نهرو الطنطاوي: عنزة ولو………..باضت!!

وفاء سلطان

يبدو الحوار مع هؤلاء ضربا من المستحيل. لكنني، وكلّما اقتربت من تلك القناعة، أتذكّر قصة الشيخ والشاب فاسرع لالتقاط قلمي وانا اتمتم: على الاقل سأنقذ حياة مسلم واحد! ثمّ اصبّ على الورق ما يدور داخل رأسي.
تقول القصة:
كان شيخ مسنّ يتمشى على شاطئ البحر عندما رأى شابا يافعا يلتقط الاسماك الصغيرة التي تجرفها الامواج وتلقي بها بعيدا عن الماء، ثم يعيدها الى البحر كي لا تموت محترقة بأشعة الشمس.
نظر اليه نظرة شفقة، ثمّ دنى منه وربت على كتفه: يابني، عملك هذا مضيعة للوقت! ملايين الاسماك تموت كلّ يوم بعيدا عن الماء. لن تستطيع ان تنقذ هذا الكمّ الهائل من الاسماك!
لم يأبه الشاب لكلام الشيخ، بل اسرع لالتقاط سمكة صغيرة اخرى وهو يتمتم:
على الاقل استطيع ان انقذ حياة تلك السمكة! ثمّ القى بها بعيدا في لج الماء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا مدينة لأمريكا، على الأقل لأنهاعلمتني الصمت وتجنب مجادلة الحمقى. كلما تواجدت في محفل عربي يركض الي بعض الناس ويبدأون الجدل حيال ما اكتب، فأهزّ رأسي واقول: شكرا لملاحظتكم، اعدكم أن آخذها بعين الاعتبار في مقالاتي القادمة.
كنت اقرأ مرّة لكاتب امريكي عن اهمية الصمت أمام الحمقى من الناس الذين يرون في الجدل العقيم انفسهم، قال:
دعيت الى حفلة عشاء مع صديق لي. صديقي هذا يحمل شهادة دكتوراه في الادب الانكليزي وهو مختص في ادب شكسبير ومضى عليه مدرسا في احدى الجامعات الامريكية المرموقة اكثر من عشرين عام.
اثناء الحفل، جلس الى جانبي احد الثرثارين الذي انبرى يطرح افكاره ولا يترك لغيره فرصة الحديث. اثناء حديثه ذكر قولا لشكسبير وادعى أنه آية من الانجيل، عندها تتدخلت محاولا تصحيح ما قال. قاطعني مصرا على أنها آية من الانجيل. ركضت الى صديقي المختص في ادب شكسبير وسحبته من ذراعه واتيت به الى طاولتنا وأنا اقول: من فضلك، مستر فلان يصر على أن هذا القول آية من الانجيل، اقنعه بأنه قول لشكسبير. صمت صديقي برهة متظاهرا بالتفكير، ثم قال: بل هو آية من الانجيل!
في طريقنا الى البيت التفت اليّ صديقي معاتبا: الا تخجل من مجادلة شخص لا يميّز بين ما قاله شكسبير وما جاء في الانجيل؟!
ويضيف الكاتب الامريكيّ: من يومها تعلمت فنّ الصمت وآدابه!
……………………..
وصلتني رسالة الكترونية من قارئ عزيز تحمل ملفا. يرجوني القارئ ان اردّ على ماجاء في ذلك الملف. احترم آراء قرائي، واحاول قدر الامكان ان البي طلباتهم، رغم ما تحاصرني به الحياة، كزوجة وأمّ وسيدة عاملة وكاتبة، من مسؤوليات تحول احيانا دون ذلك.
لم اسمع بالسيد نهرو الطنطاوي من قبل، ولا اعرف اين نشر ردّه الذي تضمنه ملف قارئي.
لو لم يشر القارئ في رسالته بأن المقال يتضمن ردا علي لما اكملته، فمقدمته الطويلة اعيتني. صبّ فيها السيد الطنطاوي كل ما قرأه في حياته جملة من هنا واخرى من هناك، ويستحيل ان تجد بين الواحدة والاخرى أثرا لشعرة معاوية!. حاول ان يوهم القارئ بان ما ردّ به على وفاء سلطان ينبع من علم غزير ومعرفة لا حدود لها.
لا ابغي الجدل ولا اجيد التسلل في دهاليزه، ولا احاول من خلال ردّي هذا ان اقنع السيد الطنطاوي بخطورة ما طرحه، فمحاولة اقناع هؤلاء كمن يحاول اقناع رجل لا يميّز بين ما قاله شكسبير وما جاء في الانجيل، لكنني اردّ من موقع مسؤوليتي ككاتبة ومربيّة اجيال.
تجربتي في الكتابة، والتي تجاوزت عامها السابع عشر، عرّفتني على شريحة عريضة من المسلمين. شريحة لا تعي شيئا عن تعاليم الاسلام، وهي تقف على حافة الهاوية ولا تحتاج إلاّ الى دفشة صغيرة من رجل كالسيّد الطنطاوي يوهمها بعمق معرفته، كي تقع في عمق المستنقع!
احس بمسؤوليتي حيال تلك الشريحة العريضة، واعرف ان في انقاذها انقاذ للبشرية جمعاء، ولذلك اردّ واكتب!
ساتجاوز مقدمته الطويلة والمملة تقديرا لوقتي ووقت القارئ، اذ لم اجد فيها ما يعنيني ويستحق الرد. وسأبدا بالمقطع الاول الذي جاء بعدها، وفيه يقول:

في المقال الأخير للدكتورة وفاء سلطان الذي جاء بعنوان:(هل يصلح الدهر ما أفسده الإسلام) بدأت السيدة الفاضلة مقالها بالسؤال عن وجود الله ثم قالت إن موضوع وجود الله لا يمكن للعقل البت فيه بالإيجاب أو السلب ثم طالبت بوضع الله على طاولة التشريح (وخصوصا الله الإسلامي) من خلال التشريعات الدينية، ونحن لا نمنعها من ذلك إذا كانت صادقة في بحثها عن وجود الله، ولكن هل حين يبحث الإنسان عن وجود الله يبدأ من الكون الكبير كما فعل علماء الغرب، أم نبدأ من داخل سراويل المسلمين؟!!!
…………………
ياسيدي الفاضل، انا لم ـ ولن ـ ابحث يوما عن وجود الله ولا يعنيني أن اثبته او انفيه! ما يعنيني، ماهية هذا الله اذا افترضنا وجوده. فالخطورة ليست في ان نؤمن بوجوده او لا نؤمن، بقدر ماهي في مفهومنا لله عندما نؤمن بوجوده.
كخبيرة في علم النفس، لايقلقني جاري الملحد بقدر ما يقلقني اخي الذي يؤمن بأن الله قهّار جبّار ضار متكبّر متعال مهيمن منتقم مقيت مذل…بل هو خير الماكرين. لا اجد لدى الاول ما يهدد حياتي، بل ارى في الآخر تهديدا للوجود البشري! احترم حرية جاري في ان يلحد، لكنني اشعر بمسؤوليتي كي اضع حدا لحرية اخي في تصوره لذلك الاله!
لماذا؟!!
اعرف من خلال دراساتي أن الانسان يتعلم بالتقليد. يراقب من يحبه ثم يقلّده.
كل انسان منذ نعومة اظفاره وحتى آخر يوم في حياته ينظر الى شخص ما ويرى فيه مثله الاعلى. يحاول في وعيه، وفي حيّز اللاوعي عنده، ان يتشرّب ذلك المثل!
يطلقون على تلك الالية في الطب النفسي
Identification or Internalization
بمعنى أن الانسان يتشرّب مثله الاعلى ويتقمص هويته فيصبح مع الوقت ذلك المثل!
من يؤمن بالله يرى في ذلك “الله” مثله! ولذلك بامكانك ان تعرف الشخص من خلال الاله الذي يؤمن به، والعكس صحيح!
لقد صبغت الثقافة الاسلامية الرجل المسيحي الذي يعيش في ظل تلك الثقافة حتى تركت عليه بصماتها. لكن، ومهما تشوه ذلك الرجل، ترى فيه شيئا من المسيح الذي يعبده. وبالمقابل، تلتقي برجل مسلم يعيش في مجتمع غربي ومتأثر فيه للغاية. لكن، ومهما اعتدل ذلك الرجل، ترى فيه شيئا من الله الذي يعبده. كل واحد منا، في لبّه يسكن ربّه!!
اليس الزرقاوي هو الله الذي يعبده؟!!
عندما قطع رأس الصحفيّ الامريكي دانيال بيرول أمام عدسة الكاميرا، بلا اية مشاعر، وهو يكبر ويهلل، ألم تر فيه منتقما، مقيتا،متعاليا، مذلا، ضارا، مميتا، مهينا، متكبرا، جبّارا، بل خير الماكرين!
اعرفت الآن لماذا ابحث عن الله في سراويل المسلمين؟!!
قرأت مؤخرا عن أنّ قبيلة في جنوب البرازيل تعبد الخنزير وترى فيه ربها. الخنزير حيوان وديع، لا يقتل ولا يمقت ولا يميت ولا يضر ولا يذل ولا يتجبر ولا يهيمن… ولا يمكر، ولن يضر البشريّة لو اصبح كل ابناء تلك القبيلة خنازير، فلماذا تريدني عن ابحث عن الله في سراويلهم؟!!
لقد احتكرتم الله ـ ياسيّدي ـ وخبأتموه ليس في سراويلكم، وإنما ـ الاصح ـ في سراويل نسائكم! لم يستطع الرجل المسلم ان يتجاوز في مفهومه لله حدود تلك السراويل. فالله في تعاليمكم يمتد من سرة المرأة وحتاااااااااااى ركبتها، ما اوسع رحمة هذا الاله!!
………………………..
يتابع السيّد الطنطاوي:

أنا لا أدري في الحقيقة لماذا البعض يجعل الجنس وممارسته وكيفيته وطريقته ودرجة حرارته وبرودته هو شغله الشاغل، ويجعله لب قضايانا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والدينية؟؟!! بحيث أن البعض لا يكاد يخلو له مقال من جملة أو فقرة أو معلومة أو انتقاد جنسي هنا أو هناك، بل إن الحديث عن الجنس في مقالات البعض أصبح ملازما لمقالاته ملازمة الملح للطعام!!!.

لا تستطيع ـ ياسيّدي الفاضل ـ ان تطالب انسانا بحل قضاياه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والدينية، قبل أن تهذب غرائزه. عندما تهذب غرائزه تكون قد خطوت الخطوة الاولى في صناعة انسان قويم وقادر على بناء مجتمع سليم.
الاسلام، وخلافا لجميع الاديان والديانات، هيّج الغريزة الجنسية لدى الرجل ولم يعقلها، اطلق عنانها بلا ادب او اخلاق.
لقد غرقت الكتب الاسلامية بالرذائل الجنسية، وعندما احاول ان أنظفها إنما اسعى لتحرير عقل الرجل من براثن تلك الرذائل، كخطوة في طريق اعادة تأهيله العقلي.
من المهووس بتلك الرذائل: عالمة نفس تنتقدها، ام نبيّ يقول لاتباعه: اوتيت قوة اربعين رجلا؟!!
ما الحكمة من ان يحقن الله رسوله بجرعة من التيستسترون ـ الهرمون الذكري ـ تكفي اربعينا من الرجال؟! وما هي الرسالة التي يريد الله لرجاله ان يلتزموا بها عن طريق تلك الحكمة؟!!
سجل لديك ما انت تجهله: لن يقوم لكم كيان قبل ان تنظفوا تلك الكتب من رذائلها. وتنظيفها يتمّ، لا بتبريرها، بل برميها في اول برميل للقمامة!
لم تسلب تلك التعاليم عقولكم وحسب، بل سلبت حيائكم!!
…………………
ثم يتابع:
وحين بدأت الدكتورة وفاء سلطان في تشريح إله المسلمين على طاولة البحث عن وجود الله بدأت باستخدام العقل في البحث عن وجود الله من النصف السفلي للمسلمين وكانت عناصر بحثها كالتالي:
1ـ محمد تزوج عائشة وهو في الستين من عمره وهي في التاسعة من عمرها وهنا لن أعلق على هذا الموضوع لأني لا أثق أساسا بما يسمى بالسنة لكثرة ما فيها من تناقضات وأشياء كثيرة لا تتفق مع نصوص القرآن، ولإيماني بأن سنة الرسول كانت هي التطبيق الفعلي لنصوص القرآن الكريم.

لاتثق بتلك السنة لانها لا تتفق مع نصوص القرآن، أم لأنك تخجل منها ولا تجد لها مبررا اخلاقيا؟!!
إني اتحداك ان تأتي بآية قرآنيّة واحدة تتناقض مع هذا الزواج، فلماذا ترفضه؟!!
2ـ أولا معنى كلمة وطر التي اعترضت عليها الدكتورة في اللسان العربي هو: (الحاجة). والحاجة تشمل كل شيء يحدث في الحياة بين الرجل والمرأة من مأكل ومشرب ومعاشرة ومصاحبة، إذن فليست الحاجة فقط هي الممارسة الجنسية كما فسرت ذلك الدكتورة وفاء، ولا أدري ما هذا الهوس الفكري الجنسي الذي يجعل البعض يفسرون حتى (الهرش في القفا) تفسيرا جنسيا، فمعنى قضى زيد منها وطرا أي لم يعد بحاجة إليها، كما يقول الأب مثلا لابنه حين يغضب منه يقول: لا حاجة لي بك، فلما طلق زيد بن حارثة زوجته زينب بنت جحش تزوجها الرسول بناء على أمر من الله، وكان القصد من وراء هذا الأمر هو إباحة كما جاء في النص القرآني: (لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا) حيث أن رسول الله كان قد تبنى زيد بن حارثة وكان يدعى زيد بن محمد. وكان زيد قد نشب بينه وبين زوجته خلاف فقرر زيد بن حارثة على إثره أن يطلق زوجته، وكان رسول الله ينصح زيدا بأن لا يطلقها إلا أن زيدا أصر على الطلاق بمحض إرادته كما جاء في النص القرآني: (وإذا تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله) مع العلم أن الله أعلم الرسول بأن زيدا سيطلق زوجته كما جاء في النص القرآني: (وتخفي في نفسك ما الله مبديه). إذن كانت الحكمة من وراء هذه الحادثة هي إباحة أن يتزوج المتبني طليقة ابنه بالتبني وكان ذلك بعد أن حرم الله التبني، وحسب النص القرآني أن زيدا لم يكن لديه أدنى علم بأن الرسول سوف يتزوج بزينب بعد طلاقها بدليل ما جاء في النص: (وتخفي في نفسك ما الله مبديه). إذن فالأمر كان مجهولا تماما لزيد ولم يكن لديه أية معرفة بما سيحدث بعد الطلاق, ورغم عدم علم زيد بالأمر، ورغم وضوح ذلك في النص، إلا أن الدكتورة تصر على أن زيدا تنازل للرسول عن زوجته، ورغم أن الرسول كان هو وحده من يعلم بالأمر ورغم إخفائه وعدم إظهاره لأحد رغم كل ذلك كان الرسول يقول لزيد أمسك عليك زوجك واتق الله, إلا أن زيدا أصر على طلاقها وبعد طلاقها تقدم الرسول لخطبتها فوافقت زينب، ورغم وضوح النص القرآني للأعمى إلا أن الدكتورة وفاء سلطان أصرت على أن زيدا طلق زوجته ليتنازل عنها لرجل آخر هو الرسول، وأصرت الدكتورة على تفسير القصة تفسيرا جنسيا حتى يتوافق مع منهجها في البحث!!!

