أنامسكينألله

أنامسكينألله

بقلم: جهاد علاونة

تأكدوا في ذلك الوقت بأن صحتي ستكون عال العال لأنني أنا وحدي من سيمرض إذا تعطل عندي أي جهاز كهربائي فأنا حنون جدا على الأجهزة الكهربائية المتواجدة في منزلي وتهمني جدا صحة كل جهاز لأنني أنا وحدي من سيدفع من جيبته عندما يتعطل عندي أي نظام في المنزل,وإذا شُفيتُ من فاتورة الكهرباء وذهب الألم الذي تسببت لي به تأكدوا بأن فاتورة المياه ستعيدني إلى نفس الحالة المرضية وهي الصداع والحزن والاكتئاب,وإذا خلصت من مشكلة الماء والكهرباء فإن مشكلة فاتورة الإنترنت ستكون لي بالمرصاد تترصد بي حتى أُشفى فإذا شفيت يأتي لي دورها فتتسبب لي بالألم ويبدأ رأسي يؤلمني, وإذا كان الكمبيوتر عندي صالح وما فيهوش أي عطل وماشي عال العال وصحته مثل (البمب) وبسلم عليكوا فردا فردا,بصير العطل عندي من الشركة المزودة للنت فأبقى على اتصال بالشركة المزودة للنت طوال النهار ريثما يتم تصليح الأعطال وأثناء ذلك يرتفع ضغطي وينزل وأصابُ بالصداع وأفقد القدرة على التركيز,وإذا كان سيرفر الشركة المزودة للنت عال العال وما فيش عندهم أي مشكلة ابتطلع عندي المشكلة مني أنا شخصيا فيفصلون عني النت بسبب تراكم فاتورتين شهريتين,وإذا كان الكمبيوتر عندي في حالة صحية جيدة ويحسد عليها هو والشركة المزودة للنت بتطلع عندي المشكلة من الكهرباء فأحيانا تُقطع الكهرباء وأحيانا يصاب سلك الكهرباء الموصول من الحائط إلى الكمبيوتر بالعطب,يعني مش دائما كل شيء صالح بمعنى أنها إذا كانت صالحة من هنا فإنها ستخرب وستصاب بالعطل من جهة أخرى,وإذا كانت الكهرباء على (سنقت) عشره بلدي بصير عندي العطل مني أنا شخصيا فأمرض قليلا وأخلد في الفراش بسبب الروتين الذي يسبب لي الاكتئاب بسبب خوفي على احدى الأجهزة الكهربائية,وإذا كانت صحتي النفسية جيدة ولا أحتاج إلى تصليح والنت والكمبيوتر شغالات عال العال وعلى وذنه-زي ما بحكوا المصريين- وما فيهنش أي شيء, يعني إذا كنت بوكل كويس وبشرب كويس وبنام كويس بصير عندي العطل من (الثلاجة) وأول شيء يصيبني إذا تعطلت الثلاجة هو الحزن الشديد وعدم قدرتي على الحركة فتظهر على وجهي علامات الاكتئاب وعلامات ألم أو صداع (نصفي الشقيقة) وحتى أتخلص من حالتي الصحية ألجأ إلى أي خبير ليصلح لي الثلاجة لكي أرتاح من التفكير, ولا أنسى صوبة الكاز وصوبة الغاز فإن كان لدينا نقوداً ثمنا لأنبوبة الغاز التي تعمل عليها صوبة الغاز(رومو) فإن السوبر ماركت الذي في حارتنا لا نجد الغاز لديه متوفرا ونجده يشكو من كثرة الطلب والأزمة على الغاز وإذا لم يكن في جيبتي ثمنا لأنبوبة الغاز فإن جميع أصحاب وكالات الغاز يدقون باب منزلي أو يرنون على موبايلي ليبشروني ببشرى توافر أنابيب الغاز لديهم,وإذا كان بيجيبتي ثمنا للغاز وكانت الأنابيب متوفرة فإن الصوبة نفسها تكون في حالة صحية يرثى لها فأجد المفتاح الذي تُدار بواسطته قد أصابه العطل والضرر ودائما ما أجثو على ركبتي رافعا يدي إلى السماء قائلا:ليش يا ألله هيك؟

ومرة من ذات المرات من كثرة ما قمت بتصليح الصوبة والثلاجة قلت لزوجتي:شوفي يا بنت الناس إحنا جماعة عيشتهم أول بأول والثلاجة دائما فارغة ولا يوجد فيها غير دلو الرايب(اللبن) وفي الصيف دائما فيها صحن حمص ونص بطيخه فقط لا غير,والفريزر دائما فارغة من القتلى أمثال الدجاج والسمك, فشو رأيك نشرب دلو اللبن (الرايب) وإنبيع الثلاجة على شان ما فيش عندنا أي شيء نحفظه فيها,طبعا هي ضحكت كثيرا ظناً منها بأنني أمزح معها أو مع الثلاجة رغم أنني جاد جدا جدا في كل كلمة أقولها,وكذلك صوبة الغاز عرضت عليها أن نقوم ببيعها لأي محل لبيع وشراء الأدوات المنزلية المستعملة وقلت لها يومها:شوفي يا بنت الناس إذا بعنا تلك الأجهزة فإننا أولا وقبل كل شيء سنرتاح من كثرة وجع الراس أنا وأنت وسيصبح راسي فارغا من كل المشاكل,لإنه إذا كان معانا حق إنبوبة غاز نجد أزمة على الغاز ,وفي نفس الوقت إذا ذهبت الأزمة وانحلت لا نجد معنا ثمن إنبوبة الغاز,وإذا كان كله متوفر الغاز+المصاري فإن الصوبة نفسها تتعطل وترفض الخدمة في المنزل .

طبعا كل اقتراحاتي من يوم يومها مرفوضة وبالنسبة للثلاجة بدل بيعها أقوم بجلب المصلح لها إلى البيت لإصلاح العطل الفني ودائما ما ينصحني المُصلّح بشحنها إلى محله الواقع في وسط البلد فمرة يصاب الماتور بالعطل ومرة أنابيب الغاز البارد وأحيانا يمرض فيها جهاز صغير وهو المتحكم بالحرارة ولا تنسوا بأنني أبدأ بالشكوى من نفس المرض الذي تشكو منه تلك الأجهزة,وإذا صَلُحت الثلاجة وصارت عال العال بصير عندي عطل من الأولاد فيمرض أحد الأولاد وأمرض أنا معه من شدة حناني تضامنا ودعما للطفولة وللبراءة لأثبت للأولاد بأنني فعلا أحبهم وبأنني أخاف عليهم فعلا كما أخاف على أي جهاز كهربائي في المنزل,وهنا المساواة بين الجميع مطلوبة فليس من المعقول أن أكتئب وأمرض وأصاب بالصداع على الثلاجة إذا هي مرضت وبنفس الوقت لا أمرض على ابني الوحيد ابن ال10سنوات أو على أي واحدة من بناتي إذا ارتفعت حرارة أي واحدة منهن فأنا أحترم أولادي كما أحترم أي جهاز كهربائي في بيتي ولا أميز بين ولدي علي وبين الكمبيوتر ولا أعمل أي فرق بين برديس إبنة ال8سنوات وبين صوبة الغاز وكذلك لميس إبنة ال 6سنوات ونصف أعاملها كما أعامل الستلايت وبالنسبة لبتول ابنة ال 9 شهور فإنني أحنو عليها كما أحنو ظهري على كولار الماء,وأحيانا ما يصاب الأولاد بأمراض معدية وخصوصا في هذا الفصل القارص فصل الشتاء, فتنتقل عدوى الرشحة منهم إلى كافة سكان المنزل,وبالنسبة لأمي فهي دائما مريضة وفي كل أسبوع آخذها في رحلة استجمام أو معاناة إلى إحدى العيادات الصحية أو إلى إحدى المستشفيات.

وإذا كان كله ماشي كويس بتظهر عندي مشكلة في الستلايت يعني إذا الثلاجة والنت والكهرباء جيدات وما فيهنش أي مشكلة ابتطلع عندي المشكلة من الستلايت فأصعد إلى السطح محاولا تحريك الصحن يمينا أو شمالا أو إلى فوق وإلى تحت وأحيانا كما يقولون(أبتيجي مع الهُبلْ دُبلْ) فيصلح الستلايت بعد أن يتسبب لي بالصداع دون أن أُحضر المُصلّح إليه أو دون أن أأخذه بيدي إلى أحد المُصلحين النصابين الدجالين,وبصراحة كل المصلحين دجالين مثلهم مثل الشيوخ اللي بفتحوا بالمندل وبشوفوا بالفنجان,فأنزل وأنا مبسوط جدا بأن كل شيء عال العال,وفي أغلب الأيام هنالك (كولار الماء) الذي ينتصب في إحدى زوايا المطبخ فهذا الكولار له شخصية غريبة عن دون كل الأجهزة الكهربائية المتواجدة في المنزل فهو دائما ما يشكو من معدته فيصدر صوتا مزعجا جدا وكل الخبراء قالوا لي بأن المشكلة في الماتور أي أن الماتور مريض جدا وبحاجة إلى طبيب يأتي إليه إلى المنزل أو أحمله أنا على أكتافي إلى محل التصليح,وهذا الكولار أعامله كما أعامل أولادي وليس هو فحسب من أقوم بمعاملته كما أعامل أفراد عائلتي بل هو ومعظم الأجهزة الكهربائية فإذا تعطل عندي أي جهاز كهربائي أنا أول شخص أو أنا من يمرض عليه لأنني أنا وحدي من سيتعرض للضرر لأنني سأدفع عليه من جيبتي الخاصة لقاء أن يعود إلى حالته الصحية الجيدة.

واليوم صحوت من النوم ووجدت النت شغال ولا توجد به أي مشكلة والثلاجة في صحة جيدة وتهديكم السلام والمحبة هي والمايكرويف وأنا كنت مندهشا جدا وسألت عن كل شيء في المنزل فوجدت كل شيء عال العال فأوصيت إلى زوجتي بأن تضع ابريق الشاي الأبيض والمصنوع من(الستانستيل) على الغاز وبالذات على العين الكبيرة,وقلت لها هل ينقصك أي شيء فقالت:بدنا خبز,فذهبت إلى المخبز فوجدت عنده أزمة كبيرة جدا فسألت عن سببها فقيل لي الفرن فيه عطل فني وانتظرت أكثر من ساعة حتى أصلحوه وعدت إلى المنزل ومعي الخبز,يعني المنحوس منحوس حتى لو حطوا على راسه فانوس.
ولكن هل تلاحظوا بأنني أحزن على الجميع ولا أحد يظهر حزنه عليّ؟

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.