كيف أديرت سوريا؟

ميشيل كيلو

الشرق الأوسط

قبل الثورة، كان الخوف يدفع السوريين إلى الحديث عن أنفسهم وكأنهم ضيوف لدى النظام. وكان النظام يتحدث عنهم وكأنهم خدم لديه. كان الخوف يدفع السوريين إلى عزو كل ما هو سلبي في حياتهم إلى أنفسهم، وكل ما هو إيجابي إلى القيادة، إلى رجل خصهم الله به دون جميع شعوب الأرض، مع أنهم لا يستحقونه، ويعد رئيسا مظلوما لأنه يحكم شعبا صغيرا لا يرقى إلى مستواه الاستثنائي والفريد. كانت دعاية النظام الرسمية تؤكد: لو أن رئيسه حكم أميركا لنال المكانة التي تتفق مع مواهبه وأهميته، لكنه لحسن حظ السوريين وسوء حظه الشخصي مبتلى بشعب صغير، لولا قيادته الحكيمة لكان أحد أكثر شعوب الأرض تأخرا وهامشية، ولما كان لديه شيء يثير الاهتمام. لذلك، من الحتمي تقسيم التاريخ السوري إلى مرحلتين: واحدة بائسة سبقت وصوله إلى الحكم، كانت البلاد غارقة خلالها في شقاء لا يوصف وعاجزة عن مواجهة أي مشكلة مهما كانت صغيرة، وأخرى تلت لحظة فريدة في حياتها بدأت مع توليه القيادة، هي حقبة سعد فيها المواطنون به وشقي هو بهم، لأنه يعمل ليلا ونهارا لإخراجهم من حال ميؤوس منها كانوا يعيشون فيها بلا أمل أو رجاء، وبلا ما وفره لهم بجهوده الاستثنائية الملهمة من حاضر تليد ومستقبل مجيد.

روى أحد الاقتصاديين قصة تبين هذا الواقع حدثت خلال لقاء جمعه مع ضابط كبير أخبره أن الفضل فيما يصل سوريا من مساعدات يرجع إلى السيد الرئيس، فلا ضير إن هو اعتبره ملكه الشخصي، الذي يدفعه نبله وكرمه إلى الجود به على شعب لا حق له فيه. سأل الرجل إن كان المال لا يمنح لسوريا، فنهره الضابط بحدة وقال: ولماذا لم تكن الأموال تأتي إلى سوريا قبل الآن؟ إن سوريا ليست هي التي تتلقى المعونات، ولو كنت مكان السيد الرئيس لما أعطيتها قرشا واحدا مما يأتيني، ولنر عندئذ ماذا كان بوسعك أن تفعله أنت وسورياك! من هذا المنطق، كانت السلطة تسمي زيادات الرواتب «أعطيات»، فهي ليست مستحقات الموظفين، التي يحتم القانون دفعها لهم وفق نسب معروفة ومحددة بصورة مسبقة زمانيا وحسابيا، بل هي «منح» توهب لهم من واجبهم شكر سيدهم عليها وكأنها من ماله الخاص، أو كأنه أخرجها من جيبه ووضعها في جيوبهم، على الرغم من أنهم ليسوا بحاجة إليها. يحرم السيد الرئيس نفسه مما يحصل عليه الرؤساء عادة، بل إنه يجوع كي يشبعوا، ويعاني الحرمان كي ينعموا بالوفرة، ويسكن في بيت عادي كي يسكنوا بيوتا فارهة.

ثمة طرفة تكشف النظرة الرسمية إلى علاقة الرئيس مع سوريا شعبا ووطنا. أخبر عنصر في الأمن عنصرا آخر أن السيد الرئيس أصدر مرسوما حول الزلازل، فعلق هذا بتلقائية: لا يستحق الشعب ما يفعله السيد الرئيس من أجله، ولو كنت مكانه لما أصدرت مرسوما يمنع وقوع الزلازل، ولتركتها تفتك به. تصور أن هذا الشعب اللعين لم ينظم إلى الآن مسيرات تشكره على هذا الإنجاز.

هذه ليست مجرد أحداث عابرة ونكات. إنها وصف لعقلية آمنت أن البلاد تصنع من فوق، وأن كل ما فيها يرجع إلى جهود شخص واحد هو «السيد الرئيس»، فهي إذن بلاده: ملكه الشخصي والخاص، الذي يعيش منه وبفضله شعب طفيلي يبقيه هو حيا بفضل مكرمات تعيله وتكفل استمراره.

بهذه الصورة الآيديولوجية، التي لا تتفق مع أي واقع في أي زمان أو مكان، وتقلب الحقائق رأسا على عقب، فتجعل النظام منتجا وعاملا والشعب سلابا نهابا وكسولا، وتوقف الواقع على رأسه بدل قدميه، وتنتج الدولة والشرعية من غير مكانها التقليدي: الشعب وسيادته. لا عجب أن تتشوه حياة المواطن، وأن يكون الخوف أكثر أشكال وعيه تعبيرا عن وجوده وتحصينا له، وأن تكمن سلامته في هامشيته وابتعاده عن الشؤون العامة، وترك مصيره ومصير وطنه لإرادة فرد واحد لا سلطة لأحد عليه هو «سيده» الذي يملك كل ما يلزم من أدوات وقوة وموارد للتحكم به وإعادة إنتاجه على الصورة التي تخدم سلطانه، ويقرر وحده كيف تكون شؤونه وما هي مصالحه وكيف تتحقق وما النتائج المترتبة عليها في حياة كل تابع من هؤلاء الذين يسميهم في مفتتح خطبه: «مواطنيه الأعزاء أو إخوته المواطنين».

ربما كان هذا الوضع العبثي هو الذي يفسر ما يجري في سوريا اليوم من عنف، فالتابعون الذي يعيشون من نعم «سيدهم» ليس من حقهم بالطبع التمرد أو الثورة عليه، ولا يجوز أن يعتمدوا حيال أفضاله لغة غير لغة التسبيح بحمده وشكره على عطاياه ومكرماته، فإن هم تمردوا أو ثاروا أو احتجوا، كان من حقه وواجبه معاملتهم كعصاة قضوا على مسوغات وجودهم بأيديهم، وغدا من المنطقي والحتمي أن يستعيد ما حصلوا عليه منه: أي كل ما يملكونه، بما فيه حياتهم.

يجد ما يجري في سوريا تفسيره في هذه الآيديولوجيا السلطوية، التي تنتج عقلية تعتبر المواطن شيئا نافلا لا لزوم له، وممارسة همها التخلص منه كعبء زائد لا لزوم له، خاصة إن كانت مطالباته تهدد توازنات السلطة وتبدل طابع علاقاته معها.

يحار العالم في فهم ما يجري من عنف لا مسوغ له في سوريا، ولن يكون له أي مسوغ في أي مجتمع آخر أو في أي علاقة سياسية بين سلطة حاكمة ومواطنين محكومين. لذلك ترى بين مراقبي الوضع السوري من يرد عنفه إلى طبيعة خاصة بالقابضين على أعنته، لا تشبه طبيعة أي مجموعة سياسية أخرى. والحال، لا يرجع العنف الرسمي السوري إلى طبيعة بشرية ما، بل هو نتاج مركب ومعقد لآيديولوجية سلطوية مشحونة بمصالح فئوية وحسابات خلاصية تنزه الحاكم وتضعه في مرتبة تبيح له قلب الجرائم التي يرتكبها نظامه إلى فعل أخلاقي على صعيده الخاص ووطنيا في المجال العام. من يستمع إلى تصريحات وأحاديث المسؤولين السوريين يرى هذا الجانب مبثوثا بوضوح في كل جملة يقولونها، ويراه في القول الصريح، الذي ينفي أن يكون قتل الشعب جريمة، ويؤكد بعد مرور قرابة عامين أن موت الشعب فعل أخلاقي ووطني وإنساني، يطهره من العناصر الفاسدة والخائنة. هذه العقلية بالذات هي، بنتائجها العملية، البلاء الأعظم الذي حل بسوريا!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أمثولة من تواضروس إلى الراعي والسيستاني والقرضاوي وغيرهم

فؤاد مطر

في عملية انتخابية يتمنى المرء لو يتأمل أهل السياسة في نقاء ديمقراطيتها وبساطة إجراءاتها وعمق معانيها، اختار أقباط مصر أسقف عام البحيرة الأنبا تواضروس بطريركا للأقباط الأرثوذكس والكرازة المرقسية خلفا للأنبا شنودة الثالث، الذي توفي مساء يوم السبت 17 مارس (آذار) 2012 عن 89 سنة، كانت أواخرها سنوات قاسية صحيا على هذه الظاهرة الدينية، الذي روَّض العمل السياسي والسلفية القبطية المحدودة التأثير لكنها مقلقة في أي حال، متحملا تداعيات هذا الترويض على المقتضيات الدينية. وكان تشييع البابا شنودة وتعامُل الإعلام الرسمي والخاص، وهو إعلام في معظمه إسلامي التأسيس والإنتاج والكتابة وكذلك الإعلام الفضائي، مميزا اختلط فيه الأسف على رحيل البابا شنودة بالخشية مما هو آتٍ بعده، ذلك أن رحيل الرجل حدث في زمن تمدُّد الإسلاميين من الميدان إلى مؤسسات الحكم وقصر الرئاسة. ومن علامات التأسف أن العناوين الرئيسية في الصفحات الأولى للصحف القومية عن يوم التشييع (الثلاثاء 20 مارس «آذار») كانت في «الأهرام»: «مصر تودع البابا بصلوات السلام.. مسلمون ومسيحيون يبيتون أمام الكاتدرائية لتشييع البابا».

