مشكلاتنا مع الشيوخ والقسوس

مشكلاتنا مع الشيوخ والقسوس

ظاهرة محزنة ومدمرة تؤثر سلباً على حياة الكثيرين، الا وهي اللجوء لرجل الدين(شيخاً كان أو قساً مع احترامي الكامل لكل منهما) لطلب المساعدة في حل بعض المشاكل التي يكون اغلبها خطيراً ويستدعي تدخل متخصص اكثر من الأخذ بنصيحة رجل الدين غير الأكاديمية، ليس تقليلا من شأن ذلك ولكن هناك اموراً عديدة لا تحل بمجرد اعطاء النصيحة. فالأمر ليس مجرد معالجة المظاهر الخارجية للمشكلة وترك جذورها تستفحل فيصبح حلها صعباً وقد يصل لدرجة الاستحالة احياناً، وبدلا من حل المشكلة في بدايتها يتطلب الامر بعد استفحالها الى معالجة المشكلة واعراضها إضافة إلى النتائج التي ترتبت عليها.

قد يلجأ زوج او زوجة عند حدوث مشاكل زوجية في بداية الزواج الى رجل الدين الذي تكون نصيحته هي الصبر والاحتمال ويقوم بالصلح بين الزوجين بدون التطرق للاسباب الحقيقية للمشكلة وكيفية التعامل معها باسلوب صحيح ومباشر وعلمي؛ فتزيد الطينة بلة وتصبح المشكلة الصغيرة ازمة وعراك وايذاء وينتهي الامر بالانفصال او الطلاق او البحث عن طريقة للتخلص من الشريك الآخر، حتى نصائح أن تدخل الأهل في مثل هذا النوع من المشاكل غير محمود نظرا لانحيازهم للطرف الذي ينتمي لهم وايضا لعدم توفر المعرفة والطرق الصحيحة لمعالجة مشاكل الزواج.

وقد يلجأ شخص يعاني من مشاكل نفسية لا يعرف هو أو افراد اسرته تسميتها فينصحون باللجوء لرجل الدين، وان لم يكن لدى رجل الدين الخبرة والصلاحية للتعامل مع هذا النوع من المشاكل (حيث ان هناك بعض القسوس والشيوخ من خريجي كليات الطب ولديهم الصلاحية للتعامل مع هذه المشاكل) اقول إن لم يكن لدى رجل الدين خبرة وعلم يكفيان للمساعدة ستكون النتيجة سيئة ؛ لان الامراض النفسية لا تعالج بالصلاة فقط او بقراءة نص معين وفي نفس الوقت الذي نصلي فيه طلبا لشفاء الهي نلجأ للطبيب لضمان صحة التشخيص والعلاج الصحيح، فهذا ليس ضد ذاك وفي رأيي يجب على كل رجال الدين ان يقوموا بتوعية الناس بضرورة الاهتمام باللجوء الى الاطباء النفسيين فزيارة الطبيب النفسي ليست وصمة عار كما هو متعارف عليه بين قطاع كبير من الناس ، حسب الاعتقاد السائد ان من يدخل عيادة الطبيب النفسي إما هو مجنون أو مختل! المرض النفسي لايقل أهمية عن المرض الجسدي وكلاهما يحتاج متخصص، هل لرجل الدين الدراية والكفاءة للتعامل مع مرضى الاكتئاب او الانفصام او الوسواس او الذهان او غير ذلك من الامراض النفسية التي قد تقود من يعاني منها إلى الانتحار أو إلى الانعزال والسلبية والمعاناة ليس هو فقط بل ايضاً عائلته واصدقاؤه؟ احياناً تؤدي نصيحة بنيةحسنة الى مصيبة لا يمكن تداركها أو التخفيف من نتائجها.

وضع رجل الدين في اطار العالم بكل شئ والقادر على التعامل مع كافة المشاكل الحياتية يحتاج وقفة من الطرفين: من رجل الدين نفسه ،الذي لايعيبه ولا ينتقص من قدره إقراره انه لا يستطيع التعامل مع امر ما ويحيل صاحب المشكلة الى متخصص فيها وايضا يحتاج وقفة من المجتمع لوضع كل شئ في مكانه الصحيح فالمرض النفسي او المعاناة النفسية لا تعيب الشخص لانها مرض يمكن علاجه كأمراض الجسد، وايضا التخلي عن فكرة أن كلام رجل الدين مقدس ومنزل وانه يعرف في كل شئ. حقاً دور رجل الدين ضروري في تقوية الإيمان وتشديد العزم وبث الأمل في نفس المريض أما العلاج فموضوع يحتاج إلى المتخصصين..

اناشد كل رجال الدين شيوخاً وقسوساً أن يضعوا لكل مشكلة اسمها الصحيح وأن يقوموا بتوجيه كل من يلجأ اليهم الى المكان والشخص الصحيح الذي يمكنه تقديم المساعدة، وأن تكون مصلحة الانسان في المرتبة الاولى من اهتماماتهم أكثر من نوال الشهرة والمديح..

رجل الدين عليه ان يهتم بتوعية الناس ومساعدتهم في فهم محتوى الدين وربط كل ذلك بسلوكهم اليومي.

محبتي للجميع

Posted in فكر حر | Leave a comment

العُهر الروسي يُساند الطاغوت السوري ! من قلم: رعد الحافظ

من قلم: رعد الحافظ

http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/10/111005_syria_un_resolution.shtml

بدتْ سوزان رايس / مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة , مستاءة على قدرٍ واضح ,مساء أمس 4 إكتوبر , بسبب الفيتو الروسي والصيني ( لا أفهم ما الحاجة لإثنين ؟ ) لإسقاط مشروع قرار اُممي , يدين ( مجرّد إدانة ) , الحكومة السوريّة وعنفها ضدّ شعبها الرافض لها بكلّ المقاييس !
من المُخجل , قالت رايس , أن لايستطيع هذا المجلس الموّقر إيصال صوتهِ ودعمهِ للشعب السوري الشجاع , الذي يناضل لأجل حريتهِ .
وأضافت / إنّ الدول المُعارضة ( لم يعارض سوى روسيا والصين ) فضّلت بيع السلاح للنظام السوري , بدل الوقوف مع مطالب الشعب .
تسع دول أيّدت القرار وأربعة إمتنعت عن التصويت بينها لبنان وإثنتان عارضتا بالفيتو , تعرفونهم !
وسؤالي / لماذا ؟ وما الحكمة والشرف والأخلاق في ذلك , يا روسيا ؟
فيتالي تشوركين ( المندوب الروسي ) يجيبنا على هذا السؤال بمنطقهِ الأعوج , يقول :
إنّ التركيز يجب أن ينصب على العنف الذي تلجأ إليه المعارضة ! ( شوفوا إزاي ؟؟ )
إنّ سبب المأساة ليس الإجراءات القاسيّة التي تتخذها السلطات ! ( هل تلاحظون الصدق والشرف والأخلاق والمباديء العظيمة ؟ )
وأضاف تشوركين / أيّ قرار بفرض عقوبات هو أمر غير مقبول , بينما مشروع القرار الأوربي كان مستنداً الى فلسفة المواجهة / إنتهى
وكان قبلها قد هاجم عمليات النيتو في ليبيا (و هل كانت ليبيا ستتحرّر من القذافي لولاها ؟ ) قائلاً / لن يتكرّر ذلك السيناريو في سوريا أبداً !
وهنا هو لم يأتِ بجديدٍ مبهر , فجميع مندوبي الغرب أعلنوا ذلك مراراً .
هم إذن في روسيا يقفون علناً مع الطغاة ضدّ شعوبهم , هذا لايُخجلهم ولا يوقعهم في حرج !
هذا هو الذي دفع سوزان رايس للقول / فلتنظر شعوب المنطقة لترى مَنْ يقف مع ثوراتها ؟ ومن يدعم الطغاة ؟
بربكم أليست مُحّقة ؟ ( ماعدا الحالة الفلسطينيّة في ظنّي )
أليست مُحّقة عندما تركت مكانها وخرجت إحتجاجاً على كلمة المندوب السوري ( بشّار الجعفري ) صديق ( بشّار وبسّ ) , الذي إستمر يتمنطق و يتغنج بكلمتهِ الطويلة المقيتة أكثر من نصف ساعة , في حين أنّ الآخرين إستغرقوا بين دقيقة ( مندوب لبنان ) , الى بضعة دقائق فقط !
وكانت كلمة الجعفري المليئة بالأكاذيب والمغالطات عن الوضع السوري , وأنّ النظام هو حمامة سلام ماعدا بضعة أمور بسيطة تحتاج الإصلاح .
وبعد أن ذكر أسماء ضحايا ( المجموعات الإرهابية ) خصّص باقي هرائهِ الطويل لشتم أمريكا بالذات وجابها من فيتنام وكمبوديا , الى غوانتنامو و أبو غريب .
وسؤالي هنا / لنتخيل لبرهة المشهد , معكوساً !
الإجتماع معقود في سوريا , وممثل دولة معادية ( أمريكا ) نازل شتم في النظام السوري وسياساتهِ , فماهو ردّ الفعل الشبيّحي ؟
طبعاً الجواب ( مفاجئة ) لن يفعل شيئاً , خوفاً من غضب أمريكا .
لكن ماذا لو كان (فارق القوّة ) كما هو الآن بالفعل ( سوريا مقابل أمريكا ؟ ) , يعني لنتخيل ( الكويت مقابل سوريا … في سوريا )
أعتقد في هذهِ الحالة لانحتاج الى خيال خصب لنعلم النتيجة .
فقد فعلها صدّام ( الفرع الثاني لنفس الحزب الفاشي ) , كرّد فعل مباشر لكلمة نقلها لهُ نائبه ( ابو الثلج ) , نطقها معتوه كويتي حينها !
************
إستراحة /
يقولون المؤامرة , ويقولون معاداة الشعوب , ويقولون الكيل بمكيالين , ويقولون من أجل بيع السلاح !
حسناً / أمريكا كالت بمكيالين عندما وقفت ضدّ إعلان الدولة الفلسطينية , وفعلتها في كلّ مرّة لأجل مصالحها أولاً .. وحلفائها أيضاً !
لكن لماذا مازال البعض يقدّس موقف الدُب الروسي , حتى بعد تبّخر الحُلم الشيوعي منذُ عقدين رسمياً , وست عقود ( الخائن المُرتد خريتشوف / حسب النمري ) ؟
متى سيفضح الكتبة الكذبة, السلفيين المؤدلجين , كلّ ما يعرفوه ويشاهدونه عن كثب ؟

تحياتي لكم
رعد الحافظ
5 إكتوبر 2011

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

Patriotism and Nationalism are Infidelity for Muslims

Patriotism and Nationalism are Infidelity for Muslims
by Talal Al-khoury
It is not easy to be a co-citizen with Muslims because non-Muslims would suffera lot from the Islamic values that are based on the Islamic creed and arestated and recommended by the Islamic Sharia and beliefs. These values such as,protection (taqiya), objection (maaridh), puns (tawriya) and caution (al-hitawa al-hather) and others. All these Islamic idioms mean different techniquesfor lying and misleading non-muslims.
The minorities in Arab and Islamic countries are suffering from these valuesthat are believed and practised by Muslims. Furthermore these values areserious obstacles for building a harmonious and united society, where peoplework hand in hand and shoulder to shoulder to create … people and homelands.
In the following lines, I will try to discuss one of these Islamic values,which cause serious problems of hatred between the sons of a single homelandand set them apart from each other.
Islam considers that patriotism and nationalism are a kind of infidelity forMuslims. Islam teaches its followers not to consider the homeland orcitizenship, because the religion of Islam is a religion of the entire world.Besides that, Islam divides the world into the House of Islam (dar al-islam)and the House of War (dar al-harb). The dar al-islam is all those lands inwhich Islamic government rules and the Holy Law of Islam prevails. Non-Muslimsmay live there on only Muslim sufferance. The outside world, which has not yetbeen subjugated, is called the “House of War,” where a holy war(jihad) is imposed by the law. The law thus divides non-Muslims theologicallyinto those who profess what Islam recognizes as a divine religion and those whodo not; politically into “dhemmis” who have accepted the supremacy of the Muslimstate and the primacy of the Muslims and accepted to pay tribute (jizyah) andare utterly subdued, and “harbis” who remain outside the Islamic frontier and whoare considered infidels who should be fought and killed. The principle ofloyalty and disavowal (al-wala wa al-bara ) is a well known and practicedprinciple where a Muslim has to be loyal to Muslims only and to reject anynon-Muslim.
For example, when a Muslim defends his homeland, he is not driven by patriotismor by the love of freedom, but he is fighting in order to be a martyr in defenceof Islam so that he can earn the promised paradise with a number of hisrelatives chosen by him, and the prospect of sexually enjoying 72 untouchedbeautiful virgins (houris) and pre-pubescent boys.
In order to make it clear, I shall give an example from my personal experiencesince I lived a large part of my life in the country of my birth, Syria, as oneof the Christian minority within a Muslim majority. In 1998, there was apossibility of a war between Syriaand Turkey, because Syria was sheltering Abdullah Ocalan, theKurdish opposition leader, who was causing a lot of concern for Turkey; butthis is another topic that can not be detailed here. In those days, I went tothe local barber shop to cut my hair as usual, and the subject of a possiblewar between Syria and Turkey was ahot topic that people discussed openly. The barber, who was a Muslim, knew thatI was a Christian so he told me: “If we go together to the front, whom do Ihave to kill first? Is it you because you are non-Muslim and you might kill theTurkish Muslim, or the Turkish Muslim who is assaulting my country? Of course Iwas stunned to be asked such a question, which I did not expect to hear in thetwentieth century! The barber suspended judgement, saying we should ask the sheikhfor a fatwa on this delicate issue. What can we say to him in such a situation?Mufti Sheikh is the only person authorized to judge this issue.
As we can see, the barber, who represents almost every Muslim, wanted to makesure by the advisory opinion of the Sheikh, because Muslims sexually covet boysand virgins in paradise! Muslims do not care about their country and freedom.Muslims do not want to sacrifice their blood for patriotism or nationalism. Butthey are ready to do so for paradise, virgins and boys.
Another example:  I remember when we werein high school, aged 17, we as Christian students used to play in the schoolyardinstead of attending Islamic religion class, which was restricted to our Muslimclassmates.  In these classes, theypreached all kinds of hatred against non-Muslims. After finishing the class,our fellows Muslims approached us and looked at us with eyes filled with hatredsaying to us: “Why do you live? Whatis the benefit of your life? There is no meaning for your life. We as Muslimsare willing to die for the sake of Islam and defending Islam and this is the ultimatemeaning of life for us! But ye shall not have what is worth living for!” So weas Christians used to turn our faces aside in a subdued manner, pretending thatwe did not hear anything, because we knew the consequences of debating suchtopics with the Muslims that called themselves “the sons of the best nation”!Of course, after that, the physical education class came and we played together,Muslims and Christians, against the other teams, and they forgot the dos of hatredthat received from their teacher of Islamic education! And we continued to liveon friendly terms until the following week and the following religion classwhere our Muslim classmates would be provided with a new dose of hatred. We donot need to rely solely on our personal experiences.  Here is the leader of the Muslim BrotherhoodMahdi Akef, who declared in an interview, his three famous F-words (“toz” inArabic). The first F-word is to the country, the second to the people of thecountry and the third even to the father of the people of the country. This wasa slang Arabic way to state that patriotism and nationalism are a form of infidelityfor Muslims. He continued, saying that he would prefer to be governed by aforeign Muslim president than to be governed by a national non-Muslimpresident. It is known that the Muslim Brotherhood is the largest religiousparty in the world in general and in the Arab world specifically, and they havefollowers and devotees in large numbers in all Arab countries. It is known thatwhat Mahdi Akef said is implicitly adopted by almost every Muslim. We know thatsecularism and the adoption of civil law is the best solution for all theproblems in the Middle East, but unfortunatelythis value is deeply rooted in the soul of our Muslim people and it is one ofthe major obstacles to face modernization and urbanization and the constructionof a homeland.

