-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامببقلم طلال عبدالله الخوري
- #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامربقلم زياد الصوفي
- ** هَل سيفعلها الرئيس #ترامب … ويحرر #العراق من قبضة #نظام_الملالي **بقلم سرسبيندار السندي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- ** فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامب
أحدث التعليقات
- لقمان منصور on من يوميات إمرأة حلبجية
- سوري صميم on فضح شخصية الشبيح نارام سرجون
- سيف on ألحلول المؤجلة و المؤدلجة للدولار :
- bouchaib on شاهد كيف رقصت رئيسة كرواتيا مع منتخب بلادها بعد اخراجهم فريق المجرم بوتين
- Saleh on شاهد كيف يحاول اغتصابها و هي تصرخ: ما عندكش اخت
- س . السندي on #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامر
- س . السندي on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
آثار مسيحيَّة في شعر غير المسيحيّ، ج 5 الأخير
رياض الحبيّب
موقع لينغا
قبل الانتهاء من عرض عدد من الآثار المسيحيّة في شعر بعض شعراء العراق من غير المسيحيّين وفي شعر غير المسيحيّات؛ لا بدّ من وقفة قصيرة مع الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة (بغداد 1923 – 2007 م) إذ كانت متحفظة على ذكر المفردات المسيحية التي ذكرها عدد من معاصريها وتحديدًا السّياب والبيّاتي، بل وجدتُها واقفة حيرى أمام الكتاب المقدّس، لأنّها لم تدرسه ولم تتقصّ الحقائق من أحد دارسيه، ما أشرتُ إليه في معرض بحر المتدارك خلال مراجعتي بحور الشعر العربي، لذا اٌنتقدَتْ أوّل ما وقع نظرُها عليه وهو سِفر التكوين لأنه أوّل سِفر في الكتاب المقدّس، وهذه الشاعرة من النوع القارئ والناقد في آن واحد. فإليك أمثلة من قصيدتها “التماثيل” التي قدّمتها “هديّة” مثيرة للجدل، ما اقتضى إداء الواجب تجاهها
التماثيل- نازك الملائكة
“هدية إلى قائمة الأسماء الغامضة المنطفئة التي جاءت في سفر التكوين من كتاب العهد القديم”
لم تعُدْ هذه الصحائفُ تُوحي * لي بغير الحُزن العميق المذيبِ
فهي صوتٌ ألآن يحملُهُ الماضي إلى قلبيَ الشّجِيْ المشبوبِ
فيدوّي في عُمْق نفسِيَ صوتُ العَدَم المُرّ والفناء الكئيبِ
– – –
ليتَ كفّ النسيان قد مَحَتِ الأسماءَ مِن قبلُ ليتها لم تصُنها
ليتها لم تدَعْ على صَفَحات الكُتْب ظِلّا منها يُحدّثُ عنها
تركَتْها سُخريّة في فم الدّهر وهُزءًا من الحياة ومنها
– – –
أيّهذي الأسماء يا مَن تبقّيتِ تماثيلَ ليس فيها حياةُ
أنتِ يا مَن بالأمس كنتِ شعورًا * وقلوبًا تشُوقُها النغماتُ
كلّ لفظ وراء أحْرُفِهِ معنى حياةٍ أتى عليها المماتُ
– – –
وأنا يا حياةُ ماذا سألقى؟ * هلْ سأغدو لفظًا جَفتهُ المعاني؟
هل ستطوينيَ الليالي وتُلقي * فوق عُمري دَياجِرَ النسيانِ؟
ﺜﻡ ﺃﻏﺩﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻤﺎﺜﻴﻝ ﺘﻤﺜﺎلًا ﻭﺃُمحى ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻔﺎﻨﻲ؟… إلخ- بحر الخفيف
وقد غاب عن شاعرتنا أنّ القرآن الذي آمنت به قد وردت فيه تلك الأسماء حرفيًّا؛ فمثالًا لا حصرًا: آدم، إبراهيم، إسحق، يعقوب، موسى، أيّوب… إلخ، فهل كان في وسعها أن تكتب التالي في باب الإفتراض: “هدية إلى قائمة الأسماء الغامضة المنطفئة التي جاءت في سفر التكوين من كتاب العهد القديم والتي جاءت في سورة كذا وكذا من القرآن” أم أنّ من الأسماء ما بات معلومًا ومضيئًا غير غامض ومنطفئ لأنّ القرآن وافقه، أم كان من حقّ الشّاعرة أن تعبّر عن رأيها بحريّة وما كان من حقّ غيرها التعبير عن رأيه بالمقدار نفسه من الحريّة؟ فالرأي المقابل هو: ليس ما حُلِّل للشاعرة مُحَرّمًا على غيرها، وليس ما حُلِّل للمسلمين يُصبحُ مقدّسًا وما حُلِّل لغيرهم ما قبل ظهور الإسلام يُمسي مُحَرّفًا، على أنّ الذي ورد في القرآن هو الواجب اتّباعه لأنّه الخاتِم- في نظر الإخوة المسلمين. فإذا كان القياس على هذا النحو، وإذا طلبوا إلى المسيحيّين أن يصدّقوا رسولًا من عند الله، ظهر بعد صعود السّيّد المسيح إلى السّماء بستّة قرون ونيّف، والمسيحيّون مؤمنون بأنّ المسيح له المجد هو الألف والياء والبداية والنهاية والأوّل والآخر (رؤيا يوحَنّا 13:22) فوَجَبَ على المسلمين في المقابل تصديق آخِر الأشخاص الذين ادّعوا النبوّة بعد ظهور الإسلام أيضًا، من مشارق الأرض إلى مغاربها، لأنه الخاتِم- في نظر أتباعه- ووَجَبَ عليهم أيضًا الإيمان بكتابه وإن خالف ما قبله، ووَجَبَ عليهم الكفّ عن تكفير المختلف عنهم كي لا يواجههم بالمثل أي يكفّرهم. فما من صورة لعدالة تأخذ مجراها بغير هذا المنطق المقارن، ليعمّ الإنصاف في الحقوق جميعَ النّاس، بدون تمييز، ولا سيّما الذين يتقاسمون العيش في وطن واحد
* *
وقد بانت حيرة الشّاعرة في تساؤلاتها الوجوديّة المشروعة أكثر عندما واجهت الرهبان، لكنها لم توجّه أسئلة جدّيّة إليهم عن أسباب اٌنشغالهم بالله عن الدنيا والاعتكاف كُلًّا في صومعته طوال حياته. ولا شكّ لديّ في أنها قرأت ما كتب البيّاتي والسّياب وغيرهما عن السيد المسيح وعن الصليب المقدّس وعن القيامة، إذ كانت تتابع المنشور من شعر معاصريها باهتمام، لعلّ خير دليل على متابعتها هو الملاحظات النقديّة التي تميّز بها كتابها «قضايا الشعر المعاصر» من مجمل ما تميّز به، فلم تغضّ بالطّرف عن هفوة عروضيّة هفاها أحدهم إلّا وذكرتها ولم تترك غلطًا عروضيًّا وقع به إلّا ووضعت نقطًا على حروفه. ذلك في وقت حاولتْ أن تأتي بجديد “الشِّعر الحُرّ” ليُضاف إلى الشعر العربي، لكنها اكتشفت أنّ في الأفق مَن سبقها إليه وإن اعتُبِرت من روّاده، كما حاولت أن تأتي بحرَ المتدارك بتفعيلة جديدة “فاعلُ” قبلما عَلِمَت بأنّ هذه التفعيلة قد استُخدِمت منذ قرون، وحاولت أن تبتدع بحرًا جديدًا هو “اللاحق” الذي أشرت إليه في معرض بحر المضطرب لكن ثبت لها في ما بعد أنّ “اللاحق” معروف. فإذا أضيفت تلك المحاولات الفاشلة، التي أصابت الشاعرة بالإحباط، إلى نزعتها الذاتية المبنيّة على حبّ العزلة والإنطواء على الذات منذ نعومة أظفارها، فلا عجب من اختيارها “الترهب” على طريقتها خلال سنين طويلة من حياتها، والإعتكاف آخر المطاف في القاهرة حتى وفاتها- رحمها الله- وإليك مقتطفات من وقفاتها أمام الرهبان والراهبات
عند الرهبان
سِرْ بنا نحو ذلك المعبد القائم فوق الصّخور بين الجبالِ
سر بنا سر بنا لعلّ لدى الرهبان سِرَّ النعيم والآمالِ
هؤلاءِ الزّهّادُ في القنّة البيضاء حيث الصفاءُ مِلءُ الوجودِ
علّهُمْ يعرفون ما قد جَهِلْنا * عن شهاب السعادة المفقودِ
قد سألتُ الرهبانُ عن كنزنا السّحريّ لكنْ لمْ ألقَ منهُمْ جوابا
لم يُجبني منهُمْ سوى صوت محزون يُغّني ويَجْرَعُ الأوصابا… بحر الخفيف
فقول الشاعرة: (قد سألت الرهبان…) لا يدلّ على أنها سألت عن مفهوم الرهبنة المسيحي وعن اختبار أحدهم، لكنها أقرّت بزهدهم في الدنيا وبصفاء حياتهم. أمّا قولُها: (يُغّني ويجرَعُ الأوصابا) فالغناء في الدير أو الكنيسة هو الترنيم المعروف أو الترتيل، وليس الغناء التقليدي، ما لم تغفل عنه الشاعرة، لأنها بغداديّة ومتمدّنة ولا شكّ في وجود كنيسة واحدة في الأقلّ في محيطها، فلم تأتِ من قرية نائية معزولة عن العالم، لكنّها ما استطاعت استخدام أيّ من الأفعال التالية في محلّ “يُغنّي” كالقول: “يرنّم، يرتّل، يشدو، يُنشد، يهزج” لأنها جميعًا تخلّ بالوزن الشعري لهذا البيت! لكنّها لو كانت مسيحيّة لقالت التالي مِثالًا: “لم يُجبْني سوى صلاةِ حَزينٍ * بالترانيمِ يَجرَعُ الأوصابا” والأوصاب: جمعُ الوَصَب أي الوَجَع والمَرَض- لسان العرب
* *
أنشودة الرهبان
نحن بالأمس ترَكْنا صِبانا * ووَهَبْنا للسّماء هوانا
ودَفنّا كلّ حبّ عميق * في مكان لا تَعيهِ رؤانا
– – –
نحن ضَيَّعْنا روابيَ حُلْوَهْ * ودفّنا الحبّ في كلّ ربْوهْ
ثمّ تِهْنا في مسالك حُلْمٍ * وأفقنا عند حافة هُوّهْ
وشَرِبْنا اللون والعطر حتى * عادتِ الكاساتُ تنضَحُ شَقْوَهْ
فأتينا الدّيرَ صَرعى حَيارى * عَلّ في ديجورهِ بعضَ سَلوَهْ… بحر المديد
– – –
هذهِ يا حياة مملكةُ الرّهبان في عُزلةٍ وفي اٌكفهرارِ
دفنوها وكاد يُنسى رعاياها الحيارى حتّى ضياء النهارِ
شّيَّدوها من كلّ لفتة شوق * في العُيون الحبيسة المحرومهْ
وسقوا أرضها الجديبة من بركان تلك العواطف المكتومهْ
– – –
إنهُ الديرُ فيه ينتصر الموتُ وفي قبْوهِ يعيش الآهُ
في خفاياهُ، في ممرّاته السُّود الحزينات لا يعيش اللهُ
– – –
ذلك العنكبوت كم عاد وجهًا * عَكَسَتْهُ للراهبين الكؤوسُ
إنه وجهُها، أينسون؟ هذي * ربّة الدير، هذهِ تاييسُ- بحر الخفيف
واضح أنّ الشاعرة انتقلت بالوزن الشّعري من المديد إلى الخفيف في هذه القصيدة، فهُما يتقاربان بالإيقاع حينما يكونان تامّين. أمّا أقوالها “ اٌكفهرار، رعاياها الحيارى، العواطف المكتومة…” فقد عكست ما في حال الشاعرة وليس ما في حال الرهبان، والدليل واضح في قولها: فأتينا الدّيرَ صَرعى حَيارى… إلخ
تاييس: قدّيسة مصرية ولدت في الاسكندرية خلال القرن الثالث الميلادي- ويكيپيديا
* *
أغنية تاييس
مِنْ خُيوط الضّوء أرديتي * ومِن الأزهار ألواني
الهوى المبهور في شفتي * عَصَرَتْهُ كفّ شيطانِ
ولهاثُ الورد أغنيتي * وخفايا عالمٍ ثانِ
– – –
مِن قديم عشق الديرُ * ضحكاتي واٌستطاب اٌسمي
ذكريات ما لها غورُ * رسختْ في الدَّمِ والعَظْمِ
أأنا النقمة والشرّ * لِمَ يُضْنيكُمْ إذنْ رَسمي؟
– – –
راهبُ الأمس أننساهُ؟ * كيف أشْعلتُ أحاسيسَهْ؟
ما حياةُ الدّير؟ ما اللهُ؟ * إنْ أنا أصبحتُ تاييسَهْ
وهَوَىً في رَكْب مَن تاهوا * وهَبَطْتُ الخُلدَ قدّيسهْ- بحر المديد
يبدو جليًّا أن الشاعرة نازك الملائكة قرأت سيرة حياة القدّيسة تاييس في كتاب ما، فسِـيَرُ القدّيسات والقدّيسين مدوّنة في كتب تاريخ الكنيسة، لعلّ أبرزها السِّنَكْسار (وهي كلمة مشتقّة من اليونانيّة: سِنكساريون) أي جامع أخبار الأنبياء والرُّسُل والشهداء والقديسين من الجنسين. فلدينا سِنكسار سرياني وأرمني وبيزنطي وقبطي وأثيوبي وماروني… إلخ. فإذا هَزأت الشاعرة في ماضي القدّيسة تاييس، وظنّت من جهة أخرى أنّ الراهبة “تشعل أحاسيس الراهب ولا تستطيع أن تنسى نزواتها” شأن الشّاعرة شأن عدد من جهلة الناس، فردّنا على ما تقدّم هو التالي ببساطة واختصار: 1. الرهبنة في المسيحيّة: طريق اختيار حُرّ لعبادة الله بكامل إرادة المختار ووعيه لا يُكرهُهُ أحد على المضيّ فيه. وهناك أديرة لكلّ من الجنسين فنرى هنا ديرًا للرّهبان وهناك ديرًا للرّاهبات 2. يستطيع الراهب والراهبة ترك الرّهبنة لأهلها، في أي وقت، بالإنصراف إلى الحياة العاديّة، بدلًـا من محاولة التحايل على الله (أي أن يبقى كل منهما في الدّير أو الكنيسة وقلبه مشدود إلى الخارج) لأنهما يعلمان تمامًا أنّ الله يرى ما في داخل الفكر والقلب وأنّ الحساب عسير يوم الدينونة. وقد حَسَمَ الرسول بولس هذا الموضوع في الأصحاح السّابع من رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس- بقول الوحي الكتابي على لسانه: {وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَضْبُطُوا أَنْفُسَهُمْ فَلْيَتَزَوَّجُوا لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ} 1 كور 9:7 آمين. فلا أخجل من الاعتراف بوجود أخطاء في كل مكان وزمان، بل تمّ فضح بعضها والمحاسبة عليه، عِلمًا أنّ تلك الأخطاء لا تمتّ إلى الكتاب المقدّس بأيّة صلة، إنما الكتاب المقدّس نفسه فضح أخطاء جميع الرّسُل والأنبياء، ولم يتستّر كُتّابُ الوحي عبر العصور على أيّ خطأ وإن صدر من رجل أصبح نبيًّا في ما بعد أو رسولًا ولم يقولوا بعصمة أيّ إنسان من الخطأ، لأنّ الوحي الكتابي قال في العهدَين الجديد والقديم {إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ} – رسالة بولس إلى روما 23:3 وكذلك في المزامير وتحديدًا 3:14 و 3:53 أمّا الهدف من الكشف عن تلك الأخطاء فكان لتعليم المؤمن-ة الصّواب وتمييزه من الخطأ وليس للتشهير بأحد الأنبياء أو الرُّسُل، وهذا من الأدلّة على أمانة كتّاب الوحي وتاليًا مصداقيّة الكتاب المقدّس 3. إنّ السّيّد المسيح في مجيئه الثاني لن يُحاسب الخاطئ على ماضيه بل على مستقبله! وإلّا لَمَا غفر للمرأة التي وقعتْ في الزنا: {يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ فَقَالَتْ: لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ! فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا}- يوحنّا:8 ولَمَا غفر لصالبيه وهو على الصّليب: {يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ}- لوقا 34:23
* * *
وللشاعرة نازك الملائكة قصيدة أخرى تحت عنوان “في دنيا الرهبان” على وزن الخفيف، لم تزد فيها الشاعرة سوى مزيد من جهلها بالحياة الرهبانيّة وتكرار المذكور أعلى من شِعْرها، لذا اكتفيت بما تقدّم. أمّا شعراء العرب من غير العراقيين، الذين تجلّت الآثار المسيحيّة بوضوح في شعرهم، فأخصّ بالذِّكر منهم الشاعر الكبير صلاح عبد الصّبور (1931 – 1981 م) من مصر والشاعر الكبير محمود درويش (1941 – 2008 م) من فلسطين. وهناك آثار أخرى بالعربيّة غير الفصحى. فيستطيع الباحث والباحثة أخيرًا أن يعثرا على آثار مسيحيّة كثيرة ومتنوّعة، سواء في الكتب وفي المواقع الالكترونية. وبهذا أختم المقالة مع أطيب التمنيّات
¤ ¤ ¤
Posted in الأدب والفن
4 Comments
العبودية في الإسلام 11
سردار أحمد
الحلقة الحادية عشر:
أحكام الزواج بالجواري والعبيد ج3:
اكتب هذه الحلقة استكمالا لشرح الفروقات بين طبقات البشر (العبيد والأحرار) في حالات الزواج أو النكاح وما ينتج عنها.
في الحلقة الماضية ذكرت الحالات التي ينفسخ فيها عقد الزواج والحالات التي يُعتبر فيها النكاح فاسداً، وفيما يلي سأحاول توضيح الحالات التي تُعتبر فيها الجارية مطلقة سواء رضيت بذلك أم لم ترضى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}: حيث أن هذه الآية هي قانون خاص لحالات بيع المتزوجات من الجواري، وكذا هي قانون لحالات سبي المتزوجات ( فهن مما أفاء الله على المسلمين):
” عن ابن عباس قال: طلاق الأمة ست بيعها طلاقها، وعتقها طلاقها، وهبتها طلاقها، وبراءتها طلاقها، وطلاق زوجها طلاقها. وقال عبد الرزاق: أخبرنا مَعْمَر، عن الزهري، عن ابن المسيب قوله: {وَالْمُحْصَناَتُ مِنَ النِّسَاءِ} قال: هُن ذوات الأزواج، حرّم الله نكاحهن إلا ما ملكت يمينك فبيعها طلاقها وقال معمر: وقال الحسن مثل ذلك.” (تفسير ابن كثير- ج2 ب24 ص257)
أما في (تفسير الطبري- ج8 ب24- ص 155،157): ” حدثني المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم: أنه سئل عن الأمة تُباع ولها زوج؟ قال: كان عبد الله يقول: بيعُها طلاقُها، ويتلو هذه الآية: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} … حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الأعلى قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: عن الحسن في قوله: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم}، قال: إذا كان لها زوج، فبيعُها طلاقُها … حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الأعلى قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: أن أبيّ بن كعب، وجابرَ بن عبد الله، وأنسَ بن مالك قالوا: بيعُها طلاقُها … حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا عبد الأعلى قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: أن أبي بن كعب وجابرًا وابن عباس قالوا: بيعُها طلاقُها … حدثنا أبو كريب قال، حدثنا عمر بن عبيد، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: قال عبد الله: بيعُ الأمة طلاقُها … حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن منصور، ومغيرة والأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله قال، بيعُ الأمة طلاقها … عن ابن عباس، قال: طلاق الأمة ستٌّ: بيعها طلاقُها، وعتْقُها طلاقها، وهبتُها طلاقها، وبراءتها طلاقها، وطلاق زوجها طَلاقُها.”
” في رواية عكرمة: أن المراد بالآية ذوات الأزواج، أي فهن حرام إلا أن يشتري الرجل الامة ذات الزوج فإن بيعها طلاقها والصدقة بها طلاقها وأن تورث طلاقها وتطليق الزوج طلاقها. قال ابن مسعود: فإذا بيعت الامة ولها زوج فالمشتري أحق ببضعها وكذلك المسبية، كل ذلك موجب للفرقة بينها وبين زوجها. قالوا: وإذا كان كذلك فلا بد أن يكون بيع الامة طلاقا لها، لان الفرج محرم على اثنين في حال واحدة بإجماع من المسلمين.” (تفسير القرطبي- ج5 ص 122)
” عن أبي سعيد الخدري قال: لما سبى رسول الله (ص) أهل أوطاس، قلنا: يا رسول الله، كيف نقع على نساء قد عرفنا أنسابهن وأزواجهن؟ قال: فنزلت هذه الآية:”والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم” (تفسير الطبري- ج8 ب24 ص153)
” لما سبى رسول الله (ص) أهل أوطاس، قلنا: يا نبي الله كيف نقع على نساء قد عرفنا أنسابهن وأزواجهن؟ قال: فنزلت هذه الآية { وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }… أن المحصنات ذوات الأزواج حرام على غير أزواجهن إلا ما ملكت أيمانكم من الإِماء، إذا اشتراها مشترٍ بطل نكاحها وحلت لمشتريها ويكون بيعها طلاقها، وهذا قول ابن مسعود، وأُبي بن كعب، وجابر بن عبد الله، وأنسٍ ابن مالك، وابن عباس في رواية عكرمة عنه وسعيد بن المسيب، والحسن، قال الحسن: طلاق الأَمة يثبت نسبها، وبيعها، وعتقها، وهبتها، وميراثها، وطلاق زوجها.” (النكت والعيون- ب23 ص 287)
– بعض المصادر الإسلامية ترى أن المشتري في يده فسخ النكاح، فإن أجاز النكاح وقت الشراء لم يجز له الفسخ بعد ذلك، وهناك مصادر أخرى ترى إن البيع والشراء لا يفسخ النكاح، والكل في الوقت ذاته يسمحون ويشرِّعون المتاجرة بالجارية المتزوجة وبيعها وشراءها.
قيل في فتح الباري لابن حجر- ج15 ص108: ” روى حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال إذا زوج عبده بأمته فالطلاق بيد العبد وإذا اشترى أمة لها زوج فالطلاق بيد المشتري وأخرج سعيد بن منصور من طريق الحسن قال اباق (هرب) العبد طلاقه”
” مَن اشترى مملوكة لها زوج كان بيعها طلاقاً، فإن شاء المشتري فرّق بينهما، وإن شاء تركهما على نكاحهما، من اشترى عبداً له زوجة أو أمة لها زوج وأجاز النكاح، لم يكن له الفسخ بعد ذلك، وقيل من زوج عبده أو جاريته لم يكن له الفسخ بعد ذلك: “وبإسناده، عن عصمة، قال: جاء مملوك إلى النبي (ص)، فقال: يا رسول الله، إن مولاي زوجني وهو يريد أن يفرق بيني وبين امرأتي، قال: فصعد رسول الله (ص) المنبر، فقال:”يا أيها الناس، إنما الطلاق بيد من أخذ الساق”. (المعجم الكبير للطبراني- ج12 ص124)
وفي الشرح الكبير لابن قدامة- ج8 ص129: “…يجوز للسيد بيعها لان النبي (ص) أذن لعائشة في شراء بريرة وهي ذات زوج ولا ينفسخ النكاح بذلك بدليل أن بيع بريرة لم يبطل نكاحه…”. وقد خيرها رسول الله (ص) بين الفسخ والبقاء، فاختارت الفسخ. وقصتها مشهورة، فلو كان بيع الأمة طلاقها كما قال البعض، ما خيرها النبي، لكن في السنن الكبرى للنسائي – ج3 ص195 قيل: ” خيرها رسول الله (ص) من زوجها وكان عبدا فاختارت نفسها قال عروة ولو كان حرا ما خيرها رسول الله (ص) ”
* * *
في التوفيق بين حقوق الملكية وحقوق الزوجية:
في حال زوج مالك الجارية جاريته للغير فذلك يعني إن لمالك الجارية عليها حقوق ولزوج الجارية عليها حقوق، لمالكها عليها الحق كخادمة وعاملة ومستخدمة (والله أعلم ماذا أيضاً باعتباره مالك رقبتها وربها)، ولزوجها عليها حق الاستمتاع والأستفراش وغيرها من الاستخدامات.
ذُكِرَ في روضة الطالبين وعمدة المفتين- ج3 ص23: ” إذا زوج أمته لم يلزمه تسليمها إلى الزوج ليلا ونهارا لكن يستخدمها نهارا ويسلمها إلى الزوج ليلا ولو أراد السيد أن يسلمها نهارا بدلا عن الليل لم يكن له… المسألة الثانية للسيد أن يسافر بها لأنه مالك رقبتها ولا يمنع الزوج من المسافرة معها ولا يكلف أن يسافر بها وينفق عليها وإذا لم يسافر معها لم يكن عليه نفقتها… قلت وليس للزوج المسافرة بها منفردا إلا بإذن السيد والله أعلم…”
وذُكِرَ في المغني- ج15 ص93:” فإن أراد الزوج السفر بها، لم يملك ذلك، لأنه يفوت خدمتها المستحقة لسيدها، وإن أراد السيد السفر بها، فقد توقف أحمد عن ذلك، وقال: ما أدري…”
قيل أيضاً في الشرح الكبير لأبن قدامة- ج9 ص301: “إذا كان للعبد زوجة فعلى سيده تمكينه من الاستمتاع بها ليلا “، وكذلك في (كشاف القناع عن متن الإقناع- ج19 ص445): ” إن كان للعبد زوجة فعلى سيده تمكينه من الاستمتاع بها ليلا، لجريان العادة بذلك.”
* * *
مقارنة بين الكتابية (الحرة) والمسلمة (الجارية) في الحقوق الزوجية:
في الإسلام قد تكون { الكتابية الغير مسلمة أفضل منزلة من المسلمة } وذلك في حال كانت الكتابية حرة والمسلمة جارية، حيث أن الوضع الاجتماعي والطبقي يكون سيد الموقف في كثير الحالات كحالات الديات أو الزواج مثلاً.
الذمية الحرة أفضل من الآمة المسلمة:
قد ذُكِرَ في الفتاوى الهندية- ج7 ص464:” ولو كانت إحداهما حرة مسلمة أو ذمية والأخرى أمة أو مكاتبة أو مدبرة أو أم ولد فإنه يجعل للحرة يومين وليلتين وللأمة يوم”
وذكر أيضاً في شرائع الإسلام في مسائل الحلال- ج3 ص485: ” إذا كانت الأمة مع الحرة أو الحرائر، فللحرة ليلتان وللأمة ليلة، والكتابية كالأمة في القسمة. فلو كان عنده مسلمة وكتابية، كان للمسلمة ليلتان وللكتابية ليلة، ولو كانتا أمة مسلمة وحرة ذمية، كانتا سواء في القسمة.”
وقيل في الشرح الكبير لأبن قدامة- ج8 ص152: ” المسلمة والكتابية سواء في القسم فلو كان له امرأتان أمة مسلمة وحرة كتابية قسم للامة ليلة وللحرة ليلتين وإن كانتا جميعا حرتين فليلة وليلة…”
” إذا تزوّج المملوك المشرك ستّ زوجات: أمتين وكتابيّتين ووثنيّتين، فأسلموا، كان للحرائر أن يخترن فراق الزّوج بخلاف الاَمتين. (اصباح الشيعة بمصباح الشريعة)
” وقيل: تعتد الكتابية كحرة مسلمة ” (شرح النيل والشفاء العليل- إباضية- ج12 ص278)، فالمعروف إن الأمة المسلمة عدتها نصف عدة الحرة، والكتابية الحرة الغير مسلمة عدتها مثل الحرة المسلمة وليس مثل الجارية المسلمة، وكذلك تطلق المسلمة الجارية تطليقتين، بينما تطلق الكتابية الحرة ثلاث تطليقات.
يقول مصنف ابن أبي شيبة- ج4 ص63:” عن نافع قال: تبين الأمة من الحر والعبد بتطليقتين…عن مجاهد قال: إذا كانت الأمة تحت الحر فطلاقها اثنتان وعدتها حيضتان وإذا كانت الحرة تحت العبد فطلاقها ثلاث وعدتها ثلاث حيض…. إذا كان زوجها حرا وهي أمة فطلاقه طلاق حر وعدتها عدة أمة وإن كان زوجها عبدا وهي حرة فطلاقه طلاق عبد وعدتها عدة حرة معتدة.”
• عدم جواز نكاح المسلمة الآمة مع القدرة على الكتابية الحرة:
” مذهب الشافعي أنه لا يجوز نكاح الأمة مع القدرة على حرة كتابية” (نظم الدرر للبقاعي- ج2 ص189)
“ومن كانت تحته حرة يمكن أن يستعف بها لم يجز له نكاح أمة لا نعلم في هذا خلافا ولا فرق بين المسلمة والكتابية في ذلك” (الشرح الكبير لأبن قدامة- ج7 ص515) كذلك( المغني- ج15 ص163)
” عياض: اختلف في القدرة على نكاح حرة كتابية هل هو طول وهي مقدمة على الأمة المسلمة أم ذلك خاص بحرائر المسلمات؟ ابن عرفة: ظاهر الروايات والأقوال أن الكتابية كالمسلمة لأن العلة إرقاق الولد…” (التاج والإكليل لمختصر خليل- ج5 ص378)
“… فإن قدر على طول حرة كتابية … فهل يتزوج الامة، اختلف علماؤنا في ذلك، فقيل: يتزوج الامة فإن الامة المسلمة لا تلحق بالكافرة، فأمة مؤمنة خير من حرة مشركة. واختاره ابن العربي. وقيل: يتزوج الكتابية، لان الامة وإن كانت تفضلها بالايمان فالكافرة تفضلها بالحرية وهي زوجة. وأيضا فإن ولدها يكون حرا لا يسترق، وولد الامة يكون رقيقا، وهذا هو الذي يتمشى على أصل المذهب. (تفسير القرطبي- ج5 ص138)
” فإن الله تعالى يقول في كتابه والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم فهن الحرائر من اليهوديات والنصرانيات يريد أن الإباحة إنما تعلقت بالحرائر خاصة دون الإماء لأن التحريم عام في كل مشركة بقوله تعالى ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ثم خص هذا الحكم بقوله تعالى والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم فهن الحرائر فأباح تعالى نكاح حرائرهن وعلى ذلك جماعة الفقهاء وقالوا الآية مخصصة بعموم الآية المانعة وقد تزوج جماعة من الصحابة أهل الكتاب منهم عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم ولا نعلم أحدا منعه غير عبد الله بن عمر رضى الله عنه وتعلق فيه بعموم الآية على ما تقدم ذكره…. وقوله تعالى ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات…” (المنتقى- شرح الموطأ- النهي عن نكاح إماء أهل الكتاب ج3 ص 217)
” لو كان له زوجات حرائر وإماء قسم للحرة ليلتين وللآمة ليلة ولا يسوى بينهما في القسمة ولو كانت الإماء ملك يمين لم يكن لهن قسمة وكذا لو كانت الزوجات متعة لم يكن لهن قسمة أيضا فلو بات عند أمَته أو متعته ليلة لم يقضها للزوجات والذمية كالآمة فلو كان له زوجات مسلمات وكتابيات قسم للمسلمة ليلتين وللكتابية ليلة ولا يساوى بينهن ولو كانت له زوجتان ذمية حرة وأمة مسلمة كانتا سواء في القسمة.” (تحرير الأحكام (ط.ق) – العلامة الحلي ج2)، هنا الكتابية بمستوى الأمة ليس ترفيعاً للآمة، بل تحقيراً للكتابية.
* * *
فاحشة الجارية وفاحشة المحصنة وفاحشة زوجات النبي بعد الزواج:
حكم الزنا أو عمل الفحش في الإسلام يختلف باختلاف الطبقة المعنية بالحكم عليها، فالجارية عقوبتها ليست كعقوبة الحرة، والعقوبة المفروضة على الحرة ليست كالعقوبة المفروضة على زوجات النبي محمد.
الجواري والمحصنات:
” أن رسول الله (ص) سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن قال إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بضفير” صحيح مسلم. فالجارية إذا زنت تُجلد ولا تُرجم مثل الحرة، والحديث متوافق مع الآيات التالية والتي تثبت وتؤكد على أنهن لسن بحكم المحصنات والمحصنات لسن بحكم زوجات محمد:
((… وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ … * النساء24… فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ … *النساء25))، الجواري والإماء والسراري في الآية 24 لسن محصنات، وهن بحسب الآية 25 بعد أن يتُبن ويتزوجن إن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات العفيفات من العذاب.
الإحــصــان: قيل في شرح موطأ مالك- كتاب النكاح والطلاق عن معنى الإحصان: ” الإحصان يطلق ويراد به الوطء، بالنكاح الصحيح، وهو الذي تترتب عليه آثار الحدود “
” فإذا أحصنت الإماء بالزواج، ثم أتين بفاحشة، كأن مارسن الزنى، أو اتخذن خليلا، فعليهن نصف ما على المحصنات الحرائر من العقوبة، (لأن الأمة ضعيفة عن مقاومة الإغراء) والأئمة متفقون على أنه لا رجم على مملوك في الزنى.” (أيسر التفاسير لأسعد حومد- ج1 ب25 ص518)
” قال مالك: يحصن العبد الحرة إذا مسها بنكاح، ولا تحصن الحرة العبد” لماذا؟ الحرة لا تحصن العبد إلا أن يعتق؛ لأنه لا أثر لإحصانه وعدمه، ما دام عبد سواء وطئ بنكاح أو لم يطأ، ما دام عبد حده نصف ما على المحصنين من العذاب” (شرح موطأ مالك- كتاب النكاح والطلاق)
“…حتى لو تزوج الحر المسلم البالغ العاقل أمة أو صبية أو مجنونة أو كتابية ودخل بها لا يصير الزوج محصنا بهذا الدخول، حتى لو زنى بعده لا يرجم عندنا، وكذا لو تزوجت الحرة البالغة العاقلة المسلمة من عبد أو مجنون أو صبي ودخل بها لا تصير محصنة فلا ترجم لو زنت.” (فتح القدير- ج11 ص383)
زوجات النبي محمد:
((يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا…الأحزاب30))، فبحسب هذه الآية عليهن ضعف ما على المحصنات، أي ثلاث طبقات من النساء ترتيبهن من الأســفــل أو الأدنـــــــى الأحــط إلى للأعلـــــى: 1- الجواري والإماء 2-المحصنات، وهن نساء صحابة محمد وباقي المسلمين 3- زوجات النبي محمد (كأسنان المشط).
* * *
العزل- وهي طريقة كانت تستخدم مع الجواري لمنع الحمل:
العزل هو أن يعزل الرجل ماءه عن المرأة، أي ينحيه عن رحمها إذا جامعها، لئلا تحمل. وهو مكروه في الإسلام ((… وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ … *الأنعام151))، و النبي محمد قال ” تناكحوا تناسلوا تكثروا ” وقال ” سوداء ولود خير من حسناء عقيم ” (الشرح الكبير لأبن قدامة – ج8 ص132) لكن هناك بعض الحالات التي يكون فيها العزل أفضل، فمثلاً الرجل قد تكون زوجته أمة فيخشى الرق على ولده، أو تكون له أمة فيحتاج إلى وطئها وثم إلى بيعها.
في الإسلام لا يعزل الرجل عن الحرة إلا بإذنها، ويعزل عن الجارية بغير إذنها، وقالوا من كانت تحته جارية ملك للغير فيجب أن لا يعزل عنها إلا بإذن سيدها، قال: “قال مالك: لا يعزل الرجل المرأة الحرة إلا بإذنها” لأن الولد مشترك بين أبويه، فإذا كان الأب لا يريد الولد، عنده أولاد من غيرها كثر، ويريد أن يستمتع بها لا يملك ذلك إلا بإذنها.
“ولا بأس أن يعزل عن أمته بغير إذنها” لأنه يملكها…” (تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق- فصل في النظر – ج16 ص 381)، “ومن كانت تحته أمة قوم فلا يعزل إلا بإذنهم” لأن الولد ملك لهم.” (موطأ مالك)، و”عن عمر قال: ” نهى رسول الله (ص) أن يعزل عن الحرة إلا بإذنها” رواه أحمد وابن ماجه…. و” يحرم العزل عن الأمة إلا بإذن سيدها ” (كشاف القناع- باب عشرة النساء).
يــتــبــع
Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر
Leave a comment
العبودية في الإسلام 10
سردار أحمد
الحلقة العاشرة:
أحكام الزواج بالجواري والعبيد ج2:
إكمالا للحلقة السابقة والتي توضح أن الزواج من الجواري غير مباح إلا في حالات وظروف قاهرة، وفي هذه الحلقة سأحاول بحث وضع الجارية بعد الزواج، وما قاله الإسلام والفقه المحمدي في ذلك، حيث أن الجارية مهما أسلمت وسمت وارتفعت لن تصل لمستوى الحرائر المحصنات.
بداية أذكر فقرات من التراث والفقه الإسلامي تثبت بأنه لا قسمة للمملوكة مع الحرة، والآية التي تقول {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} هي تخص الحرائر المحصنات فقط، وقد ذُكر في تفسير القرطبي ج5 ص 137: ” عن علي رضي الله عنه قال: إذا نكحت الحرة على الأمة كان للحرة يومان وللأمة يوم.”
” قال علي: إذا تزوج الحرة على الأمة قسم للحرة ليلتين وللأمة ليلة” (شرح منتهى الإرادات ج8 ص415) و(مطالب أولى النهي في شرح غاية المنتهي- ج15 ص77)، و” قال أبو حنيفة: الحرة والأمة تكونان تحت الحر أو تحت العبد القسم بينهما للحرة ليلتان وللأمة يوم وليلة.” (الدرر السنية ج3ص254)
وقيل في (المبسوط- ج6 ص449): ” قوله (ص): {يتزوج العبد اثنتين ويطلق تطليقتين}.”
وفي (المحلى بالآثار – وكذلك في البحر الرائق: باب نكاح الرقيق) ذُكِر: ” قال: ينكح العبد اثنتين، ويطلق تطليقتين، وتعتد الأمة حيضتين فإن لم تحض فشهرين- وقال: فشهرا ونصفا.” وقيل في (تحفة الأحوذي- ج3 ص266): ” قال الشافعي ومالك وأحمد: الطلاق يتعلق بالرجل فطلاق العبد اثنان، وطلاق الحر ثلاث، ولا نظر للزوجة. وعدة الأمة على نصف عدة الحرة فيما له نصف، فعدة الحرة ثلاث حيض وعدة الأمة حيضتان، لأنه لا نصف للحيض. وإن كانت تعتد بالأشهر فعدة الأمة شهر ونصف وعدة الحرة ثلاثة أشهر انتهى” تعتد أي: تقضي فترة العدة وهي المدة التي لا يحل للمرأة الزواج فيها بسبب موت زوجها أو طلاقها منه.
وقالوا أيضاً في ذلك: ” يطلق الحر الأمة ثلاثا وتعتد حيضتين، ويطلق العبد الحرة اثنتين فتعتد ثلاث حيض.” (معرفة السنن والآثار للبيهقي- ج12 ص255)، وفي (حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني- ج5 ص223): ” فإن دخلت الحرة في الرابعة، والأمة في الثالثة حلت للأزواج.”
يقول مصنف ابن أبي شيبة- ج4 ص63:” عن نافع قال: تبين الأمة من الحر والعبد بتطليقتين…عن مجاهد قال: إذا كانت الأمة تحت الحر فطلاقها اثنتان وعدتها حيضتان وإذا كانت الحرة تحت العبد فطلاقها ثلاث وعدتها ثلاث حيض…. إذا كان زوجها حرا وهي أمة فطلاقه طلاق حر وعدتها عدة أمة وإن كان زوجها عبدا وهي حرة فطلاقه طلاق عبد وعدتها عدة حرة معتدة.”
” روي عن علي كرم الله وجهه أنه قال إذا تزوج الحرة على الأمة قسم للحرة ليلتين وللأمة ليلة، ولأنه لو بطل بنكاح الحرة لبطل بالقدرة عليه فإن القدرة على المبدل كاستعماله بدليل الماء مع التراب (مسألة) (وإن تزوج حرة وأمة فلم تعفه ولم يجد طولا لحرة أخرى فهل له نكاح أمة أخرى؟ على روايتين) اختلفت الرواية عن أحمد رحمه الله في إباحة أكثر من أمة إذا لم تعفه فعنه أنه قال إذا خشي العنت تزوج أربعاً إذا لم يصبر كيف يصنع؟ وهذا قول الزهري والحارث العكلي وما لك وأصحاب الرأي وعنه أنه قال لا يعجبني أن يتزوج إلا امة واحدة يذهب إلى حديث ابن عباس قال الحر لا يتزوج من الإماء إلا واحدة وقرأ (ذلك لمن خشي العنت منكم) وبه قال قتادة والشافعي وابن المنذر كأن من له زوجة يمكنه وطؤها لا يخاف العنت ” (الشرح الكبير لأبن قدامة- ج7 ص517)
” مسألة؛ قال: (وله أن ينكح من الإماء أربعا، إذا كان الشرطان فيه قائمين) اختلفت الرواية عن أحمد، في إباحة أكثر من أمة إذا لم تعفه فعنه أنه قال: إذا خشي العنت تزوج أربعا، إذا لم يصبر كيف يصنع ؟ وهذا قول الزهري، والحارث العكلي، ومالك، وأصحاب الرأي. والرواية الثانية، قال أحمد: لا يعجبني أن يتزوج إلا أمة واحدة. يذهب إلى حديث ابن عباس، وهو ما روي عن ابن عباس: أن الحر لا يتزوج من الإماء إلا واحدة، وقرأ {: ذلك لمن خشي العنت منكم }.” (المغني- ج15 ص168)
” عن عكرمة قال: يطلق المملوك الحرة ثلاثا ويطلق الحر المملوكة تطليقتين، ومن طريق أبى بكر بن أبى شيبة عن ابن علية. عن أيوب السختيانى. عن نافع قال تبين الامة من الحر والعبد بتطليقتين قال أيوب: وثبت عند ابن عباس الطلاق والعدة بالنساء، ومن طريق ابن أبي شيبة عن زيد بن الحباب عن سيف، عن مجاهد قال: إذا كانت الحرة تحت العبد فطلاقها ثلاث وعدتها ثلاث حيض، وإذا كانت الامة تحت الحر فطلاقها اثنتان وعدتها حيضتان.” (المحلي- ج10 ص232)
” عن عمر قال: ينكح العبد امرأتين ويطلق تطليقتين وتعتد الامة حيضتين، فان لم تكن تحيض فشهرين أو شهرا ونصفا…. عن عمر قال: إذا نكح العبد الحرة فقد أعتق نصفه، وإذا نكح الحر الامة فقد أرق نصفه… ” (كنز العمال- ج16 ص543) ”
قيل في (الفتاوى الفقهية الكبرى- كتاب النكاح- ج8 ص318): ” شخص غاب عن زوجته الحرة غيبة طويلة وخاف العنت قبل الوصول إليها هل له أن ينكح أمة وإذا جاز له أن ينكح أمة فغاب عنها كذلك ينكح ثالثة ورابعة أو لا ؟ (فأجاب) بقوله يجوز له ذلك وهذه قد يلغز بها فيقال لنا حر ينكح أربع إماء وإذا جمعن بعد ذلك لم يتفسخ نكاح واحدة منهن.”
ونكاح الأمة على الحرة محرم إسلامياً، ووضح ذلك في (المحلي- ج9 ص441): ” لا تنكح الامة على الحرة وتنكح الحرة على الأمة، وعن عمر بن الخطاب انه كتب إليه يعلى بن منبه في رجل تحته امرأتان حرتان وأمتان مملوكتان فكتب إليه عمر فرق بينه وبين الامتين…. عن ابن عباس قال: تزويج الحرة على الامة المملوكة طلاق المملوكة وبه يقول الشعبى.”
تفاصيل أخرى عن زواج العبد:
كما مرَّ سابقاً فقد اختلف المشرعون حول عدد النساء اللواتي يمكن أن يتزوجهن (العبد). فبينما يسمح مذهبا أبو حنيفة والشافعي له بالزواج من امرأتين، يسمح له مذهب مالك الزواج بأربعة.
وذُكِر عن ذلك “…عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: سألته عن المملوك، ما يحلّ له من النساء؟ قال: حرتين أو أربع إماء…” (وسائل الشيعة- ج21 ص110) و” عن مالك أنه سمع ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول ينكح العبد أربع نسوة” و” عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنه قال ينكح العبد أربع نصرانيات” (المدونة الكبرى- في نكاح الخصي والعبد)
” قال السروجي رحمه الله ما نصه: وفي الذخيرة المالكية لا يجوز للسيد نكاح أمته ولا للسيدة نكاح عبدها قاله الأئمة الأربعة وعليه الإجماع وقال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على بطلان نكاح المرأة عبدها، قال الكمال رحمه الله: وقد حكي في شرح الكنز الإجماع على بطلانه، وحكي غيره فيه خلاف الظاهرية… المرأة بجميع أجزائها مالكة وبالتزوج بعبدها يكون بعضها مملوكا له فتتحقق المنافاة وإن اختلفت جهة الملك؛ إذ كل واحد من الملكين يقتضي أن يكون المالك قاهرا، والمملوك مقهورا ولأن نفقته تجب عليها للملك، ونفقتها تجب عليه للنكاح فيتقاصان فيموتان جوعا.” (تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق- ج5 ص255)
” يحرم على العبد نكاح سيدته. قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن نكاح المرأة عبدها باطل. وروى الأثرم، بإسناده عن أبي الزبير، قال: سألت جابرا عن العبد ينكح سيدته، فقال: جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب، ونحن بالجابية، وقد نكحت عبدها، فانتهرها عمر وهم أن يرجمها، وقال: لا يحل لك.” (المغني- ج15 ص187)
” عن الحسن أن عمر بن الخطاب أتى بامرأة قد تزوجت عبدها فعاقبها وفرق بينها وبين عبدها، وحرم عليها الازواج عقوبة لها.” (كنز العمال- ج16 ص544)
متى ينفسخ نكاح الجارية ونكاح العبد:
النكاح لا يجتمع مع ملك اليمين: في الإسلام ملك اليمين أقوى من ملك النكاح، لذا كان لانتقال ملكية العبد أو الجارية من شخص لآخر كبير الأثر في عقد الزواج أو النكاح.
وأورد بعض الأمثلة المتعلقة بذلك في الفقه الإسلامي:
” لو ملك زوجته وهي أمة، انفسخ نكاحها. وكذلك لو ملكت المرأة زوجها، انفسخ نكاحها. ولا نعلم في هذا خلافا. ولا يجوز أن يتزوج أمة له فيها ملك. ولا يتزوج مكاتبته؛ لأنها مملوكته” (المغني- ج15 ص188)
” إذا ملك الرجل بعض امرأته (جزءاً منها) أو ملكت المرأة بعض زوجها فسد النكاح.” (الدرر السنية ج3ص265)
” في المدونة: من ابتاع زوجة أبيه انفسخ النكاح إذ لا يتزوج الأب أمة ولده” (التاج والإكليل لمختصر الخليل- ج5 ص376)
” كل من اشترى زوج أمه أو زوجة أبيه انفسخ نكاحهما” (الفقهية لأبن غازي)، وحتى قالوا إذا مات من زوج جاريته من عبده لم ينفسخ العقد ما رضي الورثة، فإن أبوا انفسخ.
” الرجل يتزوج الامة ثم يشتريها حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن الشعبي قال: إذا كانت الامة تحت الحر فاشتراها بطل النكاح، وتكون جارية له يطأها إن شاء.” (مصنف ابن ابي شيبة- ج3 ص291)
” إذا ورثت الحرّة زوجها المملوك أو اشترته انفسخ العقد، فإن أرادته لم يجز لها ذلك إلاّ بأن تعتقه أوّلاً ثمّ تتزوّج به، وإن ورث الحرّ أو اشترى زوجته المملوكة فله وطؤها بملك اليمين.” (من كتاب إصباح الشيعة بمفتاح الشريعة)
“قال مالك: والعبد إذا أعتقته امرأته” عبد تزوج حرة، فصار عندها من المال ما يساوي قيمة هذا العبد فاشترته وأعتقه “والعبد إذا أعتقته امرأته إذا ملكته وهي في عدة منه لم يتراجعا إلا بنكاح صحيح” كيف في عدة منه؟ نعم؟ طلقها، هو طلقها وهي ما زالت في العدة، لم يتراجعا إلا بنكاح جديد، لكن وإن تراجعا بنكاح بعد، وما حصل طلاق، حصل فسخ، فلم تحسب، وهنا إذا طلقها حسبت، ولم ترجع إليه إلا بنكاح جديد ” (شرح الموطأ – كتاب النكاح والطلاق)
و” لو اشترت زوجها فلها على بائعه العهدة لحصول المباعدة لأن النكاح انفسخ، وهو لا يطؤها بخلاف ما إذا اشتراها فإنه يطؤها بملك اليمين.” (شرح مختصر خليل للخروشي- ج15 ص422)
وقيل في أضواء البيان ج1 ب24 ص277 عن شراء الجارية المتزوجة: ” إن كان المشتري امرأة لم ينفسخ النكاح. لأنها لا تملك الاستمتاع ببضع الأمة، بخلاف الرجل، وملك اليمين أقوى من ملك النكاح، كما قال بهذا جماعة” وعندما يكون ملك اليمين أقوى من ملك النكاح فهذا الملك يبطل النكاح دون العكس.”
وذُكِر في شرح النووي على مسلم- ج5 ص274: ” أجمعت الأمة على أنها إذا عتقت كلها تحت زوجها وهو عبد كان لها الخيار في فسخ النكاح، فإن كان حرا فلا خيار لها عند مالك والشافعي والجمهور، وقال أبو حنيفة: لها الخيار، واحتج برواية من روى أنه كان زوجها حرا، وقد ذكرها مسلم من رواية شعبة بن عبد الرحمن بن القاسم لكن قال شعبة: ثم سألته عن زوجها فقال: لا أدري، واحتج الجمهور بأنها قضية واحدة، والروايات المشهورة في صحيح مسلم وغيره أن زوجها كان عبدا، قال الحفاظ: ورواية من روى أنه كان حرا غلط وشاذة مردودة لمخالفتها المعروف في روايات الثقات . ويؤيده أيضا قول عائشة قالت: (كان عبدا ولو كان حرا لم يخيرها) رواه مسلم.”
وفي تعليمات فقه النكاح هناك خمسة وعشرون سبباً تزيل النكاح، إحدى هذه الأسباب: ” بيع العبد أو الأمة أو بيعهما معا إذا لم يرض المشتري أو البائع إقرارهما على النكاح” (نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه و النظائر)
ذُكِر في موطأ مالك- ج4 ص86:” قال مالك في العبد إذا ملكته امرأته أو الزوج يملك امرأته إن ملك كل واحد منهما صاحبه يكون فسخا بغير طلاق وإن تراجعا بنكاح بعد لم تكن تلك الفرقة طلاقا قال مالك والعبد إذا أعتقته امرأته إذا ملكته وهي في عدة منه لم يتراجعا إلا بنكاح جديد.”
إن الطلاق غير الفسخ، إن طلقها فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، لكن الفسخ لا يوجد فيه ذلك الشرط، وقد تعتد الأمة من زوجها فيما لو تغير مالكها.
“إن ملك كل واحد منهما صاحبه يكون فسخاً بغير طلاق” لماذا؟ لأن النكاح على هذه الصفة خلاف الأصل، كان النكاح بالشرطين المعروفين لا يجد طول حرة، ويخشى على نفسه العنت، لكن مثل هذا هل يمنع من ملك اليمين، يمنع من نكاح الأمة، لكن لا يمنع من ملك اليمين، أبيح له نكاح الأمة بالشرطين المعروفين فتيسر له ملك اليمين الذي لا خلاف في جوازه. يقول: “إن ملك كل واحد منهما صاحبه يكون فسخاً بغير طلاق، وإن تراجعا بنكاح بعد” يعني عقد، جدد العقد من جديد “لم تكن تلك الفرقة طلاقاً” يعني لا تحسب من الطلقات الثلاث، هي مجرد فسخ لا طلاق.
والزوج لو ملك زوجته بعد الزواج أو ملك قسم منها فهو لا يحتاج إلى طلاق، ويكون عقد زواجه انفسخ بملك اليمين، ولو اعتقها يكون ملك اليمين أنفسخ بالعتق، فيجب أن تعتد عدة الأمة حيضتين، ويعزل عنها… والعزل أو العدة مطلوبةٌ في كثير من الحالات للضرورة، كي يتم التأكد بأنها غير حامل، لاختلاف مصير الولد بين الرق والحرية (إذ الولد يتبع الأم في الرق والحرية) وكذلك اختلاف مالك الولد والاختلافات في مواضيع الميراث…الخ، حيث أن تلك الأمور كلها متغيرة فيما لو وطئها وكانت حين الوطء ملكه أو ملك غيره.
” إذا كانت للعبد امرأة ثم كاتب فاشتراها للتجارة فالشراء جائز كما يجوز شراؤه لغيرها والنكاح فاسد إذا جعلته يملكها لم أجعل له نكاحها وتعتد من النكاح بحيضتين فإن لم تكن تحيض فشهر ونصف وليس له أن يطأها بالملك لأنه لا يملك ملكا تاما.” (الأم- ج5 ص234)
” قال لي مالك في ذلك أن كل فسخ يكون في النكاح فعلى المرأة عدتها التي تكون في الطلاق إلا أن يطأها بعد الاشتراء، فإن وطئها بعدما اشتراها فقد انهدمت عدة النكاح وصارت إلى الاستبراء استبراء الإماء؛ لأنها وطئت بملك اليمين” (المدونة- ج5 ص27)
” تكون عنده الأمة ثم يبتاعها قد تقدم أن ملك اليمين يوجب فسخ النكاح؛ لأنه أقوى لاشتماله على الرقبة والمنافع، فمن اشترى زوجته فقد انفسخ النكاح وحلت له بملك اليمين، فإن اشتراها قبل أن يدخل بها ثم أعتقها فهذه لا عدة عليها؛ لأن الفرقة وقعت قبل البناء ولكنه إذا أعتقها تستبرأ بحيضة لأن عقد ملك اليمين يبطل عقد النكاح، وإذا بطل لم يبق لعقد النكاح حكم في العدة لعدم البناء والله أعلم.” (المنتقى- شرح موطأ مالك ج3 ص307)
– هناك حالات أخرى ينفسخ فيها النكاح غير حالات انتقال ملكية العبد والجارية، وهناك حالات اختلفوا عليها، ومن هذه الحالات:
قيل في التاج والإكليل لمختصر الخليل- ج5 ص 381: ” إذا باع السيد أمته بموضع لا يقدر الزوج على جماعها فله الصداق (لا لظالم) عياض: معنى قولها إذا باع السيد إلى آخره أن مشتريها سافر بها حيث يشق على الزوج لضعفه ولو عجز عن الوصول إليها لظلم مشتريها وأنه لا ينتصف منه لم يكن على الزوج مهر ”
و “اختلف أصحاب مالك إذا وجد طولا بحرة هل يفارق الأمة أم لا، ولم يختلفوا فيما إذا ارتفع عنه خوف العنت أنه لا يفارقها.” (أنوار البروق في أنواع الفروق- ج5 ص384)
” وإن تزوج على الأمة حرة, صح وفي بطلان نكاح الأمة روايتان إحداهما لا يبطل وهو قول سعيد بن المسيب وعطاء, والشافعي وأصحاب الرأي وروى معنى ذلك عن على رضي الله عنه والرواية الثانية ينفسخ نكاح الأمة وهو قول ابن عباس ومسروق, وإسحاق والمزني…” (المغني- كتاب النكاح)
ماذا لو حدث الغش:
ذُكِرَ في كتاب (المغني- ج15 ص165): ” إن كان في يده مال، فذكر أنه معسر، وأن المال لغيره. فالقول قوله؛ لأنه حكم بينه وبين الله تعالى، فقبل قوله فيه، كما لو ادعى مخافة العنت. ومتى تزوج الأمة، ثم أقر أنه كان موسرا حال النكاح، فرق بينهما؛ لأنه أقر بفساد نكاحه. وهكذا إن أقر أنه لم يكن يخشى العنت.”
” إن كان الزوج (ممن لا يحل له نكاح الإماء) بأن كان حرا واجد الطول أو غير خائف العنت (فرق بينهما) لظهور بطلان النكاح لفقد شرطه وكذا إن كان تزوجها بغير إذن سيدها ونحوه.” (شرح منتهى الإرادات- ج8 ص440)
” إن أقرت لإنسان بالرق لم يقبل قولها على زوجها نصا؛ لأن إقرارها يزيل النكاح عنها ويثبت حقا على غيرها أشبه ما لو أقرت بمال على غيرها (فما) حملت و (ولدت) عند زوج (بعد) ثبوت رقها (ف) هو (رقيق) لرب الأمة…” (شرح منتهى الإرادات- ج8 ص440)
وقيل الكلام نفسه في (مطالب أولي النهي في شرح غاية المنتهى- ج15 صذ34): ” (لا) يثبت كونها أمة (بإقرارها) لإنسان بالرق، فلا يقبل قولها على زوجها نصا، لأن إقرارها يزيل النكاح عنها، ويثبت حقا على غيرها، أشبه ما لو أقرت بمال على غيرها.”
” إذا عقد على حرة وعنده أمة وهي لا تعلم ثم علمت، فإن عقد عليهما معا مضى عقد الحرة دون الأمة.” (من كتاب إصباح الشيعة بمفتاح الشريعة)
” إن أتى العبد المرأة الحرة فأخبرها أنه حر فتزوجها على ذلك ثم علمت أنه عبد قد أذن له مولاه في التزوج فهي بالخيار إن شاءت أقامت معه، وإن شاءت فارقته؛ لأنه غرها، ولأنها ما رضيت أن يستفرشها مملوك، ولأنه ليس بكفء لها.” (المبسوط- ج6 ص362)
” إن تزوجت حرة رجلا على أنه حر، أو تزوجت أمة رجلا على أنه حر، أو تزوجته الحرة أو الأمة تظنه حرا، فبان عبدا فلها الخيار بين الفسخ والإمضاء نصا، أما الحرة فلأنها إذا ملكت الفسخ للحرية الطارئة فللسابقة أولى. (كشاف القناع عن متن الإقناع- كتاب النكاح وخصائص النبي- باب الشروط في النكاح)
” قال: وإذا تزوج الأمة على أنها حرة، فأصابها، وولدت منه، فالولد حر، وعليه أن يفديهم، والمهر المسمى، ويرجع به على من غره، ويفرق بينهما إن لم يكن ممن يجوز له أن ينكح الإماء، وإن كان ممن يجوز له أن ينكح، فرضي بالمقام، فما ولدت بعد الرضى فهو رقيق…” (المغني- ج14 ص491)
” إذا نكحها على أنها حرة فإن توهم الحرية… أولادها فالذين حصلوا قبل الإقرار أحرار ولا يلزم للزوج قيمتهم، والحاديون بعده أرقاء لأنه وطئها عالما برقها.” (روضة الطالبين وعمدة المفتين- فرع ج2 ص300)، وقيل نفس الكلام بخصوص الأولاد في تحفة المحتاج في شرح المنهاج وفي المغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ.
” إذا زوج الرجل أمته مدلسا لها بالحرة و اختار الزوج الفسخ فسخ و لا مهر عليه.” (كتاب نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه و النظائر- من موقع المجمع العالمي لأهل البيت)
” وفسخ الحرة نكاح نفسها أو نكاح الأمة إذا تزوج بالأمة عليها و اختارت الحرة الفسخ، و إذا أذنت قبل الدخول أو رضيت به بعده لم يكن لها فسخ و لا خيار و فسخ الحرة نكاح نفسها خاصة دون نكاح الأمة إذا تزوج بالحرة و عنده أمة هي زوجته و هي لا تعلم ذلك فإن علمت قبل العقد أن له زوجة أمة أو رضيت به بعد العقد لم يكن لها فسخ و لا خيار… و ذهب الشيخ في مسائل الخلاف إلى أنه إذا تزوج بامرأة على أنها حرة فخرجت أمة أن العقد باطل. و فسخ الحرة نكاح العبد كذلك و فسخ نكاح التي تزوج بها على أنها بنت مهيرة فخرجت بنت أمة…” (كتاب الأم-باب النكاح)
يـــــتـــــبـــــع
{ملاحظة عامة عن الحلقات: تكرار بعض الجمل أو الأحكام من مصادر متعددة هي للضرورة والتأكيد، وباعتبار أن الموضوع (دراسة أردتها موسعة) لذا توجب الحديث عن بعض التفاصيل التي قد (يعتقد) البعض أنه لم يكن هناك داعي لذكرها، ومن ناحية أخرى وجود بعض الجمل المكررة بين الحلقات هي للضرورة أيضاً، فمثلاً عند الحديث عن بيع وشراء الجارية استشهد بوصف المصادر الإسلامية عن كيفية بيعها وشراءها، وعند الحديث عن حجاب الجارية فيلزم نفس المثال بسرد طريقة فحصهم لجسد الجارية عند البيع والشراء، وبسبب رغبتي بأن تكون صورة كل حلقة أو موضوع واضحة قدر المستطاع كانت المقالات طويلة، لذا أعتذر للسادة القراء لطول المقالات.}
Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر
Leave a comment
هل ستكون المجازر العلوية – العلوية الاكثر دموية؟
طلال عبدالله الخوري 7\10\2012
كل الدلائل تشير على أن حرب اهلية في سوريا تلوح بالأفق وتجنبها أصبح ضرب من المستحيل.
طبعاً الأن لا يوجد حرب اهلية, ولكن هناك جيش دولة متعدد الطوائف, على رأسه طاغية مستبد يستميت بالتشبث بالسلطة, وهو مستعد أن يمضي قدماً بالدمار والإبادة الى اقصى الحدود, لكي يطيل من عمر حكمه ولو لمجرد بضعة ايام, لانه نظام ساقط لا محالة, ولأن دروس التاريخ تنبؤنا بأنه لم ينتصر قط مستبد على شعبه.
درس اخر يعلمه التاريخ لنا, وهو عندما يتم تسليح مجموعات بشرية, في اي منطقة من العالم, فستقوم حروب بين هذه المجموعات, لا يمكن تجنبها, ولم ينجح احد قط بتجنبها على مدى التاريخ القديم والحديث! وهذا قانون تاريخي علمي بديهي, ولنتأكد من بدهية هذا القانون سنستعرض التاريخ:
أولاً: تسابقت الدول الاوروبية بتسليح جيوشها فنتجت عن ذلك الحربين العالميتين الأولى والثانية, وراح ضحيتها مئات الملايين من الابرياء هذا غير الدمار والمآسي.
ثانياً: تسلح المسلمون الأوائل في عهد الرسول (صلعم), فاقتتلت الفئات والجماعات الاسلامية فيما بينها ونتج عنها تشنيع وفظائع بالقتل والاقتتال مثل معركة الجمل المعروفة بالتاريخ الاسلامي.
ثالثاُ: تسابقت الطوائف الدينينة اللبنانية, المارونية, والمسيحية المختلفة, الاسلامية السنية والشيعية والدرزية, والجماعات الفلسطينيةالمختلفة, على التسلح, وتسابقت هذه المجموعات على تمويل تسليحها من الخارج, وأستقدمت الاموال الخليجية والليبية والإيرانية البترودولارية, فنشأت الحرب الطائفية الأهلية, وتم خراب لبنان, وتم تشريد شعبها بعد ان كانوا يعيشون بمستوى معيشي عالي.
ومن الملاحظ بأن أكثر المجازر دموية في هذه الحروب الاهلية هي بين ابناء الطائفة الواحدة, فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن الاقتتال المسيحي – المسيحي الذي جرى بين عون وجعجع في ما دعي “حرب الإلغاء”, وقبلها بين جعجع وحبيقة, وقبلها بين تيار المردة والقوات اللبنانية كانت الاكثر دموية خلال الحرب الطائفية اللبنانية.
مما سبق ومن استقرائنا للتاريخ نستنتج بأن السلاح والتسليح, يساوي بالضرورة: حروب ومجازر, وتكون اكثر دموية عندما تكون بين أبناء الطائفة الواحدة, نقطة على السطر انتهى.
الآن ماذا يحدث في سوريا؟
طبعاً وكما ذكرنا لم تبدأ الحرب الطائفية بسوريا, ولكن بوادرها قد بدأت ترشح من الداخل السوري, حيث بدأ العلويون يفكرون ويتسألون: ما الذي يجعلنا ان نكون مطية للنظام عائلة الاسد المجرمة؟ لماذا يجب ان ندفع ارواح ابنائنا ثمناً لبقاء نظام استبدادي خائن ودموي على رؤوسنا, تأخرت في عهده سوريا وشعبها بكل طوائفه عن بقية الشعوب اقتصاديا وعلميا واجتماعيا وبكل مجالات الحياة؟
لماذا يجب علينا ان نخاف من اخوتنا وأبناء وطننا, والشعوب الاخرى تعيش برقي وتحضر وتضمن حقوق الانسان لكل المواطنين بمختلف طونائفهم واعراقهم؟
لقد بدأ الكثير من العلويين بالهروب الى لبنان او الى اي جهة استطاعوا لها سبيلاُ لكي لا يلوثوا ايديهم بهذه الحرب الاسدية المجنونة, ولكي لا يموتون من اجل معركة خاسرة, فلم ينتصر قط مستبد على شعبه.
الانباء التي ترد من بلدة القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد تفضي بأن إرهاصات الحرب الاهلية قد بدأت بين العائلات العلوية وتحديداً بين عائلة الأسد وشاليش من جهة، والخير وعبود وآل عثمان من جهة أخرى, وأن الاشتباكات أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى.
أتهمت الكاتبة العلوية المعارضة سمر يزبك الشبيحة بقتل خمسة من أقاربها, حيث كتبت على صفحتها في الفيسبوك «شبيحة محمد الأسد قتلوا خمسة من أقربائي من بيت عثمان في القرداحة، بدي أسمع رأي السيد وليد عثمان، والد زوجة رامي مخلوف بموت أبناء عمومته، على يد الشبيحة، الذين يمولهم مخلوف وأشباهه».
والأكثر من هذا, فهناك عداوات ضمن نفس عائلة الاسد حيث أن صور رفعت الأسد عم الرئيس بشار ظهرت في بعض الاحتجاجات، وقد حمل بعض المؤيدين السابقين صور رفعت مطالبين النظام بالإصلاح، والكف عن سياسة القمع المتبعة في المدن السورية.