وفي «الأخبار»: «جنازة القرن.. مليونية مصرية في وداع البابا شنودة». وفي «الجمهورية»: «المسلمون والمسيحيون معا في يوم الوحدة الوطنية». وإلى هذا الأسى الذي خفف من وطأة القلق المسيحي على مستقبل العلاقة بين أكثرية إسلامية في حدود 89 في المائة وأقلية مسيحية غير محسومة رسميا نسبتها، وإن كانت لا تتجاوز 12 في المائة، فإن المستنيرين من علماء مصر، ومعهم الشيخ الأكثر حراكا على صعيد الإفتاء المجتمعي والسياسي الشيخ يوسف القرضاوي المستقر في قطر، سجلوا بعض الكلام الذي له صفة المراثي لنظيرهم الذي لاقى وجه ربه. وهؤلاء ركزوا على حرص شنودة على الوحدة الوطنية وإطفاء نار الفتنة التي كادت تحدث خصوصا في العاصمة القاهرة، وتطويق أفكار انفصالية قبطية ردا على الإصرار من جانب تيارات إسلامية متشددة على تضمين الدستور نصا ملزما بالنسبة إلى الشريعة الإسلامية. كما أن وزير الأوقاف الأسبق الدكتور محمد الأحمدي أبو النور استحضر لمناسبة رحيل البابا شنودة واقعة أراد من استحضارها ردع بعض المفترين والمسيئين إلى شنودة. وخلاصة هذه الواقعة أنه ذهب مرة مع أعضاء الحكومة للإفطار في الكاتدرائية تلبية لدعوة البابا شنودة الذي فاجأهم بأنه دعا إلى رفع أذان المغرب وإقامة صلاة الجماعة داخل الكاتدرائية، وهذا لم يحدث من قبل، ومؤشر إلى رؤية البابا شنودة للتسامح والحرص على عيش مستقر للديانات. أما الشيخ القرضاوي، فإنه في بيان التعزية من جانب «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» رثى شنودة «الواعظ الذي قال عن مصر إنها ليست مجرد وطن نعيش فيه، بل هي وطن يعيش فينا، كما أن للبابا شنودة كلمات لا تُنسى في تأييد الشريعة الإسلامية، وله مواقف مشكورة في نصرة القضية الفلسطينية والوقوف ضد زيارة القدس في ظل الاحتلال…».

وهذه المواقف للبابا شنودة كان يرفدها وبهدف التعميم بحيث يعرف القاصي والداني من المسلمين والمسيحيين في مصر وخارجها ما الذي يجعله يشدد على التسامح والوحدة الوطنية، بتقليد مستحب وغير مسبوق يتمثل في مقالة ينشرها كل يوم أحد في «الأهرام»، وبذلك بدت مقالاته هذه وكأنما هي «عظات دينية – علمانية» مطبوعة على الورق يكمل فيها عظاته الشفاهية الدينية من على المنبر الكنسي. وأجد نفسي أشير هنا إلى أنني كنت كمسلم عربي من خارج مصر المتابع ميدانيا شؤونها وشجونها وزلازلها السياسية على مدى 4 عقود أحرص على قراءة ما يكتبه البابا شنودة قدر حرصي على ما كان يكتبه الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والمطران جورج خضر، والسيد محمد حسين فضل الله، والمستنير كثير الاستنارة عائض القرني. وهؤلاء أناروا ونبهوا وشكلوا ما يشبه الرادع لاقتحامات السياسة وألاعيب السياسيين في العقيدة الدينية. وفي مقالاته «الأهرامية» كان البابا شنودة يعالج مسألة المديح والكرامة وإنكار الذات وأصول الجدية والتدقيق ومعاني الصوم «الذي هو غذاء الروح»، وفضيلة الصمت، مستحضرا قول النبي داود: «فاض قلبي بكلام صالح.. إذا كان هناك كلام نافع مفيد»، ومعنى ميلاد السيد المسيح «الذي كان في تجواله يصنع خيرا ويشفي كل مرض وضعف في الشعب ويهتم بالضعفاء والمساكين وبالخطاة وبالعشارين».

كما كان في مقالاته يتحدث عن «حاجة العالم إلى السلام وإلى الهدوء على قاعدة (على قدر طاقتكم ساعدوا جميع الناس)». وعندما لاحظ ما يحدث في زمن الانتفاضة على نظام الرئيس حسني مبارك كتب مخاطبا الناس: «لا تخافوا ولا تنزعجوا.. اعتمدوا على الله وقدرته ونعمته». وأما في مجالسه التي كنت في بعض المرات من جلسائها، نصغي إليه متحدثا نثرا وشعرا على نحو ما هو معروف عن الإمام الخميني وخليفته آية الله خامنئي والسيد محمد حسين فضل الله، فكان دائم الحرص على استحضار مآثر كرام الحقب الإسلامية، وبالذات حقبة الخليفة عمر بن الخطاب وحقبة الخليفة هشام بن مروان، وكيف أن هؤلاء الكرام أشركوا مسيحيين في دواوينهم كمترجمين أو فقهاء أو أطباء أو شعراء أو مهندسين معماريين، وعلى التذكير بأن القدس خط أحمر، وبأنه لا يجوز للمسيحيين الحج إلى مقدساتهم ما دامت تحت الاحتلال الإسرائيلي ولم تتكون دولة فلسطينية، معتبرا زيارة عدد من الأقباط إلى القدس المحتلة عام 1995 بأنهم «عصاة وغير مطيعين وعليهم أن يتوبوا، ونحن لا ندخل القدس إلا مع العرب جميعا. ثم إن إسرائيل التاريخية كانت مجرد رمز وانتهى».

الآن ولمجرد اختياره بطريركا للطائفة الأرثوذكسية والكرازة المرقسية، يعلن الأنبا تواضروس أنه سيكون رجل دين فقط، وأنه لا علاقة بين الدين والسياسة. ثم يضيف بأن الربط بين الدين والسياسة «يفسد الدين ويفسد السياسة». وهذا الموقف من جانبه له دلالاته. فهو يريد طمأنة مصر الإسلامية بأن ضجيج الدعوات إلى «مصر قبطية» لن يكون واردا بعد الآن. كما أنه سيترك لفطنة الشرعية، متمثلة في الرئاسة وروافدها، أمر تصحيح قضايا كثيرة ملتبسة، وهو فيما أراده نهج منذ اللحظة الأولى يسجل في مشهد القيادات الدينية العربية والإسلامية عموما أمثولة، خلاصة مضمونها أن المرجع الديني عليه حصر اهتمامه في القضايا الدينية؛ فلا يقتحم ميدان السياسة على نحو ما يلمسه المرء في قيادات روحية كثيرة وصل بها التعاطي مع الشأن السياسي إلى أن المرء يشعر أنه أمام رئيس حزب، وليس أمام مرجع أعلى للطائفة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، هنالك في لبنان حالة البطريرك الماروني بشارة الراعي، ومن قبله سلفه البطريرك صفير، ومن قبل الاثنين حالة الإمام موسى الصدر، الذي سر تغييبه، وربما لغز تصفية الرئيس رفيق الحريري وغيره، كانا في عِلْم اللواء الشهيد وسام الحسن. كما هنالك حالة آية الله السيستاني في العراق وحالة الشيخ يوسف القرضاوي، بدءا من عرينه القطري في الدوحة، شاملا برؤاه وفتاواه كل ديار المسلمين.