منذ الف واربعمائة عام وانتم تحاولون تبرير ما لا يمكن تبريره!
تلفون وتدورون وتلفقون وتكذبون وتنافقون دون ان تدروا بأن من يحاول أن يبرر عملا قبيحا يزيده قبحا!
هل يحتاج “نبيّ الله” أن يتزوّج من زوجة ابنه بالتبنّي كي يحرّم التبني؟
ومن قال لك بأن سبب طلاق زيد لزينب هو خلافهما وليس “ما كان محمد يخفيه في نفسه”؟!!
ألم تقل الآية: وتخفي في نفسك مالله مبديه؟!!
اين هي الكتب الاسلامية التي اشارت الى وجود خلاف بين زيد وزينب قبل ان يزورهما محمد في خيمتهما؟. ألم تقع شهوة زينب في قلب محمّد عندما رفع الهواء باب الخيمة وظهرت زينب عارية إلا من جمالها؟!!
ماذا قال محمد عندما رأى زوجة ابنه عارية، ألم يقل: سبحان من غيّر القلوب؟!
ألم يذهب زيد الى محمد بعد ان سمع بعبارته تلك ليقول له: أتريد زينب فأخطبها لك؟!
اليك ما كتبه الطبري في تفسيره للآية التي تناولت تلك الحادثة:
“رأى محمد صلى الله عليه وسلم زينب فأعجبته، وهي في حبال مولاه، فألقي في نفس زيد كراهيتها لما علم الله بما وقع في نفس نبيه ماوقع، فأراد فراقها، وذكر زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: امسكك عليك زوجك”
اليس في هذا التفسير اعتراف صريح بأن الله اوقع كراهية زينب في قلب زيد بعد أن عرف بأن رسوله مغرم بهواها؟!!
لقد ترك الله شؤون ارضه وسمواته السبع ومضى يخطط لينكح رسوله من زوجة ابنه بالتبني! مهزلة!
اذا كان محمد يعلم بأنّ الخلاف بينهما قد وصل حد القطيعة لماذا قال له: امسك عليك زوجك؟!!
كيف يقبل “رسول الله” ان يشتهي امرأة ما زالت على ذمة رجل آخر؟!!
على من تضحكون عندما تزورون الوقائع، علينا ام على انفسكم؟!!
أربعة عشر قرنا من الزمن وانتم تحاولون!! إنّ الوقت الذي استغرقتموه كي ترقعوا ثوبكم المهترئ كان كافيا لنسج ثوب آخر لا يحتاج الى ترقيع. وفروا وقتكم فلقد تجاوز الخزق حجم الرتق!.
تقول في ردك: بأن الوطر هو الحاجة، والحاجة تشمل كل شيء يحدث بين الرجل وزوجته من مأكل ومشرب ومعاشرة ومصاحبة… فمعنى قضى زيد منه وطر أنه لم يعد بحاجة اليها!!
ابهذه الاخلاق ستدخلون القرن الواحد والعشرين؟!!
الزواج ـ ياسيدي الفاضل ـ ليس مجرد حاجة مادية. إنّه رابط مقدس يصهر روحين، بل عقلين في جسد واحد. إنّه التزام بالواجبات واحترام للحقوق!
يترك الطرف الطرف الآخر عندما يعجز عن الايفاء بحاجاته، لا عندما يشبع تلك الحاجات!
لا يمكن ان يصل طرف في تلك العلاقة المقدسة الى حد لا يحتاج به الطرف الآخر، لكنّه قد يصل الى حد لا يقدر عنده على الايفاء بحاجة الآخر.
لو قال القرآن: “ولما لم ينل زيد منها وطره حلّ له ان يطلقها”، لاختلف الامر، امّا ان يتركها لأنه اشبع حاجته منها فتلك قضية تحتاج الى اعادة نظر!
اذا كانت غاية محمد من زواجه هذا ان يحلل الزواج من زوجة الابن بالتبني، وليست اشباعا لما كان يخفيه في نفسه، لماذا لم ينتظر ثلاثة اشهر بعد طلاق زينب احتراما لسنته التي تأمر الرجل والمرأة بالالتزام بالعدة ومدتها ثلاثة اشهر؟!!
تقول الدراسات في حقل الطبّ النفسي، بأن الطلاق، ومهما كانت الحياة قبله جحيما، يسبب للطرفين نوعا من الكآبة النفسية والاضطراب المزاجي. وتؤكد تلك الدراسات على ان المرأة تحتاج الى ستة اشهر على الاقل بعد الطلاق لتستعيد عافيتها النفسية، بينما يحتاج الرجل الى سنتين على الاقل، وذلك لأن المرأة اكثر قدرة على التكيّف مع واقع جديد.
هذا ما تقوله دراساتهم ـ ياسيدي الفاضل ـ بينما تقول تعاليمكم: طلقها زيد في الصباح ونكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المساء!
……………….
ثم ما الحكمة الالهية من تحريم التبني؟!!
لا اجد سببا لتحريمه في الاسلام الاّ محاولة لتبرير زواج محمد من زوجة ابنه الذي كان مكروها في العادات العربية قبل الاسلام!
لقد عرف العرب في الجاهلية التبني، وكان طريقة انسانية ساعدت الكثير من الاطفال، الذين وجدوا انفسهم بلا آباء لسبب او لآخر، على ايجاد مأوى وقلب بشري دافئ.
لقد دفعت الطفولة في العالم الاسلامي ثمنا غاليا من جرّاء ذلك التحريم، يستطيع اي انسان عاقل ان يلمس مأساة انسانيّة اذا تسنى له ان يزور ملجأ للقطاء (كما يسمونه فجورا) في أيّ قطر اسلامي. يعاقب المسلمون هؤلاء الاطفال على خطيئة آبائهم، ولا يشعرون بالذنب عندما يحيلون تلك الملاجيء الى اسطبلات لا تتوفر فيها ادنى الشروط الانسانية.
عندما نصحت صديقة لي، لم تنجب اطفالا ووضعها يسمح لها بتربيتهم، بتبني طفل من هؤلاء الاطفال، صرخت في وجهي: هل تريدنني ان اكون اما لابن حرام؟
لجارتي الامريكيّة طفلان، احدهما بالتبني والاخر ابنها البيولوجي. سألتها مرّة، وكنت حديثة العهد في امريكا ولم اكن قد شفيت من مرض زينب وزيد بعد: ايهما ابنك الحقيقي؟!
فردّت بثبات: كلاهما!
قلت: اقصد ابنك الذي انجبتيه!
نظرت اليّ بازدراء وقالت: صدّقيني لم اعد اذكر!
تلك هي اخلاقهم، أما في اخلاقكم فالله ورسوله يتآمران كي يسطيا على زوجة رجل فقير، لاحول له ولا قوة، بحجة تحريم التبنّي!
………………………..
يتابع:
لو كان العرب وقت نزول القرآن يسمون الجماع بين الرجل والمرأة (ممارسة الحب) كما تحب أن تسميه الدكتورة لخاطبهم القرآن بما يقولون. لكن العرب كانوا يسمون ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة (بالحرث والجماع والوطء والمباشرة والملامسة والإتيان والتغشي) وغيرها من المسميات التي اصطلح عليها العرب في تسمية اللقاء الجنسي بين الرجل والمرأة, إذن فالقرآن خاطب القوم بما اصطلحوا عليه من مسميات حتى يفهموا ما يقال لهم.
فالعرب في القرن السابع الميلادي لم يعرفوا أن الجماع والملامسة والحرث والوطء هو(ممارسة الحب) الذي تعرفه الدكتورة وفاء سلطان,!!!. فلو كانت الثقافة الأوروبية والأمريكية بمصطلحاتها الحديثة الآن منتشرة في الجزيرة العربية منذ أربعة عشر قرنا فقطعا كان الله سيخاطبهم بما يعرفون وبما يتواصلون به من مصطلحات, أما محاكمة مصطلحات أناس يعيشون في القرن السابع الميلادي ومقارنتها بمصطلحات أناس يعيشون في القرن الواحد والعشرين لهو ضرب من السفه والعرج الفكري الذي لا مبرر منطقي أو عقلي له

تقول: فالقرآن خاطب القوم بما اصطلحوا عليه من مسميات حتى يفهموا ما يقال لهم!
هذا كذب وافتراء، ومع هذا سأحترم ما قاله السيد الطنطاوي في حال واحدة: عندما يعلن على الملأ بأن القرآن جاء بلغة القرن السابع الميلادي وحسب مفاهيمه، ولغته الآن لا تصلح لهذا الزمن! عليه أن يمتلك الجرأة للاعتراف بذلك كي يبرهن على صحة ما قاله.
لماذا يراعي الله لغة القوم في ذلك الزمن ولا يراعي لغتنا في زمننا هذا؟!
اليس من المفروض ان يكون كتاب الله بلغة تصلح ولا تراعي ماهو سائد؟!!
اليس من المفروض ان يكون بلغة صالحة لكلّ زمان ومكان؟!!
جاء المسيح قبل محمد بستمائة عام، وكانت لغته مملؤة بالحب والمحبة، فلماذا لم يراعي لغة زمانه؟!!
الم يقل: “المرأة الفاضلة من يجدها، ثمنها يفوق اللآلئ؟”
كيف عرف المرأة الفاضلة وهو لم يمسّ امرأة في حياته؟ ألم يتعرّف عليها بالروح والعقل؟!
ثلث سكان الكرة الارضيّة من اتباعه، فلماذا لم ينكح(!!!) جيشا من النساء، كي يساعده في نشره دعوته؟!!
انظر الى لغته العذبة الجميلة واتساءل: اليست صالحة لكل زمان ومكان؟!
خبيث من لا يلمس الفرق بين قول المسيح هذا وبين الآية القرآنية التي تقول: ” انكحوا ما طاب لكم من النساء…”!
انكحوا!! الا تشعرون بالخجل عندما ترددون تلك الكلمة في القرن الواحد والعشرين؟
يقال: نكح الثور البقرة! امّا فعل الحياة عند البشر فهو ارقى واسمى، وليس مجرد نكاح! مع جلّ احترامي لدولتي تونس والمغرب اللتين حذفتا تلك اللغة المهينة من عقود الزواج.
تقول: إنّ من السفه والعرج الفكري أن تقارن بين مصطلحات اناس عاشوا في القرن السابع ومصطلحات اناس عاشوا في القرن الواحدت والعشرين!
وأنا اقول: إن السفيه والاعرج في فكره وفي خلقه هو من يرفض ان يستشفّ لغة الحب في كل مكان وزمان!
لماذا تنفي عن عصر الجاهلية وصدر الاسلام اللغة الجميلة والعذبة؟!! ألأنك لم تسمع بها، أم لأنك لا تريد ان تسمع بها؟!
قال امرئ القيس قبل حوالي الف عام من الاسلام:
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل… وان كنت قد ازمعت صرمي فأجملي
أغرّك مني ان حبّك قاتلي….. وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وما ذرفت عيناك الاّ لتضربي… بسهميك في اعشار قلبي مقتّل
لماذا شبّه القرآن المرأة بالحرث والرجل بالمحراث، ولم يكن قادرا على أن يبلغ عذوبة وجمال اللغة الموجودة في تلك الابيات؟!!
أتحاول ان تقنعني بأنّ من يقول تلك الابيات لايستطيع ان يفهم العلاقة بين الرجل والمرأة حبا؟!!
أتحاول ان تقنعني بأنّه لا يوجد اي تشابه بين تلك اللغة الجميلة ولغتنا في القرن الواحد والعشرين؟ اتق الله يا رجل!
في القرن السابع الميلادي ـ الذي لا ترى فيه إلاّ لغة الحرث والمحراث ـ قال الشاعر عمر بن ابي ربيعة:
قالوا تحبّها قلت بهرا … عدد النجم والحصى والتراب
بناء على حد زعمك كان المفروض ان يقول:
قالوا تحبها قلت نكحتها.. وشققت بمحراثي أرضها؟!!
أين هو المبرر المنطقي والعقلي ـ على حدّ تعبيرك ـ الذي يمنعك من أن ترى اوجه التشابه بين قول ابن ابي ربيعة في القرن السابع الميلادي وقول نزار قباني في عصرنا هذا:
أحبّها. أقوى من النار
أشد من عويل إعصار
أقسى من الشتاء حبّي لها
فيالها من دفق أمطاري..
….
….
لا يعرف الحدود حبّي لها
كأنّها تجري بأغواري…
اليس هو خبث التعصّب الذي يعميكم عن رؤوية الحبّ ولغته الجميلة في كلّ زمان ومكان؟!!
……………………..
يتابع السيّد الطنطاوي نتائج بحوثه “العلميّة” فيقول:

ألم أقل: أن هؤلاء القوم عندما يبحثون عن وجود الله لابد وأن يبدءوا بدراسة أحوال الطقس والمناخ داخل سراويل المسلمين، حتى أن القارئ لهؤلاء يشعر للوهلة الأولى بأنه لديهم عقد نفسية قديمة تثير لديهم كل هذا الانزعاج والرهاب والفوبيا من (المحراث والحرث الإسلامي)، فالله وحده يعلم ما تخفي الصدور!!.
بل ومن أعاجيب هؤلاء كثرة تخبطهم وتناقضهم حول مسألة الجنس في الإسلام, فتارة تجد أحدهم يصف المسلمين بأنهم قوم مصابون بالهوس الجنسي ولا هم لهم في الحياة إلا ممارسة الجنس بأي شكل وبأي طريقة, وتارة أخرى تجد نفس الكاتب يصف المسلمين بأنهم يعيشون حالة من الكبت الجنسي الذي يتسبب في كثير من الأمراض النفسية والبدنية, وتارة أخرى تجد أيضا نفس الكاتب يكتب مقالا مطولا عن فوائد الجنس والممارسة الجنسية وأثرها على صفاء الذهن وصحة الجسد. وهنا يقف المسلم حائر هل يمارس الجنس أم لا؟؟!!.
ومن أعاجيب هؤلاء أيضا أنه إذا تنفس أحد من الشيوخ وانتقد الإباحية الجنسية في الغرب من سحاق ولواط واستغلال المرأة الغربية في الدعارة ولو بنصف كلمة، في اليوم التالي مباشرة ينفخ في الصور فتقوم القيامة وتنشر عشرات المقالات بل مئات المقالات التي تدافع عن الحرية الجنسية في الغرب لاحظ (الحرية الجنسية). يبدو أن الله كتب على سكان منطقة الشرق الأوسط الحرمان من كل حرية حتى الحرية الجنسية!!!.
أين التناقض في قولهم: المسلمون مصابون بالهوس الجنسي، ويعيشون حالة من الكبت الجنسي؟
اليس الهوس الجنسي نتيجة حتميّة للكبت الجنسي؟!!
تقول الاحصائيات: 80% من الرجال الافغان مارسوا اللواط على الاقل مرة واحدة في عهد الطالبان. وانحرافهم هذا كان نتيجة حتميّة لظروف اجتماعية منعت اختلاط الطرفين، وظروف اقتصادية قللت من حالات الزواج.
لا تفلتوا السنتكم من معاقلها، قبل ان تعوا ما تقولون!
احصائيات غوغول تقول: بأن مصر وباكستان والسعودية من بين الدول العشرة الاوائل في البحث عن كلمة جنس، فماذا تقول حضرتك؟!
وبأي حق ينتقد شيوخكم الحريّة الجنسية في الغرب، ويغمضون عيونهم عمّا يجري في عقر ديارهم؟
يقول مثل فرنسي: لو نظف كل منّا بيته لبدت المدينة نظيفة.
أنتم لستم معنيين بتنظيف بيوت الغرب، نظفوا بيوتكم ولا تدفشوا قاذوراتكم تحت بساطكم المزركش. اخفاء المعاصي يا سيدي ـ لا ينفي وجودها!
الاعتراف بالمعصية هو الخطوة الاولى للخروج منها.
قد يعرف شيوخكم الكثير عن اللواط في امريكا، لكنهم يجهلون أن نسبة اللواط في سان فرانسيسكو ـ معقل اللواطيين في امريكاـ لا تختلف عن نسبتها في مكّة!
فالدراسات العلميّة قد اثبتت بأن نسبة اللواط ثابتة في كلّ زمان ومكان، وقد تزداد تحت ضغط بعض الظروف القمعيّة، كما حدث في افغانستان في عهد حكومة الطالبان!
…………………………………..
ثم يقترح علينا السيّد الطنطاوي مايلي:

وحتى يستريح مفكّرو الجنس، أقترح أن تقوم مجموعة من المثقفين بكتابة مذكرة عاجلة إلى السيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة لمطالبته بإصدار قرار من مجلس الأمن، على أن يتضمن هذا القرار القيام بقطع واستئصال الأعضاء التناسلية للمسلمين رجالا ونساء، لعدم أهليتهم لممارسة (الحب) بطريقة حضارية، لما يسبب ذلك من أخطار تهدد الأمن والسلم الدوليين، أو تطالب هذه المذكرة بوضع عدة مبادئ لمراقبة (ممارسة الحب) بين المسلمين ووضع عدة بروتوكولات تشرح للمسلمين الكيفية والطريقة الحضارية لممارسة (الحب) بين الزوجين، ويجب أن يتضمن القرار بروتوكولا إضافيا يسمح بوضع كاميرات مراقبة داخل غرف نوم المسلمين, والسماح بالتفتيش المفاجئ دون إذن مسبق، ولابد أن يصدر القرار وفقا للفصل السابع من الميثاق حتى يتسنى للمجلس عند مخالفة هذه المبادئ القيام بفرض عقوبات على أي مسلم لا يلتزم بما جاء في هذا القرار، وحتى يتسنى للمجلس أيضا استخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر!!!.
فلينظر المرء كيف يفكر الغرب؟ وكيف يبحث؟، ولينظر لمفكرينا كيف يفكرون؟ وكيف يبحثون؟ ومن أين يبدءون!!!
………………….
لا احد يحتاج ان يبحث داخل غرف نوم المسلمين، بل كلّ عاقل معنيّ بالبحث عما يدور داخل عقولهم!
الارهاب الذي يروّع البشرية اليوم ما هو الاّ نتيجة حتميّة للتعاليم التي انجبت تلك العقول!
…………………………
يتابع:
وأخيرا فلتسمح لي الدكتورة وفاء سلطان بأن أقول لها أنت غير أمينة وتكذبين على الناس. قالت الدكتورة في مقالها ما يلي:
(كيف نطالب رجلا يؤمن بالحديث النبوي الذي يقول:”انصر اخاك ظالما او مظلوما” بأن يبني مجتمعا عادلا يحكمه القانون والاخلاق؟ هذا الرجل وبايمانه، بضرورة نصرة أخيه ظالما أو مظلوما، فقد قدرته على التمييز بين الحق والباطل. فصلة الدم أو الدين لا تبرر الباطل ولا تلغي الحق)!!
أين بقية نص الحديث يا دكتورة أهكذا تكون الأمانة العلمية ويكون الصدق مع الناس فسأكتفي فقط بذكر النص الكامل للحديث وأترك للقارئ أن يحكم بنفسه.
نص الحديث يقول:
(‏انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.) رواه البخاري.

كان الاحرى بك ان تسأل نبيّك عن امانته الاخلاقيّة واللغويّة، قبل ان تسألني عن امانتي العلميّة!
عندما يقول “رسول الله”: انصر اخاك ظالما او مظلوما” ثم يصمت، حتى ينقذه بعض صحابته بسؤالهم: وكيف ننصره ظالما؟
فيقول تنصره بمنعه من الظلم!
اهكذا تتمّ هداية البشر؟ ايّ لغة تلك؟
هل تستطيع ان تقول لطفلك: اذهب واقتل ابن الجيران، ثم تصمت. فيندهش الطفل من هول هذا الامر ويقول: ولماذا تريدني ان اقتل ابن الجيران، فتخجل من دهشته وتقول: اقتله اذا حاول قتلك!!
أهذا اسلوب يصلح للتربية والتوجيه؟!
كان الأجدر برسولك أن يقول منذ البداية: انصر الانسان ( وليس فقط اخوك) مظلوما واردعه ظالما.
عندما تردع أنت لا تنصر، بل تخالف من تردعه. الرسالة يجب ان تكون واضحة لا لبس فيها، وإلاّ ساهمت في خلق رجل غير واضح وكلّه لبس، كحضرتك!
الانسان ـ ياسيّدي ـ ناتج لغوي، وما الرجل المسلم الاّ ناتج للغة ركيكة مبتورة غير واضحة تخفي اكثر مما تظهر، وتظهر ما لا تقصد.
……………….
أكاد اسمع قارئا يحتجّ عليّ معاتبا: الا تخجلي من مجادلة رجل لا يميّز بين البطّة والعنزة ويصرّ أنها عنزة ولو طارت. فأردّ: نعم اخجل! لكنني، على الاقلّ، سأنقذ رجلا مسلما واحدا كان، وبدفشة صغيرة من السيّد الطنطاوي، سيقع في عمق الهاوية!

وفاء سلطان (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

الكفار جنتهم في الارض وهم يعرفون

محمد الرديني

ثبت بالدليل القاطع ان شعوب بلاد الكفار اصبحت الارض جنتهم ولم يعودوا يفكروا بجنة اخرى.
هذا على الاقل ما اعلنته محكمة العدل الدولية في لاهاي قبل يومين بعدما عقدوا اجتماعا ناقشوا فيه حيثيات هذا القرار ووضعوا الخطط العشرية الكفيلة بتطوير مشاريعهم في تطوير هذه الجنة .
وكان اهم بند فيه هو تأسيس شبكات المجاري في المستويات العليا من الارض بما لايتعدى 10 طوابق ارضية.
وتابعت كل دولة من الدول التابعة لهذه المحكمة تقديم تصوراتها عن مشاريع الخطة العشرية.
دولة تعيش في خاصرة المحيط الهادىء قررت ان تتخلص من التدخين في ال 15 سنة المقبلة وسيقام احتفال عرمرم في السنة ال 16 لتكون دولة بلا مدخنين.
جزيرة اخرى في وسط بحر البلطيق بدأت في توزيع المياه الصالحة للشرب والطهي على الناس مجانا.
دولة اخرى كافرة بدأت فعلا بتوزيع حصص الكهرباء مجانا مع منحة مالية سنوية تقدر بحوالي 500 دولار لكل مستهلك.
رئيس برلمان دولة اخرى اشترى دراجة هوائية ووضع سيارته في السكراب حفاظا على البيئة.
شعب كافر آخر لايتجاوز عدد سكانه 5 مليون قرر ان يزيد من انتاج الهواتف النقالة التي ينتجها ويوزع موارد هذه الزيادة على اطفال المدارس.
دولة مجاورة لها حذت حذوها في زيادة انتاج الساعات المنتجة ويخصص ريعها لمعالجة الامراض المستعصية.
رئيس دولة اخرى قرر بالتشاور مع مستشاريه تخفيض مخصصاته الى الربع بعد ان وجد انها تستنزف جيوب شعبه الكافر.
في برلمان دولة اخرى تقرر ان تخفض الضريبة الى اقل ما يمكن شرط ان يعمل الموظف 5 ساعات اضافية في الاسبوع.
دولة اخرى قررت زيادة ميغاوطات الكهرباء لتضوي ليس فقط شوارع المدن الخلفية وانما رياض الاطفال التي صممت لتكون مواجهة للشمس 12 ساعة في اليوم.
ولم تكشف هذه الدول بعد عن مشاريع الغاز والبترول والمياه المحلاة اذ ذكر احد المقربين من المحكمة ان هذه المشاريع ستحظى بدراسة تفصيلية قبل الاعلان عنها.
ولكن هذا المقرب أكد انها ستعلن قريبا في احتفال خاص في احدى قاعات محكمة لاهاي قريبا وبحضور جميع رؤوساء الدول المشاركة.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in فكر حر | Leave a comment

ردا على مقال الزميل نعيم ايليا ( في رحاب المطلق )

فؤاده العراقيه

بعد ان وجدت تعليق الألف حرفا لا يفي لغرضي في الرد على مقال الزميل نعيم ايليا في مقاله المعنون (في رحاب المطلق) المنشور على صفحات الحوار المتمدن والذي تضمن بربما نقد او مدح فهو كان كخليط غير متجانس من الأثنين حاول ان يدسهم بمقال واحد , وهذا رابط مقاله http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=329168
فارتأيت ان اكتب مقالي هذا ردا على ما جاء في مقاله والذي كان بخصوص مقال الدكتورة نوال السعداوي الذي اشادرت لأسمي فيه وهذا ايضا رابط مقال الدكتورة نوال السعداوي ليطلع عليه من يرغب الى ذلك http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=328158

بداية لم افهم معنى ما كتبته عزيزي نعيم , وهل انت متذمر كون الدكتورة نوال السعداوي التفتت لتعليقاتي وعطفت على شخصي على حد تعبيرك الذي لم يروق لي ابداً كوني لم افهم معنى للعطف في كلامها اكثر من كونه التفاتة ذكية من سيادتها كتعبير عن فرح ينتابها عندما تجد صدى لأفكارها من البعض ممن قرأ لها وآمن بها بعد ان اقنعته بحججها وتجاربها الواقعية التي خبرتها , أو ربما كتشجيع منها لمن تراه يحتاج لهذا , ولا ادري ما علاقة تلك الألتفاتة التي هزت كيانك كونها لم تأتي (كحدث فجائي لك) حيث وصفته بالحدث الغير مفاجىء !!, فلا ادري ما علاقة هذا بما جاء ببقية المقال من امور تناولتها انا في بعض من تعليقاتي أو مقالاتي القديمة حول المطلق والنسبي والخ …..وكأن ما ذكرته في اعلى المقال مفصول تماما عن ما جاء في اسفله ولا علاقة لأحدهم بالآخر .

بالأضافة الى انني لا اعتقد بحاجة للعطف بقدر حاجتي للتعلم من هنا وهناك , التعلم وليس التقليد , حتى وان كنت أقصد هذه الأنسانة الرائعة التي أكن لها وافر الحب والتقدير كونها قريبة لذاتي وفكري وشعوري كونها تمثل لسان حال المرأة العربية المضطهدة من خلال كشفها وتنويرها لهن ,ووضع افكارها وتجاربها امامهن بطبقها الذي لا يقدر بثمن , علهن يجدن ضالتهن بما تقدم هي من فكرها وابداعها والذي كان له اثر كبير على الكثيرات من بنات جنسها.
بين طيات كلماتك المنمقة والمادحة تارة للدكتورة نوال السعداوي في وصفك لها , تدس بين الحين والآخر وباسلوب مراوغ وواضح للعيان حين تقول (لا يحبط جهودها الفكرية أو يشينها , ثم ترجع لتشينها انت نفسك في قولك 0تورطت في اوحال السياسة الفاتك حين يؤججه الطموح الى الأعتلاء ببرنامجه ومنفعته الى قمة الهرم ولو على جثث الملايين !!!) .

أيضا لم افهم جملتك بأن الدكتورة نوال السعداوي تورطت في اوحال السياسة !!!, ولا اظن بانها جملة تحمل من التهذيب الكثير أو انها تليق بأنسانة وشخصية كنوال السعداوي , فهل تعني بأن السياسة اقتصرت على اناس دون غيرهم ؟ وأن كنت تعني هذا فباعتقادي انها ملمة بالسياسة وتتفوق على الكثيرين من الرجال الذين تقلدوا مناصب كبيرة , وأرى ان في ربطك للجمل التي جائت في مقالك لغز لم استطيع التوصل له ربما هو ناتج عن تشويش فكري انت تعاني منه , فماذا تعني ب (ولو على جثث الملايين !!!) وكثرت علامات التعجب , ثم تصفها بنقاء الفكر وصفائه !!.

اما في ما ذكرته بان الدكتورة توسمت بي حمية لا تفتر لنصرة المرأة واندفاعا يكاد يحاكي اندفاعها…. فيا سلام على هل الحكي شو نزل على قلبي مثل الماء المثلج كونه شرفا لي لا يضاهيه شرف ولكن مع الأسف الشديد لم تكتمل فرحتي كون عقل خصيب كعقل هذه العظيمة والذي لا اعتقد أنني سأصل الى ربعها في يوم من الأيام .
قولك تقلدها (جدتها) حيث لا اعلم مغزاك من هذه الكلمة , والتي لا اعتقد ان من اللياقة واللباقة ان تدس مثلها كلمة بمقال فكري يتناول نظرتك الى شخصية معروفة بابداعها , فلا اعتقد أن بكلمة (جدتها) فائدة أو حسن اختيار لك بها , أما عن كلمة تقلدها , فببساطة شديدة أنا امتلكت فكري الخاص بشخصيتي وليس بأي شخص آخر , نعم تأثرت بأشخاص واشعر بقربهم لفكري الى حدِ كبير , كما حدث مع الدكتورة نوال , ولكني امثل شخصي وقناعتي ,هذا بالرغم من عظمتها وضآلتي امام ذكائها النادر وقدراتها وظرفها , لكني امتلك مُثلي ومبادئي الغير مطلقة والتي اصبحت خاصة بي ومقتنعة ومؤمنة بها لكن دون ان اتزمت بها , اي غير مطلقة وغير ثابتة عليها حيث ابحث عن ان اطورها واتعلم اكثر واغير منها نحو الأحسن .

فيما جاء ايضاً في الجزء الأسفل خاصتي , فأعتقد بأنه لا يجديك نفعا البحث بين طيات السطور عن اي هفوة او زلة غير مقصودة او على حد تعبيرك بريئة , فلست انا من تزعم بعدم وجود المطلق , في قولي ( نحن جميعاً نعلم أن لا وجود للمطلق) فجملتي كانت هفوة بسيطة وواضحة لا تستحق العناء في انتقادها , ولو دققنا بكل كلمة تقال لما انتهينا ولبددنا اوقاتنا التي هي من المفترض ان نسخرها لما هو اجدى من هذا .
كلمة جميعنا كانت للتأكيد ليس ألا ولكني اعترف بانها كانت غير دقيقة المعنى وكنت اقصد بها بأن غالبية الواعين لهذه الفلسفة يعلم بعدم وجود المطلق , ونفس هذه الغالبية تعلم بنفس الدرجة بأن من هو مقتنع بوجود المطلق لم يكن باليقين الذي وصفته انت ,حيث لا وجود لليقين المطلق لفكرهم ولم يتوصلوا لقناعة ثابتة بأفكارهم تلك ولكنها قابلة للتغيير وليست مطلقة فمن الممكن ان يغيروا قناعاتهم وليس كما تفضلت وقلت (بأن هو على يقين من وجود المطلق)
أما كونك ربطت قولي بعدم وجود للمطلق بقولي الآخر (بأن كل شيء يتغير , ما عدا التغيير لا يتغير ) فهذا يثبت قولي الأول بعدم وجود المطلق , فهو تغيير دائم بالحياة , بمعنى عدم السكون والمطلق فيها , فهو لم يكن شطبا لموقفي السالف بل اثباتا له وبعيدة كل البعد عن المخاتلة التي لصقتها بي في ان للوجود نهاية أو حتى بداية .
حتى لقوانين الوجود من جاذبية وحركة والخ..جميعها تتبع لقانون النسبية حيث لا وجود لحقيقة مطلقة اين ما أتجهنا , ثم ترجع وتقول (بإنَّ الكثير من الآراء يقول بنسبية الحقائق والمعارف والمبادئ عند الإنسان) وهنا اقول لك ليس الكثير بل جميع الحقائق لا تستقر على حال (جميعها ) ولكن حتى هذه الفكرة فكرة شروق الشمس ومركزية الأرض هي غير ثابتة , فربما بعد مليارات السنين حيث لا نعلم ما هو ممكن حدوثه حينذاك من تغيير, فربما حتى فناء لهذا الخلق بأكمله والذي يبدو لنا الآن ثابتاً , فحياتنا عبارة عن متضادات تكمل بعضها البعض , ولكل مادة لها وجهان الخارجي حيث سكونه المطلق كما يراه السذج ممن هم يعيشون الحياة على سجياتهم دون التعمق بها , والوجه الآخر وهو النسبي حيث حركة كل ذرة من ذراته بالكتروناتها , حركة مستمرة وبلا توقف .

أبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الأنسانية

فؤادة العراقية (مفكر حر)؟‎

Posted in فكر حر | Leave a comment

العبودية في الإسلام 17

سردار أحمد

الحلقة السابعة عشرة:
الجواري والغلمان في الآخرة – خدمة وعبودية ومتعة جنسية الأسياد ج2:
الحوريات:
الحوريات هن كباقي الفئات التي ذكرتها في الحلقة السابقة، جزء من مجتمع العبيد في الجنة الماجنة، التي فيها كل مستلزمات المتع الجنسية لرجالات المسلمين الأوفياء اللاهثين وراء تلك المتع، وهي جل ما يتمناه وأقدس ما يناله الأنبياء والشهداء وباقي المخلصين لمحمد.
وقد وصِفَت تلك الرؤية الإسلامية للمرأة والحوريات بالجنة في كتاب – الشعر العذري في ضوء النقد العربي الحديث- حيث قيل فيه: “الرؤية الإسلامية التي غيرت من صورة المرأة في الكون الشعري. إذ انتقلت من صورة فردية خالصة إلى صورة المرأة المثالية، تعادل حوريات الجنة التي وعد الله المؤمنين بها. لذا أصبحت درجة الإقبال على الموت أكثر عنفواناً في الكون العذري منها لدى الشاعر الملحمي القديم. وبذلك تحولت صورة المرأة بفعل الرؤيا الإسلامية إلى طاقة عارمة، ومطلقة لم تختلف في نظر العذري على الفاتح الإسلامي، الذي تحول بينه وبين الجنة ظلال السيوف.”
وعن معنى {ومساكن طيبة} قيل في تفسير القرطبي- ج18 ص88: ” خرج أبو الحسين الآجري عن الحسن قال: سألت عمران بن الحصين وأبا هريرة عن تفسير هذه الآية ” ومساكن طيبة ” فقالا: على الخبير سقطت، سألنا رسول الله (ص) عنها فقال: (قصر من لؤلؤة في الجنة فيه سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من زبر جدة خضراء في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش سبعون امرأة من الحور العين في كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة سبعون لونا من الطعام في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة فيعطي الله تبارك وتعالى المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك كله).” رب محمد لم ينسى عباده الصالحين من التغذية، ومن خلال موائده العظيمة تلك التي عليها سبعون لوناً من الطعام يعطي المسلم قوة تمكنه من نكاح كل تلك الحوريات في الجولة الواحدة. (سبحان الله)
وعن طريقة ممارسة الجنس مع تلك الحوريات قيل في (تفسير ابن كثير- ج7 ب27 ص533), (وكذا في الدر المنثور، وفي موارد الظمآن، وفي صحيح أبن حبان): ” عن أبي هريرة، عن رسول الله (ص) أنه قال له: أنطأ في الجنة؟ قال: “نعم، والذي نفسي بيده دحما دحما، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا.” عن شرح {دحما دحما} قيل في كنز العمال- ج14 ص484: هو النكاح والوطئ بدفع وإزعاج، وفي البحر المديد- ج5 ب55 ص213: دحمه كمنعه: دفعُه شديداً.
وبخصوص الرجوع أبكاراً بعد (الدحم) ذُكِرَ في تفسير القرطبي- ج17 ص211: ” قال المسيب بن شريك: قال النبي (ص) في قوله (إنا أنشأناهن إنشاء) [ الآية (1) ] قال: (هن عجائز الدنيا أنشأهن الله خلقا جديدا كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا) فلما سمعت عائشة ذلك قالت: واوجعاه ! فقال لها النبي (ص): (ليس هناك وجع).
ولم يفت الإسلام وصف حالة الذكر(القضيب) في الآخرة، فالنبي محمد يبشر المؤمنين بتكريم ذَكَرِهم في الجنة ويبشرهم إن الله سيجعله في حالة انتصاب دائم مكافأة لهم، فقد ذُكِر في (الدر المنثور- ب25 ص55) عن الذكر الذي لا يكل ولا يمل في الجنة فقيل: ” أخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا والبزار عن أبي هريرة قال « سئل رسول الله (ص) هل تمس أهل الجنة أزواجهم؟ قال: نعم بذكر لا يمل، وفرج لا يحفى، وشهوة لا تنقطع». وأخرج الحرث بن أبي أسامة وابن أبي حاتم عن سليم بن عامر والهيثم الطائي « أن النبي (ص) سئل عن البضع في الجنة؟ قال: نعم بقبل شهي، وذكر لا يمل، وأن الرجل ليتكىء فيها المتكأ مقدار أربعين سنة، لا يتحوّل عنه، ولا يمله، يأتيه فيه ما اشتهته نفسه، ولذت عينه».”
سأكتفي بما سبق عن الحوريات، ربما موضوعهن بحاجة لحلقات كثيرة وتفاصيل وشروحات لسنا بصددها وبصدد ذَكَر المسلمين الذي لا ينحني في هذه الحلقة.

الغلمان:
مواقعة الغلمان قبل الإسلام كانت عند البعض مذمومة ومستهجنة وعند البعض مسموحة، وفي صدر الإسلام كان ذلك محرماً لكن بطريقةً ما وعِدوا به في جنتهم، وقد مارسوه بالرغم من ذلك في فترات متنوعة من حضارتهم، حضارة القصور والغلمان والجواري، والسبب لأن الإسلام أباح السبي والاسترقاق، وكثرة العبيد والجواري في المجتمع كان البذرة الفاسدة لتفشي الفسوق في قصور خلفاء المسلمين، وكذا في بيوت العامة، والدين الإسلامي الذي أعتبر أن العبيد أموال نتج عنه التفنن في اللهو بتلك الأموال، وكان جزء من ذلك اللهو الاستمتاع بالغلمان.

الرغبة بالغلمان:
” الخليفة الوليد بن يزيد كان لوطياً، والأمين كان عاشقاً للغلمان وكان له غلام أسمه الكوثر، قال خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب فأصابته رجمة في وجهه فجعل الأمين يمسح الدم عن وجهه ثم قال: ضربوا قرة عينى …. ومن أجلى ضربوه …. أخذ الله لقلبى …. من أناس أحرقوه. والواثق كذا كان لوطياً وكان لديه غلام مفضل أسمه المهج وهو أيضاً لم يبخل بقول الشعر في غلامه حيث قال: مهج يملك المهج …. بسجى اللحظ والدعج …. حسن القدر مخطف …. ذو دلال وذو غنج…. ليس للعين إن بدا…. عنه باللحظ منعرج. وكان للمعتصم غلام أسمه عجيب وكان مشغوفاً به، وقال فيه: لقد رأيت عجيبا …. يحكى الغزال الربيبا…. الوجه منه كبدر…. والقد يحكى القضيبا…. وإن تناول سيفا…. رأيت ليثا حريبا…. وإن رمى بسهام …. كان المجيد المصيبا …. طبيب ما بى من الحب…. فلا عدمت الطبيبا …. إنى هويت عجيبا…. هوى أراه عجيبا.
كانت وقعة بين عز الدولة وعضد الدولة وأسر فيها غلام تركي لعز الدولة فجن عليه واشتد حزنه وامتنع من الأكل وأخذ في البكاء واحتجب عن الناس وحرم على نفسه الجلوس في الدست وكتب إلى عضد الدولة يسأله أن يرد الغلام إليه ويتذلل فصار ضحكة بين الناس وعوتب فما ارعوى لذلك وبذل في فداء الغلام جاريتين عوديتين كان قد بذل له في الواحدة مائة ألف دينار وقال للرسول إن توقف عليك في رده فزد ما رأيت ولا تفكر فقد رضيت أن آخذه واذهب إلى أقصى الأرض فرده عضد الدولة عليه.” (راجع تاريخ الخلفاء للسيوطي)
قيل في ثمار القلوب في المضاف والمنسوب- ص48: “يحيى بن أكثم… كان لا يستخدم في داره إلا المرد الملاح، ويقول قد أكرم الله تعالى أهل جنته بأن أطاف عليهم الغلمان في حال رضاه عنهم، لفضلهم على الجواري، فما بالي لا أطلب هذه الزلفى والكرامة في دار الدنيا معهم!.”
و قيل لأبي نواس: زوجك الله حور العين. فقال: لست بصاحب نساء بل الولدان المخلدين.
ومن كتاب الرسائل للجاحظ (ج2 ص103- 107) باب مقارعة الجواري والغلمان أذكر لكم ما قاله صاحب الغلمان وكيف يُفضلهن على الجواري:
“- قال (صاحب الغلمان): إن من فضل الغلام على الجارية أن الجارية إذا وصفت بكمال الحسن قيل: كأنها غلام، ووصيفة غلامية.
قال الشاعر يصف جارية: لها قد الغلام وعارضاه…… وتفتير المبتلة اللعوب
– وقال عكاشة: مطمومة الشعر في قمص مزررة…… في زي ذي ذكر سيماه سيماها
– قال الشاعر: وصيفةٌ كالغلامِ تصلح لل…… أمرين كالغُصن في تثنِّيها
– وقال (صاحب الغلمان):إن من عيوب الجواري أن الرجل إذا اشترى الوصيفة إلى أن يستبرئها محرم عليه أن يستمتع بشيء منها قبل ذلك والوصيف لا يحتاج إلى ذلك. وقد قال الشاعر:
فديتك إنما اخترناك عمدا…… لأنك لا تحيض ولا تبيض
– قال (صاحب الغلمان): لو نظر كثير وجميل وعروة، ومن سميت من نظرائهم، إلى بعض خدم أهل عصرنا ممن قد اشترى بالمال العظيم فراهة وشطاطا ونقاء لون، وحسن اعتدال، وجودة قد وقوام، لنبذوا بثينة وعزة وعفراء من حالق، وتركوهن بمزجر الكلاب. ولكنك احتججت علينا بأعراب أجلاف جفاة، غذوا بالبؤس والشقاء ونشؤوا فيه، لا يعرفون من رفاعة العيش ولذات الدنيا شيئا، إنما يسكنون القفار، وينفرون من الناس كنفور الوحش، ويقتاتون القنافذ والضباب، وينقفون الحنظل، وإذا بلغ أحدهم جهده بكى على الدمنة ونعت المرأة، ويشبهها بالبقرة والظبية، والمرأة أحسن منهما. نعم حتى يشبهها بالحية، ويسميها شوهاء وجرباء، مخافة العين عليها بزعمه.
فأما الأدباء والظرفاء فقد قالوا في الغلمان فأحسنوا، ووصفوهم فأجادوا، وقدموهم على الجواري، في الجد منهم والهزل.
وقال الشاعر يصف الغلام:
شبيه بالقضيب وبالكثيب… غريب الحسن في قد غريب
براه الله بدرا فوق غصن… ونيط بحقوه دعص الكثيب
– وقال آخر‏:‏ أيسر ما فيه من مفاضلةٍ…… أمْنُكَ من طمثه ومن حبلهِ
وهذا قليلٌ من كثير ما قالوا فقد قالت الشعراء في الغلام في الجدّ والهزل فأحسنوا كما قالت الشعراء في الغزل والنَّسيب ولا يضير المحسن منهم قديماً كان أو محدثاً‏.‏”
يقول زهير قوطرش في مقالته- الجنس عند العرب والمسلمين- في موقع أهل القرآن: (حدثني أحد الأصدقاء أنه أثناء حرب البوسنة، حيث تيتم الكثير من الأطفال. جاءت بعثة من دولة عربية، كان هدفها تبني الأطفال الأيتام، وأخذهم إلى تلك الدولة- لا أحب ذكر اسمها-. المهم وبصريح العبارة قالها والحسرة تجرح قلبه، أنهم كانوا يعاينون الطفل من مؤخرته. سألني من أين لهم هذه الثقافة، وهم يدّعون الإسلام والإيمان. قلت له: مع كل أسف فسروا وجود الغلمان في الجنة من أجل المتعة الجنسية، وقاسوا على ذلك في الحياة الدنيا..)
وحديثاً نقرأ المزيد من الأخبار والدراسات التي تتحدث عن النسب المئوية العالية من رجال الجزيرة العربية الذين يفضلون الأطفال الذكور على النساء، وكذا نسب المئوية العالية للأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي فيها، وكذا نسبة اللواط والشذوذ.

هل مواقعة الغلمان في الدنيا تحرم المسلمين من دخول الجنة؟
في حديث عن أبي ذر قال: قال رسول الله (ص): «قال لي جبريل: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ولم يدخل النار، قلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق». (التوحيد لأبن خزيمة- ج2 ص69)، وفي (ص86 منه) قيل: “لا يجتمع قاتل الكافر إذا مات على إيمانه مع الكافر المقتول في موضع واحد من النار، لا أنه لا يدخل النار، ولا موضعا منها، وإن ارتكب جميع الكبائر، خلا الشرك بالله عز وجل.” ويؤكد نفس الحديث في فتاوى الأزهر- ج7 ص359.
فالمسلم لو فعل الزنا، وقام بمواقعة الغلمان في هذه الدنيا سيدخل الجنة ما دام أنه لا يشرك بالله، أي مواقعة غلمان الدنيا لا تحرمه من دخول الجنة، الجنة (التي من المفروض أنها) المجهزة بما يحقق كل رغبات مسلمين من الملذات التي يرغبونها، ويحلمون بها، ويموتون من أجلها.
يقول بسام درويش في وصف ذلك ” المتوكل الذي ذكرت عنه كتب المسلمين بأنه كان مؤنثاُ وَضِعاُ، والمعتز الذي كان مخنثاً، والمأمون الذي قتل أخاه، والمنتصر الذي قتل أباه، وموسى بن المهدي الذي سمّ أمّه، والمعتضد الذي سمّ عمّه، وابن معاوية يزيدٌ السكّير العربيد، وجدّته آكلة الأكباد.. وقريباً سيلحق بهؤلاء بن لادن وصدام والظواهيري وحتى مايك تايسون. كلهم مصيرهم الجنة لأنهم ماتوا أو سيموتون على دين محمد!”

ما قيل عن غلمان الجنة، والمسموح والممنوع بين غلمان الدنيا وغلمان الآخرة:
غلمان الآخرة وذُكِرَوا في الآيات:
– ((وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ)) (الطور24)
– ((يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ)) (الواقعة 17)
– ((وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا (22))) (الإنسان)
حسب الآيات السابقة، غلمان جنة المسلمين خالدون، لا يكبرون ولا يتغيرون، جرد مرد، كاللؤلؤ المكنون في الجمال والصفاء، مزينين بالثياب الجميلة والأساور والحلي.
وعن غلمان الدنيا:
عن الماوردي في فتح الباري أبن حجر- ج17 ص94: ” منع بيع الثوب الحرير ممن يتحقق أنه يلبسه، والغلام الأمرد ممن يتحقق أنه يفعل به الفاحشة…”
وفي حاشية البجيرمي على الخطيب- كتاب النكاح ج10 ص102: ” قال الحسن بن ذكوان من أكابر السلف: لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور العذارى وهم أشد فتنة من النساء، قال بعض التابعين: ما أنا بأخوف على الشاب الناسك من سبع ضار من الغلام الأمرد يقعد إليه، وكان يقول: لا يبيتن رجل مع أمرد في مكان واحد.”
وقيل في إعانة الطالبين- ج3 ص302: ” صوت المرأة، ومثله صوت الأمرد فيحل سماعه ما لم تخش فتنة أو يلتذ به وإلا حرم”
وذكروا في نهاية الأرب في فنون الأدب- ج1 ص193: ” وأما ما جاء في النهي عن النظر إلى المردان ومجالستهم. روي عن أبي الساهب أنه قال: لأنا القارئ من الغلام الأمرد أخوف مني عليه من سبعين عذراء. وفي لفظ عنه: لأنا أخوف على عابد من غلام أمرد من سبعين عذراء. وعن سعيد بن المسيب أنه قال: إذا رأيتم الرجل يلح النظر إلى غلام أمرد، فاتهموه. وكان سفيان الثوري رضي الله عنه لا يدع أمرد يجالسه.
” عن الشعبي قال: ” قدم وفد عبد القيس على النبي (ص)، وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة، فأقامه النبي (ص) من بين يده، فأجلسه وراء ظهره “، فأبعده عن نظره.” (سلوة الأحزان للأجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان، وذكر نحوه في الشرح الكبير لأبن قدامة)
بالمقارنة نجد أنه في الدنيا الثياب الجميلة ممنوعة على الغلمان، وكذلك الحلي والأساور محرمة، مجالستهم والنظر إليهم ممنوعة، وحتى صوتهم قد يكون مشكلة وفتنة، أما في الآخرة فعليهم ثياب من الإستبرق، والأساور والحلي، وهم كاللؤلؤ في غاية الحسن والجمال والصفاء، لا يكبرون ولا يتغيرون، دائما موجودين، يدورون حول المسلم، جرد مرد مكحلين، رقيقين ناعمين. مع العلم أنه حسب وصفهم في الأحاديث لـ (قضيب) المسلمين المتَّقين الفائزين في الآخرة بأنه في حالة انتصاب دائم ولا يمل، كيف يُفَسَر كل ذلك بعد أن رأينا اشتهاء بعض المسلمين للغلمان؟! وهل هناك شهوات ممنوعة على المسلمين في الجنة، ألم يقولوا إن ملذاتهم وشهواتهم كلها متممة في الجنة؟! تقول الآية: {وفيها ما تشتهيه الأنفس} (الزخرف71). الله تعالى عوض تارك الخمر في الدنيا بأطيب الخمور في الآخرة، ” حديث عبد الله بن عمرو رفعه: “من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الجنة ” أخرجه أحمد بسند حسن.” وعلى نحو آخر قيل: “من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة” (فتح الباري لأبن حجر- ج16 ص44)”، فهل سيكافأ من ترك شهوة الغلمان في الدنيا بولدان الآخرة المميزين؟ وكما ذُكِرَ سابقاً أن إله الإسلام دائماً كان يبشر المؤمنين اللاهثين وراء المتع الجنسية ويغريهم بالكثير من تلك المتع حسب مزاجهم ورغباتهم وميولهم في جنة الخلد، تلك الميول التي قد تفضل الغلام الأمرد.
ثم لماذا لا تقوم الملائكة بخدمة المسلمين بدل الغلمان، هل لأن تركيبتهم مختلفة ولن يحققوا المتعة الجنسية للمسلمين؟؟!! النبي محمد قال «إنك لتنظر إلى الطير في الجنة، فتشتهيه فيخرّ بين يديك مشوياً» فما الحاجة لكل ذلك العدد من الغلمان حول السيد المسلم؟؟!!
يقول الشيخ والباحث الإسلامي المعروف محمد جلال كشك في كتابه “خواطر مسلم في المسألة الجنسية” والمنشور على الشبكة: من الخطأ تقييم الحياة الآخرة بمقاييس وأحكام هذه الدنيا التي نعيشها، فهذه دار العمل الصالح والطالح،… كل المحرمات في هذه الأرض تسقط في الآخرة… هذا الإطلاق الإلهي لا يجوز أن يحد بمزاج أو أخلاقيات فرد في هذه الدنيا، ولا حتى جماعة … يقول الغزالي في إحياء علوم الدين: أياك أن تنكر شيئاً من عجائب يوم القيامة، لمخالفته قياس ما في الدنيا.”
النتائج:
– هل هناك مسلمون يرغبون بالغلمان؟ نعم
– هل ممارسة الجنس مع الغلمان في الدنيا لا تحرم المسلم من دخول الجنة؟ نعم
– هل غلمان الجنة مسورين ومكحلين ومزينين كالنساء؟ نعم
– هل كل رغبات وشهوات المسلمين محققة بالآخرة؟ نعم
– هل قضيب المسلم منتصب دائماً في الآخرة؟ نعم
– هل ممارسة الجنس مع الغلمان موجودة في جنة المسلمين؟ (الجواب عندكم)
للذين يقولون أن ذلك ضد الطبيعة والإسلام يرفض ذلك، (وبغض النظر عن طبيعة الشخص كأن يولد مخنثاً) أقول أنها ليست المرة الأولى التي ينطق فيها الإسلام ضد الطبيعة، الإسلام فرق بين الجارية والحرة سابقاً بأن جعل عدة الجارية نصف عدة الحرة، وحتى عقوبتها إن فعلت فاحشة هي النصف {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ}، وحتى تمييزها في مسألة الحجاب {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}، وكل ذلك ذُكر في القرآن، وكأن بيولوجيتها مختلفة، لذا لا غرابة في أي شيء يُذكر، ما دام موضوع البحث هو عن العدالة في الإسلام.
من النادر أن تجد في النهج الإسلامي التشجيع على التضحية من أجل الغير، أو أن يكون الفرد في المجتمع الشمعة التي تحترق لتنير درب الغير، التضحية في النهج الإسلامي للفائدة الشخصية والمتع الجنسية فقط، وأختم الحلقة بجملة قرأتها حيث عبر فيها كاتبها (تعليقاً على مقالة) عن تلك الحال قائلاً: {أعذرني فإنني عندما أرى مسلماً مهرولا إلى المسجد يقفز إلى ذهني فوراً “كم يعشق هذا المسلم عضوه التناسلي”.}

يــــتــــبــــع

سردار أحمد

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

العبودية في الأسلام 16

سردار أحمد

الحلقة السادسة عشرة:الجواري والغلمان في الآخرة – خدمة وعبودية ومتعة جنسية الأسياد ج1:أغلب المسلمين يدّعون بأن الإسلام سن قوانين أدت إلى زوال العبودية، وهذا منافي تماماً للحقيقة، وشرحت ذلك مفصّلاً في الحلقة الأولى، وفي هذه الحلقة أودُّ ذكر بعض الأمور التي تثبت بأن العبودية هي ليست فقط مرحلة دنيوية في الإسلام، بل هي عيب، ودونية ترافق الإنسان إلى الدنيا الآخرة، وتثبت بأن العبد عبد والسيد سيد، مختلِفِين، وليسا مخلوقين في السوية نفسها. فجنة النعيم الموعودة (المجهزة بكل ما يسر المسلم الحر من المتع الجنسية التي لا حدود لها) مليئة بالغلمان والجواري والحوريات والخدم والعبيد.وبالرغم من وجود بعض الأحاديث المتعلقة بالآخرة، المشجعة للعبيد، المنبهة للأحرار، إلا أنه في الوقت ذاته استُخدِمت كلمات ومصطلحات في وصف الجنة رمزت للكثير من التفاوت والتمييز، بل أساس وصف الجنة وجمالها ونعيمها للمسلمين قائم على ذلك التمييز.” عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص): “إن رجلا أدخل الجنة فرأى عبده فوق درجته، فقال: يا رب، هذا عبدي فوق درجتي في الجنة؟ فقال له: نعم، جزيته بعمله وجزيتك بعملك… وبه: سمعت مجاهدا أبا الحجاج، يحدث، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): “إن أول سائق إلى الجنة مملوك، أطاع الله، وأطاع مواليه، أو سيده.” (المعجم الكبير للطبراني- ج19 ص377)الحديث السابق في شقِهِ الأول يعني أنهم ولو ماتوا ونفخ في الصور وعادوا يبقى العبد عبداً ناقص الكرامة بالرغم من بعض المحاولات للرفع من منزلته لكن بلا فائدة، وينظر له السيد المسلم نظرة دونية- مع ملاحظة أن ذلك المسلم المستصغر لكرامة عبده هو من أهل الجنة ومن الفائزين وليس مسلم تحت الاختبار، وقد قالوا: “لا تسمع في الجنة أيها الداخل، كلمة لغو، لأن أهل الجنة، لا يتكلمون إلا بالحكمة”. وإذا كان هذا الحديث يتعارض مع ما سيأتي ذكره لاحقاً (عن وجود طبقات في الآخرة) فذلك من تناقضات الإسلام الكثيرة، ككلامهم وقت الغزو عدم قطع شجرة، وسماحهم باغتصاب الأسيرات وقطع رؤوس الأسرى. أما في الشق الثاني من الحديث فيشجع العبيد على قبول الذل والهوان والدونية والتفاني في خدمة الأسياد بأمر من الله، فهناك الحاكم (السيد) بأمر الله والمحكوم (العبد) بأمر الله. الخدم:لتشجيع وإغراء المسلمين وربطهم بالجنة الموعودة، وكمكافأة على إسلامهم ذكروا لهم الأحاديث الكثيرة التي تصف ما سوف ينالونه في الدنيا الآخرة من الخدم، الخدم تلك الطبقة الدونية الموجودة لخدمة أسياد المسلمين.في تفسير القرطبي- ج17 ص69: عن عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله (ص) قال: (إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدمه فيجيبه ألف كلهم لبيك لبيك).وفي فيض القدير- ج1، ص300: ” الرجل وعبر باسم الموصول تفخيما (له ثمانون ألف خادم) من الذكور والإناث فإن الخادم يتناول الغلام والجارية كما صرح به أهل اللغة وهؤلاء الخدم من أولاد المشركين…”وذكر نحوه في سنن الترمذي ومسند أحمد: “قال رسول الله (ص) أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء.” وعلى نحو آخر في تفسير ابن كثير- ج7 ب66 ص239: “عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): “إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات، وهو على السادسة وفوقه السابعة، وإن له ثلثمائة خادم.” وعن فضل المخدوم على الخادم: قيل في تفسير البغوي- ج7 ب22 ص390: ” قال عبدالله بن عمر: وما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام، وكل غلام على عمل ما عليه صاحبه. وروي عن الحسن أنه لما تلا هذه الآية قال: قالوا يا رسول الله: الخادم كاللؤلؤ المكنون، فكيف المخدوم؟. وعن قتادة أيضًا قال: ذكر لنا أن رجلا قال: يا نبي الله هذا الخادم فكيف المخدوم؟ قال: قيل في “فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب”. المرضعات والجواري:وها هي كتب الإسلام تتحدث لنا عن وجود المرضعات في الجنة، وتتحدث عن حظ الأقباط التعيس، فلو عاش إبراهيم بن محمد (ابنه من جاريته ماريا القبطية التي لم يتزوجها – والذي يسمى عند أغلب المسلمين ابن زنا) لعاش أخواله الأقباط في حرية, وعز، وبحبوحة محمدية، لكن للأسف مات إبراهيم وأستُعبِد الأقباط.فقد ذُكِر في – الجوهرة في نسب النبي و أصحابه العشرة، ص222: “وأمسك عليه السلام مارية، فولدت له إبراهيم… لما مات قال النبي عليه السلام: ” إنَّ له مرضعة في الجنة، ولو بقي لكان صِدِّيقا نبيا، ولو بقي لأعتقتُ كلَّ قبطي.”وقيل نحوه في – سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي- ج1ص210: ” روى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما مات إبراهيم قال رسول الله (ص): إن له مرضعة في الجنة، ولو عاش لكان صديقاً نبياً، ولو عاش لعتقت أخواله القبط وما استرق قبطي قط.” وكذا في الطبقات الكبرى لأبن سعد- ج1 ص144: ” قال رسول الله، (ص): لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي….أن رسول الله، (ص)، قال في ابنه إبراهيم لما مات: لو عاش ما رق له خال.” وها هو كتاب – مختصر تاريخ دمشق- الحسن بن أبي عمرطة الكندي- ج2 ص413- يتحدث عن ابنته فاطمة وعبيدها في الجنة: ” روى عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه بسنده عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (ص): تحشر ابنتي فاطمة وعيها حلة قد عجنت بماء الحيوان، فينظر الخلائق إليها فيعجبون منها، وتكسى أيضا ألف حلة من حلل الجنة مكتوب على كل حلة بخط أخضر: أدخلوا ابنة نبيي الجنة على أحسن صورة وأحسن الكرامة وأحسن المنظر، فتزف كما تزف العروس، وتتوج بتاج العز، ويكون معها سبعون ألف جارية حورية عينية في يد كل جارية منديل من إستبرق، وقد زين لها تلك الجواري منذ خلقهن الله.” – ومن الأخبار التي وصلتنا عن الجنة من خلال أحلام النبي محمد (لأن رؤيا الأنبياء وحي) نتعرف على بعض أخبار الجواري والعبيد في الآخرة: فقد ذكر في مسند أحمد- ج30 ص21: ” قال رسول الله (ص) رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة قال وسمعت خشفا أمامي فقلت من هذا يا جبريل قال هذا بلال قال ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية قال قلت لمن هذا القصر قال لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخل فأنظر إليه قال فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي أنت وأمي يا رسول الله أوعليك أغار.” وفي صحيح البخاري ذكر على نحو مشابه: “قال النبي (ص): رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء، امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك. فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله، أعليك أغار.” وكذا ذكر في فتح الباري لأبن حجر- ج10 ص27: ” عن أبو هريرة رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسول الله (ص) إذ قال بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا…” – محمد بعد أن أجبر زيد (ابنه بالتبني) لأن يطلق زوجته (زينب بنت جحش) لأنه أرادها لنفسه، وبعد إرساله لزيد (الزوج السابق) ليخبطها لوالده النبي، أراد أن يجازيه ويكافئه لتنازل الأخير عن زوجته لوالده (رسول الله والأب العظيم)، المكافأة كانت الحلم، فمحمد يتمتع بزينب في الدنيا، وزيد يحلم بالجارية في الآخرة:فقال: “دخلت الجنة فرأيت جارية حسناء فأعجبني حسنها فقلت لمن أنت قالت لزيد بن حارثة” (كنز العمال ج11 ص684) وذُكِر على نحو آخر في (تفسير ابن كثير باب1 ج5 ص24): “… ثم إني دفعت إلي الجنة، فاستقبلتني جارية، فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت لزيد بن حارثة.”وعن زينب أنه “… أبدل الله منها لزيد جارية في الجنة كما قال عليه السلام «استقبلتني جارية لعساء وقد اعجبتنى فقلت لها يا جارية أنت لمن قالت لزيد بن حارثة» قوله استقبلتني اى خرجت من الجنة واستقبلته عليه السلام بعد مجاوزة السماء السابعة ليلة المعراج. (تفسير حقي- باب37 ج11 ص56)- ولمزيد من الإغراءات والمنح ونِعَم الله الجنسية على المسلمين الأفاضل تسرد لنا كتب (الحضارة) بعض الأسماء الموعودة بالجواري الجميلة المغرية:فقد قيل في فيض القدير- ج3 ص312: ” دخلت الجنة فإذا جارية أدماء لعساء. فقلت: ما هذه يا جبريل؟ فقال: إن الله تعالى عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأدم اللعس, فخلق له هذه.” وكذا قيل على نحوٍ آخر في الصفحة 695 منه: ” (دخلت الجنة فإذا جارية أدماء) أي شديدة السمرة (لعساء) في لونها أدنى سواد ومشربة من الحمرة (فقلت ما هذه يا جبريل فقال إن الله عز وجل عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأدم اللعس فخلق له هذه) إكراما له ليكمل لذته وتعظم مسرته لكونه استشهد في سبيله بعد ما بذل الجهد في قتال أعدائه.” وفي المعجم الكبير للطبراني- ج1 ص258 قيل: “…عن أوس بن أوس الثقفي, قال: قال رسول الله (ص): بينا أنا جالس إذ جاءني جبريل، فحملني فأدخلني جنة ربي عز وجل, فبينا أنا جالس إذ جعلت في يدي تفاحة, فانفلقت التفاحة بنصفين, فخرجت منها جارية لم أر جارية أحسن منها حسنا, ولا أجمل منها جمالا, تسبح تسبيحا لم يسمع الأولون والآخرون بمثله, فقلت: من أنت يا جارية؟ قالت: أنا من الحور العين خلقني الله عز وجل من نور عرشه, فقلت: لمن أنت؟, قالت: للخليفة المظلوم عثمان بن عفان رضي الله عنه.” مع العلم أن هذا الخليفة المظلوم لما مات كان عنده ألف مملوك.”أكثر المؤلفين والكتاب يرون في الحلم نوعاً من الاستمرار لما كان يشغل النفس في حال اليقظة. يقول هافنر: الحلم هو الاستئناف على نحوٍ ما لحياة اليقظة، أما الفيلسوف (ى.ناص) فيقول: إننا في الغالب ندور في أحلامنا حول الموضوعات التي كان لها أكبر الأثر في وجداننا، وهذا يدل على أن مشاعرنا لها دخل كبير في خلق أحلامنا.” (من كتاب تفسير الأحلام لفرويد) والنتيجة إما أن محمد كان قد حلم بتلك الأحلام حقيقة أي كان يحلم بما كان يشغله وبما كان له أكبر الأثر في وجدانه، أو اختلقها على نحوٍ ما، كونها كانت تشغل باله وبال صحابته العظماء، وكانت المتع الجنسية أهم وأقدس وأسمى ما كانوا يفكرون به.- وعن التأكيد على وجود (الرقيق) في الآخرة، وعلى امتلاك المسلمين لذلك الرقيق في جنتهم الموعودة ذُكِر في تفسير ابن كثير- ب62 ج7 ص18، وكذا في تفسير ابن حاتم- ب4 ج12 ص94: “قصة الشريكين المؤمن والكافر: قال السدي: كان شريكان في بني إسرائيل أحدهما مؤمن والآخر كافر فافترقا… فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في مالك أضربت به في شيء؟ أتجرت به في شيء؟ قال: لا. قال: فما صنعت أنت؟ قال كانت ضيعتي (مزرعتي) قد اشتد علي مؤنتها فاشتريت رقيقاً (عبيداً) بألف دينار يقومون لي فيها ويعملون لي فيها, فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال: نعم. قال: فرجع المؤمن حتى إذا كان الليل صلى ما شاء الله تعالى أن يصلي, فلما انصرف أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه ثم قال: اللهم إن فلاناً ـ يعني شريكه الكافر ـ اشترى رقيقاً من رقيق الدنيا بألف دينار يموت غداً فيتركهم أو يموتون فيتركون, اللهم إني اشتريت منك بهذه الألف دينار رقيقاً في الجنة. قال: ثم أصبح فقسمها في المساكين… قال: فإذا كان يوم القيامة وأدخل الله تعالى المؤمن الجنة يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وأنهار فيقول: لمن هذا؟ فقال: هذا لك فيقول: يا سبحان الله أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا؟ قال: ثم يمر فإذا هو برقيق لا تحصى عدتهم, فيقول: لمن هذا؟ فيقال: هؤلاء لك. فيقول: يا سبحان الله أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا؟! أمّا الأراكُ فكانت من محارمنا……. عيشاً لذيذاً وكانت جنّةً رغداكانت لنا جنّةً كنا نعيشُ بها……… نَغنى بها إن خشينا الأزلَ والنّكدا

سردار أحمد

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

ريم على القاع

أحمد شوقي

ريم على القاع بين البان والعلم … أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا … يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
لما رنا حدثتني النفس قائلة … يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي … جرح الأحبة عندي غير ذي ألم
رزقت أسمح ما في الناس من خلق … إذا رزقت التماس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه والهوى قدر … لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
لقد أنلتك أذنا غير واعية … ورب منتصت والقلب في صمم
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبدا … أسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
أفديك إلفا ولا آلو الخيال فدى … أغراك بالبخل من أغراه بالكرم
سرى فصادف جرحا داميا فأسا … ورب فضل على العشاق للحلم
من الموائس بانا بالربى وقنا … اللاعبات بروحي السافحات دمي
السافرات كأمثال البدور ضحى … يغرن شمس الضحى بالحلي والعصم
القاتلات بأجفان بها سقم … وللمنية أسباب من السقم
العاثرات بألباب الرجال وما … أقلن من عثرات الدل في الرسم
المضرمات خدودا أسفرت وجلت … عن فتنة تسلم الأكباد للضرم
الحاملات لواء الحسن مختلفا … أشكاله وهو فرد غير منقسم
من كل بيضاء أو سمراء زينتا … للعين والحسن في الآرام كالعصم
يرعن للبصر السامي ومن عجب … إذا أشرن أسرن الليث بالعنم
وضعت خدي وقسمت الفؤاد ربى … يرتعن في كنس منه وفي أكم
يا بنت ذي اللبد المحمي جانبه … ألقاك في الغاب أم ألقاك في الأطم
ما كنت أعلم حتى عن مسكنه … أن المنى والمنايا مضرب الخيم
من أنبت الغصن من صمصامة ذكر … وأخرج الريم من ضرغامة قرم
بيني وبينك من سمر القنا حجب … ومثلها عفة عذرية العصم
لم أغش مغناك إلا في غضون كرى … مغناك أبعد للمشتاق من إرم
يا نفس دنياك تخفى كل مبكية … وإن بدا لك منها حسن مبتسم
فضي بتقواك فاها كلما ضحكت … كما يفض أذى الرقشاء بالثرم
مخطوبة منذ كان الناس خاطبة … من أول الدهر لم ترمل ولم تئم
يفنى الزمان ويبقى من إساءتها … جرح بآدم يبكي منه في الأدم
لا تحفلي بجناها أو جنايتها … الموت بالزهر مثل الموت بالفحم
كم نائم لا يراها وهي ساهرة … لولا الأماني والأحلام لم ينم
طورا تمدك في نعمى وعافية … وتارة في قرار البؤس والوصم
كم ضللتك ومن تحجب بصيرته … إن يلق صابا يرد أو علقما يسم
يا ويلتاه لنفسي راعها ودها … مسودة الصحف في مبيضة اللمم
ركضتها في مريع المعصيات وما … أخذت من حمية الطاعات للتخم
هامت على أثر اللذات تطلبها … والنفس إن يدعها داعي الصبا تهم
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه … فقوم النفس بالأخلاق تستقم
والنفس من خيرها في خير عافية … والنفس من شرها في مرتع وخم
تطغى إذا مكنت من لذة وهوى … طغي الجياد إذا عضت على الشكم
إن جل ذنبي عن الغفران لي أمل … في الله يجعلني في خير معتصم
ألقى رجائي إذا عز المجير على … مفرج الكرب في الدارين والغمم
إذا خفضت جناح الذل أسأله … عز الشفاعة لم أسأل سوى أمم
وإن تقدم ذو تقوى بصالحة … قدمت بين يديه عبرة الندم
لزمت باب أمير الأنبياء ومن … يمسك بمفتاح باب الله يغتنم
فكل فضل وإحسان وعارفة … ما بين مستلم منه وملتزم
علقت من مدحه حبلا أعز به … في يوم لا عز بالأنساب واللحم
يزري قريضي زهيرا حين أمدحه … ولا يقاس إلى جودي لدى هرم
محمد صفوة الباري ورحمته … وبغية الله من خلق ومن نسم
وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة … متى الورود وجبريل الأمين ظمي
سناؤه وسناه الشمس طالعة … فالجرم في فلك والضوء في علم
قد أخطأ النجم ما نالت أبوته … من سؤدد باذخ في مظهر سنم
نموا إليه فزادوا في الورى شرفا … ورب أصل لفرع في الفخار نمي
حواه في سبحات الطهر قبلهم … نوران قاما مقام الصلب والرحم
لما رآه بحيرا قال نعرفه … بما حفظنا من الأسماء والسيم
سائل حراء وروح القدس هل علما … مصون سر عن الإدراك منكتم
كم جيئة وذهاب شرفت بهما … بطحاء مكة في الإصباح والغسم
ووحشة لابن عبد الله بينهما … أشهى من الأنس بالأحساب والحشم
يسامر الوحي فيها قبل مهبطه … ومن يبشر بسيمى الخير يتسم
لما دعا الصحب يستسقون من ظمإ … فاضت يداه من التسنيم بالسنم
وظللته فصارت تستظل به … غمامة جذبتها خيرة الديم
محبة لرسول الله أشربها … قعائد الدير والرهبان في القمم
إن الشمائل إن رقت يكاد بها … يغرى الجماد ويغرى كل ذي نسم
ونودي اقرأ تعالى الله قائلها … لم تتصل قبل من قيلت له بفم
هناك أذن للرحمن فامتلأت … أسماع مكة من قدسية النغم
فلا تسل عن قريش كيف حيرتها … وكيف نفرتها في السهل والعلم
تساءلوا عن عظيم قد ألم بهم … رمى المشايخ والولدان باللمم
يا جاهلين على الهادي ودعوته … هل تجهلون مكان الصادق العلم
لقبتموه أمين القوم في صغر … وما الأمين على قول بمتهم
فاق البدور وفاق الأنبياء فكم … بالخلق والخلق من حسن ومن عظم
جاء النبيون بالآيات فانصرمت … وجئتنا بحكيم غير منصرم
آياته كلما طال المدى جدد … يزينهن جلال العتق والقدم
يكاد في لفظة منه مشرفة … يوصيك بالحق والتقوى وبالرحم
يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة … حديثك الشهد عند الذائق الفهم
حليت من عطل جيد البيان به … في كل منتثر في حسن منتظم
بكل قول كريم أنت قائله … تحي القلوب وتحي ميت الهمم
سرت بشائر بالهادي ومولده … في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم
تخطفت مهج الطاغين من عرب … وطيرت أنفس الباغين من عجم
ريعت لها شرف الإيوان فانصدعت … من صدمة الحق لا من صدمة القدم
أتيت والناس فوضى لا تمر بهم … إلا على صنم قد هام في صنم
والأرض مملوءة جورا مسخرة … لكل طاغية في الخلق محتكم
مسيطر الفرس يبغي في رعيته … وقيصر الروم من كبر أصم عم
يعذبان عباد الله في شبه … ويذبحان كما ضحيت بالغنم
والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم … كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم
أسرى بك الله ليلا إذ ملائكه … والرسل في المسجد الأقصى على قدم
لما خطرت به التفوا بسيدهم … كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم
صلى وراءك منهم كل ذي خطر … ومن يفز بحبيب الله يأتمم
جبت السماوات أو ما فوقهن بهم … على منورة درية اللجم
ركوبة لك من عز ومن شرف … لا في الجياد ولا في الأينق الرسم
مشيئة الخالق الباري وصنعته … وقدرة الله فوق الشك والتهم
حتى بلغت سماء لا يطار لها … على جناح ولا يسعى على قدم
وقيل كل نبي عند رتبته … ويا محمد هذا العرش فاستلم
خططت للدين والدنيا علومهما … يا قارئ اللوح بل يا لامس القلم
أحطت بينهما بالسر وانكشفت … لك الخزائن من علم ومن حكم
وضاعف القرب ما قلدت من منن … بلا عداد وما طوقت من نعم
سل عصبة الشرك حول الغار سائمة … لولا مطاردة المختار لم تسم
هل أبصروا الأثر الوضاء أم سمعوا … همس التسابيح والقرآن من أمم
وهل تمثل نسج العنكبوت لهم … كالغاب والحائمات الزغب كالرخم
فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم … كباطل من جلال الحق منهزم
لولا يد الله بالجارين ما سلما … وعينه حول ركن الدين لم يقم
تواريا بجناح الله واستترا … ومن يضم جناح الله لا يضم
يا أحمد الخير لي جاه بتسميتي … وكيف لا يتسامى بالرسول سمي
المادحون وأرباب الهوى تبع … لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم
مديحه فيك حب خالص وهوى … وصادق الحب يملي صادق الكلم
الله يشهد أني لا أعارضه … من ذا يعارض صوب العارض العرم
وإنما أنا بعض الغابطين ومن … يغبط وليك لا يذمم ولا يلم
هذا مقام من الرحمن مقتبس … ترمي مهابته سحبان بالبكم
البدر دونك في حسن وفي شرف … والبحر دونك في خير وفي كرم
شم الجبال إذا طاولتها انخفضت … والأنجم الزهر ما واسمتها تسم
والليث دونك بأسا عند وثبته … إذا مشيت إلى شاكي السلاح كمي
تهفو إليك وإن أدميت حبتها … في الحرب أفئدة الأبطال والبهم
محبة الله ألقاها وهيبته … على ابن آمنة في كل مصطدم
كأن وجهك تحت النقع بدر دجى … يضيء ملتثما أو غير ملتثم
بدر تطلع في بدر فغرته … كغرة النصر تجلو داجي الظلم
ذكرت باليتم في القرآن تكرمة … وقيمة اللؤلؤ المكنون في اليتم
الله قسم بين الناس رزقهم … وأنت خيرت في الأرزاق والقسم
إن قلت في الأمر «لا» أو قلت فيه «نعم» … فخيرة الله في «لا» منك أو «نعم»
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له … وأنت أحييت أجيالا من الزمم
والجهل موت فإن أوتيت معجزة … فابعث من الجهل أو فابعث من الرجم
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا … لقتل نفس ولا جاؤوا لسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطة … فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
لما أتى لك عفوا كل ذي حسب … تكفل السيف بالجهال والعمم
والشر إن تلقه بالخير ضقت به … ذرعا وإن تلقه بالشر ينحسم
سل المسيحية الغراء كم شربت … بالصاب من شهوات الظالم الغلم
طريدة الشرك يؤذيها ويوسعها … في كل حين قتالا ساطع الحدم
لولا حماة لها هبوا لنصرتها … بالسيف ما انتفعت بالرفق والرحم
لولا مكان لعيسى عند مرسله … وحرمة وجبت للروح في القدم
لسمر البدن الطهر الشريف على … لوحين لم يخش مؤذيه ولم يجم
جل المسيح وذاق الصلب شانئه … إن العقاب بقدر الذنب والجرم
أخو النبي وروح الله في نزل … فوق السماء ودون العرش محترم
علمتهم كل شيء يجهلون به … حتى القتال وما فيه من الذمم
دعوتهم لجهاد فيه سؤددهم … والحرب أس نظام الكون والأمم
لولاه لم نر للدولات في زمن … ما طال من عمد أو قر من دهم
تلك الشواهد تترى كل آونة … في الأعصر الغر لا في الأعصر الدهم
بالأمس مالت عروش واعتلت سرر … لولا القذائف لم تثلم ولم تصم
أشياع عيسى أعدوا كل قاصمة … ولم نعد سوى حالات منقصم
مهما دعيت إلى الهيجاء قمت لها … ترمي بأسد ويرمي الله بالرجم
على لوائك منهم كل منتقم … لله مستقتل في الله معتزم
مسبح للقاء الله مضطرم … شوقا على سابخ كالبرق مضطرم
لو صادف الدهر يبغي نقلة فرمى … بعزمه في رحال الدهر لم يرم
بيض مفاليل من فعل الحروب بهم … من أسيف الله لا الهندية الخذم
كم في التراب إذا فتشت عن رجل … من مات بالعهد أو من مات بالقسم
لولا مواهب في بعض الأنام لما … تفاوت الناس في الأقدار والقيم
شريعة لك فجرت العقول بها … عن زاخر بصنوف العلم ملتطم
يلوح حول سنا التوحيد جوهرها … كالحلي للسيف أو كالوشي للعلم
غراء حامت عليها أنفس ونهى … ومن يجد سلسلا من حكمة يحم
نور السبيل يساس العالمون بها … تكفلت بشباب الدهر والهرم
يجري الزمان وأحكام الزمان على … حكم لها نافذ في الخلق مرتسم
لما اعتلت دولة الإسلام واتسعت … مشت ممالكه في نورها التمم
وعلمت أمة بالقفر نازلة … رعي القياصر بعد الشاء والنعم
كم شيد المصلحون العاملون بها … في الشرق والغرب ملكا باذخ العظم
للعلم والعدل والتمدين ما عزموا … من الأمور وما شدوا من الحزم
سرعان ما فتحوا الدنيا لملتهم … وأنهلوا الناس من سلسالها الشبم
ساروا عليها هداة الناس فهي بهم … إلى الفلاح طريق واضح العظم
لا يهدم الدهر ركنا شاد عدلهم … وحائط البغي إن تلمسه ينهدم
نالوا السعادة في الدارين واجتمعوا … على عميم من الرضوان مقتسم
دع عنك روما وآثينا وما حوتا … كل اليواقيت في بغداد والتوم
وخل كسرى وإيوانا يدل به … هوى على أثر النيران والأيم
واترك رعمسيس إن الملك مظهره … في نهضة العدل لا في نهضة الهرم
دار الشرائع روما كلما ذكرت … دار السلام لها ألقت يد السلم
ما ضارعتها بيانا عند ملتأم … ولا حكتها قضاء عند مختصم
ولا احتوت في طراز من قياصرها … على رشيد ومأمون ومعتصم
من الذين إذا سارت كتائبهم … تصرفوا بحدود الأرض والتخم
ويجلسون إلى علم ومعرفة … فلا يدانون في عقل ولا فهم
يطأطئ العلماء الهام إن نبسوا … من هيبة العلم لا من هيبة الحكم
ويمطرون فما بالأرض من محل … ولا بمن بات فوق الأرض من عدم
خلائف الله جلوا عن موازنة … فلا تقيسن أملاك الورى بهم
من في البرية كالفاروق معدلة … وكابن عبد العزيز الخاشع الحشم
وكالإمام إذا ما فض مزدحما … بمدمع في مآقي القوم مزدحم
الزاخر العذب في علم وفي أدب … والناصر الندب في حرب وفي سلم
أو كابن عفان والقرآن في يده … يحنو عليه كما تحنو على الفطم
ويجمع الآي ترتيبا وينظمها … عقدا بجيد الليالي غير منفصم
جرحان في كبد الإسلام ما التأما … جرح الشهيد وجرح بالكتاب دمي
وما بلاء أبي بكر بمتهم … بعد الجلائل في الأفعال والخدم
بالحزم والعزم حاط الدين في محن … أضلت الحلم من كهل ومحتلم
وحدن بالراشد الفاروق عن رشد … في الموت وهو يقين غير منبهم
يجادل القوم مستلا مهنده … في أعظم الرسل قدرا كيف لم يدم
لا تعذلوه إذا طاف الذهول به … مات الحبيب فضل الصب عن رغم
يا رب صل وسلم ما أردت على … نزيل عرشك خير الرسل كلهم
محي الليالي صلاة لا يقطعها … إلا بدمع من الإشفاق منسجم
مسبحا لك جنح الليل محتملا … ضرا من السهد أو ضرا من الورم
رضية نفسه لا تشتكي سأما … وما مع الحب إن أخلصت من سأم
وصل ربي على آل له نخب … جعلت فيهم لواء البيت والحرم
بيض الوجوه ووجه الدهر ذو حلك … شم الأنوف وأنف الحادثات حمى
وأهد خير صلاة منك أربعة … في الصحب صحبتهم مرعية الحرم
الراكبين إذا نادى النبي بهم … ما هال من جلل واشتد من عمم
الصابرين ونفس الأرض واجفة … الضاحكين إلى الأخطار والقحم
يا رب هبت شعوب من منيتها … واستيقظت أمم من رقدة العدم
سعد ونحس وملك أنت مالكه … تديل من نعم فيه ومن نقم
رأى قضاؤك فينا رأي حكمته … أكرم بوجهك من قاض ومنتقم
فالطف لأجل رسول العالمين بنا … ولا تزد قومه خسفا ولا تسم
يا رب أحسنت بدء المسلمين به … فتمم الفضل وامنح حسن مختتم

أحمد شوقي (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

عيناك

كامل الشناوي

عيناك ، عيناك

نامت فى جفونهما مفاتن

أيقظت ليالىَ   وأعصابى ! !

أصد عنها بعين  غير صادقة

وبين جنبى

قلب غير كذاب ! !

***

ياكبريائى . .

لقد كلفتنى خطرا

. . فيه المنايا مطلات بأنياب ! !

تمرد الليل

لا أغفو به أبداً

حتى أرى الفجر مسفوحا على بابى !

كامل الشناوي (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

خوية الصيهود، استر علينا الله يستر عليك

محمد الرديني

كانت جداتنا تقول العروس تريد فلوس والفلوس عند النجار وباب النجار مخلوع يحتاج الى مسامير والمسامير عند الحداد والحداد غائب هذه الايام.
ماذا يعني ذلك؟.
يعني اننا نعيش عصر السيرك السياسي،عصر لم يمر العراق به من قبل والا كيف نفسر ماقاله النائب عن دولة القانون محمد الصيهود حين ذكر بالحرف الواحد:
أن البلاد بحاجة إلى تسليح الجيش العراقي قبل تقديم الخدمات وهو موضوع وطني يجب إعطاءه الأولوية على المجالات الأخرى”، مؤكدا “أننا بحاجة الى الخدمات ولكننا في الوقت نفسه محتاجون لتسليح الجيش العراقي قبل الخدمات”.
ارجوكم ساعدوني في القاء القبض على مصطلح “موضوع وطني” حتى يمكن الدخول الى التفاصيل الاخرى.
الكل يعرف ان الشبكة الامنية مخترقة.. اذن ماجدوى التسليح؟
هذا اولا.
ثانيا كيف يمكن تغليب قضية التسليح على لقمة الناس وامنهم واستقرارهم.
لدينا قبل التسليح اطنان من المشاكل يجب حسمها وهي معروفة للقاصي والداني.
وأبدى الصيهود “استغرابه من المعترضين على تسليح الجيش العراقي”، مشيرا إلى “عدم إمكانية المحافظة على ثروات البلد والانجازات التي تحققت ما لم تكون هناك منظومة أمنية قوية”.
هل يريد الصيهود ان يقنعنا انه بعد مرور 10 سنوات على الحكومة الحالية بانها تستطيع ان تؤسس منظومة امنية قوية؟.
ليسمح لي الصيهود بالقول ان التسليح ليس بالمشكلة العويصة فلدينا والحمد لله 120 مليار دولار يمكن من خلالها شراء مانريد.. الحكومة التي لاتخدم الناس لايمكنها ان تحافظ على بقائها لا بالتسليح ولا غيره.
قطعات الجيش المزمع تسليحها بحاجة الى معسكرات وهذه بحاجة الى خدمات كثيرة.. فكيف يمكن ان نضع الخدمات في المرتبة الثانية.
هل سيعيش العسكري على حمل السلاح فقط.
اكرر القول اذا استطاعت الحكومة ان تشخص مواقع الاختراق فسيكون حل المشكال الاخرى في غاية السهولة.
واخيرا سيدي النائب الكل تتحدث عن الفساد المستشري في مفاصل الدولة فماذا فعلتم لوقف هذا النزيف حتى تريدون الان تغليب التسليح على الخدمات؟.
مجرد سؤال.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

لا يمكن تجميل سيرة محمد مهما حاول القرآنيون

كامل النجار

لا شك أن المتعلمين من المسلمين والذين قرءوا سيرة نبي الإسلام قد بدءوا يتململون من الروائح الكريهة التي بدأت تصدر من تلك السيرة بعد أن كشف عنها الغطاء بعض الكًتاب الذين انتقدوا الإسلام وسيرة رسوله ونبيه محمد. ومن ثم بدأ بعض القرآنيون محاولة تعطير تلك السيرة ورش ماء الورد على فصولها. وقد بدأت المحاولات في أمريكا على يد طبيب مسلم من أصل هندي، اسمه شانفاز، حاول أن يبرهن بأن محمداً لم يتزوج عائشة في سن التاسعة، وإنما كان عمرها ثمان عشرة سنة عندما تزوجها. وروّج بعض الشيوخ لهذه اللعبة، وكان منهم الشيخ جمال البنا الذي كال الثناء على الشاب المصري الذي سرق هذه القصة ونسبها إلى نفسه.
والآن أخذ بعض القرآنيين زمام الأمور وحاولوا تهذيب وتلميع صورة محمد عن طريق ليّ عنق آيات القرآن وإعطائها تفسيرات من عندهم. من هؤلاء الملمعين لصورة محمد السيد محمد فادي الحفار، الذي تكرم بالمشاركة في نقاش مع مجموعة “بيت المرأة اللادينية” بدعوة من السيدة الفاضلة فينوس صفوري، المشرفة على الموقع، من 19-21 مارس الماضي. وقد لف ودار السيد محمد فادي في نقاشه مع السيدات اللادينيات وأتى بتفاسير تناقض صريح روح القرآن. وحتى يبعد قصة زواج الطفلة عائشة نهائياً عن السيرة وينفي أن محمداً كان بيدوفايل، قال إنه لا يؤمن مطلقاً أن محمداً قد تزوج أكثر من زوجة واحدة. فرديت عليه بهذا التعقيب (أستاذ محمد إني أجد صعوبة بالغة في الحوار معك إذ أنك تأتي بتصريحات تخالف ما نعرفه عن القرآن. فأنت مثلاً تقول (أنا لا اعترف بأن محمد قد تزوج بأكثر من واحدة). والقرآن يقول (يا أيها النبي قل لأزواجك) وهذا يعني أنه كان له أكثر من زوجة واحدة.)
رد عليّ السيد محمد فادي بقوله (وأما الآية التي ذكرتها لي فتقول ((( يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا ))) …. فما هو دليلك هنا بأن هذه التالية الكريمة تتحدث عن محمد ( ومع تأكيدي هنا بأن محمد لم يكن نبي ) ونحن نعلم بأن القرآن تحدث عن الكثير من الأنبياء وانه جاء ليخبرنا عن أحوالهم…. ناهيك عن أننا نعلم بما لايدع مجال للشك ومن الكتب التي سبقت القرآن بأن بعض الأنبياء كداود مثلا كان عنده 99 زوجة؟؟؟؟ فكيف تنسب هذه الآية لمحمد ومع العلم بأنه ليس نبي ولاتنسبها لداود والذي كان نبي؟)

يتضح من هذا الرد أن السيد محمد فادي الحفار يتشبث بالفرق بين كلمة (نبي) وكلمة (رسول)، وهو هنا يحاول شق الشعرة، كما يقول الإنكليز. القرآن، كعادة كاتبه، لا يلتزم بنفس المعنى للكلمة في كل الآيات التي تتحدث عن نفس الموضوع، أي السياق كما يقول المسلمون. نجد القرآن مثلاً عندما يتكلم عن الإماء يقول (فإذا أُحْصِنّ فإن أتين بفاحشةِ فعليهن نصف ما على المحصنات من عذاب) (النساء 25). أي الأمة عندما تتزوج إذا زنت عليها نصف ما على الحرة من عذاب. ثم يقول (ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات) (النساء 25). وواضح هنا أن كلمة المحصنات لا تعني المتزوجات وإنما تعني الحرائر لأن المؤمن لا يجوز له أن ينكح امرأةً متزوجة. فالقرآن يستعمل ركلمة المحصنات لتعني المتزوجات وكذلك لتعني الحرائر سواء أكانت متزوجة أو عازبة.
وعندما نأتي إلى كلمة النبي، التي حاول السيد محمد فادي الحفار نفيها عن محمد وقال إنه لم يكن نبياً وإنما كان رسولا، نجد أن القرآن استعمل عبارة (يا أيها النبي) ليخاطب بها محمداً 25 مرة.
(إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا) (آل عمران 68)
(إن الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل) (الأعراف 157) فالنبي الأمي هو محمد بدون أي شك رغم أنه قال الرسول النبي.
(يا أيها النبي حرّض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون) (الأنفال 65)
ثم لما علم أن بالمؤمنين ضعفاً ولا يستطيعون أن يغلب كل منهم عشرة رجال، قال لهم
(الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين) (الأنفال 66). فلا يمكن أن يكون القرآن هنا يتحدث عن نبي سابق لأنه قال (الآن خفف الله عنكم) والآن تعني زمن محمد ولا تعني زمن داود
فواضح من هذه الآيات أن المخاطب هو محمد وليس داود كما يقول السيد محمد فادي الحفار لأنه لا يُعقل أن يخاطب رب القرآن داود الذي كان قد مات قبل أكثر من ألف سنة قبل ظهور محمد، ويتجاهل محمداً عندما يقول يا أيها النبي.
وإذا أراد السيد محمد فادي الحفار زيادةً في التوكيد على أن النبي المقصود هو محمد، فالقرآن يقول له
(ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون أُذنٌ قل أذنٌ خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمةٌ للذين آمنوا منكم) (التوبة 61). فكلمة “منكم” تعني أنه كان يخاطب المؤمنين في يثرب، وبما أنه قال يؤذون النبي، فهو حتماً كان يقصد محمداً وليس داودَ.
ثم يؤكد لنا القرآن أكثر بأن النبي المقصود هو محمد عندما يقول:
لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العُسرة) (التوبة 117). فهل كان في زمن داود أنصار ومهاجرون؟ ثم لنأكد له أكثر نذكر الآية 56 من سورة الأحزاب
(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). فهل يصلي المؤمنون ويسلموا على داود أم على محمد؟ فإذاً عندما يقول القرآن (يا أيها النبي) فهو يقصد محمداً
ثم نأتي الآن إلى النقطة المهمة التي حاول من خلالها السيد محمد فادي الحفار نفي تهمة البيدوفيليا عن محمد عندما قال إنه لا يؤمن أن محمداً قد تزوج بأكثر من امرأة واحدة. فبعد أن أثبتنا أن كلمة (النبي) المقصود بها محمداً وليس أي نبي آخر، نجد القرآن يقول لمحمد
(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعامٍ غير ناظرين إناءه ولكن إذا دُعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أظهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً) (الأحزاب 53)
وهذه الآية تبين لنا نقطتين خالفهما السيد محمد فادي. النقطة الأولى هي أن بيوت محمد كان بها عدة نساء. فإذا كان محمد لم يتزوج إلا واحدة فقط، من هن النساء الأخريات؟ هل كلهن كن إماء؟ والنقطة الثانية أن القرآن يخاطب محمد في نفس الآية بكلمة النبي، وكلمة رسول الله. فإذاً محمد كان نبياً
ثم ماذا عن هذه الآية (إذ قالت طائفةٌ منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة) (الأحزاب 13). فهل هناك يثرب غير يثرب المعروفة في زمن محمد؟ فإذاً عندما تقول الآية (ويستأذن فريق منهم النبي) يكون المقصود هو النبي محمد، سواء أكان رسولاً أم لا
ثم نأتي للآية المهمة (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفنى فلا فلا يُذين) (الأحزاب 59). إذاً محمد كان له عدة أزواج.
ثم يردف القرآن (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاًُ) (الأحزاب 28)
وكذلك (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشةٍ مبينةٍ يُضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا) (الأحزاب 30)
وكذلك (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا) (الأحزاب 32)
وأكثر من ذلك يقول القرآن (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك) (الأحزاب 50). إذاً محمد كان له عدة أزواج وإماء مما ملكت يمينه.
وللتأكيد أكثر يقول القرآن للمؤمنين (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) (الأحزاب 60). فحسب علمنا أنه لم يكن هناك مهاجرون في المسيحية ولا مهاجرون زمن داود وسليمان. ونحن نعلم أن المسلمين يعتبرون أزواج النبي أمهاتهم فيقولون (أم المؤمنين عائشة).
وأخيراً يقول القرآن (يا أيها النبي لِمَ تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك) (التحريم 1).
فإذاً لا جدال هنا أن محمداً كانت له عدة أزواج حسب آيات القرآن المذكورة أعلاه. وعليه فإن محمداً كان مزواجاً وأصغر زوجاته كانت طفلة تزوجها وعمرها ست سنوات، ودخل عليها وافتضها وهي بنت تسع سنوات. هل يمكن تجميل مثل هذه السيرة غير العطرة؟

كامل النجار (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

سيكلوجية الأديان 3-3

كامل النجار

يزعم المؤمنون ورجال الدين بأن الأديان جاءت لتعلم الناس الفضيلة. وهذا الادعاء أجوف لا تسنده أي حقائق علمية أو تاريخية. فنحن نعرف أنه منذ أيام اليونانيين القدامى عندما كانت أثينا
city state
أي دولة ذات مدينة واحدة، كان الفيلسوف زينو الصقلي ومجموعات كبيرة من المعلمين المتنقلين بين البلاد
the sophists
يتناظرون عن الفضيلة والأخلاق، وقد كتب إفلاطون كتاب الجمهورية
the republic
الذي شرح فيه الحكم النزيه وواجبات وحقوق المواطن. فالأخلاق والفضيلة كانت معروفة عند البشر قبل ظهور ما يُسمى بالأديان الإبراهيمية أو السماوية. فمثلاً كونفوشيص
Confucius (551-479
قبل الميلاد) حث على الفضيلة في الحياة الفردية وفي الحكومة، وحث كذلك على العدالة واحترام كبار السن والوالدين. وفي جزيرة العرب تخبرنا كتب التراث أن شخصيات مثل عنترة بن شداد كان يعف عن الغنائم والسبايا، بينما كان حاتم الطائي مشهوراً بالشهامة وإكرام الضيف وحماية المستضعف.
وقد قال الباحث لورنس كولبيرج
Kohlberg
في عام 1964 إن الطفل يمر بثلاثة مراحل في تعلمه الفضيلة والأخلاق. المرحلة الأولى هي مرحلة الطاعة والعقاب. بالنسبة للطفل في هذه المرحلة فإن الرذيلة هي ما يجلب له العقاب، والفضيلة هي ما يجلب له الحلوى. فالفضيلة في عرفه مبنية على المصلحة الشخصية. في المرحلة الثانية يتعلم الطفل أن مقياس الفضيلة يعتمد على ما يجلب له المدح من والديه ومعارفه. فكل ما يؤدي إلى مدحه هو الشيء الصواب. ويتعلم الطفل أن القواعد الاجتماعية التي تنظم الحياة شيء جميل في حد ذاته. وفي المرحلة الثالثة يتعلم أن السلطة والقانون هما الذان يحكمان حياة الناس. وقد أكد كولبيرج أن نمو الأخلاق والفضيلة عند الطفل لا يرتبط، ولا له علاقة بالدين. وقال (من أبحاثنا العديدة لم نجد أي فرق في تعلم الأخلاق والفضيلة بين أطفال الكاثوليك، والبروتستانت، واليهود والمسلمين واللادينيين) (كتاب سيكلوجية الأديان، ص 87).
أجرجت مجموعة من علماء سيكلوجية الأديان (جولدسن، روزنبيرج، ويليامز، سوشمان) في عام 1960 دراسة على طلبة الكليات المنحدرين من عوائل متدينة، ووجدوا أن 92% قالوا إن الغش خطأ. ولكن عندما قالوا لهم إذا كان الجميع حولك يغشون، هل تغش، فأجاب 87% بالإيجاب مما يثبت الانفصام في الأديان بين ما يقولون وما يفعلون. يقول بروفسور رالف وود (إن الأبحاث السيكلوجية عبر عدة عقود من الزمن لم تثبت أن الأديان لها أي أثر في تعلم الأخلاق والفضيلة ( سيكولوجية الأديان ص 385). وقد أجرى جوتمان في عام 1984 بحثاً في إسرائيل على طلاب الصف السادس في المدارس الدينية، ووجد أن غالبيتهم قالوا فيي الاختبار النظري إنهم لن يرضخوا إلى الإغراء، ولكن عندما اختبر أفعالهم وجد أنهم أكثر ميلاً للغش والخداع. وكذلك وجد ويليامسون والأسدي في عام 2005 أن الانتماء الديني لا يقلل من الغش. وكان استنتاجهما أنه لا يوجد أي دليل علمي من الدراسات على السلوك الفعلي على أن الأشخاص المتدينين أكثر أمانةً أو أقل احتمالاً للغش من الأشخاص غير المتدينين (نفس الصفحة)
وعندما يكون رجل الدين، مسلماً كان أو مسيحياً، أو يهودياً وهو الذي يزعم أنه يمثل الدين ويشرح لنا إرادة رب السماء، وتكون تصرفاته قدوة لأتباعه، عندما تكون أقواله وأفعاله محرضةً على قتل المخالف، يصبح الدين آلهً لا تقل فتكاً عن أسلحة الدمار الشامل. رواندا أكثر البلاد الإفريقية تمسكاً بالمسيحية وبها أعلى نسبة كنائس مقارنة بعدد السكان في الدول الإفريقية. و65% من سكانها كاثوليك، و15% بروتستانت. في عام 1990 بدأ أحد القساوسة الكاثوليك يذيع أنه حلم عدة مرات بالسيدة العذراء ورأى كمية كبيرة من الدم وقتلى بالمئات وأن السيدة مريم أخبرته أن رجوع المسيح سوف يكون في عام 1994. وأعلنت رئاسة الكنيسة الكاثوليكية أنها استجوبت ذلك القس وتأكدت من صدق رؤيته. وفي عام 1994 بدأت مجاز التوتسي الذين هربوا واحتموا بالكنائس مما سهّل عمل مليشيات الهوتو الذين كانت تصلهم الأخبار أولاً بأول من قساوسة الكنيسة. وعندما انتهت المجازر كانت آلاف الجثث في الكنائس أو حولها تحمل آثار الماشيتي والرصاص. ومثل الأب وانسيلاس، أحد كبار قساوسة كنيسة سانت فيميل في كيغالي أمام محكمة العدل الدولية متهماً بإمداد المليشيات بقوائم تحمل أسماء التوتسي في المنطقة.
أما الأسقف جكنقورو المعروف باسم مسيو اوغستين ميساغو فكان معروفاً بعدائه للتتسي وكان يمنعهم من دخول الملاجيء. وقد كتب إلى البابا في روما يطلب منه نقل القساوسة التتسي من رواندا لأن الشعب الرواندي لا يريدهم. وفي يوم 4 مايو 1994 أخذ الأسقف معه كمية من رجال الشرطة إلى مركز كان به 90 طفلاً من التتسي وقال للأطفال إن الشرطة سوف تحميهم. وبعد يومين قتل رجال الشرطة 82 طفلاً من التسعين. وعندما سئل موظف بوازرة العدل في رواندا: لماذا لم يقدمو الأسقف جكنقورو إلى المحاكمة، قال إن الفاتيكان أقوى من أن نصارعه
(God is not great)
ص 190. الرجاء قراءة هذا التقرير عن دور الكنيسة في التطهير العرقي
Genocide and the role of the Church in Rwanda

شيوخ الإسلام لا يقلون عن نظرائهم المسيحيين في رواندا، ولا عن نظرائهم الحاخامات المتشددين في إسرائيل، عندما يبررون قتل المخالف. حاخامات إسرائيل اصدروا عدة فتاوى تبيح قتل الأطفال العرب، والشيخ القرضاوي وغيره أصدروا كذلك فتاوى تبيح قتل الأطفال اليهود لأنهم عندما يكبرون سوف يُجندوا في الجيش الإسرائيلي.
الإسلام من دون الأديان الأخرى يبيح الكذب لأتباعة في ثلاث حالات، منها كذب الزوج على زوجته أو الزوجة على زوجها، وقد أصدر الشيخ علي جمعة، مفتي جمهورية مصر، فتوى تبيح للبنت غير العذراء خداع خطيبها بالقيام بعملية ترقيع غشاء البكارة ولا تخبره بذلك، تماشياً مع حديث محمد (إذا بُليتم فاستتروا).
أحد كبار الإخوان المسلمين بالكويت وعضو في البرلمان، لا يمل من الحديث عن الأخلاق الإسلامية، ومحاربة الاختلاط في الجامعات، ومنع بناء الكنائس في الكويت، ذهب في زيارة إلى البرازيل وكاد أن يغرق على شاطيء العراة ولم ينقذه إلا تدخل حرس الشواطيء. فماذا كان يفعل رجل متدين ومن الإخوان المسلمين على شاطيء العراة، والشواطيء في البرازيل لا حصر لها؟
قاضي شرعي بالسعودية يختلس عشرات الملايين من الدولارات من بيع الأراضي الحكومية خلسةً، وعندما تلقي الشرطة القبض عليه يزعم أن الشيطان هو الذي سرق المال ولم يكن هو إلا واسطة فقط. وأيدت المحكمة الشرعية روايته. فالتدين مهما بلغت درجته لا يمنع المتدين من اقتراف أسوأ الأفعال مثل السرقة والزنا والقتل، وهي أهم الوصايا العشرة التي أوصى بها إله السماء مخلوقاته. فالأخلاق والمثل العليا لا علاقة لها بالتدين. ويكفي أن كل المذاهب الأربعة في الإسلام تبيح بيع العبيد والإماء في سوق النخاسة. أي مُثل عليا وأي أخلاق يمثلها لنا الدين.
فإذا كان التدين لا يؤثر في الأخلاق، لماذا يكون بعض الناس أكثر خضوعاً لتأثير الأديان ؟ لا بد أن هناك تفاعلات كيمائية في أدمغة بعض الناس تجعلهم أكثر ميلاً إلى التدين. للإجابة على هذا السؤال أجرى الباحث بنكي
Pahnke
في عام 1966 تجارب على 20 متطوعاً، أعطى نصفهم دواء اسمه
psilocybin
وهو علاج يُستخرج من الفطر
mushrooms
والمعروف أنه يسبب الهلوسة، وأعطى النصف الآخر حبوب بنفس الحجم واللون ولكنها لا تحتوي أي مواد كيمائية. وسأل الباحث المشتركين إن كانوا قد وصلوا إلى مرحلة الاتحاد مع الخالق، أو شعروا بإحساس ديني، وكانت النتيجة أن 70% من المجموعة الأولى أجابوا بالإيجاب، بينما أجاب 8% فقط من المجموعة الثانية بالإيجاب. وعندما أعاد الباحث دبلن نفس التجربة بعد 25 سنة كانت نتائجه كالآتي: 77% من المجموعة الأولى قالوا إنهم وصلوا مرحلة الاتحاد مع الخالق، بينما كانت النتيجة في المجموعة الثانية 5% فقط (كتاب
psychology of religion
) ص 357.
وأجرى العلماء كذلك أبحاثاً على تأثير العزلة على الفرد وخرجوا بنتائج تفيد أن العزلة من العوامل المهمة في جعل الفرد يتخيل أنه في اتصال مع قوى خارجية فوق الطبيعة (نفس المصدر 369). ربما يكون هذا هو السبب في أن محمداً كان يعزل نفسه في غار حراء لمدة شهر كامل كل عام، وكذلك موسى الذي زعم أنه رأى ناراً بجانب الجبل فترك أهله وذهب إلى جبل سيناء ليكون في خلوة من الناس.
والمعروف أن الاختلال الكيمائي الذي يحدث في الدماغ قد يصيب الشخص بداء الصرع. وقد عرف الناس هذا الداء قبل الميلاد. ففي القرن الخامس قبل الميلاد كانوا يسمون الصرع “المرض المقدس” لأنهم لاحظوا أن المصاب به عندما يفيق يزعم أنه تعرض لتجربة ميتافيزيقية. وفي القرن العشرين أجرى الباحثان ديوهيرست وبيرد في عام 1970 أبحاثاً أكدت هذا الزعم (نفس المصدر ص 62). وفي عام 1999 أجرى رامشاندران وبليكسلس تجارب على مرضى الصرع المعروف بصرع الفص الصدغي
temporal lobe
وقاموا بقياس التيارات الكهربائية في الدماغ وقت الصرع ووجدوا ما يثبت أن الذين زعموا أنهم تعرضوا إلى تجربة دينية كانت أدمغتهم قد أظهرت ذبذبات عالية في منطقة تُعرف ب
limbic system
. وفي تجارب مماثلة قال الباحثون إن نسبة الذين تعرضوا إلى إحساسات دينية أثناء الصرع كانت واحد، فاصل 3 بالمئة، ولكنها حتماً موجودة. فإذاً الصرع يجعل المصاب به يتخيل أنه قد تلقى أحاسيساً دينية. وفي عام 1987 قام الباحث بيرسنجر بتمرير موجات مغناطيسية على الفصل الصدقي في 414 متطوع لا يعانون من الصرع ووجد أن بعضهم قد قال إنه شعر بوجود الله وقت تمرير الموجات المغنطيسية. ورغم أن هناك بحث قام به الباحث لنسكي في عيادة الصرع التي تُسمى “عيادة مودسلي” في عام 1983 استنتج منه أن نسبة المصابين بالصرع الذين يقولون إنهم شعروا بأحاسيس دينية لا تختلف عن نسبتهم في عامة الناس، إلا أن غالبية الباحثين تُثبت وجود هذا الارتباط. فهل كانت خلوة محمد مع ما يقوله بعض المؤرخين من أنه كان مصاباً بالصرع لها دور في ادعائه النبوة، وإن الأخلاق الإسلامية ماهي إلا انعكاساً لأخلاقيات محمد نفسه؟
السؤال الآخر الذي يحير العلماء هو: رغم أن الأديان جميعها قد اضطهدت المرأة، لماذا يفوق عدد النساء المتدينات عدد الرجال؟ ففي مسح سكاني أجرته مؤسسة جالوب في أمريكا كانت نسبة المتدينين كالآتي: نسبة الذين يؤمون الكنيس اليهودي 53% من الرجال و64 من النساء. والذين يصلون في اليوم مرة واحدة على الأقل كانت 42% من الرجال و64% من النساء. والذين قالوا إن الإله مهم جداً في حياتهم كانت 52% من الرجال و58% من النساء. والذين يؤمنون بالمعجزات كانوا 67% من الرجال 81% من النساء. فهل متلازمة ستكهولم التي ذكرتها الدكتورة وفاء سلطان في أحد مقالاتها، يمكن أن تفسر هذا الوضع؟ تقول هذه المتلازمة إنه مع طول الوقت يصفح المجنى عليه عن الجاني ويحاول تقليده. فهل اضطهاد النساء يجعلهن متمسكات أكثر بالدين لأنه الجاني في هذه الحالة؟
وبما أن الأم اكثر احتكاكاً بالأطفال خاصةً في السنين الأولى من حياتهم وهي فترة التكوين النفسي، يكون تأثير الأم الديني على الأطفال مهماً جداً. ولهذا يصر اليهود أن الشخص لا يمكن أن يُعتبر يهودياً إلا إذا كانت أمه يهودية. في دراسة قام بها الباحث نلسون عن تأثير الوالدين في تدين الأطفال في عام 1990، وجد أنه إذا كانت الأم كاثوليكية والأب كاثوليكي كذلك فإن نسبة المراهقين الذين قالوا إنهم لا دين لهم كانت واحد فاصل خمسة بالمئة فقط. أما إذا كانت الأم لا دين لها والأب كاثوليكي فإن نسبة الذين قالوا إنهم لا ينتمون إلى أي دين كانت 47%.
فإذا أخذنا تأثير الأم على تدين الأطفال في الحسبان نجد أنه من المؤسف جداً أن تكون نسبة النساء المتدينات أكثر من نسبة الرجال، لأن ذلك سوف ينتج لنا أجيالاً مستقبلية تؤمن بالخرافة. ففي دراسة أجراها الباحث نيوبورت في أمريكا عام 2006، وجد أن 64% من خريجي الثانويات يعتبرون أن الإيمان مهم بالنسبة لهم، و50% من الذين نالوا دراسات فوق الجامعية يعتبرونه مهماً أيضاً.
بعضهم يؤمن بالدين لأنه ولد فقيراً لا يملك شروى نقير ويرى غيره يستمتع بملذات الحياة التي حُرم هو منها. فيخدره رجال الدين بأن الأغنياء لا يدخلون ملكوت الله أو الجنة، إنما الجنة للفقراء، وبالتالي يمتليء بالأمل في انتظار تلك الملذات من أنهار الخمر الذي حُرّم عليه في الدنيا، وبنات الحور العذارى، خاصةً إذا لم تسمح له ظروفه المادية بالزواج. فإذا لم يؤمن بالدين ووعوده الكاذبة سوف يُصاب باليأس، وكما قال الفيلسوف الفرنسي أميل زولا: لا حياةً مع اليأس ولا يأس مع الحياة.
لا يسأم المسلمون من ترديد أن الإسلام هو دين الفطرة، وهذا يعني أن الطفل الذي يولد على الفطرة ولا علم له بأي شيء في الحياة غير ثدي أمه، يزعمون أن فطرته سوف تقوده إلى الإسلام. ولذلك تفنن فقهاء الإسلام ومرتزقته في إصدار تشريعاتهم التي تفترض أن الجنين في رحم أمه مسلمٌ إذا كان زوج الأم مسلماً. فقالوا إذا ماتت زوجة من أهل الكتاب كانت متزوجة مسلماً، وماتت وهي حبلى، تُدفن ووجهها نحو الغرب حتى يكون وجه جنينها نحو الشرق لأنّ أباه مسلمٌ. ومن الجانب المسيحي قال سانت أوغسطين (إن أرواح الأطفال الذين لا يُعمدون في الكنيسة تذهب إلى برزخ أبدي
limbo
ولا تدخل ملكوت الرب). ويقول العهد القديم (التوراة) إن خطايا الآباء سوف تصيب الأطفال حتى الجيل الثالث). هل هناك سادية أكثر من هذا؟ ماذا فعل الأطفال حتى يعاقبهم يهوه بهذه القسوة والظلم. وهل ينتقم الأطفال يوم القيامة من يهوه لأنه كان الأقوى وظلمهم كما يظلم الأسد الظبي عندما يصطاده؟ وفي الحقيقة إذا درسنا أفكار الأطفال عن الله نجد أنهم أبرياء لا يعرفون عن الله والإسلام أو دين آخر إلا ما سمعوه من الأم أو الأب. سأل الباحث جولدمان في عام 1964 بعض الأمهات عما يقوله أطفالهم عن الدين. فقالت إحدى الأمهات إن طفلها قال لها (أمي! الإنجيل يقول إن الله بعد ما أرسل طوفان نوح وأغرق العالم، ندم على ذلك وتعهد ألا يرسل طوفاناً بعد ذلك، فلماذا حدث طوفان في تكساس؟) وقال آخر لأمه (إذا كان يسوع قد ولد في الكرسماس وصُلب في يوم الجمعة الحزين، كيف نما بهذه السرعة؟) وقالت طفلة اسمها جين تخاطب الله (عزيزي الله! بدل أن تميت كل يوم عدداً من الناس ثم تخلق مكانهم أشخاصاً آخرين، لماذا لا تحتفظ بما عندك الآن؟) فالأطفال أبرياء من تشنج الأديان وكراهية الآخر، فلماذا لا نتركهم في براءتهم حتى يكبروا ويقرروا إذا كانوا يرغبون في اعتناق أي دين؟ أدلجة الأطفال هي مأساة البشرية منذ أن عرفت الميثولوجيا ومنظومة الأديان.
في مدارس الغرب كثيراً ما تطلب المعلمة من الأطفال الصغر رسم صورة الله حسب تخيلهم له. الغالبية يرسمونه في شكل رجل كبير وله لحية سوداء كثة. وهم في الحقيقة يرسمون صورة القسيس الذي رؤوه في الكنيسة، ربما يوم تعميدهم، دون أن يشعروا. وهذا يُثبت أن الإله ما هو إلى وهم تخيلناه في صورة إنسان ولكنه غير مرئي لنا، ولذلك كل الأديان أعطت إلهها مواصفات إنسانية من فرح وغضب ويدين وفم يتحدث به.
فهل الإنسان أصلاً يحتاج إلى الدين ليعيش حياة سعيدة؟ يجيب على هذا السؤال رجل كنسي اسمه دانيل افريت بعثته كنيسته إلى قرية في البرازيل في أمريكا اللاتينية ليبشر أهل القرية بالمسيحية. الرجاء مشاهدة هذا المقطع من الفيديو لتروا النتيجة المنطقية

كامل النجار (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment