ثمانية عشرة لاجئا إيرانيا في العراق ماتوا بسبب الحصار الطبي المفروض عليهم

18 لاجئا إيرانيا في العراق ماتوا بسبب الحصار الطبي المفروض عليهم18refugee
نزار جاف من بون
أکد مجموعة من سکان مخيم ليبرتي للاجئين الايرانيين في العراق، بأن الحکومة العراقية تقوم بفرض حصار طبي محکم ضدهم وانهم يعانون الامرين بسبب من هذا الحصار.
السکان الذين کانوا يتحدثون إلينا عبر إتصالات هاتفية أجريناها معهم بصور متفرقة، قالوا بأنه قد بادرت الحکومة العراقية خلال الاشهر الاخيرة الى تشديد الحصار الطبي و الدوائي المفروض عليهم، وقالوا بأن منع الاستفادة الحرة من الخدمات الطبية و العلاجية و عرقلة الوصول الى المراکز العلاجية في الموعد المحدد و التعلل و التحجج في نقل المرضة و الممانعة في شراء الادوية، کل هذه الاسباب أدت لحد الان الى وفاة 18 فردا من سکان أشرف و ليبرتي کما أخبرنا احد السکان الذين يعانون من مرض مزمن.
وأوضح طبيب من ضمن السکان يدعى محمد، بأنه غالبا لايمکن لسکان المخيم تلقي الخدمات العلاجية المناسبة و الملائمة لحالاتهم المرضية لأن عناصر من الحکومة العراقية برفقتهم و هم الذين يقومون بإختيار المراکز العلاجية و الطبيب، وأشار هذا الطبيب الى أن المرضى من السکان يعاملون في المراکز العلاجية و المستشفيات معاملة السجناء، کما أوضح مشکلة أخرى تتعلق بمنع السلطات العراقية لمرافقة المترجمين مع المرضى خصوصا وان عددا کبيرا منهم لايجيدون اللغة العربية او الانکليزية، وهو ماينعکس سلبا على تشخيص الحالة و تحديد الدواء.
وقالت هاجري أحد الساکنات في ليبرتي بأن السلطات العراقية في المخيم تختلق الذرائع من أجل نقل المرضى الى المستشفيات و المراکز العلاجية الاخرى و يأخذونهم دائما في اوقات متأخرة بحيث يصلون في نهاية الدوام الرسمي فتتم إعادة المرضى من دون تلقي أي علاج او معاينة.
وشکى أحد المرضى و يدعى صادقي من تدخل العناصر الحکومية التي ترافق مرضى المخيم وانهم يدخلون الى داخل المطبات أثناء الفحص الطبي و يعرقلون الطبابة و يمارسون الضغط على الاطباء لينتهوا من معاينة المريض بأسرع وقت مضيفا بأن هذه العناصر تمانع من شراء الادوية التي يصفها الاطباء الاختصاصيون على نفقتهم الخاصة و في أغلب الاوقات يقومون بإعادتنا للمخيم بدون تلقي العلاج و الدواء مما يؤدي الى تدهور حالاتنا الصحية.
وذکرت جريحة من جرحى الهجمات الصاروخية الاربعة على ليبرتي خلال عام 2013، بأن هناك عدد من الجرحى يحتاجون الى خدمات طبية إختصاصية لکن لم يتسنى لهم الحصول على هذه الخدمات لحد الان في الوقت الذي لايزالوا يعانون فيه من جروحهم و الاثار المتخلفة عنها.
وقال مريض آخر من السکان يدعى حسن بور، بأنه يتم إقتراف معظم الاجراءات اللاانسانية و الجائرة تحت إشراف الرائد أحمد خضير الذي”وبحسب قول هذا المريض”، بأنه قد ساهم في ممارسة الحصار المفروض على معسکر أشرف و ليبرتي و خصوصا في المجال الطبي و الدوائي على مدى خمسة أعوام، وطالب الامم المتحدة و الولايات المتحدة الامريکية بأن تتحرکا فورا لوضع حد لهذا الحصار و إخراج العناصر الحکومية العراقية التي تسئ التعامل معهم.
أما عبدالله جعفري، الذي يعاني من مشاکل عويصة في عينه و لم يستفد من النظارات حيث إتضح بأن هناك مشکلة الماء الازرق في عينه اليمنى، وقال انه و بعد أن إنتظر لفترة 6 أشهر کاملة حتى تأتي نوبته لأنه يتم يوميا إرسال 4 الى 5 أفراد من السکان المرضى لبغداد من أجل المعاينة الطبية، لکنه يقول عندما جاء اليوم الموعود و بسبب من التأخير الذي إفتعله ممثل الاستخبارات الذي يرافقهم فإنهم وصلوا الساعة 12،15 الى المستشفى و وصلت الى الطبيب في الساعة 13،15، وعندما کان الطبيب في صدد معاينة عيوني، دخل ممثل الاستخبارات و قال بأن الوقت إنتهى و يجب أن نعود أدراجنا، حدث هذا في وقت أن الاخرين أيضا لم يحظوا بمعاينة طبية. و يستطرد جعفري فيقول انه و بعد شهرين عدت أمام نفس الطبيب ولکن في الساعة 12،10، لکن الطبيب و بعد أن فحص عيوني قال بأنه يحتاج الى ساعتين من العمل لکي يعالج الحالة التي أعاني منها، لکن مسؤول الاستخبارات الذي يرافقنا ماان سمع ذلك حتى قال بأنه ليس لدينا من وقت و يجب أن نعود. ويقول جعفري بأنه وفي 18 شباط 2014، وعندما زار للمرة الثالثة نفس الطبيب، فإن ضغوط و اساليب ممثل الاستخبارات دفع بالطبيب ان لايقوم بواجبه و تتم إعادتي للمخيم حيث أن حالة عيني اليمنى الان وصلت تقريبا الى العمى و عيني اليسرى بدأت هي الاخرى تعاني من مشکلة المياه الزرقاء و هي الاخرى قد ضعفت کثيرا وانني أنتظر حاليا دوري الذي سيأتي بعد أکثر من ثلاثة أشهر، لکن من الذي سيضمن بأنني لن أصاب بالعمى لحد ذلك الوقت؟
حسام حامدي، من المتبقين من هجوم الاول من أيلول/سبتمبر الماضي، أخبرنا هاتفيا بأن الطبيب و قبل شهرين قام بتشخيص حالته وأخبره بأنه يعاني من سرطان المعدة و أکد له بوجوب إجراء عملية جراحية بأسرع وقت ممکن کي لاتتطور الحالة و ماقد يتداعى عنها. ويقول حامدي بأنه قد سمح له بالذهاب الى بغداد لإجراء الفحوص الاولية الممهدة لإجراء العملية الجراحية، لکنه وفي يوم 25/شباط2014، منع من الخروج من الباب الرئيسي لمخيم ليبرتي، ويؤکد على الرغم من إبلاغ فريق اليونامي بمشکلتي و کذلك إبلاغ المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالمسألة، لکن لم أجد لصوتي من أي صدى.

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.