أما معانيها فليست تعرف*

تمنيت هذا اليوم ان يقفز صديقي المرحوم فاضل عباس رسّام الكاريتير في مجلة الف باء من قبره ليحول بعض الصور الفوتوغرافية الى كاريكتير مبكي.
تمنيت من زميلي اللدود بسّام فرج،هو الآخر كان في الف باء، ان يشنّف عيناي برسم ل “عبعوب” وهو يلعب كرة قدم ب”قاط” اسود هذه الايام.
كنت اتمنى ايضا من صديقي الاعز كاظم الحجاج، الشاعر البصراوي الجميل، ان يتحف كتابه الجديد “مقالات صحفية” برسوم لاتقل بلاغة عما صوره بالكلمات رغم انه مثلي اصبح سلفيا رغم كل “اللي يرضون واللي ما…”.
الصورة 1: حبيبنا رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي يركض لحضن مجموعة من الاطفال،هو في كامل قيافته وهم حفاة و”عراة”!! ولاندري لماذا كان بصحبته نسيبه الموقر ابو رحاب.
ملحق للصورة:قيل ان مستشارا غضنفرا للمالكي ارتأى ان تنشر الصورة بعد دبلجتها في استوديو القصر الجمهوري ليظهر الاطفال وهم يلبسون “النعل”، رغم ان هذا الخبر لم يتأكد بعد الا ان المسلم به انه لاغريب الا الشيطان بالعراق.
صورة 2: عبعوب بالبدلة الرسمية يلعب كرة قدم في احدى ساحات بغداد وجمهوره من الحماية فقط ولم تتأكد الاخبار التي تساءلت عن حجم هذه الكرة المرمية وهل هي بحجم صخرة المجاري البغدادية (وزنها 150 كغم) ولكن مصادر الاخبار اتفقت على غرابة ان يلعب واحد بالطوبة وهو في كامل قيافته”حبيبي،روح شوف شغلة ثانية مو عيب تركض ورا طوبة حبيبي”.
الصورة 3: قبل ايام شمّر النائب بهاء الاعرجي عن ساعديه ليوزع بطانيات حمراء على الفقراء ولم يتضح بعد كم عددها وهل وصلته كهدية من احدى شركات الجوار ام اشتراها بعرق جبينه. وما ان رأته النائبة الودودة حنان الفتلاوي”الله يفتل عمرها” حتى جمعت عددا من المصورين الى جانب بعض العامة ممن تلوح على سيمائهم بوادر الفقر والاملاق حتى بادرت بتوزيع بطانيات حمراء”شنو قصة اللون الاحمر؟”.
الصورة 4:: لدينا 6 ملايين أمي أي انهم لايعرفون الخيط من العصفور والشيخ المرجعي الاوحد جلال الدين الصغير حاضر عليهم امس بكلام طويل عنوانه”الحرب العالمية بين ارهاصات الحاضر وعلامات الظهور “.
اتحداه اذا يعرف ماذا تعني كلمة ارهاصات واقصده هو بالذات وليس الجمهور المستمع!.
اما المرجع الشيخ بشير النجفي فقد غمز من طرف خفي حين قال امس: المرجعية في هذه الانتخابات ستعمل على ارشاد الناس للمرشحين الصالحين والسيد عمار الحكيم ابن المرجعية البار وعليكم الالتفاف حول رايته.
لا خوش ارشاد!.
ياسلام على ديمقراطية المرجعية البارة بابنائها البررة.
والله نكتة واي نكتة.
الصورة 5:لانعتقد ان بعضنا سيعيش الى العام2017 ليرى عجز الميزانية العراقية الذي سيبلغ 50 مليار دولار ،وإن العراق سيكون عرضة لخطر الإفلاس في ذلك العام. و”سيكون العراق عاجزاً عن دفع رواتب موظفيه. ويبدو أن مؤشرات الإفلاس باتت تلوح في الأفق، خاصة أن الحكومة العراقية تدفع رواتب موظفيها، بما فيها رواتب موظفي إقليم كوردستان، على شكل شهري، حيث خصصت 4.5 مليار دولار لشهر شباط، ولم يتم إرسال رواتب شهر مارس المقبل، لأن المبلغ المتوفر لا يكفي إلا لثلث موظفي العراق”
من هاي قال علي الاديب “على الخريجين الا يفكروا بالوظيفة الحكومية لأنها ترهق الميزانية”.
والله كل الحق مع الذين يستقرأون الغيب ويقرأون ماتعني الفوارز بين السطور.
تريدون بعد نكد أم …..؟.
ذيليات: عنوان المقال هو عجز من بيت شعر للشاعر الكبير معروف الرصافي وهو أكبر من الزبالة التي تحيطه بشارع الرشيد هذه الايام.
اسماء ليس لنا سوى الفظها
اما معانيها فليست تعرف

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.