Posted in English | Leave a comment

رسالة الى بشار حافظ الأسد

طلال عبدالله الخوري

السيد بشار حافظ الاسد

تحية وبعد..

أنت لا تذكرني حتما, ولكن انا اذكرك, لقد تقابلنا قبل حوالي خمسة عشر عاما, انا كعضو (سابق) بما يسمى بالجمعية السورية للمعلوماتية آنذاك, وأنت كريئيس للجمعية, والتي كان فيها من المعلوماتية بقدر ما يوجد في لاس فيغاس (مدينة الخطيئة ) من تقوى وورع! وكنا من نفس السنة والدفعة الدراسية بالجامعة, ولكن انا كنت ادرس وأحصل تعليمي, وانت كنت تحصل على كل ماتريد من شهادات ورتب عسكرية, كأبن للرئيس! انا لست متطرفا , ولست قوميا, ولست يساريا, ( الامراض الثلاثة التي اصابت شعبنا تاريخيا, مع احترامي لكل شعبنا من اخوان وقوميين ويساريين). انا علماني ليبرالي يميني ولدي ارفع الشهادات بالهندسة والرياضيات والاقتصاد, ومن اسرة مسيحية (اي لا اعاني من اي من الأمراض الثلاثة). وككل مواطن سوري بدون استثناء, حب وطني وشعبي يجري بعروقي وسوريا تعيش باعماقي وضميري ووجداني, لذلك قررت ان ارسل لك رسالة لكي اخلي ذمتي من لوم التاريخ.
انا اعرف بانه لديلك كوكبة من المستشارين بكل المجالات الامنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والداخلية والخارجية, والذين تخرجوا من أرفع الجامعات العالمية, ولكن اعرف ايضا بانك وهم الآن تعملون تحت ضغط هائل, لم تعتادوا عليه, واخشى بسبب هذا الضغط ان يؤثر على حكمتك وحكمة مستشاريك وتتخذوا قررات خاطئة بعد ان بدأتم بهذا الطريق الخاطئ ولوثتم اياديكم بدماء شعبنا, ولكي نساعدكم على اتخاذ القرارات الصحيحة نكتب لكم هذه الرسالة.
بالواقع هذه ليست الرسالة الأولى لكم, فمن خلال مقالاتنا التي ننشرها على النت, ارسلنا لكم عدة رسائل هامة ونحن نعرف بانه لديكم قسم كامل يهتم بما يكتبه السوريون على النت ويحللونه ويرسلونه الى الجهات المناسبة. فحتما بان هذا القسم يعرف باني كتبت لكم رسالة, بمقالة تحت عنوان: “التقية والمعاريض بالسياسة العربية المعاصرة, ومقالة بعنوان ” المنافسة على الاسلام بين الحكام العرب والمعارضة”, ومقالة بعنوان “الاقتصاد التنافسي المطلب للثورات العربية”, ومقالة بعنوان”اليات الاستبداد بالسياسة العربية المعاصرة”, ومقالة”ما هو الحل”…وغيرها من المقالات تجدونها بصفحاتنا على المواقع مثل موقع الحوار المتمدن وموقع عرب تايمز وغيرهم. وبالرغم من اننا ارسلنا لكم عبر هذه المقالات كل ما اردنا قوله لكم, قام الرئيس الامريكي باراك اوباما, في هذا اليوم من 19 ايار, بالقاء خطاب مهم, أكد فيه وبروعة فائقة, ما كنا نقوله بمقالاتنا من المطالبة باقتصاد تنافسي حر, ودمقراطية وحرية وحقوق انسان, كحل لجميع مشاكلنا. اي الحل لم يعد سرا, وهو يدرس بكل الجامعات العالمية وهو الاقتصاد التنافسي الذي يؤمن الحرية الاقتصادية لكل فرد من افراد شعبنا, ويحرره من اكبال احتكار حكومتك, واقاربك وذويك ومقربيك وخدامك المخلصين, لاقتصاد بلدنا حتى انهكتموه.
لقد أعطاكم الرئيس اوباما خيارين لا ثالث لهما, اما ان تتبنى التغيير وانتقال السلطة لحكومة منتخبة بشفافية ودمقراطية وترحل, او ان تتنحى وترحل مباشرة, نقطة على السطر انتهى.
وانتم تعرفون من هو اوباما وتعرفون ما معنى ان يتكلم اوباما, فهو لا يقول كلاما بالهباء ككلام زعمائنا السياسيين , ولكن هو يقول كلام مبني على استشارات مئات من معاهد البحوث العلمية في المجال السياسي والاقتصادي, وخبراء هذه المعاهد البحثية يعرفون بادق التفاصيل عما يجري ببلد مثل سورية, من فساد واحتكار للاقتصاد وانتهاكات لحقوق الانسان. واصبحوا يؤمنون من خلال الدراسة والبحث بان مصالحهم هي مع دول مستقرة اقتصاديا وليست مع دول مضطربة فيها فساد وانتهاكات للحقوق الآدمية. والرئيس الاميركي عندما يقول فهو يقول ويفعل, وفهمكم كفاية, فقد رأيتم ماذا يحصل للذي لا يستوعب الكلام العلمي والمبني على ابحاث علمية مما جرى للذين سبقوكم.

لقد كان والدكم المرحوم حافظ الاسد من احنك الناس, وموهبة بالدبلوماسية. وحنكته تأتي من قدرته العجيبة في تسخير الاحداث المحلية والعالمية مهما كانت معقدة وغير واضحة, لمصلحة حكمه ولتثبيت حكمه. ساعده في ذلك الظروف الدولية انذاك من وجود معسكرين (الناتو, والاطلسي) وتنافسهما بحرب باردة على كسب دول تتبنى سياساتهم ومصالحهم. وكان له صداقة شخصية عميقة مع اندروبوف رئيس الكي جي بي (المخابرات الروسية), وزعيم الاتحاد السوفييتي بعد ذلك لفترة قصيرة, والذي لم يبخل عليه باي مساعدة ممكنة.
كلنا يذكر كيف واجه ولدكم الاخوان المسلمين, وتلاعب بمرشدهم و اوهمه بانه اكثر ما يخشىاه هو الصراع المسلح معهم, وبلع الطعم المرشد آنذاك, وبذلك تم جر الاخوان المسلمين الى مواجهة عسكرية لا يعرفون عواقبها, وفي اللحظة المناسبة قام بابادتهم عن بكرة ابيهم وشتت فلولهم بالمهاجر منذ ذلك الحين غير مأسوف عليهم وعلى جرائمهم التي روعوا بها الكثير من الابرياء من مواطني سورية الحبيبة. وكلنا يذكر كيف استطاع بحنكته ان يقنع تجار سورية بعدم مساندة الاخوان المسلمين وذلك بتخويفهم من أنه سيصيبهم ما اصاب الايرانيين من جراء الثورة الاسلامية الخمينية, وبنفس الوقت ومنتهى الحنكة كسب ايران وثورتها الى صفه وساعد بتحرير الكويت من احتلال صدام حسين. كل هذه الانجازات, فرضت على الجامعة العربية والتي اسميناها باحد مقالاتنا “نقابة المستبدين العرب”, بأن يتم قبوله كزعيم علوي أبدي لسورية ذات الاغلبية السنية, وبفضل حنكته استطاع ان يفرض على الغرب الاعتراف بانه له مصالح امنية بلبنان مكافأة على مشاركته ومساندته لتحرير الكويت.
سيد بشار حافظ الاسد, انتم ليست لديكم مواهب وحنكة والدكم, وزمانكم غير زمن والدكم فالذي كان ممكنا زمن والدكم اصبح غير مقبولا على الاطلاق في وقتنا هذا, وانتم قد وصلتم الى الحكم بالصدفة وبسبب وفاة اخيكم بحادث سير بسبب تهوره بقيادة السيارة, لذلك نقول لكم لو أن والدكم بالحكم, الآن, لاختار احد الخيارين الذين اعطاهما لكم اوباما.

ان اسوء سيناريو يمكن ان تختاروه هو رفض الخيارين من اوباما, والمضي قدما بالحل القمعي العسكري, ومتابعة تلويث اياديكم بدماء شعبنا. لقد اثبتت التجربة والتاريخ بانه لا يوجد جيش بالعالم يستطيع الصمود بوجه الشعب!! والجيش بنهاية الامر هو من الشعب, فهم رفاقنا واخوتنا واقاربنا. هذا الحل فاشل, فاشل, فاشل , فلا تعتبره مطلقا.
كم ستقتل ؟؟؟ الف ..الفين .. ثلاثة.. قبل ان تستطيع الوصول الى هذا الرقم ستكون القوات الدولية قد استصدرت قرارا تحت البند السابع, وسيتم اخراجكم بالقوة, فهم يعرفون كل منشآتكم المبنية بالباطون والحديد ذات السماكة الكبيرة, ويعرفون كل قصوركم, ويعرفون حتى لون ملا بسكم الداخلية وماركاتها العالمية, ويعرفون ان كانت مبللة ام لا!!!
كم تتسع سجونكم ؟؟ مائة الف؟؟؟ حسنا, عدد سكان سورية 20 مليون!!
شعبنا تغير… لم يعد شعبنا ذلك الشعب البسيط الذي يرضى بالاستبداد والعيش ببلد تصرف مقدراته على الامن, وتتم سرقة ما تبقى عن طريق الاحتكار الاقتصادي الفاسد. لم يعد شعبنا يقبل بان تنتهك حقوقه الآدمية!. شعبنا هو جزء من هذا العالم الذي تمت عولمته وبسبب ثورة الانترنت اصبحنا نعيش بقرية كونية مع بقية الشعوب, نتفاعل معها وتتفاعل معنا. تجهيل الشعب لم يعد ممكنا بسبب ثورة الانترنت والثورة التكنولوجية.
حتى الاخوان المسلمون تغيروا ولم يعودوا كما كانوا وخاصة بعدما رأوا ما حصل للجماعات الاسلامية, وقد اصبحوا اكثر قربا للنوذج الاسلامي التركي.
انا اعرف بان اكثر ما يخيف بعض العلويين, هو الانتقام, والابادة, ولكن هذا غير صحيح ولن يكون. لان شعبنا طيب وسيقوم العلمانيين من المسلمين والمعتدلين وكل احرار سوريا بمنع المتشددين من اراقة اي نقطة دم , فسوريا التي نسعى اليها هي دولة العدل والكرامة لكل السوريين بكل طوائفهم , كما يعيش الناس بالبلدان المتحضرة ضمن قانون مدني يعدل بين الجميع ويساوي بين الجميع. في وقتنا هذا لا يستطيع الاب ان يؤدب ابنه باستخدام الضرب او اي نوع من انواع العنف, فاذا وصلت صوره الى الانترنت, سيتم القصاص له ولو كان باقصى اصقاع العالم, فما بالك بان يتم هدر نقطة دم من مواطن ببلد مثل سوريا؟؟
لذلك افضل سيناريوا ننصحك به هو الحرص على تبني قانون ودستور متحضر مماثل للقوانين والدساتير الموجودة بالدول المتحضرة, واجراء انتخابات دمقراطية حرة شفافة, بمقاييس ومعايير الامم المتحدة وتحت اشرافها ومباركتها, لكي لا يكون لاي انسان حجة عليها, وتسليم السلطة للحكومة المنتخبة والمغادرة, وحتما سيكون بهذا البرلمان اعضاء من كل الاطياف والطوائف والقوميات السورية!! ولا ما نع من استخدام قانون تدليل الاقليات المعروف بكل الدول المتحضرة, ليتم تبديد كل مخاوف الاقليات. ولن ينس لكم شعبنا هذا الانتقال السلس للسلطة, وتبني مشروع قانون حضاري مماثل للدول المتحضرة وسيسجل لكم التاريخ هذا كانجاز وحيد لاسرتكم التي حكمت بلدنا منذ اكثر من اربعين عاما!!
ستبقى مشكلة اعادة الأموال المسروقة من قوت الشعب السوري ومشكلة القصاص من الجرائم التي تم ارتكابها ضد شعبنا خلال حقبة حكمكم , فهذا يجب ان يتم وفقا للقانون الحضاري التي تم تبنيه ووفقا لارقى المعايير القضائية بالعالم. ويا محلى العدل على الجميع وللجميع.