وقد نجد من يقول إن خشية البابا الجديد للأقباط الذي كان زكاه بقوة أستاذه الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك منذ وفاة شنودة، تعود إلى أن مصر تعيش الآن مخاضا من الصعب التكهن بطبيعة الشاطئ الذي ستنتهي إليه أمواج الصراع الراهن حول هوية مصر، بحيث تكون دولة دينية بدل أن تكون الدولة المتدينة. وفي الدولة الدينية من الصعب أن تستقر أحوال الأقباط، ومن هنا رؤية مرجعهم الجديد حامل الرقم 118 في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية الذي ارتأى الحياد بين الدور الديني والدور السياسي. وهو كصيدلي سابق يمتلك خبرة تحضير الدواء ربما يرى أن الحياد هو خير دواء على الأقل في المرحلة الراهنة، التي قد تطول. وهذا الحياد هو كما نرى أمثولة قبطية مستحبة من جانب البطريرك تواضروس المولود في سنة قيام ثورة 23 يوليو (تموز) 1952 تحت اسم وجيه صبحي باقي سليمان، برسم مراجع دينية كثيرة أوردنا أسماء بعض الرموز منها، ويحار المرء في أمر ممارساتها، حيث الواجب الديني يختلط فيما تقوم به مع الدور السياسي.

الشرق الاوسط اللندنية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

طرطرا

محمد مهدى الجواهرى

أيْ طرطرا تطرطري …  تقدَّمي تأخَّري
تَشيَّعي تسنَّني… تَهوَّدي تَنصَّري
تكرَّدي تَعرَّبي… تهاتري بالعُنصرِ
تَعمَّمي تَبَرنطي… تعقَّلي تسدَّري
كوني – اذا رُمتِ العُلى … – من قُبُلٍ او دُبُرِ
صالحةً كصالحٍ … عامرةً كالعُمري
وأنتِ إنْ لم تَجِدي … أباً حميدَ الأثَر
ومفَخَراً من الجُدودِ … طيَّب المُنحدرَ
ولم تَرَي في النَفْس… ما يُغنيكِ ان تفتخري
شأنُ عِصامٍ قد كفَتْه … النفسُ شَرَّ مفْخَر
فالتَمِسي أباً سِواهُ … أشِراً ذا بَطَر
طُوفي على الأعرابِ … من بادٍ ومن محتَضِر
والتَمِسي منهم جدوداً … جُدُداً وزَوِّري
تزَّيِدي تزبَّدي …  تعنَّزي تَشمَّري
في زَمَنِ الذَرِّ إلى … بَداوةٍ تَقَهْقَري
تَقَلَّبي تَقَلُّبَ الدهرِ … بشتّى الغِيَر
تصرَّفي كما تشائينَ … ولا تعتَذري
لمن؟!! أللناسِ ؟!! … وهم حُثالةٌ في سَقَر
عبيدُ أُجدادِك من … رِقًّ ومن مُستَأجَر
أمْ للقوانين وما … جاءَتْ بغَير الهَذَر
تأمرُ بالمعروف والمنكَر …  فوقَ المِنبَر
شيء أبى المعروفِ … في شَويِّ امُّ المنكر
أمْ للضميرِ والضميرُ… صُنْعُ هذا البَشَر؟!
تَعِلَّةٌ لصائمٍ … فَطيرةٌ لمُفطِرِ
لمن؟!! اللتأريخ ؟!! … وهو وفي يَدِ المُحَبِّر
مُسخَّرٌ طَوْعَ بنانِ … الحاكم المُستَحِر
بدَرْهَمٍ تُقَلِّبُ الحالَ … يَدُ المُحرِّر
قد تَقرأُ الاجيالَ في … دُفَةِ هذا المحضَر
عن مِثْلِ هذا العَصْر أن … قد كان زينَ الاعصُر
وأنَّه من ذَهَبٍ … وأنّه من جَوهر
أم للمقاييس اقتضاهنَّ … اختلافُ النَظَر؟
إنَّ أخَا طَرْطَرَ من … كلِّ المقاييس بَري
أي طرطرا إن كانَ شَعبٌ…  جاع او خُلقٌ عَري
او أجْمَعَ الستُ الملايينُ … على التذمُّر
او حَكمَ النساءُ حُكم … الغاصبِ المقتَدِر
او صاحَ نَهباً بالبلاد … بائعٌ ومشتري
او نُفِّذَ المرسومُ في … محابِرٍ وأسطر
او أُخِذَ البريءُ بالمجرِم … اخذَ طرطري
او دُفِع العراقُ للذلِّ … أو التدهورِ
فاحتكمي تحكَّمي … وتُحمَدي وتؤجَري
أي طرطرا تطرطري … وهلِّلي وكَبّري
وطَبِّلي لكلِّ ما يُخزي…  الفَتَى وزمِّري
وسَبِّحي بحمدِ … مأمونٍ وشكرِ أبتَر
اعطي سماتِ فارعٍ … شَمَردَلِ لبُحتر
واغتَصِبي لضِفدِعٍ … سماتِ ليثٍ قَسْور
وعَطرِّي قاذورةً … وبالمديح بَخرِّي
وصيرِّي من جُعَلٍ … حديقةً من زَهَر
وشَبِّهى الظلامَ ظُلماً … بالصبَاح المُسفِر
وألبسي الغبيَّ والاحمقَ … ثَوبَ عبقري
وأُفرِغي على المخانيثِ … دُروع عنتر
إن قيلَ إنَّ مَجدَهمُ … مزيَّفٌ فأنكِري
او قيلَ إن بطشَهم من … بَطْشة المستِعمر
وانَّ هذا المستعيرَ … صولةَ الغَضَنفرَ
اهونُ من ذبابةٍ … في مستحَمٍّ قَذِر
فهي تطير حُرّةً … جَناحُها لم يُعَر
وذاكَ لو لم يستعِرْ … جناحَه لم يطر
فغالِطي وكابري … وحَوِّري وزوِّري
أي طرطرا سِيري … على نَهجِهِمُ والاثَر
واستَقْبلي يومَك … من يومهمُ واستدبِري
وأجمِعي أمرَكِ … من أمِرهِمُ تَستَكِثري
كُوني بُغاثاً وأسلَمي … بالنفسِ ثم استَنْسِري
انْ طوَّلوُا فطَوِّلي … او قصَّروا فقَصِّري
او أجَرمُوا فاعتذري … او أنذروا فبشِّري
او خَبَطوا عشوا فقُولي … أيُّ نجمٍ نَيِّرِ
او ظَلَموا فابرزي الظُلمْ … بأبهَى الصُوَر
شَلَّتْ يَدُ المظلوم … لم يَجْن ولم يُعَزِّر
او صَنَعوا ما لم يبرَّرْ … منطقٌ فبرِّرِي
أي طرطرا لا تنكري … ذَنْباً ولا تَسْتَغفِري
ولا تُغطِّى سوءةً…  بانت ولا تَتَّزِري
ولا تغُضيِّ الطرفَ … عن فَرط الحيا والخَفرَ
كُوني على شاكلةِ من … امرهم تُؤَمَّري
كُوني على شاكلةِ الوزيرِ … بادي الخَطَر
أيْ طرطرا كُوني على…  تاريخِك المحتُقَر
احَرصَ من صاحبة النِحيْين … ان تذكَّري
طّولي على كِسرى ولا تُعَني … بتاج قَيصر
كوني على ما فيك من … مساوئٍ ، لم تُحصَرِ
كوني على الاضداد في … تكوينك المُبعثرِ
شامخةً شموخَ قَرن … الثورَ بين البَقرِ
أيْ طرطرا أُقسم … بالسويكةِ المشهَّر
والخَرزِ المعَقود في … البطن فوَيق المشعر
بوجهكِ المعتكر … وثَغِرك المنوَّرِ
وعينِك الحمراءِ ترمِي … حاسداً بالشَررَ
وصنوك الثور يُثار … غيظٌه بالأحمر
اقسم بالكافور لا اقصِدُ … شَتم العَنْبر
فوقَ جميع البشَرَ … فوق القضَا والقَدرَ
أي طْرطرا ” يالَك … مِن قُبرَّة بمَعَمر
خلا لكِ الجوُّ ” وقد طاب … ” فبيضي واصفِري ”
” ونقِّري ” من بَعدِهم … ما شئت ان تُنَقِّري ”
قد غَفَل الصيّادُ في … لندنَ عنك فابشِري

