المشهد رقم ١٠- مع فارس الخوري !
هذا الراسالكبير الذي يعلوه الشيب وتلك الجبهة الواسعة وتلك العيون التي تشع ذكاء
هي لفارس الخوري .!
قلت : يا ابا سهيل يفرحني وجودك في الجنة فكيف اليها سعيت ووصلت ؟
قال : من الباب الوطني الذي هو باب المحبة التي لا تفرق ولا تقهر ولا تميز ولا تشهد الزُّور ولا تدعي ولا تتفاخر .
قلت : جميل هذا ليس هناك باب اكبر من باب المحبة واليها سعى الأنبياء. والرسل والقادة الشجعان فحصلوا على محبة الناس .
قال: نعم حب الوطن من الإيمان وعلى هذا درجت وتعلمت وناضلت …
كان المسيحيون طواىف. وانا كنت من أقلها عددا وكان المسلمون اكثرية ومع ذلك عبرت الى قلوبهم من الباب الوطني متسلحا بحب الوطن من الايمان فتقبلوا عبوري ومنحوني الثقة في مجتمع لم يخرج
الى النور بعد ولم تكن المساواة في الوطنية فيه من الضرورات وكان فيه ايضا متعصبون
ومتشددون لا يَرَوْن الخالق الا من خلال
معتقداتهم الدينية !
ح
وقال : امام هذا الايمان بالوطن وامام السلوك الوطني الذي قفز فوق الأديان والطواىف وجدت فرصتي الى القيادة .
وقال : ليس صحيحا ان الوطنية حكر لجهة او اخرى هي استحقاق للذين يؤمنون بالوطن ولاء ويوزعون محبتهم على الجميع دون تفرقة .
قلت : كنت متعلما في مجتمع قل فيه المتعلمون فهل تقدم دورك الوطني كان بسبب ذلك ?
قال: كنت متعلما وكان الجهلة كثيرون ولكن ليس من الباب وحده كان عبوري الوطني .
نعم وضعت علمي في خدمة الحرية والاستقلال وهذا هو الذي ألغى دور الجهلة والمتعصبين وهذا هو الذي هزم التعصب
فمن هو الذي يستطيع ان يحذفك اذا ساويت نفسك به في الوطنية ؟







