العبودية في الإسلام

الحلقة الأولى
العبودية كانت موجودة قبل الإسلام بين الأمم المتوحشة والشعوب الهمجية التي كانت بعيدة عن الحضارة، ولكنها أيضاً كانت جزءا من النظام الاجتماعي والديني في زمن النبي محمد وما بعده من التاريخ الإسلامي، وكان الإنسان يباع ويشترى في الإسلام كما الحيوانات، الإسلام لم يحرم العبودية أو الرق، حتى لو كان هذا العبد مسلماً ( لكن المسلمين سواسية كأسنان المشط !!)، 99% من المسلمين, لو سألتهم عن العبيد لقالوا لك “طبعاً الإسلام حرم امتلاك العبيد فهو دين العدالة والمساواة”، جوابهم نابع من كون تحريم العبيد من البديهيات عندما يكون هناك مذهب ما يدعو للعدالة، وهو يظن أن الإسلام هو ذلك المذهب (باعتبار انه مسلم بالوراثة)، و في النهاية بعد قوله إن العبيد محرم، لا مشكلة لديه لو اتضح له أن امتلاك العبيد محلل في دينه، فيحاول الدفاع عن الفكرة مستخدماً كل المبررات التافهة والطرق المتخلفة، وهنا لا أعرف ما الفرق بين عَبَدة البقر وعَبَدة غير البقر عندما يُنتَفَى التفكير.
* * *
العبودية في القرآن:
القرآن ليس فقط لم يحرم العبودية بنص أو آية، بل الأنكى من ذلك أنه أقرها وثبتها من خلال سن القوانين المنظِمة لمجتمع العبيد،، كما أنه شجع على امتلاك العبيد وذلك في آيات الزواج والنكاح فقد تم التطرق للعبيد في القرآن في 29 آية على الأقل ، وذكر” مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ” 15 مرة، ((فقد تكرر ” مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ – مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ – مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ” في القرآن بالآيات التالية: سورة النساء 3 – سورة النساء 24- سورة النساء 25- سورة النساء 36- سورة النحل 71- سورة المؤمنون 6 – سورة النور 31- سورة النور 33 – سورة النور 58 – سورة الروم 28- سورة الأحزاب 50 (ذكرت مرتين) – سورة الأحزاب 52- الأحزاب 55- المعارج 30 ))
بالرغم من كثرة تكرار هذه الجمل إلا أنه في مجرى حديث شيوخ المسلمين وفقهائهم عن أيةِ آية من تلك الآيات عندما يصلون إلى ” … أو ما ملكت أيمانكم … ” يتوقفون محاولين تغيير الموضوع,أو تفسير ما قبلها، أو ما بعدها، لأن الموضوع فيه إحراجٌ وبُعدٌ عن المنطقِ، وليس هناك عاقل بالغ راشد إذا سمع تلك الكلمات وتفسيراتها الحقيقية يستطيع تقبلها.
ومن الناحية اللغوية هناك فرق كبير بين عباد الله وعبيد الله: ( ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) آل عمران182، تفسير ابن كثير لهذه الآية ” قال تعالي:ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وإن الله ليس بظلام للعبيد أي يقال لهم ذلك تقريعاً وتوبيخاً وتحقيراً وتصغيراً ” هذا ما يقوله ابن كثير.
فكلمة عباد بشكلٍ عام تضاف إلى لفظ الجلالة فيزداد العباد تشريفاً فيقال عباد الله ، أما كلمة عبيد فهي تطلق على عبيد الناس والله معاً وعادة تضاف إلى الناس، والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم، والعباد يراد بها عبد الله، فالألف في كلمه عباد تستخدم للتشريف أما الياء في كلمه عبيد فتستخدم للتذليل والتحقير أو ما دون التشريف، وكما سيمر معنا لاحقاً هناك فرق كبير بين العباد والعبيد حتى في أمور العبادة، فالعبيد مثلاً صلاة الجمعة ليست مفروضة عليهم كي لا ينشغلوا عن خدمة عباد الله (أسيادهم).
فالآيات القرآنية تؤكد على وضعهم وحقوقهم كعبيد، والجانب الشرعي في الرق يركز على الاستِعباد، وعلى تحرير الرِقاب ككفارة في بعض الحالات، وعلى الحرية الجنسية، والمسلم له أجران، أجر عندما يستعبِِد الرقاب، وأجر عندما يحرر رقبة من هذهِ الرقاب الكثيرة، وطبعاً أن المُستعبَد أكثر بكثير من المُحَرَر في حال كل ما تمنوه أدركوه.
هل مسألة تحريم العبيد في الإسلام هي كتحصيل حاصل؟
بعض المفكرين (…) المسلمين يقولون، أن الإسلام (وخير ما يمثله القرآن) سن قوانيناً نهايتها عدم وجود العبيد كتحصيل حاصل، أستغرب جداً لهذا الكلام ولهذا الدجل والكذب، ألا يقولون أن القرآن لكل زمان ومكان (الآيات المتعلقة بالعبيد والمنظمة لحياتهم المختلفة عن حياة الأحرار أين نضعها في هذا الزمان)، ألا يقولون أنه كامل مكمل، كيف كامل مكمل وهو لم يحرم العبودية… هل تركها معتمداً على اجتهادنا الشخصي، كامل مكمل وحلل أمتلاك العبيد، ومعلوم أن تحريم المحلل في القرآن والإسلام مثله مثل تحليل المحرم ، فكيف للمسلمين تحريم أمور حللها القرآن!! وهناك آية موجهة للنبي بخصوص تحريمه لشيء محلل، فقد أقسم أن لا ينام مع إحدى الجواري (ماريه) مع العلم أن الله حلل النوم معهن:
(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) )) سورة التحريم
ألم يقل محمد اليوم أكملت لكم دينكم؟ كيف أكملها وترك وراءه سوق النخاسين!! كيف حرم رب محمد الخمر( على مراحل) ولم يحرم الرق، بل على العكس ففي بداية الإسلام لم يكن مسموحاً أن يصبح لمسلم ولا المسيحي ولا حتى اليهودي عبدا. الآيات متعلقة بالجواري والعبيد نزلت بعد موت خديجة أي بعد نزول الوحي بحوالي عشر سنوات، وليس من بداية الدعوة، وكلها تؤكد على حرية ممارسة الجنس معهن، كيف حارب محمد الأصنام المقدسة لدى أهل قريش ودعا لتوحيد الله بشكل مباشر وبجرأة كبيرة،« إن الله حرم بـيع الخمر والميتة والخنرير والأصنام » ولم يحارب فكرة حيازة وبيع وشراء البشر، بل ثبتها في نهايات دعوته، ألم يكن موضوع حيازة العبيد والجواري والسراري والمخصيين له تلك الأهمية حتى ينزل فيها نص صريح يحرمها، مع أن هناك الكثير من الآيات القرآنية نزلت لأبسط الأمور الخاصة بحياة محمد ،نزلت مثلا من أجل زواجات محمد ،ومن اجل تمييز نسائه عن غيرهن (وإنهن أفضل من المحصنات) وكيفية الدخول لبيته, وعدم إطالة الجلوس لديه، وآيات تحلل له مضاجعة من يشاء وتوسعه في النكاح من دون زواج وعدم تزوج نساءه بعد موته ….الخ، لا أعرف كيف تنزل آيات كثيرة من أجل شخص يقول ” أنا بشر مثلكم “، ولا تنزل آية واحدة فقط تحرر مجتمع بأكمله.
رغم كل تلك العيوب فمشايخ وفقهاء الإسلام وعلماؤهم يمتدحون فقه الرق في الإسلام ويعتبرونه من مظاهر عظمة الشريعة الإسلامية ودلالة على مناسبتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان معتبرين أن خاتمتها تحريم امتلاك العبيد كتحصيل حاصل. لا أعرف أين مظهر العظمة وكيف حرر الإسلام العبيد كتحصيل حاصل في هذا الزمان من دون آية قرآنية, مع العلم أن الغرب والمجتمعات الحرة والمعاهدات الدولية، وكل ما هو ليس إسلامي هي التي حرمت الرق في النهاية، ( إلا إذا كانت بنود المعاهدات والمواثيق الدولية هي أجزاء من القرآن كتحصيل حاصل).
لكن كما هناك إسلاميون يدّعون أن الإسلام حرم العبودية كتحصيل حاصل، فهناك أيضاً مسلمون في يومنا هذا يدافعون عن تشريع وفقه الرق بقوة، ويعتبرونه تشريعا أبديا ابد الدهر، كما القرآن أبدي أبد الدهر، وفي الحقيقة هؤلاء هم المسلمون الحقيقيون، وهذه هي حقيقة الإسلام. ” فقد حث الشيخ السعودي البارز سعد البريك الفلسطينيين حديثاً للقيام بذلك بالضبط مع اليهود، قائلاً: إن نساءهم من حقكم شرعاً، لقد أحلهن الله لكم، فلماذا لا تستعبدوهن؟!!
وفي عام 2003 أصدر الشيخ السعودي صالح الفوزان فتوى قال فيها أن الرق جزء من الإسلام وأنه جزء من الجهاد، وأن الجهاد سوف يستمر طالما بقي الإسلام، ثم هاجم الشيخ فوزان علماء المسلمين الذين قالوا عكس ذلك زاعماً أنهم “جهلة وليسوا علماء بل مجرد كتّاب”، وأضاف أن أي شخص يقول مثل هذه الأشياء هو كافر ملحد، جدير بالذكر أن الشيخ الفوزان كان يشغل المناصب التالية عند إصداره هذه الفتوى: عضو مجلس كبار رجال الدين الذي هو أعلى هيئة دينية في المملكة العربية السعودية وعضو مجلس الأبحاث الدينية وخطيب مسجد الأمير متعب في الرياض ومحاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي هي مركز التعليم الوهابي الرئيسي في الدولة ” المرجع: مجموعة من الباحثين – نقلا عن answer.com
تحت عنوان
Islam and slavery-
ترجمة: مركز الحوار للثقافة.

* * *
غباء أم استغباء أم الأثنين معاً:
– قال عمر مقولته الشهيرة والتي لا يعرف السادة المسلمين بالوراثة معناها حتى الآن ( يا عمرو متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ).
– قال محمد: ( ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة … ورجل باع حراً فأكل ثمنه ) رواه البخاري وابن ماجه.
– وعلماء المسلمين عند سؤالهم عن تحريم العبيد يتذرعون بأن الإسلام أوصى بالمعاملة الحسنة للعبيد، وإن محمد أعتق عبده.
هم من خلال الأمثلة الثلاثة السابقة يحاولون اللعب بالألفاظ وغش الناس، عند اعتبارهم ذلك الكلام دليلا على تحريم العبيد، والحقيقة أن كل ذلك الكلام غير متعلق بالموضوع أصلاً وفصلاً، وفيه خلط كثير للأمور…. فحسن المعاملة شيء أما تحريم امتلاك العبيد فشيء آخر … وفيه إنكار لكثير من الآيات القرآنية المتعلقة بالعبيد، والمقصود من تلك الكلمات عدم استعباد الحر، ولا يُعنى العبيد بذلك الكلام لا من قريب ولا من بعيد، فالعبد عبد والحر حر، وهناك قوانين خاصة تنظم حياة العبيد في الإسلام، والحاج المصري الذي أساء إليه عمرو كان من سادة مصر وليس من العبيد ، وعمر بن الخطاب معروف بأنه في زمانه كان يمنع الجواري من ارتداء الحجاب، حتى انه ضرب جارية لآل أنس رآها مقنعة، وقال لها لا تتشبهي بالحرائر (يعني الأحرار أو المحصنات- وليست كل المسلمات محصنات وأحرار أو حرائر) ، و إذا كان محمد حرر ذلك العبد بعد كل تلك الويلات فإن حكيم بن خويلد بن أسد ابن أخي خديجة قد أعتق في الجاهلية مائة رقبة، ثم لماذا يذكرون في كل مناسبة أن محمد حرر عبداً واحداً، ولا يذكرون أن محمد أعتق في مرضه 40 عبداً ، (يوحون بأنه كان له عبد واحد وحرره، ولا يذكرون انه تم استِعباد الكثير بعد ذلك، ولا احد يقول أستَعَبدَ، بل يقولون حرر وأعتق، هل ورثهم عن جده وأعتقهم ؟!).
لو كان نهج محمد يدعو فعلاً لتحريم العبيد فلماذا لم يبدأ هو بنفسه، ولماذا أعتق في بداية الدعوة عبده، وبعد ذلك نال الكثير منهم بعد أن قوي دينه وأشتد إيمانه، حتى انه لما مات ترك خلفه أربع سراري، وقال ابن القيم : قال أبو عبيدة : كان له أربع : ماريه وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة ، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش. ” زاد المعاد- 1 / 114 ). وترك نبي الرحمة من العبيد غيرهن أيضاً، وكان مجموع التركة حوالي 20 رأساً من العبيد.
ولم يقتصر امتلاك العبيد على محمد فقط بل أن نساءه امتلكن الكثير من العبيد، وحررت زوجته عائشة 67 رأساًً (محمد تزوج عائشة بعد وفاة خديجة، وكان عمرها 9 سنوات، فمن أين لها هذا الكم من العبيد هل سبتهم أم اشترتهم بأموالها أم أموال أبو بكر الصديق، وهل كان البيع والشراء نشطاً لتلك الدرجة؟! وكيف تمكنت من حيازة أو امتلاك ذلك العدد الكبير منهم، وهي التي تزوجت النبي محمد في منتصف مسيرته الإسلامية وليس من بدايتها؟! وأين ذهب التدرج في حل مشاكل المجتمع كما يدعون؟!
نشب خلاف بين عائشة وبين عبد الله بن الزبير فأنذرت أن لا تُكلمه أبدا. … لكن في النهاية كلمته…. وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة … !! (البخاري ج 7 ص 118).
السبب الرئيسي أن رفاق النبي وأصحابه وأهله وباقي القرشيين كانوا يدفنون البنت حية هي الخوف من العار، هل تعرفون أي عار يقصدون، العار الذي تجلبه لهم إن لم يستطيعوا حمايتها وسبيت في غارة وتحولت إلى أداة للاستمتاع، وقريش بعد أن أصبحت قوة تغير على الغير وتسبي بناتهم ونساءهم، لم يعد لها داعي أن تدفن بناتها أحياء، ربما كان على غير القرشيين دفن بناتهم أحياء كي لا تصبحن سبايا وأداة متعة للمسلمين ودين الرحمة، الدين الذي كان الأحرى به منع السبي وليس التوسع فيه.
فعثمان بن عفان لما مات ترك خلفه ألف مملوك (المصادر:الطبقات الكبرى لأبن سعد- السيرة الحلبية- مروج الذهب).
وفي أيام بني أمية بلغت غنائم موسى بن نصير سنة 91هـ في أفريقية 300.000 رأس من السبي، فبعث خمسها إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك 60.000 رأس (لأن الغنيمة خمسها لله حسب سورة الأنفال الآية41، ويمثله الوليد بن عبد الملك). ” وأستقدم موسى بن نصير معه إلى دمشق 30000 ثلاثون ألف عذراء من الأسر القوطية النبيلة ” (أبن الأثير 4/295)
الخليفة العباسي المتوكل على الله، كان له أربعة آلاف سرية وطئهن كلهن … ( المصدر مروج الذهب ج2 ص 92- تاريخ الخلفاء السيوطي ص 277- الأصفهاني مقاتل الطالبيين ص 598)، يبدو أن الدولة كلها كانت مشغولة بقضيب خليفة المسلمين حفظ الله سره وادخله فسيح جنانه وأنعمه برحمته، ولما قبض صلاح الدين على قصور الفاطميين بمصر، وجد في القصر الكبير (12000) نسمة ليس فيهم فحل إلا الخليفة وأهله وأولاده، ووجد إلى جانب القصر بئر تعرف ببئر الصنم كان الخلفاء يرمون فيها القتلى (المقريزى في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني).
والعبيد لم يكونوا طبقياً من الدرجة الثانية، بل كان لدى العرب في الإسلام الطبقات الاجتماعية التالية: أولاً العرب ، ثانياً الموالي ، ثالثاً الأقباط المصريين ، رابعاً العبيد والرقيق (كأسنان المشط).

Posted in فكر حر | Leave a comment

في الذكرى الأولى للثورة المصرية !

في الذكرى الأولى للثورة المصرية !
رعد الحافظ
raad57dawood12@yahoo.com
ماهو المشهَدْ العام في مصر سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً بعد عام من ثورة اللوتس ؟ الثورة التي ألهمت العرب جميعاً , وأكثر من العرب .
تلك الثورة التي بدأها شباب الفيس بوك والإنترنت ,وزملاء خالد سعيد . ثمّ سرقها في وضح النهار , التيار الإسلامي السياسي ,
بفصائلهِ وتسمياتهِ المختلفة والمزروقة بحيث لاتحمل معنى حقيقي واحد , من معانيها !
دخل هذا التيار الإنتخابات , بعد خزعبلات (طارق البشري ) فيما سُميّ بقانون الأحزاب الجديد . والنتيجة بالطبع شاهدناها جميعاً في جلسة البرلمان الأولى .
صورة قاتمة لاتمّت لشعب مصر العظيم وحضارتهِ بشيء يُذكر , لكنّها تمّت للبدو الأعراب , بصِلة أكبر !
أفضلهم عرضاً ذاك الذي بكى ولطم وأرعد وأزبد , ليُطالب بثمن دم الشهيد , ثمّ يُعلن تنازلهِ عنه في نفس الوقت , إزايّ ؟ ما أفهمش !
يعني مثل عادل إمام لمّا يقول / أنا اُطالب بكامل حقوق المرأة , ثمّ اُطالب بالقضاء على المرأة .
ذكرني بكاء غالبية المجلس ( محجبات وذوي زبيبة وملتحين ) بفريق السجّادين لحسن شحاته , الذي قرّر تحويل كرة القدم لحملة إيمانيّة .
ولِمَ لا ؟ فالتجارة شطارة , ويابخت من نفع وإستنفع !
أفضل تعليق خارج هذا البرلمان البائس , سمعتهُ من سيّدة مصرية تقول لهم , إيّاكم أن تحاولوا النيل من الإبداع والمُبدعين والفنانين .
طبعاً … لأنّ مصر ليست مصر بدون إبداعاتها ومبدعيها .
**********
على كلٍ قد يكون إعلان المُشير محمد حسين طنطاوي , إنهاء حالة الطواريء إعتباراً من اليوم 25 يناير 2012 في مصر ,
ثمرة طيّبة من ثمار الثورة التي بدأت .. ولم تنتهي في ظنّي بعد .
لكن لماذا وضع العقدة في المنشار وقال … إلاّ في حالات البلطجة ؟
ما البلطجيّة معروفين ؟ همّه نازلين من المريخ ؟ أم هي الإسطوانة المشروخة / تآمر خارجي ؟
**********
الحديث عن الثورة المصريّة الرائعة ذو شجون .
ولا يسعني هنا سوى تقديم تهنئتي للشعب المصري العظيم بثورتهِ , وقبلها بحضارتهِ العميقة في التأريخ .
كلّما وصلتني نكتة مصرية خفيفة الدم مثلهم أو تعليق رائع , أتسائل هل يستحق هذا الشعب المُحّب للحياة مثل هذا البرلمان ؟ … اللهم .. لا
لكن عزائهم جميعاً أنّ ثورات عديدة نجحتْ بفضل إشعاعهم , ليس فقط الثورات الليبية واليمنيّة , بل السوريّة والباقيات بإذن الله .
أخيراً / أنقل للأحبّة المصريين تحيّة صديقي السويدي ( كوننّار 85 عام )
الذي قال لي اليوم / أنّ هذهِ الثورة المصريّة ,هي أهمّ وأفضل حدث عرفهُ عن منطقتنا طيلة حياتهِ ويظنّ ( بلا تردّد ) .. أنّ المستقبل مُشرق .
وعذراً لشوقي , لكن أبياتهِ حبكت الآن , بتذكّر مبدعي مصر وأحدهم عبد الوهاب الذي كان يحضر جلسات البرلمان في زمنٍ مضى , كان يُغني
بيني في الحبّ وبينك ( مصر ) … ما لا يقدُرُ واشٍ يُفسدهُ
مابالُ العاذلِ يفتحُ لي … بابَ السلوانِ وأوصدهُ
ويقولُ تكادُ تجنُّ بهِ … فأقولُ , وأوشكُ أعبدهُ !

تحياتي لكم وكل عام وأنتم بخير
25 يناير 2012
رعد الحافظ

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

حسم الجدل من جهة سيّدتنا مريم العذراء- أوّلًا

رياض الحبيّب

ما موقفك أختي القارئة- وأخي القارئ- من صديق خصصت لزيارته وقتًا فاستقبلك بخير ترحيب؛ لكنّه لم يسمح لوالدتك بالدخول إلى بيته، بل اشترط عليك أن إبقاءَها في الخارج أو العودة معها إلى المنزل، بحجّة أنّ علاقتكما رسميّة وأنه كان ينتظرك شخصيًّا ولم يتوقع منك اصطحاب والدتك؟ من جهتي؛ تصبح هذه الصداقة، أيّا كان شكلها، في خبر ‘كان’ ويصبح اسم هذا الصديق في سلّة المهملات. فالسيد المسيح له المجد حين قال وسط الجموع {مَن هِيَ أُمِّي ومَن هُمْ إخوَتِي؟ ثم مد يده نحو تلاميذه وقال: ها أمي وإخوتي. لأنّ من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمّي- متى 12 ومرقس 3 ولوقا 8} لم يتوقف بالقول {مَن هِيَ أُمِّي ومَن هُمْ إخوَتِي؟} مقلِّلًا من شأن أمّه وإخوته- حاشا وكما يُظَنّ- بل أشار من جهة لجموع تلاميذه (اليهود وهم يعرفون المكتوب في ناموس موسى) إلى الآية التالية {الذي قال عن أبيه وأمه: لم أرهما وبإخوته لم يعترف وأولاده لم يعرف بل حفظوا كلامك وصانوا عهدك- تثنية 9:33} بالإضافة إلى مجيئه كطبيب إلى المرضى لا الأصحّاء وكمُخلِّص للخطاة لا الأبرار- متى 9 ولهذا السبب ركّز الإنجيليّون الثلاثة على قول المسيح المذكور. فلا يعقل عاقل أن يحتقِـرَ السيّدُ أمَّهُ أو ‘إخوته’ في وقت نادى بمحبّة الأعداء ومباركة المُبغِـضين

بالمناسبة؛ المقصود بقوله في العهد الجديد ‘إخوتي’ أي أقاربي، كما في التقليد اليهودي. وفي الكتاب المقدّس أمثلة كثيرة؛ منها في العهد القديم: قد اٌعتُبر إبراهيمُ أخا لوط (تكوين 8:13 و 16:14) وهو في الواقع عمّ لوط- تكوين 5:12 ونقرأ في سفر التثنية قول الله لموسى: {فإنك تجعل عليك مَلِكًا الذي يختاره الرب إلهك. من وسط إخوتك تجعل عليك مَلِكًا. لا يحلّ لك أن تجعل عليك رَجُلًا أجنبيًّا ليس هو أخاك- تثنية 15:17} والمقصود بقوله: {من وسط إخوتك} أي من اليهود أمّا المقصود بالأجنبي: غير اليهودي. ومنها ما في العهد الجديد: {وكانت واقفات عند صليب يسوع، أمُّهُ، وأختُ أمِّهِ مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية- يوحنّا 25:19} فلا يمكن أن تدعى أخت مريم باٌسم مريم أيضًا في الأسرة ذاتها، علمًا أنّ مريم التي لكِلُوبا هي أمّ يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا الذين سمّاهم العهد الجديد: إخوة يسوع. ونقرأ أيضًا وصيّة يسوع وهو على الصليب لأمِّه: {يا امرأة، هُوَذا ابنكِ} وللتلميذ يوحنّا الحبيب- وهو يوحنّا الإنجيلي: {هُوَذا أمُّكَ} علمًا أنّ يوحنّا الإنجيلي وأخاه يعقوب هما ابنا زبدي وسالومة من بيت صيدا في الجليل. طالع متى 56:27 أيضًا. علمًا أنّ اسم مريم هو الأكثر شيوعًا بين أسماء النساء في الكتاب المقدّس؛ ثماني مريمات: مريم بنت عمرام أخت موسى النبي وهارون الكاهن. ومريم من إحدى عشائر يهوذا في سفر أخبار الأيّام الأول 17:4 ومريم العذراء. ومريم زوجة كِلُوبا. ومريم أخت مرثا ولعازار. ومريم أم يوحنا مرقس (أعمال 12: 12) ومريم التي سلّم عليها بولس الرسول في رسالته إلى روما 6:16 وأخيرًا مريم المجدلية التي ظنها بعض المسيحيّين هي المرأة الزانية التي خلَّصها الربّ يسوع من الرجم (يوحنّا 8) والحقيقة أنها ابتُليت بسبعة شياطين أخرجهم منها المسيح فتبعته (لوقا 8 ومرقس 16) وكانت ذات ثروة وممّن ساعَـدن بأموالهن في خدمة كلمة الرب. وهي بالمناسبة أوّل إنسان ظهر له المسيح بعد القيامة (مرقس 9:16) وإحدى المَريَمَين اللتين قال لهما يسوع بعد القيامة: {لا تخافا! إذهبا فبَلِّغا إخوتي أن يمضوا إلى الجليل، فهناك يرونني- متى 10:18 ويوحنا 17:20} فإلى أيّ إخوة ذهبت مريم المجدليّة؟ الجواب: إلى تلاميذ يسوع والجواب من الكتاب: {فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ بأن «قد رأيت الرب» وبأنه قال لها ذاك الكلام} – يوحنّا 18:20

ولنفترض من جهة أخرى أن صديقًا لي قد أحسن في استقبالي ووالدتي بما يليق بها وبي، لكنّ صديقًا آخر قد بالغ، في نظرك أختي القارئة، بالحفاوة كثيرًا، تكريمًا لي ولوالدتي، فما هي مشكلتكِ مع الصديق المُبالغ؟ إنما المبالغة التي في نظرك هي في نظر هذا الصديق ما يجب عمله تجاهي ووالدتي. ففي تقديره الشخصي أننا- والدتي وأنا- نستحق ذلك التقدير، بل نستحق أكثر إمّا كان ذلك في وسعه. هذا الصديق مُدرك تمامًا ما فعل، لأنّ علاقة المحبّة التي تربطنا معًا قد يصعب عليكِ تصوّر أعماقها وحدودها. وهناك في عدد من دول العالم قد أقيمَت تماثيل لمشاهير قد أحبتهم الجماهير، تكريمًا وتخليدًا، يؤمُّها السُّيَّاح من مختلف الطوائف مقدِّمين باقات من الزهور والشموع فهل تظنّين بذلك التكريم نوعًا من العبادة؟ الجواب المفترَض: لا. أفلا يستحق السيد المسيح له المجد والعائلة المقدّسة وسائر الأنبياء والرسل والقديسات والقديسين تكريمًا أعظم بكثير؟ الجواب نعم. أمّا الإعتراض على إقامة التماثيل بحجّة مخالفة إحدى الوصايا العشر {لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا ولا صورة ما… لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك إله غيور… سِفر الخروج 20} فلا تجوز مقارنتها مع التماثيل الفنيّة المنصوبة تعبيرًا عن المحبّة للربّ ومختاريه ومختاراته. إذ نهى الربّ عن تلك التي أقامها الشعب السائر في الظلمة آنذاك لآلهة أخرى، كما أن السجود والتسبيح هما للسيد المسيح باعتباره الله الظاهر في الجسد وليس للتمثال ولا للأيقونة، كذلك السجود أمام تماثيل السيدة العذراء وأمام أيقوناتها هو سجود لله وليس للعذراء فكأن العذراء شاهِدة، لأن السجود لله وحده وأنّ رضى العذراء عن العباد يتفق مع رضى الله عنهم، لا يمكن للعذراء أن تتقبّل توسّلًا ما من أحد وهو في الوقت عينه يعمل أعمالًا مخالفة لوصايا الله. وهناك من عبّر عن محبّته وولائه برسم الأيقونة؛ لعلّ الرسول لوقا الإنجيلي أوّل فنّان مسيحي في هذا المجال، إذ تشرّف شخصيًّا بلقاء السيدة العـذراء فرسم لها عددًا من الأيقونات، ما زالت نسخ منها محفوظة حتى اليوم في عدد من كنائس العالم. وقد آمنت شعوب عدّة بأنها أيقونات عجائبيّة، لأنّ العـذراء قد استجابت طلبات مختلفة من مختلف سائليها وسائلاتها، بشهادات من الشرق والغرب- يمكن الحصول على عدد من الشهادات أو الروايات عبر الإنترنت. علمًا أنّ شفاعات العذراء وسائر القديسات والقديسين والأحبّاء تسمّى شفاعات توسّليّة وهي جميعًا مختلفة عن شفاعة الروح القدس (الرسالة إلى روما 26:8) وعن شفاعة المسيح الكفّاريّة للخطايا (مثالًا: رسالة يوحنّا الأولى، الأصحاح الثاني) والمزيد في موضوع الشفاعة بقلم جناب القمّص زكريّا بطرس- متوفر على الإنترنت

