حوار مع القرضاوي 7

عبد القادر أنيس

مقال اليوم حول كتاب القرضاوي “الإسلام والعلمانية، وجه لوجه” أتناول فيه، في هذه الحلقة السابعة، فصل “تحديد المعايير” ص 69-71.
في هذا الفصل يضع القرضاوي المعايير التي يجب أن يخضع لها المتحاورون لكي يفضي حوارهم إلى نتائج مقبولة من وجهة نظره طبعا، أو بالأحرى الوصول إلى نتائج لا تتعارض مع ما يراه معلوما من الدين لا يقبل الرفض والتجاوز. فيقول: “وأريد بتحديد المعايير: الموازين التي يحتكم إليها الفريقان، عند الخلاف، فإذا لم يكن هناك معيار يرضاه الطرفان، ظل الخلاف قائما، ولم يحسم، بل لم يقبل الحسم، لأن كل طرف يدعي أن معه الحق، الذي لا يشوبه الباطل والصواب الذي لا يتطرق إليه الخطأ”. يقول هذا الكلام وكأنه من المطلوب من كل حوار الوصول إلى نتائج حاسمة ولأنه في عرف الشيخ فإن وجود الاختلاف غير مقبول وكأننا في حرب لا بد من غالب ومغلوب.
بالإضافة إلى هذا فالشيخ لا يَصْدُق عندما يقول “يرضاه الطرفان”، لأن ما سيضعه من شروط، كما سنرى فيما بعد، يفترض تغييب أحد الطرفين إسكاتا أو نفيا أو اغتيالا كما حدث بالفعل مع بعض العلمانيين ممن حاولوا محاورة الإسلاميين أمثال القرضاوي بالنظر إلى أن الطرف الإسلامي الذي يمثله الشيخ لا يقبل إلا المعيار الذي يفرضه هو بناء على قوله: ” أما العلمانية في أوطاننا، فهي ـ بأي معيار ـ مرفوضة، معيار الدين، ومعيار العقل، ومعيار العلم، ومعيار المصلحة، إنها ضد الدين، وضد الدستور، وضد حقوق الإنسان، وضد مصلحة الأمة، وأصالتها”.
وهو ما يضع أي محاور لا يسلم للشيخ بهذه الشروط في خانة ما يمكن أن نسميه بالخيانة العظمى لدينه ولوطنه وللإنسانية جمعاء.
طبعا من حق كل متحاور أن يدعي لنفسه الحق، كل الحق، وأن يصف ما عند الطرف الآخر بالباطل، كل الباطل بل حقه التام أن يرفضه ويدعو الناس إلى ذلك، لكن القرضاوي لا يتوقف عند هذا الحد بدليل قوله الذي سبق أن استشهدنا به: “” العلماني الذي يرفض “مبدأ” تحكيم الشريعة من الأساس، ليس له من الإسلام إلا اسمه، وهو مرتد عن الإسلام بيقين، يجب أن يستتاب، وتزاح عنه الشبهة، وتقام عليه الحجة، وإلا حكم القضاء عليه بالردة، وجرد من انتمائه إلى الإسلام، أو سحبت منه “الجنسية الإسلامية” وفرق بينه وبين زوجه وولده، وجرت عليه أحكام المرتدين المارقين، في الحياة وبعد الوفاة”.
هل بقي أمام هذه الفتوى الصارمة مدعاة لأي حوار حضاري؟ هنا القرضاوي وضع كل ما يمكن التحاور حوله في مقام المقدس المتعالي على النقد والشك. فعنده، ليس الدين وحده ضد العلمانية، بل حتى الدستور وميثاق حقوق الإنسان ومصلحة الأمة وأصالتها غير قابلة للنقاش بعد أن أسبغ عليها جميعا قداسة في مستوى قداسة الأديان.
ومع ذلك فسوف نبين تهافت هذه الفتوى عندما نناقش معه هذه الأمور في حينها. على أن نحصر النقاش في هذه المقالة في الحديث عن المعايير التي لا يجب أن تخرج عما رسمه لها القرضاوي حسب معلومه من الدين .
ما يؤيد هذا المذهب الإقصائي عنده قوله أيضا : “وقد زعم الناس في وقت من الأوقات، أن المنطق القياسي الصوري الأرسطي، يمكن أن يكون معيارا صادقا، وعرفوه بأنه آلة قانونية، تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر. ولكن المنطق يعتمد على القضايا المسلمة عند الخصم، وإن لم تكن حقا في ذاتها، ولهذا ظل الناس مختلفين أشد الاختلاف في عصر سيادة المنطق، ولم يغن عنهم منطقهم شيئا”.
وهو زعم غير صحيح. فالمنطق الصوري، ورغم أن الفكر الإنساني الحديث قد تجاوزه وتوسع فيه، قد أدى دورا عظيما في مسيرة الفكر البشري ما كان يمكن بدونه الخروج من قرون الظلام الديني ولهذا حاربته كل المؤسسات الدينية أو شوهت استخدامه وخاصة الإسلام فقال فقهاؤه: من “تمنطق تزندق” وقالوا “المنطق مدخل الفلسفة ومدخل الشر شر”.
ثم يواصل القرضاوي تسفيه أسس التفكير السليم التي أثبتت جدارتها فيقول: “قد يقال: إن هناك معايير إنسانية عامة، يرجع إليها الناس في كل زمان ومكان، مثل: العقل، والعلم، والمصلحة. ولكن مشكلة هذه المعايير، أن كل الناس يدّعونها، وبينهم من التباين والتناقض ما بين الشرق والغرب، أو ما بين السماء والأرض. فاللبرالي يزعم أن مذهبه يمثل قمة العقل والعلم، ويرعى مصالح الناس، والاشتراكي ينقض عليه دعواه، ويزعم أنه ـ وحده ـ ممثل العقل والعلم والمصلحة الحقيقية، وثالث لا يقر لهذا ولا لذاك”.
هل يعني كلام القرضاوي أنه لا يوجد تفكير علمي له أسس ومبادئ يمكن الركون إليها؟ واضح من خلال كلامه أنه لا يعترف بوجود التفكير العلمي ولا بجدواه لأن عقل الإنسان ببساطة عاجز عن الوصول إلى الحقيقة بدون الوحي، أو بالأحرى بدون وكيل هذا الوحي في الأرض بعد النبي، وهو عالم الدين، أي القرضاوي ومن على شاكلته.
لهذا يتعمد القرضاوي هنا تجاهل فارق مهم جدا وهو أن أهل العقل والعلم والمصلحة، كما وصفهم، لا يدعون لأفكارهم القداسة مثلما يدعيها مؤسسو الأديان والمؤمنون بها. ولهذا سهل نقض كل الأفكار التي اصطبغت بصبغة بشرية أو تلك التي كانت مقدسة قبل أن تحتل بيئتها أديان أخرى وتجردها من قداستها مثلما نتعامل اليوم مع آلهة اليونان وكان الشك فيها في عصرنا يفضي إلى القتل مثلما جرى لسقراط، عكس الأديان التي ماتزال مهيمنة رغم أنها هي الأخرى صنيعة بشرية. كما أمكن تعديل الأفكار البشرية وإصلاحها وبعضها تم تجاوزه بسهولة نسبية مقارنة بمحنة مناقضة الأفكار الدينية المقدسة والتي مازال القرضاوي يكفر الناس بناء عليها ويحكم أن “العلماني الذي يرفض “مبدأ” تحكيم الشريعة من الأساس، ليس له من الإسلام إلا اسمه، وهو مرتد عن الإسلام بيقين، يجب أن يستتاب، وتزاح عنه الشبهة، وتقام عليه الحجة، وإلا حكم القضاء عليه بالردة، وجرد من انتمائه إلى الإسلام، أو سحبت منه “الجنسية الإسلامية” وفرق بينه وبين زوجه وولده، وجرت عليه أحكام المرتدين المارقين، في الحياة وبعد الوفاة”.
أين نحن من هذا الكلام المنسوب إلى فولتير والذي هو دين أهل العقل والعمل: “قد أختلف معك ولكني مستعد للتضحية بنفسي من أجل أن تعبر عن رأيك”؟ بينما ملخص رأي القرضاوي كما يمكن أن صياغته هو “أنا على صواب لأنني مسلم وأنا أختلف لأنك لست مسلما كونك على خطأ وتختلف معي وليس لك الحق في أن تختلف معي لأنك إذا أختلفت معي فأنت اختلفت مع الله ومع نبي الله ومع دين الله ويجب أن أطبق عليك شرع الله إذا لم تتوقف عن التعبير عن رأيك وعليك أن تتوب وتؤمن بما أومن وإلا فمصيرك القتل”.
أهم إبداع توصلت إليه الحداثة على مستوى الأفكار هو نسبية هذه الأفكار بما تعنيه من جواز الصواب والخطأ عليها كأفكار قابلة للتطور والتعديل والتجاوز . لهذا لا حوار متمدنا ولا ممكنا إذا لم نتبن هذا السلوك الذي صار من المسلمات لدى الشعوب الراقية. لكن الأفكار المقدسة لا تنتمي إلى عالم النسبية لأنها تزعم لنفسها الحقيقة المطلقة أو حسب تعبيرهم صالحة لكل زمان ومكان مادامت صادرة عن كائن مطلق كلي العلم والقدرة والتواجد وهو الأدرى بما ينفع الناس وما يضرهم. وكم جنت على الإنسانية هذه الأفكار التي ادعت الحقيقة المطلقة بغير حق. وهنا قد يحتج علينا أصولي معترض بقوله إن منظوماتكم الفكرية الوضعية الحديثة التي تحولت إلى أيديولوجيات مقدسة لا تختلف عن الأديان بل حتى زعماؤها تحولوا إلى ما يشبه الأنبياء المعصومين قد تؤدي مناقضتهم إلى السجن أو الموت أو النفي. وهذا صحيح نسبيا فقط، لأن البشرية تمكنت من تجاوز هذه الأيديولوجيات فعدلت منها وغيرتها وألغتها في زمن قياسي وفي أغلب بلاد العالم مقارنة بالأيديولوجيات الدينية وخاصة الإسلامية التي استعصت على الإصلاح رغم كل المحاولات التي بذلت من أجل ذلك منذ قرنين.
حاليا صار التعامل في مجالات الأفكار أكثر تعقلا وتواضعا وإنسانية وقبولا للحوار المتمدن إذا استثنينا عالمنا الإسلامي حيث تهيمن أفكار أمثال القرضاوي باحتكارها للحقيقة باسم المعلوم من الدين فتحاكم وترهب وتحرض على الاغتيال.
وبالتالي فإن قوله: “وإذا نظرنا إلى مذاهب المفكرين والفلاسفة قديما وحديثا، نجد منهم من شرق، ومنهم من غرب، منهم المثبتون، ومنهم النافون، ومنهم الشاكون، الذين لا يثبتون ولا ينفون، منهم المؤهلون، ومنهم الملاحدة المنكرون، منهم المثاليون، ومنهم الماديون الواقعيون”، قول مردود عليه من كل الجوانب. فمذاهب المفكرين والفلاسفة التي يسفهها حققت للبشرية إنجازات عظيمة في مجال الحكم الراشد والعدالة الاجتماعية والحريات لم تتمكن الأديان من تحقيق جزء يسير منها. ورغم الاختلافات الموجودة بين هذه المذاهب فقط أمكن التحاور فيما بينها كما تمكنت البشرية بفضلها، من تشكيل أدوات عالمية ساهمت في توطيد السلم والتفاهم والتبادل. لقد تمكنت شعوب العالم من وضع قوانين ومواثيق عالمية شملت حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل والعامل وأسرى الحروب والمعاقين وحتى حقوق الحيوان والنبات. وهي قوانين تسمو في إنسانيتها عن تلك الشرائع الدينية التي ادعت الوحي الإلهي رغم أنها لا تزال في بداية الطريق ومازال يعترض طريقها الكثير من المطبات والمعارضات. ولا مجال لمقارنة ما أبدعه العلم والعقل والمنطق بقانون الغاب الذي تعامل به مؤسسو الإسلام مع المرأة والأسير والأسيرة والمختلفين دينا بل وحتى مع المختلفين مذهبا داخل هذا الدين نفسه. ولا يستطيع لا القرضاوي ولا غيره نفي نظام الرق والسبي والنهب والاحتلال الذي عمل به المسلمون بهدي من تعاليم ربهم ونبيهم.
وعليه فلا عيب في هذا الاختلاف وحتى التناقض بين قوانين ومذاهب البشر مادامت المعارك بين المختلفين تجري اليوم على الورق أو على شاشات التلفزة أو في مواقع الإنترنت أو حتى في مخابر ومصانع البحث والخلق والإبداع، سلاحهم الوحيد الكلمة وليس رصاصات الغدر والخناجر كما هو سلاح الإرهابيين الإسلاميين دون أن ننسى طبعا بعض بؤر التوتر هنا وهناك خاصة في البلاد المتخلفة.
كل هذه الإنجازات البشرية العظيمة يسفهها الشيخ ويحكم عليها بالقصور فيقول: “ولهذا كانت هناك حاجة ماسة، إلى نور آخر، بجوار نور العقل، يسدده ويرشده، فيكون له نور على نور، وذلك النور هو الوحي الإلهي، كما بين ذلك الإمام محمد عبده في “رسالة التوحيد”. الوحي الذي لا يلغي دور العقل، ولكن يأخذ بيده في المتاهات، ويهديه في مفارق الطرق، ومواضع الالتباس التي يكثر فيها الخلط، أو يحكم فيها الظن، أو يغلب فيها الهوى والتخبط، بحكم الضعف البشري”.
وهو يتعمد المغالطة إلى أبعد حدودها، لأننا نعلم علم اليقين أن هذا الوحي لم يعصم المسلمين لا قديما ولا حديثا ولا حتى عصم أقرب الناس إلى مصدر الوحي في فجر الإسلام من الوقوع في متاهات وانزلاقات همجية ضد بعضهم وضد غيرهم. ونعرف الجرائم الوحشية التي ارتكبت عندما أطلق محمد يد أصحابه وتابعيهم وتابعي تابعيهم ضد بعضهم وضد غيرهم من الشعوب والقبائل لدواع مادية أنانية تسلطية اعتبروها ترخيصا لهم من ربهم مثل الرق والسبي والاحتلال وأخيرا استقرت السلطة بين أيدي حكام وملوك مستبدين لا زالوا جاثمين على صدور شعوبهم بمباركة كل القرضاويين. أما التفكير في مقارنة هذا التاريخ الديني السياسي بما تحقق اليوم سياسيا واجتماعيا وفكريا وحقوقيا فهو من قبيل الوقاحة والتنطع.
ولهذا فعندما يقول القرضاواي: “من هنا يجب أن يكون وحي الله ـ أي الإسلام ـ هو المرجع عند التنازع، كما بيناه من قبل” فمعنى هذا أن القرضاوي لا يريد أن يتحاور إلا مع من يسلم له ولأمثاله مكتوف اليدين بأحقية امتلاك الحقيقة المطلقة التي جاء بها الوحي الإسلامي حصرا، وهذا ما نفهمه من قوله: ” والوحي الإلهي، يتمثل ـ الآن ـ في “الإسلام”، الذي ختم الله به رسالات السماء، وختم بكتابه “القرآن” كتب السماء”.
وبما أن القرضاوي قد حكم بالإعدام كما رأينا في قوله السابق على كل من لم يسلم له بمعياره الرباني فمعنى هذا أنه لا يريد أن يتحاور إلا مع صداه أو مع من يسلم له أمره بوصفه الفاهم الحقيقي للإسلام والوكيل على معلومه من الدين. أليست هذه هي نتيجة هذا لفكر الذي أفضى إلى كل هذا الإرهاب الذي يجتاح العالم؟
ثم يقول: “ولكنا ـ مع هذا ـ نرحب بالاحتكام إلى العقل والعلم والمصلحة، حينما يكون العقل عقلا صرفا، لا يشوبه ظن ولا خرص، وينطلق من مقدمات يقينية، ليصل إلى نتائج يقينية. وحينما يكون العلم علما محققا ثابتا، لا مجرد افتراضات أو نظريات تخمينية، يناقض بعضها بعضا، كما في كثير من حصاد “العلوم الإنسانية”. وحينما تكون المصلحة مصلحة حقيقية لا موهومة، مصلحة ترعى الجوانب الفردية والاجتماعية، المادية والمعنوية، الدنيوية والأخروية”.
وهو كلام سخيف لا يستقيم منطقيا وعقليا مادام مفهوم القرضاوي للعقل وللعلم وللمصلحة لا قيمة له إلا بخضوعه للوحي الإسلامي كما يفهمه رجال الدين الذين نصبوا أنفسهم وكلاء في الأرض أو نواب عن مصدر هذا الوحي.
ثم يقول مع ذلك وبكل صلافة: “نحن المسلمين، لا نخشى من تحكيم العقل، ولا من تحكيم العلم، ولا من تحكيم المصلحة، فهي ـ دائما ـ في جانبنا، ونحن أسعد الناس بها”.
فماذا لو حكمنا العقل والعلم والمصلحة؟
لقد تمكن العلم اليوم من تفسير الكثير من الظواهر الطبيعية والآفات والأمراض وغير ذلك مما كان يفسره الدين على أنه من تصريف وتدبير الله: لم يعد نزول المطر والجفاف وثوران البراكين والزلازل وكل المصائب عبارة عن حكمة لا يعلمها إلا الله عند البعض عندما يعجزون عن تفسيرها وعليهم تعطيل عقولهم والتسليم بها أو هو رحمة أو انتقام أو امتحان من الله أو عقاب على معصية يتوجب على المؤمنين مزيدا من التوبة والخضوع والتسليم لقضاء الله وقدره. في هذه الحالات، هل نقبل بتفسير العلم أم بتفسير الوحي؟ كذلك يستطيع العلم إثبات حمل المرأة مثلا أو عدمه في الأيام الأولى بينما الوحي حدد ثلاثة أشهر للمطلقة وأربعة للأرملة للتأكد منه بلا سبب ظاهر والتمكن من الزواج مرة أخرى. هل نعمل بالعلم أم بالوحي؟ اليوم العقل والتجربة والخبرة لم تثبت أن المرأة ناقصة عقل بدليل أنها عندما أتيحت لها الفرص لتدرس مع الرجل راحت تستوعب كل المقررات في أعقد التخصصات شأنها شأن الرجل وتتحمل أرقى وأعقد وأهم المسؤوليات رغم حداثة تحررها في البلاد المتقدمة بعد قرون طويلة من الظلم والغبن والتشكيك في عقلها وإنسانيتها، فهل نواصل العمل بحديث “النساء ناقصات عقل ودين” أم نعمل بما أثبت العلم والخبرة والتجربة صحته. وهل يجب أن نلغي آية الشهادة بحجة أن كون المرأة ضعيفة الذاكرة لم يعد صحيحا؟ وهل مازالت خرافة خلق المرأة من ضلع أعوج مقبولة علميا؟ أين صواب معيار الوحي هنا؟
هل مصلحة المسلمين اليوم تتحقق بالاستفادة من تجارب غيرنهم شرقا وغربا في شتى الميادين السياسية والاجتماعية والتربوية التي أنتجها العقل والعلم والتي أثبتت نجاعتها مثل الحكم الديمقراطي وحرية الرأي والاعتقاد والتعبير والإبداع وكل التجارب الناجحة التي أثمرت أينما زُرعت بما في ذلك في بيئات غير أوربية مثل الهند والصين واليابان، أو نواصل الادعاء بأن لنا في تراثنا الديني ما يكفي وزيادة رغم تهافتنا المرضي على منتجات هذه الحضارة وفي كل المجالات؟
يحدد القرضاوي مجموعة من المعايير ويدعونا للاحتكام إليها. وهي كما يقول: “لدينا: المعيار الرباني، وهو الوحي. ولدينا: المعيار الإنساني، وهو العقل. ولدينا: المعيار الاجتماعي، وهو المصلحة. ولدينا: المعيار السياسي، وهو الدستور.ولدينا: المعيار القومي، وهو الأصالة. ولدينا: المعيار الدولي، وهو وثيقة حقوق الإنسان. ولدينا: المعيار الديمقراطي، وهو احترام إرادة الأغلبية. فماذا تقول هذه المعايير، إذا احتكمنا إليها في الخلاف بين الإسلاميين والعلمانيين؟”
وهو يقرر مسبقا: “أما العلمانية في أوطاننا، فهي ـ بأي معيار ـ مرفوضة، بمعيار الدين، ومعيار العقل، ومعيار العلم، ومعيار المصلحة، إنها ضد الدين، وضد الدستور، وضد حقوق الإنسان، وضد مصلحة الأمة، وأصالتها”.
هذا ما سنراه في الحلقات اللاحقة.