وبالختام, التغيير سيحدث شئتم ام أبيتم, فبدلا من ان تقفوا بوجه التغيير كونوا مع التغيير وهذا سيحسب لكم بدلا من ان يحسب عليكم. لربما تحسب لكم هذه الخطوة الوطنية اثناء محاكمتم. واللبيب من الاشارة يفهم .

تحياتي

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

هكذا قرأتُ القرآن 3 سورة المُزَّمِّل

قرأتُ اليوم سورة المُزَّمِّل المرقمة 73 في المصحف العثماني وهي الثالثة في ترتيب التنزيل القرآني الصحيح وفق الرابط المذكور أدنى والذي دلّنا عليه الكاتب صلاح الدين محسن مشكوراً في خلال مقالته التي كتبت رابطها في الحلقة الأولى من قراءتي في القرآن:
http://www.yabeyrouth.com/pages/index929.htm

ذلك بعدما حاولت قراءة السورة الأولى- العلق- وترتيبها 96 في المصحف المذكور وقراءة السورة الثانية- القلم- المرقمة 68 هناك. ومن حق كلّ قارئ مسلم وكلّ قارئة مسلمة بل من حق كل شخص مدعوّ إلى اعتناق الإسلام ديناً أنْ يتساءل عن معنى قوله في الفقرة الأولى: يا أيّها المُزَّمِّلُ! أي 1. ما معنى هذه الكلمة: المُزَّمِّل؟ 2. لماذا أعطى المنادي صفة التزمّل للمنادى دون غيرها من الصفات؟ 3. ما سبب هذه المناداة أو المخاطبة؟ فمعلوم أنّ “يا” حرف نداء 4. ما الهدف من ذلك النداء 5. ماذا استفاد الإنسان- وغير الإنسان- من النداء المذكور وماذا سيستفيد؟ تلكم هي أسئلتي وأنا أقرأ السورة فلم أعثر على جواب؛ لكنّ معجم “لسان العرب” أسعفني فاقتطفت التالي:
{زَمَّل الشيءَ: أخفاه؛ أنشد ابن الأَعرابي: يُزَمِّلون حَنينَ الضِّغْن بَيْنَهُمُ *** والضِّغْن أَسْودُ أَو في وَجْهه كَلَفُ [العروض: بحر البسيط]
وزَمَّله في ثوبه أَي لَفَّه. والتَّزَمُّل التلفُّف بالثوب، وقد تَزَمَّل بالثوب وبثيابه أَي تَدَثَّر، وزَمَّلْته به؛ قال امرؤ القيس:
كأنَّ أَباناً في أفانين وَدْقِهِ *** كبيرُ أُناسٍ في بـِجادٍ مُزَمَّل [بحر الطويل] وأَراد: مُزَمَّل فيه أَو به ثم حذف الجارِّ فارتفع الضمير فاستتر في اسم المفعول.
وفي التنزيل العزيز: يا أيُّها المُزَّمِّل؛ قال أبو إِسحق: المُزَّمِّل أَصله المُتزمِّل والتاء تدغم في الزاي لقربها منها، يقال: تَزَمَّل فلان إِذا تلفَّف بثيابه.
وكل شيء لُفِّف فقد زُمِّل. وفي حديث قتلى أُحُد: زَمَّلوهم بثيابهم أَي لُفُّوهم فيها، وفي حديث السقيفة: فإِذا رجل مُزَمَّل بين ظَهْرانَيْهم أَي مُغَطًّى مُدَثَّر، يعني سعد بن عُبَادة} انتهى

أمّا في تفسير الإمام الطبري:
{يعني بقوله «يَا أَيّهَا الْمُزَّمِّل» هو الملتف بثيابه، وإنما عُنِيَ بذلك نبيّ الله (ص) واختلف أهل التأويل [كالعادة] في المعنى الذي وصف الله به نبيه (ص) في هذه الآية من التزمّل، فقال بعضهم: وصفه بأنه مُزّمّل في ثيابه، متأهّب للصلاة. ذكر من قال ذلك: حديث27257 حدثنا بشر… عن قتادة: «يَا أيّهَا الْمُزَّمِّل» أي المتزمل في ثيابه. وقال آخرون [مما يأتي في تفسير القرطبي بعد قليل]: وصفه بأنه مُتزمّل النبوة والرسالة. ذكر من قال ذلك: حديث 27258 حدثنا محمد بن المثنى… عن عكرمة، في قوله: «يَا أيّهَا المُزَّمِّل قُمِ الليل إلّا قلِيلًا» قال: زُمِّلْت هذا الأمْر فقُمْ به. قال أبو جعفر: والذي هو أولى القولين بتأويل ذلك، ما قاله قتادة؛ لأنه قد عقبه بقوله: «قمِ الليل» فكان ذلك بياناً عن أن وصْفه بالتزمّل بالثياب للصلاة، وأن ذلك هو أظْهَر مَعْنَيَيْهِ} انتهى

تعليقي: الوصف “مُتزمّل النبوة والرسالة” لامعنى له في تقديري، لأنّ للتعبير صورة وبلاغة حتى ما كان منه مجازيّاً فأين البلاغة في التلفف بالقرآن أوالتزمّل وكيف؟ إنما أصبحت بعد ما تقدّم أشدّ استغراباً؛ ألمْ يختر الإله مناسبة أخرى لمناداة رسوله بدلاً من مناداته وهو في تلك الحالة؟ ما نوع الثياب التي كان الرسول متلففاً بها، هل كان لها تأثير على نزول الوحي، أي هل عاقت الوحي؟ وهل هي ثياب تقي من البرد أم تقي من حشرة ضارّة ربّما حاولت التسلّل إلى شعَر الرسول أو ناحية من أنحاء جسمه؟ وما علاقة الثياب برسالة إله يُريد توجيهها إلى رسول والإله ينتظر من الرسول أنْ يتزمّل وربّما كانت الأمّة تنتظر؟ وهل بات مصير الأمّة مرتبطاً بالحالة التي كان عليها الرسول سواء أكان متزمّلاً أم عارياً؟ فإنْ قبلنا بأنّ الإله يمكن أن يُخاطب الرسول وهو بتلك الحالة من التزمّل- على أنّ التزمّل بات على هذه الدرجة من الأهميّة- فلا يرتابنّ أحد في اختيار الإله حالاً أخرى ربّما حاول أنْ يُخاطب بها رسوله، كأن كان الرسول خلالها عارياً من الثياب أو متعرّياً- مثالاً لا حصراً. وهذا الإستنتاج ليس نابعاً من فراغ؛ لقد كان الوحي يأتي الرسول وهو في لحاف السيدة عائشة؛ ففي صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب فضل عائشة (رض) حديث 3491 حدثنا ‏عبد الله بن عبد الوهاب‏… ‏حدثنا ‏هشام ‏عن ‏أبيه‏ ‏قال:‏
‏{كان الناس يتحرّون بهداياهم يوم ‏عائشة.‏ ‏قالت ‏عائشة:‏ ‏فاجتمع صواحبي إلى‏ ‏أمّ سلمة ‏فقُلن: يا ‏أم سلمة ‏والله إن الناس يتحرّون بهداياهم يوم ‏عائشة‏ ‏وإنّا نريد الخير كما تريده‏ ‏عائشة، ‏فمُري رسول الله ‏(‏ص)‏ ‏أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار. قالت: فذكرت ذلك‏ ‏أم سلمة للنبي (ص)‏ ‏قالت: فأعرض عني فلمّا عاد إليّ ذكرتُ له ذاك فأعرض عني فلمّا كان في الثالثة ذكرتُ له فقال: ‏يا ‏أم سلمة‏ ‏لا تؤذيني في ‏عائشة‏ ‏فإنه والله ما نزل عليّ الوَحْيُ وأنا في لحاف اٌمرأة منكنّ غيرها} انتهى.

وفي رواية أخرى- قال: (‏لا تؤذيني في ‏عائشة ‏ ‏فإن الوحي لم يأتـِني وأنا في ثوب امرأة إلّا‏ ‏عائشة) وهنا نصّ الحديث 2393 كاملاً في صحيح البخاري، من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض- الهبة وفضلها والتحريض عليها:
{حدثنا‏ ‏إسماعيل ‏قال حدثني ‏أخي‏ ‏عن سليمان‏ ‏عن ‏هشام بن عروة ‏عن ‏أبيه ‏عن ‏عائشة ‏(رض) أنّ نساء رسول الله (‏ص)‏ كُنّ حِزبين فحِزبٌ فيه ‏عائشة ‏وحفصة ‏وصفية ‏وسودة، ‏والحزبُ الآخر ‏أمّ سلمة ‏وسائر نساء رسول الله (ص) ‏وكان المسلمون قد علِموا حبّ رسول الله ‏(ص) ‏عائشة ‏فإذا كانت عند أحدهم هديّة يريد أن يهديها إلى رسول الله (ص)‏ ‏أخـّرَها حتى إذا كان رسول الله ‏(ص) ‏في بيت‏ ‏عائشة، ‏بعث صاحبُ الهدية بها إلى رسول الله (ص) ‏في بيت ‏عائشة ‏فكلّمَ حزب ‏أمّ سلمة‏ ‏فقلن لها كلّمي رسول الله (ص)‏ ‏يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله ‏(ص) ‏هديّة فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلّمَته ‏أم سلمة ‏بما قلن فلم يقل لها شيئاً فسألنها فقالت: ما قال لي شيئاً فقلن لها فكلّميه، قالت فكلمته حين دار إليها أيضاً فلم يقلْ لها شيئاً، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئاً، فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها: لا تؤذيني في ‏عائشة ‏فإنّ الوحي لم يأتِني وأنا في ثوب امرأة إلا ‏عائشة. ‏قالت فقالت أتوب إلى الله مِنْ أذاك يا رسول الله. ثم إنهن دعون ‏فاطمة بنت رسول الله ‏(ص) ‏فأرسلت إلى رسول الله ‏(ص)‏ ‏تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت‏ ‏أبي بكر، ‏فكلمته فقال: يا بُنيّة ألا تحبّين ما أحب؟ قالت: بلى، فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبتْ أن ترجع، فأرسلن ‏زينب بنت جحش ‏فأتته فأغلظت وقالت إنّ نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن ‏أبي قحافة [أي بنت أبي بكر- الكاتب]‏ ‏فرفعت صوتها حتى تناولت ‏عائشة ‏وهي قاعدة فسبّتها حتى إن رسول الله ‏(ص)‏ ‏ليَنظر إلى ‏عائشة ‏‏هل تكلم قال فتكلمت ‏ ‏عائشة ‏تردّ على ‏زينب ‏حتى أسكتتها، قالت فنظر النبي (‏ص)‏ ‏إلى ‏عائشة ‏وقال: إنها بنت ‏أبي بكر} انتهى.

ليس ذلك فحسب؛ ففي صحيح البخاري عن السيدة عائشة: {ان النبي (ص) كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن} – ج1 ص 44 كتاب الحيض، باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض وصحيح مسلم ج 1 ص 169 كتاب الحيض ومسند احمد ج 6 ص 68 و 72

وفيه عن السيدة عائشة أيضاً: {كان النبي (ص) يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض} – ج 4 ص 204 كتاب التوحيد- باب قول النبي الجاهر بالقرآن ومسند احمد ج 6 ص 117 و 135 و 190 و 258 وسنن أبي داود ج 1 ص 33 وفي غيرها.
ومن اللافت في سورة المُزّمّل عجز لغوي واضح في مسألتين- في الأقلّ- أمّا الأولى: قوله “قليلا” ثلاث مرّات كفواصل بين الفقرات المسمّاة آيات، كأنّ في لسان العرب أزمة في القوافي أو في فواصل الفقرات السجعيّة-
قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قلِيلًا (٢)
نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قلِيلًا (٣)
وذرْنِي والمُكذِّبين أُولِي النَّعْمَةِ ومَهِّلْهُمْ قلِيلًا (١١)
وأمّا الثانية في نظري فالعجز من الإتيان بفواصل في جملة طويلة لافتة ومختلفة عن سائر جمل سورة المزمّل، لا فاصلة بين فقراتها وهي الجملة المرقمة 20 في السورة والتي لم أعثر على توقّف بين كلماتها، ما يحتاج مُرتّل القرآن إلى نفس طويل لتلاوتها كاملة. وقد نوّه الرصافي عن موضوع “فواصل القرآن” في كتابه الموسوم “الشخصيّة المحمّديّة” ابتداءً بالصفحة 551 وهو ممّا عرضت في الحلقات الأولى من سلسلة- تأليف القرآن- في ضوء كتاب الرّصافي:
{كان محمّد يراعي الفواصل كلّ المراعاة ويعتني بها كلّ الإعتناء، لأنها هي الطابع الذي امتاز بها أسلوبه. ولا يُنكَر أنّ عنايته بالفواصل قد جاءت بكثير من المحاسن، لكنها مع ذلك لم تخلُ أحياناً ممّا يُعاب} وقوله: {من هذه التي وقعت في سبيل الفاصلة، يظهر لك جليّاً كيف كان محمد يعتني بالفواصل التي لم تكن آياتُ القرآن آياتٍ إلّا بها، ومن مزيد اهتمامه بها نراه في بعض الأحيان يرمي بالفاصلة لمجرد الفصل من دون أن يلتفت إلى ما تقدّمَها من الكلام، فتأتي الفاصلة قلقة في مكانها غير مستقرة ولا مطمئنة} وقوله: {ثمّ قسّم آيات القرآن إلى أقسام مختلفة في الطول والقِصَر، وسمّى كلّ قسم سورة! ولم يُراعِ- في تقسيم هذه الآيات إلى سُوَر- شيئاً من موضوعها ولا من زمان نزولها أو مكانه، بل قد تكون السورة الواحدة مشتمِلة على آيات مختلفة من الأمور التي يتكلم عنها القرآن. وقد تكون في السورة الواحدة آيات متقدمة في الذكر وهي متأخرة في النزول وبالعكس! وقد تكون في السورة الواحدة آيات نزلت في مكة وأخرى نزلت في المدينة. وهكذا جاء ترتيب الآيات والسّوَر على هذا النحو بتوقيف من النبي، أو الذين جمعوا القرآن بعد وفاته هم رتبوه على هذا الترتيب بلا توقيف منه. والظاهر أنّ المقصود من تقسيم الآيات إلى سور متعددة هو تسهيل قراءتها وحفظها على القرّاء والحُفّاظ ليس إلّا} انتهى، علماً أنّ المقصود بالفواصل: ما يماثل القوافي في القصيدة العموديّة.

وأكاد أجد ضالّتي في تفسير القرطبي فاقتطفت التالي:
{مكّيّة. وقال ابن عباس وقتادة: إلا آيتين منها: “واصبر على ما يقولون” – المزمل: 10 والتي تليها؛ ذكره الماوردي. وقال الثعلبي: قوله تعالى: “إن ربّك يعلم أنك تقوم أدنى” – المزمل: 20 إلى آخر السورة؛ فإنه نزل بالمدينة.

تعليقي: إذاً قيل من هذه السورة سبع عشرة فقرة في مكّة ثمّ تمّت لملمة ثلاث فقرات من المدينة فأصبح عدد الفقرات عشرين. ولكنّ في الطريق مفاجأة- ممّا يأتي بعد قليل!

قوله تعالى: “يا أيها المزمل” هذا خطاب للنبي (ص) وفيه ثلاثة أقوال:
الأول- قول عكرمة: “يا أيها المزمل” بالنبوة والملتزم للرسالة. وعنه أيضاً: يَا أيّهَا الّذِي زُمِّلَ هَذا الأمْر أَيْ حَمَلهُ ثمّ فترَ، وكان يقرأ: “يا أيها المُزَمَّل” بتخفيف الزاي وفتح الميم وتشديدها على حذف المفعول، وكذلك “المُدَثَّر” والمعنى المُزَمِّل نفسه والمُدَثِّر نفسه، أو الّذِي زَمَّلَهُ غَيْره.

تعليقي- يذكّرني الإختلاف في القراءات بفقرة سورة النساء: 82 التي حكم بها مؤلّف القرآن على زيف دعوته بالقول:
أفلَا يَتدبَّرُون القُرآَن ولو كان مِنْ عِندِ غيْرِ اللهِ لوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيرا

الثاني- “يا أيها المزمل” بالقرآن، قاله ابن عباس. [ولقد علّقت على مثل هذا القول بعد كتابة تفسير الطبري أعلى]

‎الثالث- المزمّل بثيابه، قال قتادة وغيره. قال النخعي: كان متزملا بقطيفة. عائشة: بمِرْطٍ طوله أربعة عشر ذراعاً، نِصْفه عَلَيَّ وأنا نائمة، ونصفه على النبي (ص) وهو يصلي، والله ما كان خَزًّا وَلَا قَزًّا وَلَا مِرْعِزَاءَ وَلَا إِبْرِيسَمًا وَلَا صُوفًا، كَانَ سَدَاه شَعْرًا، وَلُحْمَته وَبَرًا، ذَكَرَهُ الثَّعْلَبِيّ.

قلت- أي قال القرطبي: وهذا القول من عائشة يدلّ على أن السورة مدنية؛ فإن النبي (ص) لم يَبْنِ بها إلّا في المدينة. وما ذُكِرَ مِنْ أَنَّهَا مَكِّيَّة لَا يَصِحّ. وَاَللَّه أَعْلَم .

تعليقي: 1. إذاً صدق البخاري في حديثه عن محمد إذ قال: (‏يا ‏أمّ سلمة‏ ‏لا تؤذيني في ‏عائشة‏ ‏فإنه والله ما نزل عليّ الوَحْيُ وأنا في لحاف اٌمرأة منكنّ غيرها)
2. إذاً سورة المزمل مدنيّة بحسب تحليل القرطبي وليست مكيّة كما هو مدوّن في المراجع الإسلاميّة. وهذا التخبط حول لملمة “الآيات” المحمدية هو ما أشرت إليه في الحلقة الثانية، أي في معرض قراءتي سورة القلم. وهنا ما قصدت بالمفاجأة!

وقال الضَّحَّاك: تزمّل بثيابه لمنامه. وقيل: بلغهُ من المشركين سُوء قولٍ فيه، فاشتدّ عليه فتزمل في ثيابه وتدثر، فنزلت: “يا أيها المزمّل” – المزمل: 1 و”يا أيها المُدّثّر” – المُدّثر: 1

تعليقي: إذاً لا علاقة لأيّ إله بموضوع ما أوحِيَ للرسول وهو مُزمّل ومُدّثر. فكثرما أوحِيَ إليّ- أنا الكاتب- شعراً ونثراً حين كنت في الفراش وحين دخنت سيجارة في الهواء الطلق ولكنّ أكثر الوحي أتاني حين كنت في الحمّام ولا أخفي أنّ في الحمّام أحسن ما يُوحى إليّ! ولي من الأصحاب من يدقق حساباته في الحمّام وهناك من يُغنّي ويُلحّن.

وقيل: كان هذا في ابتداء ما أَوْحَى إليه، فإنه لمّا سَمِعَ قوْل الْمَلَك ونظر إليه أخذته الرعدة فأتى أهله فقال: (زمّلوني دثروني) رُوي معناه عن ابن عباس. وقالت الحكماء: إنما خاطبه بالمزمّل والمدّثر في أول الأمر؛ لأنه لم يكن بعد ادثر شيئاً من تبليغ الرسالة .
قال ابن العربي: واختلف في تأويل “يا أيها المزمّل” فمنهم من حمله على حقيقته، قيل له: يا من تلفف في ثيابه أو في قطيفته قم؛ قاله إبراهيم وقتادة. ومنهم من حمله على المجاز، كأنه قيل له: يا من تزمل بالنبوة؛ قاله عكرمة. وإنما يسوغ هذا التفسير لو كانت الميم مفتوحة مشددة بصيغة المفعول الذي لم يسم فاعله، وأما وهو بلفظ الفاعل فهو باطل.
قلت- والكلام للقرطبي: وقد بيّنا أنها على حذف المفعول: وقد قرئ بها، فهي صحيحة المعنى. قال: وأمّا من قال إِنَّهُ زُمِّلَ القرآن فهو صحيح في المجاز، لكنه قد قدّمْنا أنه لا يحتاج إليه.
[ها هم الصحابة والعلماء قد اختلفوا فكيف بالعامّة؟]

قالَ السُّهَيْلِيّ: ليس المُزمّل باسْم من أسماء النبي (ص) ولم يُعرَف به كما ذهب إليه بعض الناس وَعَدُّوْهُ في أسمائه (ع) وإنما المُزمّل اسم مشتق من حالته التي كان عليها حين الخطاب، وكذلك المدثر.
[شكراً للسّهيلي الذي أجاب على أحد تساؤلاتي. ومن جهةأخرى، ها هم الناس الذين عاشوا في زمن مؤلّف القرآن وقد اختلفوا إذ عَدّ بعضهم المزمّل من أسماء “النبي” فكيف بالناس الذين ماتوا وهم لم يعلموا وبالناس الذين يقرأون وهم لا يعلمون ولا يسألون… إلخ. ويُلاحظ القارئ النبيه أني وضعتُ كلمة النبي بين مزدوجين صغيرين لأني أتساءل: يا ليت شعري ما هي نبوءته لكي يُسمّونه نبيّاً، هل النبوّة ألعوبة أم مسخرة أم ماذا؟]

وفي خطابه بهذا الاسم فائدتان: إحداهما الملاطفة؛ فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك المعاتبة سمّوه باٌسْم مشتق من حالته التي هو عليها؛ كقول النبي (ص) لعليّ حين غاضب فاطمة (رض) فأتاه وهو نائم وقد لصق بجنبه التراب فقال له: ( قم يا أبا تراب ) إشعاراً له أنه غير عاتب عليه، وملاطفة له. وكذلك قوله (ع) لحذيفة: (قم يا نومان) وكان نائماً ملاطفة له، وإشعارا لترك العتب والتأنيب. فقول الله تعالى لمحمد ص: “يا أيها المزمل قم” فيه تأنيس وملاطفة؛ ليستشعر أنه غير عاتب عليه.

تعليقي: إذاكان “تعالى” يلاطف ويؤانس كما الإنسان فما الفرق ما بين “تعالى” والإنسان، أي كيف اشتركا في حدث واحد بالصفة عينها؟ وهذا ما يذكّرني ببيتين- في بحر الطويل- للمتصوّف الحلّاج وهناك من ينسبه لشاعر آخر:
إلهِيَ قلْ لي مَن خلا من خطيئةٍ *** وكيف تُرى عاشَ البريءُ من الذنب ِ؟
إذا كنت تجزي الذنبَ مني بمثلِهِ *** فما الفرق ما بيني وبينك يارَبّي؟

والفائدة الثانية: التنبيه لكل متزمل راقد ليله ليتنبه إلى قيام الليل وذكر الله تعالى فيه؛ لأن الاسم المشتق من الفعل يشترك فيه مع المخاطب كل من عمل ذلك العمل واتصف بتلك الصفة.

تعليقي: وهل يحتاج «تعالى» إلى ذكر في وقت دون آخر والصلاة في وقت محدد دون آخر وتأدية سائر الفرائض، بالإضافة إلى عمل الحسنات؟} انتهى. وشكراً للإمام القرطبي

____________________________

شكراً لجميع السيدات والسادة من القرّاء الكرام الذين تفضلوا بالتعليق على المقالة السابقة وعلى التفضل بالتصويت:

1.شكراً أخي الكاتب زهير دعيم على الثناء والدعم المتواصلين. والربّ يباركك والجليل
2.السيد الفاضل أبا الحسن: (اذا لم تعرف اللغه [اللغة] فتلك مشكلتك وليس [ليست] مشكله الله كف عن نعيقك هذا واترك القران لمن يعرفه) يدلّ قولك هذا، في فهمي المتواضع وبصفتي قارئاً للقرآن، على أنّ الذي يقرأ القرآن- في رأيك- ينعق لأنه لا يعرف اللغة، فبما أنّها ليست مشكلة الإله الذي أوحى بلغة ملتبَسَة وغير مفهومة لملايين من البشر، وإن كان رياض الحبيّب (المهتم باللغة وبأدب العصر المسمّى بالجاهلي) لا يعرف اللغة فمَنْ في رأيك يعرفها؟ وما تعليقك على اختلاف علماء المسلمين وفقهائهم على لغة القرآن؟
3.الأخ الكاتب أمجد المصري: إذنك معك. فإنّ المادة التي يكتب الكاتب وتُنشَر تصبح ملك القرّاء الكرام، مع الإشارة لطفاً إلى إسم المؤلّف.
4.السيد الفاضل عبدالله الداخل: أرى تكراراً في مضمون مداخلتك وهو ما تفضلت به معلّقاً على بعض مقالاتي السابقة ولقد أجبت على مداخلات كهذه من قبل! فإن كان التكرار عندك من البلاغة فالأمر مختلف عندي. والدليل على ذلك: قولك (الأمثلة التالية من تعليقاته تجعلني أسأل الحوار المتمدن [مجدداً] إعادة النظر بشأن هذا الكاتب وتأثيره على سمعة الموقع) فكيف تدّعي بالعلمانية وفي ذهنك محاولة لإلغاء الآخر- المختلف؟ ألمْ تقرأ في صدارة الموقع: “من أجل مجتمع مدني علماني ديمقراطي حديث يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع”؟
6.الأخ الكاتب س . السندي: شكراً على هذه المداخلة لقد كانت في وقتها ومحلّها ويسرّني أنْ أبادلك أطيب التحيّات
7. السيد الفاضل طلعت خيري- هذا قولك وليس قولي:
(هل تعلم على من نزلت هذه الايات على امثالك عندما كنت تسطر الايات وتقول انا اكتب مثل ما يكتب محمد او مثل ما يقول القران)
8. الأخ الكاتب فيصل البيطار: صدقت وأحسنت، شكراً على الثناء وعفواً إذ لا شكر على واجب
9. الأخ الفاضل العراقي: قوله “اضربوهنّ” في سورة النساء: 34 كان كارثة إنسانيّة في حق المرأة خصوصاً وحقوق الإنسان عموماً ولا تزال. سآتي على ذكرها في معرض قراءتي سورة النساء
10. الأخ السيد AL: شكراً لك على هذا التوضيح وعلى موقفك النبيل بقولك الكريم: {انا لا أدافع عن الاسلام طالما يكفر غير المسلمين} فلقد أحسنت. أمّا الدليل على نبوّة موسى وألوهيّة السيد المسيح فموجودة في الكتاب المقدس، لك أن تقرأه على صفحات الإنترنت إن أحببت.