هب والدك- أخي القارئ الكريم- تاركًا لك تركة من المال قد نالت رضاك واستحسانك، لكنه ترك لإنسان آخر تركة فاق مقدارها ما ترك لك فما هي مشكلتك، أفليس والدك حُرًّا في ماله أم أنك ستفكر بالإعتراض عليه أو بإقامة دعوى قضائيّة ما؟ لقد أثار السيد المسيح له المجد هذا الموضوع بالمَثل الوارد في الإنجيل: {خذ ما لك واٌنصرفْ. فهذا الذي أتى آخِرًا أريد أن أعطيَهُ مثلك: ألا يجوز لي أن أتصرف بمالي كما أشاء؟ أم عينك حسود لأني كريم؟- متّى 20: 14-15} هذا من جهة المادّة. أمّا من جهة الرّوح وجهة المعنى فمن حقّ كلّ إنسان أن يعبِّر بطريقته عن تعب محبته بشكل خاص سواء للرب يسوع وللسيدة العذراء؛ هنالك الفنانون الكبار الذين رسموا الأيقونات ونحتوا التماثيل وهناك الشعراء الذين كتبوا قصائد وترانيم وتراتيل وهناك- من الجنسين- مَن دوّن مقالات ومن ألقى وعظات ومن سبّح بفؤاده وهلَّل بلسانه وصلّى بالمسبحة الورديّة. وهناك مَن علّق الصور وأضاء الشموع وحَجَّ إلى الأرض المقدّسة وزار عددًا من النصب التذكاريّة المُقامة في أصقاع الأرض… إلخ فلا يلومَنّ أحدٌ أرثوذوكسِيًّا أو كاثوليكيًّا أو رجلًا مثلي يدافع عن حقوق هاتين الطائفتين بما أوتِي من علم ومعرفة. وإلّا فليتفضّل المعترض ليناقش أصحاب الشأن حُجَّة بحُجّة، لا أن يطعن بعقائدهم من الخلف وهو لا يعرف ما يفعل. ولا يجب من جهة أخرى أن ينظر أحد من هاتين الطائفتين إلى الطوائف الإنجيلية نظرة مريبة على أنها لم تقم الوزن عينه للسيدة العذراء. ولا يجب انتقاد جهة ما منها بدون توفر دليل واضح ومحدد على قيامها بالتعرّض لشخصيّة العذراء المباركة بين النساء ولمنزلتها السّامِيَة

* * *

سأتناول في حلقات تالية مواضيع أخرى تتعلّق بسيّدتنا مريم العذراء الدائمة البتولية؛ منها والدة الله ومنها: {ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر- متّى 25:1} ومنها عرس قانا الجليل ومنها عقيدة الحبل بلا دنس التي تفرّد بها الكاثوليك فأقرَّها قداسة الپاپا پيوس التاسع عام 1854

Posted in فكر حر | Leave a comment

هل للمرأة حاسة سادسة؟

هل للمرأة حاسة سادسة؟
بعد أن كان البعض يعتبرها مبالغة لطيفة أو مزاح خفيف إكتشف الباحثون إنها حقيقة وأن المرأة تتمتع بما يسمى بالحاسة السادسة، فالمرأة تتميز بقدرة متفردة للشعور والإفصاح عن بعض الحقائق رغم عدم وجود مصادر واضحة لهذه الإستنتاجات أو التنبؤات، وإنما يرجع ذلك لوجود صفات معينة في شخصيتها، وأن وجود الحاسة السادسة لديها ليست ضرباً من الخيال أو غرورا مبالغ فيه، ولكنها حقيقة مثبتة تعود لخصائص معينة تتمتع بها المرأة. وهناك صفتان تنفرد بهما المرأة أضافتا للمرأة هذه الحاسة الجديدة.
أولهما يكمن في الإهتمام بالتفاصيل بشكل دقيق جداً، فبينما يهتم الرجل بالخطوط العريضة والنقاط الرئيسية في أي موضوع، نجد المرأة تعتني بالتفاصيل وتهتم بصغائر الأشياء. والأمثلة كثيرة ومتداولة فمثلا إذا فكر زوجان في تغيير محل السكن فالرجل سيهتم بالمبلغ المطلوب للحصول على شقة أخرى ومتى يمكنهم الإنتقال اليها أما الزوجة فستهتم بقرب المكان أو بعده عن مدارس الأولاد وتهتم بحجرات الأطفال وهل مناخ حجراتهم صحي أم لا، وهل يمكن ترتيب الحجرات بحيث يكون لهم مكان للمذاكرة واللعب ؟ وتهتم بالمصاريف الشهرية لهذا المكان وليس فقط بالمبلغ الأساسي المدفوع، وتهتم بقرب المكان أو بعده من وسائل المواصلات لتيسير التحرك في الأماكن المختلفة الضرورية لأفراد العائلة وهكذا.
ويتمثل في قدرة المرأة على The low focus أما الصفة أو الخاصية الثانية فهي تعدد الوظائف أو ما يسمى   علي أن تقوم بأكثر من عمل في نفس الوقت؛ فهي تُنجز أعمالها في مكتبها بينما تُجيب على الهاتف وتكون في تركيز عالي أو نجدها تساعد إبنها في أداء واجباته وهي تقوم بعمل آخر بيديها، او تتابع برنامج حواري في التلفزيون بينما تقوم بعمل منزلي آخر وهكذا.
المرأة هذا الكائن الرائع الذي مازالت أغلب المجتمعات العربية  تختصره في جسد فقط- هذا الكائن المبدع يجب الإستفادة من رؤيته ومن الزوايا التي يهتم بها سواء في العمل أو في الحياة الزوجية ولا يعني تفوق المرأة في بعض الأمور المميزة أن الرجل أقل بل الحقيقة أن كل منهما يُكمَل الآخر ويجب اهتمام كل منهما بدور الآخر دون تهميش أو مبالغة .
إن تميز المرأة وتفردها بهذه الصفات منحها قدرة على رؤية الأشياء الخفية أو ما اتفق على تسميتها بالحاسة السادسة، وهذه الصفات لا يمتلكها الرجل، فالرجل يستطيع أن يهتم بأمر واحد فقط ويمكنه التركيز فيه، فمثلا عندما يشاهد مباراة لكرة القدم لا يقبل أو يتحمل أن تسأله زوجته في أمر ما حتى لو كان داخل أحداث المباراة، وإذا كان يجيب على هاتفه لا يمكن أن يتابع حواراً تلفزيونيا أو يقوم بأي عمل آخر بيديه.
رسالتي إلى كل إمرأة أن تعيد اكتشاف نفسها من جديد، فالثقة بالنفس تنبع  بالدرجة الأولى من الداخل وليس فقط من الآخرين أو من العوامل المتغيرة،  فلترفض كل امرأة أن تكون مهمشة في عملها أو في بيتها وأن تهتم بصقل مواهبها ومميزاتها التي تتميز بها، وأتمنى من كل قلبي أن ترفض كل امرأة أن تكون مجرد جسد أو رقم في حياة الرجل، ليس هذا من منطلق إنها الأفضل ولكن من منطلق إنها إنسان وإنه يمكن الإعتماد عليها في أمور هامة في مجال الأعمال كما في مجال الأسرة، وإذا كان دورها أساسيا في إنجاب الأطفال وتربيتهم فلها أيضا دوراً أساسياً في تنمية المجتمع بالمشاركة الفعالة ورفض الشعور بالقلة لتفضيل الذكور بشكل مستفز في المجالات المختلفة في المجتمع.المرأة تكمل الرجل الذي يجب عليه أن يهتم برأيها ولا يعتبرها ناقصة أو يستهين بتفكيرها وعقلها بل أن يقف في صفها لتنال حقوقها المسلوبة، فوجود المرأة بشخصيتها الدقيقة ومميزاتها التي تنفرد بها واستنتاجاتها المنطقية سيكون له أعظم الأثر في نجاح الأسرة والمجتمع.
محبتي للجميع

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

مُناظرة بين داوكنز ولينوكس ( الجزء الثالث / الوكيل )

مُناظرة  بين داوكنز ولينوكس ( الجزء الثالث / الوكيل )

Debating
رعد الحافظ
raad57dawood12@yahoo.com
نستمر معاً في قراءة وتفريغ محتوى الشريط التالي على الورق .
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=VrOKDy421fY
إنّها مُناظرة علميّة فلسفيّة مهمّة وعميقة في نقاطها التي تمزج بين اللاهوت والماورائيات , مع علوم حياتنا الحقيقية في هذا العالم الواقعي المتنوّع .
شخوص المناظرة عالمين بريطانيين رفيعا المستوى بشكل ملحوظ
الأوّل / ريتشارد داوكنز , عالم بايولوجي , لا ربوبي
الثاني / جون لينوكس , عالم رياضيات , مؤمن
مدير الحوار / لاري تاونتون
المكان / قاعة متحف التأريخ الطبيعي في جامعة إكسفورد العريقة .
( للتذكير ) , كانت نهاية الجزء الثاني مايلي :
يُجيب لينوكس : لا … وهذهِ نقطة مهمة جداً .
لأنّي لاحظتُ في الكثير من كتاباتكَ أنّك ترفض الإله في التفسيرات العلميّة .
حين إكتشف نيوتن قانون الجاذبيّة لم يقل / رائع الآن لا أحتاج الى الله !
رابط الجزء الأوّل http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=292256
رابط الجزء الثاني
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=292374
******************
الجزء الثالث
يستمر جون لينوكس في حديثهِ ……
حينَ إكتشفَ نيوتن قانون الجاذبيّة لم يقل , رائع الآن لا أحتاج الى الإله
الإله هو تفسير للظواهر على مستوى الوكالة , وليس على مستوى الآليّة
فيمكننا دراسة آليات البيولوجيا , وكلّما كانت متطوّرة أكثر , كلّما كانت تُشير الى وكيل Agent
لايُمكنكَ إستبعاد وجود وكيل من خلال الإشارة الى وجود آليّة Mechanism
وأنا لا أستوعب كيف يُمكنكَ أن تصل الى أنّ الله والعلم هما تفسيران متناقضان ؟
يقاطعهُ ريتشارد داوكنز قائلاً :
أعتقد أنّكَ لاتحتاج لوكيل إذا كان الوكيل غير ضروري في التفسير !
حينَ تُراقب حدثاً ما , قد يكون هناك وكيل .
لو كنتَ تٌراقب سيارة تمضي وتتجنب الحواجز , وتنعطف يميناً وشمالاً
ستقول هناك وكيل يقود السيارة , وهذا صحيح لأنّهُ هناك السائق .
لكن لو كنتَ لاتحتاج وكيلاً لتفسير ما يحدث , ونحنُ لانحتاج وكيل في الأحياء ولا في الجاذبيّة .
بالطبع أنا أقبل أنّ نيوتن كان دينياً , فقد عاش في القرن السابع عشر , والجميع كان كذلك .
لكنّكَ لا تحتاج وكيل ! لأنّ الوكيل غير ضروري في التفسير هنا . هذا سيكون إعطاء مكسب مجاني , لشيء لا تحتاجهُ !
يُجيب جون لينوكس :
أجد هذا غير مُقنع , لأنّكَ حتى لو كنتَ تقبل النموذج التطوّري , فإنّ حدوثهِ يعتمد على وجود كون مضبوط .
هذا الكون المضبوط في ثوابتهِ يطرح بحّد ذاتهِ أسئلة كُبرى عن منشأ الكون . التطوّر لا يتناول مَنشأ الكون , ولا منشأ الحياة .
يقاطعهُ داوكنز : صحيح .. لكن هذهِ نقاط منفصلة .
لينوكس : هذهِ نقاط منفصلة ومهمة أيضاً .
داوكنز : نعم بالتأكيد .
طالما أننّا نتناول التطوّر Evolution سأتحدّث عنهُ إذا أردتَ أن نمضي للنقاش في هذهِ الأشياء فيسعدني ذلك .
لينوكس : نعم يُسعدني أن نناقشها , لكن فكرة أنّ الاشياء في المبدأ يجب أن تنتقل من البساطة الى التعقيد ( يبدو لي هذهِ عقيدتك وإيمانكَ )
يستفسر منهُ داوكنز : ماهي عقيدتي ؟ الأشياء يجب أن تنتقل من البساطة الى التعقيد ؟
لينوكس : نعم
داوكنز : لا … إن كانت الأشياء تنتقل من البساطة الى التعقيد نحتاج تفسيراً , الإصطفاء الطبيعي هو تفسير ذلك في البايولوجيا .
لينوكس : حسناً فلنرجع الى مستوى أصل الكون وأصل الحياة .
الحياة مثلما نعرف جميعاً لديها قاعدة بيانات رقميّة , ولديها لغة خاصة بها . الآن : الشيء الوحيد الذي نعرف قدرتهِ على إنتاج اللغة هو العقل .
مع ذلك أنتَ ترفض هذا , ترفضهُ بالضرورة , بإعتباركَ لا ربوبي .
داوكنز 🙁 يتصنع إبتسامة ) , نعم أرفضه !
حين تقول الشيء الوحيد الذي نعرف قدرتهِ على إنتاج اللغة هو العقل .
نحنُ نعرف أنّ ما يُنتج اللغة البشريّة هو العقل . لكن الحامض النووي D.N.A. , ليس لغة بشريّة .
يقاطعهُ لينوكس : لكنّها لغة مُعقدة ؟
داوكنز / نعم مُعقدة , لكن هذا لايستلزم نشأتها عن عقل .
لينوكس : لكننّا لانعرف أيّ طريقة ممكنة لإيجادها , لأنّهُ يبدو لي من وجهة نظر رياضيّة ويبدو لي أنّكَ ذكرتَ ذلك في سياق آخر وقلت
( خردة داخلة وخردة خارجة )
هنا لدينا مُعالج معلومات هائل إسمهُ الخليّة . هل يُمكنني أن اُصدّق أنّ آليّة مُعالجة المعلومات هذهِ ظهرت من خلال قوانين الطبيعة والعمليّات العشوائية بدون عقل ؟
داوكنز : نعم … نعم
لينوكس : أنا أجد هذا مُستحيل التصديق كعالم رياضيّات .
داوكنز : أعلم ذلك . هذهِ تُسمى / الإحتجاج بالشكوكيّة الشخصيّة !
هههههههههههه ( ضحكات متوسطة من الجمهور )
لينوكس : لكن يُمكنني أن أقلب هذا وأقول أنّكَ تحتج بالسذاجة الشخصيّة !
فأنتَ تقول أنّ العقلانيّة تأتي من اللاعقلانيّة . وأنّ العقل يأتي من المادة .
بالنسبة لي تفسير الكتاب المُقدّس هو في البدء كانت الكلمة وكان اللوغوس وهذا منطقي تماماً .ويجعل قدرتنا على إستخدام العلم منطقيّة.
داوكنز : لكنّكَ لم تشرح من أين جاء اللوغوس أسأساً ؟
لينوكس : بالطبع لا , لأنّ اللوغوس لم يأتي من أيّ مكان .
داوكنز : إذن كيف تعتبر هذا جواباً ؟
لينوكس : لأنّ الفكرة أن تسأل مِنْ أينَ جاءَ اللوغوس تعني أنّكَ تسأل عن إله مخلوق .
بينما الصفة الأساسيّة للخالق في الكتاب المُقدّس أنّهُ ليس مخلوق بل هو أزلي !
وأنا أسأل نفسي لإستدلال الجواب الأفضل / ما الذي يُعتبر منطقياً أكثر؟
أنّ هناك لوغوس أزلي , وأنّ الكون وقوانينهِ والقدرة على التفسير الرياضي وخلافهِ وإنّ هذهِ الأشياء مشتقة , بما فيها العقل البشري من اللوغوس .
هذا منطقي أكثر بكثير بالنسبة لي كعالم من الفكرة المُعاكسة .
حينَ لايكون هناك تفسير لوجود الكون , هل تعتبر الكون حقيقة بسيطة ؟
داوكنز : الكون حقيقة بسيطة وأسهل للقبول من فكرة خالق واعي .
لينوكس : إذاً مَنْ صنعَ الكون ؟
داوكنز : أنتَ الذي تُصّر على هذا السؤال .
لينوكس : لا .. لا , أنتَ سألتني مَنْ صنعَ الخالق ؟
الكون صنعكَ يا ريتشارد , فمن صنع الكون ؟
داوكنز : الإله هو كيان مُعقّد ويتطلّب تفسيراً أكثر تطوّراً وصعوبة من تفسير الكون , الذي يُعتبر وفق الفيزياء الحديثة كياناً أبسط بكثير .
إنّها بداية بسيطة . بداية بسيطة لكن ليست هامشيّة .
لكن تفسيرها أبسط بكثير بالتأكيد من تفسير شيء مُعقّد كإلهٍ خالق .
لينوكس : نعم لا يُمكنكَ تفسير وجود الإله . لكنّي أعتقد أنّك لم تفهم سؤالي .
أنا أضع مُقارنة , أنتَ تقول , ولا تجعلني أتقوّل عليك , فهذا من غير العدل . لكن يبدو لي أنّكَ تعني , أنّهُ من السُخف أن أؤمن بإله صنعَ الكون , لأنّي لا أعرف مَنْ صنعَ الله !
كلّ ما أفعلهُ هو أنّي اقلب السؤال عليك , لاقول لكَ :
أنتَ تعترف أنّ الكون صنعكَ لأنّهُ لايوجد غيره , فمن صنعَ الكون إذاً ؟
داوكنز : أنا افهمكَ تماماً جون .
نحنُ الإثنان نواجه السؤال ذاتهِ , هو كيف بدءّ الكون !
لينوكس : نعم
داوكنز : أنا أقول أنّهُ من السهل بكثير أن نبدأ بشيء بسيط بدلاً أن نبدأ بشيء مُعقّد . وهذا ما يعنيهِ التعقيد .
لينوكس : ولكنّي لا أظنُ ذلك .
فلو أمسكتَ بكتاب إسمهُ وهم الإله ( هذا كتاب داوكنز الأشهر ) , وهو كتاب متطوّر وفيهِ الكثير من الكلمات .
في الواقع ومنذُ نظرتي للصفحة الأولى , ودون الحاجة لتجاوزها , أستنتج أنّ الكتاب يأتي من كائن أكثرُ تعقيداً من الكتاب نفسهِ , وهو أنت !
داوكنز : نعم , بالتأكيد الأشياء المُعقّدة موجودة , والأدمغة موجودة .
لينوكس : إذاً , لماذا لا ننظُر للكون وهو يشتمل على داوكنز ولينوكس ؟
داوكنز : سأخبركَ لماذا , سأخبرك .
لأنّ دماغي الذي أنتجَ الكتاب لهُ تفسير بدورهِ . هذا التفسير هو التطوّر !
وهكذا نعود شيئاً فشيئاً , الى بداية الكون .
هذا يُعطي تفسيراً للأدمغة المُركبّة التي تنتج كُتباً ومتاحف وسيارات وحواسيب . بالتأكيد توجد أشياء مُركبّة تصنع أشياء مُركبّة اُخرى .
ولكن العلم يعرف كيف تنشأ الأدمغة المُركبّة من بدايات بسيطة .
لينوكس , يقاطع : لا أعتقد ذلك أبداً .
على مستوى مَنشأ ( نشوء ) الحياة , فمن يقرأ الأدبيّات العلمية بما فيها المُعاصرة , فإنّ كلمة مُعجزة موجودة الى حدّ قد لا يُعجبك !
ذلك بأنّ الإنتقال من صفات التنظيم الذاتي للجزيئات الصغيرة في الزمن البدائي , الى صفات التنظيم الذاتي الهائلة في الجزيئات الكبيرة . لايوجد أيّ طريقة لهذا .
داوكنز يُقاطع : أنتَ تفترض أنّهُ لا يوجد , ولكن هناك الكثير من العمل اللازم . العلم لا يعرف كلّ شيء بعد . ولا تزال هناك ثغرات .
لينوكس : نعم أنا لا أستبعد وجود تفسير مادي لها , ولكن يبدو لي أنّ الوصف الأساس للغة الحامض النووي العتيقة يُشير أكثر بكثير الى وجود لوغوس إلهي بدأها . أكثر ممّا يمكن تفسيره بالكامل بالظواهر الطبيعيّة المحضة .لأنّي أوّد العودة للنقطة السابقة ,
بإنّ هذا الإختزال المُتطرّف , يستبعد عنّا العقلانيّة التي نُجري من خلالها هذا الحوار .
أنا لا أشعر بأنّي مُغرّر للإيمان بأنّ الكون مصنوع .
بل أؤمن حقاً انّهُ مصنوع .وهذا لايقف في طريق العلم .
أنا أخشى أحياناً , أنّ الإنقسام الذي تدعيهِ / إمّا العِلم أو الله ؟
قد يُبعد بعض الناس عن العِلم لأنّهم سيختارون … الله ! ممّا سيكون مؤسفاً .
داوكنز : حسناً أنتَ تقفز من موضوع لآخر .
لينوكس : نعم
داوكنز : يُمكننا الحديث عن أصل الحياة أو فكرة المُعجزات أو فكرة أنّ إسلوبي في العلم يُنفّر الناس .
حسناً فلنبدأ من الأخير إذاً . عندما تشاء تقوم بإقحام السحر من أجلِ معجزات الكتاب المقدّس . وتُقحم السحر في مَنشأ الحياة .
أنا لا أستطيع تفسير مَنشأ الحياة حالياً . أعني , لا أحد يستطيع .
يقاطع لينوكس : لكن هل تؤمن أنّ تفسيرها سيكون طبيعياً ؟
داوكنز : نعم , وأعتقد أنّهُ من الجُبن والإنهزاميّة أن نفترض أنّهُ لمجرّد جهلنا بشيءٍ ما , فهو حدثَ بالسحر .
لينوكس : أنا أتفق معكَ ,أنا ضدّ فكرة إله الثغرات The God of the gaps
داوكنز يقاطع : لكن هذا ما تفترضهُ أنتَ . أنّهُ إله الثغرات !
أنتَ تُشير الى مَنشأ الحياة ومَنشأ الحامض النووي , وتقول ……
حسناً داروين فسّر كلّ شيء بعد مَنشأ الحياة , ولكنّهُ لم يُفسّر منشأ الحياة , وهذا إله الثغرات .
لينوكس : أعتقد هناك نوعين من الثغرات , هناك ثغرات سيّئة يغلقها العِلم . لكن أليس من الممكن أنّ العلم يفتح ثغرات جديدة ؟
ما أقصدهُ أنّ إفتراضكَ كما أفهمهُ ,سيوجد تفسير شامل إختزالي طبيعي لكل شيء بمصطلحات علميّة .
أنا لا أعتقد هذا . فإن كان هناك إله وهو الذي خلّقَ هذا الكون , وإن كان كما أؤمن به , إلهاً شخصياً , فأتوقع أن تحصل بعض الأشياء .
أحدها أننّا سنجد دلائل في الكون على وجود الإله , وأعتقد أنّها موجودة في قابليّة الكون للتفسير الرياضي . وفي التوليف الدقيق لقوانين الكون وفي التطوّر البديع فيه . أتوّقع أن أجد يدَ الله هناك .
سأتوقع أيضاً وجود حالات يتحدث فيها الإله بطريقة خاصة , وبالتالي أعتقد أنّنا حينما نحاول تفسير تلك الحالات بوسائل علميّة إختزاليّة بحته , تزداد الصعوبة , بدلاً من البساطة . ولا أتوّقع أنّ تلك الحالات كثيرة وأظنّ أنّ مَنشأ الحياة من ضمنها .
وبالتأكيد إذا تناولنا التأريخ القريب وأنتَ ذكرتَ المعجزات التي أعتبرها جوهرية , وأنتَ تُسميها تافهه .
أنا أعتبرها مهمة جداً لأنّها تتناول شيئاً يهّم كلّ إنسان / سؤال الموت !
إن كان يسوع فعلاً بُعِثَ من الموت تأريخياً فهذا يُشكّل فرقاً عظيماً في رؤيانا للعالم .
فعلى عكس إعتبارها تافهه إن كان هذا هو الإله الذي يُخاطبنا , فسآخذهُ بجديّة مُتناهيّة . فلماذا تعتبرها تافهه ؟
……
إنتهى الجزء الثالث
**************
ملاحظاتي
إنظروا كيف يستخدم رجل الدين , علم الرياضيات ومنطقهِ لإثبات وجود الإله , لا أقصد إن كان موفقاً أم لا . المهم يستخدم معلومة يعترف بها المقابل .
لاحظوا أيضاً , كيف يتفقون أحياناً فلا يجدون حرجاً في إعلان ذلك
معناها ليس كلّ الحوار والمناظرة إختلاف وتكذيب للآخر وصراع ديكة
هناك مجالات عديدة يتفقون فيها . مثلاً عندما قال لينوكس
أنّ علم التطوّر لا يتناول منشأ الكون ومنشأ الحياة
أجابهُ داوكنز .. هذا صحيح بالتأكيد
بينما عندنا النقاش , حتى لو قال له ( يا حاج ) يعترض صاحبنا ( يوسف البدري ) قائلاً لسيّد القمني , إحترمني كما أحترمكَ , أنا داعيّة و عالم ديني , لاتنادي ب الحاج !
فإذا كان يستعر من لقب الحاج ؟ أليس من النفاق أن يدّعي محبتهِ وخضوعهِ الكامل للإله المعبود ؟
معلومة أكيدة عنّي / لاأكره عبارة مُبالغ فيها , أكثر من وصف المشتغلين بالدين عندنا .. بالعالم الديني !

تحياتي لكم وطابت أيامكم بالعلم والإيمان الناف

رعد الحافظ
23 يناير 2012

Posted in فكر حر | Leave a comment

هكذا قرأتُ القرآن 4 سورة المُدَّثِّر

قرأت اليوم سورة المُـدَّثِّر المرقمة 74 في مصحف عثمان، لكنها الرابعة في ترتيب “التنزيل” والتي قال عنها بعض أهل التأويل: بل هي أوَّل ما نزل مِن القرْآن- كما مرّ في ما سبق. فإن كانت هي السورة الأولى ومطلعها: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فأَنْذِرْ ٢ وَرَبَّكَ فكَبِّرْ ٣ وثِيابَكَ فطَهِّرْ ٤ والرُّجْز فاهْجُرْ ٥ ولا تمْنُنْ تسْتكْثِرُ ٦ ولِرَبِّكَ فاصْبرْ ٧… إلخ} فيا للهول بقوله “ قمْ فأنذِرْ” فماذا كانت ماهية تلك النذارة ولِمَنْ وما المناسبة؟

في هذه اللحظات تبدّى لي الملاك المعتاد (حَقّائـِيْل) قادماً من أكبر أقمار زحل ال 61 والمسمّى تيتان (1) فأملى عليّ سورة “المتنوّر” قائلاً:
أيّها المُتنوّر* بحقوق الإنسان بشِّرْ* المرأة تساوي الرجل لا يبخسْ أحدُهما حقّ الآخر ولا يَستهتِرْ* الطفل ثروة المستقبل فاحرص على صحّته واٌسهَرْ* دارِ الشيخة والشيخ من خدمتهما لا تتذمّرْ* لا يجُعْ في أمّتك غريبٌ وأمّا الصّائمُ فلا يتضوّرْ* وربّك إمّا نَخَسَ الشيطانُ فاٌذكـُرْ* الخاطئُ عن ذنبه فليُكـَفـّرْ* والدائنُ على المَدِين فليَصْبرْ* أمّا العادات السّيّئة فغيِّرْ* إهتمّ بالفكر وطوِّرْ* بـِئسَ العقلُ المُتحَجّر* أمّا القلبَ فطهِّرْ* وأمّا لسانك فقصّرْ* شتّان ما بين المُبشّر والمُنذِر* إنّ الزاوية بين اتجاهيهما لَمُنعَكِسة ٌ فقدِّرْ* »»» أي180 درجة هندسيّاً.

وقد سبق لي توضيح الفرق ما بين البشارة {بالخير} وبين النذارة {بغير الخير} ممّا ورد في معجم “مقاييس اللغة” ويمكن قراءة المزيد في مقالة لي مسبقة تحت عنوان “لا نبيّ من نسل إسماعيل” – الحلقة الثالثة- عبر الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=185250

ولأبدأ بدراسة الجملة الأولى؛ لقد وجدت في تفسير قوله “يا أيُّهَا المُدَّثِّرُ” ما ماثل تفسير قوله “ياأيّها المُزَّمِّلُ” على رغم اختلاف أهل التأويل فيما تدثر الرسول وفيما تزمّل، سواءٌ الثياب أو الرسالة، لكنّ المعنى اللغوي وغالبية المفسّرين رجّحوا الثياب على الرسالة (أو القرآن- في قول ابن عبّاس) وفيما يلي دليل من كتاب القرطبي والذي سأقتطف منه أشياء أخرى بعد قليل؛ قال في بداية تفسير السورة:
{أي يا ذا الذي قد تدثر بثيابه، أي تغشّى بها ونام، وأصله المتدثر فأ ُدغِمَتْ التاء في الدال لتجانسهما.
قال عكرمة: معنى “يا أيها المُدّثّر” أي المدثر بالنبوّة وأثقالها. ابن العربي: وهذا مَجاز بعيد؛ لأنه لم يكن تنبّأ بعد. وعلى أنها أوّل القرآن لم يكنْ تمكن منها بعد أنْ كانت ثانِيَ ما نزل.
قال مُقاتِل: معظم هذه السورة في الوليد بن المغيرة. قالوا: صَبَأ الوليد بن المغيرة؛ فدخل عليه أبو جهل وقال: ما لك يا أبا عبد شمس! هذه قريش تجمَعُ لك شيئاً يعطونكهُ، زعموا أنك قد احتجت وصبأت. فقال الوليد: ما لي إلى ذلك حاجة، ولكني فكّرتُ في محمد، فقلتُ: ما يكون مِن السّاحر؟ فقيل: يفرّق بين الأب وابنه، وبين الأخ وأخيه، وبين المرأة وزوجها، فقلتُ: إنه ساحر. شاع هذا في الناس وصاحوا يقولون: إنّ محمداً ساحر. ورجع رسول الله (ص) إلى بيته محزوناً فتدثر بقطِيفة، ونزلت: “يا أيّها المُدّثر”} انتهى

تعليقي: 1. إنْ صحّت هذه الرواية عن الوَلِيد بْن المُغِيرَة المَخزُومِيّ، أحَد رُؤسَاء قرَيْش، فمنطقيّاً أنّه عرف بادّعاء محمد النبوّة قبل هذه الحادثة إذ سمِع بمجموعة من الجُمَل القرآنية من لسان محمّد، حتى انشغل بأمره فقرّر أنّ محمّداً ساحر.
ومن جهة أخرى: 2. ما دخل الإله والدين في خلاف دارَ بين الوليد بن المغيرة وبين مؤلّف القرآن وتالياً ما ذنب قرَيش وسائر القبائل العربية وغير العربيّة لتـُرغـَم على التصديق برجُل ادّعى نبوّة ولم يأتِه ربّه بدليل واحد عليها لا بمعجزة ولا أعجوبة قدّام الملأ؟ فكان نصيب البشر من أمثال الوليد بن المغيرة هو قوله من ٢٤-٢٧ ويا للهول مرّة أخرى: {إنْ هذا إلّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ٢٤ إِنْ هذا إلَّا قولُ البَشَرِ ٢٥ (وهاتان “الآيتان” هما من أقوال الوليد بن المغيرة حَرْفِيّاً لمُحَمّد- أنظر تفسير ابن كثير للجملة ٢٥) وكان جواب ربّ محمّد: سَأصْلِيهِ سَقَرَ ٢٦ ومَا أدراك مَا سَقرُ ٢٧ لَا تُبْقِي ولا تذرُ ٢٨} فتأمّل أخي القارئ- وأختي القارئة- كم بلغت قسوة ذلك الإله وإلى أيّة درجة في وقتٍ عَجز من تأييد رسوله ولو بمُعجزة واحدة أمام الوليد خصوصاً وقريش عموماً بدلاً من سفك دماء مئات الآلاف في عهده وفي عهد خلفائه من بعده.
3. بالعودة إلى أوّل ما “نزل” من القرآن- بالإضافة إلى قول ابن العربي المذكور في تفسير القرطبي أعلى: لا أظنّ بالـ “المدّثّر” سورة القرآن الأولى بل العَلَق.

ولقد لفتتني في هذه السّورة مواضيع شتى منها الفاصلة (أي القافية) التي استخدَمَ مؤلّفُ القرآن كما ورد في الجُمَل السبع الأولى {والتي وجدت مثلها في سُوَر القمر والضحى والكوثر} ثمّ غيّر الفاصلة بقوله النَّاقورِ، عَسِيرٌ، يَسِير. ثمّ غيّرها بقوله وَحِيدًا، مَمْدُودًا، شُهُودا… إلخ. ثمّ عاد إلى القافية الأولى بقوله قدَّرَ، نَظَرَ، بَسَرَ… إلخ- مع تكرار بعضها أزيَدَ من مرّة. ثمّ أتى بقافية يتيمة: رَهِينة- الجملة (٣٨) ثمّ غيّر بقوله اليَمِين، يَتسَاءَلُون، المُجْرِمِين، ثمّ عاد إلى سقر (٤٢) ليستمرّ مع المُصَلِّين، المِسْكِين، الخائِضِين… إلخ حتى غيّر أخيراً بقوله مُسْتَنْفِرَة، قسْوَرَة، مُنَشَّرَة… إلخ. وهذا- في تقديري المتواضع- ضعفٌ واضح في الخيال وعجز من حصر الفواصل بقافية مُوحّدة- إذا ما قورن مع أدب الحقبة المسمّاة بالجاهليّة، ممّا لوحظ في جميع قصائد الشعر القديم وفي سجع الكهّان. قلت هذا لأنّي من المهتمّين بالأدب العربي القديم حتى عرفت أسلوب كتابة كلّ من الشعر العمودي والسجع، أي أني أدرك تماماً كيف حاول الأديب القديم نسج قصيدته (أو الأسجوعة) موضوعيّاً وكيف أجاد في حبكها مُدارياً القافية.

أمّا بعد؛ بل ما أثار دهشتي قوله وهو في بداية الدعوة الإسلاميّة ياأيّها المُدَّثِّرُ (١) قمْ فأنذِرْ (٢) فما هي قواعد الدين الجديد التي أرسى ذلك الرجُلُ “العبقري” حتى أنذر من خالفها بنار جهنم بقوله: (سَأصْلِيهِ سَقرَ) وكان لا زال في بداية الطريق إلى تأسيس دين جديد؟ فلأذهبنّ إلى بعض المُفسِّرين المعتمَدين إسلاميّاً، ابتداءً بالأئمّة القدماء، قبل الحُكم على عبقريّة ذلك الرجل. هنا أوّلاً تفسير الطبري: وقوله (قم فأنذر) يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد ص: قم من نومك فأنذر عذاب الله قومك الذين أشركوا بالله، وعبدوا غيره. حديث 27363 – حدثنا بـِشر… عن قتادة (قم فأنذر) أي أنذر عذاب الله ووقائعه في الأمم، وشدة نقمته.
وهنا تفسير القرطبي: أي خوِّف أهل مكة وحذرهم العذاب إنْ لمْ يُسلموا. وقيل: الإنذار هنا إعلامهم بنبوته؛ لأنه مقدمة الرسالة. وقيل: هو دعاؤهم إلى التوحيد؛ لأنه المقصود بها. وقال الفرّاء: قم فصلّ وأْمُر بالصلاة.
وفي تفسير الجلالين “قمْ فأنذِرْ” خوِّفْ أهْل مَكَّة النَّار إنْ لمْ يُؤمِنوا.

تعليقي: وما دخل ذلك الإله بالمشركين، له أنْ يُحاسبهم يوم القيامة لا أن يُسلّط عليهم زعيم عصابة ليقتلهم ويستبيح أعراضهم وكلّ ما لهم و(يجعل رزقه تحت ظلّ رمحه) في زمن كان جميع القبائل يعيش بأمان وسلام نسبيَّين على رغم التنوّع العقائدي واختلافه. أمّا التوحيد فلديّ أدلّة على أنّ في الدين المحمّدي تخبّطاً والتباساً ما بين التوحيد والشرك- ما لا أريد الخوض فيه الآن- لعلّ شهادة المسلم الثانية وواو العطف بين الله والرسول في القرآن وتقبيل الحجر الأسود من الأمثلة، لكنّ التوحيد كان معروفاً في شبه جزيرة العرب ولم يأتِ محمّد بجديد إطلاقاً.

ومن اللافت أيضاً قوله: (كلَّا والقمَرِ ٣٢ والليلِ إذْ أدْبَرَ ٣٣ والصُّبْحِ إذا أسْفرَ ٣٤) ففي تفسير الطبري: يعني تعالى ذكره بقوله “كلّا” ليس القول كما يقول من زعم أنه يكفي أصحابه المشركين خزنة جهنم حتى يجهضهم عنها، ثم أقسم ربنا تعالى فقال: “والقمر”
وأضاف القرطبي: ثُمَّ أَقسَمَ على ذلِكَ جَلَّ وعَزَّ بالقمَرِ وبما بَعْدَهُ، فقال: “واللَّيْل إذا أدْبَرَ”
واقتصر تفسير الجلالين على قولهما: “كَلَّا” اسْتِفتاح بمَعْنى أَلَّا.
أمّا المُدوَّن في تفسير ابن كثير لقوله “كلَّا والقمَرِ”: لا يوجد تفسير لهذه الآية!

تعليقي: إنها ليست المرّة الأولى التي أقسم الخالق ببعض مخلوقاته كالقمر والنجم أي بمخلوق من مرتبة دونه. وبهذا المقياس لا يُلامُ أحد أتباع هذا الدين إذا ما أقسم بناقة أو جمَل. ولقد تفرّد القرآن بتشويه صورة الخالق الذي يسمو على كلّ قسَم وعلى سائر حاجات الإنسان. وهذا القسم من الأدلة القاطعة على أنّ القرآن كلّه من تأليف محمّد. ولا أدري ما كان هذا السبب وراء عدول ابن كثير عن تفسير الجملة ٣٢ في هذه السورة، علماً أنّ الجلالين قد عدلا عن تفسير بعض آيات القرآن ممّا سأذكر في حلقات قادمة.

وسأكتفي في قراءتي هذه السّورة بالتعليق على تفسير القرطبي لقوله: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) – المدّثّر: ٣٠
مقتطفات من التفسير: {* أي على سقر تسعة عشر من الملائكة يلقون فيها أهلها. ثم قيل: على جملة النار تسعة عشر من الملائكة هم خزنتها؛ مالك وثمانية عشر ملكاً. ويحتمل أن تكون التسعة عشر نقيباً، ويحتمل أن يكون تسعة عشر ملكاً بأعيانهم. وعلى هذا أكثر المفسرين. الثعلبي: ولا ينكر هذا، فإذا كان ملك واحد يقبض أرواح جميع الخلائق كان أحرى أن يكون تسعة عشر على عذاب بعض الخلائق.

* وفي “تِسْعَةَ عَشَرَ” سَبْع قِرَاءَات: قِرَاءَة الْعَامَّة “تِسْعَةَ عَشَرَ” وقرَأ أبو جَعْفر بن القعْقاع وطلْحَة بْن سُليمَان “تِسْعَة عْشَرَ” بإسْكانِ العَيْن. وعن اِبْن عبّاس “تِسْعَةُ عَشَرَ” بضَمِّ الْهَاء. وعنْ أنَس بن مالك “تِسْعَةُ وَعَشَرْ” وَعَنْهُ أَيْضًا “تِسْعَةُ وَعَشْرُ” وَعَنْهُ أَيْضًا “تِسْعَةُ أَعْشُر” ذكرَها المَهدَوِيّ وقال: مَنْ قرَأ “تِسْعَةَ عْشَرَ” أَسْكن العَيْن لِتوالِي الحَرَكات. ومَنْ قرَأ “تِسْعَةُ وَعَشَرْ” جَاءَ بهِ على الأصْل قبْل التركيب، وعَطفَ عَشْرًا على تِسْعَة، وحَذفَ التّنوين لِكثرَةِ الِاستعمال، وأسْكن الرّاءَ مِنْ عَشَر على نِيّة السُّكُوت عليها. ومَنْ قرَأ “تِسْعَةُ عَشَر” فكأنّهُ مِن التّداخُل؛ كأنّه أرَاد العَطف وترْك التّرْكيب، فرَفعَ هاء التأنيث، ثمَّ راجَعَ البناءَ وأسْكن. وأمّا “تِسْعَة أعْشُر”: فغيْر مَعْرُوف، وقدْ أنكرها أبو حَاتِم. وكذلِكَ “تِسْعَةُ وعَشْر” لأنّها محمولة عَلى “تِسْعَة أعْشُر” والواو بَدَل مِن الهَمْزة، وليس لذلك وَجْه عِند النّحْويِّين. الزمَخشريُّ: وقُرِئَ: “تِسْعَة أعْشُر” جَمْع عَشِير، مِثْل يَمِين وأيْمُن} انتهى

وتعليقي: أوّلاً- أيّ القراءات في “اللوح المحفوظ” الوارد في سورة البروج: 22
ثانياً- إنّ الإختلاف يدلّ على ما حَكَمَ به مؤلّف القرآن على نفسه في سورة النساء: 82

———————

(1) القمر تيتان- بلغات عدّة:
http://en.wikipedia.org/wiki/Titan_moon

____________________________

شكراً جزيلاً لمن تفضّل- وتفضّلت- بالتعليق على الحلقة السابقة:
1.للأخت العراقيّة الغالية على جميع ما تفضلت به في سلسلة هذه القراءات- لقد أسعدتني مداخلاتك كثيراً
2. للأخ العراقي الغالي على الاستفسار المشروع- أبادلك أطيب التحايا
7. للأخ الكاتب فيصل البيطار- لقد سرّتني مداخلاتك المميّزة في حلقات هذه السلسلة، بل أثلجت صدري، أبادلك الإعجاب وأطيب التحيات
11. للأخ السيد وليد- أتفهّم موقفك الإنساني وأثني عليه مع مبادلتك أطيب التحيات.

أمّا المداخلات الأخرى فقد أجبت عليها في حقول التعليقات سابقاً، يمكن لمن يهمّ الأمر العودة إليها، لأنّ تكرار الإجابة من جهتي على تعليق متكرر مضموناً ليس من البلاغة عندي. شكراً مع التقدير

Posted in فكر حر | Leave a comment

مسيحيو سوريا وخرافة وضعهم المستقر

بقلم: طلال عبدالله الخوري

يروج الكثير من الكتاب السوريين والعرب ومنهم الكثير من المسيحيين لخرافة غير منطقية ولا أساس لها من الصحة, تفيد بأن المسيحيين السوريين يعيشون بوضع مريح ومستقر مقارنة بنظرائهم من المسيحيين في كل من الدول المجاورة في كل من العراق وفلسطين ومصر, حيث تعرض المسيحيون هناك لجرائم ارهابية مباشرة من قبل المتطرفين الاسلاميين. هؤلاء الكتاب وقعوا في هذه المغالطة دون ان يتعنوا مشقة البحث أو حتى مشقة التفكير المنطقي, ليتبينوا بأن ما يروجون له يعاكس الواقع والوثائق والتاريخ, ولا يرق الى كونه اكثر من خرافة. نذكر من هؤلاء الكتاب, والذين نحترمهم وهم اساتذتنا, الكاتب القبطي مجدي خليل, والكاتب الاردني شاكر النابلسي, والكاتب السوري غسان المفلح واخرهم الكاتب سعيد لحدو في مقاله المنشور بالحوار المتمدن بتاريخ السابع من تموز.
تاريخيا, فأن جميع مواطني سوريا هم مواطنون اصلاء لهم تاريخ عريق يمتد الى آلاف السنين, ويتكون مواطني سورية من العناصر السريانية ومنهم يأتي اسم سورية كبلاد للسريان والعناصر العربية والتي تعود اصولهم الى مسيحيي ممالك الغساسنة والمناذرة المتحضرة, والاكراد والذين هم ايضا مواطنون اصلاء.

في هذه المقالة سنحاول تفنيد خرافة وضع المسيحيين السوريين المستقر من خلال المحاور التالية:

اولا: ان الاسلام وقرآنه وشريعته وتاريخه وفقهه وفتاويه وكل كتب تراثه هي ذاتها في كل الدول العربية , والاكثر من هذا فأن طريقة دخول الاسلام الى هذه البلدان واسلمة معظم ابنائها وبقاء اقلية منهم على دين اجدادهم بشرط دفع الجزية عن يد صاغرة, هي ايضا متماثلة, لدرجة ان هذا التاريخ يبدو وكأنه لم يكتب منفصلا وانما نسخ بواسطة ورقة كربون لجميع الدول العربية! وبالأضافة الى ذلك, فأن ما يتم تدريسه عن الاسلام في المدارس والمساجد والجامعات هو نفسه في كل البلاد العربية, ومعظم الائمة تخرجوا من ذات الجامع الازهر, وحزب الاخوان المسلمون, والسلفيون, والجهاديون هم نفسهم واهدافهم هي ذاتها في كل البلاد العربية…. فما الذي يجعل المسلم السوري او المسيحي السوري مختلفون عن نظرائهم في البلدان العربية؟؟ وما الذي يجعل مثل هؤلاء الكتاب يظنون بأن مسيحيي سوريا يتمتعون بالاستقرار اكثر من نظرائهم في بلدان الجوار؟؟
من المعروف بان الاولية للحكام العرب هي استقرار انظمتهم, واختلاف معاملتهم للمسيحيين بدولهم, تأتي باختلافهم بكيفية استخدام الورقة الطائفية المسيحية ومدى فائدتها لاستقرار واستمرار أنظمتهم, وللاسف لايعامل الحكام العرب المسيحيين كمواطنين ولكن يعاملوهم كورقة للمساومة والتفاوض يحتفظون بها لوقت الحاجة اوعندما تستدعي الضرورة. فاذا كان من مصلحة هذه الانظمة ان تلعب بالورقة الطائفية لسبب او لاخر فهي لن تتوانى عن هذا. على سبيل المثال يمكن ان تلعب هذه الانظمة بالورقة الطائفية, اذا ارادت ان ترسل رسالة للغرب بان المعارضة هي الخيار الاسوء وان التعامل مع انظمتهم هي افضل الخيارات وبذلك يستجدون الدعم لانظمتهم . مثال اخر على استخدام الورقة الطائفية , هو ان ترسل رسالة للشعب بان الخيارات الموجودة من المعارضة هي سيئة جدا فتذكرهم بمساوئ الاسلاميين ومساوئ حكمهم وذلك باثارة فتنة طائفية ما.

ثانيا: ان وقوع سورية كأقرب دولة الى مركزية الدولة الاسلامية بالعهد الراشدي, ومن ثم لتصبح مركز الدولة الاسلامية بالعهد الاموي, ثم لتعود الدولة الاقرب للمركز بالعهد العباسي والعثماني , كان من الطبيعي ان تتعرض سورية للتشديد اكثر من البلاد العربية الاكثر بعدا من المركز, وبالتالي التأكيد على تطبيق الاحكام الاسلامية على شعبها المسيحي بمنتهى التشدد وهذا هو ببساطة المنطق الجغرافي لضبط الحكم والسيطرة على الحكم والبلاد. فعلى سبيل المثال نرى بأن هناك جالية سورية مسيحية هاجرت من حلب الى السودان ابان الحكم العثماني لانهم لم يتحملوا الاضطهاد المفروض عليهم آنذاك!
يذكر المؤرخ الروسي قسطنطين بازيلي بكتابه “تاريخ سورية وفلسطين ابان الحكم العثماني” , وهوشاهد العيان لهذا التاريخ حيث كان يعمل قنصلا للقيصرية الروسية بكل من سورية وفلسطين, بان الغوغاء من المسلمين كانوا يهجمون على المسيحيين السوريين ويقتلون منهم انتقاما, ضعف العدد الذي كان يفقده الجيش العثماني بمعاركه الخاسرة على حدوده الشمالية المتاخمة للقيصرية الروسية المسيحية, والاكثر من هذا كان الحجاج العثمانييون الذين يعبورون سوريا الى مكة المكرمة للحج, ينكلون بمسيحيي سوريا ويقتلون بهم انتقاما لقتلاهم مع الجيش القيصري, ويضيف بأن هؤلاء الغوغاء اخذوا قرارا بابادة المسيحيين السوريين عن بكرة ابيهم ذبحا, بعد ان ضعفت سلطة الدولة العثمانية وزادت خسائرها في حروبها مع الدول المسيحية الاوروبية, ولم ينقذ المسيحيين السوريين من الابادة, الا معجزة حصلت آنذاك, حيث بعد ضعف الامبراطورية العثمانية قام الطموح ابراهيم باشا ابن على باشا والي مصر باحتلال سورية وطبق في سورية سياسة التسامح الديني التي كانت متبعة كسياسة بمصر تحت حكم والده العظيم والذي اوصل مصر الى مصاف ارقى الدول آنذاك.
من هنا نرى بأن هدوء مسيحيي سوريا وخنوعهم هو نتيجة للخوف الزائد الذي عاشوه على مدى آلاف السنين مما آدى الى اذلالهم وقبولهم بالامر الواقع, وبالتالي ادى الى معاناة معظمهم من مرض نفسي مزمن هو عقدة استكهولم, لدرجة بان المسيحي السوري والذي يعيش بشمال اميركا أو اوروبا ويحمل جنسية دولها, يظل يدافع عن الاسلام ويمتدح الاسلام وحتى يكيل المديح لاي سلطة مهما كانت استبدادية بسبب ان هذا المستبد مسلم.

ثالثا: الوضع المستقر ليس دائما وضع ايجابي , فعلا سبيل المثال الوضع كان مستقرا بكل الدول الاستبدادية, ولكن هذا الاستقرار كانت نتيجة للبطش والقبضة الحديدية, وبسبب اللجم التعسفي لكل شئ يمكن ان يهز من استقرار الحكم. فعلى سبيل المثال كان العراق مستقرا مثل وضع سورية تحت حكم صدام حسين, ولكن ماذا حدث عندما ازيحت القبضة الحديدية؟؟ طافت على السطح كل المشاكل المدفونة او المطمورة بطبقة خفيفة من الغطاء, وحصل ارهاب ضد مسيحيي العراق !! فما المانع من ان يتكرر ما حدث بمصر والعراق بسورية؟؟ الجواب لاشئ!! وكل املنا بان شعوبنا قد تغيرت وتطورت وبدأت تفهم الاختلاف والتنوع, وبأن الدين مكانه داخل المسجد, ويجب ان يحجر عليه هناك كما فعل الغربيون, وهذا ما نطمح اليه ونأمله من الثورة السورية المباركة والتي ينشد شبابها: لا اخوان ولا سلفية , نحن طلاب الحرية.
ومن الادلة على ان استقرار المسيحيين السوريين هو استقرار سلبي وليس ايجابي, هو احجام الكثير من الاسر المسيحية عن استخدام الاسماء التي تدل على ان حامل هذا الاسم مسيحي مثل الاسماء المسيحية العربية والارامية والتي هي اسماء سورية اصيلة يتسمى بها السوريون منذ آلاف السنين قبل انشاء الاسلام مثل اسم جرجس, مخائيل, بطرس, حنا,..الخ ويحاولون استخدام الاسماء المشتركة بين المسيحيين والمسلمين مثل: سعيد, ماجد, فراس, نادر ….الخ

من هنا نرى بأن وضع المسيحيين السوريين هو ليس بأي حال من الاحوال افضل من نظرائهم بدول الجوار, لا بل نحن نجزم بأن وضع مسيحيي سوريا هو الاسوء من بين كل دول الجوار فعلى الاقل فأن مسيحيي دول الجوار قد وصلوا الى مرحلة متقدمة من المطالبة بحقوقهم, بينما يفضل مسيحيو سوريا الصمت لانهم تربوا على الخوف حتى من اظهار المعاناة التي واجهوها ويواجهونها على مدار آلاف السنين, حتى اصبح الخنوع للاضطهاد جزء من شخصيتهم وحياتهم, والاكثر من هذا فغالبيتهم العظمى تعاني من مرض نفسي معروف هو عقدة استكهولم او كما تسميها العزيزة وفاء سلطان (بعقدة كيس الحاجة), واعراض هذه العقدة تظهر محبة المرضى لجالدي ظهورهم والدفاع عنهم.
نحن كمسيحيين سوريين نؤمن بأن الثورات التكنولوجية التي جعلت من العالم قرية كونية يتفاعل فيها الناس بعضهم مع بعض, وانتشار مفاهيم الحرية وحقوق الانسان, والتي اثرت بشكل مباشر على الشعوب العربية ومنها الشعب السوري كفيلة بتغيير شعبنا الى الافضل وبتبني الفصل بين الدين والدولة,لذلك نحن نؤمن بأن الامل لمسيحي سوريا بالتغيير هو سيكون عن طريق الثورة السورية العظيمة والتي تجري الآن على ارض الوطن , لذلك المسيحيون السوريون هم اكثر الداعمين للثورة السورية والتغيير بسورية.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

مُناظرة بين داوكنز ولينوكس ( 2)

مُناظرة بين داوكنز ولينوكس ( 2 )

Debating

أستمر في تفريغ محتوى الشريط الأصلي التالي

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=VrOKDy421fY

وهو يحوي مناظرة جدليّة علميّة فلسفيّة بين عالمين ذوي شأن من جامعة إكسفورد البريطانيّة العريقة , هما ريتشارد داوكنز ( في البايولوجي , وغير مؤمن أو .. لا ربوبي )وجون لينوكس ( في الرياضيات , ومؤمن )الجزء الأوّل من الشريط مع ملاحظاتي ستجدونهُ في الرابط التالي

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=292256

**************كان آخر سطر في الجزء الأوّل هو قول/ جون لينوكس التالي :أنا أؤمن بأنّ الكون مفهوم عقلانيّاً , لأنّ الإله الخالق وراءه .حسناً , فكيفَ تُفسّر أنتَ مفهوميّة الكون العقلانيّة ؟ يُجيب ريتشارد داوكنز : حسناً جون , أنتَ قُلتَ أنّي اُؤمن أنّ الكون حادث غريب , وأنّ هذا هو عكس ما تؤمن بهِ .لسنواتٍ كثيرة , بل بالأحرى لقرون عديدة , كان من الظاهر إستحالة أن يكون الكون حادثاً غريباً , فكان يكفي أن تنظر للأحياء وللتنوّع البديع الذي نراهُ في هذا المتحف ( يُشير الى موجودات قاعة متحف التأريخ الطبيعي في جامعة إكسفورد التي يتواجدون فيها ) .ويضيف , كلّ شيء يبدو مُصمماً , فكان من السُخف تماماً القول أنّها وِجدت من حادث غريب .ثمّ جاء داروين وأثبتَ أنّها ليست من حادث غريب , وليست مُصممة كذلك . بل هناك طريقة ثالثة تتمثل في علم الأحياء , بالتطوّر , بالإصطفاء ( الإنتقاء ) الطبيعي Natural selection  والتي ينتج عنها شكل شبيه بما هو مُصَمّم . إنّهُ ليس مُصمّم , نحنُ نعرف هذا الآن . ونعرف كيفَ حصل . لكنّهُ يوحي بالتصميم كثيراً  !بينما النظام الكوني لم يلتقي داروينهُ بعد  !فنحنُ لانعرف بعد كيفَ نشأت قوانين الفيزياء والثوابت الفيزيائيّة . بالتالي يُمكننا أن نتسائل ,إن كانت حادثاً غريباً أم أنّها مُصمّمة ؟ وبالمقارنة مع البايولوجيا يمكننا أن نتوّرع عن الثقة الزائدة بأنّها مُصمّمة لأنّنا أخطأنا قبل ذلك قبل ق.التاسع عشر,عندما ظننا أنّ الأحياء مُصمّمة.الآن بخصوص النظام الكوني , وأنّهُ إمّا حادث غريب .. أو مُصمّم  ؟ لقد جادلتُ كثيراً , بأنّهُ حتى لو لم نكن نعرف كيف نشأ الكون , يبقى ليس من المُفيد إستجلاب فكرة صانع للكون .لأنّ الصانع هو بحّد ذاتهِ يتطلب تفسيراً لوجودهِ  !ورغمَ صعوبة تفسير أصل بسيط في الكون , أيّ كيفيّة وجود المادة والطاقة والثابت الفيزيائي والتواجد الكيميائي .بالرغم أنّه يصعب تفسير ظهور البساطة للوجود .لكن من الأصعب جداً تفسير نشوء ( شيء)  بمستوى تعقيد الإله  !يصعب تفسير نشوء إله ربوبي , وأصعب من هذا تفسير نشوء إله مسيحي , يهتم بالخطايا ويجعل نفسهُ يولد من العذراء . ***********ردّ جون لينوكس حسناً هناك ثلاث أو أربعة محاور , أوّلها ما فعلهُ داروين .. الخ ولكن بالطبع كما يبدو لي أنّكَ إعترفت بأنّ داروين لم يُفسّر أصلَ الحياة , ولا أصلَ الكون . وأنا أريد البدء من هناك أنتَ تقول , لانعرف كيف نشأت الكون لكن حين يقوم علماء الكون والفيزياء بدراستهِ , فدراستهم بذاتها وعِلمكَ أنتَ أيضاً يفترض أنّ الكون قابل للفهم عقلانياً .الآن , صححني إن كنتُ مُخطئاً , يبدو لي أنّ اللاربوبيّة تقول :أنّ الأفكار في عقولنا هي مجرد نتاج لعمليّة بلا عقل ولا دليل .فإن كان الأمر هكذا فيبدو لي أنّهُ من الصعب تصوّر قدرتهم على إخبارنا بأيّ شيء حقيقي عن أنفسنا . أعتقد ( ستيفن پنكر ) هو من قال أنّ التطوّر لهُ صلة بالنجاح في التكاثر , وليس لهُ صلة بالحقيقة !و( جون غراي ) وهو لا ربوبي أيضاً على حدّ علمي , قال قبل وقت ليس بعيداً , أنّ المشكلة في الداروينيّة إذا أخذتها بشكلها المُتطرّف فهي ستُضعِف فكرة أنّنا نستطيع الإعتماد على تفكيرنا .إذاً يبدو لي , أنّ لاربوبيتكَ تُقلّل من شأن العقلانيّة ذاتها , تلك التي نفترضها أنا وأنتَ حين ندرس الكون ! *******ريتشارد داوكنز يقول :  دعني اُجيبكَ عن ذلك .يبدو لي من السُخفِ حقاً القول , أنّهُ مادامت الأدمغة تطوّرت بالإصطفاء الطبيعي , فمعنى ذلك تقويض قدرتنا على فهم أيّ شيء .لماذا يحدث هذا أساساً ؟ الإصطفاء الطبيعي يبني أدمغة قادرة على البقاء . والأدمغة القادرة على البقاء هي التي تبقى في العالم . يقاطعهُ لينوكس مُتسائلاً : لكن أين هو مبدأ الحقيقة ؟ كيف يُمكن للأدمغة تمييز الأشياء الحقيقية ؟ إنْ كانت تلك الافكار تُختزل بالفيزياء والكيمياء وفسيولوجيا الاعصاب  فكيف تُبيّن الحقيقة ؟ يُجيب داوكنز بحزم : الحقيقة هي مايحدث في الواقع !الحيوان الذي حاولَ البقاء ولم يُميّز بين الحقيقة والزيف بشكلٍ ما على مستوى البقاء لديهِ , فلن يستطيع البقاء .الحقيقة معناها أنّكَ تعيش في العالم الحقيقي . وتتصرّف في العالم الحقيقي بالطريقة البديهيّة في العالم الحقيقي .حينَ ترى صخرة في طريقكَ لن تتجه لإختراقها . ستموت إنْ فعلتَ ذلك  وإذا قفزتَ من جبل , ستموت ,  تلك حقيقة !ومن المفهوم تماماً أنّ الإصطفاء الطبيعي سيفضّل لدى أيّ حيوان الأدمغة التي تُميّز الحقيقة وتتصرف بناءً عليها .يُجيب جون لينوكس لكنّي لاحظتُ الكثير من إخوتي البشر يؤدون جيداً من خلال قول الأكاذيب .يقاطعهُ داوكنز : هذهِ نقطة منفصلة !يُكمل لينوكس : نعم إنّها نقطة منفصلة , لكنّي لا أرى كيفَ يُمكن للإصطفاء الطبيعي أن يُنتج هذهِ الحقيقة ؟ الآن عوداً الى هذا بحّد ذاتهِ , أنتَ تقول أنّ ( صورة التصميم الخادعة ) هذه , وبالطبع أنا أرى كتاباتكَ آسرة جداً بسبب التشبيهات والمقاربات التي تستخدمها , وهي قدرة أحسدكَ عليها .وأنتَ تقول في مكانٍ ما , أنّهُ من المُغري جداً أن نُصدّق بأنّ الكائنات مُصمّمة . لكن داروين كشفَ لنا أنّ التصميم هو إيحاء خادع .ولكنّي مهتم جداً بما يُماثل قول ( سايمون موريس ) مؤخراً , بأنّكَ لو نظرتَ للمسارات التطوّريّة فستجدها تستدل في فضاء معلوماتي ضخم بدّقة مُدهشة . ولهذا هناك بصمة تصميم على ذاك المستوى .أعني .. لو أنّ تلك الآليّة ( الإصطفاء الطبيعي ) التي تتحدث عنها والتي لاتشرح أصل الحياة , لو كانت ذكيّة بشكل مُدهش , فإنّها هي بحّد ذاتها تعطي دليلاً على وجود عقل ورائها .يُجيب داوكنز :إنّ الغاية الكُليّة للإصطفاء الطبيعي الدارويني , هو أنّها تعمل بدون تصميم , وبدون بصيرة , وبدون إرشاد . يُقاطعهُ لينوكس : لكن هذا إفتراض !يُكمل داوكنز : لا ليس إفتراضاً . بل هكذا تعمل بالضبط .قبلَ أن يأتي داروين كان من الواضح أنّهُ حتى لو حدثَ التطوّر , فلابّد من قوّة مُرشدة لتُخبر الحيوانات والنباتات كيفَ تتطوّر .الإصطفاء الطبيعي هو قوّة عمياء , فما يبقى حيّاً يبقى !ويُمكننا بالإدراك المتأخر أن نُلاحظ أنّ الحيوانات الباقيّة هي القادرة على البقاء . فلديها الجينات التي تجعلها تبقى .سايمون موريس لن يُنكر هذا , وأنا أتفق مع وجهة نظرهِ حول التطوّر التقاربي . أنا وهو على الطرف المتشدّد بين الداروينيين في تأكيدنا على قدرة الإصطفاء الطبيعي بأن يسترشد نحو نتائج مُحدّدة . لو ألقيتَ نظرة حول هذا المتحف سترى حيوانات جرابيّة من إستراليا , تشبه بشكلٍ خارق حيوانات غير جرابيّة . أنا وسايمون مُهتمّين بهذا . لكن هذا نتيجة إصطفاء طبيعي .الإصطفاء الطبيعي  natural selection هو قوّة آليّة عمياء تلقائيّة .لا أستطيع أن أقول أنّها غير مُرشدة , لكنّها لاتحتاج الإرشاد .النقطة الجوهرية هي أنّها تعمل بلا إرشاد . يسأل لينوكس : ولكن يمكن أن تكون مُرشدة Guided  ؟ أم هل تلغي هذا تماماً ؟ يُجيب داوكنز : لا … أعني لماذا القلق وأنتَ تملك تفسيراً كاملاً لا يتطلّب الإرشاد ؟  يقاطعهُ لينوكس : لماذا تستخدم كلمات مثل عمياء وتلقائيّة ؟ ساعتي هذهِ عمياء وتلقائية … ولكن تمّ تصميمها   !الكلمات نفسها لاتلغي الفكرة !والإنطباع الذي أشعر بهِ وهو ما يتضح لنا , هو أنّ عمليّة التطوّر راقيّة جداً .حتى أنّها بذاتها تُقدّم دليلاً على وجود عقل منطقي ورائها .لكن هل فهمتكَ صواباً حين قلتَ أنّكَ تُنكر هذا لأنّكَ لديكَ سبب مبدأي في رفضهِ ؟ وهو أنّ كل شيء من وجهة نظركَ يجب أن ينتقل من الأبسط الى الأعقد ؟ ولهذا فحجتكَ الاساسيّة في كتاب ( وهم الإله ) لو فهمتها بشكلٍ صحيح / هي أنّ الإله بالتعريف أكثرُ تعقيداً ممّا يُحاول تفسيرهِ , وبالتالي لابّد أن يكون لهُ تفسير ؟  يُجيب داوكنز :نعم هذهِ نقطة رئيسة أردتُ وضعها , لكن دعني أعود لما كُنتَ تقولهُ عن الإرشاد .حين ترمي حجراً ويقع على الأرض , أنتَ كعالم سوف تفسّر هذا بالجاذبيّة . أنتَ لن تحلم بالقول أنّ هناك إله يدفعهُ للأسفل . هذا بالضبط ما تقولهُ عن التطوّر . لأنّنا نفهم التطوّر بنفس مستوى فهمنا للجاذبيّة , بل ربّما بمستوى أفضل !يُجيب لينوكس :لا …وهذهِ نقطة مهمة جداً لأنّي  لاحظتُ في الكثير من كتاباتكَ أنّك ترفض الإله في التفسيرات العلميّة . حين إكتشف نيوتن قانون الجاذبيّة لم يقل / رائع الآن لا أحتاج الى الله  !

*********إنتهى الجزء الثاني وملاحظتي الوحيدة : أليست طريقة بديعة للحوار؟ فمتى سنرتقي إليها ؟

تحياتي لكم رعد الحافظ22 يناير 2012

Posted in فكر حر | Leave a comment

أسماء فواز الأخرس (الأسد): شبيحة أباً عن جد!

أسماء فواز الأخرس (الأسد):  شبيحة أباً عن جد!

بقلم: طلال عبدالله الخوري

في عام 2000 عدت من عملي مساءاُ, وكعادتي بدأت اشاهد اخر الأنباء على قناة تلفزيونية محلية, عندما سمعت نبأ تسليم الحكم ببلدنا سوريا, وكما يعرف ويتوقع كل سوري, الى الوريث بشار بعد موت والده حافظ الأسد. ولم يفاجئنا هذا النبأ الذي كنا نتوقعه مسبقا كأمر واقع لا جدال به في بلد تحكمه الديتاتورية ذات الحكم الشمولي !! ولكن الذي اضحكني كثيرا هو أن هذه القناة الغربية والمرموقة عالمياُ, قدمت بشار الوريث بجملتين فقط وهما: على انه طبيب عيون, وثانيا: بأن له اهتمام بالانترنت!!!!  يبدو أن بشار الوريث كان نكرة بالنسبة لوكالات الأنباء العالمية, فأخذت هذه النبذة عن الوريث من وسائل الأعلام السورية, والتي قدمته على انه مهتم بالانترنت لكي تقول للعالم بأنه رجل عصري؟؟

اما عن شهادته بالطب من سوريا, فهو يستطيع ان يحصل على مثل هذه الشهادة, وكأبن للديكتاتو حافظ الأسد, من دون حتى ان يدرس صفحة واحدة بالعلوم الطبية؟ اما عن دراسته بلندن فهو بدأها كطالب ولم يحصل على اي كريدت هناك؟ وما فعله هناك ليس له اي اهمية في علوم طب العيون.

اما عن اهتماماته بالانترنت والكمبيوتر فهي ليست اكثر من اهتمامات ابنة شقيقتي ذات التسعة سنوات من ألعاب الكومبيوتر والثرثرة مع اصحابها على النت!!

في, ديسمبر ,كانون الأول من عام 2000 , نفس وكالة الأنباء اخبرتني بأنه تزوج من الآنسة أسماء الاسد, وهي فتاة لندنية المولد والنشأة, وابنة طبيب قلب سوري مقيم في لندن؟
فصدمت لهذا النبأ, وقلت في نفسي (وات) ماذا؟ فتاة لندنية تقبل ان تتزوج من بشار الأسد؟؟ (واو)…. فأنا من جهة اعرف شخصية بشار الأسد, راجعوا مقالنا: رسالة الى بشار حافظ الأسد1,2 , ومن جهة ثانية وبحكم اني اعيش بالغرب, فأنا اعرف أيضاُ شخصية الفتاة اللندنية, ولم استطع ان اهضم حقيقة بأن فتاة لندنية تقبل ان تتزوج من بشار الأسد؟

فلندن هي معبد الحرية والديمقارطية والعلمانية وحقوق الأنسان, وزوجها بشار الأسد جاء الى الحكم بطريقة تخالف أبسط مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
تردد,آنذاك, الكثير عن انه شاب منفتح ويريد التغيير؟؟ فقلت أنا لا اصدق هذا! فلو كان منفتحا ويريد التغيير لبدأ بنفسه؟ ووصل الى الحكم عن طريق الأنتخاب! ولكان اجرى انتخابات برلمانية حقيقية لا صورية كما عهدنا إبان حكم والده؟ وهذا اضعف الإيمان!

ولكن تبددت دهشتي عندما علمت مؤخرا بأن اسماء الأخرس هي ابنة موظفة عند عائلة الأسد, ومن الذين ينعمون بعطايا عائلة الأسد طوال حياتهم, وقد حصلت على عمل بالسفارة السورية بلندن, وكلنا يعرف ما هي مهمة الذين يعملون لدى عائلة الأسد, فهم ارتضوا لأنفسهم بالتسبيح والتمجيد لعائلة الأسد ومن ابسط مهاماتهم هو الأنضمام الى مجموعة عائلات الشبيحة الأسدية, والذين مازالوا يشبحون لعائلة الأسد منذ أربعين عاماُ وحتى الآن.

طبعاُ اسرة موظفة عند عائلة الأسد هي اسرة تشبيحية, وتمت تنشأة اولادهم على التشبيح لعائلة الأسد منذ نعومة اظفارهم.
من هنا نرى بأن اسماء الأسد هي لندنية, فقط بقدر ما المسلم الباكستاني اللندني, والذي تربى في مسجد ابوقتادة بلندن هو لندني! فهذا الباكستاني الذي ولد بلندن وتربى على تعاليم الإرهابي ابو قتادة, ثم فجر نفسه بالمواطنين الأبرياء لا يمكن اعتباره لندنياُ! وكذلك الأمر بالنسبة لأسماء الأسد.

ليس مهما اين يقع المكان الذي ولدت وعشت به  ولكن المهم هي التعاليم, والمبادئ والقيم التي تربيت عليها!

بالحقيقة ان اسماء الأخرس تربت وترعرعت باسرة شبيحية سورية ابا عن جد وليس لها علاقة بلندن لا من قريب او بعيد.
ان أسماء الأسد ليست وردة في الصحراء كما لقبتها مجلة “فوغ” الأميركية؟؟  وكانت هذه المجلة قد اضافت بتحقيقها الهزيل: “إن السيدة السورية الأولى ذات الخامسة والثلاثين عاما تضع نصب اهتمامها تغيير عقلية ستة ملايين شاب سوري تحت سن الثامنة عشرة، وتشجيعهم على ما أسمته بـ “المواطنة النشطة”، فضلا عن تمكين النساء في سورية من المشاركة في دفع بلادها إلى الأمام”
ونحن نقول لمجلة” فوغ ” بان اسماء الأسد ليست وردة, وأن سوريا ليست صحراء, ولكن اسماء الأخرس بالواقع قد تربت تربية تشبيحية متصحرة, وهي التي بحاجة الى تغيير عقليتها المتصحرة وليس الستة ملايين شاب سوري الذين قرروا الانتفاضة من اجل الكرامة والحرية, واوقدوا شعلة الثورة السورية ضد نظام الأسد التي أنهت شهرها الثامن،  وقد أسفرت بحسب إحصاءات حقوقية عن سقوط ما لا يقل عن 7000 شهيدا، منذ بدء الاحتجاجات في 15 من مارس/آذار، بينهم مئات الاطفال والنساء..

هوامش: رسالة الى بشار حافظ الأسد

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 2 Comments

مناظرة , بين داوكنز ولينوكس , حول الله والعلم ! من قلم: رعد الحافظ

مناظرة  , بين داوكنز ولينوكس , حول الله والعلم !

Debating

من قلم: رعد الحافظ

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=VrOKDy421fY

لا أعرف تأريخ هذهِ المناظرة بالتحديد , لكنّها  جرت في عام 2011 في متحف التأريخ الطبيعي في جامعة إكسفورد العريقة في بريطانيا , وكانت تحت عنوان
Has science buried God  ? , أو/ هل دَفَن العِلمْ ,الإله ؟
وجمعت عالمين مهمين من نفس الجامعة
الأوّل / ريتشارد داوكنز , بإختصاص البايولوجي ( غير مؤمن )
الثاني / جون لينكس , بالرياضيات ( مؤمن )
سأقوم بتفريغ الشريط الذي عثرتُ عليه في صفحة الفيس بوك للصديق مازن البلداوي ,ولستُ متأكد من المترجم ( أظنّهُ مازن ) , وسوف أعمد الى التجزئة تجنباً للملل .
******
ملاحظاتي
1 / كلاهما متمّكن ويعرف ما يقولهُ بالضبط . مع ذلك ستجدون إهتمامهم بملاحظات القرّاء وتفاعلهم معها الى درجة يعيدون إصدار كتاب جديد حول موضوع سابق كتبوا عنه , إنّهم يتفاعلون مع الآخر أبعد ممّا نتخيّل , الجمود والتصلّب ليس من شيمتهم .( هذا بالضبط ما نحتاجهُ نحنُ ) .
2 / الحوار إرتقى في مستواه العلمي والفكري والأدبي أيضاً . وما يثير الإنتباه والإعجاب , أنّ المؤمنين في أوربا , يسمحون لغير المؤمنين بطرح كلّ أفكارهم بمنتهى الحُريّة , بل يصغون إليها ويقرأون كتابات خصومهم ويمحصونها ويحفظونها عن ظهر قلب .
وبذلك تقوى عدّتهم في حالة المناظرات والحوارات .
وتخلو طريقتهم  من التعصب والتكفير والتهديد ( تذكروا عندنا مثلاً مناظرة سيّد القمني الأخيرة مع  أنّهُ لم يُعلن إلحادهِ كما يفعل داوكنز )
قصدي أنّ السماح للآخر بقول كلمتهِ سيوّفر حالات للفهم والتصدّي العلمي عند الضرورة , بدل اللجوء الى العنف غير المبرّر .
ستلاحظون حتى عنوان المناظرة مقتبس من عنوان كتاب لينُكس / المسيحي المتديّن  وليس من داوكنز ( اللاربوبي حسب تسميّة خصمه لينكس )  .
ففي النهاية المؤمن لايحتاج حتى الدفاع عن الإله / القويّ العظيم المقتدر بلا حدود . ناهيكَ عن إحتكار حقّ الدفاع لهم دون سواهم  !
3 / سوف تقرأون حوارهم وتستنتجون بأنفسكم
لكن بالنسبة لي إستنتجتُ التالي
لو صحّ كلام ريتشارد داوكنز / فالعلم هو المنتصر , ولا داعي عنده للتفكير بوجود مصمّم عبقري للكون أو صانع لهُ .
هو يقول لا ضرورة لإعطاء حق وفضل لمن لا دليل على وجودهِ !
ولو صحّ كلام ومنطق لينوكس , فهذا الكون من صنع ( شخص , هكذا يؤكد هو ) ماهر ليس كمثلهِ شيء .
لكن إنتبهوا … هو يثبت وجود الإله المسيحي ( يسوع ) ولايهاجم باقي الأديان بل يحترم معتنقيها , لكنّهُ بطريقة إثباتهِ ينسف كل أفكار الآخرين أقصد الديانات الأخرى سماوية وغيرها .
معناها حتى لو أيّد (القوم ) لينوكس , فلن يزيد فكرتهم إلاّ بُعداً  !
وكي لا أطيل بملاحظاتي , ساُباشر تفريغ محتوى الشريط بدّقة
***********
يقول مدير الحوار ( لاري تاونتن ) , مساء الخير , هذهِ ليست المرّة الأولى يلتقي فيها الرجلان , فقد إلتقيا الخريف الماضي في بيرمنغهام / ولاية ألاباما . وقالت صحيفة ( وول ستريت ) أنّهما عرضا في تلك المُناظرة مهارات خِطابيّة على الطريقة البريطانيّة المُثلى  !
موضوع اليوم هو / هل دَفَنَ العِلمُ .. الأله ؟
ملاحظة : مذكور في ترجمة الشريط ( الله ), لكنّي أستبدلها ب (الإله ) كي تكون عامة لا تتقصد المسلمين بالتحديد . وعلى كلٍ المناظرة تدور حول الإله المسيحي ( يسوع ) كما سترون , فلا يتعصبنّ أحدكم فيضيع عليه الفهم والعصفور !
ويكمل لاري : سنتناول 3 محاور , هي
أولاً / موضوع العلم نفسهِ , ثمّ / الثغرات والعقيدة والبراهين
وفي الختام / سينتقلون الى موضوع الأخلاق والغاية .
إنْ لمْ يوجد إله , فما هي العواقب ؟
سوف نعطي هذهِ المناقشة حوالي 50 دقيقة , بعدها سنتلقى أسئلة الحضور ونعرضها على الرجلين على المنصّة وهذا سوف يستغرق 20 دقيقة , ثم سندعو الإعلاميين للتوجه الى قاعة المُحاضرات في الدور العلوي , حيث سيلتقي بكم الرجلان قبل أن يتوجها الى توقيع الكُتب .
وهذا سيعطي للجمهور فرصة إقتناء كتاب والإصطفاف للقائهما .
أعتذر لقلّة المقاعد , لكنّكم ستتفقون معي على أنّ هذا المكان , رائع في جمالهِ وتأريخهِ .
يجب أن أذكر أيضاً أنّ التصوير ممنوع بتاتاً , فالمناظرة مُسجلّة على الفيديو .
نشكر المتحف على إستضافتنا , ونشكر ريتشارد داوكنز وجون لينكس لحضورهم , نعلم أنّهم مشغولين أغلب الاوقات .
ريتشارد سيقدم هذا الإسبوع محاضرة  ( سيموني ) الوداعيّة  .وهي محاضرة هامة جداً بالنسبة لهُ , هل تُريد أن تُخبرنا عنها شيئاً ؟
ريتشارد داوكنز : لقد عملتُ في اُستاذيّة مقعد السيموني لل 12 سنة الماضيّة .وفي ال 10 سنوات الاخيرة إستضفتُ محاضرات لعلماء مُميزين سنوياً , حيث كنتُ أنظمّها . وسأحاضر الخميس المقبل وستكون وداعي وهي العاشرة من محاضرات سيموني وأتمنى ان تكون مناسبة مهرجانية كبيرة , وللأسف تمّ بيع التذاكر ونفذت قبل شهرين , ولا أدري لماذا أقوم بعمل دعاية لها الآن ؟ (تصفيق وضحك خفيف من الجمهور) !
مدير الحوار / لاري تاونتون : يبدو هذا مُثير .
و جون لينكس , أنتَ كنتَ تعمل على إعداد طبعة جديدة من كتابكَ ؟
جون لينُكس :  بالفعل كتابي هو حانوتي الله , هل دفنَ العلم الله ؟
وهو في الواقع عنوان محاضرتنا اليوم .
أنا اُحاول الرّد على بعض الملاحظات التي قدّمها القرّاء
وأن اُنقّح الكتاب الذي صدرَ عن دار( ليون هيدسون) في رأس السنة .
لاري تاونتون / جيد جداً ,سنبدأ الآن ياسادة , واُريد أن اُذكركم بالتزام الوقت , ( يمزح ) مشيراً الى هيكل الديناصور ويقول هذا يعمل آلياً , فإن تجاوزتم الوقت , فلدينا من يُحركهُ
نبدأ مع ريشارد داوكنز
ريتشارد , هل دفن العلم .. الإله ؟
داوكنز / حسناً أيّ إله ؟
أعني قد نُشير الى إله آينشتاين , الذي لا يُعتبر إلهاً شخصياً أبداً , بل تشبيهاً شعرياً لما لا نفهمهُ في الكون  !
يُمكننا أن نأخذ إلهاً ربوبياً مثل إله الفيزيائيين , كإله ( پول دافيس ) الذي هيّأ قوانين الفيزياء . أو الإله عالم الرياضيّات . أو الإله الذي وضعَ نظام الكون في الأساس , ثمّ إكتفى بمراقبة حدوث الأشياء . أعتقد أنّ الإله الربوبي هو الذي يُمكن أن تُقدّم لهُ حُجة مُحترمة .
هي ليست حُجة أقبلها , لكن يُمكن مناقشتها جدياً  !
النوع الثالث من الآلهة هو ذلكَ الذي لهُ آلاف الاشكال , كزيّوس وثور وأبوللو وآمون رع ويهوه .
بالطبع لانحتاج أن نمّر على كلّ هؤلاء , لأنّي إلتقيتُ ( جون لينكس ) من قبل , وأعرف الإله الذي يؤمن بهِ , وهو الإله المسيحي .
إذاً كلّ ما علينا أن نتحدّث عنهُ , هو الإله المسيحي !
جون لينكس , عالِم يُؤمن بأنّ يسوع حوّل الماء الى نبيذ .
عالِم يُؤمن بأنّ يسوع أثّرَ بشكلٍ ما على كلّ جزيئات الماء , وأدخلّ إليها بروتينات وكربوهيدرات وأحماض وكحول , وحوّلها الى نبيذ .
إنّهُ يؤمن بأنّ يسوع , مشى على الماء !
لقد تعوّدتُ على مُناظرة عُلماء لاهوت مُثقفين .
ثمّ ألتقي اليوم جون لينكس , العالِم الذي يُصدّق كلّ هذهِ الأشياء .
إنّهُ يؤمن بالتفصيل أنّ خالق الكون , الإله الذي صمّمَ قوانين الفيزياء والرياضيّات وثوابتهم , والذي إبتكرَ الفراسخ الفلكيّة , مليارات السنوات الضوئيّة من الفضاء , ومليارات السنوات من الزمن , هذا المُجَسّدْ للعلوم الماديّة , وعبقري الرياضيّات لم يجد وسيلة أفضل لتخليص العالم من الخطيئة , سوى أن يأتي الى بقعة الغُبار الكوني هذهِ , وأن يجعل نفسهُ يُعذّب ويُقتَل , كي يستطيع أن يُسامح نفسهُ  !!
هذا ليس علمياً بعمق !
ليس غير علمي وحسب , بل ينتقص من جلالة الكون .
إنّهُ تافه وصغير العقل , ذلك هو الإله الذي يؤمن بهِ جون لينكس !
********
ردّ من جون لينكس
حسناً ريتشارد , شكراً لكَ توضيحكَ لما أؤمن بهِ على الأقلّ جُزئياً .
يسعدني أن أسمعكَ تقول , أنّهُ يمكن أن تُقدّم حجة جيّدة بأنّ هناك عقلانيّة وراء الكون . وقولكَ أنّهُ شيء لا تقبلهُ شخصياً .
إذاً أنتَ تؤمن أنّ هذا الكون مُجرّد حادث غريب . وأنّهُ لا يوجد عقل وراءهِ . لكن ها أنتَ ذا تملك أحد أفضل العقول في العالم !
إذاً أنتَ تُصدّق بعدّة اشياء , أجدها صعبة التصديق بإعتباري عالم .
يمكننا بالتأكيد التحدّث عن عقيدتي المسيحيّة الخاصة لاحقاً . لكنّي أعترف بها بالتأكيد !
أعتقد بوجود خالق للكون , هو الذي خلقهُ , وهو ليس مجرد طاقة .
بل هو (( شخص )) , ونحنُ أشخاص مخلوقين على صورتهِ  .
أنتَ قلتَ أنّ تحوّل الإله الى إنسان , ثمّ موتهِ على الصليب ,ثمّ بعثهِ , فكرة تافهه .
أنا أعتقد العكس تماماً .
إنّها ليست فكرة تافهه , لأنّها تُعالج بجديّة مُشكلة جوهرية .
لا أظن بأنّ ( اللاربوبيّة ) تبدأ حتى بالتعامل معها .
إنّها مُشكلة عُزلة الإنسان عن الإله , التي لن تكون منطقيّة إلاّ لو كنّا نؤمن بالإله .
فربّما أفضل طريقة للبداية هي هكذا
بإعتباري عالِم ( هو يكرّر هذهِ الجملة كثيراً ) , نحنُ كلانا نؤمن بالمفهوميّة العقلانيّة للكون .
أنا أؤمن بأنّ الكون مفهوم عقلانيّاً , لأنّ الإله الخالق وراءه .
حسناً , فكيفَ تُفسّر أنتَ مفهوميّة الكون العقلانيّة ؟؟؟
نهاية الجزء الأوّل

تحياتي لكم
رعد الحافظ
21 يناير 2012

Posted in فكر حر | Leave a comment