عبدالقادر أنيس فيسبوك

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

حوار مع القرضاوي 6

عبد القادر أنيس

أواصل هذا الحوار مع الشيخ القرضاوي من خلال كتابه “الإسلام والعلمانية، وجها لوجه”. مقالة اليوم هي قراءة في فصل تحت عنوان: “العلمانية والإلحاد”، ص 66-67.
العلمانية والإلحاد
يقول القرضاوي في مستهل هذا الفصل: “إذا كان مفهوم “الإلحاد” هو إنكار وجود الله سبحانه، كما هو مذهب الماديين قديما وحديثا، ومنهم الشيوعيون دعاة المادية التاريخية، فإن العلمانية ـ حسب مفهومها ـ لا تعني بالضرورة الإلحاد”.
فما ما دخل الإلحاد والشيوعيين دعاة المادية التاريخية هنا، يا شيخ، في حديث عن العلمانية ما دام الإلحاد ليس “من اللوازم الذاتية لفكرة العلمانية، كما نشأت في الغرب ؟”، وكما خطت يمينك:
“قد يوجد من “العلمانيين” من يجحد وجود الله تعالى، أو يجحد رسالاته ووحيه، أو يجحد لقاءه وحسابه في الآخرة، ولكن هذا ليس من اللوازم الذاتية لفكرة العلمانية، كما نشأت في الغرب، فإن الذين نادوا بها، لم يكونوا ملاحدة ينكرون وجود الله، بل هم ينكرون تسلط الكنيسة على شئون العلم والحياة فحسب، فكل ما يعنيهم هو عزل الدين ـ ممثلا في رجاله وكنيسته ـ عن سياسة الدولة، وتوجيه أمورها، سياسية كانت، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو تربوية”.
لا بد أن يتذكر قارئ اليوم أن لجوء القرضاوي لحشر الشيوعيين والمادية التاريخية في خضم الحديث عن العلمانية يرجع إلى فترة الثمانينات من القرن العشرين (1985) تاريخ المحاورة وتأليف الكتاب (المحاورة مع الدكتور فؤاد زكريا). لعلي لا أجانب الصواب إذا قلت إن الإسلاميين والقوميين وكل الاستبداديين العرب يتأسفون الآن لسقوط الشيوعية في الاتحاد السوفييتي رغم ما كانوا يكنون لها من عداء، لأنها كانت بمثابة العكاز الذي يتكئون عليه وهم يغازلون أمريكا وحليفاتها من الحكومات العربية المتخلفة. حينها كانت حركة الأخوان المسلمين في تحالف بغيض، داخليا في الأوطان العربية والإسلامية مع الأنظمة السياسية التي ورثت الحركة التقدمية المناهضة للاستعمار التي حولت نهجها من الاقتصاد الموجه الذي كان تحت هيمنة الدولة إلى رأسمالية منفلتة العقال باسم الانفتاح، واستخدمت جماعات الإسلام السياسي لتنقية كل الساحات والميادين والمؤسسات، خاصة الجامعات ومختلف النقابات العمالية والمهنية ومختلف المواقع من العناصر الوطنية واليسارية التي كانت بمثابة الغصة في حلق الأنظمة والتخلص نهائيا من تركة الحقبة الوطنية ذات التوجهات المحسوبة على التقدمية والاشتراكية والمناهضة للإمبريالية، وخارجيا مع أمريكا وحلفائها حين بلغ هذا التحالف أوجه في تعبئة الشباب العربي للجهاد في أفغانستان ضد التواجد السوفييتي.
القرضاوي والغزالي وغيرهما من قادة الحركة الإسلامية لعبوا أدوارا كبيرة بمباركة السلطات العربية التي كانت تغمض عيونها على تجاوزتهم الفاشية ولقد أدوا هذه المهمة على أكمل وجه حتى لم يبق إلا هم في الجامعة والشارع وجها لوجه أمام حلفاء الأمس المتمثلين في الأنظمة الحاكمة، فراحوا ينتشون بهذا الانتصار ويتطلعون للاستيلاء على السلطة في مختلف الأقطار العربية، وكانت المواجهات الدامية في أكثر من قطر، وكانت الهزيمة في أكثر من قطر.
هنا أيضا لا بد من التذكير بالدور السعودي الكبير في هذه المسيرة بوصفه كان الحليف والمصرفي الرئيسي لحركات وأحزاب الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى غاية 11 سبتمبر 2010 حين انقلب السحر على الساحر.
كذلك يجب التذكير أن الأحزاب الشيوعية والاشتراكية واليسارية عموما لم تكن تضع العلمانية ضمن أجندتها السياسية أو الثقافية ولا كانت تحارب الدين ولا حتى تنتهج سياسات تنويرية حداثية لها علاقة بنقد الدين كما فعلت الحداثة الغربية، ولقد ساهم هذا في عرقلة جهود التنوير، في رأيي. قد نجد العكس تماما في أدبيات هذه الحركات حين كان يلجأ البعض إلى توظيف الدين في برامجه والعمل على إبراز ما كانوا يرونه جوانب طبقية ومادية وتقدمية ويسارية في في الكتاب والسنة ومختلف نصوص وتاريخ الإسلام.
الصحيح أن أغلب دعاة العلمانية كانوا مناضلين ومفكرين من أجل الديمقراطية واللبرالية بخاصة. يصدق هذا الكلام على العلمانيين في البلاد الغربية كما يصدق عليهم في البلاد العربية. وهي حقيقة كان يعرفها القرضاوي وصحبه، وهو ما صعب من مهمتهم نوعا ما بحيث فشلوا في استعداء الحكومات ضدهم لأنها لم تكن ترى فيهم خصوما يهددون استقرارها مثل اليساريين والوطنيين، ولم يبق أمامهم سوى تشويه المطالب العلمانية عبر توظيف فزاعة الإلحاد.
هذا السعي نحو التشويه هو الذي قاد القرضاوي ليقول: “ولكن يجب أن نعترف بأن ثمة فرقا واضحا بين الإسلام، والمسيحية في هذا الموضوع. فالمسيحي يمكن أن يقبل العلمانية، حاكما أو محكوما، ويبقى مع هذا مسيحيا، غير مخدوش ولا مقهور في عقيدته ولا شريعته. فالعلمانية لا تمنعه أن يذهب إلى الكنيسة يوم الأحد من كل أسبوع، وأن يحتفل بأعياد ميلاد المسيح من كل عام، وأن يمارس شعائره الدينية الشخصية متى شاء. والمسيحية نفسها لا تطالبه بشيء أكثر من ذلك، فليس فيها شريعة تلزمه الحكم بها أو الاحتكام إليها، وتصف بالكفر والظلم والفسق من أعرض عنها. ولم تجئ المسيحية نظاما كاملا للحياة، يصبغها بصبغته، ويقودها بتشريعاته ووصاياه، وأوامره ونواهيه، في مختلف شئون الفرد والأسرة، والمجتمع والدولة والعلاقات الدولية”.
قبل أن نواصل مع القرضاوي بوسعنا أن نكشف في هذا الكلام عن قدر كبير من المغالطات المنطقية والتاريخية في هذا الكلام:
فعندما يقول القرضاوي: ” فالمسيحي يمكن أن يقبل العلمانية، حاكما أو محكوما، ويبقى مع هذا مسيحيا، غير مخدوش ولا مقهور في عقيدته ولا شريعته”، فهو يحكم من جهة على أن المسلم الذي يعيش العلمانية لابد أن يكون مخدوشا ومقهورا في عقيدته، ومن جهة ثانية القرضاوي يبين عن جهل بالتاريخ أو تزوير مقصود له. تاريخيا كان للمؤسسات الدينية المسيحية شرائع تشمل مختلف جوانب الحياة، أغلبها كانت مستوحاة من كتب العهد القديم التي نقل عنها الإسلام شرائعه، أو هي شرائع أسبغت عليها ثوب القداسة أوهي تعاليم يهودية لم تلغها كتب العهد الجديد، بل حتى المسيح لم يأت ليغير الناموس كما قال. وعلى ضوء هذه الشرائع والتعاليم كانت المسيحية ترى العالم وتقيّم أعمال العامة والخاصة والحاكمين والمحكومين وحتى أعمال العلماء فتجازيهم أو تقمعهم.
التزوير الآخر نلمسه من محاولة الشيخ تمرير أغلوطة كبيرة مفادها أن العلمانية بحجة أنها تتناغم مع المسيحية فقد انتشرت في البلاد المسيحية بسهولة وبدون معارضة حتى ليتخيل من يسمعه أن الكنيسة هي التي قدمت العلمانية على طبق من ذهب وعن طيب خاطر وقبلت بسلطة المجتمع المدني بسهولة ويسر.
هل فعلا يجهل القرضاوي أن المجتمعات الغربية قبل أن تستقر على ما هي عليه من علمانية وديمقراطية وحريات دينية ودنيوية كانت قد خاضت، وعلى مدى قرون، حروبا طويلة ومريرة ودموية ضد المؤسسات والبنى الدينية والأنظمة السياسية المتحالفة معها ، وأن هذه المكاسب الكبيرة انتزعت منها انتزاعا وعلى مراحل تخللها مد وجز وتقدم وتقهقر، وحتى في فرنسا البلد الرائد في العلمانية بامتياز، عادت المؤسسات الملكية والكنسية بعد الثورة وتم التراجع عن مكاسب كثيرة، قبل أن يعاود المجتمع الفرنسي الكرة ويرسخ العلمانية نهائيا سنة 1905 في المدرسة مثلا، أي بعد أكثر من قرنين من قيام الثورة سنة 1789، لكن هذا لم يظل كافيا، فقد عادت قوى الماضي البغيض في فرنسا أيضا تحت الاحتلال النازي، وراح الحكم العميل يحيي من جديد القيم المعادية للعلمانية مرتكزا على المؤسسات الكاثوليكية. بل بوسعنا التأكيد على أن العلمانية والديمقراطية وغيرهما ليسا مكتسبات نهائية لا يمكن التراجع عنها في أي بلد. يكفي أن نلاحظ أن قوى الماضي والعنصرية والشوفينية سرعان ما تطفو إلى سطح الأحداث كلما خفض المجتمع من يقظته حتى في تلك البلاد العلمانية العريقة.
لهذا فليس هناك ما أكذب من قول الشيخ: “بل إن المسيحية في إنجيلها نفسه، كما أشرنا من قبل، تقبل ترك شئون السياسة للحاكمين الدنيويين، بعيدا عن توجيه الدين وهداية الله، كما هو ظاهر المقولة، التي ذكرها الإنجيل عن المسيح (عليه السلام): “دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله”!
هنا أيضا يتجاهل القرضاوي بل لعله يجهل فعلا أن هذا القول يوجد مثله في الإسلام، وأنه قول يرجع الفضل للعلمانيين المسيحيين الغربيين في إخراجه للوجود في محاججاتهم ضد الكنيسة مثلما يفعل العلمانيون المسلمون وهم يبرزون أقوالا إسلامية من قبيل ما أخرجه مسلم في صحيحه عن موسى بن طلحة عن أبيه، قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخل، فقال: “ما يصنع هؤلاء”؟ فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيتلقح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أظن يغني ذلك شيئا” قال: فأُخْبِرُوا بذلك، فتركوا النخل بدون تلقيح، ففسد النخل، وخرج البلح شيصاً، فجاءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله: فسد النخل، فقال لهم: “أنتم أعلم بأمور دنياكم” وفي رواية: ” فأُخْبِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: “إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به فإني لن أكذب على الله عز وجل” ورواه مسلم أيضاً من حديث رافع بن خديج، وفيه زيادة: فقال إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي، فإنما أنا بشر”، وفيه أيضاً من حديث عائشة الزيادة المشهورة: (قال أنتم أعلم بأمر دنياكم”، وفي رواية: “أنْتُمْ أَعْلَمُ بِأُمُورِ دُنْيَاكُمْ فَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ”.
ومن العلمانية في الإسلام ما جرى تخريجه من أقوال مثل: “لا إكراه في الدين” ومثل: “وأمرهم شورى بينهم” ومثل قول الإمام علي “القرآن كلام مسطور بين دفتين لا ينطق وإنما ينطق به الرجال” وقوله “القرآن حمال أوجه”، وغير ذلك مما رأى فيه بعض دهاة العلمانية عندنا تأصيلا علمانيا في تاريخ الإسلام.