محمد مهدي الجواهري

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

حملة تضامن لإنقاذ اللاجئات السوريات/ من براثن الإغتصاب – الشرعي – ..؟

سيمون خوري

تتعرض السيدات السوريات اللاجئات الى بلدان الجوار السوري وبلدان أخرى، الى أبشع عملية استغلال لمعاناتهم . وتتوارد الإخبار عن عمليات زواج قسري للقاصرات بحجج مختلفة . إضافة الى إجبار بعضهن على ممارسات غير إنسانية.
أننا ندعو الأصدقاء ومنظمات المجتمع المدني، والجمعيات النسائية ولجان حقوق الإنسان في بلدان العالم ” العربي ” ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، الى توفير الحماية الإجتماعية والإنسانية للاجئين السوريين . ووضع حد لعمليات استغلال ظروفهم الطارئة . كما أننا ندعو الأصدقاء في موقع الحوار المتمدن الى إطلاق حملة تضامن عالمية لحماية المرأة السورية ، واحترام حقوقها وتوفير الرعاية الإجتماعية والإنسانية المطلوبة الى أن تتمكن من العودة الى وطنها.
إننا نراهن على الحس الإنساني والأخلاقي، وقيمنا الثقافية الديمقراطية في مشاركة فعالة لإنجاح حملة من هذا النوع.
نأمل من كافة الأصدقاء التضامن مع هذه الدعوة ، والاتصال بكافة الجهات الإنسانية للدفاع عن الحقوق الإجتماعية للمرأة السورية اللاجئة.

سيمون خوري

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر | Leave a comment

فوز ساحق لمنتخب رياض الأطفال في كرة السلة العراقي

محمد الرديني

قال مدير عام دور رياض الأطفال العراقية وركان الجبوري أن المنتخب الوطني لرياض الأطفال قد حقق فوزا ساحقا على جميع المنتخبات السلوية في جميع المحافظات تقريبا.
وقال في مؤتمر صحفي عقده امس بحضور 3 صحفيين فقط نحن نسعى إلى تدريب طلاب الروضة على مختلف فنون الرمي الصائب لكرة السلة في ملعب الخصم.
وأشار إلى ان تجربة أعضاء البرطمان وأعضاء السلك الدبلوماسي والحكومي التي أغنت فريق المنتخب الوطني لرياض الأطفال حيث درسوا ميدانيا تجربة هؤلاء “الساسة” وطريقة رميهم للكرة السلوية.
وأضاف إلى أن يوم امس كان من الأيام المجيدة في التاريخ السلوي العراقي حيث سيتذكره هؤلاء الأطفال ماشاء لهم الذكرى مؤكدا على تخصيص منافسات رياضية سلوية أطلقناا عليها من وحي التموينية اسم كرة السلة عند حمورابي والمسلة.
وما أن انتهى الجبوري من مؤتمره الصحفي حتى تقدم اليه الصحفيون الثلاثة ليسحبوه من رباط عنقه إلى غرفة منعزلة ليوضح لهم معنى هذا “الخريط” عن ملاعب كرة السلة لرياض الأطفال.
وقال لهم بعد أن ربطوا يديه بحبال من نوع”جنب” ومسك كل واحد فيهم عصا غليظة معقوفة الجانب .. قال وهو يكاد يرتجف ليس من شدة البرد وإنما من الحر اللاهب الذي يعرفه جيدا أولاد الملحة في البصرة أيام تموز.
قال: اقسم لكم أنا بريء براءة سعادة رئيس الوزراء من إصدار قرار إلغاء البطاقة التموينية أما قرا تم ماذكره علي الموسوي مستشار السيد أبو إسراء من أن “رئيس الوزراء نوري المالكي لم يميل إلى قرار إلغاء البطاقة التموينية، وقد اقترح أن توضع مفردات البطاقة في صندوق وتصل إلى الأسر لمنع عمليات الفساد المالي”،
مؤكدا أن “أغلب الوزراء كانت لديهم اعتراضات وجيهة، واعتبروا هذا الإجراء إذا ما تم لا يمكن له أن يقضي على عمليات الفساد لذا صوتوا جميعا عليه”.
شفتوا شباب .. هذا التصريح نسميه في علم كرة السلة بانها ضربة موفقة ويمكن للفريق المنافس أن ينتظر ضربات أخرى حتى يبدأ الهجوم المعاكس.
واعتبر الموسوي الاعتراضات التي أثيرت ضد هذا القرار بأنها “سياسية وليست غايتها الخوف على الفقراء”، مبينا أن “هذا القرار لا يحتاج لعرضه على البرلمان”.
شفتوا أيضاً هذه ضربة ولكنها باردة حسب تسمية رئيس المنتخب لانها معروفة من قبل جميع فرق رياض الأطفال في المحافظات.
ولكن زعيم الفريق المنافس وهو من جماعة ” الاتاري” ظهر على اربع شاشات فضائية في وقت واحد وعبر عن، استغرابه واستهجانه لقرار إلغاء برنامج البطاقة التموينية واستبدالها ببدل نقدي، معتذرا للشعب عن تصويت من ينتمي له على القرار، داعيا البرلمان إلى استضافة رئيس الوزراء والمسؤولين عن إصداره “إن أمكن ذلك”.
شفتوا مرة ثالثة شباب هذه الضربة ولو أنها جاءت في عمود الشبكة إلا أنها شكلت خطرا محدقا وكان من الممكن تسجيل نقطة لصالح الفريق المنافس ولكن سعادة دولة رئيس الوزراء قرر
زيادة بدل الحصة إلى 25 ألف دينار. مشيرا إلى أن الغاء البطاقة التموينية خطوة نحو الإصلاح، فيما أكد أن مجلس الوزراء قرر توفير المواد الغذائية في الأسواق بالإضافة إلى المبلغ المقرر.
وكنا نخاف بصراحة من اللاعب صالح الحسناوي الذي يتمتع بلياقة عالية وتركيز خصوصا وان المدرب أمره بالنزول آلى الساحة بالشوط الثاني.
وحدث ما كنا نتوقعه حين حدد هدفه وسمعناه يقول وهو يرمي الكرة مستغربا من اعتراض كتل سياسية [لم يسمها] على قرار استبدال البطاقة التموينية ببدل نقدي ، لوجود وزراء من الكتل المعترضة كانوا قد وافقوا على هذا القرار” .
وأضاف إن ” المعايير المزدوجة للعمل السياسي تربك العملية السياسية بأسرها وتزيد من تعقيداتها ، ويجب على كل الكتل السياسية إبداء مواقفها بوضوح تجاه القضايا المطروحة في مجلسي النواب والوزراء “.
وجاءت ضربته نحو الهدف موفقة جداً مستعملا فيها المعايير السياسية والارتباك المزدوج. .
ولكن صياح احد أفراد الجمهور أفسد حرارة المنافسة ان مجلس الوزراء قرر إستبدال البطاقة التموينية المطبقة حالياً بمبالغ نقدية توزع على المشمولين بالنظام المذكور بواقع [15] الف دينار لكل فرد، بزيادة مبلغ [3] الاف دينار عن قيمة المفردات، وتوضع ضوابط ملزمة لتسعيرة الطحين بما يضمن عدم التلاعب بالأسعار إبتداءاً من الاول من شهر آذار المقبل 2013 “.
وبين ان “المفردات [الخمس] للبطاقة التموينية، وهي الرز والسكر والطحين والزيت وحليب الأطفال، تكلف مبلغ [12] الف دينار للفرد الواحد شهرياً، لذا فقد قامت الحكومة العراقية بزيادة هذا المبلغ ليصبح [15] الف دينار للفرد الواحد شهرياً”.
ولم نعرف لماذا ادخل هذا المشجع أسعار الطحين والجاجيك في كرة السلة لرياض الأطفال ذات المسؤولية المحدودة .

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

معاملة المسيحي (كالأي..) جورج صبرا مثالاٌ

طلال عبدالله الخوري

اعتذر للقراء الكرام عن هذا العنوان, ولكن كما تقول الحجة الفقهية:” الضرورات تبيح المحرمات”, فلم ار افضل من المثل السوري الشعبي, والذي يضرب اذا تمت معاملة الاسرة لأحد اعضائها بطريقة غير إنسانية, فهم ينسونه ايام السلم, وايام الاعياد والمناسبات, ويتذكرونه فقط ايام الحرب والمحن وعندما يكون لديهم مشاكل وبحاجة لمساعدته, فيتذمر هذا الفرد ويعاتب اسرته قائلاُ : انتم تعاملوني (كالأير) فلا تتذكرون بوجودي الا عند (النيك)؟

و للأسف هذه هي حالة المسيحيين العرب مع اهلهم وابناء جلدتهم من المسلمين؟

لم يكن يتذكر حسني مبارك بأن هناك اقباط يعيشون بمصر الا عندما يريد ان يخيفهم من المعارضة الأسلامية, وتخويف المجتع الدولي من تطرف المعارضة الاسلامية, لدرجة ان وزير داخليته الحبيب العدلي هو الذي كان يرسل الارهابيين والبلطجية لتفجير كنائس الاقباط  برعاياها من اجل ان يخيف الاقباط من وصول الاسلاميين للحكم, وذلك لكي ينجح بتوريث السلطة لنجله جمال.

اي أن الاقباط لم يكونوا مواطنين لهم كامل حقوق المواطنة, يشاركون ببناء الوطن, بالنسبة لمبارك, وانما هم عبارة عن ورقة يستخدمها وقت الحاجة للمساومة بها فقط لا غير.

كذلك الأمر بالنسبة لبشار الاسد فهو لم يتذكر بأن هناك مسيحيون بسوريا, الا عندما ثار احرار سوريا مطالبين بالحرية والكرامة, فلصق تهمة السلفية المتطرفة بالثوار السوريين لكي يخيف المسيحيين من سعي الشعب السوري للحرية, ولكي يلعب على وتر الطائفية, اراد ان يفرض عليهم حمل السلاح لكي يقاتلوا ,الى جانبه, ضد اخوتهم بالوطن, والأكثر من هذا  قام بشار المجرم بتعيين مسيحي, لاول مرة بتاريخ سوريا,كوزير للدفاع وهو داوود راجحة, من اجل ان يستخدمه كقفاز, لكي لا يلوث يديه مباشرة بدم الشعب السوري, ثم قام بقتله بتفجير مقر الامن حيث كانت خلية الازمة مجتمعة, وذلك من اجل ان يغتال صهره اصف شوكت والذي كان يخشى من غدره لانه كان يخشى جانبه ولم يكن يؤمن له كونه من الطائفة السنية.

أي ان المسيحيين ليسوا مواطنين سوريين من البشر,  وانما هم عبارة عن ورقة يستخدمها بشار الاسد ويساوم بها,  ويلعب ويتلاعب بها, من اجل تحقيق اهدافه الدنيئة بالتمسك بالسطلة والاستمرار بسرقة الاقتصاد السوري واستعباد الشعب.

ولكن لسوء الحظ, فان المعارضة السورية والتي من المنتظر ان تستلم قيادة البلاد بعد سقوط المجرم بشار الاسد, ليست بأفضل من بشار الاسد تجاه المسيحيين, فلم تتذكر هذه المعارضة بأن هناك عضو مسيحي بالمجلس الوطني الا عندما تم اتهام المعارضة بانها اسلامية, ووقع المجلس الوطني بمأزق تجاهله من المجتمع الدولي, بعد ان حلقت له وزيرة خارجية اميركا كلينتون, وقام المعارض رياض سيف بتشكيل كيان معارض جديد يلغي دور المجلس الوطني, عندها فقط تذكر هذا المجلس بان هناك عضو مسيحي, وقاموا بانتخابه رئيساُ للمجلس, وذلك لكي يبعدوا عن انفسهم شبهة بان الاسلاميين هم الذين يطغون على المجلس.؟؟

نرجو من إخوتنا بالوطن انا يعاملوا المسيحيين كمواطينين متساوين بالحقوق, وليس كأقلية من الذميين,  تعاملونها (كلأير) في سراويلكم, ولا تتذكرونا الا عند (النيك) وفي الاوقات الحرجة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل تخلّص بشار من آصف شوكت ؟

الرأي الكويتية

مصدر قريب من القصر الرئاسي السوري يرجح نظرية التخلص من زوج الشقيقة كونه بديلًا مقبولًا للمرحلة الانتقالية

خاص

كشف مصدر سوري موثوق به وقريب من دوائر القصر الجمهوري أن النظرية القائلة إنّ العائلة الحاكمة في سورية وراء التخلص من نائب وزير الدفاع اللواء آصف شوكت يجب أن تؤخذ على محمل الجدّ. وقال إنّ وراء ترجيح هذه النظرية اقتناع الرئيس بشار الاسد والمحيطين المباشرين به، وعلى رأسهم خاله محمّد مخلوف، بأنّ آصف شوكت المتزوج من شقيقة الرئيس السوري بشرى يمكن أن يشكل بديلا من بشّار تقبل به اوروبا والولايات المتحدة وحتى بعض الدول العربية النافذة.
واعلن عن اغتيال آصف شوكت في 18 يوليو الماضي اثر انفجار وقع داخل مبنى الامن القومي. واذيع رسميا أن وزير الدفاع العماد داود راجحة قتل ايضا، كذلك اللواء حسن تركماني الذي كان يشغل موقع رئيس خلية الازمة. واعلن كذلك أن ضابطا كبيرا رابعا عضوا في خلية الازمة، هو اللواء هشام اختيار، قتل ايضا. لكنّه لوحظ أن وسائل الاعلام الرسمية السورية لم تأت على ذكر الاخير بعد الاعلان في البداية عن أنّه اصيب بجروح.
وفسّر المصدر، الذي خرج اخيرا من الاراضي السورية بعدما عاش في دمشق حتى اكتوبر الماضي، تفجير خليّة الازمة بقوله انّ الهدف كان آصف شوكت، في حين أن تركماني وراجحة ليسا مهمّين بالنسبة الى من هم بالفعل على رأس النظام. فتركماني الذي كان مسؤولا في مرحلة معيّنة عن العلاقات الامنية مع تركيا كان يؤمن بضرورة عدم قطع الجسور معها. على العكس من ذلك، كان ينصح بالابقاء على خطوط معيّنة مع مسؤولين امنيين اتراك. وجعل ذلك الرئيس السوري يشكّ في ولائه المطلق.
أما راجحة، فكان مجرّد ضابط مسيحي لا يقدّم وجوده على رأس وزارة الدفاع أو يؤخّر، نظرا ألى أن موقع القرار في مكان آخر. وقد استخدم تركماني وراجحة كغطاء لعملية التخلص من آصف شوكت الذي باشر في الاسابيع القليلة التي سبقت اغتياله ولعب دورا نشطا في التفاوض مع الثوّار خصوصا في حمص والمناطق المحيطة بها وفي الزبداني الواقعة في ريف دمشق.
واشار المصدر السوري نفسه الى انه في مرحلة لاحقة، شارك الامين العام لـ«حزب الله» في لبنان السيّد حسن نصرالله في توفير الغطاء المطلوب لعملية التخلّص من آصف شوكت، وذلك عندما القى خطابا وصف فيه داود راجحة وحسن تركماني وآصف شوكت بـ«الشهداء ورفاق السلاح» وصور اغتيال الثلاثة بأنّه خسارة كبيرة لحزبه و«المقاومة» والنظام السوري.
وأكد المصدر نفسه الذي يعرف كبار المسؤولين السوريين، بمن في ذلك بشّار الاسد، شخصيا، أن شوكت سنّي وليس علويا. واوضح أنّ عائلة الأسد، خصوصا من جهة الوالدة انيسة مخلوف لم تقبله ابدا داخل الحلقة الضيّقة التي تلتقي الرئيس السوري على نحو شبه دائم. وتضمّ هذه الحلقة ماهر الاسد الشقيق الاصغر لبشّار وخاله محمّد مخلوف وابنيه حافظ ورامي. والاوّل مسؤول الامن في دمشق والثاني رجل اعمال يمتلك ثروة ضخمة ويسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري.
وتعتبر العائلة، استنادا الى المصدر، أن آصف شوكت فرض نفسه عليها عنوة عندما تزوّج من بشرى الاسد التي ما لبثت أن غادرت سورية الى دبيّ واستقرّت فيها بعد اشهر قليلة من اغتيال زوجها.
وترى العائلة انّه لولا مقتل باسل الاسد النجل الاكبر للرئيس الراحل حافظ الاسد في حادث سير مطلع العام 1994، لما كانت بشرى تمكّنت يوما من تحقيق حلمها والزواج من آصف الذي اتى من عائلة متواضعة جدا من وادي القاع القريب من الحدود اللبنانية. لكنّ شوكت ابلى البلاء الحسن في حرب اكتوبر 1973 فجيء به الى القصر الجمهوري ليكون في عداد المرافقين لابناء الرئيس، فما كان من بشرى الاّ أن وقعت في غرامه، على الرغم من أنه متزوج. وقد اثار ذلك الاخ الاكبر، باسل، الذي ابعد آصف عن قصر الرئاسة حيث كانت بشرى تعمل سكرتيرة خاصة لوالدها.
ويعتقد المصدر ذاته أنّ ما دفع الى الشك في نيات آصف شوكت رسالة قديمة بلغت الاستخبارات السورية، يصف فيها نيكولا ساركوزي وزير الداخلية الفرنسي في حينه آصف شوكت بأنّه «صديق كبير لفرنسا». وشغل ساركوزي موقع وزير الداخلية بين 2002 و2004 ثم بين 2005 و2007 وذلك قبل انتخابه رئيسا للجمهورية.
ورغم تعيين آصف شوكت رئيسا للاستخبارات العسكرية يوم اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، الاّ أنّ وجوده في هذا المنصب لم يستمر طويلا، اذ «رقّي» لاحقا الى نائب لرئيس الاركان ثمّ نائب لوزير الدفاع. والمنصبان الاخيران لا قيمة كبيرة لهما في التركيبة الامنية السورية.
واشار المصدر الى أن تعيين آصف رئيسا للاستخبارات العسكرية يوم اغتيال رفيق الحريري كان بنية «حرقه» اكثر من أيّ شيء آخر. يدل على ذلك عدم بقائه في هذا الموقع المحوري طويلا، خصوصا أن ذلك كان يسمح له بالاحتكاك بضباط في الجيش والقيام برحلات خارجية. وكان اكثر ما يضايق الرئيس السوري والمحيطين به من افراد عائلة والدته، اضافة الى شقيقه ماهر، «الكاريزما» التي كان يمتلكها آصف بين ضباط الجيش. كذلك، كانت اتصالاته العربية، خصوصا مع دول خليجية معينة، وعلاقاته الاوروبية والاميركية تثير شكوكا في الرجل وطموحاته.
ويروي المصدر نفسه أنّ اكثر ما ازعج الاسد الابن هو سلسلة من التقارير وردت اليه من جهات عدة. واشارت التقارير الى أن معظم الدول الغربية والعربية تقترح آصف خليفة لبشّار، في حال امكن التوصل الى مرحلة انتقالية في سورية تمهيدا لتغيير النظام.
وعزز الشكوك في أن النظام نفسه وراء التخلص من آصف شوكت أن أيا من الضباط المسؤولين عن الامن في المناطق الحساسة في دمشق لم يحاسب عن تفجير «خلية الازمة» في مكان يفترض أن تكون عليه حراسة شديدة لا تقلّ كثيرا عن تلك التي تحيط بحيث يقيم الرئيس السوري.
على العكس من ذلك، فان جميع الضباط الكبار المسؤولين بطريقة او بأخرى عن امن «الخلية الامنية» جرت ترقيتهم. من بين هؤلاء علي مملوك وديب زيتون وعبدالفتاح قدسية ورستم غزالة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

العراق… ازمة مستدامة..

اكرم هواس

ان نتحدث عن ازمة في الوضع العراقي ربما يعتبره البعض اضحوكة… فكل شيء في العراق هو ازمة… و ما مشكلة البطاقة التموينية الا واحد من اوجه كيان هائل يجثم على صدر الجميع… انه العجز التام… و لنبدأ بشيء من الوصف.. الذي ربما يصدم البعض و يجعل اخرين يتنفسون الصعداء و ربما يتندر بعضعهم على بعض… قبل ان نعود الى شيء اخر… تقييم علمي… او هكذا ادعي…

مخيال الازمة..

نعم… العراق كله ازمة… حتى غدا اسمه و هويته و جغرافيته و سيادته… شعبه…شعوبه..اكثريته..اقلياته… رجاله.. نساؤه.. اطفاله… شبابه… شاباته… اخلاقه… اخلاقيته…عزمه…عنفوانه.. تخاذله.. حبه.. خيره… شره…تراثه…حاضره.. ماضيه… مستقبله… نعم كل شيء في بلد الحضارات و النور و العلم و القانون… ازمة تولد ازمة… حتى اصبحت الازمة قرينا للعراق… ينام و يصحى عليها العراقيون… الذين يتعجبون … بل يحنون… اذا اشرقت الشمس يوما دون اصوات الانفجارات و ازيز الرصاص و نتانة رائحة الازبال و القمامة المتراكمة في كل مكان و الفساد الذي اصبح ثقافة عامة و نظاما للحياة..

الجميع ..نساء و رجالا… و هنا اتحدث بصيغة المذكر… ليس انتقاصا من دور النساء و لا اخلاء لسبيلهن من المسؤولية… و لكن… في المجتمع العراقي…. مثل الكثير من المجتمعات الاخرى… الرجال هم الطاغون…لذلك المعنى هو ان الجميع..شاؤوا ام اباؤوا… اصبحوا مدمجين مهجنين في نظام العجز …الكسبة و العمال و الفلاحون… التلاميذ و الصناع و الزارعون.. الاغنياء و الفقراء و السائلون…البسطاء من الناس و العلماء والمثقفون…الكسالى والمفكرون و المبدعون…القوميون و الو طنيون و الطائفيون… و المتحزبون و الدجالون و السياسيون و الاقتصاديون و علماء الاجتماع و الرياضيون و الفنانون.. المنتمون الى هذا الدين او ذاك.. الليبراليون و الماركسيون… المتدينون و العلمانيون…المؤمنون و الملحدون… الحالمون و القانطون…الصادقون و الكاذبون… الشرفاء و و اللصوص و السراق و الفاسدون والنخاسون… المدافعون عن الوطن و القيم و البائعون..الفرحى و الباكون و النائحون… النائمون و المستيقضون…الابطال و المتأمرون..و الرؤساء و المرؤوسون.. كلهم عاجزون.. عاجزون… و يا ليتهم اعترفوا انهم عاجزون…

و بلغة العلم.. فان العراق… بلد الخيرات تاريخيا والذي تتدفق مليارات امواله في كل اتجاه الا في ما يخفف عبء الفقر و العوز عن الملايين من شعبه…اصبح يمثل واحدا من اعظم النماذج في خلق الاليات ليس في التنمية المستدامة… كما يدعي البعض… و يصدح حناجر الاخرين بها… و انما ازمة مستدامة… نعم هكذا ازمة مستدامة… يعجز الجميع عن الخروج منها..

اهم دليل على ذلك هو ان الحكومة كلما حاولت ان تخطو باتجاه حل اية ازمة مهما كانت صغيرة فانها تجد سرعان ما تجد نفسها انها تعمق الازمة… و لعل ما يتحدث عنها هذه الايام عن ازمة البطاقة التموينية هو مثال بسيط و لكنه كبير… كبير على الملايين من العراقيين..

ملاحظات اولية..

في هذه المقالة الصغيرة التي لا تستوعب عظم الازمة فاننا نحاول ان نلخص بعض الامور في نقاط و ملاحظات علنا نتذكر و نذكر… اولا.. ان الصورة مشوشة حول حقيقة قرار مجلس الوزراء بوقف البطاقة التموينية و الاساس التنموي لمثل هذا القرار… هناك كلام عن ان احد الوزراء هو الذي اقترح و اقره الباقون من الوزراء… و حتى لا نظلم احدا بل نبدي حسن الظن.. فلنفترض ان هذا الوزير و كذلك زملاؤوه الاخرون كانوا يهدفون فعلا الخروج من دوامة الفساد فان المشكلة الاساسية هي ان رؤية هؤلاء جميعا اغفلت مجموعة كبيرة من الاليات الواجب توفرها في البديل المطروح في منح مبالغ نقدية الى الافراد و منها كيفية التوزيع و التضخم…

