical Treatment of Animal organisation (PETA) caused a stir at London Fashion Show when they staged a protest in front of one of the venues on Brewer Street, Friday.
nikedagainstfur

Posted in English, الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment