حزب (الاتحاد الديمقراطي) الكردي.. تساؤلات وهواجس

سليمان يوسف يوسف
ليس بخافٍ على أحد، بأن
( حزب الاتحاد الديمقراطي- pyd )
يتصدر المشهد(السياسي والعسكري ) في منطقة الجزيرة وعموم منطقة شرق الفرات في الشمال الشرق السوري، مستفيداً من ظروف الحرب ومفرزاتها العسكرية والسياسية والمجتمعية، التي أضعفت أو بالأحرى غيبت الدولة عن الكثير من المناطق السورية.الحزب تمكن من فرض نفسه كـ”سلطة أمر” واقع بديلة في المناطق التي انحسب منها النظام. للجناح العسكري للحزب “قوات حماية الشعب” الكردية، الفضل الكبير في تحرير معظم مناطق الجزيرة من عصابات “تنظيم الدولة الاسلامية-داعش” وغيره من الجماعات الاسلامية.

رغم الاستقرار النسبي، الذي تنعم به المناطق الخاضعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ،أسباب ووقائع عديدة تجعل الكثيرين بحالة قلق على السلم الأهلي والمجتمعي في منطقة الجزيرة . انفراد الحزب في إدارة المناطق. سعيه لفرض أجندته القومية والسياسية . التجنيد الاجباري . فرض المنهاج الكردي. نهج التكريد. الاستعجال في قضم مؤسسات الدولة. مرجعية الحزب( طبيعة علاقاته مع حزب العمال الكردستاني- تركيا). هوية الحزب، هل هو حزب سوري ام كردستاني. ضبابية خطابه القومي والسياسي. السقف المفتوح لتطلعاته وأهدافه السياسية والقومية. بدأ بـ”إدارة محلية خدماتية مدنية” ، انتهى بـ”الفدرالية” يسعى لفرضها بالقوة . الخطوة التالية قد تكون “الانفصال” إذا ما توفرت له الظروف (الإقليمية والدولية) المناسبة. علاقات، الحزب في الداخل والخارج ،المثيرة للجدل،التي يبررها بما يسميه بـ”الخيار أو الطريق الثالث” ، أي أن الحزب ليس معالنظام ولا مع المعارضة. في الداخل ، على هذه الجبهة ،قواته (قوات حماية الشعب)تقاتل قوات النظام، على جبهة أخرى تقاتل الى جانب قوات النظام. في بعضالمحطات هو مع “الثورة السورية” وفي محطات أخرى هو ضد الثورة . الحزب،يتلقى دعماً سياسياً كبيرا من روسيا ، فيما قواته تتلقى دعماً عسكرياً مفتوحاً من امريكا ودول غربية أخرى، في إطار الحرب على “الارهاب- داعش”. تمسك (قواتسوريا الديمقراطية) بالمناطق، التي حررتها من داعش(تقدر بـ 25% من اراضي الدولة السورية) ورفضها الانسحاب منها وتسليمها لقوات النظام ، مرتبط بمشروع “الفدرالية” لحزب الاتحاد الديمقراطي. الرئيس الروسي(بوتين) يسوق لـ”سوريا الفدرالية” عبر طرح مسودة دستور لـ”سوريا الاتحادية” وعبر عقد “مؤتمر الشعوب السورية” في سوتشي.

امريكا، لم تقل بعد كلمتها النهائية في الأزمة السورية، ربطت وجودها العسكري بالحل السياسي النهائي للأزمة السورية. هذا يعني أن دعمها العسكري للقوات الكردية، التي تشكل العماد الاساسي لـ (قوات سوريا الديمقراطية)، سيستمر حتى ما بعد القضاء على داعش وانتهاء الحرب السورية. امريكا، ستوظف وجودها العسكر، المتمثل بثمانية “قواعد عسكرية” في الشمال الشرق السوري، للضغط على القوى الدولية والاقليمية النافذة في الأزمة السورية، لأجل حل سياسي يضمن مصالحها الاستراتيجية في سوريا والمنطقة ، ويحقق مصالح حلفائها( الأكراد). الرئيس المشترك لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (رياض درار) ، بتصريحه لشبكة “روداو” الكُرديّة يوم 26 تشرين2 “أن قوات سوريا الديمقراطية ستنضمللجيش السوري الذي سيتكفل بتسليحها عندما تتحقق التسوية السورية، إذا كناذاهبين إلى دولة سورية واحدة بنظام فيدرالي” . ربما اراد السيد ضرار تبديد مخاوف الخائفين وإزالة شكوك المشككين والاجابة على التساؤلات المثارة حول الأجندات السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي وحول مصير ومستقبل قواته العسكرية . لكن اشتراط الذهاب الى “الفدرالية” لضم قوات سوريا الديمقراطية للجيش السوري الحكومي ، يجعل من تصريحاته من غير معنى وبلا مفعول سياسي أو حتى معنوي، ناهيك عن أن كلام السيد ضرار لا يمكن الأخذ به على أنه يعبر عن الموقف الرسمي لحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري (قوات حماية الشعب) القوة الرئيسية في (قوات سوريا الديمقراطية) . كما هو معلوم “مجلس سوريا الديمقراطية” هو مجرد (غطاء سياسي) لقوات سوريا الديمقراطية. ” الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي – Tev_ Dem ” القائمة على ما يسمى بـ” الادارة الذاتية الديمقراطية”، بقيادة (حزب الاتحاد الديمقراطي) – شبيهة الى حد كبير بالجبهة الوطنية التقديمة بقيادة حزب البعث الحاكم لدى النظام- الهيئة، عززت مخاوف سكان منطقة الجزيرة واثارت لديهم مزيد من التساؤلات والشكوك حول مستقبل منطقتهم، ببيانها، الذي أصدرته للراي في 18 تشرين الثاني الماضي والذي جاء فيه : ” إننا في الهيئة التنفيذية لحركة المجتمعالديمقراطي Tev_ Dem نؤكد بأن مرحلة ما بعد داعش أشبه بفك الألغام التيزرعتها في كل بيت وشارع وحي من أماكن احتلالها لها. ونرى بأن المرحلة المقبلة لاتقل خطورة عن المرحلة التي سبقتها”.

أخيراً: تساؤلات وشكوك كثيرة وهواجس مشروعة يثيرها (حزب الاتحاد الديمقراطي)، بنشاطه السياسي ، كما بنشاطه العسكري، بعلاقاته مع حلفاءه في الداخل السوري، كما مع حلفاءه في الخارج. ستبقى كل التساؤلات والشكوك والهواجس قائمة، الى حين انتهاء الأزمة السورية وجلاء شكل وصورة سوريا الجديدة، التي ستولد من هذا المخاض العسير.

باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

السيسي على خطى حكم عائلة الأسد الإجرامية في سوريا

رأي أسرة التحرير 30\11\2017 © مفكر حر

يخطأ من يظن أن ما يجري في سوريا الأن من قتل ودمار وتهجير قد بدأ قبل 7 سنين مع انطلاق شعلة الثورة السورية النقية المباركة من أجل الحرية والكرامة, وإنما بدأ قبل قبل 47 سنة عندما وصل المقبور حافظ  الأسد الى السلطة بانقلاب عسكري من تخطيط وتنفيذ المخابرات الروسية سيئة الصيت ” كي جي بي”, وما زالت سوريا منذ ذلك الحين ساحة لحرب بالوكالة بين المخابرات الأميركية ونظيرتها الروسية, ترسل من خلالها الرسائل الباردة أحيانا والساخنة المدمرة أحيانا أخرى, حتى وصل بها المآل الى ما وصلت عليه الآن, .. فحرب تشرين 1973 لم تكن قط لتحرير الأرض المغتصبة كما يغسلون ادمغة الشعب, وانما كانت رسالة روسية الى اميركا عن مدى قدرات دباباتها وصواريخها وتكنولوجيتها العسكرية, وتم ايقافها بعد انتهاء المهمة .. وكذا الأمر بالنسبة للحرب اللبنانية في الثمانينات بقيادة المخابرات السورية (فرع الكي جي بي في سوريا) بين حزب الله وإسرائيل.. وكذلك الحرب الحالية بالوكالة بين القوتين الجبارتين العظميين روسيا وحلفائها وأميركا حلفائها, والتي اعترف فلاديمير بوتين بعظمة لسانه بانها ساحة لتجريب الأسلحة وارسال رسائل سياسية للعالم,(للمزيد نزكي لكم هذا المقال: ما معنى ان يقول بوتين بأن سوريا ارخص ساحة لتجريب اسلحتنا وتدريب قواتنا)

الخبر اليوم يقول: ” بان الحكومة الروسية نشرت اليوم الخميس مسودة اتفاق بين موسكو والقاهرة تنص على الاستخدام المتبادل للمجال الجوي والقواعد العسكرية الجوية في البلدين. ” انتهى الاقتباس

هذا يعني بوضوح: بأن الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي قاد الانقلاب العسكري ضد الرئيس محمد مرسي, معجب جداً بعائلة الأسد الانقلابية, ومعجب ايضاً بروسيا وطريقة حمايتها لعائلة الأسد وانفاقها مليارات الدولارات, عدا عن القوى البشرية والخبراء العسكريين من اجل إبقاء عائلة الأسد بالسلطة .. وهو يريد نفس الشئ من روسيا لعائلته بأن تحكم مصر الى الأبد, ولن يستطيع احد ان يزيحه من السلطة ولو كان الثمن تدمير مصر وتفتيتها وتهجير أهلها وقتل الملايين من شعبها.

نحن لا ندر ما هي حاجة الجيش المصري لقواعد عسكرية بالقطب الشمالي على الحدود الروسية مع أوروبا الغربية وأميركا واليابان؟؟ هذا يعني بوضوح بيع القواعد العسكرية المصرية لروسيا لكي تستخدمها في حربها بالوكالة مع حلف الناتو, وسيحصل السيسي بالمقابل على الحماية الروسية لنظام حكمه كما هو الحال مع عائلة الأسد الاجرامية في  سوريا.

نحن نرجو من الشعب المصري عندما يصبح مصير مصر مثل سوريا بان لا يقولوا بان هناك مؤامرة كونية على بلدهم كما يفعل النظام السوري الآن, وانما يجب ان يقولوا بان الخائن, الذي قبلوا به بان يكون رئيسهم, باع مصر للمخابرات الروسية لكي تستخدمها كقاعدة لحرب بالوكالة مع الغرب, وذلك من اجل حماية عرشه وبقائه بالسطلة الى الابد بعد ان يورثها الى أبنائه واحفاده.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

المخرجه البوسنيه ياسميلا جبانيتش

Jasmila Žbanić
ولدت المخرجه السينمائيه البوسنيه وكاتبة السيناريو ياسميلا جبانيتش في 19 ديسمبر 1974 في سراييفو . تعلمت في مدارس محليه ثم انتسبت الى كلية الفنون الجميله وتخرجت منها

عملت لفتره في الولايات المتحده الأمريكيه كمحركة دمى في مسرح العرائس ( مسرح الخبز والدمى ) في فيرمونت , ثم عملت كمهرجه في ورشة عمل ( لي دي لونغ ) . عام 1997 أسست جمعية الفنانين ( ديبلوكادا ) والإسم يعني : إزالة الحجب , ثم بدأت بإنتاج أفلام وثائقيه وأفلام قصيره

حصلت على شهره واسعه بعد فيلمها ( غربافيكا ) الذي يتحدث عن عمليات الإغتصاب الممنهج الذي تعرضت له النساء البوسنيات على يد الجنود الصرب أثناء حرب تقسيم يوغسلافيا . عرض الفيلم أول مره في بريطانيا تحت عنوان : سر إسما ( بطلة الفيلم تدعى إسما ) أما عند عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية فعرض تحت عنوان : أرض أحلامي

فاز الفيلم بجائزة الدب الذهبي لعام 2006 في مهرجان برلين السينمائي الدولي السادس والخمسين وجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان المسابقة الدولية في عام 2006 ، وحصل على جائزة أفضل فيلم أوروبي وأفضل ممثلة

في عام 2006 تم ترشيح فيلمها : نا بوتو ( على الطريق ) في عام 2010 لجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي الستين . على الطريق فيلم يحكي قصة زوجين ( لونا وعمار ) يعيشان حالة حب رومانسيه وفجأة تقع الحرب فيبدأ عمار بتعاطي الخمر بشكل ثقيل , بعدها بدأ يتعرف على مسلمين ويتأثر بأفكارهم ثم يصبح مسلما ً ويطلب من زوجته أن تتبعه الى الإسلام . الفيلم لا يصدر أحكاماً على أحد بل هو يحاول تصوير حياة الناس ومعاناتهم النفسيه إثناء الحرب

من خلال ( ديبلوكادا ) كتبت وأنتجت ياسميلا جبانيتش العديد من الأفلام الوثائقية ، والأعمال الفنية للفيديو، والأفلام القصيرة . وشوهدت أعمالها في جميع أنحاء العالم ، وعرضت في المهرجانات السينمائية وكذلك في معارض مثل مانيفيستا 3 في سلوفينيا في عام 2000 ، و كونسثال فريدريشيوم في كاسيل في عام 2004 ، و بينالي اسطنبول في عام 2003 . ومنذ ذلك الحين عرف عنها تقديمها أفلاماً مميزة يقابلها الجمهور باستقبال حسن

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

طبق اليوم: دجاج محشي بالفستق والكرانبيري من نيوزيلندا

دجاج محشي بالفستق والكرانبيري من نيوزيلندا
Stuffed chicken with cranberry and pistachio
المقادير
قطعتا صدر دجاج كبيرتان بدون جلد أو عظم
شريحتان توست
مائة غرام كريمة جبن
ثلث كوب فستق مقشر
نصف كوب كرانبيري مجفف
ثوم مهروس
بصله خضراء مفرومه ناعم
نصف كوب أوراق خضرراء مفرومه ناعم : كرفس أو بقدونس أو كزبره
حوالي 10 ورقات سبانخ مقطوعة السيقان
ملح وفلفل
ملعقه كبيره زيت

العمل
نسخن الفرن الى حرارة 180 مئويه . نشغل الخلاط ونهرس شريحتي التوست . نضيف الثوم والبصل والجبن والكرفس أو البقدونس والكرانبيري والفستق والملح والفلفل . نهرس الى أن يعجن الخليط ولكن ليس أكثر من اللازم

نفصل كل صدر الى قطعتين طولياً . نضع ورقة شوي أو ورقة نايلون على المائده ونضع عليها قطع الصدر . نغطيها بورقه ثانيه ثم نستعمل الشوبك ذهاباً وإياباً فوق قطع الدجاج الى أن نفردها بسمك حوالي نصف سنتمتر

نفتح كل قطعة دجاج ونضع عليها عدة أوراق سبانخ وقسم من الحشوه التي عملناها . نلف قطعة الدجاج لفاً محكماً ونربطها بخيوط الطبخ لكي لا تنفتح أثناء الشوي . بعد ربط القطع ندهنها بالزيت ونضعها في صينية شوي ونغطيها بالفويل وندخلها الى الفرن مدة 45 دقيقه

نخرج الصينيه من الفرن ونتركها تبرد مدة 20 دقيقه . نستعمل سكينه حاده طويله لتقطيع القطع الى حلقات نصفّها في طبق التقديم ونرفعها الى السفره الى جانب الفستق ومربى الكرانبيري وبعض الخضار المشويه .. طبق ممتاز لوجبة العشاء .. شهيه طيبه

Posted in طبق اليوم \د. ميسون البياتي | Leave a comment

عندما تحزَّم «القرضاوي» ورقص!

عكاظ السعودية: هاني الظاهري

كشف الهجوم الرخيص الذي شنته أخيراً قناة «الجزيرة» على فقهاء السعودية واصفة إياهم بـ«الجامية» عن مدى الانهيار والتخبط الذي وصلت له حكومة قطر نتيجة تعريتها وفضح سياساتها الداعمة للإرهاب وإنزالها في مقامها الصحيح من قبل الدول الداعية لمكافحة تلك الآفة المُهددة للوجود البشري على سطح هذا الكوكب، فوصف «جامي» ليس غريباً عندما تطلقه حركة إرهابية على فقيه يُفتي بتحريم العمليات الإجرامية، إذ لطالما استخدمه زعماء القاعدة وأزلام «داعش» لوصف كل مسلم يرفض منهجهم الخارجي، أي بشكل أوضح يمكن القول إن المسلمين جميعا في عرف الإرهابيين الخوارج يندرجون تحت مسمى «جامية» طالما لم يرتدوا أحزمة ناسفة لقتل الناس ولم يؤيدوا سفك دماء الأبرياء، وهو ما يؤكد للمرة الألف أن «الجزيرة» ليست سوى ذراع إعلامية ناطقة باسم التنظيمات الإرهابية.

في تويتر كشف معالي المستشار سعود القحطاني عن مقولة في منتهى الطرافة لزعيم تنظيم الحمدين الحاكم في قطر، تبين مدى رخص مفتي الدوحة ومسخ قناة الجزيرة الإرهابي المدعو يوسف القرضاوي، الذي يقدمه القطريون كرمز إسلامي عالمي بينما تكشف فتاواه أنه مجرد كائن متوقف في منتصف سلم التطور في نظرية داروين.

يقول القحطاني: «جاء زعيم تنظيم الحمدين باكياً طالباً العفو بحضرة الكبار فوبخوه بشدة على دعم القرضاوي لحزب الله، فرد بخنوع وسوقية: طال عمرك لو تبي أخليه يتحزم ويرقص مصري أبشر»، وبالطبع هذه المقولة تتفق تماما مع شخصية القرضاوي، ولعلها من أصدق ما نطق به زعيم تنظيم الحمدين منذ ولادته، ففي مسقط رأس القرضاوي (مصر) يقول عنه الناس بلغتهم الدارجة «إديلوه فرخة يديك فتوى».

المضحك أن هذا الراقص بالدين في كل محفل هو الإمام الروحي لقناة «الجزيرة» التي تهاجم بدورها الفقهاء الشرفاء في السعودية، وهو أمر ينطبق عليه المثل العربي الشهير «رمتني بدائها وانسلت».

السبت الماضي وصف السياسي السويدي في الحزب الديمقراطي مارتن ستريد المسلمين أثناء مؤتمر الحزب العام في مدينة نورشوبينغ بأنهم ليسوا بشراً بنسبة 100% نتيجة السمعة السيئة التي خلفها الإرهابيون عن الإسلام والمسلمين، وهي سمعة أدت إلى تصوير الفرد المسلم ككائن متوحش متشوق للدماء يفتقد للإنسانية، وقد أثار التصريح ضجة كبيرة في أوروبا أدت إلى تراجع ستريد عن حديثه والاعتذار عما بدر منه، والحق أقول إنني واثق تماما من أن هذا السياسي السويدي رجل تم تضليله ووقع في مشكلة وحيدة هي التعميم، ولو أنه خص القرضاوي وجماعته وحكومة قطر بالوصف الذي أطلقه لأيده العالم أجمع وعلى رأسه المسلمون.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

«العلويون» عروبيون ويجب ألا يبقوا مختطفين من النظام

  صالح القلاب
كاتب اردني وزير اعلام ووزير ثقافة ووزير دولة سابق وعضو مجلس امناء المجموعة السّعوديّة للأبحاث والتّسويق

هناك أربعة مؤشرات طرأت مؤخراً وشكّلت، حتى الآن، تحولاً فعلياّ في مسار الأزمة السورية؛ مما عزز القناعة بأن هذه الأزمة قد تشهد انفراجاً حقيقياً، إن ليس في القريب العاجل فعلى المدى المنظور، فروسيا التي كانت تضع كل «عصيَّها» في دواليب كل محاولات الحلول المطروحة أظهرت في الفترة الأخيرة ما يدل على أنها قد تعبت فعلاً من هذا الصراع المعقد، وأنها باتت تسعى لحلٍّ فعلي قد لا يعجب حلفاءها، لكنها غدت في أشد الحاجة إليه.
المؤشر الأول هو أنها، أي روسيا، قد حددت زيارة بشار الأسد إلى منتجع «سوتشي» بأربع ساعات فقط، تم خلالها لقاءٌ سريعٌ قياساً باللقاءات السابقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أما المؤشر الثاني فهو أن «طابورين» من كبار الجنرالات الروس كانا في انتظار الرئيس السوري حول الطاولة نفسها التي تم من فوقها تبليغ المضيف لضيفه بأن عليه أن يفهم ويدرك أن هؤلاء الجنرالات هم الذين «صنعوا» صموده، وهم الذين أبقوه في قصر «المهاجرين» حتى الآن؛ ولذلك فإن عليه أن يلتزم بما يسمع، حيث إن القرار أولاً وأخيراً هو لمن يعطي الأوامر والتعليمات لهؤلاء!
إن هذا أولاً وثانياً، أما ثالثاً فهو أن الرئيس الروسي قد أشار وأمام بشار الأسد إلى أن الحل المطلوب لهذه الأزمة سينتهي في النهاية عند الأمم المتحدة في جنيف، والإشارة هنا واضحة، وأن المقصود هو القرار الدولي 2254 والمرحلة الانتقالية، وهكذا وفي حين أن الإشارة الرابعة هي أن رئيس أركان القوات الروسية فاليري غيراسيموف قد أطلق بعد لقاء «سوتشي» هذا مباشرة تصريحاً تحدث فيه عن أن موسكو ستقوم بسحب غالبية قواتها الموجودة في سوريا، وهذا تهديد واضح للرئيس السوري بأن عليه أن يلتزم بكل ما قاله له فلاديمير بوتين.
وهنا، فلعل الأهم من هذا كله هو أنه قد تم إبراز بعض كبار الوطنيين «العلويين» في مؤتمر المعارضة الأخير في الرياض، من بينهم الفنان الكبير جمال سليمان الذي تم انتخابه نائباً لرئيس وفد المعارضين إلى جنيف، وسفير المعارضة في باريس الدكتور منذر ماخوس، والدكتور عارف دليلة الذي كان تم اعتقاله بعد انقلاب حافظ الأسد في عام 1970 وتعرض لما لا يجوز أن يتعرض له وهو الأستاذ الجامعي اللامع، وحقيقة أن أكبر خطأ ارتكبته المعارضة السورية هو أنها سكتت على استهداف الأصوليين والإرهابيين، وأيضاً الإخوان المسلمين لأبناء هذه الطائفة العروبية الكريمة، وإشعارهم بأن مصيرهم هو مصير هذا النظام، وأن إطاحته ستكون وبالاً عليهم كلهم، سواءً أكانوا من مؤيديه أم من غير مؤيديه.
ربما أنه ضروري أن نشير هنا إلى أن هذه الطائفة العروبية فعلاً قد تعرضت خلال المرحلة العثمانية لأبشع أنواع التهميش ولأقسى أشكال القمع، وأنه فُرِضَ عليها أن تعيش في «جبالها» المعزولة بعيدة عن المدن ومسارات الحياة التي كان يعيشها غيرهم، ومن دون مدارس أو مستشفيات أو طرق معبدة، وهذا يبدو أنه هو ما جعل بعضهم، ومن بين هؤلاء سليمان الأسد جد حافظ الأسد، ينحازون إلى الفرنسيين خلال فترة الاستعمار الفرنسي، بل ويذهبون بعيداً بالمطالبة بقيام دولة علوية لهم، وذلك مع أن زعيمهم، الزعيم الوطني السوري، صالح العلي كان إلى جانب القائد الدرزي سلطان باشا الأطرش في مقاومة فرنسا واستعمارها.
ثم، ولعل هناك من لا يعرف أن العلويين كانوا في طليعة السوريين الذين قاوموا إلحاق لواء الإسكندرون العربي بتركيا «الأتاتوركية»، وأن زكي الأرسوزي، الذي شمل هذا «الإلحاق» بلدته «أرسوز»، ووهيب الغانم وسليمان العيسى وغيرهم قد لعبوا أدواراً رئيسية في الحياة السياسية السورية اللاحقة، وهكذا وفي هذا المجال فإن ما تجب الإشارة إليه هو أن انقلاب مارس (آذار) عام 1963 قد نفذه بالأساس الضباط (البعثيون) العلويون، ومنهم محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد، وهنا فإن الحقيقة تقضي الإشارة إلى أن أول من طرح فكرة «البعث العربي» هم الطلائعيون العلويون من مفكرين وشعراء وغيرهم.
كان الانتماء الحزبي بالنسبة لهذه الطائفة العروبية يتوزع في البدايات بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الاشتراكي، لكن بعد اغتيال الضابط «البعثي» اللامع عدنان المالكي ووضْع القوميين السوريين على القوائم السوداء أصبح حزب البعث هو التنظيم شبه الوحيد في المناطق العلوية، وبرز من العلويين فيه عدد كبير من كفاءات تلك المرحلة التاريخية وفي المراحل اللاحقة بعد انقلاب عام 1963 وحتى انقلاب حافظ الأسد في عام 1970… وإلى الآن!
إنها فترة مسار صعب، وفترة تقلبات متلاحقة تلك الفترة التي استمرت منذ الثامن من مارس عام 1963 وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1970، ولعل ما يجب أن يقال هنا هو أن الثقل الرئيسي في هذه الفترة بالنسبة لـ«العلويين» كان إلى جانب صلاح جديد الذي بدأ صراعه مع الأسد يظهر إلى العلن بعد حركة الثالث والعشرين من فبراير (شباط) عام 1966، وأن الثقل الرئيسي في المؤتمر القومي «البعثي» العاشر الاستثنائي كان إلى جانب المجموعة «اليسارية» التي كان يتزعمها، ولعل ما لا يعرفه البعض هو أن الذين رجحوا الكفة الأسدية في ذلك الصراع كانوا كلهم من «السنة» الذين كان في مقدمتهم من العسكريين مصطفى طلاس وحكمت الشهابي، ومن المدنيين عبد الحليم خدام، والمعروف أن هؤلاء كلهم قد أصبحوا لاحقاً لاجئين سياسيين في ديار الله الواسعة.
لقد تحول الصراع على الحكم بعد انقلاب عام 1970 إلى صراع علوي – علوي بين جماعة حافظ الأسد من جهة، وبين جماعتي محمد عمران وصلاح جديد من جهة أخرى، وحقيقة أن جماعة الرئيس السوري السابق كانت هي الأضعف في فترة منتصف سبعينات القرن الماضي، وهذا كان قبل اغتيال محمد عمران في طرابلس اللبنانية عام 1974 وقبل حملة التصفيات المتلاحقة التي نفذتها الاستخبارات والمخابرات السورية ومخابرات سلاح الجو وسرايا الدفاع ضد هاتين الجماعتين.
والمهم أن حافظ الأسد قد تمكن من حسم الأمور داخل الطائفة العلوية لمصلحته وبصورة شبه نهائية مع نهايات سبعينات القرن الماضي، وإن الأمور قد أصبحت مستتبة له ولابنه من بعده بعد ذلك، وإلى أن تفجرت الثورة السورية في عام 2011، وحيث أدى الغباء أو التآمر – لا فرق – إلى شن حملات إرهابية وترهيبية ضد العلويين من قبل «القاعدة»، ولاحقاً من قبل «داعش» و«النصرة»، وأيضاً من قبل الإخوان المسلمين، وذلك في حين أنه كان بالإمكان كسب غالبية هؤلاء إلى جانب هذه الثورة لو لم يحصل هذا الذي حصل وتصبح هذه الطائفة الكريمة بمعظمها مختطفة من قبل أجهزة هذا النظام القمعية،.
والآن وقد أصبحت هناك تحولات فيها الكثير من الجدية لإنجاز حلٍّ فعلي وفقاً لـ«جنيف 1» وعلى أساس مرحلة انتقالية من المفترض ألاّ دور لبشار الأسد فيها فإن المصلحة الوطنية والمصلحة القومية أيضاً تقضيان بفتح أبواب «المعارضة» على مصاريعها لأبناء هذه الطائفة العروبية الكريمة، وبخاصة أن خطر تقسيم سوريا لا يزال قائماً ولا يزال مطروحاً… وأن هناك من يسعى لتحويل هذه المنطقة العربية إلى قطع فسيفسائية طائفية وعرقية متناحرة.