وكعادة عائلة الاسد القذرة قامت بخطف ثلاث فتيات من آل الخير من القرداحة, ونحن لم ننس بعد كيف اختطف النظام ايضاً الاطفال في درعا, وعندما طالب بهم ابائهم قالوا لهم انسوا بأن لكم اطفال واذهبوا لزوجاتكم لكي تنجبوا غيرهم واذا كنتم لا تستطيعون فارسلوا زوجاتكم لنا ونحن ننجب لكم اطفال بدل عنهم.
ومما يزيد من فرص الحرب الأهلية بسوريا هو ورود أنباء عن أن مئات المقاتلين الفلسطينيين و من فصائل مختلفة في مخيمات لبنان, يتدفقون عبر الحدود اللبنانية الشمالية والبقاعية الوسطى الى مناطق سورية ثائرة في ريف دمشق وحمص وحلب ودرعا, لمقاتلة قوات نظام الأسد التي دمرت بطائراتها ودباباتها وصواريخها معظم المخيمات الفلسطينية في دمشق والمناطق الشمالية والجنوبية, كما دمرت عشرات القرى الدرزية في جنوب سورية لأن سكانها رفضوا الالتحاق بالشبيحة والقتلة واللصوص, وهؤلاء المقاتلون متحمسون لمقاتلة حزب الله وشبيحة الأسد والحرس الثوري الايراني.
ومما يزيد من فرص الحرب الأهلية أيضاُ هو ورود انباء عن ان أجهزة الامن التركية تفاوض جماعات “حماس” و”الجهاد” و”فتح” و”منظمة التحرير” لإقناعها للقيام بالحرب بالنيابة عنها وذلك بإرسال مقاتلين الى شرق سورية وشمالها الشرقي للتصدي للعصابات الكردية التابعة لعبدالله اوجلان ومؤيديه التي استباحت تلك المناطق حتى الحدود العراقية ومثلث الحدود السورية- التركية- العراقية, وباشرت التخطيط على الارض لفصلها عن الاراضي السورية على غرار منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق”.
مما سبق نستنتج بأن التسليح ينتج عنه الحروب, وأن المجازر الأكثر دموية تكون عندما يتقاتل أبناء الطائفة الواحدة كما حدث مع المسيحيين في لبنان وفي معركة الجمل التاريخية بين المسلمين انفسهم.
نحن نحذر من ان قتالا طائفيا دمويا سيجري ضمن طائفة العلويين بسوريا اي بين العلويين انفسهم لان العلويين مسلحون.
وبما أن الشيعة بلبنان هم ايضا مسلحون فسيجري اقتتال ضمن طائفتهم الشيعية ايضاً.
ما هو الحل؟
كما قلنا بمقالات سابقة الحل بأن يتنحى الأسد, ويتم اجراء انتخابات ديمقرطية نزيهة وشفافة تجري تحت اشراف الامم المتحدة يرضى بها الجميع وذلك لايقاف الدمار وزهق الارواح, ولكن هيهات ان يرضى المجرم بشار الاسد بهذا؟
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا
Leave a comment
استغلال السياسة مع الدين في نشر الارهاب الفكري , النظام الليبي كان نموذجا !
جوزيف شلال
2012 / 10 / 7
السياسة المتدينة للانظمة والشعوب :
بمناسبة وجود ارهابيين وزنادقة ليبيين يتعاونون مع المنظمات الاسلامية الارهابية والقاعدة وهم من مخلفات ومنتوجات صناعة معامل اجهزة المخابرات القذافية واقبية سراديبها , كان القذافي المجرم يتعاطف مع اعدائه ومنافسيه وخصومه حينما يغادرون السلطة وكرسي الحكم لكي يزايد و يتباهى بانه عروبي واسلامي وقومي امام شعبه وشعوب الدول العربية التي غالبيتها شعوب لا تقرأ وتكتب وان قرأت لاتفهم ومنغلقة عن العالم لانتشار الجهل والامية والفقر والبطالة والعشائرية والقبلية والثأر وامة عر كما وصفها احد الشيوخ الاسلاميين والخ .
القذافي امر بنحت تمثال لصدام في ليبيا والاخير كان من اشد واقوى الاعداء والخصوم في المنافسة على كرسي العروبة وقيادة الامة الجاهلة الحاقدة المتطرفة التي لاتقبل الاخر . في تلك الايام كانت موجة او بدعة التوريث منتشرة في الدول العربية النائمة , كانوا كل من صدام وعلي عبدالله ومبارك والاسد وغيرهم يدربون اولادهم لكيفية ادارة هذه الدول وقطعانها البشرية , سيف الاسلام الذي كان واصبح الان في خبر كان ويطالب اللآن بمحاكمته امام محاكم الكفار وليس امام المحاكم الاسلامية الحكومية الشرعية لانها اكثر عدلا ورحمة للعالمين , سوف يخلف الوالد القائد العظيم للامة , صرف الملايين من اموال خزينة الدولة الليبية وهي خزينة القذافي وعائلته لتلميع صورته في الضحك على الشعب الليبي اولا وعلى العالم بانشاء جمعيات خيرية وهي في الاحرى كانت مقرات سياسية وتجمع الارهابيين بالوكالة وتقديم المساعدات الشهرية والسنوية للمنظمات المتطرفة لابقاء ليبيا خارج عمليات القاعدة وجرائم الاسلاميين , كان سيف الاسلام البتار بين حين واخر يهاجم الغرب المسيحي والديانة المسيحية ويتطرق الى الامور الدينية للديانات الاخرى وهو لا يفقه شيئا فيها لكي يعطي صورة لقادة الارهاب العالمي بان ليبيا محافظة وشعب متمسك بالدين والقيم والثوابت وما الى ذلك من الخزعبلات التي كان والده المصاب بداء العظمة و بالهلوسة والتشتت العقلي والفكري بارعا في نشرها في ليبيا و افريقيا واي لقاء كان يقوم به مع تلك الشعوب المتخلفة التي تعيش في القرون الوسطى .
كان العقيد يعلن بانه امام وقائد اسلامي وعروبي , وبين حين واخر يتهجم الحاقد على الديانة المسيحية والانجيل والمسيح دون ان يتحرك واحدا من اكثر من 350 مليون عربي مسلم والملايين في افريقيا , بل كانوا يستمتعون ويضحكون على ما كان الجاهل القذافي يحكيه لهم من خرافات واساطير دينية منقولة عن الديانات الوثنية والاسرائيليات في قصصهم الخرافية أي الحكايات الشعبية واعتبروها امور دينية واخذوها وقدسوها واضافوا عليها بعد ان سرقوها . . .
القذافي من اسوأ حكام العالم :
النظام الليبي يختلف كليا عن باقي انظمة دول العالم قاطبة , منذ الانقلاب الدموي على الشرعية الملكية الذي شارك فيه القذافي عام 1969 بمساعدة جهات اجنبية بدباباتها واموالها واسلحتها , استيقظوا الليبيين على نظام غريب ودولة افلاطون الفاطمية التي كان يدعو اليها ليلا ونهارا المنقذ القذافي , الكيان الجديد لا هي دولة بمعنى الكلمة ولا هو نظام يشبه كباقي الانظمة العربية الكلاسيكية .
لا هو نظام جمهوري ولا هو نظام ملكي او امبراطوري او مشائخي او قبلي او من الموروثات الشريفة التاريخية كما هو الحال في المغرب والسعودية والاردن ! , نعتقد ان هذا النظام ليس الا نظام الفوضى المنظمة وشعارها لا اعرف ماذا اريد وافعل لعدم وجود انتخابات ودستور وبرلمان ومؤسسات وهيكل الدولة وتقويم سنوي والخ . كل شيئ ممنوع ما عدا الجلوس على الكراسي , لان الديموكراسي هي ديمقراطية القذافي بحسب نظريته الثالثة الاممية , النظام كان يقول من يتحزب فهو خائن ومنحرف وعميل الامبريالية العالمية التي هي تقف حجر عثرة وعائق ضد الخط الاحمر والاصفر والخط الاخضر والكتاب الاخضر والابيض , اي لا وجود لاحزاب وجمعيات ونقابات واتحاداة سوى اللجان الشعبية الثورية المروضة , النظام كان لا يعرف من اين يبدا والى اين يذهب واين ينتهي , حتى كلام وخطابات الاخ القائد لا يفهم منها شيئ لانها تدور في حلقات مفرغة واحاديث بيزنطينية عقيمة للاستهلاك المحلي ليس الا .
العقيد والعالم :
العقيد منع بالقوة من ان يصبح قائدا امميا او عربيا او اسلاميا من قبل الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة , لهذا السبب اصيب بعقدة معادات الغرب المسيحي خاصة الديانة المسيحية واتباعها , لهذا راينا القذافي من اوائل حكام العرب والدول الاسلامية طالب برحيل مسيحيي الدول العربية والشرق الاوسط الى الغرب , وقد نسى او تناسى بان هؤلاء هم سكان البلاد الاصليين قبل ان ياتي هو او غيره الى هذه المنطقة , ليبحثوا عن تاريخهم وجذورهم واصولهم , وبسبب هذه الاحقاد كانت تهجمات القذافي يوميا على الانجيل والمسيحية وهي خير شاهد ودليل واثبات على ما نقوله من حقائق .
الكل يعرف بان النظام اياديه ملطخة بابشع الجرائم العالمية وفي مساعدته ووقوفه وايوائه للارهابيين وللمنظمات السرية واسرارحوادث جرائم تفجير الطائرات وقتل المدنيين مثل حادثة لوكربي وتفجيرات برلين والطائرة الفرنسية واختفاء موسى الصدر رجل الدين الشيعي اللبناني والاعدامات في ليبيا والسجون والاعتقالات وكبت الحريات وافتعال الفتن الدينية والطائفية بين المسلمين والمسيحيين في الدول العربية وزرع الكراهية لاشعال حروب اهلية – دينية هنا وهناك وخاصة في المنطقة العربية وافريقيا. . .
استغلال الخطاب الديني :
في عهد القذافي كان الحديث والكلام يدور حول انجيل برنابا المؤلف من قبل احد الهرطوقيين في القرن الثامن عشر , وليس كما يقولون بانه برنابا الذي كان يعيش في ايام الرسول بولس , وقد اختلط على الاسلاميين الامر كما هو الحال مع مريم العذراء ومريم ابنة عمران والفارق الزمني اكثر من الف عام ! , ويقول القذافي ان مؤلف هذا الانجيل المزيف هو قديس وهو الانجيل الصحيح , وان الانجيل الذي ما بين ايدي المسيحيين اليوم هو محرف .
تكلمنا عن هذا الموضوع واثبتنا بالادلة من ان هذا الكتاب هو غير صحيح ومزيف وفيه اغلاط تاريخية وفي تسلسل الاشخاص واغلاط كتابية ونحوية وظهر في القرن الثامن عشر , وقلنا نتمنى من مؤسسة القذافي الخيرية التي تمتلك المليارات ان تقوم بطبع هذا الكتاب او اية مؤسسة اسلامية دينية او احد المراجع التابع للمذاهب الاربعة ومعهم المذهب الجعفري الشيعي ونشره ونحن بدورنا نقدم شكرنا وامتناننا وتقديرنا لهذا العمل .
ان نهاية مرحلة حكم الاخ القذافي انتهت بماسآت كبيرة اخلاقية لا مثيل لها في التاريخ الحديث ونهاية أي حاكم كان فاشيا او نازيا او ارهابيا او سفاحا ومجرما وقاتلا قد انتهت بهذا الاسلوب القبيح والمخزي الذي ارتكبه وقام به مع القذافي شعب مسلم محافظ ملتحي وينتمي الى العشيرة والقبيلة ويقيم الصلوات الخمس والخ , هذا هو القصاص والجزاء والعقاب لكل من يتطاول على القيم والمبادئ الانسانية الصحيحة والعادلة والحقيقية لا المزيفة والمفروضة فرضا لاسباب كانوا قد اوجدوها فقط لتلك المراحل الانية للسيطرة والاستحواذ والهيمنة بشتى الطرق والوسائل من القتل والاغتصاب والسبي وما الى ذلك .
اغلب الناس والاطباء قالوا ان الاخ العقيد الملهم كان مصابا بامراض نفسية والانفصام في الشخصية والشذوذ الجنسي والخنثية وداء اثبات الرجولة , ولهذا كان يحيط نفسه بالعاهرات اي فريق الحماية للتدليك والتفريك والمساج الخارجي والداخلي وكل انواع واشكال الراحة النفسية والجنسية باستعمال اقوى المنشطات والدهون والحبوب والاطعمة الغنية بالبروتينات والفيتامينات لانه كان يعاني من النقص , وهي حالة معروفة في علم النفس الحديث . . .
اذن توقعنا وتوقع العالم بان سوف تبدا مرحلة جديدة من الحكم بابنه الشاب الانيق سيف الاسلام البتار , الشاب سبق عصره حيث بدا مبكرا دون ان ينتظر استلامه للمنصب الجديد بالتكلم والتحدث عن القيم والدين والشعب المحافظ , لانه كان يتخذ من والده العبرة و هذه القيم في الاخلاق والعائلة المحافظة التي كانوا اولاد القذافي دائحين في نوادي وديسكوات اوربا وحفلات الدعارة وشرب الخمر وممارسة الفضائح .
ومن يريد المزيد ليذهب الى الانترنيت واليوتوب وسيشاهد العجب عن حفلات اولاد المحافظ والامام والقائد القذافي , تكلم سيف الدولة البتار ايضا عن الاصلاحات والتغيير والدستور والانتخابات ولكن لا نعرف ان كان سيبقي على الكتاب الاخضر والابيض وغيرها من المؤلفات العظيمة للاخ الوالد العظيم العقيد كما وصفه مؤسس الدكتاتورية والعسكرة العربية عبد الناصر .
الاخ سيف الاسلام بدا في عملية تطوير والاستفادة من التجربة السابقة لوالده في ادارة الدولة والنظام وتاليف كتاب – انظمة الفوضى المنظمة وتم توزيعه وطبعه من بنك القذافي المركزي الليبي .
سيف الاسلام القذافي والمورمون والاسلام المعتدل :
يقال ان سيف الاسلام القذافي كان ينوي اختيار كتاب / مورمون / للهجوم على الديانات الاخرى وخاصة المسيحية , يبدو ان الاخ منفتحا اكثر من الاب المحافظ الذي كان يقرأ القرآن يوميا بحسب تصريحان عبد الرحمن شلغم في قناة العربية في مقابلاته , في العصرنة والعولمة ربما كتاب مورمون الحديث سيكون ملائما مع الهجومات المتوقعة الجديدة .
اذن وفي هذه المناسبة علينا ان نشرح ما هو هذا الكتاب لكي نسبق الاحداث نحن كذلك والا قد يفوتنا القطار لمن يريد او يحاول مستقبلا الكلام عن الرئيس الامريكي القادم مت رومني اذا ما فاز على الرئيس الحالي باراك حسين اوباما / ابو علي / الذي جاء مهاجرا من كينيا ومن اسرة مسلمة محافظة متدينة قبل عدة سنوات ويقال كان عاري القدمين وهذا ليس عيبا لان الفقر شيئ طبيعي في العالم , واصبح رئيس لاكبر دولة و قوة عالمية في الكرة الارضية .
اما المنافس الجديد السيد رومني ينتمي الى الهرطقة الجديدة التي تسمى طائفة المورمون , يقولون بانهم مسيحيين , ولكن جميع المرجعيات الكبار المسيحية بما فيها الفاتيكان لا تعترف بهذه الطائفة التي تحاول تشويه المسيحية , ولكن جميع المرجعيات الدينية المسيحية والمسيحيين ونحن يحترمون اراء هؤلاء ومن حقهم العمل والتبشير والانتشار ولهم جميع الحقوق والواجبات في الوطنية والمواطنة والمساواة والخ .
لكن هل القذافي او سيف الاسلام او أي حاكم عربي ومسلم في الدول العربية والاسلامية يستطيع او يقبل ان ينافسه احد المهاجرين حتى وان كان من دولة عربية او اسلامية اخرى ? , او كان حتى من مذهب اسلامي اخر , أي هل بمقدور شيعي ان ينافس السني البكري في الانظمة التي تعتبر سنية ? , جميع المذاهب السنية الاسلامية لا تقبل وتحرم ذلك , النظام الشيعي هو الاخر يحرم ذلك ولا يقبل , ايران شاهد على ذلك , السعودية واية دولة اخرى تعتبر هذه الحالة من المحرمات وكخط احمر , فما بالك اذا جاء شخصا من غير الاسلام كان مسيحيا او يهوديا او هندوسيا او بوذيا او ملحدا وكان مهاجرا من اوربا وافريقيا واسيا واراد ان يحكم في هذه الدول وكما يحصل وحصل في اميركا او في الكثير من دول العالم ! .