المشكلة الاساسية في هذا القرار هو تخلي الدولة عن مسؤوليتها تجاه مواطنيها… و حتى اكون دقيقا فيما اقول… فان المشكلة تكمن في عدم توفير اية ضمانة تجاه ديمومة تمكين العراقيين و خاصة الطبقة الفقيرة من ايجاد ما يأكلون بعد رفع البطاقة التموينية… فالناس تأكل المواد الغذائية و ليس النقود و اذا لم تتوفر المواد الغذائية فان المواطن لا يمكنه ان يذهب صباحا و مساء ليشتري هذه المواد من الولايات المتحدة او الارجنتين او كندا او استراليا او روسيا … و هي بعض اهم الدول الزراعية و خاصة للقمح الذي لم يعد يزرع في العراق… و حتى تستطيع الشركات الخاصة من توفير هذه المواد الغذالية فلابد من تدخل الدولة لتوفير ضمانات للاسعار و التوزيع و النوعية… الخ…هل يتضمن قرار مجلس الوزراء مثل الضمانات..؟؟.. ام انه بداية لتحرير الاسعار كما تطالب المؤسسات المهيمنة على الاقتصاد العالمي مثل البنك الدولي و صندوق النقد الدولي الذين يفرضان هذه الاجراءات كشروط لمنح الديون..؟؟

ثانيا… انه من المجحف ان يضطر بلد يمتلك المليارات من الاموال و اللاراضي الزراعية و تجارب الاف السنوات من الزراعة و الاف العلماء و الاقتصاديين مثل العراق الى استحصال ديون من المؤسسات الدولية… و كذلك من سخرية القدر ان يتم الركون الى البطاقة التموينية لتوفير الحد الادنى لتوفير لقمة العيش لشعب هذا البلد الغني… من المؤكد ان المسؤولية في هذه المشكلة لا تتحملها الحكومة لان المشكلة هي حصيلة تراكم العديد من العوامل من الحروب و الصراعات و كذلك اختيار النظم التنموية و منها تدمير القدرة الزراعية ( ترك الاراضي الزراعية… اختيار مشاريع غير مضمونة… سوء الادارة و التنظيم… هجرة القوة البشرية الزراعية الى المدن) و التركيز بدلا من ذلك على بناء صناعي غير قابل للنجاح لانه لم يتوافق مع الاسس الاجتماعية و الخبرة التاريخية و الاحتياجات الحقيقة للبلد ( هذه بعض العوامل فقط)…

مسؤولية الحكومة و البرلمان و كل المتحكمين و اصحاب المصالح الان هي في اعادة النظر في الاولويات و الاليات… و حتى لا ابتعد كثيرا عن المسألة التنموية اذكر عاملا مهما و هو… انه بدلا من الاستسلام لشروط البنك الدولي و صندوق النقد الدولي … كان لابد من التوصل الى ترتيبات مع تركيا و ايران و سوريا … و هي الدول التي قطعت الماء عن العراق و قضت على اخر الامكانيات الزراعية… ربما يفهم هذا الكلام و كأنه نوع من الهروب الى الامام في ظل الظروف الراهنة من صراعات و حروب مفتوحة… و لكني اتحدث عن السنوات القريبة السابقة قبل اندلاع الثورات العربية … الخطأ القاتل الذي وقع فيه العراقيون هي انهم لم يتعلموا من تجارب السنوات الطويلة من المفاوضات مع تركيا و سوريا على اساس الاتفاقيات الدولية و التي لم تؤدي الى اي شيء لسبب بسيط ان هذه الاتفاقيات متروك امر تفعيلها للاتفاقيات و المعاهدات الثنائية بين مختلف الدول و ليس فيها ضمانات دولية من عقوبات او ما شاكل…

القضية الثانية التي لم يفهمها العراقيون هي تطور النظام التنموي في تركيا… فمنذ مشروع الكاب في بداية التسعينات من القرن الماضي اطلق الرئيس التركي انذاك سليمان ديميريل شعار ( النفط مقابل الماء) و لكن العراق لم يفهم تلك المعادلة الجديدة و ظل يصر على الاتفاقيات الدولية التي تجاهلها الاتراك تماما باقامة مشاريع جديدة منعت الماء من التدفق عبر دجلة و الفرات بشكل شبه كلي.. لاحقا فعل السوريون ذات الشيء مع ما بقي من ماء نهر الفرات و منذ سنوات فعلها الايرانيون و استـاثروا بمياه الزاب و سيروان و الكارون… النتيجة هي تحول العراق من ارض زراعية تاريخيا الى صحراء لا تنتج سوى العواصف الترابية التي لا تنقطع طوال السنة و التي تكاد ان تقضي على اسس الحياة كلها في ارض الرافدين..

ثالثا… ان تجربة الاستعاضة عن البطاقة التموينية بمبالغ نقدية هي ليست جديدة فقد جربتها بعض الدول… بعضها حققت نجاحا نسبيا بينما ان اقرب تجربة للعراق هي التجربة اللايرانية التي لم تحقق شيئا طبعا ايضا بسبب الظروف السياسية و لكن الكثير من الاقتصاديين الايرانيين وجهوا انتقادات جوهرية لبرنامج الرئيس احمدي نجاد التي اظهرت حماسة للوقوف بجانب الطبقة الفقيرة اكثر من ايجاد الاليات الفعالة لكيفية مساعدة الفقراء…

المهم… في فترة بداية القرن الجديد كان هناك ايضا اهتمام ايراني و ربما مفاوضات بين ايران و المؤسسات الدولية لكن لا استطيع باي شكل ان اؤكد او انفي تورط هذه المؤسسات في فرظ رؤيتها التنموية على ايران… كما اننا نجهل الان حقيقة القرار العراقي و ارتباطه المحتمل بالشروط المجحفة للمؤسسات الدولية… و على هذا الاساس كان لابد لصانع القرار العراقي من التعلم من التجربة الايرانية لتقارب الظروف السياسية و الاجتماعية بدلا من تجارب دول اخرى…

رابعا و اخيرا… بعيدا عن المصالح السياسية للهيمنة على العالم فان الاسس التنموية لشروط المؤسسات الدولية تمتاز بمنطق تنموي صحيح نسبيا… الفكرة الاساسية وراء تحرير الاسعار و رفع دعم الدولة عنها هي تفعيل دور الفقر و الحاجة و تحويلها من قيمة سلبية تؤدي الى تقوقع الفئات الفقيرة الى قيمة ايجابية و ذلك عن طريق خلق الدافع للحراك و زيادة العمل و بالتالي استحصال زيادة في الاجور و هكذا تنشيط الدورة الاقتصادية و توسيعها لتشمل اغلب القطاعات في المجتمع…

لكن هناك على الاقل مشكلتان اساسيتان… احداهما تتعلق بالتجربة التاريخية التي تعود الى الحلم الاميركي و التي رغم نجاحها الباهر في خلق اعظم نظام اقتصادي و صناعي و زراعي في العالم الا انها تركت دوما قطاعات واسعة من المهمشين و الفقراء… يكفي اننا نقول ان المجتمع الامريكي احتوى ما يزيد على اربعين مليون فقير قبل حربي افغانستان و العراق و من ثم الازمة الاقتصادية التي ساهمت في زيادة هذا العدد…. الصين تمر بهذه التجربة ايضا الان و هي تحقق نجاحات باهرة على المستوى العالمي لكن لا يلغي حقيقة ان من نتائج هذه التجربة هي خلق شرخ واسع في البنية الاجتماعية الاقتصادية في المجتمع الصيني و ظهور الحيتان الصينية على حساب الملايين الذين يزدادون فقرا…

المشكلة الاخرى… تتعلق بضرورة وجود مؤسسات دولة او خاصة تتحكم بحركة الموارد بحيث انه يتم خلق دورة اقتصادية قابلة للتطور و التطوير… هذا كان متوفرا في ظروف الولايات المتحدة بسبب عزلتها الجغرافية و تاريخها الاستعماري الحديث… النجاح الراهن للتجربة الصينية تستند ايضا الى توع من الاستعمار تتمثل في امتداد جغرافي-اقتصادي خارج اطارها الوطني… اما العراق فلا يتمتع باي نوع من هذه الامتيازات… بل يعاني من اقتصاد تابع و حكومة ضعيفة و قطاع اقتصادي خاص ليس له اي دور لا محليا و لا خارجيا…

في النهاية… اود ان اعود ما بدأت به المقالة حول مسؤولية الجميع… ليست هناك حكومة تستطيع ان تخلق المعجزات الا اذا كان الشعب يمتلك المقومات… الشعب العراقي يمتلك الكثير لكنه يفقتر الى اشياء اخرى منها انه في بحثه عن امجاد جديدة فانه يبدي استعدادا غير مبرر بل و مدمر للافراط باستقلاليته الحضارية … هذا يفسر بشكل او بأخر… انقياده وراء حكومات لا تفكر…

أكرم هواس (مفكر حر)؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

لماذا سوريا مستقرة إلى هذا الحد؟

سمير عطا الله

قال الرئيس بشار الأسد لصحيفة «وول ستريت» الآتي: «لماذا سوريا مستقرة إلى هذا الحد، مع أننا في وضع أكثر صعوبة؟ إن مصر تستفيد من الدعم المالي الذي يقدمه الأميركيون في حين تخضع سوريا لحصار دولي. إننا نحقق النمو، لكننا لم نؤمِّن كافة حاجات شعبنا بعد. ومع ذلك فإنه لم يثر. المسألة ليست مسألة حاجات وإصلاحات، بل هي قضية آيديولوجية. ثمة فرق كبير بين الدفاع عن قضية وبين الفراغ الآيديولوجي».

