«لم يكن كل من أوباما وترامب على استعداد لفرض أي عقوبات على الروس. فقد أراد كلاهما الخروج من سورية، وليس التورط فيها. وسمح كلاهما لبوتين بأن يصبح الحكم على الأحداث. فما الذي يجب أن يفعله ترامب إذاً عندما يجتمع ببوتين في هلسنكي في 16 تموز (يوليو)»؟.
كتب هذا النص دينيس روس الذي لعب على مدى 12 عاماً دوراً أساسياً في رسم السياسة الأميركية في الشرق الأوسط ، خصوصاً في موضوع الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، خلال حكم إدارتي بوش وكلينتون، وأدى دوراً محورياً في التوصل إلى إتفاقية أوسلو الثانية عام 1995 بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأسهم في الإتفاقية بين الأردن وإسرائيل عام 1994… وعمل لمدة عامين مساعداً خاصاً للرئيس أوباما، ومستشاراً خاصاً لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. الأهم أيضاً أن روس بدأ حياته المهنية خريجاً متخصصاً بالسياسة السوفياتية وأطروحة تخرجه عام 1970 كانت بعنوان «آلية اتخاذ القرار في الاتحاد السوفياتي».
التوصيف الذي يقدمه المسؤول الأميركي السابق للوضع في سورية ودور كل من واشنطن وموسكو تصعب معاكسته. هناك قبول أميركي فعلي بما تقوم به روسيا، وهناك اصرار روسي على التمسك بسورية كامتداد جيوسياسي روسي. وخلال السنوات الماضية لم يخف العديد من المسؤولين الروس، ومنهم من يعود في تجربته إلى العهد السوفياتي، مدى تمسك القيادة الروسية بالإحتفاظ بسورية كموقع استراتيجي شديد الأهمية. وعاد بعضهم إلى العلاقات القديمة منذ سيطرة حزب البعث على السلطة في دمشق، وتحدثوا عن تطور العلاقات خلال حكم الأسد الأب وتوقيع معاهدة الصداقة والتمركز في طرطوس. وفي اطلالة تلفزيونية ذهب جنرال استخبارات روسي إلى الحديث عن دور جهازه في إيصال الأسد الإبن إلى الرئاسة ودعم ترشيحه إلى المنصب قبل وفاة الأب بعامين.