ويمكن للعلماني المسلم أن يستنتج ما استنتجه العلماني المسيحي أن الفلاحة مثل التجارة مثل الإدارة مثل السياسة تتطلب دربة وخبرة وتجربة ويجوز فيها الخطأ والصواب، ومعرفتها ليس حكرا على رجال الدين فقط، خاصة وقد صارت اليوم علوما قائمة بذاتها ولا يمكن لرجل الدين غير المتخصص فيها أن يصيب لو تدخل فيها وهو أبعد من أن يدعي لنفسه أحقية الإشراف عليها محللا ومحرما.
ثم يقول القرضاوي: “فإذا نظرنا إلى العلمانية مع الإسلام وجدنا الأمر يختلف تمام الاختلاف، ذلك لأن الإسلام جاء نظاما كاملا للحياة، لا يقبل أن تشاركه أية “أيديولوجية” أخرى، في توجيهها، فهو الذي يحدد أهدافها، ويضع أصول مناهجها، ويعد بالثواب أو العقاب، لمن عمل بها، أو انحرف عنها”.
“ثم يقول: “جاء الإسلام عقيدة وشريعة، فالعقيدة هي الأساس، والشريعة المنهاج، فهو عقيدة، تنبثق منها شريعة يقوم عليها مجتمع… وهي شريعة ربانية المصدر، منزلة في أصولها من عند الله، والحكم بها والاحتكام إليها، من لوازم الإيمان، ودلائل الالتزام بالإسلام”.
طبعا لا بد لكل من يستخدم عقله بقدر من الموضوعية والأمانة أن يلاحظ قدرا كبيرا من الاحتيال والمغالطة في هذا الكلام. فنحن لو ابتعدنا قليلا عن شؤون العبادات مثل نواقض الوضوء ومبطلات الصوم والحج، وهي رغم لاعقلانيتها الواضحة، فلا مجال للاحتجاج عليها مادامت عبادات شخصية، لكننا عندما ندخل عالم الاقتصاد والسياسة والإدارة والعلوم الحديثة المختلفة، فلن نجد في الإسلام ولا في تاريخه ما رآه القرضاوي نظاما كاملا للحياة، فلا وجود لنظام واضح المعالم في السياسة الإسلامية وهي أهم شيء لإدارة حياة الناس. ولو كان ما يعتقده الشيخ صحيحا لما ظل المسلمون طوال تاريخهم يتخبطون في أزمات سياسية عويصة بدأت حتى قبل دفن مؤسس دولتهم، يلخصه قول معاوية: “أيها الناس قد علمتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبِضَ (توفي) ولم يستخلف أحدا فرأى المسلمون أن يستخلفوا أبابكر، وكانت بيعته بيعة هدى، فعمل بكتاب الله وسنة رسوله، فلما حضرته الوفاة رأى أن يستخلف عمر، فعمل عمر بكتاب الله وسنة رسوله، فلما حضرته الوفاة رأى أن يجعلها شورى بين ستة نفر اختارهم من المسلمين. فصنع أبوبكر ما لم يصنعه رسول الله وصنع عمر ما لم يصنعه أبو بكر، كل ذلك يصنعونه نظرا للمسلمين. فلذلك رأيت أن أبايع ليزيد لما وقع الناس فيه من الاختلاف ونظرا لهم بعين الإنصاف”. وحتى فترة الخلفاء الراشدين لا يكاد يتفق الفقهاء حول رشادها، أما ما عداها فهو ملك عضوض إلى يوم الناس هذا.
ومع هذا يقول القرضاوي: “ولهذا يكون المسلم، الذي يقبل العلمانية ـ مهما تكن علمانية معتدلة متساهلة ـ في جبهة المعارضة للإسلام، وخصوصا فيما يتعلق بتحكيم الشريعة التي جاء بها كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”. فأي إسلام تقصد يا مولانا؟
ويجيب: “إن هذا المسلم، الذي يقبل العلمانية، أو يدعو إليها ـ وإن لم يكن ملحدا، يجحد وجود الله، وينكر الوحي، والدار الآخرة ـ قد تنتهي به علمانيته إلى الكفر البواح والعياذ بالله، إذا أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، مثل تحريم الربا ، أو الزنى و شرب الخمر، أو فريضة الزكاة أو إقامة الحدود أو غير ذلك من القطعيات التي أجمعت عليها الأمة وثبتت بالتواتر اليقيني، الذي لا ريب فيه”.
قبل أن نحاور القرضاوي في معلومه القروسطي من الدين بودي أن أطرح عليه أسئلة عصرية: هل المواطنة التامة بين جميع المواطنين في بلد واحد مهما اختلفوا من حيث المعتقد والجنس والطائفة وغير ذلك من الاختلافات الموجودة في أوطاننا، هل هذا يدخل ضمن المعلوم من الدين؟ أو بالأحرى هل عندك في معلومك من الدين حلا لهذه المطالب الملحة اليوم؟ أي هل المساواة بين جميع المواطنين مهما اختلفوا هي ضمن معلومك من الدين ونحن نعرف أن الدين الإسلامي قد أباح التفاوت الجنسي بين الرجل والمرأة والتفاوت الطبقي بين الأغنياء والفقراء والتفاوت بين العبيد والأحرار وغير ذلك؟ هل الديمقراطية والانتخابات والبرلمانات والتعددية الحزبية وحرية التعبير والإعلام والاعتقاد تدخل في معلومك من الدين وهي، كما تعلم، بدع غربية ما أنزل الله بها من سلطان؟
والآن لنأخذ أمثلة تطبيقية عن معلوم القرضاوي من الدين ولنبدأ بالربا مثلا: (هل الربا يعني الفائدة التي تتعامل بها البنوك وصناديق التوفير اليوم وبالتالي فهي حرام؟ هل يشبه ما تقوم به المؤسسات المالية العصرية اليوم ما كان يقوم به المرابون من الأغنياء في عهد محمد. ما جدوى معارضة الإسلاميين باسم الربا لسعر الفائدة الذي يأخذه المواطن البسيط عندما يودع بعض ماله في صندوق الادخار، وهو تعويض قد لا يكفي لتعويض ما يخسره بسبب التضخم، بينما الصناديق والبنوك التي تستقبل أموال الناس تستفيد وتفيد بفضل إعادة توظيف هذه الأموال في مشاريع مفيدة، كذلك ما الضير في تقديم البنوك لقروض بفائدة للمواطنين وللمستثمرين وشتان بين هذا وبين مفهوم الربا الذي كان شائعا أيام محمد يمارسه الأغنياء المرابون مبتزين مستغلين حاجة المحتاجين في أصعب الظروف؟ هذه الطرق المالية العصرية أفضل بكثير مما يقترحه الإسلاميون من طرق مالية عتيقة مثل المرابحة والمشاركة والمضاربة التي لا تخلو من الاحتيال والافتقار إلى ضمانات حقيقية مثلما هي لدى البنوك “الربوية” كما يسميها الإسلاميون رغم إمكانية إفلاسها، خاصة البنوك الخاصة منها، لكنها على الأقل، لا تخدع الناس باسم المقدس والحلال والحرام ولا تدعي أنها تستمد إدارتها من شريعة ربانية معصومة كما قال القرضاوي، بحيث ينخدع الناس فيضعون ثقة عمياء في القائمين عليها بحجة أنهم يخافون الله، مثل فضائح البنوك الإسلامية التي انتشرت في مصر في السبعينات والثمانينات وكثيرا ما خسر معها المخدوعون من العمال والفلاحين والموظفين وصغار التجار تحويشة العمر كما يقال في مصر، وحتى القرضاوي نفسه يعترف في مذكراته أنه فقد تحويشته وتحويشة أبنائه في بنك إسلامي يسمى التقوى (وما أدراك) تعرض للإفلاس بسبب سوء التسيير والتدبير، يقول:” ولي تجارب شتى لا داعي لذكرها في قطر، وفي مصر في شركات توظيف الأموال، وفي السودان وفي غيرها، آخرها، بنك التقوى الذي وضعت فيه جل مدخراتي، في أسهمه ومضارباته، وحرضت أولادي أن يشتركوا فيه، وقد كان أحسن البنوك الإسلامية ربحا، وأسلمها معاملة، حتى إنه لم يعمل في المرابحة قط، ولم يدخل أسواق السلع والمقاولة، ثم دارت عليه الدوائر، فإذا هو يصفى الآن، ولا ندري: أنحصل على 10% من رأسمالنا أم لا؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله. لقد قال الأخ يوسف ندا رئيس البنك ما قالته جدتي منذ نحو سبعين عاما: إنها أرزاق!. وبعض شركات التوظيف في مصر، مثل (شركة الحجاز) لم أحصل أنا ولا أولادي على فلس واحد من أموالنا فيها إلى اليوم”.
يوسف القرضاوي
هذا حول الربا، فماذا عن الزنا؟ كيف نفهم ما كان يمارسه المسلمون في مدينتهم (الفاضلة) مع سبايا غزواتهم وجواريهم ومع حتى المحصنات من النساء ممن وقعن في الأسر؟ ألم يبح الإسلام الاستمتاع خارج الزواج بهذا الصنف من النساء سيئات الحظ؟ أما الغرب الذي يتهمه الشيخ بإباحة الزنا فهو يحرم حتى المضايقات الجنسية التي تتم بغير رضا المرأة، (للعلم فقد أقيل رئيس إسرائيلي وحوكم لأنه ضايق موظفات وسبق أن تعرض رئيس أمريكي للمحاسبة والبهدلة رغم شعبيته في ظروف مشابهة) كما يحرم الدعارة السرية التي تستغل فيها النساء كرقيق أبيض، أما عدا ذلك من العلاقات الجنسية بين النساء والرجال فهي تدخل ضمن الحريات الشخصية ما لم يكن فيها إكراه واستغلال.
أما الزكاة فهي لن ترقى بوصفها أداة مالية إلى مستوى نظام الضرائب الحديث بسبب جمودها وما يعتورها من تناقضات وعيوب. مثال ذلك ما جاء في زكاة البقر: من 1 إلى 29 بقرة لا زكاة فيها. من 30 إلى 39 تَبِيعٌ ذكر واحد (عجل عمره سنتان). من 40 إلى 59 مسنة واحد (بلغت ثلاث سنوات). من 60 إلى 69 تبيعان. وفي زكاة الأغنام: من 1 إلى 39 لا زكاة فيها. من 40 إلى 120: شاة واحدة الخ. …..
فلو قارنا مثلا ثمن 29 بقرة حلوب من أصناف البقر الهولندية غزيرة الإنتاج (لا يزكى فيها) بعدد 40 نعجة (يزكى فيها). فثمن 29 بقرة هولندية يعادل ثمن أكثر من 500 نعجة عندنا. وهو ظلم واضح في حق مربي الأغنام.
وعن الحدود مثل حد السرقة وقطع اليد فأي مهزلة هذه التي تدفع الدولة الإسلامية اليوم لو طبقت حد القطع كما طاب القرضاوي إلى إيقاع إعاقة بمواطن بينما قوانين الدولة الحديثة تلزم الحكومات بتقديم إعانات مالية على الإعاقة مهما كانت. وهكذا باقي شرائع الإسلام التي لم تعد مستساغة اليوم، بل همجية.
وأخيرا يقول الشيخ (العلامة) الذي يعتبر نفسه مثالا للاعتدال والوسطية وكما يتوهم الكثير من المخدوعين بخطابه الحرباوي: “بل إن العلماني الذي يرفض “مبدأ” تحكيم الشريعة من الأساس، ليس له من الإسلام إلا اسمه، وهو مرتد عن الإسلام بيقين، يجب أن يستتاب، وتزاح عنه الشبهة، وتقام عليه الحجة، وإلا حكم القضاء عليه بالردة، وجرد من انتمائه إلى الإسلام، أو سحبت منه “الجنسية الإسلامية” وفرق بينه وبين زوجه وولده، وجرت عليه أحكام المرتدين المارقين، في الحياة وبعد الوفاة”.
فهل نصدق القرضاوي قائل الكلام الفاشي السالف الذكر أم نصدق القرضاوي قائل هذا الكلام؟: “ماذا نفعل يعني أمام هؤلاء يعني كيف يهاجمون شخصا (يقصد نفسه) لا يعرفونه؟ كيف يتهمونه بتهم هو بريء منها؟ هم يعتبرونني من أهل التطرف ودعاة العنف ومؤيدي الإرهاب وأنا ضد العنف وضد الإرهاب وضد التطرف وكتبت في هذا كتبا عدة، كتب يعني لعل من أشهرها كتابي الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف”.
الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف
الشيخ له لكل مقام مقال، لكن الراجح أن القرضاوي الحقيقي هو من قال: “حين يكون المسلمون مستضعفين ولا قدرة لهم على مقاومة عدوهم، فعليهم أن يصبروا ويقولوا التي هي أحسن، ويدعوا بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا أصبحوا أقوياء كان لهم شأن آخر”.
القرضاوي الحقيقي
يتبع

عبدالقادر أنيس فيسبوك

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

وأمطرت لؤلؤًا

يزيد بن معاوية

نالت على يدها مالم تنله يدي … نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي

كأنهُ طُرْقُ نملٍ في أناملها …     أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ

وقوسُ حاجبها مِنْ كُلِّ ناحيةٍ … وَنَبْلُ مُقْلَتِها ترمي به كبدي

مدتْ مَوَاشِطها في كفها شَرَكاً  … تَصِيدُ قلبي بها مِنْ داخل الجسد

إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ ما طلعتْ … من بعدِ رُؤيَتها يوماً على أحدِ

سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُرَّ بِنا … من رام مِنا وِصالاً مَاتَ  بِالكمدِ

فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً … من الغرامِ ، ولم يُبْدِئ  ولم يعدِ

فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِنْ زَلَلٍ … إن المحبَّ قليل الصبر  والجلدِ

قد خَلفتني طرِيحاً وهي قائلةٌ … تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ بالأسدِ

قالتْ:لطيف خيالٍ زارني ومضى … بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ

فقال:خَلَّفتُهُ لو مات مِنْ ظمَأٍ … وقلتُ :قف عن ورود الماء لم يرِدِ

قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ … يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ على كبدي

واسترجعتْ سألتْ عَني ، فقيل لها … ما فيه من رمقٍ .. و دقتْ يداً  بِيَدِ

وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ  … ورداً ، وعضتْ على العِنابِ بِالبردِ

وأنشدتْ بِلِسان الحالِ قائلةً … مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا  مددِ

واللهِ ما حزنتْ أختٌ لِفقدِ أخٍ … حُزني عليه ولا أمٌ على ولدِ

إن يحسدوني على موتي ، فَوَا أسفي …  حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ

يزيد بن معاوية القرشي: مفكر حر

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

بنت عمرها سبع سنوات تغتصب بعد مماتها ؟

Posted in يوتيوب | Leave a comment

حكي وأمثال مصلاوية

سرسبيندار السندي

كما ورتدني .. وللإفادة أردت نشرهامع شكري لمن جمعها

المقدمة

تعغفون تحكون حكي مصلاوي لو لا …. إذا ما تعغفون تعالوا وتعلموا

أمثال مصلاوية تقال حصرا باللهجة المصلاوية  وفيما يلي أبرز هذه الامثلة المصلاوية … ؟

الما يعغف يرقص .. يقول ألاغض عوجا

حبي حبي .. تصيغ كبي

الحمي إذا حبت الكني .. إبليس يدخل الجني

تيتي تيتي مثل ما غحتي جيتي

اقللك يابنتي .. أسمعي يا كنتي

الي ما يفتح زنبيلو .. محد ما يعبيلو

أعطي الخبز الخبازتو .. حتى لو تاكل نصو

إسمو بالحصاد .. ومنجلو مكسور

إمشي شهر .. ولا تعبر نهر

يامن تعب يامن شقى .. ويامن على الحاضغ لقى

القرد .. بعين أمو غزال

جا العصر .. بنالوا قصر

أبوي .. ما يطيق الا على إمي

وتكندغ الدست .. لقالو قبغ

و ياحمي .. ما كنتي كني !

من يطيق ياخذ .. من الاقع شعغاي ؟

إش معلم الجحش .. بأكل النعناع

إش ماتمسكو .. إتطيغ بركتو

إشتعل بيت الكذاب .. ومحد صدقو

أشقد ما يموت من الشويطين .. تستغيح الملايكي

أصبر عالحصغم .. تاكلو عنب

الزواج أولو عسل … وتالينو بصل

أعوغ ببلاد العميين .. ملك

يقغط علينو حمص

جا ديكحلا .. عماها

ألما يعغف تدابيرو .. حنطته تاكل شعيرو

اللهجة المصلاوية هي لهجة سكنة مدينة الموصل في شمال العراق ؟

تعتبر اللهجة الموصلية من اقرب اللهجات العامية إلى اللغة العربية الفصحى لما بينهما من التوافق في كثير من الامور التي لانجد لها نظير في اللهجات الاخرى. وقد تاثرت اللهجة الموصلية باللغة التركية خلال الحكم العثماني نتيجة مجاورتها للبلاد التركية وكثرة الزيارات والتجارة المتبادلة بينهما ، كما ودخلت بعض المصطلحات الانكليزية خلال فترة الاحتلال الانكليزي ولكن قليلة وليست بذلك الكم الكبير من الكلمات لتحفظ سكان المدينة على لهجتهم ولغتهم خوفا من زوالها.

خواص اللهجة

اللهجة العامية الموصلية ليست لهجة قياسية تنطبق عليها قواعد ثابته ولكنها تشترك في عدد من الخواص وتختلف في خواص اخرى

ومن هذه الخصائص :

قلب (الراء) الى (غين) وهذه هيه العلامة المميزة الرئيسية للهجة الموصل فالكلمات

(راح — رماد — رجل) مثلا تلفظ (غاح — غماد — غجل) ولكن يوجد إستثناءات ، مثل : (يقرأ — يرحم — يربح).

وهنالك بعض الكلمات تقلب فيها (الراء) إلى (واو) مثل (عوق — خوقه) ويعني (عرق — خرقة).

قلب (التاء) المؤنث إلى (ياء) مثل (طويلة — فاطمة — طحينيه — كلمة — كنه — سنة — سمينة) تصبح (طويلي — فاطمي — طحينيي — كني — سني — سميني).

ابدال (الذال) بحرف (الضاد) : مثل (يذوق — ذرة — يذر)

تصبح (يضوق — ضغة — يضغ) ولكن في نفس الوقت يقال (يذبح — يذوب).

قلب (الالف) إلى (ياء) مائلة : مثل (كلاب — حزام — جمال) تصبح (كليب — حزيم — جميل) وفي نفس الوقت يقال (علام — قلام — جحاش — عظام) بدون تغيير.

قد تقلب (السين) إلى (صاد) مثل (حسرة — عروس — جرس — ناقوس)

تصبح (حصغة — عغوص — جغص — ناقوص) وفي نفس الوقت لاتقلب (ناموس — جاموس — فانوس) وقد تقلب الصاد إلى سين في عدد من الكلمات مثل (يصفق) تصبح (يسفق).

قلب (ها الضمير للغائبة) إلى (الالف) و (ها الضمير للغائب) إلى (واو) مثل :

(لسانها — منها — يقول لها) تصبح (السينا — منا — ايقلا). وكذلك (أصله — قلمة — بيته) تصبح (اصلو — قلمو — بيتو) وتحذف (الهاء) في الجمع الغائب مثل (بيتهم — كلبهم) تصبح (بيتم — كلبم) وفي (معه) يقولون (معانو) وفي (هاهو) يقولون (هيانو ).

دخول الهمزة على الفعل المضارع مثل (يريد — يروح — نقول — نحط — نشيل — تودي — تدعبل)

فتصبح (ايغيد — ايغوح — انقول — انح — انشيل — اتودي — اتدعبل) ولاتدخل على الفعل المضارع مثل (يكتب — يأخذ — يعطي — ندفع) وتدخل على الاسماء مثل (لسان — جمال — حصان — كثيرين) تصبح (السين — اجميل — احصان — كثيغين). و تدخل على الاسماء المجرورة بحرف الباء مثل (بجيبه — ببيته — بفرحهم — بمطبخهم) تصبح (ابجيبو — إبيتو — إبفرحهم — ابمطبخهم).

قلب وتقديم وتاخير بعض الحروف مثل (ملعقة — لعنه — حملق) تصبح (معلقه — نعله او نعلي — بحلق).

تغيير وزن الكلمة باضافة حرف او أكثر : مثل (إتكأ — تقوى) تصبح (انتكا — استقوى).

دخول (أل) على الفعل بمعنى (الذي) : مثل (الذي ياكل — الذي يكتب) تصبح (الياكل — اليكتب).

اما الكلمات الشاذه عن كل هذه الخصائص والتي يصعب ربطها بقاعده او مقياس فكثيرة ويصعب تعدادها

فبعضها يضاف عليها حرفي (الواو — الياء) مثل (أخي — ابي) تصبح (اخويي — ابويي). وعند استعمال اداة الجر (على) قد تحذف اللام واللالف المقصورة وتتصل بالكلمة مباشرة مثل (على البيت — على الحرامي — على الجسر) فتصبح (عالبيت — عالجسغ)

كلمات مصلاوية

الكلمة المصلاوية / المعنى

سفوت / شيش التكة

فغيغ / صحون الخزف

ديديي الارجوحة / (ما يستخدم في الالعاب للهز)

معلقة / اداة تستخدم للاكل كالشوكة و السكين

برداغ / كوب ماء

انجغ / بالكاد تكفي

لا تزومني / لا تزعجني

لا ينغشق الماي / لا ينسكب الماء

الرهرة / السرداب

فرنجي / الطماطم

لا تخغج / لا تصرف

انجاني / صحن كبير

مربيج / أنبوب ماء مطاط

جارك / ربع

كزدغان / بخشيش

ثاثي / ثلاثة

ازخانة / صيدلية (تركية الاصل)

خستخانة / مستشفى (ايضا تركية)

سرجخانه / محلات الاقمشة

ستا / الجدة

سيدا / الجد

نسيغ / نطلع سفرة

حبيل / حبال

غجيل / رجال

جميل / جمال

سنطة / هدوء

قلبالغ / ازدحام

اشينشد / اشيخالف

اوبعة / اربعة

عبالي / كنت اظن

بلكي / علوا للتمني

متوبع / للشخص المراوغ

كشكا / اكلة (حبية) لونها اصفر مصنوعة من الحنطة ، بال تسمي “بقوتا” في القرى الآرامية

بغنيي / جرة

جمالة / فوق الفوق

ايول / انت (كلمة نداء)

كبي / الكبة (اكلة شعبية عراقية)

الدكي / المصطبة (عبارة عن مقعد مبني على الحائط من الاسمنت)

الكهرب / الكهرباء

الغبشي / الفجر

اطعينو / اعطه

خاليي / الخالة

خالاه / الخال

عميي / العمة

عماه / العم

سرسبيندار السندي

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

مفارقات إسلاميّة وعربية , حول الإنتخابات الأمريكيّة !

رعد الحافظ

أمريكا ( وربّما الغرب عموماً ) مثل السمك عند العربي , مأكول مذموم !
لا أحد يستطيع أن يحيا دون المنتجات الأمريكيّة ومساعداتها للجميع .
بدءً من بنطال الجينز ومروراً بالسلاح الأمريكي وإنتهاءً بالكومبيوتر الذي بين أيدينا وفضاء النت الذي وفرتهُ المواقع الأمريكيّة لجميع البشربلا تفرقة مذكورة
رغم علمهم بالإستخدام السلبي السيّء من ذوي النفوس الشريرة , وصعاليك السياسة والكتابة .
وبالعراقي (خُلف الله ) على أمريكا التي يسرّت لطالبي الشهرة (ولو بفضيحة ) , ليصبحوا كتاباً أو أشباه كُتّاب .
حتى المشايخ ( الطيبين أوي ) , وهم أكثر اللاعنين لها بعد ( اليساريين التقدميين ) اللاجئين إليها كأمٍ حنون تنقذهم من قهرهم الذي لاقوه في بلادهم الاصليّة .
حتى هؤلاء , يأكلون ويلبسون ويركبون ( ششياء ) أمريكيّة بإمتياز .
فما سرّ هذهِ المفارقة الأولى العجيبة ؟ التي صارت حالة طبيعيّة جداً .
لاحظوا معي , حتى ثوّار الربيع العربي ( وتذكروا الحالة الليبية بالأمس والحالة السورية اليوم ) , يلعنون أمريكا ويعتبرونها الشيطان الأكبر والمُخطّط المسيطر على العالم .
( وجلّ اللهُ في عُلاه ) مَن غير أمريكا سيُسقط نظام بشار الأسد لو شائت أقدارها هي , وليس غيرها ؟
ونسي أغلب أعضاء المجلس الوطني السوري ( ربّما يسميه البعض مجلس إسطنبول ) ,أنّهم رفضوا علناً في بداية الثورة السورية أيّ تدخل غربي , وخصوصاً أمريكي .
وعندما إنشغلوا بتقاسم المساعدات الغربية والخليجيّة ( كصورة مُكرّرة لما حصلَ مع المعارضة العراقيّة ضدّ صديّم قبل عقد من الزمان )
صحوا فجأةً على هدير المدافع وضجيج ( براميل ) القنابل الأسدية على شعبهم المسكين .
فماذا يفعلون ؟ سوى أن يلعنوا أمريكا والغرب الذي لم يُحرّك ساكناً على حدِّ قولهم .
طيّب هل نسيتم الموقف ( الفيتو ) الروسي والصيني ؟
وهل نسيتم إيران ونصر الله ومقتدى الصدر وباقي أنواع الشبيحة ؟
***************
تعددّت الأسباب والعدو واحد !
في إستفتاء أجراه موقع ال

BBC

قبل شهر تقريباً حول مَن تعتقد أنّهُ العدو الأوّل للعرب والمسلمين في هذا العالم ؟
جاءت غالبية الإجابات كما هو متوقع / إسرائيل وأمريكا .
كان الخيار قبل الأخير حسبما أتذكر / العرب أنفسهم .
ولكم أن تتخيلوا إجابتي الشخصيّة .
نعم الجاهل عدو نفسهِ أولاً , وعدو مُحيطهِ و الناس ثانياً , وعدو الحياة والمحبّة والسلام أخيراً .
على كلٍ , قد يتفهّم المرء تلك العداوة والكراهيّة في نفوس العامة التي زرعها الحكام الطغاة والمشايخ البغاة لترويج بضاعتهم .
لكن ما لا نفهمهُ بيُسر , إستقتال الكثير من الناس , ربّما الى حدّ المجازفة أو التضحيّة بالنفس , للوصول الى البّر الأمريكي أو الغربي .
وما أن يستقروا هناك ويحصلوا على وطن يوّفر لهم الحريّة والكرامة المفقودة في أوطانهم , حتى ينهالوا لاعنين مُعادين لكل قيم الغرب ومبادئهِ في الحريّة والديمقراطيّة والمساواة .
فأيّ مفارقة أعجب من هذهِ الثانية ؟
*****************
الإنتخابات الرئاسية الأمريكية
بين أوباما ورومني , سأتقمّص الأدوار , أدوار شعبية وحزبية ورسمية عربية وإسلاميّة .
ومواقفهم من شخص الرئيس الامريكي القادم , وبرامجهِ وسياساتهِ التي يتبناها .
أعني / مَنْ هو الرئيس الأمريكي المُفضّل , عند العربي أو المسلم , في هذا القطر أو ذاك ؟
وفي حالة إعتراضكم بالقول : كلاهما شرٌّ مستطير .
سأضطر عندها لتغيير سؤالي الى / حسناً , أيّهما أهون الشرّين ؟
لأنّهُ عاجلاً أو آجلاً علينا أن نتعلم الإستفادة والتفاهم , من ومع الخصوم .
بل حتى مع الأعداء !
لأنّ العداوة والكراهيّة مهما إستمرّت , لا تبني أوطان ولا إنسان .
وصدّقوا أو لا تُصدّقوا , فالأمريكان والغربيين لا يعتبروننا أعداء .
إنّهم يُرحبون بالمهاجرين المُسلمين إليهم بالملايين سنوياً . ما يعني أنّهم يفرقون بين البشر المُضطهد من جهة والحاكم أو رجل الدين الفاسد من جهة ثانية .
*************
عناوين الإنتخابات الأمريكية
في الأيام السابقة , قرأنا العناوين التالية , حول الإنتخابات الرئاسية الأمريكية بين الرئيس الحالي ( المُنتهيّة ولايتهِ ) باراك أوباما
والمُرشح الجمهوري حاكم ولاية ماساشوستس / ميت رومني .
عنوان 1
رومني يتقدّم على أوباما بعد المناظرة الأولى بينهم التي تناولت الموضوع الإقتصادي ومشاكلهِ .
عنوان 2
أوباما يستعيد زخمه في السباق الرئاسي بعد أداء هجومي في مناظرته الثانية مع خصمه الجمهوري ميت رومني .
( تبادل المرشحان الإتهامات حول قضايا داخلية , مثل / الضرائب و العمالة ومصادر الطاقة , وأجابوا على أسئلة 80 شخص من الذين لم يحسموا أمرهم في شخص الرئيس المُنتخب ) .
عنوان 3
تساوي النسب بين أوباما ورومني قُبيلَ المناظرة الثالثة بينهما .
عنوان 4
البيسبول تفوق مناظرة أوباما ورومني الأخيرة , وتراجع في عدد الأمريكيين المهتمين ( بالسياسة الخارجيّة ) كما هو متوقع .
عنوان 5
أوباما يُهاجم خيارات رومني الخارجيّة , ويتفوق عليه في المناظرة الأخيرة .
ملاحظة / أغلب هذه العناوين نقلتها عن (السكاي نيوز العربية ) , وهي تعطي فكرة عامة للقاريء , عن سير حملة الإنتخابات الامريكية التي يتقارب فيها المرشحان , كثيراً .
*************
والآن سأضع نفسي مكان الطرف الآخر ( المواطن العربي أو المسلم ) لأستشعر طريقتهِ في التفكير , وأين تكمن مصلحتهِ .
أولاً : ك سوري

.أوباما يرفض ورومني يؤيد تسليح المعارضة السورية

في الرابط أعلاه من ال

BBC

ستجدون الخبر التالي :
أوباما يرفض ورومني يؤيد , تزويد المعارضة السورية بالسلاح لإسقاط الأسد !
وفي متن الخبر ستقرأؤن ما يلي :
{ .. وقال أوباما “ما لا يمكننا القيام به هو أن نُلمح مثلما فعل الحاكم رومني في بعض الأحيان , الى أنّ إمداد المعارضة السورية بأسلحة ثقيلة على سبيل المثال , هو إقتراح قد يجعلنا أكثر أمانا على المدى البعيد” } إنتهى
أعلم أن خشية أوباما وإدارتهِ من السلاح الثقيل هي وقوعهِ لاحقاً بأيدي معادية لأمريكا واصدقائها في المنطقة .
لكن عزيزي القاريء / لو كنتَ واحداً من أبناء الشعب السوري البطل , الثائر على الطاغوت البعثي الأسدي , وخيّروكَ بين الرجلين / ماذا ستختار ؟
وهل يكفي قول أوباما ( إنّ أيام الأسد قد ولّت ) ليتوقف نزيف الشعب السوري ؟
لاحظوا أنّ بعض زعماء المعارضة السوريين يعتبرون قول أوباما للأسد عن(( كون الأسلحة الكيمياوية خط أحمر )) , قد يعني إطلاق يدهِ في باقي الأسلحة الفتاكة بالشعب السوري .
ولاحظوا أنّ ميت رومني يُعلن جهاراً , ضرورة تزويد الثوّار بالسلاح للتسريع في نهاية الأسد ونظامهِ .
*****************
ثانياً / ك إخوان مُسلمين
إدارة أوباما تتعاون سراً وعلناً مع الإخوان المسلمين في بلدان الربيع العربي , من تونس الى ليبيا الى مصر .
والغالبية متفقة تقريباً ( خصوصاً الليبراليين المصريين ) على برغماتية بل نفاق الإخوان في هذا المجال رغم شعاراتهم المنتفخة الملتهبة غالباً .
أمّا بالنسبة لحادث الهجوم الإرهابي على القنصليّة الأمريكية في بنغازي / ليبيا , في 11 سبتمبر الماضي . فقال أوباما أنّ إدارتهِ مازالت في طور جمع الأدلّة , ولم يكن بوسعهِ أن يُقدّم أكثر من وعد بتعزيز الأمن خارج أراضي الولايات المتحدة .
أمّا بالنسبة لقضيّة غوانتينامو , فقد أعرب أوباما في أكثر من مناسبة عن أمله في غلق سجن قاعدة غوانتانامو البحرية في كوبا .
وكان ذلك وعداً في فترة رئاستهِ الأولى , تعرض جرّاء عدم تنفيذه للنقد رغم المصاعب التي واجهتهُ من الكونغرس .
فبأي رئيس أفضل من أوباما يحلم الإسلاميّون عموماً ؟
بالتأكيد سيكون ميت رومني (عندهم ) شيطان مقارنةً بأوباما , أليس كذلك ؟
بينما رومني قالَ علناً في مناظرتهِ الأخيرة / علينا التصدي للتطرف الإسلامي .وعلى العالم الإسلامي نفسهُ أن يرفض التطرّف !
ماذا يعني ذلك لكم ؟
لاحظوا طريقة ميت رومني / من جهة يؤيّد تزويد المعارضة السورية بالسلاح , لكن من جهة اخرى لا يتساهل مع الإسلام السياسي .
**************
ثالثاً / ك إيراني
ماذا نتوقع كموقف من الشعب الإيراني المغلوب على أمرهِ وتحت سلطة الملالي الظلاميّة الغاشمة .
ماذا فعل أوباما وإدارتهِ مع الإحتجاجات الشعبية المليونيّة الإيرانية
أعقاب الإنتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2009 , وسادها التزوير بشكلٍ صارخ . و سُميّت الإحتجاجات يومها بالثورة الخضراء .
هل وقفَ أوباما وإدارتهِ , الى جانب الشعب الإيراني ؟
وحتى بالنسبة للموضوع النووي / ماذا فعلَ أكثر من العقوبات الإقتصادية ؟ وهي معروفة للجميع تؤثر في الشعب ولا تؤثر في الحاكم .
ثمّ لاحظوا الخبر التالي بشأن كلام أوباما الأخير .
{ قالت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم الخميس إن الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي رحب بتصريحات للرئيس الامريكي باراك أوباما بشأن الحد من الحديث عن عمليات عسكرية ضد ايران بسبب برنامجها النووي.
ونقلت الوكالة عن خامنئي قوله “سمعنا قبل يومين ان الرئيس الامريكي قال انّهم لا يفكرون في الحرب مع ايران. هذه الكلمات طيبة وهي خروج من إطار الوهم } إنتهى

خامنئي يشيد بتصريحات لاوباما ويعتبرها فرصة دبلوماسية

حسناً / هل يحلم حُكّام وملالي إيران برئيس أمريكي أضعف من أوباما ؟

*************
الخلاصة
وددتُ في مقالي هذا وبمناسبة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية , جلب الإنتباه الى ضرورة التعامل مع الواقع والإستفادة حتى من الخصوم والأعداء لصالح تحسين أحوالنا البائسة .
ليس بالطبع على حساب الكرامة والمباديء الإنسانية المقبولة .
لكن كما يقول المثل وصديقنا يعقوب إبراهامي / إذا لم تستطع التغلّب عليهم , فإنضّم إليهم !
المفارقة الأغرب في ظنّي / أنّ الذي إنضّم ولجأ إليهم لينقذوه , قامَ سريعاً ليلعنهم رغم كلّ ما حصلَ عليه البعض .

أما موقفي الشخصي الإنساني أولاً , وكعضو في الحزب الإشتراكي الديمقراطي السويدي ثانياً .
فأنا أميل ل باراك أوباما الديمقراطي , وليس لميت رومني الجمهوري .
أوباما ضد الحروب ومع تنشيط الإقتصاد وزيادة فرص العمل وتقليل الفجوة بين الاغنياء والفقراء, عن طريق زيادة الضرائب على الأغنياء .
( طبعاً فقراء أمريكا ليسوا فقراء بمعنى كلمتنا العربية )
ومأخذي الوحيد عليهِ , أنّ إدارتهِ تتصرف بضعف واضح تجاه الأشرار في العالم , أليس كذلك ؟
لكن (ميت رومني) كباقي الرؤوساء الجمهوريين .
هو حاسم في المواضيع الخارجية . فلو وصلَ الحكم فسوف يعمل على إسقاط الأسد أولاً ,كما فعلَ آخر الرؤوساء الجمهوريين مع طاغية العراق البائد .
ولن يتهاون مع الإخوان المسلمين في بلدان الربيع العربي عندما يغتالون الديمقراطيّة ( والسفير في ليبيا ) التي أوصلتهم الى الحكم .
الخدمة العالمية لل BBC قامت بإستفتاء عالمي ( في 17 دولة ) حول الرئيس القادم لأمريكا .
الغالبية من الناس في جميع الدول ( ما عدا واحدة ) قالوا / نُفضّل باراك أوباما .
دولة واحدة ( شعبها ) لا يُريده / هي الباكستان !
وهي دولة إسلامية بإمتياز , والسبب غالباً / قضية مقتل بن لادن .
وأنا بلا فذلكة وحذلقة وبعيداً عن الديماغوجية ,أسألكم مباشرةً
مَن ستختارون أنتم , لو كان ذلك ممكناً ومفيداً في تغيير العالم ؟
حيرة أليس كذلك ؟
أنا أقول , لكل إنسان طريقة تفكيره , وعلينا إحترام الرأيء الآخر .
لكن ماقيمة كتاباتنا إذا لم نحاول أقلّهُ تذكير وتوجيه الناس نحو الأفضل ؟
لماذا أكتب ؟ يقول ميخائيل نعيمة , ثمّ يُجيب :
لترى نفسكَ فيّ وأرى نفسي فيك !
تحياتي لكم وكلّ عام والجميع بخير بمناسبة عيد الأضحى المُبارك

رعد الحافظ

27 إكتوبر 2012

رعد الحافظ(مفكر حر)؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر | 1 Comment

السارقون وماادراك ماالسارقون

محمد الرديني

لم اجد ابو الطيب بهذا “الزعل” كما وجدته امس،فقد قضى يومه مطرقا ساهما تعلو سيماؤه اشكال من الاحزان لاحصر لها.
عرفت بعد ذلك ان ايميله الخاص تعرض للسرقة ولكن لايمكن ان يكون هذا هو السبب فالذي اعرفه عنه انه قوي الشكيمة حتى وهو يعاني من الامراض التي يعالجها بالاحتقار.
سألته:
-ها، ابو الطيب، هل يستحق سرقة ايميل كل هذا الزعل منك، فالذي يراك يعتقد ان جللا ما قد هزّ حياتك.
رفع رأسه الي السقف ثم نظر الي قائلا:
لم احزن ابدا على سرقة الايميل وانما على صاحبنا السارق،انه سيظهر بائسا،مسكينا وربما سينتمي الى طائفة اصحاب الماعون الذين هم عن اللقمة ساهون.
ولكن لماذا كل هذا ،انه مجرد سارق بطران.
ابتسم ابتسامته المعروفة ثم قال:
اسمع ياسيدي،سيكتب الى كل معارفي واصدقائي قائلا”ارجو مساعدتكم على وجه السرعة فانا الان في البرازيل وارقد في احدى المستشفيات بعد ان تعرضت لحادث سير وارجو منكم تحويل ما تجود به اياديكم لغرض استكمال علاجي.
وماذا بعد؟.
ان هذا المسكين لايدري ان كل الشباب الذين اعرفهم ينتمون الى نقابة المفلسين وهي كما تعرف نقابة قديم يمتد عمرها الى اكثر من اربعين سنة ولهذا سوف يبذل جهده في توزيع النص اياه الى كل اعضاء النقابة آملا ان يظفر بشيء ما، سينتظر بل وسيقتله الانتظار وربما يحلم الان بثروة نزلت عليه من السماء وربما سيخطط ايضا الى سفرة يقضيها بين ربوع اشجار جزر الكناري او هاواي.
وماذا بعد؟.
هل هناك بعد ياصديقي، فهذا الرجل الذي سطا على الايميل يملك خبرة تقنية عالية وكان عليه ان يستغلها في سرقة “شي يسوى” كما يفعل اقرانه في العراق العظيم.
انها اسطوانة مكررة يا ابا الطيب فاترك ذلك رحمة بنفسك.
انا لااقصد هؤلاء اللصوص الذين يسرقون في وضح النهار ولكني اقصد ناكري الجميل ممن لايحبون الكلمة الطيبة، أرايت المزابل التي تحيط بتمثال معروف الرصافي؟ أرايت الثلاثة اشخاص فقط الذين شيعوا المرحومة عفيفة اسكندر؟.
سمعت ان بعض الغيارى تجمعوا عن الرصافي من اجل رفع المزابل من حوله ولكن قوة خاصة سارعت الى فض هذا التجمع خوفا من تطوره الى احتجاج ويبدو ان التعليمات كانت صادرة من المرشح القوي لأمانة العاصمة على اعتبار ان لكل مسؤول في حكومة العراق العظيم له صلاحية تشبه صلاحية رئيس اركان الجيش وربما وزير الدفاع.
نقطة نظام: مايزال سعدون الدليمي متمسكا بمنصب وزير الدفاع وكالة مع منصب وزير الاعلام ومازال اولاد الملحة يتساءلون كيف يمكن له ان يزاوج بين المنصبين وهما خطان متوازيان لايلتقيان؟.
والله يا ابا الطيب انت تحب النكد فقد بلغت من العمر عتيا وليس من صالحك ان تعيش مثل هذا البؤس.
وكأنه لم يسمع ماقيل فقد اكمل:
اترى هل هناك اكثر من نكران الجميل مثل الذي فعلوه بالمرحومة عفيفة اسكندر؟ انهم اناس يعجنهم العجب وتسيرّهم اللامبالاة وبعضهم يمارس منذ سنين الضحك على الذقون.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

كوابح العقل البشري

كامل النجار

من المعروف أن عقل الإنسان لا تحده حدود إذا كان الإنسان يعيش في مجتمع متفتح وحر يسمح له بالتفكير غير المقيد بقوانين وحدود. فمثلاً في القرن الثالث قبل الميلاد، قبل أن يخترع الإنسان التكنولوجيا الحديثة التي مكنتنا من الغوص في أعماق المجرات، توصل عقل العالم الرياضي اليوناني أريستاركوس إلى أن الكواكب تدور حول الشمس، وأن الكرة الأرضية تدور حول محورها. وقد توصل فيلولوس، تلميذ فيثاغورس، إلى أن الكواكب والأرض والشمس، كلها تدور حول نقطة محورية .

توصل العقل البشري لكل هذه الاستنتاجات باستعمال الرياضيات التي قال عنها فيثاغورس إنها مفتاح أسرار الكون.
ولكنا نعرف أن العقل البشري تقيده كوابح عديدة، منها الجهل الذي يحرم العقل من التفكير خارج نطاق المألوف، ومنها البيئة التي يولد فيها الإنسان وعليه أن يلتزم بقوانينها الموروثة وعاداتها وتقاليدها التي ربما تمنع الإنسان من التفكير في أشياء غيبية كثيرة تحت الخوف من العقاب، ومنها الأمراض الوراثية التي تمنع دماغ الجنين من النمو الطبيعي فيولد الطفل وهو مصاب بقصور وتخلف عقلي. ولكن أكبر الكوابح للعقل هو الدين، وخاصةً الدين الإسلامي.
كل الأديان، حتى غير “السماوية” منها مثل البوذية قد حرّمت السؤال الذي هو أساس المعرفة. فالدين الإسلامي منع السؤال بأمر رباني في القرآن (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم). وعندما تجرأ بعضهم وسأل محمد، جاءت الإجابات الإلهية بعيدة كل البعد عن جواب السؤال ولم تشحذ العقل للتفكير. فمثلاً عندما سُئل عن الروح، قال هي من أمر ربي. وعندما سُئل عن الهلال وكيف يصير قمراً مكتملاً، قال لهم (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس). وحتى بوذا العظيم الذي لم يقل إن إلهاً قد أرسله، منع أتباعه من السؤال. يُحكى أن أحد تلاميذه كان مغرماً بالفلسفة وأمطر بوذا بوابل من الأسئلة عن الميتافيزيقيا وعن وجود خالق لهذا الكون، فقال له بوذا “أنت كرجلٍ أصابه سهم مسموم، وبدلاً من الذهاب إلى الطبيب لإخراج السهم المسموم أصر المصاب على معرفة اسم وقرية الشخص الذي رماه بالسهم قبل أن يذهب إلى الطبيب. فسوف يموت هذا الشخص قبل أن يحصل على هذه المعلومات غير المفيدة. وما فائدة أن نعرف إذا كان هناك إله قد خلق هذا الكون، فالألم والحرمان والموت سوف يظل يلاحقنا إن كان هناك إله أم لا.” وهذا يعني بصريح العبارة الامتناع عن الأسئلة التي تحرج رسول أو نبي ذلك الدين، وبدون السؤال لا يمكن للعقل أن يتفتح.
حتى الأديان القديمة ذات الآلهة المتعددة مثل الديانة اليونانية القديمة، منعت السؤال بطريقة غير مباشرة عندما أخبرت الناس بأن البرق هو عبارة عن غضب وزمجرة كبير الآلهة زيوس. فلا داعي إذاً للبحث عن ماهية البرق والتفكير في كيفية الوقاية منه. وحتى إفلاطون، ذلك الفيلسوف العظيم، قد أصدر في آخر حياته كتاباً اسمه “القوانين”
The Laws
قال فيه (إن أول مهمة الدولة هي أن تزرع الأفكار الصحيحة عن الآلهة في عقول المواطنين، وعليها أن تنشيء مجلس أمناء يعمل ليلاً لمراقبة تفكير المواطنين الذين يجب أن يلتزموا بثلاث بنود من الإيمان: أن الآلهة موجودون، وأنهم يهتمون بالناس، وأن الآلهة لا يتأثرون بالأضحية والدعاء. أما الذين لا يلتزمون بهذه القوانين يمنحهم المجلس خمس سنوات ليرجعوا إلى الجادة ويعترفوا بالقوانين الثلاثة، أو يُعدموا كملحدين.) فلا مجال للسؤال عن الآلهة وقوانينهم.
قبضة الأديان على عقول الناس قبضة خانقة لم ينجُ منها حتى المصلحين من أمثال مارتن لوثر (1483-1546)، وتوما الأكويني (1225-1274)، وكالفن (1509-1564) وغيرهم الكثير. فمارتن لوثر مثلاً أرغى وأزبد في خطبه ضد المرأة واليهود والأتراك لأن تعاليم الكنيسة الكاثوليكية التي ثار ضدها كانت مليئة بلوم النساء واليهود، وقال إن كل الكتب التي تحتوي على هرطقة يجب أن تُحرق. وأما كالفن فقد كان من المتحمسين لمحاكم التفتيش وأمعن في قتل وحرق كل من شك في إيمانه. وقد قال كالفن (إن الإنجيل لا يقول شيئاً عن علم الفلك، فمن أراد أن يدرس علم الفلك أو الفنون، عليه أن يرحل إلى مكان آخر).. ربما يكون رجل الدين الوحيد الذي احترم عقله هو سانت أغسطين الذي قال (إذا تصادم الكتاب المقدس مع العلوم الطبيعية يجب أن يُعاد تفسير الكتاب المقدس).
مشكلتنا مع غير المسلمين أنهم لا يعرفون شيئاً عن الإسلام وتنطلي عليهم دعاية الإسلاميين التي تقول إن الإسلام دين سلام ومحبة ودين يدعو للتفكير والتأمل. من هؤلاء الذين انطلت عليهم خدعة الإسلاميين الرجل المثقف صاحب المكانة المرموقة في صفوف البوذيين، ألا وهو الدلاي لاما. فقد كتب هذا الرجل الذي هو غني عن التعريف، كتاباً سماه

Beyond Religion
يقول فيه إننا لا نحتاج إلى الأديان لنتعلم المثُل العليا والأخلاق، فقد تعلمها الإنسان من إنسانيته. ولكنه يقول في هذا الكتاب

Of course, all the world’s major religions, with their emphasis on love, compassion, patience, tolerance and forgiveness, can and do promote inner values
وترجمة هذه الفقرة هي “بالطبع فإن كل ديانات العالم الرئيسية تشدد على الحب، والشفقة على الآخرين، والصبر، والحلم وغفران خطايا الآخرين، وبهذا تروج للقيم الداخلية لدى أتباعها.” فهل الأديان فعلاً تروج لهذه القيم الحميدة؟ لا شك أن الأديان الوضعية، مثل الهندوسية والبوذية، تحث أتباعها على احترام المخلوقات الأخرى وعلى ممارسة اللاعنف في تعاملهم مع بعضهم البعض ومع المختلفين عنهم. والعهد الجديد يحث أتباعه على حب أعدائهم، ولكن نظرة خاطفة على العهد القديم أو القرآن أو كتب السيرة والفقه الإسلامي تقنعنا أن الدالاي لاما فإذا نظرنا مثلاً في العهد القديم نجد ( 3 فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً) (صموئيل، الإصحاح 15). فإله العهد القديم لا يترك للعقل أي مجال للتفكير أو السؤال: لماذا أقتل الأطفال الرضعاء والغنم والنساء، وهم لم يشتركوا في القتال ولم يصيبوا العبرانيين بأي أذى؟ وحتى الجمال والحمير التي يمكن أن يستفيد منها العبرانيون في نقل أمتعتهم أمرهم ربهم أن يقتلوها. وكل من يحاول استعمال عقله ويسأل الحاخامات عن الهدف من كل هذا القتل والدمار، يُعتبر كافراً ويُعاقب.
أما الدين الإسلامي فلا ينتمي إلى القيم الإنسانية النبيلة التي ذكرها الدلاي لاما. القرآن يدعو إلى نبذ الآخر وإثارة العداوة بين الناس عندما يقول (لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنو بالله وحده) (الممتحنة 4). فليس هناك أي فرصة للتفكير ومحاولة فهم لماذا لم يتبع قوم إبراهيم رسالته. وهل لابد من أن نكن العداوة والبغضاء لمن يختلف معنا في المعتقد، أو كما قال أغبى رئيس للولايات المتحدة “من ليس معنا فهو ضدنا.” في الوقت الذي يقول القرآن (من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه) وفي الوقت الذي يشن فيه أئمة المساجد هجومهم العنيف على اليهودية والمسيحية، نجد أن الإمبراطور الهندي أشوكا
Ashoka
في القرن الثالث قبل الميلاد كتب على أحد أعمدة قصره:
Honour another’s religion, for doing so strengthens both one’s own and that of the other
وترجمة ذلك “احترم وعظم ديانة الآخر لأن احترامك لها يقوي ديانتك أنت كما يقوي ديانة الآخر.” قارن هذا مع “لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقها.”

وهناك بالطبع تناقضات فاضحة في القرآن لا يجوز للمسلم التحدث عنها أو التفكير فيها كي لا يضله الشيطان، وليذهب العقل إلى الجحيم. يقول القرآن (قالت اليهود يد الله مغلولة غُلت أيديهم ولُعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء …. وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة) (المائدة 64). فإذا كانت يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، لماذا طلب أن يقترض مالاً من المسلمين (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافا كثيرة) (البقرة 245).
الأديان “السماوية” استعملت العنف والخوف لتكمم أفواه وعقول المخالفين، واستعانت بالحكام لسجن وقتل المخالف. ففي القرن السادس أو السابع الميلادي كان هناك كاتب إغريقي يحب الفلسفة ولم يرَ تعارضاً بينها وبين المسيحية، ولكن لخوفه من السلطات الدينية التي منعت تدريس الفلسفة اضطر لكتابة آرائه تحت اسم مستعار، هو “دينيس”
Denys the Areopagite
. وفي نفس الوقت الذي كتب فيه دينيس كتابه، أمر الإمبراطور جستينيان أن تُغلق الأكاديمية في القسطنطينية مما اضطر الفلاسفة إلى الهروب إلى بلاد فارس أو العمل تحت الأرض. وعندما قبضت الكنيسة في سويسرا على الطبيب سيرفيتيوس واتهموه بالزندقة، لم يدافع عنه إلا جوريس البازلي الذي اضطر لكتابة دفاعه تحت اسم مستعار خوفاً من أن يلقى نفس مصير سيرفيتيوس. وعندما توفي جوريس واكتشفت الكنيسة أنه هو الذي دافع عن سيرفيتيوس، نبشوا قبره وأخرجوا عظامه وأحرقوها.
أما موقف الإسلام من الفلسفة والعلم فلا يحتاج إلى شرح وتقديم الأمثلة. فما كتبه “حجة الإسلام” الغزالي عن الفلاسفة وعلمهم قتل الفلسفة في العالم الإسلامي حتى يومنا هذا. أما مقولة “أطلبوا العلم ولو في الصين” فالمقصود بها العلوم الشرعية التي جعلت شيوخ الإسلام يتحكمون في رقاب المسلمين طوال هذه القرون. ففي الحديث (من أراد العلم فليثور القرآن). قال شمر: تثوير القرآن قراءته ومفاتشة العلماء به.‏ والقرآن يقول لمحمد (ولئن تتبع أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) (البقرة 120). فأي علم جاء لمحمد؟ هل هو علم تأبير النخل أم علم نزول البَرد من جبال في السماء؟ أم علم الشمس التي تسجد تحت العرش كل ليلة؟ فإذا كان نبي الإسلام أمياً، وشيوخه جهلاء لا يعرفون غير الحيض والنفاس وأحاديث أبي هريرة وعائشة التي تتحدث عن مص النبي لسانها وهو صائم، فأي علم نتوقعه منهم؟

كان طلاب اللاهوت في أوربا في القرن الثالث عشر يُفرض عليهم دراسة المنطق والرياضيات وفلسفة أرسطوطاليس قبل أن يبدأوا دراسة الثيولوجي. ومع ذلك كانت الكنيسة تصادر الكتب وتكمم الأفواه والعقول. ففي العام 1559 أصدر بابا الفاتيكان بولوس الرابع
Paul IV
أول قائمة بأسماء الكتب الممنوع الاطلاع عليها في العالم الكاثوليكي وقتها.
التعاليم الدينية تجعل المؤمن بذلك الدين يتفوه بعبارات محفوظة لا معنى لها. فمثلاً الدالاي لاما يقول، كما تقول الكنائس:
And since God is infinite love or infinite compassion, loving others is part of loving and serving God
“وبما أن الله حب لا نهائي وعاطفة لا حدود لها، يصبح حب الآخرين جزءاً من حب الله وطاعته.”
فهل حقيقة أن الله حب لا متناهي وعاطفة بلا حدود؟ أليس الله هو إله موسى الذي أمره بقتل الأطفال والنساء والبقر والغنم التي يجدونها في ديار العماليق؟ أليس الله هو إله القرآن الذي يقول (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها) (النساء 56). وكذلك (فالذين كفروا قُطّعت لهم ثيابٌ من نارٍ يُصب من فوق رؤوسهم الحميم. يُصهر به مافي بطونهم والجلود. ولهم مقامع من حديد. كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غمٍ أُعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق) (الحج 19-22).
وبسبب التعتيم على العقل المؤمن اشتعلت الحروب الدينية في أوربا والشرق الأوسط، كل فريق يدافع عن دينه ويقتل ويحرق لنصرة إلهه الذي هو حب لا متناهي. هذا الحب اللامتناهي نرى ثماره التي يحصدها الحرس الثوري في إيران، وتحصدها المليشيات الإسلامية في السودان. إذا لم ننجح في فصل الدين عن الدولة فسوف تظل عقولنا مليئة بفقه الحيض والنفاس وتكفير الآخر.

المصادر
Karen Armstrong, The Case for God, Vintage Books, 2009, p 174
نفس المصدر، ص 31
نفس المصدر ص 73
نفس المصدر ص 171
Dalai Lama, Beyond Religion, Rider Books2012, p xv
Karen Armstrong, The Case for God, p 123
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ج1، سورة البقرة، الآية 67
Karen Armstrong, The Case for God, p 148
نفس المصدر ص 178

كامل النجار (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

لا يمكن إثبات وجود الخالق بالمنطق

كامل النجار

نشر السيد علي رغيد الخيرو مقالاً في موقع “الحوار المتمدن” يرد فيه على مقال للسيد نهاد كامل الذي كان قد قال إن الخالق لا يمكن إثبات وجوده بالمنطق وإنما يعتمد وجوده على الإيمان فقط. ورغم أن المقال موجه للسيد نهال كامل فقد رأيت أن ألقي بدلوي بين الدلاء عساني أن أضيف شيئاً لموضوع النقاش
يقول السيد علي رغيد “ان وجود الله لا يخضع لشيئ و انما هو وجود يخضع الاشياء لارادته.” وبهذه الجملة هدم السيد علي رغيد كل مقاله الذي حاول فيه إثبات وجود الخالق بالمنطق فقط. فإذا كان وجود الله لا يخضع لشيء فهو بالتالي لا يخضع للمنطق، ويصبح من العبث محاولة إثباته. وقد سبقنا مفكرون كثيرون، منهم المسلم ومنهم الغربي المسيحي واللا ديني الذين اتفقوا أن وجود الخالق لا يمكن إثباته بالمنطق، كما لا يمكن إثبات عدم وجوده. فنجد أن ابن سينا والفارابي وابن رشد قد قالوا باستحالة الإثبات، وقال بذلك عدد كبير من فلاسفة التنوير الأوربيون.
ثم يقول السيد علي رغيد “ان الله, عز و جل, قد صرح في كتابه الكريم ان الذين يعلمون و الذين لا يعلمون غير متساويين؛ اي ان للعلم قيمة و ليس هراء بهراء. و ان كان للعلم قيمة, فان مقاييس العلم و تخيلات العلماء, التي هية ادواتهم للتفريق بين الحقائق و الاكاذيب لها قيمة ايضا؛ طالما استندت على المنطق الصلب الغير قابل للدحض.” انتهى
أولاً: نحن هنا نناقش إمكانية وجود خالق لهذا الكون، وإذا كنا لا نستطيع إثبات وجوده، يصبح الاستشهاد بما زعموا أنه كتابٌ من عنده نوعاً من تقهقر المنطق. علينا أولاً إثبات وجوده حتى نطمئن أن الكتاب من عنده. وليس هناك من شك أن الذين يعلمون أفضل من الذين لا يعلمون. ولكن المشكلة هي أن أغلب الذين يعلمون العلوم الفلسفية والعلوم الطبيعية ليسوا مقتنعين بوجود هذا الخالق. الأشخاص الوحيدون الذين يجزمون بوجوده هم رجال الدين الجهلاء الذين لم يطلعوا إلا على كتب التراث والقرآن، ويكاد علمهم بما غير ذلك يساوي علم الأميين الذين لم يتعلموا الكتابة أو القراءة.
يقول السيد علي رغيد مخاطباً السيد نهاد كامل ” ان رفضك لعبارة: “لكل مصنوع صانع, اذا لكل مخلوق خالق” هو قرار صائب و ان لم تقدم سبب هذا القرار. علماء الدين, في استخدامهم لهذه العبارة, يستعملون مبدا المسبب الكافي؛ اي ان وجود الله كاف لتسبيب وجود الكون. الا ان قاعدة المسبب الكافي تدل على ان وجود الكون لا يدل على وجود الله و قد يكون المسبب شيئا اخر, كتعاون مجموعة من الكائنات على خلق الكون (كما تصرح بعض الديانات) او تفاعل فيزيائي عظيم (كما يصرح بعض العلماء).” انتهى
وهذا منطق سليم قال به الأوائل عندما ناقشوا مسألة وجود الله، وقالوا إن البعرة تدل على البعير ولكن البعير لا يدل على البعرة. أي بمعنى أننا إذا رأينا بعرة في مكان ما يمكننا الجزم أن بعيراً قد مر بهذا المكان في زمنٍ ما، ولكن إذا رأينا بعيراً فلا نستطيع أن نجزم أن ذلك البعير قد أخرج تلك البعرة لأن بعيراً أخراً قد يكون أخرجها أو أن هناك حيواناً أخراً بعرته تشبه بعرة البعير
ولكن السيد علي رغيد يفسد منطقة بالجملة الآتية ” و الاجدر بعلماء الدين استخدام قاعدة المسبب الضروري؛ اي ان وجود الله ضروري لوجود الكون, و بالنتيجة فان وجود الكون دليل على وجود الله مع ان وجود الله لا يعني ضرورة وجود الكون.” انتهى
استعمال المسبب الضروري هنا استعمال خاطيء إذ أن أعداداً كبيرة من البشر لا تعترف بوجود خالق، وبالتالي وجود الكون لا يعتمد عليه. المسبب الضروري يكون في حالات اختصاصية شديدة التعقيد. فمثلاً إذا كان هناك مريض به عطب بالقلب ويحتاج إلى عملية جراحية لإنقاذ حياته، فلا بد أن يجري هذه العملية طبيب مختص في جراحة القلب. فلو احضرنا جراحاً مختصاً في جراحة المسالك البولية وطلبنا منه إجراء عملية القلب فسوف يتسبب في موت المريض. فإذاً جراح القلب هنا يصبح المسبب الضروري. أما وجود الكون فنحن نعلم الآن أنه حدث نتيجة الإنفجار الكبير

Big Bang.