Posted in فكر حر | Leave a comment

مَنْ هذا ؟

مَنْ هذا ؟
زهير دعيم
ارتجّتِ المدينة !!
الكلّ يتساءل ويستفسر في تلك المدينة العتيقة الخالدة والتي مرَّ عليها الكثير من القادة والفاتحين ، ولكنها لم ترتجّ كما ترتجّ اليوم.
فماذا أصاب الاورشليميين؟ بل ماذا أصاب المدينة برمّتها  حتى راحت تتزلزل وتهتزّ وتتراكض .
من هذا؟!!
من هذا الذي يجذب اليه النفوس من كلّ الشرائح والاجناس والمشارب؟
من هذا الذي تفيض النعمة من عينيه ومن بين شفتيه ويديه وتُردّد الطبيعة عذب ألحانه؟!
من هذا الذي يتحدث بسلطان ؟
ويأتي الجواب من هناك..من الواقفين في مواكب الزمن : إنّه يسوع النبي الآتي من ناصرة الجليل…
حقًّا إنه النبيّ والحبيب والإله المُتجسّد والرفيق والطبيب والشَّبَع والارتواء والعريس وكلّ نسمة مُنعشة ، وغيمة حبلى بالمطر ،وخير منهمر فوق الرؤوس…
..إنّه ابن الانسان ، ابن السّماء ، أبن الله ومشتهى الامم وحلم البشرية ومجد السّماء.
وتقف الكلمات عاجزة ، خرساء ، فالمفردات في كلّ اللغات الحيّة تعجز عن إيفائه حقّه ..إنّه فوق الكلمات والأوصاف والتعابير والمفردات.
ارتجّت المدينة …وسيرتجّ العالم والفضاء قريبًا حين يأتي السيّد مع مواكب الملائكة ومحافل قدّيسيه على السّحاب.
ارتجّت المدينة وملأ التساؤل اذهان البشر ..من هذا ؟
ولكن هذا التساؤل سيزول ويذوب حينما يمتطي الربّ متن السحب آتيًا في مجدٍ عظيم ، فلن يتساءل وقتئذٍ أحد ، الكلّ سيعرفه وستركع كلّ الرُّكب عند أقدامه، وسترنّم الشفاه ؛ كلّ الشّفاه ترنيمة جديدة.
آهٍ ..نسيت أن أقول ان الشيطان سيرتجّ حينها وسيموت خوفًا..
من هذا؟
إنّه يسوع القارع على القلوب، الباسم أبدًا في جمالية ورقة وحنان ..إنّه المُخلّص الذي ما زال فاتحًا ذراعيه قائلا : تعالوا اليّ ..ادخلوا في مجدي ..أذهبُ وأعدّ لكم منازل ..لا تخافوا..ثقوا أنا هو ..أنتم أحبّائي .
هذا الرّاعي سيغلق الباب يومًا ، وقد يكون هذا اليوم الآن ، فاملأ سراجك زيتًا من الآن، وجهّز جواز سفرك مختومًا بالدم الكريم  وتهيّأ، فالانطلاق قد يكون الليلة ، الدقيقة التسعون قد تكون الليلة ، في “عزّ” كانون والبرد والعواصف ، فالربّ لا يخشى البرد والعاصفة والموج ..
تلفّع أخي بشال المحبّة وعانق الكلمة وذُب بها هوىً، وستدفأ حتمًا..نعم فالدفء فيها والطمأنينة في حناياها وهدأة البال في ربوعها، والقداسة على تلالها وروابيها.
ارتجّت المدينة ..
وسترتجّ الدنيا والسّماء قريبًا .
فرتّب اخي حقيبة سفرك ودعها تكون جاهزة ، فقد تكون السّفرة التي تتوق اليها النفوس في هذه الليلة ، وعندنا ستكون زيارتك ليست للتي ارتجّت وانما لاورشليم السمائيّة المُهلّلة والفَرِحة  القائلة : افتحوا الابواب ..افتحوا المصاريع ليدخل ربّ المجد.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

هكذا قرأتُ القرآن 2 سورة القلم

بدأت سورة القلم هكذا: (ن وَالقلمِ وَمَا يَسْطُرُون)
وأول ما افتتح به الإمام الطبري تفسيره هو: {القول في تأويل قوله تعالى: {ن} اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {ن} فقال بعضهم… إلخ} وهذا في رأيي منطق مرفوض. ويدعوني إلى التساؤل: على أيّ أساس يبني المؤمن إيمانه؟ وكيف يتم تقديس كلام كهذا لا بلاغة فيه إطلاقاً؟ هل هي محاولة محمدية للسخرية من العقول؟ إنّ العاقل الذي يحترم عقله لا يسمح لأيّ كان السخرية منه والعبث به. وربّ قائل يقول: ها أنك تتهجّم على الإسلام! لا يا أخي المحترم، هذا ليس تهجّماً بل أطلب إليك أن تأتيني بمعنى {ن} وأنت تدعوني إلى هذا الدين. فإن عجزت عن الجواب بسبب اختلاف أهل التأويل فمن فضلك اٌذهب عني بعيداً لأنّي لستُ مرغماً على الإستماع لك والسماح لأمثالك بمحاولة السخرية من عقلي الذي أتمتع به حرّاً أبيّاً لا يرضى بغير المنطق السليم بديلا!

والملاحظ أيضاً أنّ {ن} شأنها شأن {ص} و {ق} الحرفين اللذين سُمّيت سورتان بهما بتوقيف من مؤلّف القرآن ولا أدري ما المانع من اختيار تسمية أخرى لكلّ منهما دالّة على محور كلّ من السورتين أسوة بتسمية القلم المبتدأة بالنون.
ولك أن تتصوّر أخي القارئ الكريم- وأختي القارئة الكريمة- لو أنّ الزعيم في بلدك قد أوفدك بكتاب إلى وزارة التربية والتعليم- مثالاً- وفي الكتاب ما يأتي فما المتوقع من شعور وردّة الفعل من موظفي الوزارة وموظفاته:
م وجنّات النعيم* أحمل إليكم كتاباً في الصميم* نزولاً عند رغبة الزعيم* لا تبقى ناحية في العراق بدون مدرسة والطريق إليها مستقيم* فإنْ بُنـِيَتْ فـليَكُنِ البناء بخير تصميم* وليرمّم ما اٌحتاج من المدارس إلى ترميم* اليوم بلّغناكم فأمّا المخالف منكم فليذهبنّ إلى جحيم* إنّ القرار نهائيٌّ غير قابل لاعتراض من بخيل ولا كريم* إنهُ قرار زعيم عظيم*
فهل يحتاج الزعيم أو موفده إلى كتابة نصّ بهذه الصيغة وإلّا فلا يوصل الكتاب أو لا يُقرَأ؟

وأردف الطبري: {وأمّا القلم: فهو القلم المعروف، غير أن الذي أقسم به ربّنا من الأقلام: القلم الذي خلقه الله تعالى ذكره، فأمره فجرى بكتابة جميع ما هو كائن إلى يوم القيامة} انتهى ووا عجبي: كيف أقسم الخالق بالمخلوق؟ فمعلوم عن الإنسان أنّه يُقسِم بقيمة أرقى منه كقوله: والله، وأقدس المقدّسات… إلخ ولا يُقسم بكائن غير عاقل كالحيوان والنبات والجماد. وإن كان هذا هو منطق الإنسان فكيف يتفوق منطق الإنسان على منطق الإله الذي أقسم بالقلم؟ ليس هذا فحسْب، بل استطرد الطبري:
{حديث 26773 – حدثني محمد بن صالح الأنماطي… قال: سألت الوليد بن عبادة بن الصامت: كيف كانت وصيّة أبيك حين حشرَهُ الموت؟ فقال: دعاني فقال: أي بُنيّ اٌتق الله واعلم أنك لن تتقي الله، ولن تبلغ العلم حتى تؤمن بالله وحده، والقدر خيره وشره، إني سمعت رسول الله (ص) يقول: “إن أول ما خلق الله خلق القلم، فقال له: اكتب، قال: يا ربّ وما أكتب؟ قال: اكتب، قال: فجرى القلم في تلك الساعة بما كان وما هو كائن إلى الأبد”} انتهى ولم أقرأ في كتاب سماوي “إنّ أوّل ما خلق الله خلق القلم” ولم أقرأ في سوى الأساطير وقصص الأطفال “أنّ القلم يتكلّم” ولم أسمع! ويا للغرابة التي ما بعدها غرابة في تفسير كتاب يُزعَم أنّه “كتاب الله” فمن ذا الذي لا يزال يَعقـُل ما تقدّم ومن التي تعقل وكيف عقـَل عاقل ذلك ومنذ أربعة عشر قرناً؟ هل من هراء بالقول “إنّ القلم يتكلّم” بعد هذا الهراء أيها الإخوة والأخوات من القرّاء والفقهاء؟

لم أنته بعد من الفقرة الأولى في هذه السورة؛ قوله “وما يسطرون” فمن أولئك الذين كانوا يسطرون سواء في حضرة الله أو في حضرة الرسول؟ ولنرجع إلى الطبري:
{وقوله “وما يسطرون” يقول: والذي يخطّون ويكتبون. وإذا وُجّه التأويل إلى هذا الوجه كان القسم بالخلق وأفعالهم. وقد يحتمِل الكلامُ معنىً آخر، وهو أن يكون معناه: وَسُطُرهُمْ مَا يَسْطُرُون، فتكون “ما” بمعنى المصدر. واذا وُجّه التأويل إلى هذا الوجه، كان القسم بالكتاب، كأنه قيل: ن والقلم والكتاب} أكتفي بهذا وأنتهي.

وتعليقي: لا يعرف حتى الطبري وجه الصواب من التأويل فكيف تعرف العامّة وأنا- أحد القرّاء سواء من البسطاء أو الفقهاء؟ ومن سخرية القدر أنْ يدّعي مُراءٍ (أو منافق) بأنّ في اختلاف التأويل إعجازاً هو ممّا تفرّد به القرآن. ويا ليت شعري أنْ لو كان هذا الإختلاف في غير القرآن لما توانى المنافقون أنفسهم عن القدح بمؤلّفه والذمّ.

وكما مرّ في الحلقة السابقة سأكتفي بما تقدّم أي بالفقرة الأولى في هذه السورة، لأنّ ما يُبنى على أساس هشّ- في تقديري المتواضع- لا بدّ من أنْ يسقط. ولعلّي أذكّر بأني مجرّد قارئ إن كان غيري ليس بقارئ وأمامي مصادر ومراجع ووثائق- سمّها ما شئت- ولم آتِ بشيء من عندي بل من كتب السادة المفسّرين الأوائل وقد نقلوا عن الذين كانوا في قلب الحدث كالسيدة عائشة والإمام علي وابنه الحسن وابن عباس وابن عمر… إلخ رضي الله عنهم جميعاً وخصّص لهم أمكنة في جنته الموعودة إنه يرفع من يشاء ويضع من يشاء.

ولعلّ أغرب ما قرأت من تفاسير وتآويل- حتى اليوم- ما ورد في تفسير القرطبي:
{سُورَة القلَم مَكِّيَّة فِي قوْل الحَسَن وَعِكْرِمَة وعَطَاء وجَابِر. وقالَ اِبْن عَبَّاس وَقـَتـَادَة: مِن أوَّلها إلى قوْله تعالى: “سَنَسِمُهُ على الخُرطُوم” – القلَم: 16 مَكِّيّ. وَمِنْ بَعْد ذلِك إلى قوْله تعالى: “أَكْبَر لَوْ كانُوا يَعْلَمُون” – القلم: 33 مَدَنِيّ. ومن بعد ذلك إلى قوْله: “يَكْتُبُون” – القلم: 47 مَكِّيّ. ومن بعد ذلك إلى قوله تعالى: “مِن الصَّالِحِين” – القلم: 50 مَدَنِيّ، وَمَا بَقِيَ مَكِّيّ؛ قالَهُ المَاوَرْدِيّ} انتهى.
تعليقي: وما أدرى الأخ المسلم والأخت المسلمة بحقيقة الأمر حول موضوع جمع القرآن ولملمة فقراته من تخوم مكة وأطراف المدينة وفي وقت مختلف عن الآخر؛ أي ما أدراهما بالذي كان ينزل على صدر مؤلّف القرآن في مكة (ما قبل الهجرة إلى المدينة) وفي المدينة (ما قبل فتح مكة) وما أدراهما بالنزول ما كان قبل البدء بإحدى الغزوات المحمدية أم خلالها أم بعدها؟ وما أدراهما بأنّ فقرة ممّا قال المؤلّف المذكور تابعة لسورة لم تكُ تابعة إلى غيرها- في ضوء المُحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ بالإضافة إلى الإختلاف على ما أنزل وما أ ُسْقِط وما أنسِيَ في مكّة أو المدينة؟

توقفت أخيراً عند قوله العبارة “وَلَا يَسْتَثنُون” وهي آية قرآنيّة مرقمة ١٨ في سورة القلم- وأمّا تعليقي فلا تعليق!

