سأكون أكثر قسوة اليوم على محمد بيازيد.

Eiad Charbaji
 سأكون أكثر قسوة اليوم على محمد بيازيد.
تواصل مع بيازيد البارحة شخصان من الجالية في محاولة لإيجاد مخرج للأمر، كون الأخير يعيش بيننا هنا في واشنطن، فضلاً عن كونه تسبب للجالية بتساؤلات ليس لدينا لها أجوبة من الإعلام والجهات الأمريكية.
طلب الاثنان من بيازيد أن يخرج ليعترف بكل شيء ويطلب الصفح والسماح ويبدأ صفحة جديدة من حياته، لكن المفاجأة أنه أصرّ على موقفه وأنه تم فهم القصة بشكل خاطئ من قبل الجميع، وطلب أن نرتب له اجتماعاً مع عدد من أفراد الجالية ليشرح لهم وجهة نظره، فيما يبدو أنها استراتيجية ذهنية يتبعها، يراهن من خلالها على قدرته في إدخال عناصر وبذور الشك إلى القصة برمتها، وابقائها دون حسم في حالة أخذ ورد لإيصالها إلى حدّ الملل في عقول الناس، دون أن يخرجوا بنتيجة حاسمة، ثم ترك الأمر للزمن لتنمحي الحكاية من ذاكرة الجميع….أعتقد هذا ما يخطط له بيازيد، ايماناً منه أن الاعتراف سينهيه، فيما نظن جميعاً العكس، أن الانكار هو ما سينهيه.
كنت سأظن بغير هذا السيناريو الشيطاني لبيازيد، وكنت قد ألتمس له عذراً من باب (من يدري لربما عنده شيء)، لولا أنه اعترف دون قصد لأحد المتصلين بأن التسجيلات التي ظهرت وشاهدها الجميع كانت قد سجّلت قبل الحادثة بالفعل، وليس بعدها كما ادعى في رده على مادة العربي الجديد.
محمد ما يزال يظن أنه يستطيع استغباءنا جميعاً ولحس عقولنا، والحقيقة أنه تمكن من ذلك من خلال بعض الأغبياء من الإسلاميين الذين يصدقونه ويتواصلون معه ويزورونه.
لن يكون لك ذلك يا محمد، فقد انكشفت كل أوراقك… شخصياً أنا صمتُ على كثير من التفاصيل التي تدلل على كذبك، ليس لأجلك بل كي لا أنظر لنفسي أنني أخون الخبز والملح، لكن الآن أظن أنه صار لزاماً كشف كل كذباتك، لا لشيء، إلا لكي لا تفكر باستخدامها مجدداً، ونسحب من أيديك كل الذرائع والحجج للهروب من مواجهة الحقيقة، فلا تجد أمامك إلا طريق الاعتراف…… ذاك هو الطريق الوحيد الذي نستطيع اللقاء فيه

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الرد على بيان محافظ سلفى

السيد محافظ المنيا المتعصب.أعرف أن بيانك صدر منذ أيام و نشر بجميع الصحف ردا علي بيان نيافة الأنبا مكاريوس.و لقد رأيت أن أرد علي بيانك برأيي الشخصي الذى لا يمثل الكنيسة و لا أي مسئول فيها لكنه يمثل رأيي فيك و في عبارات بيانك.
أغلقت الكنائس و ظننت أنك أغلقت علينا باب السماء لكننا نراه مفتوحاً دائماً قدامنا و إلى الأبد. بيانك هذا الذى قرأته اليوم و كأني قرأته و سمعته منك مائة مرة من قبل, بعد كل حادثة طائفية فعلمت أنه من كثرة تكرار الكذب ظننت أنها الحقيقة.تتلاعب بالألفاظ و تظن أن ثقافتنا كثقافتك التي تطمس الحقيقة بكلمات مكشوفة.كلما سمعتك أو شاهدتك أشعر أنك تتعامل مع الكنيسة كعدو و بنفس منطق الخصومة ترتب الأمور ضدها.كم أنت ضئيل فى ظنك أن منصبك كمحافظ يجعلك ذي حيثية تتسلط بها علينا .أنت واهم جداً و ستعرف حجمك سريعاً.بيانك يفضح نواياك وما في نفسك .بيانك مرتبك متناقض فكيف ظننته إجابة علي بيان المطرانية؟
أولاً: في بيانك أن المحافظة بكل مسئوليها تؤمن بحرية الشعائر الدينية فأقول: باب واحد مغلق من أبواب كنائسنا يكفي لتكذيبك فما بالك بأربعة كنائس تم غلقها و عشرات الكنائس تم إعاقة فتحها أو الترخيص بها أو حتي بالتحرش بها و مدير أمن المحافظة يعرف كيف يتحرشون بالكنائس. تتكلم عن الحرية؟ منذ متي يؤمن السلفيون بالحرية.لعلك تقصد أن الحرية للدواعش وحدهم.للسلفيين و المتشددين كل الحرية في فرض قرارهم في محافظة إحتلها التشدد و صرت أنت ممثلا لتشددها. و تمارس غطرستك علينا؟ ألعل هذا ما تقصده بحرية الشعائر؟ أنظر أيها البديوى الكلام لا قيمة له قدام الواقع.و الحرية ليست بالبيانات الكاذبة بل بوجودها في الواقع. و مع أنك تتكلم عن حرية دينية لكنك في( ثانياً ) من بيانك الواهي تريد أن تسميها مشاكل (داخلية) و ليست مشاكل (طائفية).حسناً هى مشاكل ليست طائفية فلماذا تمس طائفة بعينها؟أم هي داخلية فليس من حقنا أن نناقشها خارج محافظة المنيا الإرهابية.و إذا كانت الحرية الدينية مسألة داخلية و ليست طائفية فهذا يوضح لنا أنك لا تفهم المسأله حتي و لا تعرف إسمها.
ثانياً: منذ تسلمك المحافظة و أنت تضع تيسير عبادة المسيحيين كأولوية عندك: وددت لو أنك لم تضع تيسير عبادتنا أولوية عندك و كنت تكتفي بعدم تعسيرها.إرفع يدك عن كنائسنا فهذا هو التيسير الذى نريده منك.لسنا نحتاج إليك لكي تيسر لنا شيئاً فأنت بنفسك عقبة قدام التيسير.و هي عقبة ستزول سريعاً و خذها منها بشارة.أنت و المسئولين في المنيا تكذبون حين تتكلمون عن التيسير لأن كنائس متعددة تم إغلاقها دون وجود أي إعتراض أو تهديد من أحد فمن هو الذى ييسر هذا و من هو الذى يضع العقبات؟ أنتم تخترعون العقبات و تبشروننا بالتيسير فكفاكم تدليساً.التيسير أن يتم إستصدار جميع التراخيص المطلوبة بدون أدني إعتراض لأن هذا حق كل مسيحي بالدستور.التيسير أن لا يوجد للدواعش تأثير علي قرارات المسئولين و إلا فهم أيضاً مع الدواعش لو سايروهم.أما خشيتك أن تظهر الدولة كمن تنحاز إلى طرف دون آخر فإطمئن علي الدولة و أنتبه لنفسك فقط.أنت سبب من أسباب هذه النظرة للدولة.قراراتك كوارث تزين التعصب الديني و تفرد مساحة للمتشددين يمارسون فيها سطوتهم.أنت لا تخش علي الدولة بل علي السلفيين أصدقاءك.الدولة مضارة منك أنت وحدك و ليست من مسيحي تم الإعتداء عليه منذ شهور و أنت بصدد طلب أمر بالقبض عليه اليوم ؟ يا رجل كفاك تهريج.المضار هو المسيحي الذى أغلقت كنيسته و الأسقف الذى يدافع عن حقه كمواطن و عن حق شعب إيبارشيته.الذى يضر الدولة هو محافظ مثلك يقدم أسوأ نموذج للرجل الضعيف الذى يرضى السلفيين لكي يبق في منصبه.
ثالثاً:تؤكد علي مكانة الأنبا مكاريوس ثم تطعن في معلوماته و بياناته بشأن الكنائس المغلقة: لعبة قديمة يا رجل.أن تخلط المدح بالتكذيب.أن تمزج بين إدعاء المنطق و بين التهديد.فالقراءة بين السطور أصبحت لعبة يجيدها حتي صغارنا أما أنت فحيلتك ماتت منذ زمن طويل.أما عن المكانة الرفيعة للأنبا مكاريوس فهي ليست محتاجة لشهادة منك و إعترافك بمكانته الرفيعة لن يعفيك من التهم الموجهة إليك. وإدعاءك أن معلوماته مغلوطة تكشف جهلك فعمل الأسقف الوحيد هو معرفته لشعب الكنيسة بكل أموره.فأنت تطعن في صميم مكانته الرفيعة التي إعترفت بها.ثم ما الداعي للتكذيب.هذه هي الكنائس و ها أبوابها مغلقة فمن يكذب إغلاقها فليرينا أبوابها مفتوحة.هكذا بكل يسر مما تدعيه.أما تلاعبك بالألفاظ بقولك أنها منازل بدون ترخيص فأقول لك أن أكثر من نصف كنائس مصر بدون ترخيص.فهل يعني هذا إغلاقها؟أم يعني هذا أنها ليست كنائس فإذا إغلقت نسميها منازل بدون ترخيص؟ و أضيف لك من الشعر بيتاً, أليس تسميتها منازل يعكس مدي كرهك للكنائس؟ أليس إعتبارها منازل بدون ترخيص هو وصمة عار في جبينك لأنك أنت الذى يرفض منح الترخيص؟ معلومات الأنبا مكاريوس صحيحة و يؤيدها الواقع و بيانك كاذب و يفضحه الواقع أيضاً.
إصدار البيانات يعط إنطباعا أن الدولة ضد الكنيسة و الكنيسة ضد الدولة: ألست أنت المتهم يا رجل فكيف تتصور أن تعتبر الأنبا مكاريوس معلوماته مغلوطة بل و أيضا تضيف ضده تهمة أخري و هي تشويه صورة الدولة بالخارج؟و ترويجه للدول المعادية لمصر بأن الدولة تعمل ضد الكنيسة؟ قل لي يا داعشى من هي الدول المعادية لمصر؟ أريد فقط اسماءها حتي بدون تبرير لسبب عداءها؟ثم أريد أن أقول لك أن إنطباع الدولة تعمل ضد الكنيسة إنطباعا سائدا بسبب تصرفاتك و قراراتك لأنك تمثل الدولة مع الأسف.فأنت الذى يشوه مصر في الداخل و الخارج.أما أن تكمل أن الكنيسة ضد الدولة فأنت هنا تؤكد أنك لست سياسياً محنكاً و كيف ستكون.فالكنيسة أكبر منك و لا يمكن أن تضعها فى مأزق مع الدولة بسببك.بل أنا أعتبر هذه العبارة تأليباً ضد الكنيسة.و أنت أصغر من هذا الحجم بكثير.أما خوفك من الإنطباع أن الدولة ضد الكنيسة فحله في يدك أنت.أطلق الشعب يعبد الله بحرية و دعنا و شأننا في عقيدتنا لا شأن لك بكنائسنا و إيماننا.نفذ الدستور و أتركنا في حالنا.وقتها سيسود إنطباعا جديدا أننا في دولة يحترم فيها المحافظ دستور الدولة الذى يمثلها و لا يعتبر نفسه فوق الدستور.ما رأيك في هذا الإنطباع؟ هيا فلتبدأ في تحقيقه و إلا فأنت الذى يتعمد ترويج و تأكيد ذلك الإنطباع الآخر بأن الدولة تعمل ضد الكنيسة و ضد المسيحيين أفرادا و مسئولين.
رابعاً وخامساً: المحافظة قامت بتلبية 32 طلباً للمطرانيات المختلفة:
طبعاً تعتبرنا سذج و كأننا سنقرأ أن تلبية 32 طلباً معناه منح 32 ترخيصاً بكنيسة مثلاً أو فتح 32 كنيسة جديدة؟ ما هذه الطلبات لكي نعرفها؟ هل تلبية طلب تأمين مكان أحد منجزاتك؟ هل بناء سور لدير هدمته سلطات المحافظة نفسها يعد إنجازاً و تلبية لمطالبنا أم تصحيحاً جزئياً لخطاياك.هل طلب عمل جناز في مكان يعد علامة علي أداءك لدورك؟ هل رصف طريق دير واحد من علامات حياديتك؟ لماذا تظن أننا عبيد إحسانك؟ أو أننا رهن تسامحك الديني؟ نحن أصحاب وطن و أنت مسئول لا عن تلبية 32 طلب بل كل مطلب مشروع لأي مواطن في محافظتك التي شقيت بطريقة تفكيرك السلفي.
لماذا لم تقل أنه لا يوجد كنيسة جديدة واحدة ضمن هذه الطلبات؟ أم كنت تقصد طلبات و مشاريب في حفل؟كفاك تدليساً يا رجل و إذا كنت تري أن معلوماتك صحيحة فأنشر لنا هذه الطلبات و كيف إستجبت لها كي تسكتنا و تفحمنا بالرد.قل لنا معلوماتك الأكيدة ما دمت تتهم أسقفنا بالجهل بالمعلومات الصحيحة.أنت تتلاعب بالألفاظ ظناً أنه لا أحد يقرأ و يتأكد.لا يا بديوي لسنا أفراداً في بلاط سلطانك.أننا مسيحيون بكل ما تعنيه الكلمة من ثقة و جرأة و ثقافة و حضارة أما أنت فأنت البديوي و نعرفك.
سادساً:المحافظة بها الكنائس و الأديرة العديدة و تحتاج المزيد و يتم زيادة الكنائس بالقري بتوفيق الآراء و تدخل العقلاء مع المعنيين: هل رأيت كم تشعر بالنقمة لأن محافظتك بها الكثير من الكنائس و الأديرة ؟أم أنت تقول هذا علي سبيل التفاخر كأنك بنيتها لنا بأموالك؟ أم أنك تهددنا بأنك ستغلق بعضها لأنها كثيرة علينا؟ خصوصاً و أنا أراك تلمح أنه يوجد 21 كنيسة مقامة بمنزل بدون ترخيص لم يتم إغلاقها بعد؟ فهل تنوي ذلك أم تهددنا بذلك؟
و إذا كنت تقول أن المسيحيين يحتاجون إلي مزيد من كنائس فكيف تعتبر أن الكنائس في هذه الحالة (كثيرة) إذا كانت قليلة و نحتاج المزيد (حسب قولك).تعلم التدقيق في كلماتك كي لا تحسب ضدك.فيما أنت تعترف بأننا نحتاج مزيداً من الكنائس تدين نفسك و تكشف أنك عقبة في تحقيق حاجات المواطنين من دور العبادة.و تقدم الدولة مقصرة في تنفيذ حرية العبادة و تحقيق العدل.ثم تتهم الأنبا مكاريوس بأن بيانه يعط إنطباعاً سيئاً .ها أنت قلت و بفمك حكمت علي نفسك.و إذا أنت قد تركت منصبك العسكري و تدير الآن من محافظتك حرب التصاريح و البيانات فإعلم أنك أصغر من ذلك و أنك لن تصمد طويلاً فأنت أضعف بكثير من شن هذه الحرب علي شعب الله.
و بينما تقول أن محافظتك لن تسمح للقوي المتشددة سواء مسلمة أو مسيحية أن تفرض إراداتها علي الدولة فإن لي هنا نقطتين.الأولي رجاء أن تكشف لنا عن القوي المتشددة المسيحية التي تقصدها؟ أنظر كم أنا مهذب معك؟
الثانية ضع عبارة (تدخل العقلاء لفتح مزيد من الكنائس) مع عبارة( لن تسمح للقوي المتشددة المسلمة أن تفرض إرادتها) و إشرح لي مقصدك.فالعقلاء عندك هم السلفيون.و السلفيون عندنا هم المتشددون.فكيف يتدخل عقلاءك و أنت لن تسمح للمتشددين أن يفرضوا إرادتهم على الدولة ؟ ثم أين هذه الدولة التي ترهن حق مواطنيها بتدخل بعض العقلاء الوسطاء؟ و لماذا لا تنزاح أنت و تترك العقلاء يحكموننا هؤلاء الذين تشهد أنهم يتعقلهم يفتحون الكنائس؟
ثم نأت إلى ختامك و هو ختام الثعلب. إذ تقول أنه بالتعاون المخلص الصادق و الحوار الهادئ سيتم حل المشكلات.إذاً إتضح أخيراً أن للمشكلات حل و أنها تحتاج للحوار الهادئ و التعاون فهل بيان المطرانية ذو السطور القليلة هو خروج عن الهدوء أم أنك تلتمس من الأنبا مكاريوس ألا يفضحك و أن الله أمر بالستر؟ هل رفض الأنبا مكاريوس التعاون المخلص و الصادق معك لفتح الكنائس المغلقة إذا كان هذا ما صار فإكشف لنا أسقفنا كيف صار عقبة قدام فتح كنائسنا.هل تكون الدعوة علي صفحات الصحف بالتعاون و بينك و بين الأسقف أمتاراً قليلة في محافظتك؟و إذا قلت أن بيانك رداً علي بيانه فأقول لك لأن كل وعودك ذهبت أدراج الرياح و أن مدير الأمن في محافظتك يلعب بالنار حين يختلق المشاكل ضد الكنائس. هل ببيانك تشهد علينا العالم أنك تمد يد المصالحة و أنك رجل طيب مع أنك تخادع بالكلمات و البيانات و تكشفك الحقيقة علي أرض الواقع.أنظر يا بديوي.العالم يرصد كل شيء. صدقني العالم الآن لا يقرأ العربية.بل يقرأ الصورة و المشهد و يرصد النتائج.يحصى المجروحين و يضبط الجاني متلبساً .يري أبواب الكنائس المغلقة و وجوه و ذقون المتشددين خلفها و أنت بينهم.لا تدعو إلى تعاون أحد معك بل كن أنت صادقاً و مخلصاً مع نفسك و كفاك تلاعباً بالألفاظ و إحذر ثانية من حرب التصريحات فأنت فيها ضئيل.
#Oliver_the_write

