الخمر في القرآن الكريم منظماً و ليس محرماً كما يدعي أشباه الفقهاء

نهاد كامل محمود

لقد توارثنا نحن المسلمون عن السلف الصالح وغير الصالح فكرة كون الخمر محرم في الدين الاسلامي بينما واقع الحال ان الله سبحانه لم يحرم علينا الخمر اطلاقا .. وكذلك لم يحرمه الرسول (ص) انما جرى في القران الكريم توضيح .. ونصح .. وتحذير .. وتخيير للتعامل مع الخمر .. ولم يجر تحريمه اطلاقا .

لقد كتبت انا عن ذلك سابقا وساوضحه في هذا المقال بتفصيل اكثر بسبب اصرار عبيد الفقهاء على تحريم الخمر ومغالطاتهم في ذلك دون سند قراني .. انما جميع اسانيدهم هي ما قاله فلان وقاله فلان عن فلان وفلان من السلف الصالح والطالح .. وسيرى القارىء الكريم انني استند في معلوماتي هذه الى القران الكريم فقط متجاوزا اراء الفقهاء المتوارثة عبر الاجيال لانها خطأ في خطأ وكلها بعيدة عن حكم الله سبحانه .. اضافة الى ان الفقهاء والسلف الصالح جميعهم دون استثناء بشر مثلي ومثلكم وليس بينهم اي واحد معصوم من الخطأ والخطيئة .

لقد حدثنا الله سبحانه عن الخمر في القران الكريم بـ خمسة ايات فقط وهي حسب تسلسل السور في القران الكريم كما يلي :-

اولا – الاية رقم 219/ من سورة البقرة التي تسلسلها رقم ((2)) في القران الكريم .

ثانيا – الاية رقم 43 / من سورة النساء التي تسلسلها رقم ((4)) في القران الكريم .

ثالثا – الاية رقم 90 / من سورة المائدة التي تسلسلها رقم ((5)) في القران الكريم .

رابعا – الاية رقم 91 / من سورة المائدة ايضا والتي تسلسلها رقم ((5)) في القران الكريم .

خامسا – الاية رقم 67 / من سورة النحل التي تسلسلها رقم ((16)) في القران الكريم .

واليكم ياسادتي القراء الكرام شروح نصوص هذه الايات الكريمة كما وردت في القران الكريم وان القران الكريم في متناول اياديكم ببساطة ويمكنكم التاكد من ذلك :-

اولا – نص الاية 219 / البقرة .. (( يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما )) .

شرح هذه الاية في (( اولا )) اعلاه كما يفهمها كل عربي هو ما يلي :- لا يوجد اي تحريم في هذه الاية وان ما يدعيه الفقهاء هو غلط في غلط .. فان الله سبحانه يعلم الرسول (ص) ان يجيب الناس الذين سالوه عن الخمر بان في الخمر فوائد ومضار وان مضاره اكثر .. وانا كعربي افهم ان سبحانه لم يحرمه في هذه الاية انما يحذرنا من مضاره .. اما فوائده فان سبحانه لا يمنع عنا فائدة اطلاقا وعلينا ان نتجنب المضار والاثم في تعاملنا مع الخمر طبقا لهذه الاية وليس ممنوع علينا تناول الخمر .

ثانيا – نص الاية 43/ النساء .. (( ياايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) .

شرح هذه الاية في (( ثانيا )) اعلاه كما يفهمها كل عربي هو ما يلي :- وهو ان لكم ان تشربوا الخمر الى حد السكر .. ولكن لا يجوز لكم ان تقربوا الصلاة اذا حان موعدها الا اذا خف تاثير السكر عندكم الى درجة بحيث تستطيعون ان تعلموا ما تقولون اثناء الصلاة .. وهذا واضح لكل عربي ان الخمر مباح بعيدا عن الصلاة الى حد السكر ولكنه ممنوع اثناء الصلاة الا اذا خف تاثير السكر لدرجة ان يعي الانسان ما يقول .. وهذا عكس التحريم تماما وان من يدعي من الفقهاء ومن عبيد الفقهاء وغيرهم ان هذه الاية قد نسخت فهو كفر حسب رايي لان علم الناسخ والمنسوخ ابتكار بشري وهو مخالف لاوامر الله .. وان الله سبحانه قد خص ذاته فقط بالنسخ ولم يخول حتى رسوله بذلك وعليه فان من ابتكر علم الناسخ والمنسوخ بعد وفاة الرسول انما قد ارتكب اكبر جريمة بحق الاسلام والمسلمين .

ثالثا – نص الاية 90/المائدة .. (( ياايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ))

شرح هذه الاية في (( ثالثا )) اعلاه كما يفهمها كل عربي هو ما يلي :- ان الله سبحانه يؤكد لنا ان في الخمر مضار .. والمضار هذه هي الرجس الذي يدسه الشيطان في الخمر والميسر والانصاب والازلام .. وعليه فعلينا ان نجتنب الرجس في عمل الشيطان لا ان نجتنب شرب الخمر .. لان سبحانه قد قال ((اجتنبوه)) وان فعل (( اجتنبوه )) هذا يخص المفرد الوحيد في هذه الاية الذي هو عمل الشيطان .. اما لو ارادنا سبحانه ان نجتنب الخمر والميسر والانصاب والازلام لكان المفروض ان يقول لنا (( فاجتنبوها )) .. لانه حسب ما ورد في القران الكريم ان كلام الله عربيا .. ومبينا .. ومفصلا .. ولقوم يفقهون .. ولذلك لا يمكن ان يقول (( اجتنبوه )) ويقصد بها مجموع اربعة اشياء هي الخمر والميسر والانصاب والازلام .. انما (( اجتنبوه )) واضحة لكل عربي انها تخص المفرد الوحيد الذي هو عمل الشيطان .. وعليه فان سبحانه يامرنا باجتناب عمل الشيطان وليس باجتناب شرب الخمر وهو تاكيدا لاوامره في اباحة شرب الخمر الى حد السكر على ان لا نقرب الصلاة ونحن في حالة سكر لا نتبين ما نقول .. وهكذا يبدو واضحا ان ليس في هذه الاية اي تحريم للخمر .

رابعا – نص الاية 91 / المائدة .. (( انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون )) .

شرح هذه الاية في (( رابعا )) اعلاه كما يفهمها كل عربي (( وليس كما يدعيها تجار الدين المتفيقهون )) هو ما يلي :- ان الله سبحانه يشرح لنا اساليب الشيطان الخبيثة كيف ان الشيطان يخبث بيننا ويصدنا عن ذكر الله وعن الصلاة عندما نصل في شرب الخمر حد السكر .. ثم يسالنا الله محفزا ايانا (( فهل انتم منتهون )) وفي هذا افهم انا ويفهم كل عربي ان الله يسالنا فهل نحن سنضعف امام خبث الشيطان وننتهي عن ذكر الله وعن الصلاة .. ام اننا سنتغلب على خبث الشيطان حتى لو لعبت الخمرة في رؤوسنا .. ولكن فقهاءنا الكرام يدعون خطأ او كذبا ان المقصود هل نحن منتهون عن شرب الخمر وهذا كلام مختلق ولا اساس له من الصحة لان الايات السابقة كلها تشير الى اباحة الخمر والى تحذيرنا من مضاره وليست الى تحريمه اطلاقا .. ومن يدعي منهم ان التحريم جاء بالتدرج فهذا كذب لانه سبق لله سبحانه ان حرم دون تدرج امور كانت مباحة مثل الخمر وهي الميتة والدم ولحم الخنزير ولم يتدرج في تحريمها اضافة الى ان كل الايات التي وردت عن الخمر ليس فيها تحريما انما فيها الاباحة واضحة والتحذير من مضارها واضح ايضا وكذلك واضح النصح بتجنب عمل الشيطان وتجنب استغلاله لحالة سكرنا عند شرب الخمر وليس فيه اي تحريم لشرب الخمر .

خامسا – نص الاية 67/ النحل .. (( ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه ( سكرا ) ورزقا حسنا )) .

شرح هذه الاية في (( خامسا )) اعلاه كما يفهمها كل عربي هو ما يلي :- نجد في هذه الاية ان الله سبحانه بعد ان شرح لنا فوائد ومضار الخمر .. وكذلك بعد ان شرح لنا كيفية استغلال الشيطان للخمر ليصدنا عن ذكر الله .. وبعد ان حذرنا سبحانه من الشيطان .. وبعد ان منعنا من ان نقرب الصلاة ونحن في حالة سكر لا نعي ما نقول .. بعد كل هذا فان سبحانه وتعالى يذكرنا برزقه لنا وبافضاله علينا ويدفعنا للتمتع بالحياة الدنيا التي خلقها لنا متاعا فيقول في الاية 67 / النحل .. (( ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه (سكرا) ورزقا حسنا )) .. وهذا معناه واضح لكل عربي ان لكم من ثمار النخيل ومن ثمار الاعناب متعة في الحياة الى حد السكر وكذلك لكم منها رزقا حسنا .. فاين التحريم في هذا وكذلك اين التحريم في كل ما ورد اعلاه .

