طائفة المورمون مقابل جماعة الإخوان المسلمين

طلال عبدالله الخوري 4\10\2012

هناك احتمال كبير بأن يصل مت رومني إلى سدة حكم بلد اكبر قوة عظمى بالعالم, وهي دولة السوبر الوحيدة بالعالم, حيث تمتد مصالحها الاقتصادية والسياسية الى كل بقعة و نقطة بالعالم من دون استثناء, حيث تتعاظم فرص هذا المرشح يوماً بعد يوم, وخاصة بعد الحوار التلفزيوني الأخير حيث بدا مت رومني للشعب الاميركي كرئيس لديه خطة وواثق من نفسه بينما بدا منافسه اوباما كتلميذ مدرسة منهك.

ينتمي مت رومني الى طائفة المورمون الدينية المسيحية, المتطرفة بتطبيق تعاليم السيد المسيح ونبيهم جوزيف سميث مؤسس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة المعروفة باسم المورمون.

ينحصر تطرف هذه المجموعة الدينية بالافعال التالية:

اولا: بالإكثار من الصلاة, ودعوة الأخرين للدخول بديانتهم, من منطلق محبتهم لهم و حرصهم عليهم, لكي يدخلوا معهم ملكوت الرب حسب معتقدهم, لدرجة بأنني أتعجب كيف يجدون الوقت الكافي لكسب قوتهم وقوت عائلاتهم واطفالهم؟ وأنا أتعجب أيضاً  كيف وجد مت رومني نفسه الوقت الكافي لكي يصبح مليارديرا ويدير شركاته بنجاح ضمن متطلبات السوق التنافسي الحر الهائلة؟
ربما قوة الإيمان تعطيهم طاقة إضافية لتحقيق المعجزات؟ لست أدري؟

ثانيا: هم أيضا متطرفون بالصدق, وأنا اعتبر أن هذه الميزة ستكون أكبر المشاكل بالنسبة لرومني, حيث ان السياسة تتطلب الديناميكية, والتكتم, والتلون, والدبلوماسية وليس كما علم السيد المسيح بالإستقامة حيث قال: “ليكن كلامكم نعم نعم او لا لا”؟

ثالثاُ: هم متطرفون بالتسامح, لدرجة أنهم اذا تعرضوا للإهانة بالطريق يبتسمون للمسئ ويسامحوه مباشرة, ويعتبرون الإساءة لهم بركة ولا يشتكون للسلطات في حدود معينة طبعاً.
وهذه الميزة ستكون مشكلة بالنسبة لرومني, وحتما سيقع بالتناقض بين معتقده الديني وعمله كسياسي؟

هذه هي الولايات المتحدة الأميركية وهذه هي سر عظمتها وسر قوتها الحقيقية, وهي الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة, وليست اساطيلها العسكرية.

من كان يصدق بالعالم قبل خمس سينين من الأن, بأن ابن رجل كيني هاجر الى الولايات المتحدة الاميركية عاري القدمين سيصبح رئيسا لاميركا؟

من كان يصدق قبل عامين من الان بأن متدين من طائفة صغيرة جدا ومنبوذة, يمكن ان يحلم بأن يصبح رئيساُ لأعظم دولة بالعالم؟

طبعا اذا فاز مت رومني سيحكم اميركا بالدستور العلماني, ولن يطلب تغيير الدستور وفرض عقيدته بقوة القانون كما يفعل الاخوان المسلمون؟

بالمقابل وصل الاخوان المسلمون بكل من مصر وتونس الى الحكم بانتخابات ديمقراطية حرة, ولكن للأسف يريدون تقنين معتقداتهم الدينية وفرضها بقوة القانون.

والاسوء من هذا فلديهم مبدأ التقية والمعاريض والإزدواجية بالمعايير من اجل الوصول الى الحكم والاستمرار بالحكم يعتبر عبادة وشرعاً يطلب منهم ممارسته بأوامر الهية؟ وهذا نقيض معتقد مت رومني.

نحن نطرح سؤالاُ هنا: متى ستصبح بلادنا عظيمة مثل الولايات المتحدة بقوة قيم الحرية والديمقراطية والعدل وحقوق الانسان وليس بقوة التقية والمعاريض والازدواجية والتي تؤدي بالبلاد الى الحضيض كما هي بلادنا الأن.

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات والسياسة والاقتصاد والتاريخ جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. تخرجت 1985 جامعة دمشق كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية قسم الالكترون, بعدها حتى 1988 معيد بجامعة دمشق, بعدها تحضير شهادة الماجستير والدكتوراة في معهد جلشكوف للسبرانية اكاديمية العلوم الوطنية الاتحاد السوفييتي السابق حتى عام 1994 اختصاص معالجة الصور الطبية ... بعدها عملت مدرس بجامعة دمشق نفس القسم الذي تخرجت منه حتى عام 1999 هاجرت الى كندا ( خلال عملي بجامعة دمشق طلبتني احدى جامعات الخرطوم لكي اترأس قسمي البرمجة والكومبيوتر ووافقت الجامعة على اعارتي) في كندا عملت في مراكز الابحاث ببرمجة الصور الطبية في جامعة كونكورديا ثم عملت دكتور مهندس في الجيش الكندي بعد ان حصلت على شهادة ماجستير بالبرمجة من جامعة كونكورديا ثم اجتزت كل فحوص الدكتوراة وحضرت رسالة دكتوراة ثانية بنفس الاختصاص الاول معالجة الصور الطبية) وتوقفت هنا لانتقل للعمل بالقطاع الخاص خلال دراستي بجامعة كونكورديا درست علم الاقتصاد كاختصاص ثانوي وحصلت على 6 كريدت ثم تابعت دراسة الاقتصاد عمليا من خلال متابعة الاسواق ومراكز الابحاث الاقتصادية. صدر لي كتاب مرجع علمي بالدراسات العليا في قواعد المعطيات يباع على امازون وهذا رابطه https://www.amazon.ca/Physical-Store.../dp/3639220331 اجيد الانكليزية والفرنسية والروسية والاوكرانية محادثة وقراءة وكتابة بطلاقة اجيد خمس لغات برمجة عالية المستوى تعمقت بدراسة التاريخ كاهتمام شخصي ودراسة الموسقى كهواية شخصية..................... ............................................................................................................................................................ A Syrian activist and writer interested in the civil rights of minorities, secularism, human rights, and free competitive economy . I am interested in economics, politics and history. In 1985, I have graduated from Damascus University, Faculty of Mechanical and Electrical Engineering, Department of Electronics, 1985 - 1988: I was a teaching assistant at the University of Damascus, 1988 - 1994: studying at the Glushkov Institute of Cybernetics, the National Academy of Sciences, In the former Soviet Union for a master's degree then a doctorate specializing in medical image processing... 1994-1999: I worked as a professor at Damascus University in the same department where I graduated . 1999 : I immigrated to Canada . In Canada, I got a master’s degree in Compute Science from Concordia University In Montreal, then I passed all the doctoral examinations and prepared a second doctoral thesis in the same specialty as the first one( medical image processing) . In 2005 I started to work in the private sector . My book: https://www.amazon.ca/Physical-Store.../dp/3639220331
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.