____________________________

والآن- كما وَعَدْتُ القرّاء الكرام- أردّ على ما تفضّل به السيدات والسادة تعليقاً على مادّة الحلقة الأولى وهي قراءتي في سورة العلق، حسب التسلسل في حقل التعليقات والذي يبقى مفتوحاً في جميع مقالاتي القادمة- وحقّ التصويت كذلك:

1. الأخ أبا لهب المصري: أحسنت. وكلّ عام وأنت طيّب وبخير بمقالاتك اللافتة وتعليقاتك المرهفة. ولقد ورد ما تفضلتَ به في سورة الطارق:
فلْيَنْظُرِ الإنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (٦)
ويقصد بقوله “من ماء دافق” أيْ مِن المَنِيّ [تفسير القرطبي] وفسّر القرطبي النُطْفَة في قوله {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ…- سورة الإنسان: 2} بأنها مَاء يَقْطُر وَهُوَ الْمَنِيّ [أيضاً] وَجَمْعُهَا: نُطَف وَنِطَاف. أمّا في تفسير الطبري: إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان (ذُرِّيَّة آدَم) مِنْ نُطْفَة يَعْنِي: مِنْ مَاء الرَّجُل وَمَاء الْمَرْأَة. ولا أدري بالمناسبة لماذا تجاهل القرآن ذكر البويضة مكتفياً بقوله “أَمْشَاجٍ” أي أَخْلَاط. قالَ الفَرَّاء والحَسَن وغيرهما: أَمْشَاج: أخلاط مَاء الرَّجُل ومَاء المَرْأة [الطبري والقرطبي] علماً أنّ تأويل الطبري {مِنْ نُطْفة يَعْنِي: مِنْ مَاء الرَّجُل وَمَاء الْمَرْأَة} لم يرِدْ عند القرطبي ولا في معجم “لسان العرب” وهنا الدليل:
{والنُّطْفة والنُّطافة: القليل من الماء، وقيل: الماء القليل يَبقى في القِربة، وقيل: هي كالجُرْعة ولا فِعل للنُّطفة. والنُّطفة الماء القليل يبقى في الدَّلْو؛ عن اللحياني أَيضاً، وقيل: هي الماء الصافي، قلَّ أو كثر، والجمع نُطَف ونِطاف، وقد فرّق الجوهري بين هذين اللفظين في الجمع فقال: النُّطفة الماء الصافي، والجمع النِّطاف، والنُّطفة ماء الرجل، والجمع نُطَف. قال أَبو منصور: والعرب تقول للمُويْهة القليلة نُطفة، وللماء الكثير نُطفة، وهو بالقليل أَخصّ، قال: ورأَيت أَعرابيّاً شرب من رَكِيّة يقال لها شَفِيَّة وكانت غزيرة الماء فقال: واللّه إنها لنطفة باردة؛ وقال ذو الرّمّة فجعل الخمر نُطفة:
تقطُّعَ ماء المُزْنِ في نُطَفِ الخَمْرِ [العروض: بحر الطويل]
وفي الحديث- قال لأَصحابه: هل من وَضوء؟ فجاء رجل بنُطفة في إداوة؛ أَراد بها ههنا الماء القليل، وبه سُمّيَ المنيُّ نُطفة لقلّته.
وفي التنزيل العزيز: أَلمْ يَكُ نُطفة من منيّ يُمْنى.
وفي الحديث: تخيّروا لِنُطَفِكم، وفي رواية: لا تجعلوا نُطَفكم إلا في طَهارة، وهو حث على استخارة أُم الولد وأَن تكون صالحة، وعن نكاح صحيح أَو ملك يمين} انتهى.

أمّا في معجم العباب الزاخر: {النُّطفة: الماء الصافي؛ قليلاً كان أو كثيراً. فمن القليل نُطْفَةُ الإنسان} انتهى- وهذا يؤيّد ما مرّ في “لسان العرب”

وبما تقدّم أصبحت مواد الخلق القرآنية- حتى الآن- أربعاً: التراب والماء والحرارة والنطفة. ويقول مؤلف القرآن في سورة القمر: ٤٩ “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”
لكنه لم يذكر لي أنا القارئ مقداراً واحداً من تلك المقادير ولا نسبة واحدٍ منها، لا كميّة التراب ولا الماء ولا الحرارة ولا النطفة، لذا لا يمكنني النظر إلى فقرات القرآن من ذلك القبيل بأكثر من خواطر يمكن أن يعبّر عنها كلّ إنسان بحسب معرفته وينسبها إلى خياله وهذا من حقه، إلّا مؤلّف القرآن فهو الوحيد الذي نسب خواطره إلى إله، حتى “مَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى” – سورة النجم 3-4 فتأمّل!
وإذا ما نظرنا إلى القرآن كمؤلّف- بفتح اللام- رأينا فيه تخبّطاً من جهة خلق الإنسان. ففي وقت يذكر في سورة العلق “خلق الإنسان من علق” عاد وألّف سورة أسماها “الإنسان” وتطرّق فيها إلى موضوع الخلق أيضاً “إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ…” كما تقدّم. وبالمناسبة ومزيداً من التخبّط؛ خصّص صاحب القرآن سورة كاملة للقلم وقد ذكر في سورة قبلها مباشرة: اقرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ* الذي عَلَّمَ بالقلَمِ* عَلَّمَ الإنسَان مَا لَمْ يَعْلَمْ* – العلق: 3-5 علماً أنّ القلم ليس الوسيلة الوحيدة للتعلّم، لقد كان المَعرّي وبشار بن برد وهيلين كيلر وطه حسين وغيرهم عميان لم يتعلموا بالقلم! حتى تمكن الفرنسي الضرير لويس براي Louis Braille‏ (1809– 1852) من اختراع نظام كتابة برايل العالمي الذي يستخدمه مكفوفو البصر ومكفوفاته. وكتابة بريل تُقرأ بتمرير الأصابع على حروف مكتوبة بنتوءات بارزة- من واحد إلى ستة نتوءات- في مختلف اللغات المعروفة. قلتُ أخيراً:
سلمتْ يداك أبا لهب* لا تأبه لشانِئِك منْ قبْلُ ما كتب* ربّ الغرابة والعَجَب* أنعِمْ بتعليقك الدالّ والمقتضَب* أثرى المقالة بلْ كان من ذهب*

2. أحسنت أيتها الأخت العراقية الأصيلة وأضمّ صوتي إلى ما تفضلتِ به حتى يهتدي من يهتدي إلى الطريق والحق والحياة. وكل عام وأنت وسائر العائلة بألف خير وبَرَكة ونعمة فوق نعمة مع فائق التقدير

3. أسعدني مرورك أخي الكريم جحا القبطي، أمّا موضوع الخطيئة والأجر فقد ورد في الكتاب المقدّس- مثالاً لا حصراً: الفصل الثامن عشر من سِفـْر حزقيال والفصل السادس من رسالة القديس بولس إلى روما. مع الشكر وفائق التقدير

4. إنّ أبرز ما لفتني في مداخلتك هو صدق نبوءتك أيّها الأخ الكريم يوسف العراقي والتي صادق عليها السيد الفاضل عبد الله بوفيم مستحسِناً وشاكراً. أمّا ادّعاء أحد خطباء المساجد بأنّ جيوش الاسلام ستحتلّ روما فلا يتعدى أضغاث أحلام، لأنّ كنيسة روما عصيّة على الأشرار و{أبواب الجحيم لن تقوى عليها} والكنيسة ليست مجرّد بناء، إنما جماعة المؤمنين والمؤمنات. مع الشكر وفائق التقدير

5. شكراً أخي العراقي الكريم. ولقد تناول الرصافي في كتابه “الشخصيّة المحمدية” جانباً مهمّاً من قصّة جبريل ومعاني النزول والإنزال والتنزيل وصور الوحي كما أشرت في الحلقتين الحادية عشرة والثانية عشرة من سلسلة مقالاتي “تأليف القرآن” مع الشكر وفائق التقدير

6. شكراً أخي الغالي والمبارك عيساوي على مرورك، أبادلك أطيب التحايا وعفواً إذ لا شكر على واجب مع فائق التقدير

7. السيد الفاضل عبد الله بوفيم: قطعاً أنه الربّ الخالق (إقرأ وربّك الأكرم…) ولكني ركزت على أنّ هذا الخالق الذي يعرفه كلانا قد لا يعرفه غير المُوَحّدين! ولا ينتطح عنزان في أنّ الله روح فكيف يلد ويولد؟ ما هذا الإجتهاد المحمّدي أم كان سوء فهم منه للعقيدة المسيحية بعد سماعه بالتعبير “إبن الله” والذي يعني كلمة الله المنبثق من الله روحاً والمتخذ من العذراء جسداً. ولكني لست ألوم محمّداً على سوء الفهم إنما ألوم الذين يصرّون على سوء فهم العقائد المسيحية ولا يرجعون إلى النصوص ولا التفاسير. أمّا سؤالك الذي طرحت حول اللاهوت المسيحي فاعلم أخي المحترم أنّ للسيد المسيح طبيعتين إلهية {إذ به وحده الخلاص وله سلطان مغفرة الخطايا وصنع المعجزات} وبشريّة {ما عدا الخطيئة} وبها يعظ ويأكل ويشرب وينام ويتنبّأ… إلخ وعلماً أنه مولود غير مخلوق. فأرجو العودة إلى المواقع المسيحية لتقصّي الحقائق مع الشكر والتقدير

8. الأخ الكاتب محمد البدري: من جهة المسيحية؛ كان هنالك تحقيق لنبوّات الأنبياء وشهود عيان على المعجزات سواء في العهدين القديم والجديد ومن الأنبياء من دفع حياته ثمناً بخساً بسبب نبوءاته- النبي أشعياء مثالاً- كذلك الذين شاهدوا أعمال السيد المسيح فشهدوا بها ولا سيّما تلاميذه الأحد عشر وقد قـُتِلوا باستثناء يوحنـّا الإنجيلي، مع طابور طويل من الشهداء القدّيسين والمعترفين رجالاً ونساءً ما هو مدوّن في تاريخ الكنيسة وفي كتاب السنكسار الذي يحتوي على سير الشهداء لا لشيء إلّا ليشهدوا للمسيح الذي أتى إلى العالم فادياً ومخلّصاً. وإلّا لما وجدتني وغيري ممّن اشتغلوا بالعلوم الصرفة نؤمن بالخوارق الإلهيّة والمعجزات. مع الشكر والتقدير

9. أخي الكاتب الموهوب والمتألق زهير دعيم: أسأل الربّ لك نعمة فوق نعمة وأن يُجازيك بحسب إيمانك. مع فائق تقديري واعتزازي بجميع مداخلاتك السخيّة. ومع أطيب التحيّات إلى الجليل

10. الأخ السيد AL
لقد رددتُ على الجزء الذي وافقتَ به السيد الكاتب محمد البدري وأدعوك إلى دراسة المسيحية من مصادرها قبل الحكم عليها باطلاً فواضح لديّ جهلك بالعقيدة المسيحية. والدليل هو قولك (وجاء محمد وغير دينهم والله يتفرج) فما الذي استطاع محمد أن يغيّر من العقيدة المسيحية وهو أساساً متأثر بهرطقة طائفة النصارى التي كان على رأسها القس ورقة بن نوفل وهو وبحيرى الراهب من الخارجين على تعاليم الكنيسة؟ وأمّا قولك (ولو كان الله موجوداً لما كان هذا التباين بالاديان بين الشرق والغرب. وكلها كانت اديان سماوية) فالدين الإسلامي في رأيي ليس سماويّاً ولا ينبغي التصديق بأيّة نبوّة بدون وجه حق ولا دليل! هل لديك دليل واحد على نبوّة محمّد رسول الإسلام حتى يتحقق قولك بأنها “كلها” كانت اديان سماوية؟ من لديه دليل واحد فليتفضل ليقنعنا به وليحظ ولو بشرف المحاولة. وهذا ليس تجنيّاً على الإسلام إنما هو سؤال مشروع من حق كلّ إنسان مدعوّ إلى اعتناق الإسلام- كما دعاني السيد عبد الله بوفيم الفاضل والمحترم. ومن قال لك أنّ المسيحي يخاف من الموت الأرضي؟ إنما ينبغي للذين عرفوا المسيح- واللائي عرفن- ولم يقبلوه أن يخافوا على أنفسهم من الموت الأبدي إن كانت الأبديّة تعنيهم بشيء. مع الشكر والتقدير

11. الأخ الكريم Zagal
أظنك تريد بقولك (يحاول الإسلامويون اثبات انه كان جاهلاً ومخبولا… لذا لا يمكنه تأليف كلام مثل القران) أنّ محمّداً كان أميّاً فأنّى له أنْ يؤلف كتاباً مثل القرآن. إن كان قصدك كذلك فالمقصود بالأمّي: ليس من أهل الكتاب. أمّا من جهة القراءة والكتابة فلقد كان محمد يجيدها بأدلّة متيسّرة ممّا في التراث ومنها عمله بالتجارة مع تاجرة كبيرة كالسيدة خديجة ما يلزم عاملاً أو موظفاً يتقن القراءة والكتابة، هذا ما قبل ادّعائه بالنبوّة، أمّا بعد الدعوة فكان توقيعه شخصيّاً على صلح الحُدَيبيّة مثالاً. مع الشكر والتقدير

12. أختي الغالية والمباركة ماما: جزيل الشكر على مرورك واهتمامك وإثراء المقالة بتوضيح جانب مهم من العقيدة المسيحية: التجسد الإلهي. والربّ يباركك ويزيدك نعمة فوق نعمة. وكل عام وأنت والعائلة الكريمة بألف خير مع فائق التقدير

13. أحسنت أخي الكريم زين العقل “العقل زينة” والإذن معك. أرجو فقط أن تسمح لي بأن أكتب بيت الشعر الوارد في نهاية مداخلتك كما هو دارج لأني من المعنيّين بالشعر القديم: إذا كان ربّ البيت بالدفّ ناقِراً *** فشيمة أهل البيت كلّهم الرقصُ [بحر الطويل] مع الشكر والتقدير

14. الأخ الفاضل أبا الحسن: ليست لي مشكلة شخصية مع الأشخاص بل مع بعض الأفكار التي تؤذي الأشخاص. وفي القرآن افتراءات على عقيدتي حاولتُ الرّدّ عليها ما استطعت وفيه أيضاً دعوة لتكفير من لا يؤمنون بالدعوة المُحَمّديّة ومن حق المعنيّين الدفاع عن أنفسهم وهم وأنا لم نعامل المختلفين معنا بمثل ما يدعو القرآن من عنف وإرهاب- كما في التوبة: 5 و 29 بل بالحجة والمنطق السليم. أمّا دعوتك الموجّهة لي لكتابة موضوع واحد عن أيّ حاكم عربي أو ضابط أمن في بلدي وباسمي الصريح فمرفوضة، لأني غادرت بلدي والشرق الأوسط كلّه إلى جهة الغرب ولا ارتباط لديّ مع مصادر موثوقة ومطّلعة على ما يجري بالضبط في ذلك الشرق. مع الشكر والتقدير

15. أخي المبارك سفير: أحسنت، لا فُضّ فوك، أتفق معك تماماً إذ جوهر الإيمان المسيحي ثابت وواضح لا لبْس فيه. مع جزيل الشكر والإمتنان لك على تفضلك بالمتابعة والردّ والتوضيح ومع فائق التقدير

16. السيد طلعت خيري: هذا أحد افتراءاتك (أكيد المسيحية لا تقبل بهذا الري تريد الإله مطاط يشرع الفساد ويرفع عنهم الخطايا) ولقد ذكرت لك من قبل ما معناه أنْ يمكن لأيّ شخص إطلاق ما يشاء من الأقوال والأحكام ولكنها جميعاً بلا قيمة ولا فائدة ما لم تكن مؤيّدة بدليل مقنع أو حجّة علمية مقبولة من الملأ. علماً أنّ ما ورد في القرآن ليس حجة على أيّة عقيدة مسيحية سواءٌ شئت أم أبيت. وها أنك أنت شخصياً ترفض تفاسير مختلف أئمّة الإسلام للقرآن. فقلْ لي لماذا تكيل بمكيالين إذ ارتضيت لنفسك تفسير عقائد غيرك على مزاجك وعلى مزاج مؤلّف القرآن؟ ماذا تظنّ نفسك؟
وهذا أيضاً جانب من قلّة الأدب والعلم (لأنّ الاختلاف في كيفية حمل مريم من غير رجل) فأوّلاً من أين أتيتَ بالإختلاف أيها المُحترم؟ وثانياً: هل رأيتني يوماً كتبتُ مجرّد خديجة أو عائشة أو فاطمة بدون دلالة على الإحترام ككتابة “السيدة” احتراماً لمشاعر أحبّائنا من المسلمين والمسلمات إلّا ما كان نقلاً عن كتب المفسّرين كقولهم: حدثنا فلان… عن عائشة… إلخ. وهل تعلم أنّ المسلمين وعلى رأسهم نبيّهم بكتابه وأحاديثه هم الذين أطلقوا الشبهات على السيدة العذراء وعلى لاهوت السيد المسيح لا غيرهم؟ أفما علمت بأنّ اليهود لو مسكوا امرأة في زنى فمصيرها الرجم؟ لكنْ شكراً- على أيّة حال- مع التقدير

23. T.khoury الأخ الكريم
سرّني مرورك واهتمامك كالعادة وشكراً جزيلاً لك على الترحيب والثناء مع التقدير

24. الأخ الكاتب فيصل البيطار: تشرفت بمرورك واهتمامك وأسعدني تأييدك وثناؤك على التوثيق وسائر ما تفضلت به مع جزيل الشكر والتقدير.

Posted in فكر حر | Leave a comment

رسالة الى خادم الحرمين الشريفين

بقلم: طلال عبدالله الخوري

جلالة الملك خادم الحرمين الشرفين…. تحية وبعد..

ظن الرئيس المصري بان وضعه بمصر يختلف عن وضع زين العابدين بن علي, وكان يظن بأن رئيس تونس ديكتاتور غير محترف لأنه اعطى هامشا اوسع من الحرية والانفتاح لشعبه, وانه من المستحيل ان يحصل له ما حصل لبن علي!! وكان مخظئا.
وبنفس الطريقة ظن القذافي في ليبيا, بأنه مختلف عن مصر وتونس!! وكان مخطئا بشكل فادح.
وبنفس الطريقة ظن رئيس اليمن بأنه مختلف عن مصر وتونس وليبيا!! وكان مخظئا ايضا.
وكذلك الامر حدث لبشار الأسد وظن بأنه ديكتاتور محترف بالوراثة فهو يقبض على سورية بأنظمة مخابراتية, لاتسمح لاي انسان حتى ان يتنفس من دون امره, وأن ما حدث لبن علي ومبارك والقذافي وعبدالله صالح من المستحيل ان يحدث له؟؟ وايضا اظهرت النتائج العملية بانه كان مخطئا.
نحن نعرف بأن كل من هؤلاء الزعماء, وهم زملائكم بالاستبداد, لديه وكما لديكم, مستشارين قد تخرجوا من ارفع الجامعات بالعالم في كل المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وللشؤن الداخلية والخارجية, ولكن لسوء الحظ هؤلاء المستشارون , ولسبب او لآخر لم يقولوا لكم بان العالم قد تغير, والشعوب بالعالم قد تغيرت , والشعوب العربية بالتالي قد تغيرت , وبالتالي الاستمرار بمعاملة الشعوب العربية بنفس الطريقة التي تتبيعونها منذ الخمسينات غير ممكن..

لقد كان للانترنت تأثيرا مباشرا على الحياة الاجتماعية وعلى سلوك الشعوب ومنها طبعا العربية, وادى الى تطويرعلاقاتهم الاجتماعية, والاكثر من هذا ادى الى ظهور علاقات اجتماعية وقيم فرضتها الحياة الجديدة والتي ساعدت في ايجاد تغير اجتماعي سريع. هذا الابتكار العلمي المذهل والذي جعل من العالم وكانه يعيش بقاعة واحدة يتواصل فيه الناس مع بعضهم مثنى وثلاث وجماعات تتسع للعالم باكمله. اي انه من الطبيعي ان تنتشر السمات الثقافية من منطقة إلى أخرى, أو من مجتمع إلى اخر، سواء اكانت افكارا, معتقدات, او حتى فنونا او اي شكل من المعرفة. هذا الانتشار يكون عادة عن طريق وسائل الاتصالات المتعددة والتناقح الثقافي المباشر وغير المباشر، ويساهم باحداث تغيرات في نظم المجتمع وافكار افراده . ان انتشار فكرةالحرية والديمقراطية في مجتمعات كثيرة ساعد على تغير شامل في حياة هذه المجتمعات وانظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ما نريد ان نقوله لكم بان العالم تغير والشعوب تغيرت وطريقتكم بالحكم غير مقبولة في هذا العصر, ولقد أكل الدهر على طريقتكم بالحكم وشرب, فاما ان تغيروا طريقتكم او انه سيتم تغييركم عاجلا ام أجلا, وبطريقة او بأخرى وهذا قادم لا محالة.

ان سبب نجاح انقلابكم العسكري الوهابي على حكم الشريف حسين شريف مكة, هو ان القوة الدولية الجديدة الصاعدة أنذاك وهي اميركا كان من بديهياتها السياسية كقوة صاعدة تغيير الولاءات القديمة والتي كانت لبريطانيا بأي طريقة ممكنة, وبهذه الطريقة حصلتم على تأييد اميركا ووصلتم الى الحكم, اي انه لم يكن وصولكم الى الحكم بفضل ذكائكم وتخطيطكم, وانما بفضل لعبة الولاءات السياسية الدولية والقوة الاميركية الصاعدة ضد الولاءات القديمة للتاج البريطاني الذي بدأت شمسه بالأفول آنذاك. وبالمناسبة , بنفس هذه اللعبة السياسية ولنفس الاسباب, تم وصول كل من جمال عبدالناصر وصدام حسين والأسد والقذافي وغيرهم كثيرون للسلطة.

لقد قام بعد ذلك مؤسس المملكة ابن سعود بعقد اتفاق مع الرئيس الاميركي روزفلت ينص على استثمار الولايات المتحدة لنفط المملكة العربية السعودية لمدة ستين عاماً، شرط تزويد أميركا للسعودية بحماية عسكرية في حال تعرضت السعودية للعدوان. اذا كنتم تعولون على هذه الاتفاقية بانها ستحميكم للأبد فانتم مخظئون , ولقد بدأ الامريكيون يتذمرون من المعاملة الخاصة لنظامكم, وانتم تعرفون بان بالسياسة لا يوجد صداقات دائمة ولكن هناك مصالح دائمة, ولقد وعت اميركا خطأ سياساتها بدعم الانظمة الاستبدادية العربية , وهذا ما صرحت به كونداليزا رايس بجامعة القاهرة, والسياسة الاميركية الجديدة هي مع الوقوف الى جانب الشعوب المنتفضة, لانها أيقنت بان الشعوب هي ابقى من حكامها, وأن مصالحها هي مع الشعوب وليس مع الحكام, ولذلك لا تتوقعوا بان اميركا ستقف معكم عندما ينتفض شعبكم ضدكم, وبالتأكيد بانها ستقف مع مصالحها والتي هي الى جانب الشعب. اميركا والغرب لم تعد تصدق الاكاذيب التي تروجونها وهي ان شعبكم هو المتمسك بالشريعة وشكل الحكم المتخلف الموجود لديكم, وبأنكم كعائلة حاكمة تريدون التقدم والتطوير ولكن شعبكم هو الذي يعارض التطوير والتقدم وان الشعب هو الذي يتمسلك بالتقاليد وبالحكم الاسلامي المتخلف ؟؟؟ مثل هذه الاكاذيب لم تعد تنطلي على الغرب.

لقد بدأت مصائب البلدان العربية بالعصر الحديث عندما وصل جمال عبدالناصر للحكم بمصر, وتبنى فكرة القومية العربية, ونجح بذلك نجاحا باهرا واصبح معبود الجماهير العربية قاطبة, واصبح بطل العرب القومي بلا منازع. ولقد كانت لعبد الناصر طموحات بقيادة العالم العربي هزت عروشكم, فاستشعرتم الخطر , وكان ردكم على هذا الخطر هو تمويل الاحزاب الاسلامية. وبدأتم باسلمة ما يسمى بالوطن العربي ,ثم انتقلتم الى اسلمة العالم, ولقد صرفتم على هذه الاسلمة ترليونات الدولارات النفطية, التي كان احق بها شعبكم وازدهاره. ولقد تمخض عن هذا الصرف السخي ولادة وحشين اسلاميين, هما الاخوان المسلمون وبناتها الشرعيات القاعدة وطالبان اللتان ترعرعتا برحم الاخوان المسلمين. ولم يبق مكان في العالم العربي خاصة والعالم بكامله بشكل عام لم يتضرر بشكل او بآخر من هذين الوحشين وكأنهما لعنة صبها الله على عباده.

انتم لم تستثمروا اموالكم بالتنمية والعلم والازدهار, ولخير شعبكم والعالم , ولكن كان همكم الوحيد هو استقرار حكمكم وديمومته. وانتم تظنون بان افضل وسيلة لاستقرار عروشكم هو الاستثمار بسخاء على اسلمة البلدان العربية خاصة والعالم بشكل عام. وانتم تظنون بأن الاستثمار بالعلم والتنمية يضر بحكمكم ويهز عروشكم. وانتم تظنون بأن التجهيل والتخويف والعزلة للشعوب هي خير وسيلة لديمومة حكمكم و أي حكم استبدادي. أي بنهاية الامر, بدلا من أن تستخدموا ثرواتكم لتطوير بلدكم ولسعادة شعبكم وازدهاره, استثمرتم هذه الثروات لتعاستكم وتعاسة شعبكم وتعاسة العالم العربي بشكل خاص والعالم قاطبة بشكل عام, واصبحتم لعنة هذا الدهر بكل ما للكلمة من معنى منذ 1430 سنة وحتى الآن.

عندما بدأ التغيير بالوطن العربي من تونس وبعدها مصر, فقدتم صوابكم , واستشعرتم الخطر, وخفتم على عرشكم الغير شرعي كما يخاف اللص من رؤية العسس, ووضعتم كل ثقلكم وعلاقاتكم الدبلوماسية والسياسية ومقدرات بلدكم الاقتصادية وثرواتكم الشخصية التي نهبتموها, من اجل افشال الثورات العربية ووأدها بمهدها . وبعدما أن وجدتم بأن تصميم الشعوب على الحرية اقوى من امكانياتكم هذه, غيرتم استراتيجياتكم , وقمتم بتمويل وحوشكم التي صنعتموها وربيتموها لكي يركبوا جماح هذه الثورات ويسرقوها…. هذا ما فعلتوه بتونس ونهضة راشد الغنوشي، وبثورة مصر التي باركها القرضاوي وكذلك الامر مع مصطفى عبد الجليل الإخواني الليبي الشهيرالذي تربع على رأس المجلس الانتقالي، وكذلك الامر مع اليمن وتنظيماتها الاخوانية, فيما تلعب جماعة الإخوان المسلمين السورية دورا مهما في الثورة السورية كما صرح رياض الشقفة، وكان حضورها بارزاً في مؤتمر أنطاليا.

جلالة الملك لدينا حل حضاري ورائع وتم تجربته بكل الملكيات المتحضرة مثل بريطانيا, هولندا, اسبانيا, اليابان…الخ. وهذا الحل هو الملكية الدستورية, حيث يبقى للمك وقاره وعزوته , ويقوم الشعب بحكم نفسه بنفسه عن طريق انتخابات حرة ويقوم الشعب ببناء وطنه بنفسه ويبني الاقتصاد, ويبدع في العلم وكل مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
هل انتم افهم من المنارخية البريطانية؟؟ عندما كانت مستعمرات المنارخية البريطانية لا تغيب عنها الشمس وكان بلدكم من ضمنها ايضا, كنتم بذلك الوقت قبائل فقيرة ترعى الابل وكان معظمكم حتى لا يجيد القراءة او الكتابة؟؟

جلالة الملك, اذا انتقلتم الى الملكية الدستورية ستعيشون بسلام وستتقدم شعوبكم والشعوب العربية, وعندها لا تحتاجون الى تربية الوحوش الاسلامية التي سيأتي يوما وتفترسكم بها, اذا لم تسارعوا الى التغيير, فالعالم يتغير من حولكم وبسرعة فائقة وستكونون محظوظون اذا لحقتم واستغليتم الفرصة قبل فوات الاوان. وبهذه الطريقة لن تحتاجوا الى تمويل الوحوش الاسلامية لامتطاء الثورات العربية ومنها الثورة السورية المباركة.
جلالة الملك كل ما نطلبه منتكم هو ان تصبحوا ملوكا حقيقيين لأول مرة بحياتكم …الملك الحقيقي هو الذي يعتقد شعبه بانه فعلا هو الملك , اما الملك الذي يفرض نفسه على شعبه وينتزع من شعبه الجلالة بالسيف وبقوة الفتوى الدينية فهذا ملك مزيف. الحكم الملكي الدستوري هو الحل لكي تصبحوا ملوكا حقيقيين وهو الحل لكي يحترمكم شعبكم بدلا من ان يخافكم, وهوالحل لتخليص الشعوب العربية من الاستبداد السياسي والديني الذي تمولونه ببترودولاركم.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

نداء من ثورة الحرية والكرامة والمؤاخاة

نداء من ثورة الحرية والكرامة والمؤاخاة.

أيها الثوار الأحرار يا أبناء سورية العظيمة

انطلقت ثورتنا المجيدة من رفض الظلم والتمييز والقهر الذي عانيتهم منه لعقود طوال. وكانت ثقافة الكرامة وحب الحرية وتأكيد الأخوة الوطنية ووحدة الشعب والوطن قلبها ومحركها. بثقافة المحبة والاتحاد هذه حقق الشعب الانتصارات وزعزع أركان الطغيان. وبها تعززت هويتنا القومية وزالت خلافاتنا وتوحدت صفوفنا وذهبت مشاعر الحقد والضغينة والانتقام من قلوبنا، وفيها ولدت سورية الجديدة، سورية المستقبل التي ننشدها لنا ولأبنائنا، سورية المساواة التي تحتضن جميع أبنائها دون تمييز قومي أو مذهبي أو سياسي.

وفيها أيضا تعرفنا على أنفسنا شعبا واحدا، وازدهرت روح الأخوة الوطنية تضامنا وتساميا في كل فرد منا. فصار كل واحد منا يفتدي الآخر بدمه وحياته، وأصبحت كل مدينة او محافظة تهتف باسم المدينة ألاخرى وتدافع عنها حتى الموت. هكذا استمرت الثورة ونجحت في مواجهة سياسات القتل والارهاب والترويع. وكعادتها عبر تاريخ سورية تحملت مدينة حمص مسؤولية جمة في استمرار النضال السلمي ضد الاستبداد. حتى أجمع الثائرون على تسميتها ” عاصمة الثورة” لما عانته من قهر ودمار وتهجير.

لكن أشهرا طويلة من القتل المنهجي المنظم وإذكاء النظام الاجرامي الفتنة الطائفية بين أبناء شعبنا وشحن فئة من المجتمع ضد فئة أخرى قد أضعفت دفاعات بعضنا في مواجهة مخاطر الانقسام والتصادم الطائفي. وأصبحنا نشهد منذ أسابيع عمليات خطف واغتيال وتصفية حسابات بين أبناء الشعب الواحد، بل بين أبناء الثورة أنفسهم. وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لمكاسب الثورة ويقدم خدمة كبرى لنظام القتل والاستبداد الذي يترصد بنا ويؤخر الانتصار.

باسمي وباسم المجلس الوطني وجميع ابناء الشعب الحريصين على انتصار الثورة وقطع الطريق على مناورات السلطة الغاشمة ومؤامراتها، أدعو جميع أبناء الشعب السوري إلى التوقف القطعي عن هذه الاعمال المدمرة ونبذ روح الفرقة والانقسام، والعودة إلى روح الأخوة والوطنية الحقة التي أشعلت الثورة وكانت السبب الأكبر لاستمرارها وتقدمها.

وأتوجه بشكل خاص إلى أحرار حمص وثوارها الأبطال من كل الفئات والمذاهب، وادعوهم إلى تغليب حسهم الوطني، ووقف الاعتداءات وعمليات الخطف والانتقام والترفع عن الاحقاد والالتفاف حول ثورتهم الجامعة وأحثهم على ضبط النفس ورفض الانجرار وراء ممارسات بغيضة تزكي الحقد بدل المودة والألفة وتكرس الانقسام بدل الوحدة

أيها الاخوة الاحرار

نحن على مفترق طرق. احد هذه الطرق يؤدي بنا الى الحرية والكرامة واخر يؤدي بنا الى الهاوية والانجراف نحو حرب اهلية لم يكف النظام عن محاولة اشعالها ليجهض ثورتنا المباركة منذ أشهر. واجبنا في هذه اللحظات الحساسة ان لا ننجرف وراء مشاعر سلبية بغيضة لن تجلب لنا الاالهزيمة والدمار.

أدعو جميع الثوار إلى نبذ تلك الممارسات المدمرة للشعب والثورة وإدانتها وتحريمها والعمل معا على إطلاق سراح كل المختطفين وتكوين اللجان المحلية للتعاون من أجل منع تكرارها.

لا تدعو الاحقاد الصغيرة تهدد ثورتكم العظيمة، ولا تقعوا في فخ النظام، وأنتم على ابواب انتصارات اكيدة على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اهداف ثورتكم المجيدة، ثورة الكرامة والحرية والإخا.

عاشت سورية حرة أبية وعاش شعب سورية حرا عزيزا واحد موحدا

Posted in ربيع سوريا | Leave a comment

تعال معي ….

تعال معي ….

إلى كل من بداخله قلب ينبض ،تعال معي في جولة في شوارع مصر الحبيبة( يمكنك أن تقوم بنفس الجولة في بلدك وليس في مصر فقط ) سنجول في مختلف مناطقها واحيائها ، في أي وقت من اليوم نهارا أو ليلا ، أدعوك ان تتعرف على أطفال الشوارع الذين يطلق عليهم ببساطة ( قنابل موقوتة )،تعال نقترب من بعضهم ، نتحدث إليهم ، نسمعهم ،نعرف ما الذي جعل مصيرهم الشارع ، وحاضرهم السرقة والتسول والعنف وادمان المخدرات بأشكالها ، ومستقبلهم الأحداث ، تعال لترى بنفسك طفولتهم المنتهكة وبرائتهم المغتالة وإنسانيتهم المدمرة ، أريدك أن ترى تأثير الإساءات الجسدية والنفسية والجنسية التي يحملون جروحها النازفة مرارة وكراهية ورغبة في الانتقام ممن سبب لهم هذا النوع من الحياة ، ليس بالضرورة الإنتقام من نفس الأشخاص ( الوالدين ) ولكن من كل من يمثلهم او يمثل اي نوع من السلطة عليهم . هي ليست مجرد اساءات ولكنها اعتداءات واغتصاب جنسي للإطفال إناثاً وذكور وماينتج عنه من حمل وولادة اطفال آخرين في الشارع ليس لهم أباء، وأمهاتهم أطفال أيضاً 16 -17 سنة !!!!! ، تعال لترى بنفسك من يفترشون الشوارع وأسفل الكباري ولايسترهم في برد الشتاء القارس سوى الأشجار او جوانب السيارات ، اسمع صراخ قلوبهم الصغيرة التي تشتاق وتتمنى الحب ، تعال لتعرف الأسباب التي دعتهم للهروب من دور الأيتام أو من الملاجئ التى القى بهم فيها أب أو أم للتخلص من هذا الكائن الذي يعوق الود والوصال مع زوج جديد او زوجة جديدة !!! وماتعرضوا له في هذه الأماكن من تحرش جنسي واغتصاب وضرب و شتم وسب وغيره من الأساليب التى أقل مايقال عليها انها غير آدمية، هل ترى نظرات البؤس والألم في عيونهم عند مشاهدتهم لأطفال في أعمارهم يخرجون بصحبة والديهم او عائدين من مدارسهم أو عند مرورهم على مطاعم الوجبات السريعة او اماكن الترفيه ، ارجوك ان تسمع مايقوله هؤلاء الذين يطلق عليهم مجازا لقب اطفال ،وهم في الحقيقة لم يعرفوا معنى الطفولة ، ارجوك ان تسمع من يقول : أنه ترك بيته لأنه لم يعد موضع ترحيب من زوجة ابوه ، وآخر يقول انه بعد طلاق والديه تزوج كل منهما ولم يقبله أي من زوج امه او زوجة ابوه ، وثالث يقول ان امه تركته في ملجأ لعدم اعتراف ابوه المتزوج عرفيا من امه به وتركته ولم يراها ابداً وهذا ماعرفه في الملجأ قبل أن يهرب منه ، ورابعة تقول انها( هربت من العيشة مع ابوها ) فلها من الأخوة والأخوات 8 ينامون معا في غرفة واحدة وقد تعرضت لتحرش 2 من اخوتها الذكور وأيضا من أبوها !!!، وخامسة تقول انه بعد طلاق ولديها تركوها عند قريبة لها قامت بحرقها بأداة معدنية ساخنة .
لعلك تعرف جيداً أسباب الزيادة المستمرة لظاهرة أولاد الشوارع والتي ترجع إلى التفكك الأسري والطلاق وسوء العلاقة بين الزوجين ، أيضا الفقر والجهل وكثرة الإنجاب الذي يدفع بالأب او الأم او كليهما إما الى سوء معاملة اولادهم أو الى دفعهم لترك الدراسة والإتجاه للعمل لتلبية زيادة احتياجات الأسرة بشكل لايتناسب مع دخل الأب ، بالإضافة الى جهل الأمهات وليس فقط غير المتعلمات إلى كثرة الإنجاب حتى تحتفظ بالزوج !!!! الذي لا يتورع عن الزواج بأخرى وبثالثة مبررا لنفسه بأن الزوجة لم تعد تلتفت اليه أو تهتم به او بنفسها من أجله ،علما بأنه لايملك مايوفر به القوت اليومي لهؤلاء المساكين ، وينتج عن الزواج الثاني والثالث، زيادة عدد اطفال الشوارع المشردين الذين كل جريمتهم هى احتياجهم للحب والأمان والقيمة وهي ابسط الحقوق الإنسانية للطفل .
والمحزن يا صديقي أنه يتم القبض على هؤلاء الأطفال بتهمة التسول وكأحداث يحتجزون في ظروف أقسى عليهم من ابويهم ومن الزمن ،وللعجب انه بدلا من مراعاة ظروفهم وطفولتهم المغتالة ، فإنهم يتعرضون للضرب والعنف والإيذاء على يد افراد الشرطة .
وكما نعلم أن الطفل لكي ينشأ سوياً يحتاج إلى الشعور بالحب والقيمة ليس لإنجازاته او لمميزاته بل لشخصه ويشبه علماء النفس الاحتياج للحب بأن لدى كل إنسان خزان يحتاج ان يمتلئ بالحب بشكل مستمر وكلما كان هذا الخزان ممتلئ كلما كان الإنسان متزناً وغير عنيد . كما يحتاج الطفل للشعور بالأمان الذي يؤدي عدم الحصول عليه للخوف والقلق وتوقع الخطر بشكل دائم .
تعال نستمع لأحلامهم وأمنياتهم – التي تتضاءل الى الحد الأدنى –فتصل الى مجرد( مكان نظيف ينام فيه ) أو أن تتغير نظرات الناس له وان يقتني يوما ما لعبة !!! أن يستطيع ان يحلم ، أن يتعلم ، أن يشعر بالحرية وبالأمان
وجود دور الرعاية والملاجئ لا يحقق الهدف ،فالعاملين فيها هم موظفون يؤدون مطالب وظيفتهم وليسوا بالضرورة أباء وأمهات ذوي قلوب رحيمة وقد يعاملون الأطفال كأشياء لا قيمة لها ،أو يعتقدون أن كل احتياج هؤلاء الأطفال هو المأكل والملبس الذي غالبا يأتي لهذه الدور من متبرعين أو من رجال الأعمال لإضافة بعض الصور في أغلفة المجلات زيادة في شهرتهم ، وما يدل على ذلك وجود أكثر من 70 منظمة وهيئة من منظمات المجتمع المهتمة بقضية أطفال الشوارع ، ومع هذا يتضاعف العدد بشكل مرعب وتزداد خطورتهم بشكل مخيف .
ألا يحتاج كل طفل من هؤلاء الأطفال الى بيت دافئ يجد فيه الإحساس بالأمان ، ألا يحتاج الى أب وأم يشبعون احتياجه بالحب وليس كمن يؤدي وظيفة ؟ ويُشبع هو أيضاً احتياجهم للأمومة والأبوة ؟
الأحرى لنا ان نفكر في حلول لإنقاذ مايمكن إنقاذه من حياة هؤلاء الأطفال وليس ان نزيد الطيب بلة ، بالتفكير في زواج ثان سيليه بكل تأكيد المطالبة بطلاق ثان وهكذا ولن يدفع الثمن إلا الأطفال الأبرياء .
الأحرى بنا أن ننادي بإطلاق فكرة التبني وتُحل مشكلة الطفل الذي بلا بيت ومشكلة البيت الخالي من الأطفال لأسباب خارج الإرادة التبني لمن يريد ويستطيع أن يتبنى رضيع فقد أبويه بالموت أو بالترك ، ليس الأم والأب بالضرورة من أنجبوا ولكن الذين أحبوا وأعطوا وربوا وتحملوا مسيرة حياة مع طفل حتى لو كان ليس من أرحامهم، الأحرى لنا أن نفكر معا ً ليس في مجرد تطوير الملاجئ ودور الأيتام بل في تعليم المربين فيها أسس الرحمة والقبول غير المشروط للطفل كإنسان ولا نحمله نتيجة أخطاء الكبار بأن يشار إليه دائماً على انه منبوذ ، الأحرى أن يراجع كل رجل نفسه قبل أن يتزوج مرات وينجب مرات ويترك أولاده للضياع
أحرى بنا أن نعلم الأجيال الحديثة والقادمة معنى الزواج وكيفية الاختيار ، كيفية تجنب المشاكل وأيضا كيفية التعامل مع هذه المشاكل بشكل لا يسئ ولا يدمر الأطفال ،و أن نعلمهم معنى الأمومة والأبوة الصحيحة ، وقيمة الأسرة .
شكرا على صحبتك معي . واعتذر لك إذا كانت غير مسلية .
محبتي للجميع

Posted in فكر حر | Leave a comment