أكبر دور الأوبرا في العالم

في عالمنا المعاصر هناك تشبيه يقول أن المسرح هو حي صغير في مدينة السينما في دولة التلفزيون في عالم الإنترنت . ورغم أن الأوبرا هي شكل من أشكال المسرحيه , لكن دور الأوبرا تحظى بإهتمام بالغ من قبل القائمين على هذا الفن بسبب الإقبال الكبير للناس على متابعة الأوبرات وهي مسرحيات مغناة , أكثر بكثير من إقبال الجمهور على متابعة المسرحيات العاديه مهما كان نوعها أو جنسها
نستعرض في هذا المقال أشهر دور الأوبرا في العالم

المركز الأول : تياترو ( لا سكالا ) في ميلانو / إيطاليا
ربما كان مسرح تياترو لا سكالا في ميلانو أكثر دار الأوبرا شهرة في العالم . بنيّ في عام 1778 بأربع طبقات من المقصورات الخاصه بالمشاهدين وكان هذا التياترو ملعباً لروسيني وبيليني ودونيزتي وفيردي حين قدّموا أعمالهم أول مره . واحدة من مميزات لا سكالا وجود قناة مقعرة تحت أرضية المنصه التي يقف عليها العازفون مما يسبب حالة من الصدى المحبب الذي يرفق عزف الأوركسترا

https://www.youtube.com/watch?v=AeT_m7VnGzo

المركز الثاني : تياترو ( دي سان كارلو ) نابولي/ إيطاليا
بنى هذا المسرح الملكي ( تشارلز بوربون ) وافتتح في عام 1737 وهو مسرح أحمر مذهب رائع من أقدم دور الأوبرا في العالم ، وحتى بناء تياترو لا سكالا في العام 1778 بقي ( دي سان كارلو ) الأكثر شهرة في إيطاليا . عرضت بعض الأوبرا الأكثر شعبية لروسيني على خشبة هذا المسرح

المركز الثالث : تياترو كولون في بوينس آيرس / الأرجنتين
أنجز الأرجنتينيون المحبون للأوبرا تياترو كولون في عام 1908 ومع الإستعانه بالكثير من المهندسين المعماريين المعنيين فإنه ليس مستغرباً أن المبنى يتضمن العديد من الأساليب الحديثه المأخوذه عن المسارح الأوروبية . لدار الأوبرا الكبرى هذه سجل متميز من العروض العظيمة قدمتها مجموعة من الفنانين المشهورين الذين سجلوا مديحهم لحسن المكان وحسن إدارته

المركز الرابع : دار الأوبرا الملكية في لندن / إنجلترا
تقع دار الأوبرا الملكية في حديقة كوفنت منذ أوائل القرن الثامن عشر. لكن المبنى الحالي هو المبنى الثالث لهذه الأوبرا
أوبرات ( جورج هاندل ) كانت من أول ما نفذت وعرضت من أعمال على خشبة هذا المكان لأن هاندل كتب العديد من أعماله لتقدم من دار الأوبرا الملكيه بالتحديد ومنذ عام 1735 حتى وفاته في عام 1759 قدّم هاندل عروضاً موسمية منتظمة هنا

https://www.youtube.com/user/RoyalOperaHouse

المركز الخامس : مسرح البولشوي في موسكو / روسيا
مسرح البولشوي واحد من أفضل دور العرض في روسيا , إلى جانب كونه واحداً من أفضل قاعات الأوركسترا السيمفونية في العالم ، نجا هذا المسرح من النار والحرب والثورة . أغلق مسرح البولشوي في عام 2005 لتجديدات داخلية واسعة وأعيد فتحه في خريف عام 2011 . إضافه الى الأوبرات والسمفونيات والمسرحيات العاديه ومسرح الأكروبات , يقوم مسرح البولشوي بتقديم عروض لا تنسى للباليه

المركز السادس : دار أوبرا سيدني / أستراليا
تقع دار اوبرا سيدني على بقعة من الأرض تقع بالضبط في ميناء سيدني مما يوفر لزوار الأوبرا إطلالات رائعة على المياه الزاخره بالمراكب الشراعية . حتى لو كان حضور عرض ما لا يناسب رغبتك فقد ترغب في زيارة دار الأوبرا فقط لرؤية المبنى ولهذا يتم وضع منهاج لجولات داخل المبنى في كثير من الأحيان . الافتتاح الكبير لهذه البنايه كان في عام 1973 وأول أداء عام كان أوبرا من جزاين مأخوذه عن رواية تولستوي ( الحرب والسلام ) قام بتلحينها الموسيقي الروسي سيرجي بروكوفييف

المركز السابع : دار اوبرا باريس / فرنسا
الواجهة الرئيسية للأوبرا هي منظر مميز في باريس , رغم ان باريس مليئه بالعجائب المعماريه . تم بناء هذه الأوبرا في عام 1875 . المسرح الكبير في الداخل مناسب للباليه والأوبرا ويعد واحد من أعظم الأماكن الإحتفاليه في العالم . عام 1962، أنشأ ( مارك شاجال ) لوحات جدارية جديدة في وسط السقوف والنتيجة ليست أقل من مذهلة

المركز الثامن : الأوبرا الملكيه في قصر فرساي / باريس
الأوبرا الملكية في القصر الفخم الشهير فرساي حيث رسمت الجدران الخشبية لتشبه الرخام كما تم مزج الذهب بشكل متناغم مع الوردي والأخضر في الأثاث والمفروشات . تم بناء المسرح عام 1769 استعدادا لزواج الملك لويس السادس عشر على الأميرة النمساوية ماري أنطوانيت , بعد الثورة الفرنسية كان المسرح يستخدم لمختلف المناسبات . واليوم تؤجر هذه القاعه لأثرياء العالم ليقيموا فيها حفلاتهم الخاصه

المركز التاسع : ستاتسوبر فيينا / النمسا
بنيت دار الأوبرا هذه في عام 1869 وتم افتتاحها بأداء موزارت دون جيوفاني . وقد تم تأسيس سمعتها كمركز للحياة الموسيقية في فيينا منذ فترة طويلة ، وعلى الرغم من تدمير جزء كبير منها في 12 مارس 1945 عندما قصف الحلفاء المدينة قرب نهاية الحرب العالمية الثانية فقد نجا الدرج الكبير وبعض المناطق العامة الأخرى بأعجوبة . عند نهاية الحرب العالميه الثانيه كان مصير النمسا مثل مصير ألمانيا , بسبب إعتبارها جزءاً لا يتجزأ عن ألمانيا النازيه دخلتها قوات الحلفاء وقسمتها الى 4 أقسام وإحتلتها كل من الولايات المتحده الأمريكيه والإتحاد السوفييتي وبريطانيا وفرنسا وإستمر إحتلالها من عام 1945 حتى عام 1955 , وكذلك تقسمت العاصمه فيينا الى 4 أقسام وكانت دار الأوبرا النمساويه في فيينا تقع تحت الإحتلال الروسي

حين قررت الولايات المتحده تغيير سياستها في العالم تم تصعيد تيتو الى حكم يوغسلافيا وبعد أسبوعين بالضبط تم قتل ستالين , بوصول خروشوف الى السلطه خف الصراع البارد كثيراً عما كان عليه أيام ستالين فكان هذا عاملاً مهماً يضاف إليه عامل الإنسحاب من النمسا كعامل ثاني لتهيئة الأرضيه التي سيعلن من عليها تيتو السياسة الأمريكيه الجديده للعالم وهي سياسة الحياد الإيجابي الذي يسوغ لجميع الدول الإقتراض من البنك الدولي سواء كانت رأسماليه أو اشتراكيه .. ملكيه أو جمهوريه , وبهذه الطريقه إشترى البنك الدولي كل دول العالم بثمن الدين الذي دفعه لتلك الدول التي لن تتمكن مطلقاً من تسديد فوائد ديونها لتبقى أسيرة لعبودية البنك
في العام 1955 تمت تسوية الأوضاع مع النمسا فعوملت كبلد متحرر ومستقل , وحين غادرت قوات الإحتلال البلاد قامت الحكومه النمساويه بإفتتاح ستاتسوبر فيينا بمقطوعة بيتهوفن : ترنيمة الحريه

المركز العاشر : مركز لنكولن / نيويورك
يضم مركز لينكولن للفنون المسرحية منزل لأوبرا متروبوليتان , أوبرا نيويورك فيلهارمونيك وباليه , ويضم مكتبة ومسارح . المركز ليس فقط للأداء الكلاسيكي ولكن أيضا للابتكار. يتم تصوير الأوبرات بانتظام وتقديمها مباشرة منقوله الى المسارح في جميع أنحاء العالم . معهد مركز لينكولن لتعليم الفنون هو مرجع عالمي لتعزيز الإلهام والإبداع للطلاب والمهنيين

About ميسون البياتي

الدكتورة ميسون البياتي إعلامية عراقية معروفة عملت في تلفزيون العراق من بغداد 1973 _ 1997 شاركت في إعداد وتقديم العشرات من البرامج الثقافية الأدبية والفنية عملت في إذاعة صوت الجماهير عملت في إذاعة بغداد نشرت بعض المواضيع المكتوبة في الصحافة العراقية ساهمت في الكتابة في مطبوعات الأطفال مجلتي والمزمار التي تصدر عن دار ثقافة الأطفال بعد الحصول على الدكتوراه عملت تدريسية في جامعة بغداد شاركت في بطولة الفلم السينمائي ( الملك غازي ) إخراج محمد شكري جميل بتمثيل دور الملكة عالية آخر ملكات العراق حضرت المئات من المؤتمرات والندوات والمهرجانات , بصفتها الشخصية , أو صفتها الوظيفية كإعلامية أو تدريسة في الجامعة غادرت العراق عام 1997 عملت في عدد من الجامعات العربية كتدريسية , كما حصلت على عدة عقود كأستاذ زائر ساهمت بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في الدول العربية التي أقامت فيها لها العديد من البحوث والدراسات المكتوبة والمطبوعة والمنشورة تعمل حالياً : نائب الرئيس - مدير عام المركز العربي للعلاقات الدوليه
This entry was posted in الأدب والفن, يوتيوب. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.