الحكم الاسلامي للاخوان وصل الى مصر ويحكمون الان وفي تونس كذلك , يحاولون اسلمة كل شيئ وفرض معتقداتهم الدينية حتى على غير المسلم , هؤلاء يمتازون بالدجل والتقية وما يسمى بالمعاريض والتحايل من اجل الوصول الى اهدافهم وغاياتهم الشيطانية , والحكم عندهم هو بمثابة شرع وعبادة واوامر الهية يجب اطاعتها وتنفيذها وان تطلب ذلك بالقوة وقطع الرقاب والايدي . . .
الان سوف نبين ما هو هذا الكتاب وهذه الطائفة اي كتاب مورمون لكي لا يستطيع مستقبلا الحديث والكلام على الرئيس الامريكي الجديد ان جاء الى الحكم ويقول بانه غير مسيحي لكي يوقع ما بين الشعب الامريكي ويزرع الاحقاد والفتن وهي صفات واخلاق هذه الامة التي لا تعترف بالاخر مهما كان . وربما اقول قد يغير فكره ويختار كتاب وطائفة اخرى كالقرآنيين او الوهابيين او الاسماعيليين او السنة يختاورون المذهب الشيعي او الشيعة يختارون المذهب السني البكري قناة فدك , او يختارالاحمدية التي ظهرت وانتشرت في باكستان الاسلامية التي تقول – ان المهدي والمسيح قد اتوا الى باكستان من الفضاء الخارجي ورحلوا .
كتاب مورمون :
كتاب مورمون او ما يسمى شهادة / ثانية ليسوع المسيح /
الكتاب يتكون من 15 سفرا او اقساما رئيسية يعرف كل قسم منها باسم مؤلفه الرئيسي . وكتاب مورمون سجل مقدس لشعوب اميركا القديمة . كلمات الكتاب حفرت وكما يقولون على 4 صفائح معدنية . وهي – صفائح نافي – تتكون من صفائح صغرى وصفائح كبرى . في الصفائح الصغرى تم تدوين الامور الروحية وتاريخ الانبياء وتعاليمهم .
اما في الصفائح الكبرى دونوا تاريخ القوم والملوك وامورهم الشخصية وبعض الامور الروحية وخاصة بعد ملك – موصايا .
صفائح مورمون – فيها تعليقات مورمون نفسه على الاحداث وما حدث في ايامه , وتم كتابة البقية من قبل ابنه مورموني بعد وفاة مورمون .
صفائح اثير – كتب فيها تاريخ اليارديين وهو باختصار تحت عنوان سفر اثير .
الصفائح النحاسية – يقولون انها احضرت من قبل قوم / لحي من اورشليم سنة 600 ق . م . وتحتوي على كتب موسى الخمسة وتاريخ لليهود من البداية الى ملك صدقيا – ملك يهوذا وفيها اي هذه الصفائح كذلك نبوات الانبياء منها نافي واشعيا واخرين .
يقولون في سنة 421 م ختم موروني وهو اخر النافيين هذا السجل المقدس وخباه ليظهر مرة اخرى في الايام الاخيرة وفي سنة 1823 م زار موروني نفسه النبي جوزف سميث وسلم له الصفائح , فقط للعلم – هذه السنة هي مقاربة حينما عثر على كتاب المهرطق الاوربي – برنابا – في اللغة الايطالية .
كتاب مورمون ماذا يعني :
حسب اعتقاد هذه الجماعة بان كتاب مورمون هو بمجمله سفر مقدس مثل الكتاب المقدس الانجيل للمسيحيين , ويدور حول ما فعله الله بسكان امريكا القدماء , وكذلك يحتوي على ملئ من انجيل المسيح .
كتاب مورمون كتب وحسب الادعاء كذلك من قبل انبياء قدماء وعن طريق الرؤيا والنبوة والنبي مورمون قام باختصار تلك الكلمات .
الفكرة تقول – كانت هناك حضارتين عظيمتين , احداهما جاءت من اورشليم عام 600 ق . م . وبعد ذلك انقسمت الى امتين النافيين والامانيين .
اما الحضارة الاولى فقد جاءت من برج بابل اي عندما بلبل الله لغة القوم , وكانت تعرف – باليارديين , وبعد الاف الاعوام انقرضوا كلهم ماعدا اللامانيون , وهم الاجداد الرئيسيون للهنود لاميركا الشمالية والجنوبية .
الاعتقاد :
هو ان الرب يسوع المسيح زار النافيين بعد قيامته من بين الاموات بقليل , بعد ان انتهى مورمون من كتاباته سلم السجل لابنه موروني والذي هو كذلك اضاف بعض الكلمات وخبا الصفائح المكتوبة في تل اسمه كومرة .
وفي يوم 21 ايلول عام 1823 م ظهر موروني من بين الاموات كذلك وتكلم مع النبي جوزف سميث – واخبره بالسجل القديم , وبعد 4 سنوات سلم موروني تلك الصفائح الى النبي جوزف سميث فقام بترجمتها بقوة الله , ويقول النبي ان كتاب مورمون اصبح على وجه الارض وان الانسان سيقترب من الله اذا طبق تعاليم الكتاب , ويقول كذلك هناك احد عشر 11 شاهدا قد راوا وشاهدوا الصفائح وهم
– اولفر كاودري – ديفيد ويتمر – مارتن هارس – كريستيان ويتمر – جيكوب ويتمر – بيتر ويتمر الابن – جون ويتمر , هايرم بيج , جوزف سميث الاب , هايرم سميث , صموئيل سميث .
من هو جوزف سميث :
يعتبرون بان جوزف سميث هو نبي مرسل من المسيح في هذه الايام الاخيرة ويستعدون للمجيئ الثاني للمسيح .
تعليقنا هو
ما نقوله حول هذا الموضوع ما يلي , بالرغم من انها خرافات واساطير وامور لا تصدق , فانها اصدق واوثق من كلام وما جاء بانجيل برنابا المزيف الذي يؤمن ويفتخر به قائد الثورة الليبية التي انقرضت والارهابيين الجدد في ليبيا والاسلاميين وشيوخ الدجل وفتاوى النكاح ورضاعة الكبير وبول البعير والفضلات وزواج القاصرات والمتعة والمسيار والخ .
في راي ان سبب رفض القذافي لهذه الفكرة في كتاب مورمون وقبوله بفكرة كتاب برنابا بظهور ووجود نبي عام 1823 , ومن هنا يرى ان هناك صعوبة في اقناع المتخلفون عقليا في تجمعات غانا والجاد وكينيا وتنزانيا وغيرهم .
حسب اعتقاد الاخوة المسلمين بان محمد هو خاتم الانبياء , فلا وجود لنبي اخر بعد محمد , والمسيحيين كذلك يعتقدون لا نبي بعد المسيح وحسب الانجيل والمسيح الذي يقول – سوف ياتي من بعدي انبياء كذبة فلا تتبعوهم .
المورمون يقولون بان هناك نبي ظهر في القرن الثامن عشر .
اذن اقناع الجماهير بوجود نبي اخر جديد للمسيحيين ستكون من مهمة الرؤساء الجدد من الاسلاميين والاخوان المسلمون الذين يحكمون الان في الدول العربية ومعهم اكثر من 75 % من الشعوب العربية يؤيدون ويريدون اقامة انظمة احادية سلفية اسلامية وهابية لا تعترف باي دين او مذهب او قومية اخرى على وجه هذه الكرة الارضية , لان الدين عند الله هو الاسلام ولغة الجنة هي العربية , وما انزلناه الا قرانا عربيا مبينا . وبهذا قد يتخلصون من عقدة انجيل برنابا والكتاب المحرف وما صلبوه وما قتلوه بل شبه لهم , متى ستصبح هذه الدول مع شعوبها قوة عظيمة مثل اميركا واوربا بقوة قيم العدالة والديمقراطية واحترام حقوق الانسان , وليس في الدجل والهلوسة والتقية والازدواجية والاحقاد وزرع الفتن والعنصرية والفاشية والنازية
/ وان لله في خلقه شؤون / .
بعض المصادر
كتاب مورمون
The Book of Mormon
1985Corporation of the President of the Church of J esus Christ of Latter- day Saints ,
Printed in the Unite States of A merica- 30922- 102
Posted in دراسات سياسية وإقتصادية
Leave a comment
قمة الخداع والانتقائية في الفكر الإسلامي (تتمة)
عبد القادر أنيس
هذه هي المقالة الثانية عشر حول كتاب محمد الغزالي ” حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة”.
كنت قد أنهيت مقالي السابق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=207757
تحت العنوان نفسه، بقول الغزالي: “وفي غزوة بني المصطلق رأى النبي أن يتزوج أسيرة من هذا الحي المغلوب ليرفع مكانته وتم له ما أراد..” ونظرا لأن هذا الزعم كله خداع وكذب وانتقائية فقد ارتأيت الخوض فيه حصرا.
فهل زواج محمد بأسيرة بني المصطلق كان الهدف منه رفع مكانة هذا الحي؟ وهل ينطبق مصطلح (أسيرة) على هذه المرأة أم هي سبية مارس محمد وأصحابه ضدها وضد قبيلتها العنف المطلق بلا مبرر مقبول؟ هل يصدق عاقل أن رفع مكانة هذا الحي لا بد أن تمر بهذه الفاجعة التي حلت بقومها وبها بعد أن قتل محمد عشرة من قومها بينهم زوجها وسبى الكثير من نسائها وأطفالها؟
لنسأل التاريخ الإسلامي الآخر الذي ينتمي إلى المسكوت عنه والمغيب الذي نهل منه الغزالي بانتقائية مقيتة وتحايل لا نراه عند جانب آخر من الإسلاميين مازالوا يتعاملون معه بسذاجة وشيء من الصدق.
عن موسوعة الحديث النبوي الشريف:
http://www.islamspirit.com/
في باب جويرية، وغزوة المصطلق اتفقت كل الروايات على عكس ما يزعمه الغزالي:
نقرأ فيها: ” بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له المريسيع، فتزاحف الناس واقتتلوا ، فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونَفَلَ (غَنمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم فأفاءهم عليه” .
ونقرأ: “والصحيح من روايات هذه الغزوة كما يذكر الإمام ابن القيم وأهل السِيَر أنه لم يكن بينهم قتال، وإنما أغاروا عليهم عند الماء، وسبوا ذراريهم، وأموالهم، ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيح “أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارّون- أي غافلون- وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم، وأصاب يومئذ جويرية” رواه البخاري ومسلم”.
وهذه الروايات وما سيلي تكذيب صارخ للإسلاميين طراز الغزالي وهم يزعمون أن المسلمين كانوا يدافعون عن أنفسهم في كل غزواتهم. فمن الغازي ومن المغزو هنا؟. بل إن المغزوين كانوا غافلين ولم يتمكنوا من الهروب إلا البعض أو تنظيم دفاعهم بحيث لم يُقْتَلْ من المسلمين إلا واحد، وعلى يد أحد المسلمين خطأ، وحتى عند تصديق رواية الاستعداد، فهو عذر أقبح من ذنب. الاحتمال الأرجح أن هذه الغزوة كانت بهدف النهب والسبي والسطو كسنة سنها محمد لأتباعه وهو القائل: “ومنّ عليّ ربي وقال لي: يا محمد صلى الله عليك، فقد أرسلت كل رسول إلى أمّته بلسانها وأرسلتك إلى كل أحمر وأسود من خلقي، ونصرتك بالرعب الذي لم أنصر به أحداً، وأحللت لك الغنيمة، ولم تُحَل لأحد قبلك”. والدليل على ذلك ما جاء في حيثيات الحديث عن جويرة زوجة محمد التي يقصدها الغزالي في قوله السابق:
“وصل المسلون بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع وعندما علم بنو المصطلق بذلك هرب معظمهم. تهيأ الحارث للحرب وترامى الطرفان بالنبل لساعة ثم هجم المسلمون على بني المصطلق و قتلوا 10 وأسروا الباقين واستشهد مسلم واحد (عن طريق الخطأ من طرف مسلم آخر). غنم المسلمون في هذه الغزوة 2000 بعير و5000 شاة”.
الراجح في هذه الرواية أن أبا جويرة الحارث بن أبي ضرار كان من الهاربين لأنه جاء المدينة فيما بعد من أجل افتداء ابنته قبل أن يتخلى عن يهوديته ويتحول إلى الإسلام، بعد حادثة البعيرين المغيبين.
ونقرأ: “وذكر أصحاب السير أنّ أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها قالت: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على المريسيع ، فأسمع أبي يقول: أتانا ما لا قبل لنا به . قالت: فكنت أرى من الناس والخيل مالا أصفُ من الكثرة ، فلما أسلمتُ ، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجعنا، جعلت أنظر إلى المسلمين، فليسوا كما كنت أرى، فعلمت أنه رعب من الله تعالى يُلقيه في قلوب المشركين” .
وهو ما يعني أن بني المصطلق كانوا غافلين فعلا، مطمئنين لا ينتظرون غزوا ولا هم مستعدون له، وإلا لكانوا وضعوا الحراس والرقباء ولما باغتهم المسلمون. بالإضافة إلى هذه الملاحظة، نشير إلى أن محمد تزوج جويرة بطريقة تتنافى مع تعاليم الإسلام التي سنها للناس، وقد فعل الشيء نفسه مع صفية اليهودية، ولعله زواج أقرب إلى الاستمتاع بملك اليمين.
ونقرأ: “… عن عائشة أم المؤمنين قالت: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له وكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها قالت (أي عائشة): فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم (!!!) لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي قال: فهل لك في خير من ذلك قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي كتابتك وأتزوجك. قالت: نعم يا رسول الله. قال: قد فعلت. قالت (عائشة): وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث. فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم. قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها. (مسند أحمد).”
إن تفكيك هذا الكلام يعطينا فكرة عامة عن أخلاق المسلمين يومئذ والتي كانت لا تختلف عما كان سائدا من وحشية بين الشعوب، منذ فجر التاريخ إلى منتصف القرن العشرين في بعض البلاد الإسلامية التي حافظت على الرق بعد أن تخلى عنه الجميع. فهذه امرأة كانت سيدة قومها وابنة سيد قومه، تحولت بين عشية وضحاياها إلى رقيقة تقسم كما تقسم البهائم على المحاربين. هذه امرأة قتل المسلمون زوجها وسبوها بعد أن انتهكوا حرمة بيتها وعندما حاولت الدفاع عن شيء من الإباء والكرامة ووعدت بافتداء نفسها غاليا (8 أواق ذهبية) في انتظار الفداء من أبيها، يعرض عليها نبي الإسلام أن يفك قيدها فيشتريها من مالكها ليتزوجها وهي في هذه المحنة الكبيرة. فأي رحمة هذه؟
ونقرأ شاهدا آخر من صحيح البخاري على هذه الوحشية: “دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري فجلست إليه فسألته عن العزل، فقال أبو سعيد: خرجنا مع رسول الله في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبيا من سبي العرب فاشتهينا النساء، واشتدت علينا العزوبة وأحببنا العزل، وقلنا: نعزل ورسول الله بين أظهرنا قبل أن نسأله؟ فسألناه عن ذلك فقال: “ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا كائنة”.
وهذا كلام يحتاج أيضا إلى تفكيك. فما يُفهَم منه أن هؤلاء المسلمين الذين يتستر الغزالي على همجيتهم وهو يكتب: “فماذا فعل المسلمون بما لديهم من أسرى؟” ويجيب: “إن التعاليم التي بين أيديهم توصي بهم خيرا. إنها تصف المؤمنين بأنهم: “ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا”(ص72). إنما كان هدفهم السبي والنهب وإلا كيف نفهم كلاما مثل ” فأصبنا سبيا من سبي العرب فاشتهينا النساء، واشتدت علينا العزوبة وأحببنا العزل” إلا كما فهمنا؟. هل من الإنسانية أن يتجاهل هؤلاء (الرحماء) النكبة التي حلت بسباياهم ولا يرون فيهن إلا أدوات تثير الاشتهاء، ثم هم مترددون فقط من جواز العزل من عدمه، أي في الكيفية التي يتم بها انتهاك حرمة سباياهم والاستمتاع بهن، وتجيء الإباحة من قائدهم الذي لا يرى لهؤلاء النساء أية حرمة أو كرامة.
الروايات كلها لم تخبرنا أن محمد وجيشه قد خيروا بني المصطلق بين الدخول في الإسلام أو عقد معاهدة سلام أو الحرب، مثلما فعل مع أهل مكة قومه تمييزا لهم عن اليهود وباقي العرب قائلا لهم “اذهبوا فأنتهم الطلقاء”, قلوب المسلمين كانت متعلقة بالسبي والفيء وليس بمحاربة الكفر وتوحيد الله ونشر الإسلام، وهي كلها كانت خرافات روجها التابعون إلى يومنا.
ونقرأ في:
http://www.rasoulallah.net/subject2.asp?parent_id=11&sub_id=1259
“وكانت مولاة جويرية بنت الحارث، عن جويرية رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة عشرين سنة..”
وبعملية حسابية بسيطة نعرف أن محمدا كان عمره حوالي 57 سنة وتوفي عنها وعمرها 25 سنة، وحرم عليها الزواج شأنها شأن غيرها من زوجاته (أمهات المؤمنين، بلا سبب معقول.
هذه المرأة الحرة أرادت أن تفدي نفسها لتستعيد حريتها التي اغتصبها منها المسلمون. فما يقول الغزالي في شأنها؟ يقول كلاما عاما عمن وقع في الرق: “ألم يحمل السيف ليحرم الآخرين حرية العقل والضمير؟”يقول هذا رغم أن كل الروايات التي تحدثت عن جويرية لا تذكر لنا أنها ، ولا نساء قبيلتها وحتى رجالها، قد حملوا السيف ليحرموا الآخرين حرية العقل والضمير بل كانوا هم المغزوين في عقر دارهم. فلماذا يبيح الإسلام هذا السبي ويحاول الغزالي تجميله؟
وبهذا الصدد وحول معاملة الإسلام للعبيد، نقرأ في سيرتها: “عن مجاهد عن جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: يا نبي الله، أردت أن أعتق هذا الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أعطيه أخاك الذي في الأعراب يرعى عليه؛ فإنه أعظم لأجرك”.
ماذا يقول الغزالي هنا أيضا؟ يأتينا بحديث (شريف): “من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من الناس، حتى فرجه”. ولكنه لم يتساءل لماذا لم يأمر محمد أصحابه بتحرير ما ملكت أيمانهم؟ ثم ماذا نفهم من “رقبة مسلمة”؟ ألا يعني هذا أن التحرير لا يجوز إلا في المسلمين من العبيد؟ وحتى محمد قد مات وهو يملك أكثر من عشرين رقبة لم يحررهم أما أصحابه فحدث ولا حرج. ويحدثنا التاريخ أن قصور خلفاء بني أمية وبني العباس وغيرهم كانت تضم مئات الجواري، ولم نقرأ لأي فقيه يستهجن هذه المعاملة بله يحرمها.
ثم يأتينا الشيخ بحكاية ساذجة: “ورُوي أن عثمان بن عفان دَعَكَ أذن عبدٍ له على ذنب فعله ثم قال له عثمان بعد ذلك: تقدّمْ واقرصْ أذني، فامتنع العبد فألح عليه فبدأ يقرص بخفة، فقال له: اقرص جدا، فإني لا أتحمل عذاب يوم القيامة. فقال العبد: وكذلك يا سيدي، اليوم الذي تخشاه ، أنا أخشاه أيضا”.
على من يضحك الشيخ؟ عثمان المبشر بالجنة يخاف من عذاب يوم القيامة من أجل غلام دعك أذنه؟ ولا يخاف من استعباده لو كان في تعاليم الإسلام ما يحرم الرق؟
ونعود إلى جويرية التي تزوجها محمد ليرفع من شأن قومها حسب زعم الغزالي، ونقرأ: “عن مجاهد قال: قالت جويرية بنت الحارث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أزواجك يفخرن عليّ، يقلن: لم يتزوجك رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنت ملك يمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم أعظم صداقك؟ ألم أعتق أربعين رقبة من قومك؟ (المصادر: “الاستيعاب – المستدرك – المعجم الكبير – صحيح البخاري – صحيح مسلم.”)
فأي صداق هذا؟ يغزو قومها ويسترقهم بغير حق ثم يقدمهم مهرا لها، ويرى أنه عظّم صداقها. ما هذا المنطق المقلوب؟ ومن جهة أخرى، كيف يفسر الغزالي تصرف (أمهات المؤمنين) هذا إلا أن تكون ظاهرة العبودية في الإسلامية ظاهرة عادية في فجر الإسلام وفي صبحه وضحاه وعصره وليله وأن الناس كانوا يمارسونها وينظرون إليها نظرة عادية ويعاملونها بإذلال واحتقار.
بعد كل هذه الانتقائية يعرّج الشيخ لينال من اليهودية والمسيحية كعادة الإسلاميين، وليلصق نفس التهم التي أجهد نفسه، عبثا، في نفيها عن الإسلام.
يقول: “جاء الدين المسيحي فأقر الرق الذي أقره اليهود من قبل، ونص القديسون على شرعية خدمة الرقيق لساداتهم وليس في الإنجيل نص يحرمه أو يستنكره”.
يقول هذا عن الرق في المسيحية، رغم أننا لا نجد لا في القرآن ولا في السنة نصا يحرمه أو يستنكره. ولعل هذه زلة وقع فيها دون أن يدري. فهو باعترافه بخلو الإنجيل من نص يحرم أو يستنكر الرق لن يستطيع أن يخفي النصوص الكثيرة الموجودة في القرآن والسنة التي تبيح الرق كما بينت الشواهد الكثيرة التي أوردناها.
وفي ختام هذا الفصل يقول الغزالي: “وأخيرا نهض نفر من ذوي القلوب الكبيرة، بعد أن ثارت ضمائرهم لهذه الوحشية المتوارثة في معاملة الرقيق وتنادوا بتحريره وتم القضاء عليه وعلى تجارته في القرن الأخير”. يقصد نهاية القرن التاسع عشر، وهذا خطأ بالنسبة للكثير من البلاد الإسلامية التي واصلت ممارسته حتى أواسط القرن العشرين.
وحتى في هذه الخاتمة يغرق الشيخ في الانتقائية والتستر على الحقائق ومعاملة أهل الحق بجحود ممقوت. نعم هي وحشية متوارثة في معاملة الرقيق، ولكنها وحشية مارستها كل الشعوب بما فيها الشعوب الإسلامية بمباركة كتاب الله وسنة رسوله وهو ما ينفيه الشيخ أو يعمل على التمويه على حقيقته لأن الدين بالنسبة إليه رصيد تجاري لا يمكن المساس فيه. أما جحود الشيخ فنلمسه في قوله: “وأخيرا نهض نفر من ذوي القلوب الكبيرة…”؛ لأنه لم يقل لنا من هم هؤلاء ذوو القلوب الكبيرة…” ولن يقول، لأنهم ليسوا مسلمين ولا رجال دين بل هم من الملحدين والعلمانيين والديمقراطيين الإنسانيين الذين وقفوا ضد هيمنة المؤسسات الدينية وأنظمتها العبودية والإقطاعية. ولن يقول ذلك لأن مواثيق حقوق الإنسان والطفل والمرأة والعامل وحتى البيئة والحيوان جاءت نتيجة نضال هؤلاء الذين لا يريد الغزالي الاعتراف بأفضالهم رغم أن كل ما كتبه حول حقوق الإنسان في الإسلام مسروق من أدبياتهم منسوب إلى الإسلام والإسلام منه براء لأنها ببساطة أفكار عبرت عن عصرها: عصر البداوة والعبودية وقانون الغاب ولا علاقة لها بأفكار الحرية والمساواة والعدالة التي هي صنيعة الحداثة والأنوار.
يتبع
Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر
1 Comment
قمة الخداع والكذب والانتقائية في الفكر الإسلامي
عبد القادر أنيس
هذه هي المقالة الحادية عشر حول قراءة كتاب محمد الغزالي ” حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة”.
غيرت عنوان الحلقة حتى يعبر تعبيرا صادقا عما جاء في هذا الفصل من تحايل فاضح حول “الحرية المدنية”. أضفت كلمة “قمة” لأن الشيخ الغزالي يبلغ قمة لا تدانى من حيث الخداع والانتقائية والسذاجة وبل وحتى الكذب أيضا في التعامل مع تراثه من جهة ومع التراث العالمي الحديث المتعلق بحقوق الإنسان.
لنقرأ ثم نفكك. كتب الغزالي (ص 69) حول تعريف الحرية المدنية: “ونعني بها كل التصرفات النابعة من شعور الإنسان بذاته وضرورة اعتراف الجماعة بشخصه، وأهليته المطلقة للتصرف وفق ما يريد”.
“وعلى أساس هذه الحرية يملك كل إنسان أن يقيم حيث يشاء، وأن يسافر متى شاء، وأن يجتمع بمن يريد الاجتماع به، وأن يحوز من المال ما يكسب وأن يحترف من المهن ما يهوى وأن يباشر العقود التي يرى إبرامها ويفسخ التي يريد فسخها من بيع وشراء وشركة ووكالة وكفالة وإيجار. الخ. وذلك كله بداهة وفق قانون يمنع الضرر والعدوان حتى لا يشتط أحد في استخدام حريته فيؤذي الآخرين وينال من حرياتهم هم”.
“وهذه الحرية تبدأ من غريزة الشعور الإيجابي بالذات- كما يعبر علماء النفس- ولذلك فهي أساس لضروب شتى من الحريات. بل إن المفهوم السائد للحرية بين الجماهير يكاد لا يعدوها”.
“وضدها العبودية أو الاسترقاق الذي يفقد الإنسان فيه أهليته ولا يملك زمام نفسه”.
“والله عز وجل خلق الإنسان كامل المسؤولية وشرع له التكاليف الدينية ورتب عليها المسؤولية والعقوبة، على أساس إرادته الحرة وامتلاكه المطلق للاتجاه ذات اليمين أو ذات الشمال”.
وطبعا لا يجد الغزالي خيرا من القرآن سندا له “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت” (البقرة 286).
“وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأولى” (النجم، 39-41).
قبل أن أواصل قراءة هذا الفصل المثير بخداعه وانتقائيته، أتوقف عند هذه الفقرات السابقة لأثبت اتهامي للشيخ بالخداع والانتقائية.
كنت في مقال سابق من هذه السلسة:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=203373
قد وجهت له التهمة نفسها لكن الفكر الإسلامي المعاصر ينهل بجرأة نادرة من الفكر الغربي في سبيل استغفال الناس هنا وهناك، لم يتحرج من الأخذ من الماركسية ومن اللبرالية بعد أسلمته رغم أنه يكفرها كما استخدم كل المبتكرات الحديثة لكن بجحود نادر لفضل مبتكريها، وسبق حتى دعاة الحداثة في استغلال إمكانيات التكنولوجيا العالية في حربه الشرسة ضد الحداثة التي أبدعت هذه التكنولوجيا وهو ما نراه حاليا في طغيان الفضائيات ومواقع الإنترنت الإسلامية. لكن تفكيك خطابه سرعان ما يرفع الغطاء عن كم هائل من الزيف والغش وجهل فاضح بأسس الفكر العلمي الحديث بل حتى بأبجديات المنطق الصوري.
إن الشيخ الغزالي عندما يستخدم هنا كلمة “إنسان” يبتعد بها عن مفهومها المدني العصري. مفهوم الإنسان يقتصر على الرجل المسلم فقط. فتعريفه للحرية المدنية بأنها: ” كل التصرفات النابعة من شعور الإنسان بذاته وضرورة اعتراف الجماعة بشخصه، وأهليته المطلقة للتصرف وفق ما يريد”، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يشمل المرأة المسلمة كإنسان كامل الأهلية في عرف الفكر الحديث. فلا الإسلام أعطاها هذه الحرية ولا الغزالي صدق هذا الكلام الذي يقوله الآن. فهو مثلا، كما رأينا في المقالات التي نشرت لي حول المرأة:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=207344
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=206434
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=205932
لا يرى لها بتاتا هذه الحرية لا في العمل ولا في الزواج ولا في الطلاق ولا في الأهلية العقلية.
وهو مثلا عندما يكتب: “وعلى أساس هذه الحرية يملك كل إنسان أن يقيم حيث يشاء، وأن يسافر متى شاء، وأن يجتمع بمن يريد الاجتماع به…” إنما يكتب كلاما قد ينطبق على الرجل المسلم إلى حد ما، ولكنه أبعد ما يكون عن المرأة المسلمة بنص الكتاب والسنة. ولن يصدق عاقل أن الغزالي يؤمن بأن حرية المرأة المسلمة تعني (أن تقيم حيث تشاء، وأن تسافر متى شاءت، وأن تجتمع بمن تريد الاجتماع به…”. المرأة المسلمة لا تستطيع أن تقيم حيث تشاء، فهي رهينة بيت والديها أو زوجها بنص الحديث” أيما امرأة خرجت من دارها بغير إذن زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع”. والحديث: (خير صلاة النساء في قعر بيوتهن) وفي رواية (خير مساجد النساء قعر بيوتهن)، والحديث: (لا تمنعوا إيماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن”. والحديث: “صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها وصلاتها في حجرتها خير من صلاتها في دارها وصلاتها في دارها خير من صلاتها خارجها”. والحديث: “المرأة عورة وإنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان و إنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها”. وفوق هذه الأحاديث آية”وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى”، ولا معنى لها سوى ضرورة التزام المرأة بيتها.
هذه المواقف الإسلامية تكذيب لادعاء الغزالي فيما لو زعم أن الإسلام يعتبر المرأة إنسانا من حقه “أن يقيم حيث يشاء، وأن يسافر متى شاء، وأن يجتمع بمن يريد الاجتماع به”.
وعندما يقول الغزالي عن الحرية المدنية: “وضدها العبودية أو الاسترقاق الذي يفقد الإنسان فيه أهليته ولا يملك زمام نفسه”، فهو إما خرف لا يعرف ما يقول أو أنه يسعى لاستغفالنا، أو بالأخرى لاستغفال السذج والعامة وهو الصحيح حسب زعمي لأنني لا أصدق أن الغزالي يجهل أن الإسلام بنص الكتاب والسنة أباح العبودية أو الاسترقاق، وأنه سمح بإمكانية أن يفقد الإنسان أهليته وأن يعيش حياته البائسة دون أن يملك زمام نفسه. كان هذا حال ملايين الناس الذين تسببت غزوات المسلمين وأسواق النخاسة المفتوحة في البلاد الإسلامية في استعبادهم، وفي وقوف الإسلام ضد تحريرهم (أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم ).
والغزالي عندما يكتب: “والله عز وجل خلق الإنسان كامل المسؤولية وشرع له التكاليف الدينية ورتب عليها المسؤولية والعقوبة، على أساس إرادته الحرة وامتلاكه المطلق للاتجاه ذات اليمين أو ذات الشمال”.
غير صادق مع دينه الذي يقول: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا “. أو “قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ “، فأين الإرادة الحرة وأين الامتلاك المطلق للاتجاه ذات اليمين أو ذات الشمال؟ إلا إذا لا يرى الحرية إلا في إطار الإسلام وهي حرية أسوأ من حرية العصفور في القفص.
بعد هذا يقول الغزالي: “هل لأحد بعد ذلك أن يقيد حرية الآخرين أو يسلبهم إرادتهم؟ لا. إلا أن يكون ظالما يستمرئ العدوان ويتطاول فوق أخيه الإنسان دون سبب ما”.
وبما أنه كان يتوقع وقوع الكتاب بين أيدي قراء علمانيين مثلي، فقد حاول استباق الحدث فتساءل في مكاننا: “كيف أباح الإسلام الر ق؟ أو قَبِلَ وجودَه في أرضه إذا كان الغير أباحه؟”
سنرى من خلال التبريرات السخيفة التي لجأ إليها كيف يخلط الشيخ بين دين الإسلام الذي ارتضاه إله السماء العادل الرحيم لعباده وبين ممارسات البشر. نقرأ أولا:
“إن الإسلام صنع للرقيق ما لم يصنعه غيره، ولو سارت الأمور إلى وجهتها وفق ما رسم ما تعرضت أجيال غفيرة لهذا البلاء المشين؟” فماذا صنع الإسلام للرقيق يا شيخ؟ هل يوجد في الكتاب والسنة نص واحد يحرم استرقاق الناس؟ كلا.
ومع ذلك يواصل الغزالي الكذب فيقول: “على أن الإسلام ما أقر قط حرب الخطف التي انتشرت في العصور القديمة والحديثة…”، هو كذب لأن الإسلام كان منذ بدايته قد أطلق أيدي أتباعه أثناء الغزوات فسبوا ونهبوا وقتلوا واحتلوا. في القرآن ورد تعبير ما ملكت أيمانكم مرات كثيرة للدلالة على إباحة الإسلام للمسلمين لامتلاك العبيد من النساء والرجال، وكان مصير النساء بمن فيهن سبايا الغزو من المتزوجات أتعس لأن الإسلام أباح انتهاك أعراضهم (وطؤهن) كما أباح بيعهن وشراءهن وإهداءهن وتفريقهن عن أزواجهن إذا كانوا عبيدا وعن أطفالهن العبيد بل إن المرأة التي وقعت في أسر المسلمين سبية تعتبر طالقا من زوجها حلال وطؤها. ويكفينا تفسير آية: “والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ” لندرك مدى الخداع والتحايل والانتقائية التي يمارسها الشيخ بسخاء. نقرأ في تفسير ابن كثير:
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&bm=&nSeg=0&l=arb&nSora=4&nAya=24&taf=KATHEER&tashkeel=1
لهذه الآية “أي وحرم عليكم من الأجنبيات المحصنات وهي المزوجات إلا ما ملكت أيمانكم يعني إلا ما ملكتموهن بالسبي فإنه يحل لكم وطؤهن”. ولا أخال الغزالي يجهل هذه الحقيقة. لكنه يختار حديثا يقول إنه قدسي (أي من الله بكلام النبي) ويتعامل معه بخداع بائس. يكتب: “يقول الله تعالى في حديث قدسي: “ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه العمل ولم يعطه أجره”.
الخداع هنا في عبارة “ورجل باع حرا فأكل ثمنه”، لأن الغزالي يحرف المقصود عن قصده كما سبق أن حرف قول عمر بن الخطاب : “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار”. فالمقصود بـ”حر” في القولين لاعلاقة له بالعبد إطلاقا، بل يعني تحريم بيع الرجل الحر أو استعباده، بينما يحق لمن يملك عبدا أن يبيعه أو يهديه أو يعتقه أو يزوجه ثم يطلقه. ففي باب بيع المدبر في صحيح البخاري (أي العبد الذي وعد سيده بإطلاق سراحه لاحقاً بعد موته): “عن جابر بن عبد الله: أعتقَ رجلٌ منّا عبداً له عن دُبُرٍ (أي بعد موته) فدعا النبيّ به فباعه”.
http://hadith.al-islam.com/DISPLAY/hier.asp?Doc=0&n=3972
و” في رواية: وقع في سهم دحية جارية جميلة، فاشتراها رسول الله (ص) بسبعة أرؤس (من العبيد طبعا وكأنهم رؤوس ماعز)، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها.” (له طبعا ليطأها) (صحيح مسلم) والمقصود صفية اليهودية التي تزوجها محمد بعد يوم وليله من القضاء التام على عشيرتها بمن فيهم زوجها وأبوها وهو في الطريق عائدا من غزوته، بل لم ينتظر حتى تمر العدة كما شرعها لغيره.
ولقد كان محمد يقبل العبيد كهدايا، وكان هو يهديهم لمن يريد، وكذلك فعل الصحابة والخلفاء عبر التاريخ الإسلامي، وقصص الشعراء الذين كانوا يتلقون الجواري على قصائدهم معروفة ولم يحدث أن ندد فقيه كبير بهذه الظاهرة. فالمقوقس أهدى محمدا جاريتين: مارية وأختها سيرين، محمد أخذ مارية لنفسه وأهدى سيرين لشاعره حسان بن ثابت.
و في تفسير القرطبي: “قد فضل رسول الله (ص) الصدقة على الأقارب على عتق الرقاب، فقال لميمونة وقد أعتقت وليدة: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك”.
و في موطأ مالك: “أنه بلغه أن عمر بن الخطاب وهب لابنه جارية فقال لا تمسها فإني قد كشفتها”.
وفي موطأ مالك هذا وهو رأس المذهب المالكي فصل كامل حول معاملة العبيد والإماء كظاهرة اجتماعية عادية:
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=5&CID=90#s2
نقرأ على سبيل المثال: “أَنَّ رَجُلاً، فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْتَقَ عَبِيدًا لَهُ سِتَّةً عِنْدَ مَوْتِهِ فَأَسْهَمَ (أي أجرى القرعة بينهم) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ فَأَعْتَقَ ثُلُثَ تِلْكَ الْعَبِيدِ”. أي أنه أعتق اثنين وترك أربعة في الرق.
كذلك وردت في صحيحي البخاري ومسلم أحاديث كثيرة حول إباحة امتلاك العبيد والإماء والجواري والاستمتاع بهن بدون زواج شرعي وبلا حدود.
مع كل هذا يقول الغزالي : “وليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله نص يأمر بالاسترقاق ولكن هناك مئات النصوص تدعو إلى العتق”. وهو بهذا الكلام إما أن يكون مخادعا أو جاهلا بدينه. والصحيح أنه مخادع. ولكشف خداعه يكفي أن نشير إلى الآيات التي تتحدث عن ملك اليمين، حيث تجمع كل التفاسير أنها تعني العبيد والإماء من الرجال والنساء والأطفال الذين أسرهم المسلمون أو امتلكوهم عن طريق الشراء والهدي هم وأولادهم باعتبار أن ابن العبد عبد خلافا لأي تفسير آخر لقول عمر “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”. ولا خلاف في أن محمد وصحابته كانوا يملكون العبيد، فكيف يفعلون لو كان في شريعتهم تحريم؟
لكن الغزالي يعود مرة أخرى ويعترف بهذه الممارسة الوحشية عندما يقول بخبث وسذاجة: “ولما كانت مسألة الأرقاء شديدة التعقيد وقتئذ فقد تدرج الإسلام في حلها ما تدرج في تحريم الخمر”.
فأي تعقيد يا فضيلة العلامة؟ هل يقبل هذا الكلام عاقل، فما بالك بشخص يزعم أن شريعته منزلة من الله العدل الرحيم وأن قرآنه قال قبل موت نبيه “اليوم أكملت لكم دينكم…”؟ وأن الإسلام حرم الخمر تحريما قاطعا وحرم ممارسات عربية تافهة تتعلق بآداب الجلوس والحديث والأكل وحتى الغائط وترك العبودية للمسلمين يحلون مشكلتها بالتدريج، وهو كذب، فتحرير العبيد في واقع الحياة الإسلامية لم يعرف أي تدريج بل استقر هذا النظام طوال عصور الإسلام حتى منعها الغرب في بلاده وتأثر به المسلمون متأخرين جدا. هل هذا كلام عاقل أم كلام أزهري يعرف الحقيقة ولكنه يتعامل معها بتحايل وخداع؟ هل بين أيدينا نص واحد يحرم على المسلمين امتلاك العبيد ويفر ض عقوبة ما على ذلك؟ لا طبعا. بل عندنا نصوص كثيرة سبقت الإشارة إلى بعضها أعلاه مثل آية “والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ” وتفسيرها واضح بالإضافة إلى أحاديث كثيرة تدعو العبد إلى القبول بوضعه العبودي مثل:”أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر”. ومثل: “أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه فهو عاهر”. ومثل: “أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم”. ومثل: “ أيما عبد أبق إلى أرض الشرك فقد حل دمه”.
فكيف يقول الغزالي: “وليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله نص يأمر بالاسترقاق ولكن هناك مئات النصوص تدعو إلى العتق”؟ بينما بين أيدينا نصوص كثيرة تبيح العبودية وليس بين أيدينا نص واحد يحرمها.
ومع هذه الحقائق الدامغة يتمادى الشيخ في غيه ويكتب: “إن اختطاف الأحرار من بلادهم وطبعهم بميسم الرق كان المصدر الأكبر لانتشار الرقيق في القارات الخمس…” لكنه يبرئ القارة الإسلامية المحمدية من هذا ويقول: “الإسلام يعد من خصوم الله –خصومة البشر- من يقترف ذلك الحرام”. ويكرر محاولته خداعنا بحديث “ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه العمل ولم يعطه أجره”. ويتستر على حديث: “(( ثلاثة لا تُقبَل لهم صلاة ولا تُرفَع لهم إلى السماء حسنة : العبد الآبق حتى يرجع, والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى , والسكران حتى يصحو)) .
ولا حد لمحاولات الغزالي المتكررة لتزييف التاريخ وتقديمه في صورة مخادعة. فها يقول: “وهؤلاء الأسرى الذين فقدوا اليوم حريتهم إنما جزاهم القدر بسوء صنيعهم، لقد سقطوا في أيدي المسلمين كما سقط أشراف فرنسا في يد ثوارها وكما سقط قياصرة روسيا في يد شعبها…” فهل هذا الكلام صادق وهل تجوز المقارنة؟ هل كل من سقط بين أيدي المسلمين كان من المحاربين؟ كلا. هل اعتبر ا لمسلمون من سقط بين أيديهم أسرى أم عبيدا من الرجال والنساء والأطفال سخروهم لخدمتهم وباعوهم وانتهكوا أعراض نسائهم بصريح الكتاب والسنة؟ هل قام ثوار فرنسا وروسيا باستعباد خصومهم وسبي نسائهم وبيع أطفالهم في أسواق النخاسة كما فعل المسلمون؟ كلا.
ونختم هذه المقالة بموقف غريب عجيب للغزالي حين يقول: وكان من الممكن تحريم الاسترقاق أصلا ولكن هذا التصرف من المسلمين يعتبر عبثا لأن أعداءهم سيرفضون التقيد بهذا التحريم ثم ينشأ عن ذلك أن أسرى المسلمين يستعبدون وأسرى المشركين لدينا يحررون”.
هنا يعترف الشيخ بممارسة المسلمين للرق وكان قبلا ينفيه. هنا لم يعد الله هو الذي يحرم ويحلل بل المسلمون تقيدا بما يفعل خصومهم الكفار. هنا يصير الله مجرد منتقم يقابل الشر بالشر ويبيح استرقاق الأطفال وسبي النساء وانتهاك أعراضهن. أما أن يكتب: “وفي غزوة بني المصطلق رأى النبي أن يتزوج أسيرة من هذا الحي المغلوب ليرفع مكانته وتم له ما أراد..” فهو قمة الخداع والانتقائية التي مارسها الغزالي على مسلمي الماضي لاستغفال مسلمي الحاضر كما سنرى في المقال القادم.
Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر
Leave a comment
و رُحِّلَ أبا حمـزة المصري !
رعد الحافظ
مراسلة رعد الحافظ
لقطة مسرحيّة
أمّا موكلي حضرات المُستشارين , فإنّي أستحلفكم بالله أن تَنظروا إليه . إنظروا الى هذا الملاك الطاهر
( الشاهد عادل إمام يُغطي عيونهِ خشية النظر إليه )
إنظروا الى هذا الحَمَل الوديع .
إني أستحلفكم بالله العظيم أن تنظروا الى جبهتهِ العريضة الناصعة البياض . التي إنْ دلّت على شيء , فإنّما تدّلُ على صفاء قلبهِ ونقاء سريرتهِ !
*************
نقص , أتمنّى كمالهِ يوماً
الشيء الأهمّ في ظنّي , الذي ينقص أغلب الموقع الإلكترونية في طريقة عرض المقالات , هو عدم إمكانية إرفاق صورة ذات علاقة بموضوع المقال .
كانت صورة واحدة ستُسهّل عليّ وعلى القرّاء الكرام ,وتغني عن آلاف الكلمات .
مع ذلك أقول / أنا لا أقصد التهّكم على خلقة ربّنا , ولستُ بالكاملِ حتى أنسى نفسي .
لكن فقط أقصد الشرّ الذي يتطاير من وجه الرجل وينطبق عليه ( تهكماً ) مقطع محامي الدفاع ( أعلاه ) في مسرحية / شاهد ما شافشِ حاجة .
************
أبو حمزة المصري
إسمهُ الكامل / مصطفى كمال مصطفى
{ هو أحد رجال الدين المُسلمين في المملكة المتحدة , والذي اُثيرت حولهِ ضجّة إعلاميّة كبيرة لإتهامهِ بتعبئة المُسلمين على كراهيّة غير المُسلمين
وفقَ حُكم القضاء البريطاني , الذي حَكمَ عليهِ بسبب تلك التُهمة , بالسجن لمدّة 7 أعوام في 7 فبراير 2006
ولد عام 1958 في الإسكندرية في مصر اُمّ الدنيا ( أكيد كانت ساعة سودة ) . كان والدهُ ضابط في الجيش المصري .
في عام 1979 , إنتقل إلى المملكة المُتحدة للدراسة , وتزوج هناك من سيّدة بريطانية مُسلمة , لكن هذا الزواج إنتهى بالطلاق بعد 5 أعوام .
وفي التسعينيات سافرَ المصري إلى أفغانستان كمتطوع للمساعدة في إعادة إعمار أفغانستان بعد الحرب الطويلة التي خاضها الأفغان ضد التدخل العسكري السوفيتي .
وأثناء حملة لأزالة الألغام , تعرض المصري إلى إصابات نتيجة إنفجار لغم .أدّت إلى فقدانه البصر في عينه اليُسرى وبترٍ في ذراعهِ الأيمن .
( هل يمكن التنبوء بأنّ الحادث ولّد عنده , حقد على البشرية عموماً والغرب خصوصاً ؟ أنا لا اٌقرّر شيء , فقط أتسائل )
في عام 1999 حُكم على إبن المصري (محمد مصطفى كامل ) بالسجن لمدة 3 سنوات من قبل السلطات في اليمن نتيجة إتهامه بالضلوع بسلسلة من التفجيرات ضد المصالح الغربية } / المصدر ويكيبيديا
***************
ثماني سنوات عُمر القضيّة
حتى محكمة حقوق الإنسان الأوربية تدخلّت في القضيّة .وإضطرّت في النهاية الى الإقرار بحقّ بريطانيا بترحيل أبا حمزة المصري .
أبو حمزة إستغل كلّ ذرة في مجال القضاء البريطاني أبشع إستغلال ( وهذا رأي قاضي بريطاني مهم ) كي تطول القضيّة ويتخلّص من الإبعاد
يا ترى ما سرّ تمسكهِ ببريطانيا ؟ ولماذا يتسع صدر القضاء البريطاني الى هذا الحدّ وتلك التكلفة بالملايين من الباونات ؟
( الرابط الثاني )
كانت السلطات البريطانية قد إتهمت أبا حمزة المصري , بتحويل مسجد فينزبري بارك في العاصمة لندن في تسعينيات القرن الماضي إلى مركز لتدريب المتطرفين الإسلاميين .
{ و قالت المحكمة البريطانية إنّه من الأفضل الإسراع بمثول أبا حمزة أمام القضاء ( الأمريكي ) , مضيفة: “كلما كان ذلك أسرع، كان أفضل”.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي إنها مسرورة أن هؤلاء الاشخاص ( معهُ أربعة آخرين ) تم ترحيلهم أخير “ليواجهوا العدالة” على حد تعبيرها.
وقالت لقناة بي بي سي 4 “كان تأجيل ترحيل هؤلاء محبطا للغاية”
لكنها أضافت أنها سوف تتعلم الدروس من الأنظمة القضائية ومن الدول الأخرى وأنّها سوف تدرس درجات الإستئناف في المملكة المتحدة “لإجراء بعض التغييرات على نظام تسليم المجرمين”.
وأكدت ماي أن الحكومة البريطانية قد تصرفت “بأسرع وأنسب ما يمكنها” بالنظر إلى طول المدة التي تستغرقها هذه العملية.
ويواجه المصري 11 تهمة في الولايات المتحدة تتعلق بالضلوع في جرائم اختطاف وإنشاء مركز تدريب للعناصر المسلحة والدعوة لحرب “مقدسة” في أفغانستان.
وسوف يمثل امام القضاء خلال 24 ساعة من وصوله للولايات المتحدة بينما ستعقد جلسة استماع مفتوحة فور وصوله مطار نيويورك }
*************
ملاحظات
1 / تُصادف اليوم الذكرى التاسعة والثلاثون , لإنتصار إكتوبر 1973 وتحرير سيناء , مبروك لمصر وعقبال السلام يعمّ جميع المنطقة بعد عودة الحقوق لإصحابها .
الشعب المصري يحتفل بتلك الذكرى العزيزة , لكن الجدل مازال قائماً
حول شخصية الرئيس السادات .
فهو / بطل الحرب والسلام عند البعض .
وصاحب رحلة العار الى إسرائيل عند البعض الآخر .
وفي مقدمتهم كان الطاغية البعثي العراقي صدام حسين والراقصين على كلماتهِ , فهل مازالوا يرقصون للحروب ؟
2 / وَرَد في كتاب البيان والتبيين / للجاحظ
القلم أحد اللسانين , لكنّهُ أبقى أثراً . بينما اللسان أكثرُ هذراً
وإذا كان الحُبّ يعمي عن المساويء , فالبغض يعمي عن المحاسن
(هنا / أقصد مساؤيء الإرهاب ومحاسن القضاء البريطاني )
و سؤالي الوحيد في هذا المقال
متى سنسمع كلمة حقّ ونقد من المشايخ والأشياخ , حتى لو كان المنقود , زميل مهنة لهم ؟
ولا تقولوا لي , إنّها ليست مهنة ووسيلة تكسّب ومعيشة إختاروها للسهولة !
*********
الرابط الأوّل / مسرحية شاهد ما شافش حاجة لمن يشاء الضحك بدل البكاء على حالنا
الرابط الثاني / تفاصيل عن الخبر ذاته
أبو حمزة المصري يمثل أمام محكمة في الولايات المتحدة بعد ترحيله من بريطانيا
تحياتي لكم
رعد الحافظ
6 إكتوبر 2012
Posted in الأدب والفن, فكر حر
2 Comments