في جغرافية وديموغرافية عزمي بشارة

abdelqaderomarحدود جغرافيا السيف عندما تكون معشعشة في الفكر والمنهج فان حدود الجغرافية الواقعية لا معنى ولا اهمية لها ولا اعتراف بها هذا هو لسان حال المفكر العروبي السيد عزمي بشارة بشأن الجغرافيا الكوردية في سوريا هذه الجغرافيا مهما كبرت او صغرت فانها جزء من دولة كردستان قسمتها الحقبة الاستعمارية والحقتها باجزاء مستقطعة اخرى لتشكيل الدولة السورية وبالامكان الرجوع الى كل الوثائق التاريخية سواء من الحقبة الاستعمارية او من حقبة الدولة العثمانية او الاسلامية او ما قبلها جميعا وصولا الى ما قبل التاريخ .ولكن السيد المفكر لم يكلف نفسه الرجوع الى كل ذلك وانما ذهب الى بعض المقالات او صفحات الفيسبوك او بعض المراجع الصادرة من مدرسته واجتزأ منها ما يناسب فكره ونهجه الشوفيني المتمثل من ناحية بعدم الاعتراف بالتقسيم الاستعماري في فلسطين بينما يعترف بها في سوريا طالما المستهدف ليس عربيا بل من قومية اخرى ونسى ان حدود الجغرافيا لا يمكن تغيرها باقامة المستوطنات العربية العنصرية الشوفينية التي تهدف الى تغيير الحدود وله في فلسطين امثلة كثيرة على ذلك فاسرائيل استوردت فكرة المستوطنات من الانظمة العربية المتعاقبة في سوريا.
وهذه المناطق لها اسم واضح وصريح هي الجزء الكردستاني المستقطع من كردستان والملحق بالاجزاء الاخرى المشكلة للدولة السورية واما اسم روج آفا فان هذه التسمية هي مرتبطة بادارة حزب الاتحاد الديمقراطي وليس لهذا الاسم علاقة بالاسم التاريخي للمنطقة.
اما ديموغرافية السيد بشارة فقد ركزت على اثبات ان الشعب الكردي في هذه المنطقة قد التجأ اليها بعد ثورة الشيخ سعيد في تركيا ضد مصطفى كمال اتاتورك ولا اعلم هل يعتبر السيد بشارة هذه المنطقة جزءا من الجزيرة العربية ام انها جزء من اليمن السعيد مثلا هذه المنطقة هي كردستان وتنقل الشعب الكردي في وطنه من منطقة الى اخرى لا يوحي بانه مهاجر فيها هذا اذا كانت روايتك تقنعك قبل غيرك لانها لا تستند الى الواقع.والغريب ان السيد بشارة لم يذكر من الذي كان يسكن في هذه المنطقة عندما التجأ الشعب الكردي اليها هل كان للعرب وجود في هذه المنطقة إلا من بعض العرب الرحل الذين كانوا ياتون الى مناطق كردستان في بعض اوقات السنة لرعي اغنامهم كما لم يذكر السيد بشارة اي شيء عن المستوطنات التي اقامتها الحكومات العنصرية باستجلاب العرب وتوطينهم في المنطقة بعد اخذ ممتلكات الشعب الكردي ولم يذكر شيء عن توطين العرب الرحل في الاراضي الكردية وغيرهم من ابناء المنطقة .كما لم يذكر شيء عن المشاريع السياسية الممنهجة والمتبعة لتعريب المنطقة ضمن سياق مشروع عنصري شوفيني بغيض تم تطبيقه على مراحل متعددة سواء بتوطين العرب الرحل واستجلاب عرب وتوطينهم. تجريد الشعب الكردي من ممتلكاته تعريب اسماء القرى والبلدات والمدن الكردية منع تسجيل الاسماء الكردية منع اللغة الكردية تجريد وسحب الجنسية من مائة وخمسون الف شخص كردي .كل ذلك لم يدخل ضمن ديموغرافية السيد عزمي بشارة التي ارتكزت فقط على نهج شوفيني عنصري مسبق ولم يكلف نفسه عناء البحث الموضوعي في مسألة لا يعرف عنها شيء او انه تعمد الى تشويه الحقائق في محاولة يائسة لتشويه الصورة والواقع الحقيقي وما يجري في هذه المنطقة من احداث .
اما خاتمته فقد ارتكزت على دحض فكرة انشاء وتطبيق فدرالية في المساحة الجغرافية التي يتواجد فيها الشعب الكردي بسبب وجود المستوطنات العربية التي انشأت لفصل المناطق الكردية عن بعضها اولا وثانيا بتهديد مبطن سلطه على الشعب الكردي ولكن ليس بحدود سيوفه هذه المرة بل بالرماح التركية والسهام الايرانية .
مسالة ربط الفدرالية بالجغرافيا لا تستند على وقائع اولا وثانيا فان الجغرافيا الكردية في سوريا هي مناسبة للفدرالية ولكنها بالضد من المشاريع العنصرية التي تحلم بها .اما الرماح التركية التي تريد ان تحتمي بها فهي ليست للأجار بل هي ترسم حدود المصالح التركية اذا كانت هذه الرماح تستطيع ان تحافظ على حدود تركيا الان وفي هذه الظروف. واما السهام الايرانية فانها تفعل فعلها الان في منطقة اخرى لا تسرك كثيرا .
عبدالقادر عمر
30.03.2016
a.kadir-1959@hotmail.com