Posted in فكر حر | Leave a comment

إعلان الحداد على جامعة بغداد 2ـ 2

قال الله تعالى في سورة البقرة/44 ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم))
إستعرضنا في الجزء الأول كتاب جامعة بغداد، كلية الشريعة ـ لأهل السنة ، التي حظر عميدها الشيعي كتب شيخ الإسلام إبن تيمية، كتابها المرقم 229/م والمؤرخ في 25/9/2017 ونصه ” يحذف الاستشهاد في الرسائل والأطاريح والمناهج الدراسية والكتب المساعدة أينما ورد ذكر ابن تيمية وابن قيم الجوزية، وكذلك أي كتاب مثير للفرقة والتجزئة”. ودعت الكلية في قرارها الموقع من قبل عميدها الشيعي، محمد جواد محمد سعيد الطريحي، إلى” إعتماد الكتب الرصينة والعلمية التي تحث على الوحدة الوطنية والإسلامية والابتعاد عن الأخبار غير الوثيقة”.
لسنا بصدد الدفاع عن شيخ الإسلام، لأنه أصلا لا يحتاج الى من يدافع عنه، فهو أكبر من أن يدافع عنه عقائديا ووطنيا، وقد جرب الحلي مناظرته عقائديا ففشل، وموقفه من الغزو المغولي معروف للجميع. وليس غرضنا نقد العقل الشيعي، ولكن لإجراء مقارنة بين عقيدتي إبن تيمية وعقيدة الطريحي بشأن إثارة الفتنة والشقاق بين المسلمين وبيان الحقيقة لا أكثر للطريحي ومن ينحنى منحاه.
نحن بالتأكيد مع رأي العمادة بحظر الكتب التي تزرع الفتنة والشقاق عموما بين العراقيين، فلا فرق بين عراقي وآخر إلا بقدر وطنيته وحبه للعراق والعمل من أجل شعبه المبتلى بزمرة من الصعاليك، فرضتهم دولة الإحتلال وباركتهم مرجعية النجف. وكنا نتمنى أن يصدر قرار من البرلمان او الحكومة العراقية يوقف بث القنوات التي تثير النزعات الطائفية والقومية، بل أن يصدر قرار من البرلمان يمنع إستخدام مفردات الشيعة والسنة في الإعلام عموما، لأن من يزرع الطائفية يحصد الخراب، والعراق أفضل برهان على كلامنا.
إذن لا تعارض بيننا وبين رأي العمادة في حظر الكتب التي تثير الفتنة والشقاق بين شرائح الشعب العراقي، ولكن هل كتب إبن تيمية هي التي تثير الفتن والشقاق؟ وهل مصادر الشيعة الرئيسة من أحاديث أئمتهم ومراجعهم تثير المحبة والسلام وتزرع بذور الأخاء؟ ثم ماذا بشأن الكتب العنصرية التي تروج لعنصر دون آخر؟ وماذا بشأن الكتب الدينية التي تكفر بقية الطوائف؟ وماذا بشأن الكتب التي تمتهن بقية الأقوام والشعوب؟ بلا شك ان هذه الكتب جميعها تُعد ضمن مضمون كتاب العمادة.
سوف نستعرض بعض ما ورد في كتب طائفة العميد تجاه الطوائف الإسلامية، وبقية الأقوام، وسنبدأ بالتحالف الشيعي ـ الكردي الحاكم في العراق، على إعتبار ان الكرد أقرب الأشقاء للعرب ويعيشون معهم. قال إدريس الحلي” لا ينبغي أن يخالط أحدا من الأكراد، ويتجنب مبايعتهم، ومشاراتهم، ومناكحتهم. وقد قال محمد بن إدريس: وذلك راجع إلى كراهية معاملة من لا بصيرة له، فيما يشتريه، ولا فيما يبيعه، لأن الغالب على هذا الجيل، والقبيل، قلة البصيرة، لتركهم مخالطة الناس”.( كتاب السرائر ج2/233). وذكر شيخ الطائفة الطوسي” ينبغي أن يتجنب مخالطة السفلة من الناس والأدنين منهم، ولا يعامل إلا من نشأ في خير، ويجتنب معاملة ذوي العاهات والمحارفين. ولا ينبغي أن يخالط أحدا من الأكراد، ويتجنب مبايعتهم ومشاراتهم ومناكحتهم”. (كتاب النهاية للطوسي/373). وقال يحيى بن سعيد الحلي” لا يخالط السفلة ولا يعاملهم. والمحارفين ولا ذا عاهة فإنهم اظلم شئ ولا تقترض ممن لم يكن فكان ويكره مخالطة الاكراد ببيع وشراء ونكاح”.(الجامع للشرائع/245). أكدت هذه الأحاديث على عدم مخالطة الأكراد، وكراهية التعامل معهم، ومبايعتهم والزواج منهم. فهل هذه الكتب تجمع بين المسلمين؟ ولماذا تحالف الشيعة مع الكرد بعد الغزو إذا كان هذا موقف مراجعهم من الكرد؟ نترك الجواب للعميد الطريحي.
نأتي على التفرقة الجنسية، فما هو موقف أئمة الشيعة منهم يا ترى؟ علما ان العراق عضو في اتفاقية منع التمييز العنصري التي تستوجب حظر المنشورات التي تثير التفرقة العنصرية.
قال الكليني” عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (ع): إياكم ونكاح الزنج فإنه خلق مشوه”. (الكافي ج5/352). وآخر قال الكليني” عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، والحسين بن محمد عن معلى بن محمد جميعا، عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: وذكر مصر فقال: قال النبي صلى الله عليه وآله: لا تأكلوا في فخارها ولا تغسلوا رؤوسكم بطينها فإنه يذهب بالغيرة ويورث الدياثة”. (الكافي ج6/386). فهل أحاديث الأئمة هذه وغيرها تدعوا الى الحب والسلام والأخاء؟
وعن الموقف تجاه بقية الأديان والطوائف من غير الشيعة، روى العياشي” عن جعفر بن محمد الصادق أنه قال ” ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته فإن علم أنه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان وإن لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه السبابة في دبره فكان مأبونا وذلك أن الذكر يخرج للوجه فإن كانت إمرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة”. (تفسير العياشي2/234). ما رأي الطريحي؟
وعن الموقف تجاه أهل السنة، قال نعمة الله الجزائري في حكم النواصب ” إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شرّ من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة”. (الأنوار النعمانية/206). قال الشيخ الصدوق” عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (ع) قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد رجلا يقول: أنا أبغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم، وهو يعلم إنكم تتولونا وإنكم من شيعتنا”. (علل الشرائع2/المسألة 60). أي من عادى الشيعة فهو ناصبي يعض النظر عن حب آل البيت! والشيعة يدعوا ان أهل السنة يبغضون آل البيت. وهنا تبطل إدعاتهم. كما قال نعمة الله الجزائري في حكم النواصب ” إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شرّ من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة”. (الأنوار النعمانية/206). قال شيخ الطائفة الطوسي” عن فضيل ابن يسار عن أبي جعفر قال ذكر الناصب، فقال: لا تناكحهم ولا تأكل ذبيحتهم ولا تسكن معهم ” انتهى من كتاب الاستبصار للطوسي3/184) . ذكر الفيض الكاشاني ” عن ابن يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تغتسل من البئر التي تجتمع فيها غسالة الحمام، فإن فيها غسالة ولد الزنا وهو لا يطهر إلى سبعة آبار، وفيها غسالة الناصب وهو شرهما. إن الله لم يخلق خلقاً شراً من الكلب، وإن الناصب أهون على الله من الكلب”. (الوافي1/243).
يا ريت لو توقف الأمر على عدم المناكحة والمخالطة والتعامل!
فقد روى الشيخ (الصدوق!) في العلل مسندا إلى داود بن فرقد قال” قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في الناصب؟ قال : حلال الدم لكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل .قلت: فما ترى في ماله ؟ قال خذه ما قدرت .( وسائل الشيعة 18/463). ( بحار الأنوار 27/ 231). ” عن الصادق (ع) قال: ولا يبالي الناصب صلى أم زنا”. (الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة15/141). قال الحر العاملي “عن أبي عبد الله (ع) ” قال سأله أبي وأنا أسمع عن نكاح اليهودية والنصرانية؟ فقال: نكاحهما أحب الي من نكاح الناصبية”. (وسائل الشيعة20/552المسألة 21326). اليس حديث الإمام يقطر سما، لأنه يدعو الى القتل والنهب؟
ربما يحتج علينا العميد الطريحي بأمور جديرة بالإعتبار:
1. إن هذه الكتب قديمة، وقد عفى الدهر عليها.
2. ان المراجع المعاصرين يدعون الى الإخوة الإسلامية وليس الكراهية والإختلاف والفتن.
3. ان الأحاديث تشير الى النواصب وليس لأهل السنة.
نقول بصدد النقطة الأولى: إعطينا يا طريحي كتابا شيعيا واحدا ألغى هذه الآراء أو رفضها، ومن أي مرجع شيعي كان؟ ثم لماذا لا تنقح هذه الكتب ويُحذف منها ما يثير الفتن والإنشقاق بين المسلمين كما يرغب العميد؟
نقول بصدد النقطة الثانية: إقرأ ما سطره مراجعك المعاصرون من آراء مثيرة للشقاق والفتن والكراهية. قال الخميني” لا يجوز للمؤمنة أن تنكح الناصب، وكذا لا يجوز للمؤمن أن ينكح الناصبة لأنهما بحكم الكفار وإن انتحلا دين الإسلام”. (تحرير الوسيلة2/286). وقال ابو القاسم الخوئي وهو فارسي عاش في العراق محترما من قبل الحكومة” حرمة الغيبة مشروطة بالإيمان، وان ظاهر الأخبار إختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن، المراد بالمؤمن هو من آمن بالله ورسوله والمعاد والأئمة الإثني عشر (ع) أولهم علي بن أبي طالب (ع) وآخرهم القائم الحجة المنتظر. ومن أنكر واحدا منهم جازت غيبته لوجوه أولها: انه ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين، ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم، وإتهامهم، والوقيعة فيهم، أي غيبتهم لأنهم من أهل البدع والريبٌ، بل لا شبهة في كفرهم، لأن إنكار الولاية والأئمة حتى الواحد منهم، والإعتقاد بخلافة غيرهم يُوجب الكفر والزندقة. الوجه الثاني: اما المخالفين بأجمعهم متجاهرون بالفسق لبطلان عملهم رأسا كما في الروايات المتظافرة.الوجه الثالث: ان المستفاد من الآية والروايات هو تحريم غيبة الأخ المؤمن، ومن البديهي أنه لا أخوة ولا عصمة بيننا وبين المخالفين. الوجه الرابع: قيام السيرة المستمرة بين عوام الشيعة وعلمائهم على غيبة المخالفين، بل سبٌهم ولعنهم في جميع الأعصار والأمصار، وأن جواز ذلك من الضروريات”. (كتاب مصباح الفقاهة في المعاملات مج1/323).
وقال علي السيستاني في موقعه بشأن المسألة 999: لا يجوز للمؤمن أوالمؤمنة ان يتزوج دواماً أومتعة بعض المنتحلين لدين الاسلام ممن يحكم بنجاستهم كالنواصب، ويجوز زواج المؤمن من المخالفة غير الناصبية، كما يجوز زواج المؤمنة من المخالف غير الناصبي على كراهة، نعم اذا خِيف عليه أو عليها الضلال حرم وان صحّ العقد”.
فيما يتعلق بالنقطة الثالثة: قال العلامة البحراني” أخبار الأئمة عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيًّا. ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن”. (المحاسن النفيسة في أجوبة المسائل الخراسانية/147).
نقول للعميد الطريحي بجعبتنا المئات من أحاديث الأئمة التي تدعو الى الكراهية والبغضاء والحقد والتفرقة والتحريض على قتل الآخر وسرقة أمواله وهتك عرضه، فهل ستمنع الكتب التي تتضمن هذه الأحاديث.
الجواب: بالطبع لا! لأن هذه الكتب هي أساس المذهب، والمراجع الكبار كالطوسي والقمي والكليني والحر العاملي هم مؤسسو المذهب، بمعنى أن المذهب سينهار لو حذفت هذه الأحاديث المثيرة للكراهية والفتنة والشقاق.
نزيد الطريحي علما بأن فرقته (الإثنى عشرية) كفرت جميع المذاهب وأعتبرتهم أولاد زنا، بما فيها الفرق الشيعية الأخر كالواقفية واليزيدية والإسماعيلية والنصيرية. قال الحر العاملي” عن عمر بن يزيد قال: سألته عن الصدقة على النصاب وعلى الزيدية؟ فقال: لا تَصدق عليهم بشيء، ولا تسقهم من الماء إن إستطعت، وقال: الزيدية هم النصٌاب”. (وسائل الشيعة9/ 222). الا يذكر هذا الموقف الطريحي بإكذوبة عطش الحسين؟ ” وهذا أحد الكتب الثمانية الرئيسة للمذهب. كما قال عباس القمي” النصيرية: هم المنسوبون الى محمد بن نصير النميري الملعون، يستحلون ترك العبادات، وإرتكاب المنهيات والمحرمات، ويقولون أن اليهود على حق، ولسنا منهم”. (سفينة البحار). قال ابو عبد الله” الواقف كافر، والناصب مشرك”. (بحار الأنوار23/78).
في الختام نقول للطريحي: أعرف مذهبك يا رجل! وأعرف من هو الذي لا يرغب بالأخاء والتضامن ونبذ الفتن والشقاق! ومن الذي في عقيدة مخالفة الآخر. خذ هذين الحديثين:
قال الخميني” غيرنا ليسوا بإخواننا وان كانوا مسلمين، فلا شبهة في عدم احترامهم بل هومن ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم”.(المكاسب المحرمة1/251). وقال نعمة الله الجزائري : إنا لم نجتمع معهم على إله ولا على نبي ولا على إمام . وذلك أنهم يقولون إن ربهم هو الذي كان محمدا (ص) نبيه وخليفته بعد أبو بكر. ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي أن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبيا”.
وان قال الطريحي ان ابن تيمية قد كفر الشيعة أيضا؟ نرد عليه، بأنه كفر صفات معينة عند اي إنسان وليس الشيعة فحسب بل أي مسلم يتصف بها بقوله” من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت ، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ، فلا خلاف في كفرهم . ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم ، فهذا لا ريب أيضاً في كفره لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم . بل من يشك في كفر مثل هذا ؟ فإن كفره متعي”. (الصارم المسلول/586). هل لدى العميد الطريحي إعتراض على مقولة ابن تيمية؟ علما ان رأيه مستند الى القرآن الكريم.
قال الشاعر:
ما زلت تلقح بالرشـــــــــاد عقولــنا صفة وأنت من الرشاد عديم
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
سنكتفي بهذا القدر، فقد ناقشنا الموضوع بإستفاضة في كتابنا إغتيال العقل الشيعي (يمكن تحميله مجانا من موقع أي ـ كتب).
علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