اما عن كلمة (( اجتنبوه )) فان من يدعي ان كلمة (( اجتنبوه )) هي اشد من التحريم فانا اقول له ياسيدي الكريم :-

1- ان الله لم يامرنا ان نجتنب الخمر والميسر والازلام والانصاب والا لقال (( فاجتنبوها )) .. ولكن سبحانه قال (( فاجتنبوه )).. وواضح في ذلك لكل عربي ان المقصود في كلمة (( فاجتنبوه )) هو المفرد الوحيد في تلك الاية الذي هو عمل الشيطان فقط .

2- (( اجتنبوه)) لا تعني محرما .. انما هي لها معاني عديدة .. ومن هذه المعاني ان ضع الشيء بجانبك .. وليس كما يدعي الفقهاء ابتعد عنه .. وكذلك فان كلمة (( اجتنبوه )) تعني (( احذروه )) ولا تعني محرم عليكم .. ومازالت استعمالات كثيرة من جيوش الدول العربية لكلمة (( اجتنبوه )) ومشتقاتها تستعمل الى حد الان عسكريا فيقول قائد المجموعة لجنوده الذين يضعون اسلحتهم على مناكبهم .. فيصدر لهم امرا بقوله (( تجنب سلاح )) .. اي انزل السلاح من منكبك والصقه بجانبك وهذا يعرفه كل عسكري .. فاين هذا من التحريم او من الابتعاد في معنى كلمة (( اجتنبوه )) كما ادعى كذبا بعض الفقهاء .. وعليه فبالاضافة الى ان كلمة (( اجتنبوه )) تخص عمل الشيطان ولا تخص الخمر فانها ايضا لا تعني التحريم او ما هو اشد من التحريم حسبما يدعي كذبا بعض الفقهاء .

نحن نعبد الله وحده ولا نعبد الفقهاء .. وان الفقهاء جميعا بشر مثلنا غير معصومين وعرضة للخطأ والخطيئة .. فليتفقه المؤمنون بعيدا عن من يدعون انهم علماء في الدين او رجال الدين .. حيث لا يوجد (( في رايي على الاقل )) لا عالم دين .. ولا رجل دين .. انما يوجد مسلم مؤمن فقط باستثناء الرسول المعصوم (ص) .. اما من يدعي انه عالم دين فهو في الحقيقة ممتهنا للدين اي انه يتاجر بالدين وبالمسلمين ويعتاش من تلك المهنة ويروج لها بما يخدم مصالحه وليس ما يخدم زبائنه من المسلمين .. ولنا على تجار الدين هؤلاء مآخذ كثيرة جدا اخطرها وابرزها علم الناسخ والمنسوخ الذي ابتكروه تجار الدين بعد وفاة الرسول وبموجبه سرقوا ديننا وعبثوا ومزقوا كلام الله حسب اهوائهم ومصالحهم الدنيوية دون اي سند قراني .

وقبل الختام انصح من يحرص على سمعة المسلمين وسلامة غير المسلمين والتعايش الحضاري مع بقية البشر ممن يؤيدوني فيما اوردت اعلاه .. وممن يحترم قول الله في القران الكريم (( لكم دينكم ولي دين )) وكذلك قوله في القران الكريم ايضا (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) .. نعم انصح هؤلاء الكرام ان يتفضلوا على المسلمين وغير المسلمين ويعلنوا تاييدهم بتعليق ولو بكلمتين عسى ان يكون في ذلك توعية مسلم متخلف او غير مسلم ولو واحد فقط .. فبادر ياعزيزي القارىء الكريم بارسال تعليقك تاييدا لمقالي هذا ولو بكلمة او كلمتين اذا كنت مؤيدا لنشر الوعي بين الناس

وختاما .. تحياتي ومحبتي واحترامي لكل من يقرأ كتابي هذا مؤيدا او رافضا .

نهاد كامل محمود

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.