About عبدالقادر عمر

عبدالقادر عمر
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

One Response to في جغرافية وديموغرافية عزمي بشارة

  1. hosam says:

    جذور تاريخية للأكراد في سوريا أم طموحات سياسية ؟

    20111111

    لقد طلب مني أحد الإخوة أن أعلق على مقال تاريخي مسيس حول تاريخ الأكراد” الجذور التاريخية للأكراد في سورية

    المقال موجود على هذا الرابط http://www.roo7iraq.com/vb/showthread.php?t=116853

    من يلم قليلا بتاريخ الأكراد يعرف جيدا أنهم شعب هندو أوروبي قد قدم حديثا الى الشرق و قد إشتهروا بفضل سمعة صلاح الدين الأيوبي و لكننا لا نملك أية معلومات أو مصادر أمينة تذكر الشعب الكردي في الشرق قبل القرن العاشر الميلادي. إن الصراع العراقي الكردي في الماضي قد دفع بعض المفكرين الأكراد الى تبني طروحات تاريخية تدعي أن الأكراد هم من أصل ميدي و بالتالي هم شعب عريق في قدمه و في العراق بالذات أي أنهم قبل العرب. و لكن هل هذه الطروحات هي تاريخية حقيقية؟

    بصراحة إنني غير ضليع بتاريخ الأكراد و لكن المقال الذي نشرته هنا مليئ بالأخطاء التاريخية و كاتب هذا المقال ليس له خبرة أو منهجية في البحث التاريخي و لكنه من خلال هذا المقال المسيس يريد إثبات وجود الشعب الكردي في الشرق ألوف السنين قبل المسيح! أغلب المؤرخين يعتبرون أن الشعب الكردي قد وصل الى الشرق مثل السلاجقة في حوالي ١٠٠٠ سنة بعد الميلاد !

    أ – صاحب هذا المقال يردد تسمية كردستان في أزمنة غابرة ففي المقطع الأول ” حين ظهرت المستوطنات الزراعية الأولى في كردستان منذ الألف السابع قبل الميلاد “. نعم لقد إنتشرت الزراعة في العراق القديم و لكن تسمية كردستان هنا هي غير علمية و لا تاريخية .

    ب – لقد كتب صاحب المقال ” في أواسط الألف الثاني قبل عصرنا، كان للكاشيين نفوذ كبير على الأقاليم الكردية الحالية “. هذه الجملة تفضح جهل صاحب المقال في تاريخ الشرق لأن الشعب الكوشي لم يسيطر على شمال العراق أو الأقاليم الكردية الحالية! الشعب الميتني هو الذي كان مسيطرا على شمال العراق .

    ج – للأسف بعض الأحيان نرى مؤرخين ينسون منهجية البحث التاريخي و يكتبون بحوثا مسيسة من الصعب على إنسان غير مطلع أن يرى التزوير الفاضح . صاحب هذا المقال ليس بباحث في التاريخ فهو يتكلم عن مردوك إسم حد الملوك الكاشيين ثم يكتب حرفيا” ويرجح البعض بأن الأكراد هم نتيجة لامتزاج الميديين بسكان بلاد الرافدين الأصليين و خاصة الكاشيين (المردوخيين). لغوياً، اسم الملك مردوخ يدل بالكردية على مدلولين متلازمين (مار، مر = معزقة، ثم دوخ= ذراع المعزقة). أما اسم ابن الملك المقدس (نابو)، فيستعمل أيضا في الكردية كاسم و كنية، حاليا تعيش في كردستان عشيرة تدعى مردوخ،”

    ففي سعيهم المستمر في تأكيد الوجود الكردي في العراق القديم نراهم لا يحترمون تاريخ الشرق القديم و يتجاهلون تاريخ الشعوب القديمة متوهمين أن عددهم الديموغرافي يستطيع أن يغير التاريخ .

    *إن إسم مردوخ ليس إسما كاشيا كما يتوهم صاحب هذا المقال .

    *إن إسم مردوخ هو سومري كان منتشرا في الألف الثالث ق٠م و قد أصبح الإله الأكبر عند الأكاديين في بلاد أكاد في نهاية الألف الثاني ق٠م.

    *محاولة تفسير إسم مردوخ في اللغة الكردية هي لتثبيت تاريخ كردي في العراق في أواسط الألف الثاني ق٠م . التفسيرات اللغوية يجب أن تهدف الى إظهار الحقائق التاريخية و ليس تزويرها .

    هذا رابط حول تسمية مردوخ http://en.wikipedia.org/wiki/Marduk السريان الآراميون يستطيعون الإدعاء أهم وصلوا الى أميركا أو العالم الجديد لأن أحد الشعوب الأصيلة هنالك كان إسمه ” المايا ” و هي كلمة تعني باللغة السريانية الماء!

    *وجود عشيرة كردية تدعى مردوخ ليس برهانا أن الأكراد يتحدرون من الشعب الكوشي لأن إسم مردوخ ليس كوشيا و لا كرديا .

    د – كتب صاحب المقال ” في عام 1997 نشر في باريس باحث الآثار الفرنسي جان ماري دوران ترجمة اللوحات الأثرية السومرية المتعلقة بمراسلات مملكة ماري.” إن الكتابات المكتشفة في ماري اي مدينة أبو كمال حاليا كانت باللغة الأكادية الشرقية (السامية) و ليس السومرية كما كتب صاحب المقال!

    ه – ثم يكمل ” و في هذه اللوحات, التي هي قيد الترجمة إلى العربية, يوجد الكثير من الوثائق التي تتعلق بالممالك التي شهدتها كردستان في الألف الثانية قبل الميلاد.” أية ممالك وهمية في كردستان ؟ سوف يلاحظ القارئ البرهان على عدم صحة وجود ممالك كردية في ذلك التاريخ من خلال التعليق التالي .

    و – لحسن حظنا كتب صاحب المقال :

    ” ولأول مرة في التاريخ المكتوب,أكثر من عشرين لوحة أثرية تخص العلاقات السياسية بين إمارة ماري و إمارة كوردا. واسم هذه الإمارة الأخيرة لا يترك مجالاً للشك في أنها كانت كردية.

    إذ كانت إمارة كوردا من أقوى الإمارات التي قامت في الجزيرة, إلى الشمال من إمارة ماري وحتى شمال شرقي الفرات, إلى درجة أن أمير ماري كان يخشى حه مورابي مملكة كوردا ”

    *لقد أطلق الشعب الكوشي تسمية ” كردونياش” على بلاد أكاد في وسط و جنوب العراق بين ١٦٠٠ و ١٢٠٠ ق٠م

    *لقد ظل الأشوريون يستخدمون تسمية كردونياش مئات السنين بعد زوال الحكم الكوشيي .

    *أخطاء جغرافية غير مقبولة ” إذ كانت إمارة كوردا من أقوى الإمارات التي قامت في الجزيرة” التسمية كردونياش كانت تقع في وسط العراق و ليس في الجزيرة !

    *تأكيد ” واسم هذه الإمارة الأخيرة لا يترك مجالاً للشك في أنها كانت كردية” هو تأكيد على فقدان هذا المقال للمنهجية العلمية لأن تسمية كردونياش تشير الى الشعب الكوشي او الكاشي Kassites و هذا رابط حول تاريخهم مع خارطة لتواجدهم http://en.wikipedia.org/wiki/Kassites

    ز – يقول صاحب المقال ” و عندما سألنا السيد جان ماري دوران عن مزيد من التفاصيل حول إمارة كوردا, اكتفى بالقول بأنها كانت تسيطر على جبل سنجار…” إنني أشك كثيرا أن عالما مثل جان ماري دوران قد ذكر أن كوردا/كردونياش كانت تسيطر على جبل سنجار او ربما خضعت هذه المنطقة لفترة للشعب الكاشيي!

    الخاتمة

    أولا – لا أحد من العلماء المتخصصين بتاريخ الشرق القديم بشكل عام و بتاريخ الشعب الكاشيي بشكل خاص قد إدعى أو ذكر أو ربط تاريخ الشعب الكاشيي بتاريخ الأكراد. كما أنه لم يرد تاريخ الأكراد ضمن الشعوب القديمة في العراق القديم.

    ثانيا – من له إلمام بتاريخ الشرق القديم يعرف ان الشعب الكاشي قد لعب دورا كبيرا في حضارة العراق القديم لأن هذا الشعب كان قد أدخل دراسة الفلك الى بلاد أكاد و أكتسبها الشعب الكلداني الآرامي الذي طورها و لكن الشعب الكاشي بعد فقدانه للسلطة زال نهائيا لأنه إنصهر ضمن الآراميين الذين سيطروا على بلاد أكاد.

    ثالثا – عندما يستند الأكراد على تفسيرات ملتوية مثل:

    “تعتبر اللوحات المتعلقة بإمارة كوردا أقدم نص تاريخي يذكر الأكراد بشكل واضح. وكانت تسيطر هذه الإمارة على قسم كبير من كردستان الملحقة بالدولة السورية.” ” بشكل واضح ” هذه تفسيرات غير علمية لا يقبل بها العقل و لا يوجد أية دولة تقبل بهذه التفسيرات الملفقة .

    رابعا – إن للشعب الكردي حقوق مشروعة و لكن لا يحق له أن ينسب له تاريخا قديما تارة في إدعائهم أنهم أحفاد الميديين و طورا في إدعائهم أنهم أحفاد الكاشيين ! الشعب الكردي لا يستطيع أن يطالب بحقوق تاريخية مبنية على طروحات غير صحيحة لا يقبل بها العلماء المتخصصون في تاريخ الشرق القديم .

    هنري بدروس كيفا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.