وداعا كاكه مسعود .. فعلت مالم يقدر على فعله الآخرون

بقلم / إبراهيم الزبيدي

إن الإعلان الرّسمي الكردي عن مغادرة مسعود البارزاني قصرَ الرئاسة في كردستان بعد أيام يضع النهاية المؤلمة ليس لسجله السياسي الشخصي فقط ، بل للزعامة البارزانية التاريخية أيضا ، وقد يصبح بداية العد العكسي لعمر الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي احتكر السلطة زمنا ليس بالقصير.

وهذه الزلازل التي حدثت لكردستان العراق ، والزلازل المقبلة في قادم الأيام ، من انحسارٍ وتدهور وفقدٍ حقيقي للاستقلال (الواقعي) الذي تحقق في العقدين الماضيين ، مع احتمال فقدانهم الحكمَ الذاتي أيضا الذي حصلوا عليه من الرئيس الراحل صدام حسين الذي يشتمه الكورد ليل نهار، لم تكن لتحدث لو كان العراق دولة ً سوية مثل باقي دول العالم العاقل .

هيبتُها محترمة وحدودُها وسيادتُها وحقوقُ أهلها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعيه محفوظة ، وقضاؤها عادل ومستقل يُنصف المتظلمين والمتضررين ،
ودستورُها مكتمل الصحة والعافيةوغير ملغَّم بالقنابل والمفخخات ، ومحميٌ ببرلمان فاعل وقوي ومؤتمن ، ورئاسة جمهوريتها ووزرائها مهيبة ، وجيشُها قوي ومتماسك ومحتفظ بوحدته الوطنية التاريخية المتوارثة .

ولكن رؤساء أحزاب الجبهة الكردستانية والتي مسعود قائدُهم ، وقادة أحزاب حلفائهم الإسلاميين الموالين لإيران ، وحزب الدعوة زعيمهم وعلي خامنئي وليُّهم ، نكثوا بوعودهم أيام المعارضة السابقة ، فاقتسموا الوطن مناصفة ، ودفنوا أمل العراقيين فَي أن يكون النظام الذي يخلف
ديكتاتورية صدام ديمقراطيا يحقّق العدالة والمساواة لجميع المواطنين، بجيش واحد وحكومة واحدة ترفض وصاية أي رجل الدين أو رئيس قبيلة ، وتمنع إنشاء المليشيات ، ومحاصصة التحاور بالمفخخات .

والحقيقية أن مصائب الوطن العراقي كلَّها ، من يَوْم ظهور داعش وحتى اجتثاثها وتحرير آخر قطعة من الوطن من شرورها ، وخسائرُ كردستان أهمُّ بعضِها من
صنع فرد واحد أركبه على ظهور العراقيين ثلاثة ، ابراهيم الجعفري وزلماي خليل زادة سفير أمريكا في العراق يومها ، وضابط ارتباط المخابرات الأمريكية في
العراق .

وإليكم الحكاية كما رواها زلماي نفسه لصحيفة نيويوركر الأمريكية ، إذ قال غضب الرئيسالأمريكي جورج بوش (الإبن) علَى ابراهيم الجعفري بسبب تردده وفشله وضعف شخصيته وتخلفه ، فسأل الرئيسرالأمريكي سفيره “زلماي “ألا يمكن التخلص من “الجعفري؟”

أجاب السفير نِعْم ولكن الأمر لن يكون سهلا”.
وقد كان الجعفري رافضا بإصرار، أمر الإقالة الأمريكي ، ولكن السفير البريطاني في العراق دخل عليه وبيده حقيبة سوداء وأمره بالاستقالة ، ولكن الجعفري استشاط غضبا، وكرر إصراره على عدم الاستقالة ، ففتح السفير البريطاني الحقيبة وعرض عليه وثائق بريطانية رسمية تفضح كونه لاجئا سياسيا في بريطانيا
قبض وهو رئيس وزراء العراق مساعدات مالية وخدمات لم تكن من إستقاقه ، وقال له “إن لم تغادر، فورا فسأعطي الصحافة هذه الوثائق .

عندها احمرَّ وجه الجعفري واصفر وتصبب عرقاً ، ووافق على الاستقالة مرغما وَلَكِن بشرط أن يخلَفه واحد من حِزْب الدعوة ، ورشح علي الأديب ، فرفض زلماي تكليف الأديب، بعد أن اكتشف أن والِدُه إيراني لم يغادر إيران.
فقال، شاكيا لزائره مسؤولِ محطة المخابرات الأمريكية (سي آي أي) في العراق ” هل يعقل ألا يكون في بلد الثلاثين مليونا مرشحٌ واحد لرئاسة الحكومة سوى واحد ضعيف كالجعفري أو إيراني كالأديب ؟

فرد ضابط الارتباط بالقول “لدي مرشح لك اسمه “نوري المالكي” وفي ليلة اليوم التالي وخلال مأدبة عشاء في السفارة الأميركية في المنطقةِ الخضراء سأل السفير الأمريكي “نوري المالكي” هل تريد أن تصبح رئيساً لوزراء العراق ؟

ويقول زلماي خليل زادة إن وجهه امتقض وخاف وارتبك ، ثم كانت الواقعة.

ورغم أنه أثبت فشله في فترة رئاسته الأولى ، وظهر فسادُه الكبير وطائفيته وجهله بالسياسة والقيادة ، فقد فرضه مسعود البرزاني باتفاق سري بينهما في أربيل
عام 2010 ، رئيسا للوزراء فترة ثانية .

وعرفانا بفضل الكرد عليه أغمض نوري المالكي عن أقطاب أحزاب الجبهة الكردستانية وعن مسعود البارزاني بشكل خاص، وسمح لهم بحلب الدولة ونهب أموالها، وتخريب وزاراتها وسفاراتها حين كان محتاجا لسكوتهم عن فساده ،

ولتطنيشهم عن عمالته وحملات ظلمه وانتقامه من خصومه السياسيين السنة والشيعة ، إلى أن اختلفت المصالح وتصادمت الأهداف وتفجرت نوازعه الديكتاتورية ، وحبه المَرَضي للسلطة والهيمنة ، فمارس ضدهم كل أنواع الغرام والانتقام ، ردا على إحسانٍ واعترافاً بجميل .

هنا أدرك السيد مسعود وشركاؤه في الجبهة الكردستانية خطيئة التحالف معه ، فراحوا يشتمونه ويلعنون الساعة التي عرفوه فيها ، وأخذو يتباكون على الوطن والمواطنين ، وبدأ يتآمرون لعزله بأية وسيلة ولأي سبب إلى أن أسقطوه ، و(أجازوا) ترئيس قيادي آخر من حزب الدعوة مكانه وهو حيدر العبادي ، ولكن بعد فوات الأوان.

وكمن يهرب إلى أمام حكمت المآزق والاحتقانات الداخلية والخارجية المتلاحقة على مسعود البرزاني بركوب الصعاب والمقامرة بمستقبله السياسي وبمصير كردستان ذاتها ، على أساس (فإما حياة تَسرُّ الصدّيق .. وإما مماتٌ يَغيظ العدا) فقرر مكاسرة الحكومة المركزية ، ومحاصرة خصومه في حزب جلال الطالباني وحركة التغيير بالاستفتاء وبالتلويح بالانفصال ، ليجد نفسه وحيدا في النهاية، مأمورا بالرحيل غير مأسوف عليه .

شيء واحد حققه مسعود قبل رحيله المحتوم وهو ، أنه ذبح نظام المحاصصة من الوريد إلى الوريد ، ونَسَف النظام (الفيدرالي) المغشوش من جذوره ، وجعل العراق كله من زاخو لحد الكويت مستعمرة واحدة موحدة ملحقة بدولة الولي الفقيه ولو كره الكارهون ؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

شاهد صحفية مصرية تدعي على هيفاء وهبة بسبب ارتدائها الشورت

بعد أزمة إيقافها عن التمثيل وشائعات بمنعها من دخول مصر, أحيت هيفاء وهبة حفلاً غنائيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الأربعاء لتفاجأ بأنها مطلوبة للتحقيق أمام نقابة الموسيقيين المصرية بسبب “الشورت” الذي كانت ترتديه في الحفل (شاهد الصورة المرفقة), فغردت عبر حسابها على “تويتر” قائلة (شاهد التغريدة اسفلاً )”فوجئت منذ قليل أنه تقدمت إحدى الصحافيات بشكوى في حقي لدى نقابة الموسيقيين اعتراضا على الشورت الذي ظهرت به على مسرح الجامعة الأميركية في القاهرة .. فهل أصبح الأمر مقصودا بعد كل ظهور ناجح لي في مصر، أم أن هذا الشكل الحضاري مستغرب لدى البعض؟ .. المهم أني مطالبة للتحقيق معي أو من ينوب عني في هذه الواقعة”. … هل تعتقد عزيزي المشاهد بان شورت هيفا يخالف العادات المصرية المحافظة ويجب الادعاء عليها؟؟

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

حوار مع رئيس الوطن الأسير

خلاصة بسيطة خرجت بها من اللقاء مع رئيس الجمهورية اللبنانية الجنرال ميشال عون، الذي أجريته معه وسبعة من الزملاء، رؤساء تحرير المحطات التلفزيونية اللبنانية.
لا يمكن للفارق أن يكون أكبر بين أحلام عون وإنجازات رئاسته. صحيح أن ما ينطبق على عون ينطبق على الحكومة أيضاً، لكن الفارق أن عون آتٍ من سقوف أحلام مرتفعة، ومن حروب حملات شعبوية لا حدود لعصبها الشديد، وراديكاليتها التغييرية!
ما حاول تسويقه كإنجازات للعهد الرئاسي في سنته الأولى، لا يعدو كونه العمل البديهي للسلطة التنفيذية، حتى في دولة على حافة الفشل. أحزنني أن أرى الرئيس في خريف العمر، وخريف التجربة النضالية الطويلة، التي كلفت دماء وأعماراً مهدورة، متحمساً للتسويق لتعيين هنا أو إقرار قانون هناك، حتى ولو كان قانون الانتخابات النيابية.
كثيرة كانت طواحين الهواء على طاولة حوارنا، وكبيرة كانت الفجوة بين صاحب أطول تجربة ترشح للرئاسة، والرئيس الذي صاره.
فمن مثل عون، أيدته أو عارضته، لا يعطيك الانطباع أن الوصول إلى الكرسي هو هدف بحد ذاته، كي تستكين لهذا المعيار في تقييم التجربة. هو لا يعطيك، أصلاً، الانطباع بأنه يصل يوماً، فلا محطة نهائية في مسيرته، بل محطات موصولة في رحلة مفتوحة النهايات.
بدا لي رئيساً لوطن أسير بكل معنى الكلمة. وبدا قليل الحيلة في إقناعنا بالعكس. بين عباراته القليلة خلال اللقاء، التي سيكون لها مكان في تاريخ النص العوني، اعترافه أن أقصى ما يمكن تقديمه للبنانيين والعرب هو الحفاظ على السلم الأهلي، وعدم إضافة دولة متفجرة جديدة إلى لائحة الدول المنفجرة في المنطقة، من ليبيا إلى اليمن مروراً بسوريا والعراق!
أحسب أن هذه هي النقطة الحقيقية والعميقة التي يلتقي عندها الرئيس مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وهما طرفا التسوية التي أنهت التعطيل والفراغ… لقاء بين زعيم الموارنة وزعيم السنة على مهادنة الحالة الشيعية الصاعدة بكل طاقتها التفجيرية، والمثبتة فعاليتها في كل بقعة وصلت إليها شهية إيران التوسعية في المنطقة!
سألته أن يعرِّف لي سياسة النأي بالنفس، وإن كانت تعني النأي بالنفس عن عروبة لبنان. وتابعت بسؤال محدد عن النأي بالنفس عن الاشتباك بين العرب وإيران. أجاب: وهل كل العرب على خلاف مع إيران؟ بدا لي أنه اختبأ خلف أقلية عربية لتبرير موقفه من إيران و«حزب الله». من السهل جداً الاستنتاج أن عون يضع أوراقه عند إيران و«حزب الله».
لكن الحقيقة أنه في هذا الموقع مرغم لا راغب، متعامل مع وقائع صعبة لا شريك فاعل في رؤية أو استراتيجية. فهو كما سبق أن تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن «حزب الله» كمشكلة، تحدث في مقابلتي والزملاء معه عن «حزب الله» كمشكلة تتجاوز بتعقيداتها قدرات اللاعبين المحليين على التعامل معها. وتطول الأطر الزمنية المنتظرة لحلها، بطول الأزمنة المنتظرة لحل مشكلات الشرق الأوسط المزمنة، القديمة والناشئة.
أما في المعطى المصلحي المباشر، فهو يثق بالإيرانيين و«حزب الله» أكثر من ثقته بالعرب والمجتمع الدولي؛ بمعنى يثق بقدرتهم على إيصاله، وحمايته بعد الوصول، ويثق بمثابرتهم في خوض معركته، خلافاً لتجاربه السابقة التي ذاق فيها طعم التخلي عنه أو عن غيره. مزيج عجيب من الثقة بهم كمصدر قوة وتوازن، وإدراك لخطورة مشروعهم محلياً وعربياً، وإقرار ضمني حقيقي بدورهم كمقاومة في مواجهة إسرائيل.
بعد المقابلة، أسهب في الحديث عن الأشهر الأخيرة التي سبقت منفاه، وكان رئيساً للحكومة العسكرية بعد انتهاء عهد الرئيس أمين الجميل. تحدث عن التخلي الأميركي، وعن ضعف الضمانات الدولية، وضرورة الإقرار بالأمر الواقع في المنطقة لناحية أدوار اللاعبين، وتقييمها بدقة وعناية.
لماذا كان انتخابه إذن ما دام أنه لن يختلف في الأداء عن رئيس أضعف منه؟ أحسب أن الجواب الصادق الوحيد هو صيانة النظام السياسي اللبناني، الذي كان سيظل، مع أي رئيس آخر، أسير «الإحباط» التمثيلي المسيحي في الموقع المسيحي الأول في النظام، إن أمكن أصلاً إيصال غير عون للرئاسة. فرئاسة ضعيفة، وتمثيلية، أفضل من رئاسة ضعيفة فاقدة لمشروعية التمثيل الطائفي.
في سنة العهد الأولى، بدا كل شيء واضحاً؛ بلاد أسيرة لا تتسع للأحلام الكبرى، رغم الحضور الجدي للبنانيين مقاومين في كل المواقع السياسية وغير السياسية، والرسمية وغير الرسمية.
لكن عن ماذا يدافع هؤلاء؟
وأنا جالس إلى يسار الرئيس على طاولة الحوار، تذكرت محطات الاشتباك معه، وقسوتي الشديدة عليه في كثير من الحلقات التلفزيونية، وعنف السجالات الماضية التي تخطت كثيراً من الحدود. مع ذلك، أنا الآن إلى يساره. لم يعترض على مشاركتي أو مشاركة أي من الزملاء. لم يشترط معرفة الأسئلة مسبقاً. لم يشترط تجنب مواضيع بعينها. لا يتمتع صحافيون كثر في منطقتنا بهذه «الرفاهية». وهذا وإن كان يحسب للرئيس عون، فإنه في الوقت نفسه يحسب للبنان الذي لا يزال يقاوم.
هذه البقايا الديمقراطية هي ما يستحق الدفاع عنه وحماية البلاد من أجله.

المصدر الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

غسان عبود بصدد رفع دعوى قضائية عبر قناته ضد علا ملص بتهمة التشهير

Eiad Charbaji
 علمنا أن السيد غسان عبود بصدد رفع دعوى قضائية عبر قناته ضد علا ملص بتهمة التشهير ( للتفاصيل: أنا الصحفية السوريّة علا ملص، أبيّن ما يلي:)، ويا للمصادفة، عملية الاستنساخ للتجربة الأسدية جارية على قدم وساق، فهذه أيضاً أحد أشكال المواجهات الاعتيادية التي كنا نخوضها مع السلطات الأمنية والإعلامية في سورية الأسد، وفي جعبتنا أنا وعلا أكثر من 20 دعوى قضائية سابقة بتهمة القدح والذم والتشهير، ستزيد واحدة الآن.
فليكن، وأهلا وسهلا بك في القضاء الأمريكي الذي يعلم جيداً كيف يتعامل مع انتهاكات حقوق الصحفيين، وفي أروقته ستعرف أن ما فعلتموه مع علا سيكون آخر وأصغر مشاكلكم، سيما مع وجود مكتب لكم هنا، وفي القضاء ستفرد كل الأوراق وسنرى.
الأمر لم يعد شخصياً بالنسبة لنا الآن، و سنتعامل معه كمواجهة بين سلطة الديكتاتورية ورأس المال، مع حرية الصحافة والصحفيين… مالم نرضخ فيه للأسد ونحن تحت سيفه، لن نرضخ فيه أمام الأورينت ومالكها هنا في بلاد الحرية…. بالانتظار.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | 1 Comment

سؤال جريء 511 – علماء يكذبون الإعجاز العلمي للقرآن

هذه الحلقة هي الجزء الثاني في موضوع شريط “إنه الحق” لعبد المجيد الزنداني، الشريط يعرض حوارات مع 14 عالما في مجالات مختلفة، بطريقة تجعل المشاهد يفهم أنهم كلهم يؤيدون أن القرآن يحتوي إعجازا علميا، على الأقل 5 من هؤلاء العلماء تحدثوا عن الخداع الذي تعرضوا له والتحريف والقص واللصق الذي تعرضت له تصريحاتهم، في هذه الحلقة سنعرض: البروفسور الألماني ألفريد كرونر المتخصص في علم الجيولوجيا، والبروفسور الأمريكي أليسون بالمر المتخصص في الجيولوجيا أيضا، سيحكون تجربتهم مع الإعجاز العلمي للقرآن ولقائهم بالشيخ الزنداني.


Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

كل ما تحتاجه هو كلمة صادقة و الإصرار على قولها،

 لو سألتني في ١٤ آذار ٢٠١١ شو عامل بكرة، كنت قلتلك رايح على شغلي باللاذقية و بعدين رح شوف الشباب على دء طاولة و بعدها نتعشى و نرجع عالبيت..
اجا تاني نهار و اتغير كلشي..
فلا شغلي بقا يقبلني لأَنِّي اخدت موقف الأحرار ..
و لا الشباب شفتهون بالليل لأنّو شوارع اللادقية كانت مسكرة بحواجز اللجان الشعبية و مزدحمة بسيارات الامن..
و لا رحنا على عشا و لا غدا و لا سحور بعد ما اتسكّرت كل مطاعم المدينة خوفاً من القادم الجديد..
متلي متل ملايين البشر اللي أخدوا موقف مع الثورة ، شب من ملايين الشباب اللي اخدهون ضميرهون على هالضفة لا بحثاً عن شهرة مؤقتة و لا عن المال وسخ الدنيا..
بدأت بكتابة قصص واقعية عن عائلة الاسد ، دفعت ثمنها الغالي و النفيس و التهجير و التخوين و الاستيلاء على ما تملك عائلتي من إرث عمره يمتد ميّات السنين في اللاذقية ، لا طمعاً بشهرة و لا محبةً بتكديس المال، الشي اللي لمسوا جمهور الثورة و بدأ بالتفاعل مع صفحتي و متابعة كل ما اكتب و أقول ..
بعد سبع سنين من عمر الثورة ، و بعد سبع سنين من تداول اسمي على صفحات الثورة كأحد ابناءها ، بحب قول للساعين الى الشهرة المزيفة :
لا تحتاج الى قضية اغتيال كاذبة ، و لا لإعلان شذوذك ، و لا لفك حجابك على الهواء مباشرة ، كل ما تحتاجه هو كلمة صادقة و الإصرار على قولها، و أعدك بملايين المتابعين و انا أولهم..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الهوية القومية واضطهاد الأقليات

*العديد من الأقليات تعيش بظروف العنف والقمع وعلى رأسها الشعب الكردي، الشعب الفلسطيني، المسيحيون في العالم العربي، مسلمي الروهينا وغيرهم *
نبيل عودة
ظاهرة الانشغال بالهوية القومية، وتطوير خطاب سياسي حول الهوية القومية، يمكن رصده في الفكر السياسي، منذ 300 سنة على الأقل، وهي بارزة بحدة في الأدبيات السياسية المعاصرة التي تختص في حل النزاعات الاثنية والقومية والدينية.
وقد أصبح هذا الموضوع يثير اهتمام الباحثين بفعل اتساع دائرة التطورات كبيرة الأثر على الساحة الدولية، التي طرحت قضايا الأقليات وما ارتكب ويرتكب بحقها من تمييز وجرائم وانتهاكات لأبسط الحقوق الانسانية، الأمر الذي جعل قضايا الأقليات وهوياتها تطرح بحساسية خاصة، على الساحة السياسية والحقوقية الدولية.
وكثيرا ما قادت قضايا اضطهاد الأقليات وارتكاب الجرائم ضدها الى فعل دولي وصل أحيانا الى استعمال أقصى درجات العنف لوقفه (يوغوسلافيا مثلا) او الى فرض عقوبات مختلفة، أو ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية لوقف ممارسة العنف ضد الأقليات (السودان مثلا)، ويمكن القول ان الرأي العام الدولي، ومنظمات حقوق الانسان والامم المتحدة بهيئاتها المختصة، باتت تلعب أدوارا متعاظمة (لغويا على الأقل) في تشديد الرقابة على احترام حقوق الأقليات وخاصة حقهم في الحفاظ على تميز هويتهم القومية والثقافية والدينية.
لكن مع الأسف ما يجري على أرض الواقع هو بالاتجاه المعاكس ..  ويمكن رصد واقع العديد من الأقليات التي تعيش بظروف العنف والقمع وعلى رأسها الشعب الكردي، الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، المسيحيون في العالم العربي، مسلمي الروهينا، وجرائم تنظيمات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية، ضد أبناء ملتهم أيضا او المختلفين بانتمائهم الطائفي .. ويدمرون بدون تردد الآثار التاريخية والحضارية.
يمكن القول ان موضوع الهويات القومية تحول الى ما يمكن تعريفة في الفكر السياسي بـ”سياسة الهويات القومية”، وهو موضوع سياسي وحقوقي يطرح الحلول للنزاعات القومية على اساس مبدأ رفض السيطرة القومية المطلقة من طرف قومي على طرف قومي آخر (أو ديني) ويطرح مبدأ المصالحة، أو “الاعتذار والمسامحة” (مثل ظاهرة اعتذار العديد من دول شرق اوروبا، بعد سقوط أنظمتها الشيوعية، للشعب اليهودي عن تعاونهم مع مشروع الابادة النازي أو عدم مساعدتهم لإنقاذ مواطنين يهود).
بالطبع لا يمكن حصر الموضوع بأشكال محددة، بل نجد اساليب متعددة في الوصول الى حلول بين الجماعات المتنازعة، ومن هنا جاءت ألأهمية التي بدأ يكتسبها خطاب الهويات السياسي، خاصة في العقود الثلاثة أو الأربعة الأخيرة.
أهم ما يطرحه خطاب الهوية القومية، هو موضوع “الأنا” مقابل “الآخر”، وربما من هنا تكتسب ظواهر العنف الكلامي الذي يميزه، ويدفع بحالات كثيرة الى العنف بمختلف أشكاله الاجتماعي والسياسي.
لم أجد في التاريخ السياسي، ان موضوع الهوية القومية طرح بمثل ما يطرح في العقود الأخيرة من حدة واهتمام دولي. ويبدو ان وراء ذلك اسبابا وجيهة جدا بأساسها ان مفهوم الهوية لم تكن له في التاريخ الانساني، مثل ما يتمتع به اليوم من مركزية حقوقية وانسانية، تفرض نفسها على السياسة الدولية بقوة. ولا نبتعد عن الصواب اذا ربطنا ذلك بظاهرة العولمة التي حولت عالمنا الى قرية صغيرة في الكثير من الجوانب الانسانية أيضا.
وقد وجدت الكثير من الدراسات الأكاديمية التي تتناول الموضوع من زوايا علمية متعددة، ولكن نظريات الهويات وتميزها التي يطرحها الأكاديميون، مع كل أهميتها بما تكشفه من حقائق، لا تقود بالضرورة الى اعتمادها في الرؤية السياسية والتخطيط السياسي، في المجتمعات التي تواجه نزاعات قومية، رغم اعتراف النظام السياسي أحيانا بانه يجب اصلاح الوضع، ويبدو انه بين الاعتراف بواقع التمييز بين الهويات القومية المختلفة، وتحقيق المصالحة والمساواة، مسافة كبيرة، تتجاوز ما يفكر به العديد من السياسيين، وتحتاج الى صياغة متأنية وحذرة لخطاب سياسي غير تقليدي (بالأساس للأقلية)، يفرغ العوائق الفكرية والاثنية والنفسية والحقوقية من مفاهيم الطرف الآخر (الأكثرية).
تجارب الشعوب مليئة بأساليب متعددة للخروج من الصدام القومي الى التصالح، رغم ان الأمور ليست بالضرورة واضحة وثابتة ولا غبار عليها كما في النصوص، ولكن من المهم صياغة نهج سياسي يقود نضال الأقلية القومية، الى المساواة الكاملة في الحقوق، والميزانيات والتطوير.
ليس بالصدفة ان الخطاب القومي تحول الى الخطاب المركزي في الطرح السياسي العربي في اسرائيل، رغم إني ارى انها ظلت حركة مثقفين وبعض المتثاقفين، بمعنى ان الطرح لم يرق الى مستوى فكري وسياسي واضح المعالم للمتعاملين مع طروحاته.
 منطلقات أوساط واسعة من دعاة الهوية القومية للعرب في اسرائيل، هي منطلقات اثنية مغلقة لا تختلف عن منطلقات الأكثرية. أي ان مقارعة اثنية الأكثرية وعنصريتها بإثنية الأقلية وعنصريتها لا يقود الى جعل الهوية القومية موضوعا يصلح للحوار السياسي الجاد نحو ايجاد حلول أو حلول جزئية للأقلية العربية في اسرائيل، كمرحلة أولى في الطريق للحل الشامل للقضية القومية الفلسطينية بالأساس، بل يقود الى تحصن غبي للمتنازعين، كل وراء متراسه، لدرجة يبدو ان الأقلية (في حالتنا الأقلية الفلسطينية في اسرائيل) وقادتها، الذين يتحكمون بالمواقف، متمسكون بواقع التمييز والاضطهاد، وكأنه خيار سياسي مريح لنشاطهم الحزبي، ويرفضون البحث الموضوعي، مع الأكثرية (السلطة وأحزابها مثلا) للتقدم نحو بدء التغيير العميق في واقع التمييز، حتى عبر خطوات أولية لا تعطي الحلول الكاملة والمطلوبة، متجاهلين ان أي حل لن يكون فوريا وقاطعا. انما هي عملية تاريخية يجب ان تبدأ، والطريق اليها في حالتنا مليئة بالعوائق الصعبة التي تحتاج الى انتباه شديد في الخطاب السياسي، ولا أقصد التنازل عن الحقوق في المساواة وحقوق الانسان، انما طرح سياسي لا يثير خوف اوساط سياسية مختلفة في المجتمع اليهودي، يمكن تجنيدها لصالح مطالب المساواة وحقوق الانسان للفلسطينيين في اسرائيل.
ربما من هنا لاحظنا ان سياسة الأحزاب العربية والأجسام السياسية المختلفة، ترفض اوتوماتيكيا تقريبا كل اقتراح حكومي يحمل ذرة من امكانية التغيير للأفضل، وقد يكون أحسن نموذج على ذلك قرار حكومة اسرائيل السابقة (حكومة أولمرت) “بالتمييز الاصلاحي “في قبول العرب في خدمات الدولة (وظائف مختلفة) الذي رفض بصراخ سياسي عربي مستهجن وغير مفهوم حتى للمتابع للسياسات العربية في اسرائيل، وأهمل تنفيذه من السلطة أيضا بغياب سياسة ملاحقة عربية، ومن المستهجن أن صحيفة “هآرتس” العبرية، التي تعتبر صحيفة الفئات المثقفة والأكاديمية في اسرائيل، هي التي توجهت للمحكمة العليا لمعرفة مدى تنفيذ حكومة اسرائيل لقرارها المذكور.
الملاحظ أيضا ان طرح موضوع الهوية القومية في الخطاب السياسي العربي في اسرائيل، انطلق كخطاب شخصاني (اندفديوالي) متطرف، وتاريخيا أيضا هو خطاب اندفدوالي متطرف انطلق مع انتشار الفكر الليبرالي والأنظمة الدمقراطية في اوروبا، ربما ليس بالصدفة أن مطلقه في الواقع العربي في اسرائيل كان الدكتور عزمي بشارة، المتأثر حتى النخاع في العديد من طروحاته، بالفكر الليبرالي الأوروبي، ولكنه يحاول ان يخضع ليبراليته الفلسفية داخل خطاب قومي شخصاني مغلق لم يعد يلائم عصرنا، ولو انطلق في اوروبا اليوم لما اختلف عن خطاب الأحزاب القومية الفاشية الاوروبية.. في النهاية غادر وطنه الى امارة قطر (قاعدة للقوة الجوية الأمريكية والمخابرات الأمريكية).. ربما قطر هي مهد الفكر القومي لعزمي بشارة!!
قد يكون وراء هذا الطرح للهوية القومية في الواقع العربي في اسرائيل الرغبة الملحة أيضا في طرح سياسي مختلف عن القوة السياسية المركزية التي سيطرت لوحدها خلال العقود الأولى لدولة اسرائيل، على السياسة العربية في اسرائيل، وأعني الحزب الشيوعي بطرحه السياسي والفكري “الأممي والطبقي” شكليا.
في المجتمع العربي في اسرائيل أيضا يمكن ايجاد ترابط بين طرح الهوية القومية، والطرح الماركسي للهوية الطبقية، الطرح الذي تحول الى الخطاب الشيوعي المركزي في كل الأحزاب.
لا شك ان النكبة الفلسطينية فرضت قوتها في الطرح السياسي القومي على الحزب الشيوعي وفكره الطبقي، في الواقع العربي في اسرائيل، وفي العديد من الدول حيث تعاني الأقليات القومية من اضطهاد مبني على اسس اثنية.
كان الطرح القومي الشيوعي يتمترس، أو يغلف نفسه بالفكر الطبقي، ويحاول ان يوفق بين الطرحين. ومع ذلك كحزب ثنائي القومية (اليوم هو حزب قومي مع بعض الأفراد اليهود) خاض نضالا نظريا وتثقيفيا وسياسيا في جعل الفكر الطبقي والأممي البوصلة السياسية في تحليل الواقع السياسي، وفي طرح المهام النضالية. لا يمكن تجاهل انجازات الشيوعيين التاريخية ودورهم في صيانة الشخصية (الهوية) الوطنية للعرب في اسرائيل، بل وتطويرها وتعميق الوعي بها. وهنا لعب الشيوعيين دورا قوميا وليس طبقيا!!
  *****
لا يمكن ان نتجاهل ان مفاهيم الهوية، باتت تشكل نقطة ارتكاز لدى الأقليات في الكثير من المجتمعات على امتداد العالم الواسع. ليس لأن الهوية لم تكن مطروحة دائما كمعيار سياسي وثقافي واثني للحفاظ على الانتماء، بل لتحول الموضوع الى خانة تشغل حيزا كبيرا تتزايد مساحته في التفكير السياسي والاجتماعي، وبات يشكل اداة تأثير سياسية قادرة على تغيير العديد من المفاهيم السياسية السابقة، وانتاج اخلاقيات انتماء مختلفة، ورؤية فكرية جديدة لمفهوم الانتماء، وحدود هذا الانتماء، تؤثر على ولادة قيم جديدة، ودوافع جديدة لإقامة تنظيمات على قاعدة اثنية – وطنية او دينية وقومية شكلا.
 هذا الشكل يبرز كنقيض للرابط الانساني الاونيفيرسالي، ويميل للتركيز بـ”الأنا”   الفردي مقابل الآخر المختلف. ونجد في الكثير من الحالات، شبه توافق وتداخل في الهويتين القومية والدينية، او ان الواحدة تكمل الأخرى، الحالة اليهودية مثلا.
يزيد من قوة هذا الترابط الارتداد الى التاريخ والذاكرة التاريخية، والثقافية المشتركة، الأثنية والدينية. وكثيرا ما يجري تجاهل حقائق تاريخية في التشكيل والابداع الثقافي لصالح التواصل القومي والديني في تشكيل هويات مجتمعية.
في نفس الوقت نلاحظ تراجعا حادا، حتى الاختفاء في الفكر الطبقي، ولم يعد يشكل الانتماء الطبقي عاملا اجتماعيا أو سياسيا مؤثرا.
لا يمكن الاستهتار اليوم بمفهوم الهوية، في دولة مثل اسرائيل، ترفض الاعتراف بهويات قومية غير الهوية اليهودية، وتدفع نحو احتقان قومي لدى أقليات اثنية وقومية داخل اسرائيل، كالأقلية العربية الفلسطينية مثلا.
ليس سرا ان الهوية اليهودية الاسرائيلية تشكلت على اساس من الفكر اليهودي الليبرالي البرجوازي الأوروبي، وكان هناك رفض حاد لدى أوساط يهودية شرقية واسعة جدا من قبول هذا الفكر .. لكن الأجيال الجديدة اندمجت بهذا الواقع وتتخلى شيئا فشيئا عن تراثها الشرقي. ولا ابالغ إذا قلت انه ينعكس أيضا على واقع العرب في إسرائيل.
صحيح ان الفرق شاسع بين المجتمع اليهودي الأوروبي في اسرائيل، وبين المجتمع اليهودي الشرقي. ولكننا نكون أغبياء مطلقين إذا تجاهلنا ان الفكر الأوروبي الأكثر تنورا وتقدما وغناء وسيطرة على مؤسسات الحكم والاقتصاد، وهو متنبه الى ان الهجرة اليهودية حملت متناقضات عميقة في الهويات اليهودية نفسها. تناقضات اثنية وثقافية ولغوية وعلمية وحضارية بل ودينية أحيانا.
لكن الغباء الكبير أيضا الاستنتاج ان هذا دليل على تفسخ المجتمع اليهودي، ووقوعه بتناقضات غير قابلة للتجسير. ما أثبته المجتمع الاسرائيلي بأذرعته المختلفة، التعليمية والأكاديمية والأمنية والاقتصادية وشبكة واسعة من المؤسسات المتخصصة، بانه قادر على جعل هذه التناقضات ثانوية، وثانوية جدا، وتذويبها وصهرها، عبر خلق شروط اجتماعية انتجت جيلا اسرائيليا جديدا عن جيل الآباء المهاجرين، خاصة لدى يهود الشرق. أصبح مندمجا تماما في الهوية الاسرائيلية اليهودية الأوروبية، وأعتقد ان ظاهرة التنظيمات اليهودية الشرقية (الدينية الاثنية المحافظة) هي الصرخة الأخيرة في التمسك ببقايا الرموز المتهالكة أمام التطور الغربي العاصف الذي يشهده المجتمع الاسرائيلي في جميع المجالات.
واقع العرب في اسرائيل يختلف من منظار الهوية القومية المختلفة أيضا، ومن النظرة الرسمية اليهم كأقليات يريدونها أن تبقى على هامش المجتمع الاسرائيلي، ان مجرد عدم الاعتراف بالأقلية العربية في اسرائيل كأقلية قومية، لها هويتها القومية المميزة، يقود الى تشكيل براكين من الغضب والكراهية، لا تقل خطورة عن براكين الغضب من سياسة التمييز في الاستثمارات والميزانيات الرسمية وانتشار البطالة الواسع بكل ما يخص المجتمع العربي في اسرائيل.
لا اثق اليوم بالطروحات الحزبية القائمة حول الهوية الوطنية، ولم يفسر أي حزب شيئا عما يفهمه من هذه الهوية، عدا الشكليات. وارى انها ترمي الى الربح السياسي السهل في مجتمعها، بل والى الحفاظ على التمييز القومي والاضطهاد كعامل مريح لنشاط الأحزاب العربية السياسي.
هذه الفكرة طرحها العديد من زملاء يهود أيضا يؤيدون بكل قوتهم المساواة الكاملة للعرب والمشاركة الكاملة في السلطة للجماهير العربية في اسرائيل، والى الاعتراف بأن العرب في اسرائيل ليسوا مسلمين ومسيحيين وبدوا ودروزا، بل أقلية قومية عربية فلسطينية.
nabiloudeh@gmail.com

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment