فلسطين القضية المهدورة في ذواتنا العربية!

أن أفضل الناس من الكتاب والعلماء والباحثين والفلاسفة هم من يشككون فيما يذهب إليه معظم الناس. ولدينا ردود مختلفة للناس تجاه الأحداث التي تحصل كل يوم تمس وجودهم وقضاياهم ومصيرهم ومنها قضية القدس وقضايا ومسائل أخرى.

وهذه الحشود والردود والأصوات على مواقع التواصل الأجتماعي والواقع لأجل القدس بأعلانها من قبل الاميركان بأنه عاصمة اسرائيل.

ماهي الا مرتبطة واستمراراً وتعبيراً عن ثقافة شعبوية مورست عبر عقود من قبل الأنظمة الشمولية والحركات الدينية والقومية المسلحة وغير المسلحة التي تريد أن تستثمركياناتها ومشاريعها وتحقيقها باسم القدس والمقدس دائماً دون اية نتيجة وتقدم في هذا المضمار سوى شعارات وخطابات رنانة خالية على مسامع الناس وتجذر هذه الشعارات عبر تاريخ دون اية نتيجة نتقدم بها.

فأصبح الاقصى والقدس رمز ديني مقدس تعطيه الناس الولاء كما هو مرتبط ب مفهومهم الديني التقليدي بولائهم وتبعيتهم ل الله والدين وعبادتهم اليومية الذي يمس كرامتهم وذواتهم وكينونتهم ووجودهم في ظل صراع يهودي فلسطيني مرتبط بالدين والأرض وصراع عربي اسرائيلي مرتبط بالقيم والمقدسات وماحصل من نتائج لهذا الصراع عبر الزمن.

لذلك استمراراً لهذه الثقافة تلجأ الناس في تجيش مشاعرها والتعبير عن غضبها وسخطها لقضية مهدورة في ذواتهم فليست هي إلا مجرد شعار ومشاعر ك باقي الشعارات التي نرفعها ولا نحقق أي شيء لأجلها بواقع الحال فهي مؤقتة قبل ان تكون قضية سياسية وتاريخية وحقوقية تعمل هذه الشعوب لأجلها بقوة وغرادة.

انا أشكك بقدرة العرب والشعوب العربية في نواياهم ومعطياتهم الحالية وشعاراتهم اتجاه الأقصى والقضية الفلسطينية بانها نوايا نابعة عن ذات عربية متحررة قوية قادرة على العمل والتعاون والتنسيق فيما بينها لأجل فرض إرادتها ومطالبها سواء كان أمام حكامها ومثقفيها وقيادتها وحركاتهم الاسلامية والقومية الذين يتاجرون بهم وباالقضية الفلسطينة ام أمام اليهود والأميركان.

لا يختلف اليهود عن العرب في هذه الناحية من الصراع في عملهم لأجل وجودهم . بل الذي يفلح هو من يمتلك القوة والتخطيط والعمل لاجل حقوقه ولو كان اليهود شعب الله المختار والمسلمين خير امة أخرجت للعالمين. فكلاهما يحركه ولاء ديني عنصري يريد التوسع و الهيمنة والسيطرة ولو أدى هذا لتدمير القدس وقتل ألاف من الناس وهذه هي طبيعة العنصرية عندما يحركها ولاء ديني عنصري وليس ولاء انساني حر يحقق السلام والتشاركية والتقدم في الديمقراطية.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.