فالإنفجار الكبير هو المسبب الضروري للكون ولولاه لما أتى الكون إلى عالم الوجود
اعتمد السيد علي رغيد على نظريتين لإثبات وجود الله بالمنطق، فقال:
-“قانون السببية: ينص قانون السببية على ان لكل حادث سبب و مسبب. أن هذا القانون هو اول قواعد المنطق, حيث انه يستند على وجود حادث (فبدون حادث لا توجد مادة للتحليل المنطقي) و مسبب (حيث ان غياب المسبب يمنع حدوث الحادث) و سبب (حيث ان قظع السبب يمنع الحادث حتى بوجود المسبب). أن رفض هذا القانون يعني رفض كل العلوم و المبادء و المفاهييم التي توصل اليها الجنس البشري منذ بدا الخليقة.”
أنا شخصياً لم أسمع بقانون السببية هذا، ولكن القول إن لكل حادث مسبب، فهو قول منطقي وعلمي. فنحن نعرف من قانون الحركة لنيوتن أن الأجسام الصلبة ثابتة وساكنة ما لم تتدخل قوة خارجية تجعل الجسم يتحرك. فمثلاً إذا كانت هناك صخرة في مكانٍ ما، فسوف تظل في مكانها إلى أن يدفها شخص أو أشخاص، مثلاً، أو يركلها بعير أو حيوان آخر، أو يحدث زلزال فتدفع قوة الانفجار تلك الصخرة لتتحرك. فنحن نجد هنا أن الحادث هو حركة الصخرة، اما المسبب فقد يكون إنساناً أو حيواناً أو جماداً مثل الطاقة الناتجة عن الانفجار. أما قوله إن لكل حادث سبباً، فهو قول مرفوض لأن سبب دفع الصخرة من مكانها قد يصعب تحديده، فقد يدفعها شخص لشعورة بالملل ولحاجته أن يفعل شيئاً يبدد به هذا الملل. أو قد يدفعا زلزال بدون أي سبب. فقطع السبب لا يمنع الحادث كما يزعم السيد علي رغيد.
القاعدة الثانية التي اعتمد عليها السيد علي رغيد هي ” أنا افكر, اذا انا موجود: ان التفكير فعل. و لكل فعل فاعل. و من السليم منح فاعل التفكير هوية “انا” دون الحاجة الى نقاش فلسفي حول قيمة وجود “انا” و ماهية التفكير.” انتهى
وهذه المقولة التي تُنسب إلى ديكارت مقولة منطقية ولا يجوز أن نتناقش حولها، ولكن السيد علي يذهب أبعد من ذلك ويقول ” بدءا من القاعدة الثانية, الانسان لايستطيع اثبات اي شيئ سوى وجود نفسه بمساوات كيانه مع هوية المفكر “انا”. و بما ان التفكير يتضمن حقائق و اكاذيب, وقائع و اوهام؛ فيمكننا ان نفرض ان كل شيئ هو وهم, و ان كل ما حولنا و كل ما نشعر به و كل المدخلات الحسية هي مجموعة من الاوهام.” انتهى
فالإنسان يستطيع، وقد استطاع إثبات أشياء عديدة منها حركة النجوم والكواكب، ووجود كهرباء في البرق، وما إلى ذلك. وليس من حقنا أن نفترض أن كل شيء وهمٌ وكل ما نشعر به هو أوهام. فأنا أشعر مثلاً بألم في ضرسي، وهذا الألم ليس وهماً بدليل أن طبيب الأسنان إذا خلع ذلك الضرس يختفي الألم نهائياً.
وبمنطق أقل ما يقال عنه أنه منطق معوج، يقول السيد علي ” أن سبب وجود الاوهام و الافكار هو فعل التفكير. و مسبب الاوهام و الافكار هو الوجود “انا”؛ اذا “انا” قادر على تسبيب و جود كائنات اخرى, الاوهام و الافكار. الا ان كل ما هو مسبب من خلال وجود “انا” لا يمكن ان يكون المسبب لوجود “انا”؛ اذا “انا” غير قادر على تسبيب وجود نفسه. و ان كانت النفس غير قادرة على تسبيب النفس؛ فانها غير قادرة على تسبيب وجود ما يساويها او يفوقها في القيمة الوجودية.” انتهى
بما أن الأنا غير قادر على تسبيب وجود نفسه، يصبح الخالق غير قادر على وجود نفسه من العدم. ثم أن الأنا يستطيع أن يتسبب في وجود ما يساويه أو يتفوق عليه. فلإنسان استطاع بتفكيره اختراع

super computer

هو أقدر من أذكى إنسان على القيام بعمليات حسابية معقدة وبتحليل المعلومات المتوفرة عنده ليأتي لنا بتنبؤات غاية في الدقة، ولا يمكن لإنسان أن يقوم بها
السيد علي رغيد قال إن الإنسان هو “الأنا” والمسبب لوجوده هو “هو”، ثم استنتج من ذلك ” ان كان وجود “هو” مؤقتا, استلزم مسببا لوجوده. و المسبب الثاني, ان كان مؤقتا ايضا, يستلزم وجود مسبب ثالث؛ حتى الى ان نصل الى مسبب دائم الوجود, لا يستلزم مسبب و لا فعل دال على الوجود. يمكن ان نمنح المسبب الدائم هوية “هو” و اعتباره مسببا غير مباشر (او مباشر) لوجود “انا”.انتهى
وإذا تتبعنا هذا المنطق نجد أن المسبب الثاني لابد أن يكون له مسبب هو الثالث، ثم الرابع ثم إلى ما لا نهاية. فمثلاً إذا حاولنا قسمة العدد عشرة على ثلاثة نجد أن الفواصل المئوية تستمر إلى ما لا نهاية. ومن العبث أن نحاول الوصول إلى آخرها. ونفس المنطق ينطبق على وجود الخالق. فهذا الكائن الذي خلقنا لابد أن يكون له خالق أتى به إلى الوجود. وخالقه كذلك لابد أن يكون له خالق، وهكذا إلى ما لانهاية له.ولو قلنا إن هذا الخالق خلق نفسه، نكون قد ضحكنا على أنفسنا لأن ذلك من المستحيلات. فكيف أتى إلى الوجود إذاً؟ رجال الدين يقولون إنه موجود منذ الأذل. ولكن هذا الجواب لا يفيدنا في إثبات وجوده. فمهما رجعنا إلى الوراء زمنياً فلن نصل إلى النقطة التي ظهر فيها هذا الخالق لأن الزمن لا حدود له.
يقول ابن رشد القرطبي في كتابه “الفصل في الملل والأهواء ةالنِحل”، المجلد الأول، ص 10 ” وإذا كان ذو أول فلا بد ضرورة من أحد ثلاثة أوجه لا رابع لها وهي إما أن يكون أحدث ذاته وإما أن يكون حدث بغير أن يحدثه غيره وبغير أن يحدث هو نفسه وإما أن يكون أحدثه غيره فإن كان هو أحدث ذاته فلا يخلو من أحد أربعة أوجه لا خامس لها وهي إما أن يكون أحدث ذاته وهو معدوم وهي موجودة أو أحدث ذاته وهو موجود وهي معدومة أو أحدثها وكلاهما موجود أو أحدثها وكلاهما معدوم وكل هذه الأربعة الأوجه محال ممتنع لا سبيل إلى شيء منها لأن الشيء وذاته هي وهو هي وكل ما ذكرنا من الوجوه يوجب أن يكون الشيء غير ذاته وهذا محال وباطل بالمشاهدة والحس فهذا وجه قد بطل ثم نقول وإن كان خرج عن العدم إلى الوجود بغير أن يخرج هو ذاته أو يخرجه غيره فهو أيضاً محال لأنه لا حال أولى بخروجه إلى الوجود من حال أخرى ولا حال أصلاً هنالك فإذاً لا سبيل إلى خروجه.” انتهى
وهذا يقودنا إلأى مذهب الوجودية الذي يقول إن لكل شيء ماهية ووجود. والماهية هي الصفات. فالجمادات تسبق ماهيتها وجودها، بمعنى أن النجار يتخيل في ذهنه شكل طاولة ولونها وأبعادها، ثم ينجرها من الخشب، فماهيتها قد سبقت وجودها. بينما غير الجماد يسبق وجوده ماهيته، بمعنى أن الطفل أو جنين الحيوان يولد وذهنه خالي من أي معلومة، وبمرور الزمن يتعلم الأشياء ويكتسب صفاته، أي ماهيته، فإذاً وجوده قد سبق ماهيته. فإذا كان الخالق قد سبقت ماهيته وجوده، فهو جماد لا يستحق أن يُعبد، وإذا كان وجوده سبق ماهيته، فلا بد أن يكون له خالق أتى به إلى الوجود ورعاه إلى أن اكتملت صفاته
وفي النهاية لا يمكننا إثبات وجود الخالق منطقياً كما لا يمكننا نفي وجوده بالمنطق ولو أن المعلومات العلمية المتوفرة لدينا الآن تقودنا إلى الميل إلى عدم وجوده

كامل النجار (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

رسالة العيد من خبراء عسكريين لبشار الأسد

نهاد إسماعيل

برعاية منتدى الدفاع البريطاني
UK Defence Forum
عقد قبل ايام ندوة هامة تتعلق بمستقبل منطقة الشرق الأوسط المتفجرة تخللها عشاء في أحد قاعات مجلس العموم البريطاني في لندن. حضر الندوة 38 ضيفا وبالدعوة فقط وغالبيتهم من عسكريين بريطانيين متقاعدين من الجيش البريطاني ومن الجناح العسكري لحلف الناتو وعدد من النواب البرلمانيين واعضاء من مجلس اللوردات البريطاني. كما حضر مستشارون عسكريون لحلف الناتو ولوزارة الدفاع. وتم اختيار الضيوف على قاعدة تخصصاتهم واهتماماتهم بالشرق الأوسط والأمور الدفاعية العسكرية.

اطلق كلمة الحوار زميل وعضو المعهد الملكي البريطاني لشؤون الدفاع المعروف برويال يونايتد سيرفيسز انستيتيوت

Royal United Services Institute) ) RUSI
وهو كولونيل سابق ويقدم استشارات لوزارة الدفاع والناتو ولا استطيع ذكر اسمه لكونها ندوة مغلقة حسب قواعد المعهد الملكي البريطاني تشاثام هاوس. يجب التنويه ان الندوة عقدت تحت ما يسمى قواعد المعهد الملكي البريطاني (تشاثام هاوس) والتي تقضي بعقد لقاءات مغلقة دون الاشارة الى المتحدثين أو الى هوياتهم. الهدف من ذلك هو تشجيع المتحدثين ان يقولوا رأيهم بصراحة ويتبادلوا ارائهم بانفتاحية تامة دون قيود ودون مسائلة ودون عواقب وتعهد الحضور بعدم ذكر الاسماء. وليس بالضرورة ان تعقد الندوات في مقر تشاثام هاوس ذاته وقد تكون في أي مكان بشرط الالتزام بقاعدة عدم كشف هويات المتحدثين.

تفكيك نظام بشار الأسد واسقاطه من الأولويات العاجلة:

كان عنوان الكلمة ” شرق البحر الابيض المتوسط تحت برميل بارود “. أشار المتحدث الرئيسي للربيع العربي والهزات التي تعرضت لها المنطقة لا سيما في مصر وليبيا ولكن الملف السوري احتل الحيز الأكبر من النقاش. وعبر المتحدث عن قلق شديد من نشوب حروب مذهبية وطائفية بين السنة والشيعة في المنطقة وتخوفات من تصاعد ادوار حزب الله وايران في المنطقة.

لكي لا أرهق القاريء بتفاصيل تحليلية طويلة اكتفي باختصار شديد أن اقول ما يلي: كالعربي الوحيد في الندوة طلب المشرف مني ابداء رأيي في الموضوع السوري وقدمني كخبير في شؤون الشرق الأوسط. شكرته على الافراط في وصفي بالخبير وقلت لا أزعم اني خبيرا بل مهتما ومتابعا لملف الشرق الأوسط بشكل عام والثورة السورية بشكل خاص.

قلت ان اسقاط نظام بشار الأسد يجب ان يكون أولوية عاجلة واوضحت ان سقوط بشار سيضعف ايران وسيهمش حزب الله وسيضع حدا للمجازر. وحذرت ان التقاعس الدولي في التحرك ضد هذا النظام سيفتح الابواب للقاعدة والمتطرفين لخلط الأوراق ولتعزيز وجودهما على الأرض السورية. وأوضحت الدور التخريبي الذي تلعبه سوريا في المنطقة وأنهيت بالقول ان تفكيك هذا النظام سيخدم الاستقرار في المنطقة والعالم.

الاستنتاجات:
لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا الجديدة:
كان هناك شبه اجماع من القادة العسكريين وبعض الخبراء ووزراء دفاع سابقين ان التدخل العسكري في اللحظة الحاضرة أمر غير وارد أوروبيا. أي لا نتوقع تدخل عسكري الآن ولكن هذا قد يتغير لسببين الأول: هل ستطلب تركيا تفعيل المادة 5 في اتفاقيات حلف شمال الأطلسي اذا تعرضت لاعتداءات متكررة من سوريا؟ وقبل عدة شهور اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان بلاده قد تطلب تفعيل المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي على خلفية اطلاق نار من الأراضي السورية باتجاه الأراضي التركية. تنص هذه المادة على أن الهجوم على احدى الدول الأعضاء في الحلف يعتبر هجوما على جميع دول حلف الناتو.

والسبب الثاني هو من سيربح الانتخابات الأميركية الرئاسية المنتظرة خلال اقل من اسبوعين؟
ولكن المثير للاهتمام أن الغالبية العظمى في الندوة يعتقدون انه لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا وأنه ساقط لا محالة سواء كان هناك تدخل عسكري خارجي او لم يكن؟ أقول في بداية الفقرة ” شبه اجماع” لأن وزير دفاع سابق من حزب المحافظين ونائب في البرلمان الأوروبي عبرا عن مخاوفهما على مستقبل الأقليات في سوريا وطمأنتهما ان النظام الحالي يقتل ويضطهد جميع السوريين والطائرات المقاتلة لا تميز بين مسلم ومسيحي او كردي وعربي ولا تميز بين شيعي او سني.

والتساؤل الباقي هو هل سيخرج بشار سالما باتفاق مسبق او مقتولا كزميله في الدكتاتورية معمر القذافي؟. غباء النظام وتعنته يجعلني أرجح النهاية القذافية لبشار الأسد.

لندن

المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment