سلامة الوطن من سلامة كرسي الحكم

jawadaswadسورية X اسرائيل
كتب لي شاب مغربي من خلال الفيس بوك مستفسرا :
ما هو تفسير عدم الرد على ضربات اسرائيل للنظام في سوريا ؟
هل هو عدم القدرة ؟ أم الخوف ؟ أم ماذا ؟؟؟؟
كتبت له …بالطبع ليس من باب الخوف على المستوى الفردي للمقاتل فالجندي السوري ليس بالجبان وتشهد له ساحات الوغى أنه عند الملاقاة مقاتل يحسب له الف حساب
وليس السبب ضعف بالامكانيات … فأنت بالمواجهة يفترض عليك أن ترد بما تملك فتردع وليس الرد مشروطا بتحقيق الفوز كي ترد او لا ترد
كما أن عدم الرد ليس مرده الخوف من ان تتمادى اسرائيل بالقصف فتدمر فلقد دمر الجيش النظامي بتوجيه من قيادته اكثر من نصف الوطن وقتل و شرد وهجر الشعب في سبيل الحفاظ على السلطة …..أذن ماهو السر في عدم الرد ؟؟؟…سأجيبك الان
انها قواعد الاشتباك المحدود …..ماهي قواعد الاشتباك المحدود ؟
هي ان تضربك اسرائيل ضربات محدودة دون ان يكون لك الحق بالرد بشكل مطلق ……واذا سمحت لك بالرد فردك سيكون ضمن حدود تحددها اسرائيل لك ضرباتها موجعة ولكن ضرباتك يجب أن تكون خلبية دون أن توقع خسائر لديها
هذا ينطبق على كل الدول المحيطة بفلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني
سأعطيك امثلة من خلال وقائع لتأكيد واقعة قواعد الاشتباك مع الاسرائيليين
الواقعة الاولى : طيار حربي سوري برتبة نقيب كان في طلعة جوية عام ٢٠٠٠ اكتشف طائرة تجسس اسرائيلية بلا طيار دخلت الاجواء السورية و ضع تلك الطائرة في مرماه واتصل بالقيادة يطلب الأذن باسقاطها فلم يتلقى ردا ….. الطائرة الاسرائيلية خرجت بمناورة من مرماه استطاع مرة اخرى ان يضعها في مرمى رشاشه وطلب الاذن من القيادة باسقاطها ولم يتلقى جوابا ….واستطاعت الطائرة الافلات للمرة الثانية
في الثالثة طلب الاذن باسقاطها وعندما لم يستلم رد اطلق عليها النار واسقطها
عند عودته كانت مفرزة من المخابرات الجوية تنتظره على ارض المطار اقتيد من الطائرة الى السجن العسكري تم التحقيق بتهمة التصرف من دون تعليمات و التوبيخ وسجن لمدة ١٥ يوما ومنع نهائيا من الطيران بعدها …
الواقعه الثانية : حزب الله قيل انه يملك صورايخ تصل الى ما بعد حيفا ومنهم من قال هيفا صواريخ احجامها تصل الى ما يقارب ٦ امتار و منها ١٠ امتار ولكن هل سمح لجنوده ان يحملوا صواريخ طولها متر واحد محموله على الكتف مخصصه لاسقاط الطائرات وللعلم ايران تملك تلك الصواريخ ….هل سمعت يوما ان حزب الله اسقط طائرة اسرائيلية على الرغم من ان الطيران الاسرائيلي يعربد يوميا بسماء لبنان ….بالطبع لا …محرم ان تسقط طائرة اسرائيلية
في الثمانينات اسقط العدو الاسرائيلي في يوم واحد ٨٠ طاىرة سورية دون ان تسقط له طاىرة واحدة هل يعقل انه لم يكن بمقدور اي طائرة من تلك الطائرات السورية الرد و التحرش بطائرة اسرائيلية واحدة …بالطبع كان ممكنا ولكن لم يكن مسموحا لهم بالرد
انت امام اسرائيل اشبه بالمتهم امام رجل الامن يصفعك كما يشاء دون ان يكون لك الحق بالرد لانه لو قمت بالرد وتجاسرت تحولت المواجهة الى ازالة تامة لك فتخسر فيها كرسيك وموقعك نهائيا
عليك ان تتحمل الضربات الاسرائيلية بروح رياضية لتحافظ على كرسيك الذي هو اهم من الوطن
هل سمعت يوما بأن كرسي الحكم في وطن هو أغلى من الوطن نعم عندنا فقط بدول المقاومة والممانعة كرسي الحكم هو مؤشر الصمود و التصدي و يختزل الوطن و المواطنين معا …سلامة الوطن من سلامة كرسي الحكم

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.