المصدر الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

آخر نشاطات ولاية الفقيه في العراق

قبل ما يقارب العشرة أعوام كتبنا سلسة مقالات حول الدور التخريبي الإيراني في العراق، ونشر حينها في العديد من المواقع والصحف، تطرقنا فيها الى أبرز السلبيات وأخطرها، وتغاضينا عن البعض منها لأنها لم تكن حينها على القدر لكبير الذي تمثله في الوقت الحاضر ومنها موضوع سد بعض الأنهر الممتدة والرافدة للأنهار العراقية مثل نهر الوند، وتلويث مياه الخليج العربي، وجعل العراق مبزل لملوحة الأراضي الإيرانية، وتخفيض حصة العراق من المياه بمقدار حوالي 40% بسبب السدود الأيرانية والتركية، والتصرف بحصة العراق المقررة وفقا للإتفاقيات بين دول الشاطيء، وذلك بسبب ضعف العراق من جهة وذعونه لنظام ولايه الفقيه، ووجود الميليشيات العراقية التابعة لإيران والتي شكلت ما يسمى بالدولة العميقة، او الدولة القوية داخل الدولة الأم الضعيفة. لذا لم يكن من الغرابة انه لا مجلس النواب ولا الرئاسات الثلاث تجرأت على مناقشة هذا الأمر الخطير، في الوقت الذي هجر الآلاف من الفلاحين أراضيهم الزراعية وتحولوا الى مهن اخرى، او حولوا مزارعهم الى أراضي سكنية بتواطؤ مع المؤسسات الرسمية ذات العلاقة. العجب ان اكثر المحافظات المتضررة هي في جنوب العراق والمحسوبة على النظام الإيراني ويدين معظم سكانها بولاية الفقيه، على الأقل من وجهة نظر نظام الملالي!
أشرنا سابقا الى أضرار ما يسمى بزواج المتعة وهو زنا مبطن وكان ضحاياه الآلاف من العراقيين الذين أصيبوا بالأيدز سيما خلال الزيارات العاشورية حيث تتوافد الآلاف من النساء لغرض المتاجرة بأجسداهن تحت غطاء الزيارة العاشورية، وتحجم مؤسسات الدولة ان تكشف بينات صريحة عن عدد المصابين التي يقدرها البعض بأكثر من مائة ألف حالة، وربما أكثر.
كما ان انتشار المخدرات صارت من المشاكل الخطيرة التي تهدد شباب العراق في ظل الفقر والبطالة وسطوة الميليشيات وانتشار الدعارة، وصارت الحبوب المخدرة والكرستال الأيراني من ابرز صادرات الدولة الشقيقة كما يسميها البعض للعراق، وانتشرت هذه الظاهرة بصورة خطيرة في جنوب العراق والعتبات الشيعية في كربلاء والنجف، وهذه حالة طبيعية في ظل ان أكثر المحافظات فجورا وتعاطيا للمخدرات في ايران هي مشهد، فلا عجب ان تنحو النجف والكربلاء نحوها. كذلك لم تجرأ الرئاسات الثلاث على مناقشة هذا الموضوع الخطير، او تطالب النظام الأبوي لها في طهران للحد من ظاهرة تصدير المخدرات للعراق، علما انه هناك تعاون مبطن ما بين الحرس الثوري وحزب الله اللبناني والميليشيات العراقية لإغراق العراق في المخدرات وجعله جسرا الى دول الخليج العربي، ونجحت الخطة في ظل هيمنة الميليشيات الشيعية على الدويلة العراقية التي فقدت كل مقومات السيادة والكرامة الوطنية. في العام الماضي حطم الزوار الايرانيون المركز الحدودي في الفرات الأوسط، واعتدوا بالصرب على حرس الحدود، ونهبوا المركز، وكان البعض منهم يحمل نسخ من القرآن الكريم مجوفة من الداخل ومليئة بالمخدرات، دخلوا بلا تأشيرة دخول محملين بالمخدرات والسلع المهربة، وأسدل الستار عن هذه المسرحية من قبل حكومة العبادي لسبب لا يخُفى عن لبيب.
من الأمور التي لم نتحدث عنها حينذاك هو تحول ايران الى ملجأ للفاسدسن من المسؤولين العراقيين والهاربين عن العدالة (بتواطيء القضاء العراقي المسيس الذي يصدر مذكرات إلقاء القبض بعد أن يطمئن بأن المتهمين صاروا في ولاية الفقيه أو خارج العراق)، فمن مناف الناجي ممثل السيستاني بطل فضيحة العمارة لغاية محافظ البصرة الأخير ماجد النصراوي (المجلس الاسلامي الاعلى بزعامة عمار الحكيم) المدان بعشرات الملفات من الفساد، والآلاف ما بينهما هربوا الى ايران ووجدوا ملاذا مذهبيا آمنا، لا يجرأ احد من الرئاسات الثلاث ان يطالب بهم، مع ان العراق وايران يرتبطان بإتفاقية إسترداد المجرمين، وقد استردت ايران جميع سجناءها من العراق، لكن ولا سجين او هارب عراقي متهم بالفساد تمكنت الحكومة العراقية من استرداده من ايران.
عندما كتبنا عن الدور التحريبي الإيراني لم يكن حينها قد ولد الحرس الثوري العراقي تحت مسمى الحشد الشعبي، ولم تتوسع وتتشظى الميليشات التابعة لولاية الفقيه بهذه العدد وهذه القوة، ولا الوقاحة السافرة عندما يعلن معظم زعماء الحشد الشعبي أن ولائهم لإيران، بل وصلت السفالة بالبعض منهم (هادي العامري زعيم ميليشا بدر، وواثق البطاط زعيم ميليشيا حزب الله العراقي) ان يصرحا بأنه إذا حصلت حرب افتراضية مع ايران فانهما سيقاتلا مع الايرانيين ضد العراقيين، وتأريخ هؤلاء الأوغاد يؤكد هذه الحالة الشاذة في تأريخ الأمم، فقد سبقوا ان قاتلوا الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية.
لم تكن قد حصلت حينذاك الجرأة عند الإيرانيين بأن يحولوا العراق الى ساحة عنتريات يتهجموا فيها على الأشقاء العرب في السعودية والبحرين، لا نعرف ما هي علاقة عاشوراء بموت آل سعود، وإحتلال الكعبة؟ وهل يرضى اي عربي شريف له كرامة وطنية وايمان حقيقي ان يحتل الفرس مكة، وتعاد مأساة سرقة الحجر الأسود؟ سبق ان شهدنا أفعال الحجيج الإيرانيين في مكة خلال السنوات السابقة، وكيف حولوا الحج من فريضة إسلامية الى تظاهرة سياسية، ضاربين حرمة الحج عرض الحائط. كما ان المعارض التي تقوم بها المعارضة البحرينية في كربلاء والنجف برعاية مجالس المحافظات وتستر حكومة العبادي تثير الإشمئزاز والتقزز، وتحجم من تطوير علاقات العراق مع الدول العربية. علما ان ما يسمى بالمعارضين البحرينيين هم من الإرهابيين والمجرمين المدانين من قبل القضاء البحريني، ويفترض أن تسلمهم الحكومة العراقية الى بلدهم، وليس أن تحتضنهم سيما إنها تدعي محاربة الإرهاب، في حين هي تحتضن إرهابيين على أراضيها، والأنكى أن تسمح لهم بالقيام بنشطات معادية ضد مملكة البحرين.
ولم تكن قد حصلت مصيبة أخرى نُوه عنها مؤخرا بعد ان استفحلت، مع انها لم تكن جديدة، بل تم إحتوائها من قبل الأحزاب الشيعية الحاكمة بسرية وكتمان نصرة للمذهب، لحد ما تضخمت وصارت تهدد الأمن الوطني الملثوم أصلا، والطريف في الأمر أن من كشف الظاهرة ليست المخابرات العراقية، ولا مخابرات اقليم كردستان كما يفترض، بل كشفها خبير وصحفي إيراني هو (علي جوانمردي) والذي يعمل في إذاعة صوت أمريكا
(VOA)
. فقد ذكر في تقرير موثق ومصور نُشر في 18/11/2017 تضمن الآتي” أن أجهزة المخابرات والأمن في إيران تعمل على تطبيق خطة تجسس خطيرة منذ عام 2009 في إقليم كوردستان العراق تستهدف لجمع معلومات وابتزاز السياسيين والقادة العسكريين ومسؤولي الحكومة”.

وأضاف “تابعت لعدة أشهر موضوع تجسس الأجهزة الإيرانية في العراق وأجريت مقابلات مع مسؤولين أمنيين رفيعين عديدين في إقليم كوردستان، كان كلامهم معي متطابقاً، ومفاده أن السلطات الإيرانية تقوم بتوظيف محكومات عليهن في قضايا أخلاقية ومخدرات للعمل كجاسوسات”. وكشف علي جوانمردي أن ” أجهزة الأمن في إقليم كوردستان قامت باعتقال المئات من النسوة الإيرانيات بعد اكتشاف قيامهن بأعمال منافية للآداب بهدف جمع المعلومات وابتزاز المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين ومسؤولي الحكومة، وتم ترحيلهن إلى بلدهن وإبلاغ الجانب الإيراني بسبب الاعتقال وتفاصيل قضاياه”.
العاهرات هنٌ مجندات من قبل المخابرات الإيرانية وكنٌ سجينات، وتمت مساومتهن على إطلاق سراحهن مقابل القيام بمهام إستخبارية محددة، فقد اشار جوانمردي” أن الأجهزة الأمنية الإيرانية في محافظات، كرمانشاه، أذربيجان، طهران، زارت سجون هذه المحافظات النسوية؛ للإطلاع على ملفات النزيلات المحكومات بقضايا أخلاقية ومن ثم تجنديهن للعمل لصالح هذه الأجهزة لفترة نظير إسقاط الحكم بحقهن”. ومضى بالقول ” النسوة اللواتي تم القبض عليهن اعترفن بتجنيدهن من قبل عدد من قادة الأمن الإيراني بينهم: حاجي بابائي، حامد حسيني، حاجي ناصر، حاجي قدرت، أميري، أميني، إذ تم مقايضتهن لإسقاط الحكم عنهن أن يذهبن للعراق وتحديداً إلى إقليم كوردستان والعمل كجاسوسات لجهاز المخابرات وجمع المعلومات لمدة ستة أشهر إلى سنة واحدة”. مضيفا ان الجاسوسات” خضعن للتدريب لعدة أيام على يد الأمن قبل ترتيب سبب سفرهن للعراق كغطاء لمهمتهن الأصلية وهي الاقتراب وبناء صلات مع مسؤولين سياسيين وعسكريين وحكوميين”.
ونقل الصحفي الإيراني المعارض عن مصادر أمنية خاصة في محافظة السليمانية العراقية قولها إن 400 امرأة إيرانية تم كشفهن من قبل الأمن في المحافظة حتى الآن، كنٌ مكلفات بأعمال تجسس وجمع للمعلومات”.
الأسئلة المهمة:
1. لماذا تكتمت حكومة الأقليم عن هذا الأمر الذي يتعلق بالأمن الوطني، ولم تعلن عنه، بل نشر من قبل الصحفي، وتلاه اعتراف حكومة الأقليم بصحة المعلومات الواردة في التقرير.
2. هل الأمن الوطني للإقليم مستقل عن الأمن الوطني لحكومة بغداد؟ الا يوجد تنسيق بين الطرفين في هذا الموضوع الحيوي؟ مع ان حكومة بغداد سوف لا تفعل شيئا تجاه هذه المخاطر كالعادة.
3: الأمور الحساسة التي تتعلق بالأمن القومي، اي الجاسوسية بالتحديد، لا تخضع لإتفاقية إسترداد المجرمين، ويفترض ان يحاكموا في محاكم الأقليم، وليس تسفيرهن ببساطة الى مجنديهم، كأنهن عاهرات ولسن جاسوسات. وهل تتوقع حكومة الأقليم ان الحكومة الإيرانية التي جندتهن سوف تحاسبهن؟
4. يفترض ان تعلن حكومة الإقليم عن هذه الحالات لكي يكون المسؤولين من العرب والأكراد وبقية المواطنين على بينة من هذا الأمر، وان لا يقع المزيد من الضحايا في شباكهن، الله أعلم كم كلف هذا التستر من خسائر إضافية بسبب عدم اعلانه وتوعية الناس به.
5. ما هي الإجراءات الوقائية التي إتخذتها حكومتا بغداد والإقليم بهذا الصدد للحفاظ على أمنية البلاد من جهة وسلامة المواطنين الصحية من جهة أخرى، أليس هذا الأمر يستدعي مثلا مراقبة الزائرات الإيرانيات والمطالبه بأن يصحبهن محرم، علاوة على وجود كشف صحي يثبت سلامتهن من الأمراض المعدية (الأيدز، الجرب، السيلان والفيروس الكبدي) سيما إنهن سجينات سابقات؟ ولا أحد يجهل ظروف السجناء سواء في ايران أو العراق.
العجب أنه مع كل هذه المصائب، هناك الكثير من الأمعات العراقيين ما زالوا يدافعوا عن ولاية الفقيه! قال تعالى في سورة الأنفال/ 22 (ان شر الدواب عند الله الصمُّ البكُم الذين لا يعقلون)).

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

بشار الأسد ما يزال حريصا جدا على اظهار هويته الاسلامية رغم محاربته للاسلام فعليا؟

Eiad Charbaji
 حدا بيعرف ليش بشار الأسد الذي دمر المساجد، وهتك اعراض المحجبات، وقتل مئات الالوف من المسلمين بدافع طائفي بحت، ورغم تمكنه من السيطرة واخضاع السوريين بالقوة، الا انه ما يزال حريصا جدا على أداء الطقوس الدينية واظهار هويته الاسلامية رغم محاربته للاسلام فعليا؟
أنا بقلكن الجواب، ببساطة لأنه يعلم جيدا ان هناك ملايين من المسلمين السنة في سورية بيقطع بعقلهن هذا الكلام، وخصوصا في المدن الكبرى وبالأخص دمشق.
رغم كل ما حصل في بلادنا فإن نسبة كبيرة من الطبقة السنية الدمشقية لم تشارك في الثورة، وهي لا تريد من هذا النظام أكثر من هذه الطقوس السخيفة لتقنع نفسها أنها تقف مع حاكم مسلم يحمي دمشق، يدعم هذا التصور شعور طبقي بالتفوق على سنة الارياف، وسلطة مشيخية وشرعية تم رعايتها مخابراتيا في معاهد أبو النور وجوامع دنكز والنابلسي والايمان والروضة وكافة الزوايا المشيخية الشامية إلا من رحم ربك.
البوطي وقبله كفتارو ليسا حالة شاذة، بل هما جماهير عريضة ومنهج عقلي وايماني ضارب في العقل السني الشامي، لذلك عرف النظام دواءهم منذ زمن بعيد، فأطلق منذ قضائه على الاخوان في الثمانينات حملة ضخمة لبناء المساجد، وأنشا معاهد تحفيظ القرآن، ودعم المشيخات والزوايا والمريدين وكذلك المشيخات النسائية الشامية الارستقراطية (القبيسيات ) حتى صار الامر ظاهرة واضحة جدا قبل الثورة، وأصبح لكل شاب وفتاة في دمشق شيخ وشيخة يتبعونهم ويعبدونهم ويتتلمذون على ايديهم.
في هذا الإطار يحب ان نذكر أن دمشق لم تنتفض ضد نظام البعث إلا مرة واحدة في تاريخها، وتحديدا في العام 1970 عند وصول حافظ الاسد للسلطة واعلانه تغيير الدستور، يومها لم يذكر الدستور أن دين رئيس الدولة هو الاسلام، فقامت قيامة دمشق واعلنت المدينة الإضراب فيما سمي ب (أحداث الدستور)…من حينها عرف نظام الأسد كيف يسيطر على الشام واهلها، فأعاد تلك المادة للدستور شكليا، وأخذ كل ما يريد من الشام وتجارها.
لست اسف ممن سينزعج من هذا الكلام…. فهذه هي الحقيقة

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

شاديا – دلوعة السينما المصرية

شاديا أو كما كانوا وما زالوا يسمونها (دلوعة السينما المصرية) ,أو كما غلب عليها لقب عنوان فيلم لها مع عبد الحليم حافظ (معبودة الجماهير),,أو لنرجع ونقول شاديا , وهو الاسم الفني لها, أما أسمها الحقيقي (فاطمة شاكر), يوم جنازتها عندما خرجت من المسجد ودعها أغلب المشيعين والمشيعات بأسم فاطمة قائلين(مع السلامه يا حجه فاطمه) ولدت في حي الحلمية بالقاهرة سنة 1934م , أمها تركية أما والدها كان مهندسا زراعيا مصريا,وكان مهتما بالفن كمستمع وذويق , واستغرب كيف غيرت اسمها من فاطمة إلى شاديا طالما أنها من عائلة محبة للفن وقد سبقتها إليه شقيقتها…الخ, أو من الممكن أن يكون سبب تغيير الاسم هو الهروب من نظرة المجتمع في ذلك الوقت للفن وللمغنين, فنحن العرب نستمتع بالنظر للفنانات ولكننا لا نحب أن يدخل بناتنا عالم الفن, عالم الطرب والرقص والغناء, يعني كما يقول المثل (إفيه ونفسي فيه) , فمراكزنا الاجتماعية مهددة بسوء السمعة إذا ما دخلت نساءنا عالم الفن والذي لا يختلف بنظرهم عن عالم الدعارة بل هو الدعارة نفسها, لذلك كانت الفنانات تغير من أسمائهن لتجنب العائلة نظرة المجتمع الدونية لهن, ومن الممكن أن التغييرمن فاطمة إلى شاديا بسبب أن طبيعة الاسم الأصلي لها ليس فنيا بل يغلب عليه الطابع الديني والبلدي والذي منه, أكثر من الطابع الفني ولهذا تم تغيير أسمها إلى شاديا ليتناسب مع الوسط الفني يومَ ما دخلت بهذا الوسط, وحين خرجت من الوسط الفني اكتشفت شاديا أن اسمها لا يناسبها مع تاريخه المشوب فعادت إلى أسم فاطمة ليناسب وسطها الجديد أو لنقل وسطها الأصلي الذي ولدت به, كانت تنتصر مرة لشاديا الفنانة ومرة لفاطمة أو الحجة فاطمة, وهذا هو المؤكد من خلال ما ذكرناه سابقا عن سبب التغيير, عاشت نصف عمرها باسم شاديا والنصف الآخر باسم الحجة فاطمة.
أول فيلم أسندَ لها به دور البطولة كان مع الراحل محمد فوزي الملحن والمغني المعروف سنة 1947, وكان اسم الفيلم(العقل في إجازة) وكانت بجد ممثلة استثنائية,ثم بعد الخمسينيات التقت مع كمال الشناوي ومثلت معه 25 فيلما حتى أنها اشتهرت معه بهذه الأدوار الثنائية مثل الثنائي(توم وجيري),فكانت الناس لا تستطيع في ذلك الوقت أن تشاهد شاديا على شاشة السينما دون أن يكون معها عماد حمدي, وكان آخر عمل سينمائي لها هو (لا تسني من أنا) سنة 1984.
كانت امرأة استثنائية في كل شيء ما عدا الحب والزواج وهذه اعتقد متلازمة مثل متلازمة أستوكهولم تلازم أغلبية الفنانين والمشاهير والنجوم , لم تكن محظوظة بنظري عاطفيا فقد أحبت بصباها وهي بسن ال19 عام ضابطا مصريا من الكلية الحربية توفى في حرب ال 48 قبل أن يتزوجا وبعد إعلان خطبتهما, مما تسبب لها بنكسة وصدمة عاطفية قبل أن تبدأ مشوارها الطويل مع الفن, وهذا قبل معرفتها ب عماد حمدي الذي كان يكبرها بربع قرن تقريبا, الفنان الشهير, وزواجهما واشتراكهما سنة 1953 بفيلم ( أقوى من الحب) شكل ثنائيا رهيبا واستثنائيا, وعلى عادة الفنانين والمشاهير حيث لا يدوم بينهما الحب والعشرة والصداقة إلا في أعمالهما الفنية أما على أرض الواقع فأغلبية المشاهير فاشلون اجتماعيا ولا يدوم الزواج بينهما, فكلهم عن زواجهما وحبهما حدث ولا حرج عن كذا مرة ومرة تزوج هذا الفنان وهذه الفنانة, فأغلبهم لا تحصى عدد زيجاتهم وقصص غرامهم, وأسباب الفشل اغلبها يعود لفارق السن والغيرة والشك كما حدث مع شاديا وعماد حمدي حيث مع غيرة الرجل الشرقي الكبيرة لم يدم زواجهما لأكثر من 3 سنوات, وقصة حب فاشلة, وهذه صدمة أخرى أثرت في حياتها , وزواجها من صلاح ذو الفقار ومن ثم طلاقها , وقصة حب فاشلة بينها وبين فريد الاطرش.
من المستحيل ا يراها أي مصري له علاقة بالسياسة الا ويتذكر أغنيتها (يا حبيبتي يا مصر), غنت للهزيمة وغنت للنصر وغنت للحرب وغنت للسلم وأخيرا اختارت حياة دينية لكي تستطيع النوم فقد عانت كثيرا من هذه الظاهرة.
غنت بعد إصابتها بالاكتئاب الداخلي المنشأ أغنية ( خذ ب إيدي) وهي دينية, وكل المهتمين بالوسط الفني من داخله وخارجه لاحظوا علامات الاكتئاب عليها من خلال أغانيها الأخيرة ثم فجأة مثل قالب ثلج تحت أشعة الشمس اختفت شاديا من على الشاشة الصغيرة والكبيرة, حتى من المجلات الفنية ورحم الله الإمام الشعراوي ويسامحه ربه على عمايله في الفنانين, يعني هل كل انسان متدين ويصلي ويصوم يجب عليه أن يقطع صلته بالفن؟ لماذا هذا الدين يعادي الفن؟ أعتقد أن اعتزال الفنانات من المحتمل جدا بسبب إصرار متنفذين بأجهزة الدولة على استغلال الفنانات وابتزازهن جنسيا-والله أعلم- كان الشعراوي لا يجالس واحدا منهم إلا ويقنعه بترك الفن, حيث التقى به كثير من الفنانين واعتزلوا الفن بعد لقائه ومنهم من عاد وتراجع عن قراره بل اغلبهم تراجعوا عن قرار الاعتزال إلا شاديا كان قرارها جامدا من هنا نصرخ ونقول: يجب فصل الدين عن الفن كما نطالب بفصله عن السياسة , حاول سعد الدين وهبه الضغط عليها للعودة من خلال مهرجان يتم فيه تكريمها إلا أنها رفضت.
أبدعت شاديا في المسرح بامتياز رغم أنها لم تظهر على المسرح إلا مرة واحدة من خلال مسرحيتها الشهيرة(ريا وسكينه-1982)وفاجأة الناس في تلك الفترة إذ كيف بهذه المرأة أن تبدع غناء وتمثيلا ومن ثم على المسرح الكوميدي!!!, لن ننسى أغانيها ( قولوا لعين الشمس ما تحماشي-مخاصمني بقاله مده-وحياة عينيك وفداها عنيه-يا سلام على حبي وحبك- زينه والله زينه-ما اقدرش ما حبكش وحياتك ما اقدرش. آه يا اسمراني
شاديا المطربة وشاديا البنت الشقية وشاديا التائبة وشاديا صاحبة اغنية : يا حبيبتي يا مصر, وشاديا المسرحية,وشاديا المثيرة, كانت متميزة. ومن اروع أهل زمانها.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

تشكيلة رياض2 ونظام المحاصصة

تشكيلة رياض2 ونظام المحاصصة!! تشكيلة الهيئة العليا للمفاوضات(الوفد المفاوض) مع النظام المنبثق عن مؤتمر المعارضة (رياض2) وفق مبدأ “المحاصصة”، اي توزيع الحصص في العضوية على التشكيلات العسكرية والمنصات السياسية والمكونات ، هي مؤشر واضح على أن هذه المحاصصة ستنسحب على شكل “النظام السياسي” الجديد الذي سيقام في سوريا الجديدة التي ستولد من هذا المخاض العسير. بمعنى أن المناصب العليا والوزارات السيادية في الدولة ستوزع وفق نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية . وهذا يعني أن كل حديث عن الدولة المدنية ودولة المواطنة هو مجرد هراء وثرثرة سياسية وتضليل اعلامي لتمرير المشاريع الطائفية والعرقية والمذهبية. نظام المحاصصة قد يكون هو البديل عن ” التقسيم” ..
سليمان يوسف

Posted in فكر حر | Leave a comment