أمس أعلن أن العدد الرسمي لضحايا سوريا تجاوز 37 ألفا. لا أرقام عن الجرحى والمعتقلين والمفقودين. ولا يمكن أن يتوافر رقم دقيق حول حجم الخسائر في العمران والمال والأرزاق والبؤس النفسي. لكن ثمة ناحية إيجابية في كل ذلك لا يمكن تجاهلها على الإطلاق، وهي أن كل ذلك يحدث في الامتلاء الآيديولوجي وليس في الفراغ الآيديولوجي!

أتساءل إن كان الرئيس الأسد هو من اختار قرار المواجهة في درعا أم أن أحدا نصحه بذلك. كيف ينظر الآن إلى القرار، إذا كان هو صاحبه، أو إذا كان سياسي عبقري قد نصحه به؟ كيف ينظر إلى صاحب الأوامر بإطلاق النار على المظاهرات الأولى؟ كيف يقرأ اليوم التقارير التي رفعت إليه عن أن المسألة لا تتعدى شغبا صبيانيا وغدا يعود المشاغبون إلى بيوتهم؟

كيف يقرأ اليوم كلامه عن أن المسألة ليست مسألة حاجات وإصلاحات، بل هي قضية آيديولوجية؟ ألم يلحظ أن الريف هو الذي بدأ الثورة بسبب حاجاته وفكره؟ وأن المدن تجاوبت معه لأن ثروات سوريا صارت في قبضة طبقة قليلة من الناس، آخر همومها الوحدة والحرية، وخصوصا الاشتراكية المزيفة التي كانت الباب الأوسع للفساد؟.

الآيديولوجيا لا تشبع ولا تعوض عن الحريات. كانت سوريا قبل عامين لا تزال تعيش في الزمن السوفياتي الذي تساقط قبل 20 عاما. باسم أي آيديولوجيا يرغم السوريون على معاناة الفقر والحرمان والقمع النفسي؟ ألم يشعر بشار الأسد لحظة أن «الاستقرار» الذي يتحدث عنه لا علاقة له بحقيقة الناس؟ الآن وقد صار عدد القتلى 37 ألفا، هل تستحق سوريا إعادة النظر؟ ممانعة في وجه إسرائيل ومعاندة في وجه الناس. وفوق كل ذلك تدك مخيمات الفلسطينيين كما دكها صيف 1963 راعي القضية الفريق أمين الحافظ؟

الشرق الاوسط اللندنية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

عداوة الاعرجي ويا القمرجي والبرطمان امان عيني امان

محمد الرديني

ترى صدك بالعراق الدولة “فالتوه”.. ولكم حتى بالروضة اكو مراقب صف.. شنو انتو اصغر من طلاّب الروضة.
البرطمان العراقي قام امس بالتصويت وخلال الجلسة الـ31 على مشروع قانون تصديق اتفاقية إنشاء الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد من دون أن يقدمه لقراءة أولى.
رائع جدا ان ننشأ مثل هذه الاكاديمية ولو انها باب صرف جديد للجماعة اياهم ولكن لم يقل لنا هذا البرطمان كيف يمكن ان يكافح الفساد وهو”سوسة منّا وبيه”.. يعني معقولة واحد يكافح نفسه؟.
ولماذا ،شباب، قمتم بالتصويت بدون قراءة اولى.. نفهم من ذلك انكم فعلا متحمسون لمكافحة الفساد؟.
ثم اين هي صلاحيات لجنة النزاهة؟ الا يعوض عملها الاعرج السلحفاتي عن عمل هذه الاكاديمية؟.
ومادام اصبحت لدينا اكاديمية سنحتاج الى مبنى ومدرسين وثلاث او اربع سنوات للتخرج ، حينها سيتخرج الطالب من هذه الاكاديمية تحت مسمى “خريج مفسدة” وبعدها سيحتاج الى ثلاث سنوات اخرى حتى يجد له وظيفة تناسب شهادته العلمية المعنونة”ضد الفساد والمفسدين” لصاحبها مشعان الجبوري.
يعني صار الان 6 سنوات على مشروع الاكاديمية، وهذه المدة كافية للجماعة ان يشبعوا تماما ويطيروا في اول طائرة الى بلاد الكفار، حينها ستتوسل الحكومة باولاد الملحة ان يسجلوا في هذه الاكاديمية بعد ان فارقها اصحابها الاصليين، ولكن هيهات منّا الذلة.
ويبدو إن اعضاء البرطمان ارادوا اكمال نومتهم تحت القبة المبردة الا واحدا منهم صرح بدون ان يذكر اسمه الى موقع المسلة”ان جلسة البرلمان لهذا اليوم شهدت حالة خطأ كبيرة وذلك بالتصويت على قانون تصديق إنشاء الأكاديمية الدولية لمكافحة الفساد رغم ان القانون لم يقرأ ولم يطرح للنقاش وإنما كان موضوعا في جدول اعمال الجلسة لغرض القراءة الأولى”.
والانكى من ذلك ان مقرر البرلمان ولا نوابه لم يميزوا بين مشروع قانون تصديق الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد المطروح للتصويت ومشروع قانون اتفاقية انشاء الاكاديمية الدولية لمكافحة الفساد بصفتها منظمة دولية ليقدم الاخير الى التصويت.
خلونا من النايمين ونروح على المخرفين ومنهم طيب الذكر حازم الاعرجي.
فبعد ان هدد هذا الرجل الحكومة بالدعاء عليها اذا لم تسجب لمطالب الشعب قام امس ،وياليته لم يقم،بزيارة محلات بيع اسطوانات الاغاني والمسلسلات العربية وغير العربية ونصح هؤلاء بالتي هي “احسن” واعطى لنفسه صلاحية اتلاف كل الاسطوانات التي تضم الاغاني وغيرها.
ليش يابه؟ حتى يحافظ على قدسية مدينة الكاظمية.
اقرأوا معي البيان الصادر من مكتبه “كلها صارت عدها مكاتب” بس رجاءا ممنوع الضحك ولا حتى الابتسامات الخفية بل ولا الغمز واللمز:
قال البيان “من أجل النهي عن المنكر، والأمر بالمعروف نهى (الأعرجي) أصحاب محلات بيع الأقراص في مدينة الكاظمية في ساحة الصدرين و شارع هرج من بيع أقراص الغناء والأفلام والمسلسلات و كل شيء يخالف الشرعية الإسلامية، للحفاظ على قدسية المدينة”.
هذه الفقرة رائعة جدا ويمكن ان تكون بوابة لمسرحية اسمها ياللعار تلعبون قمار .
واضاف “أن الأعرجي ذهب وحيداً، رجاءا ضعوا خط تحت كلمة وحيدا،لتفقد محلات الأقراص لكي ينهيهم عن بيع تلك الأقراص وانه كان يبدأ حديثه مع صاحب المحل ببعض النصائح و الأحاديث و الروايات التي تؤكد حرمة بيع مثل تلك الأقراص”.
وأضاف البيان ان “الأعرجي كان يشتري الأقراص منهم و يعطي مبالغها إلى صاحب المحل ومن ثم يخرج في باب المحل و يكسر الأقراص و يمزق الصور غير ألاخلاقية وغير الشرعية” .
وقال الاعرجي في البيان ان “حملة اللاءات الأربعة في الكاظمية قد بدأت و لكن كما قلت سابقاً ليس بالطرق العسكرية و إنما من خلال الكلام و النصائح وان هذه اللاءات هي لاءات الله و نبيه الكريم (ص) و أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) و الشهيدين الصدرين (قدس)”.
وكما تعرفون ايها السادة ان اللاءات الاربعة هي( لاللتبرج ،لاللغناء ،لا للخمر، لا للقمار).
ممكن شيخنا فد لاء عوازة الله يخليك.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment