ما أكثر الضراطين عند العرب؟


Hizbullah Secretary-General Nasrallah Threatens Thousands of Missiles All over Israel If It Attacks Lebanon

Posted in English, فكر حر | 1 Comment

مصر: نهاية الإخوان؟

مأمون فندي    الشرق الاوسط اللندنية

 بدأت حركة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928، فهل تكون نهايتها في مصر أيضا؟ كان واضحا ومنذ الجمعة الماضي أننا أمام مصر منقسمة، مصر الإسلامية التي خطب فيها محمد مرسي أمام قصر الاتحادية، ومصر الكبرى والمدنية المتعددة الأطياف التي ملأت ميدان التحرير وميادين الإسكندرية والسويس التي تطالب بإسقاط حكم المرشد. بكل أسف ما يجري في مصر لا يفهمه الأميركان ولا الإسرائيليون الذين قايضوا في صفقة وقف إطلاق النار الأخيرة مصر بغزة. تلك الصفقة التي قبل فيها الإسرائيليون والأميركان ما قدمه التنظيم العالمي للإخوان كورقة عمل: نتوقف في غزة مقابل أن تطلقوا أيدينا في مصر. وتوقف الإخوان عن إطلاق الصواريخ في غزة وبشروط مجحفة ومهينة لحماس مقابل إطلاق يد التنظيم العالمي للإخوان في مصر. وما إن تم الاتفاق وسافرت هيلاري كلينتون حتى أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما إعجابه ببراغماتية محمد مرسي (والرجل البراغماتي في قاموس الأميركان الذي يقدم لهم ما يطلب منه وهكذا كان مبارك واليوم مرسي)، ولم يتوقف المديح عند أوباما بل قال شيمعون بيريس عن مرسي إنه رجل دولة، وامتدح افيغدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل المتطرف مرسي على أنه رجل دولة أيضا. وعندما يمدحك ليبرمان وبيريس معا لا بد أن تعرف أنك تسير في الطريق الخطأ، أو أن لهذا المديح ثمنا قد دفع مقدما، والثمن الذي دفعه مرسي هو مقايضة مصر بغزة، ويا لها من مقايضة.

يتصور البعض أن حرب بنيامين نتنياهو على حماس في غزة، هي حرب ضد حماس وحرب على غزة، ولكن الحقيقة أنها كانت حربا على مصر لقياس درجة حرارة نظام الإخوان الحاكم. ولما فعل نتنياهو ما فعل بغزة من قتل القائد العسكري لكتائب القسام أحمد الجعبري على الهواء مباشرة وأمام التلفزيونات العالمية وتدمير البنية التحتية لحماس ولم يتحرك نظام الإخوان في مصر، أدرك نتنياهو أن الربيع الإخواني ربيع على أهله كما يقول أهل البلاد. وبعد أن انكشف نظام الإخوان إقليميا جاءت الصفقة التي أساسها الصمت في غزة مع رقابة إلكترونية أميركية على الحدود والأنفاق مقابل إطلاق يد الإخوان في مصر. بعدها أعلن محمد مرسي قراراته التي جعلت منه الفرعون الذي لا يُسأل عما يفعل. أيضا لاختبار الأميركان والإسرائيليين وجاء رد فعل الإدارة الأميركية وأيضا رد فعل الحكومة الإسرائيلية غير مخيبين لآمال الرئيس الإخواني.

 بكل أسف أصدر محمد مرسي القرارات التي سماها إعلانا دستوريا على الرغم من أنه لا يوجد رئيس في العالم لديه صلاحية الإعلان الدستوري وأن آخر ما يملكه الرئيس في تقاليد الديكتاتوريات العتيدة هو أن يصدر مرسوما بقانون. أما أن يصدر مرسي إعلانا دستوريا لا يجوز الطعن عليه ولا يُسأل عما يفعل ولا يجوز حتى أن تناقش قراراته أمام القضاء فهذه ديكتاتورية فريدة من نوعها لم ترها المنطقة من قبل، جمع فيها مرسي كما ذكرت في لقائي مع

CNN

صدام حسين ومبارك في شخص واحد، وقلت أيضا للقناة الأميركية إنه لافت للنظر أن مرسي يتخذ قراراته السلطوية دائما بعد مقابلة مسؤولين أميركيين كبار. فمثلا أقال المشير طنطاوي والفريق عنان بعد أن قابل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وألغى الإعلان الدستوري المكمل الذي قلص فيه العسكر صلاحيات الرئيس بعد مقابلة نائب وزيرة الخارجية الأميركية ويليام بيرنز. كان مرسي يسلم الأميركان البضاعة بعدها يمنحونه مساحة حرية أكثر ولا ينتقدونه. الأميركان كل يوم ينتقدون فاشية أحمدي نجاد وعلي خامنئي وبشار الأسد على أنهم رموز الفاشية والديكتاتورية، على الرغم من أن صلاحيات مرسي اليوم في مصر، وبناء على دستوره الجديد، أكبر من صلاحيات نجاد وخامنئي والأسد مضافا إليهم حسن نصر الله إذا أحببت. فكيف تنتقد الديكتاتورية هناك وتطلق ديكتاتورية الإخوان في مصر على هذا النحو غير المسبوق؟ جعلت صلاحيات مرسي في دستوره، عبد الناصر والسادات ومبارك يبدون وكأنهم رموز الحرية والديمقراطية.. مقارنة بمرسي يبدو عبد الناصر وكأنه توماس جيفرسون أبو الديمقراطية الأميركية.

ولكن ما علاقة كل هذا السرد بنهاية الإخوان في مصر؟

 نهاية الإخوان تأتي من عدم إدراك مكتب الإرشاد ومعه الرئيس بأن مصر قد تغيرت وانتقلت خطوات بعد الثورة في اتجاه الكرامة الإنسانية على مستوى الإحساس الداخلي للأفراد عل الأقل. ما كان مبارك ليجرؤ أن يتخذ هذه القرارات قبل الثورة وذلك لأن هناك عتبة للمجتمع المصري متى ما تخطاها أي رئيس انقلب عليه الشعب، فإما قتله على غرار السادات أو خلعه كما حدث لمبارك، فما بالك بأن يقدم مرسي على هذه الخطوة بعد أن تغير الشعب المصري بعد الثورة؟ كما شاهد الجميع على شاشات التلفزة، خطب الرئيس مرسي في جماعته وأنصاره فقط أمام قصر الاتحادية ولم يخطب في كل المصريين. مرسي بدا في خطابه ليس رئيس مصر بل رئيس جماعة الإخوان المسلمين أو رئيس تيار الإسلام السياسي فقط. ومن هنا نرى أن الكتلة الحرجة ومركز ثقل المجتمع المصري ومعه ثقل الشرعية يبتعد بعيدا عن مرسي وعن الإخوان. مثل هذه اللحظة هي اللحظة التي وجد مبارك نفسه فيها وحيدا، وحتى أجهزة ديكتاتوريته فشلت في الوقوف في صفه أو في الدفاع عنه، وهذا ما سيحدث مع مرسي أيضا.

اعتماد مرسي على صفقة مصر مقابل غزة ومساندة الأميركان والإسرائيليين له يعني أنه عاد ليرتكب أخطاء مبارك نفسها مضافا إليها ذلك الشعب الذي تغير. فمن كان يسامح مبارك ويمنحه فسحة من الوقت لن يسامح مرسي ولن يفسح الوقت له. ما لم يقرأه مرسي وجماعته في حديث أوباما هو تلك الكلمة المفتاح (براغماتي). وكما أن أوباما وصف مرسي بالبراغماتي كان أوباما نفسه براغماتيا أيضا في موقفه في الأيام الأخيرة لحكم مبارك، عندما تخطى مبارك الحد الذي جعل الكتلة الحرجة من المجتمع تتخلى عنه، ويذكر البعض منكم المطالبة الشهيرة لأوباما التي طالب فيها مبارك بنقل السلطة «الآن»، يومها قال لمبارك إن الآن تعني الأمس

(now means yesterday)

. الأميركان لن يستطيعوا حماية مرسي وجماعته متى من انقلب الشارع عليهما.

 في اعتقادي أننا أمام معركة على مستقبل مصر بين الإخوان وبقية الوطن، ومن ينتصر في هذه المعركة سيرسم ملامح مصر المستقبل. ويبدو من المؤشرات أن جماعة الإخوان لن تنتصر وإذا ما فشل مشروع الإخوان في مصر فسوف يفشل في كل مكان آخر.

لماذا يفشل الإخوان؟ يفشل الإخوان لأنه لا يوجد في مصر من سيقبل أن تجرى أي نوع من الانتخابات تحت سلطات الفرعون، كما أنه لن يكون شرعيا أن يكتب دستور حسب إشارات الفرعون الذي لا يسأل عما يفعل ولا يطعن في قراراته حتى أمام القضاء. كما أنه ليس من المعقول أن ينتخب الناس الرئيس بناء على دستور، ثم يكتبون دستورا آخر ويستمر ذات الرئيس. لا بد أن تنتهي صلاحية مرسي بعد كتابه الدستور وينتخب الرئيس حسب صلاحياته في الدستور الجديد. عندما انتخب المصريون محمد مرسي، انتخبوه بصلاحيات محددة ولم ينتخبوا إمبراطورا أو فرعونا. ولو دخل مرسي الانتخابات قائلا للمصريين إنه متى ما انتخبتموني سأجمع كل الصلاحيات في يدي لما انتخبه أحد. إذن الرئيس الذي أمامنا بصلاحياته الحالية ليس هو الرئيس الذي انتخبه الشعب. مرسي بسلوكه هذا ورط جماعة الإخوان، بدأ حسن البنا تاريخ حركة الإخوان في مصر في الإسماعيلية على شواطئ قناة السويس، ويبدو أن محمد مرسي سيكتب نهاية هذه الحركة عل شاطئ النيل هذه المرة. وإن سقط الإخوان في مصر فمعنى ذلك أنهم سقطوا وإلى الأبد، وما تلك بأمنية ولكن من خبر مسارات السياسة، يعرف أن الإخوان ركبوا على الطريق السريع إلى محطة النهاية.. ولكن بكل أسف إلى أن يصلوا إلى نهايتهم سيرتكبون حوادث سير أكثر بشاعة وتكرارا من حوادث القطارات في مصر.

Posted in فكر حر | 1 Comment

آن الأوان لبدء التفكير في أثمان «انتصاراتنا»

أياد أبو شقرا     الشرق الاوسط اللندنية

 «تنبه جيدا إلى انتصارات تحمل في طياتها هزائم مستقبلية». (رالف سوكمان)

 روى لي صديق عراقي أنه بعد حرب تحرير الكويت وتداعياتها المأساوية على الجيش العراقي، جلس أحد المواطنين الطيبين، الذين أقنعتهم الماكينة الإعلامية الرسمية بأن القيادة الرشيدة انتصرت ودحرت الأعداء، في زاوية أحد مقاهي بغداد وهو يبكي وينتحب ويلعن الحروب. ويظهر أن أحد مرتادي المقهى رق له، فدنا منه وحاول التخفيف عنه، ظنا منه أنه كآلاف المواطنين فقد عزيزا في تلك الحرب.. غير أنه فوجئ بالباكي المنتحب يرد عليه بما معناه: «أتظن أنني أبكي قتلانا؟ أبدا، فنحن انتصرنا والحمد لله. أنا أبكي على المساكين الأميركان الذين هزمناهم.. تخيل إذا كنا نحن الذين انتصرنا قد حصلت لنا كل هذه البلاوي تصور ما يمكن أن يكون قد حل بهم؟».

هذه الصورة الكاريكاتيرية القاتمة غدت عنوانا بليغا لانتصاراتنا المزعومة المسجلة كلها ضد «مجهول معلوم». تلك الانتصارات التي نتيه بها ونفخر بمجرد التوصل إلى هدنة مذلة استجديناها واستصرخنا الضمائر من أجل تحقيقها.

 مروجو «الانتصارات» المؤزرة يرفضون التشكيك بها مهما بلغت تكلفتها الإنسانية من دماء وأشلاء ودمار وهدم للمؤسسات وتسطيح للعقول ومصادرة لحق المواطن في طرح الأسئلة.

أصلا ادعاء «النصر» في حد ذاته يعني قطع أي طريق على المساءلة. فهل يسأل المنتصر؟ وهل يجوز أن يطلب منه تقديم إجابات؟ أليس المنتصر وحده هو الذي يحتكر حق كتابة التاريخ وتفسير الأحداث وتخوين من يكابر فيرفض الاعتراف بإنجازات المنتصرين؟

 قبل أسبوع، أي قبل أن يتجلى لنا حجم «الانتصار» الجديد في غزة، تساءلت عن «توقيت» نفاد صبر بنيامين نتنياهو على الصواريخ التي كان تطلقها جماعات فلسطينية قرارها السياسي الفعلي في عاصمة إقليمية تعرفها القيادة الإسرائيلية – واستطرادا الأميركية – جيدا. وها نحن الآن بعد الصمت المؤقت للمدافع وراجمات الصواريخ نجد أنفسنا أمام واقع سياسي مثير، يقوم على ما يلي:

أولا، قيادة حماس، بوجهيها «الإخواني» و«الإيراني»، انتزعت زمام المبادرة على الساحة الفلسطينية. وحتى محمود عباس اضطر – ولو لفظيا – للاعتراف لحماس بتحقيق «انتصار» على العدو عجزت دبلوماسيته عن تحقيقه على امتداد سنوات. وبالتالي، دفع محمود عباس القسط الأول من الثمن الباهظ لمحاولته الطلب لفلسطين مقعد مراقب في الأمم المتحدة.

 ثانيا، لن تتوقف تبعات «الانتصار» عند هذا الحد، إذا كنا نفهم طريقة عمل الفكر البراغماتيكي لـ«الإخوان». وبالأمس كتب أحد المحللين العرب في مقالة له «إن الخطوة التالية لحماس هي التوجه شرقا». وهذا، ما لم أكن مخطئا، يعني الاستيلاء على بقايا ما تبقى من كيان سلطة فلسطينية، لكنه يحصل هذه المرة علانية بتخطيط إسرائيلي ومباركة إسرائيلية.

ثالثا، في حين تغاضى السيد خالد مشعل عن تثمين دور محور طهران – دمشق في تحقيق «الانتصار»، مفضلا إهداءه إلى الرئيس المصري محمد مرسي لكي يستثمره مرسي في معركته ضد خصومه داخل مصر، فإن الدكتور محمود الزهار أبى إلا توجيه الشكر إلى محور طهران – دمشق.. على الرغم من انشغال هذا المحور طوال نحو سنتين في تقتيل عشرات الألوف من السوريين لمنع قيام نظام إسلامي على شاكلة نظام حماس!

 رابعا، كانت لافتة تحية السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، الذي سبق له أن حقق عام 2006 على إسرائيل أيضا «انتصارا إلهيا» لا يختلف كثيرا عن «انتصار» إخوته في غزة، وبالتداعيات السياسية الكارثية ذاتها. فخلال ساعات فصلت بين كلمته العاشورائية ولقائه مع الدكتور علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، هدد السيد نصر الله بإطلاق «آلاف الصواريخ» على كل إسرائيل في حال اعتدائها على لبنان، وجدد دعمه لإيران وحذر من استعدائها، فقال: «إسرائيل التي هزها عدد من صواريخ فجر – 5 لا يتعدى أصابع اليد.. كيف ستتحمل آلاف الصواريخ التي ستنزل على تل أبيب وغير تل أبيب إذا اعتدت على لبنان؟». وهنا لا أحسب أن السيد نصر الله يتوقع إجابة إسرائيلية أو أميركية على هذا السؤال المفحم، لكن إذا كانت حدود عمليات «الحزب»، الفلسطينية، كما قال السيد نصر الله في كلمته نفسها، تمتد من حدود لبنان إلى حدود الأردن، وصولا إلى البحر الأحمر.. فلماذا لم يتحرك دفاعا عن أطفال غزة بدلا من انتقاد المتقاعسين عن نصرتهم؟ وهل حدد خريطة العمليات هذه بالتفاهم مع السلطات اللبنانية الرسمية؟

خامسا، وبما أن الشيء بالشيء يذكر، كان لافتا أن إسرائيل هي التي أهدت حزب الله وأمينه العام «انتصارهما الإلهي» عام 2006، بعدما كان السيد قد قال في لحظة مراجعة مع الذات كلماته المشهورة «لو كنت أدري..». القيادة إسرائيل، عبر «لجنة» «فينغراد»، هي التي أهدت «الحزب» وأمينه العام «الانتصار» متوجا بالقرار الدولي 1701 لكي يحولا اهتمامهما إلى الداخل، ويمضيا من حيث يدريان أو لا يدريان إلى التعجيل بتنفيذ هدفها الاستراتيجي الكبير للمنطقة.. الذي هو الحرب الأهلية السنية – الشيعية.

 سادسا، لا «الانتصار» الذي أهدي إلى حماس ومحمد مرسي بالأمس، ولا «انتصار» 2006 الإلهي الذي أهدي إلى حزب الله غريبان عن طبيعة مقاربتي تل أبيب وواشنطن للمنطقة. إنهما المقاربتان اللتان اختصرهما ذات يوم هنري كيسنجر لفلسفة «تحريك» الوضع في الشرق الأوسط بعد 1967 في أعقاب تأخر قطف إسرائيل ثمار نصرها العسكري يومذاك. وقامت فكرة كيسنجر إهداء العرب انتصارا معنويا فارغا يباع لشعوبهم، وتعريض إسرائيل لخسارة دعائية لا تضرها في شيء، ومن ثم تعقد على أساس هذا «السيناريو» الصفقات الاستراتيجية الحقيقية. وحقا كان «انتصار» 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1973 الذي حققه الإنسان المصري والسوري بدمه «الهدية المفخخة» التي أنتجت «كامب ديفيد» ومعه تقاعد مصر عن دورها العربي، وانصراف دمشق لتثبيت السلام الدائم في الجولان المنسي، وتكليفها بالإجهاز على المقاومة الفلسطينية حيث كانت!

بالأمس قال لاريجاني كلاما خطيرا – لمن يسمعه – خلال محطاته السورية واللبنانية والتركية، لكن لسبب أو لآخر يظهر أن ذلك الكلام لا يقلق القيادة الإسرائيلية ولا يؤرقها. بل، إذا كنا لنعود إلى «نظرية المؤامرة» فإن خير ما تقدمه إيران، ومعها توابعها وأدواتها في المنطقة، لحملة إعادة انتخاب نتنياهو.. هو بالضبط كلام من ماركة كلام لاريجاني.

 إن أكذوبة ضرب إيران ما عادت قابلة للتصديق، وهذا، إن كانت كذلك في أي فترة سابقة.

وبالإذن من السيد نصر الله، فإن وجود النظام الإيراني الحالي، بخطابه السياسي وخيمته التسليحية الإقليمية، وما يولده وينشره من ردود فعل طائفية راديكالية ومشوشة وعنفية.. بات أكثر من ضرورة حيوية لبقاء إسرائيل قطب مصالح فعالا وضرورة استراتيجية أمنية للدول الغربية.

 إسرائيل تعرف هذه الحقيقة، والغرب أيضا يعرفها.. لكن هناك من يريد لشعوبنا أن تعيش في الأوهام، وتغرق في بحيرات من الدم.

Posted in فكر حر | 1 Comment

الشيخ القرضاوي… شكراً لك

د إميل شكرالله

موقع ايلاف

كنت دائما لا اجد تفسيرا لظاهرة عجيبة نراها بوضوح في المجتمعات العربية ألا وهي أن السلوك العام للأفراد والمجتمعات والحكومات لا يتوافق مع ما نسمعه ليل نهار من على منابر الشيوخ.

 ففي حين يقولون أن النظافة من الإيمان، تجد القذارة هي المنظر والسلوك العام، وفي حين يتكلمون عن سماحة الأديان تجد الكراهية والبغضاء تملأ المكان والزمان. وفي حين تسمع منهم عن احترام عقائد الأولين تجد المناخ العام يكفر الأولين والآخرين.

الآن عرفت السبب و”إذا عرف السبب بطل العجب” كما يقول المصريون. نعم فقد سمعت ما قاله الشيخ القرضاوي مفتخرا ومتفاخرا في خطبة يوم الجمعة في الجامع الأزهر 16نوفمبر 2012 حيث قال أن في ليبيا مليون شخص يحفظون القرآن وفي مصر أيضا ثم أضاف و”في باكستان يحفظون القرآن وهم لا يعرفون معانيه”.

 في الحقيقة إن هذا التصريح الخطير من عالم دين اسلامي بحجم الشيخ القرضاوي يكشف الستار عن أهم اسباب تخلف العالم الإسلامي وهو موضوع التلقين أو الحفظ بدون فهم. فشكرا لك فضيلة الشيخ على التوضيح.

في الواقع أن أسلوب الحفظ والتلقين بات من علامات التخلف في الدول المتقدمة لما له من آثار جسيمة على تدمير قوى الإبداع الفكري والتفوق العلمي عند الإنسان. لذلك نجد العالم المتقدم اليوم يتبنى سياسة ” علم أقل وفهم اكثر”. فحسب أحدث دراسات التعلم والتعليم فأن الفهم الجيد للعلوم والمعارف هو الذي يولد المزيد من العلوم والمعارف وليس الحفظ والتلقين.

 فبالحفظ والتلقين تتكدس النصوص الجامدة (النصوص غير المفهومة) في ذاكرة الإنسان فتعيق حركة التفكير الحر وتحجب عته نور العقل فلا يعود قادرا إلا على تلاوة ما تيسر له مما حفظ عن ظهر قلب.

والنتيجة الحتمية لهذا التصرف الخاطئ أن يأتي بعد ذلك “إنسان الحفظ والتلقين” للحياة فيصطدم مع الواقع المستنير وهنا تكون المأساة الكبرى لأنه يحاول أن يخضع العالم لما يحفظ هو من نصوص لا يعرف معانيها ولا يعرف علاقتها بالزمان والمكان، فلا يستطيع، فيدخل في حالة صدام وتصادم مع نفسه أولا ثم مع المحيطين به والعالم أجمع ثانيا.

 أيا إنسان الحفظ والتلقين كم من مجازر ارتكبت، وكم من مآسي حصدها الإنسان المسالم بسببك، وكم من الأرواح أزهقت وكم من الحريات انتهكت وكل هذا بسبب انك تحفظ ولا تفهم. تقرأ ولا تعي. فكيف تريد تطبيق شرع الله وأنت لا تفهم معانيه؟ حقا إنها المأساة.

يا فضيلة الشيخ عندما تفتخر بأن هناك اناساً يحفظون القرآن ولا يعرفون معانيه فآنت بدون قصد تشجعهم على عدم الفهم ويخرجون خارج دائرة “يا اولي الألباب”. ألا تعلم أن الإنسان عندما يكتفي بحفظ النصوص الدينية عن ظهر فلب يكون هذا النهج له بمثابة السلوك العام ويتعامل بالمثل مع بقية العلوم فيحرم نفسه من ملكات الإبداع؟ فيعيش متخلفا عن حركة الزمن ويفشل في الاستفادة من استحقاقات المكان.

 في علم الرياضيات نعلم أن المشكلة تكون مشكلة بسبب وجود بعض المجاهيل مرتبطة رياضيا مع بعض الثوابت. وان الحل المطلوب هو معرفة قيم هذه المجاهيل من خلال الثوابت المعطاة. ماذا يعني هذا الكلام؟

 لنفرض المعادلة البسيطة x+1=2. هنا المجهول هو x والثوابت هي 1،2 فيكون الحل هو x=1. أما إذا كانت المعادلة كلها مجاهيل مثل x+2x=3x ففي هذه الحالة لا يمكن الحصول على قيمة المجهول x بسبب عدم وجود ثوابت. بنفس المنطق النصوص المفهومة هي ثوابت معلومات تساعدنا على الحصول على قيم المجاهيل (الحلول) للمشاكل المطروحة. ما يعني أن حفظ الآيات لا قيمة له إذا كنا لا نعرف معانية لأنه في هذه الحالة ستكون المشكلة غير قابلة للحل وذلك لأنها اصبحت كلها مجاهيل (unknowns).

 ففهم معاني النصوص يجعلها ثوابت معروفة وليست طلاسم مجهولة. لذا فالتفكير والتفكر والتأمل ومن ثم الفهم الجيد للنصوص هو الذي يحل المشاكل اما الاكتفاء بالحفظ فقط فهو الذي يبقي على المشاكل دون حلول.

 متى يعلم الشيوخ أن فهم آية واحدة تحض على المحبة والعطاء والتسامح والحياة النقية أفضل بكثير جدا من حفظ الكتاب كله. متى يطالب الشيوخ أن يستبدلوا مسابقات حفظ القرآن بمسابقات فهم القرآن. مسابقات لفهم المعاني الطيبة والنبيلة التي جاءت بها كل الأديان وأن يعيشوا بها ويطبقونها عمليا على أرض الواقع فذاك افضل من حفظ كل الكتب السماوية والفلسفات الارضية.

Shoukrala@hotmail.com 

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

الرئيس المؤتمن

احمد مطر 

زار الرئيس المؤتمن

بعض ولايات الوطن

وحين زار حيّنا

قال لنا

هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العلن

ولا تخافوا أحدا فقد مضى ذاك الزمن

فقال صاحبي حسن

يا سيدي

أين الرغيف واللبن؟

وأين تأمين السكن؟

وأين توفير المهن؟

وأين من

يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟

 يا سيدي لم نر من ذلك شيئا أبداً

قال الرئيس في حزن

أحرق ربي جسدي

أكلّ هذا حاصل في بلدي؟

شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي

سوف ترى الخير غدا

…….وبعد عام زارنا

ومرة ثانية قال لنا

هاتوا شكاواكم بصدق في العلن

ولا تخافوا أحدا

فقد مضى ذاك الزمن

لم يشتك الناس

فقمت معلنا

أين الرغيف واللبن ؟

وأين تأمين السكن ؟

وأين توفير المهن؟

وأين من

يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟

معذرة يا سيدي

وأين صاحبي حسن ؟    أحمد مطر (مفكر حر )؟‎

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

أحلف بإسمكِ يامصر , ستقهرين الأشرار !

 هيهات لمصر أن تنحني طويلاً , مهما حشدَ وشحذَ الظلاميون قواهم وسكاكينهم . عرفنا مصر والمصريين , منذُ بدء التأريخ والى اليوم . لا يكادون يسقطون في الوحل والظلمة , إلاّ ليقوموا بعدها أشدّ وأقوى . بحيث أسمح لنفسي بتحويربسيط ل( قَسَمْ ) عبد الحليم حافظ ,ليصبحأحلف بسماها وترابها أحلف بدروبها وأبوابها أحلف بالقمح وبالمصنعأحلف بالماكنة وبالمدفع ب ولادي بأيامي الجاية ما تغيب شمس الحريّة ( عن العرب ) … طول ما مصر هي اُمّ الدنيا ! ******* الفارقُ يكمن ها هنا في السابق كان الأمد ( أمد الظلام ) يطول ويقصر حسب قوّة الطاغية وجبروتهِ وحجم قواتهِ الغاشمة . اليوم كلّ ذلك لم يَعُد ينفع بتوّفر وسائل الوعي والديمقراطيّة وحقوق الإنسان في كلّ مكان من هذا العالم . الأنترنت والموبايل والكاميرة صارت أدوات الإنسان الحديث لإسقاط أيّ معتوه يتخيّل نفسهِ وجماعتهِ يعيشون في القرن الثامن عشر ! والفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي , صارت تُزلل أركان جمهوريات العبودية والنفاق والخضوع والطغيان . ********** محمد مرسي العيّاط أخطأ ( ومَن مِنّا لا يُخطيء ) , بإعلانهِ (غير الدستوري ) الأخير . خصوصاً ما يتعلّق بالقضاء , وكان هذا إنقلاب واضح المعالم . فهل فكّر الى أين تتجه مصر عندما أعطى نفسهِ تلك الصلاحيات الواسعة المُطلقة ؟لماذا إذن ثار الشعب المصري يوم 25 يناير 2011 ؟ المصريون العقلاء يكتبون / اُمّال إحنا عملنا ثورة ليه ؟؟؟الآن بعد هذا الغضب الشعبي العارم وتلك التداعيات والإعتداء على المواطنين , وإستقالة بعض مُعاونيه ومُستشاريه فالحلّ ليس سوى التراجع بأقصى سرعة عن قراراتهِ البائسة التي أعلنت ولادة ديكتاتور ( بلحيّة وزبيبة ) يفوق حتى أعتى الفراعنة المشهورين . و حتى هذا لن يكفي , بل هو يُهديء الموقف في الشارع المصري فقط . الحل الأفضل / أن يتحلى بالشجاعة الكافية ليُعلن إستقالتهِ , وذلك لفشلهِ الذريع في أن يكون رئيساً لكلّ المصريين . لقد أثبتَ أنّهُ رئيس حزب أو جماعة , أو بالكاد طائفة بائسة , لا تقرأ ولا تفهم , ومستغرقة في ( الأنا ) حتى شحمة آذانها . نعم حَكَمَ مُرسي والإخوان بإسم الثورة , فأساؤوا الحُكم وفشلوا في تحقيق كلّ وعودهم ( الخادعة المخادعة ) أيام ركبوا الثورة المُباركة . الشيء الوحيد الذي نجحوا فيهِ , هو إثباتهم للشعب المصري وكلّ أحرار العالم بدرجة واضحة أنّهم مخادعين ومنافقين وتجّار دين وسياسة . وأنّهم قسّموا الشعب المصري الى أنصار ومُعارضين يتحاربون بكلّ شيء , وليس فقط بالكلمة والحوار كما يدّعون . كما أثبتوا أنّهم لا يحبون مصر الغاليّة . (( الحاقدين على البلاد لأنها حقرتهم حقر السليب السالبا )) الجواهري ************* لا حوار معهم قبل التراجع ! د. محمد البرادعي يقول / قضيتُ طوال عمري أدعو الجميع للحوار , لكن اليوم لا ينفع الحوار مع ديكتاتور يريد أن يسرق ثورة الشعب . د. حسن نافعة يقول / الأمور تتجه لمزيد من التصاعد نظراً لإعلان القوّة التي تمارسها جماعة الإخوان والهيمنة على المجتمع والدولة المصرية . بينما رئاسة محمد مرسي ترّد / هناك حاجة لمحاسبة المُفسدين من النظام السابق (هم يعتبرون طبعاً كلّ من يقول لا .. هو مُفسد ) . وفي الواقع , كيف سيقبل الإخوان بأيّ صوت مُعارض , بينما هم يعتبرون قراراتهم إلهيّة واجبة التنفيذ ؟لقد أسلموا كثير من مناحي الحياة كالصحافة الرسمية ويريدون أسلمة القضاء , والدستور طبعاً . قالها جميع العقلاء قبل أن يحكم الإخوان / الدين والسياسة لا يجتمعان على صالح الشعب , بل هم على المفاسد يجتمعون . وجاء صوت عقلاني يُلطّف الواقع ( العفيف الأخضر ) ليقول ما معناه : نظراً لهذا المدّ الإسلامي وسيطرتهِ على عقول العامة المعمّاة , دعونا نجرّب حكم الإسلاميين في اللحم الحيّ ! والسؤال اليوم / كم ستطول فترة التجربة المُريعة هذه ؟لأنّ هذهِ دماء ومصالح ومكتسبات وحقوق شعوب تُعّد بالملايين , وليس تجربة في مختبر على فأر أو أرنب مسكين . ************** الخلاصةويقولون مؤامرة أمريكية صهيونية ! التزمّت الديني يقود المنطقة الى الشرّ والظلام , ويقولون مؤامرة . إنظروا الى العالم الإسلامي من شرقهِ الى غربهِ , يقولون مؤامرة . ترون مذابح وحشية في باكستان للشيعة المحتفلين بعاشوراء , ويقولون مؤامرة . وتجدون حرب بين طالبان والشعب الأفغاني الذي يكافح للحياة , ويقولون مؤامرة . وفي العراق صار الفساد هو خبز الحياة , وصار اللطم والبؤس يطول نصف أيام السنة بدل العمل والإنتاج , ويقولون مؤامرة . وفي سوريا يذبح الشبل بشّار وشبيحتهِ الشعب الثائر , ويقولون مؤامرةوفي لبنان يسيطر حزب الشيطان ويمزّق البلد ويغتال قادتهِ ويقولو ن مؤامرة . وفي غزّة تحكم قطط حماس السمينة وتحاصر الشعب البائس وترفض التصالح مع فتح , ويقولون مؤامرة وهكذا في البحرين واليمن وليبيا وتونس والسودان وباقي البلاد , ويقولون مؤامرة . حسناً لنقّر معكم بالمؤامرة , والحروب القادمة دينيّة ( شيعية ــ سُنيّة ) و ( شيعيّة ــ شيعيّة ) و( سُنيّة ــ سُنيّة ) .. مصطنعة ! طيّب عرفتم هذا , فإتخذوا حذركم منها وتصرفوا بما يُفشِل تلك المؤامرة أم أنتم بلا إرادة .. البتّة ؟مصر , لا يوجد فيها صراع ( شيعة وسنّة ) فلماذا هذا التداعي المُريب ؟والسؤال هو : هل هناك أمل بالنهوض في ظلّ التزمّت الديني وتدّخل رجال الدين في السياسة ؟وأجيبكم عليه حسب ظنّي / طبعاً لا كبيرة . وسوف تزدحم الشوارع والميادين دوماً بالثوّارليزحفوا ( ك تنينٍ برّاق ) نحو قلاع الظلاميين لإقتلاعهم . وإنّ غداً لناظرهِ قريب !
تحياتي لكم
رعد الحافظ 25 نوفمبر 2012   رعد الحافظ(مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

بشار الاسد, خامنئي, نصرالله وبوتين.. أنتم من دمرتم وطني

قد تتهمني أيها الشبيح الاسدي بأني إسلامي أو بأني إرهابي.. وأنت حر لكنني اعتبر نفسي مواطنا سوريا ولائي لوطني, أفكر و أستخلص النتائج والعبر و أرفض أن أكون ثورا يركض مع القطيع من شبيحة الأسد…

قد تقول لي بأن لديك مخاوف من الاسلمة؟ أو بأنك تقاتل ضد ثوار رجعيين و قتلة, و يمكنك أن تصفهم بما يحلو لك من الصفات, هذا لن يغير من الأمر شيئا فأنت دمرت وطني..

لا تتفاجئ ايها الشبيح فأنت المسؤول عن وعي أو عن جهل وسأعدد لك الأسباب:

  1.  في اللحظة التي حملت بها سلاحك أصبحت مسؤولا مباشرا عن دمار سوريا.

لا تقل لي ان بان نظام عائلة الاسد علماني وان الثوار من اجبرك على تدمير سوريا, فالثورة السورية هي ثورة سلمية, وستعود سلمية بمجرد ان يعيد المجرم الاسد الجيش لثكناته حيث مكانه الطبيعي…

لا عذر لك.. فتدميرك لسوريا كان همجياً؟  ربما تقول لي بأن ثورتي بدأت سلمية ولكنها اصبحت غير سلمية, وربما تريد ان تقارنها بثورات سلمية جرت في الهند, أوفي جنوب افريقيا وظلت هذه الثورات سلمية حتى النهاية, ولكن تذكر بأن في الهند كان الطرف المقابل هو العرش البريطاني المتحضر والراقي والذي يفهم ويحترم معنى الديمقراطية والكفاح السلمي, وفي جنوب افريقيا كان هناك نظاماً مع كل ظلمه فهو نقطة ببحر همجية سيدك المجرم بشار الأسد الذي هو على استعداد وكما قال خادمه رئيس المخابرات الجوية بأنه على استعداد لأن يقتل مليون سوري؟؟ فلا يحق لك بان تعييرني بالهند وجنوب افريقيا بعد ذلك فشتان ما بين الثرى والثريا.

لأجل هذا أيها الشبيح. ان كنت مسلحا او كاتبا, اوصامتاُ, فأنت من تتحمل مسؤولية تدمير وطني..

  1.  أنت ايها الشبيح الاسدي, الذي رميت ببراميل الديناميت على الاطفال والنساء, ورميت القنابل العنقودية والفراغية المحرمة دولياُ , وكنت تدرك مخاطر ذلك,  ثم بدأت تنوح على الفضائيات بأن الثوار يقتلون الشعب.. الشعب الذي استخدمته أنت كدرع يحميك, يحميك بدمائه و ببيوته.

أنت من تتحمل المسؤولية لأنك تسلحت بالسلاح الروسي واستعنت بالمرتزقة من ايران ومن عند نصرالله, و لأنك احتميت بالاجنبي ولو لم تفعل ذلك لما تدمرت سوريا التي دمرتها انت عن وعي أو عن جهل وكلاهما لا يعفيانك من المسؤولية.

هل تعلم أن النظام البحريني هو نظام قمعي و استعان بجيش أجنبي هو الجيش السعودي ليقمع شعب البحرين, لكنهم لم يفعلوا مثلك و البحرين لم تتدمر وما زالوا يناضلون.. لأنهم يحبون وطنهم ويعون مخاطر السلاح و التسليح من روسيا والاستعانة بقتلة من ايران ومن حزب الله.

 أنت ايها الشبيح الاسدي من جلبت الى سوريا القاعدة و التكفيريين وتحالفت معهم فسقطت وأصبحت خائنا للشعب السوري.

نظام عائلة الاسد هو الذي سلح القاتل و السارق والمهرب وتاجر المخدرات و الجاهل و المتخلف فأصبح السلاح في أيديهم قاتلا للوطن؟

 أنت الذي ارتميت بأحضان الولي الفقيه ونصرالله وروسيا ليسلحوك و يمولوك ويتاجروا بوطنك فأصبحت خائنا لوطنك تنفذ أجندات أجنبية عن وعي أو عن جهل وكلاهما مصيبة..

لقد صبر الشعب السوري لمدة  تزيد عن اربعين عاما على ظلم واستبداد وهمجية جرائم عائلة الاسد, وعندما نضج وعيه وانفتح على العالم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي, كسر حاجز الخوف وهب مطالباً بالحرية والكرامة لكي يصبح مثل بقية الشعوب يساهم في الركب الحضاري.

هل قرأت يوما عن الثورة الفرنسية و الروسية و كم استمر الحراك الشعبي قبل الثورة ؟ لقد كان اقل بكثير مما تحمله المواطن السوري على مدى اكثر من اربعين عاماُ, وتعتبر الثورة السورية ارقى وانضج فكريا من كل الثورات.

كيف يمكنكم اسقاط الثورة  بدعوى الدفاع عن النظام ؟ أليس هناك نهاية لهذا الجنون ؟

أيها الشبيحة من السوريون هل تعقلون ؟ 

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

متى ظهر الإسلام 2-2

كامل النجار

من الصعب تحديد زمن ظهور الإسلام بدقة نسبةً لشُح المصادر غير الإسلامية التي تتحدث عن هذا الموضوع من جانب، وعدم مصداقية المصادر الإسلامية من الجانب الآخر. فالمصادر الإسلامية لم يبدأ ظهورها إلا بعد حوالي مائة وخمسين عاماً من التاريخ المزمع لوفاة نبي الإسلام. ولا يمكن الاعتماد على هذه المصادر لأنها لم تُكتب من أجل التاريخ وإنما كُتب معظمها لتبجيل وتعظيم الإسلام ونبيه، وقد اكتظ معظمها بقصص أسطورية مثل قصة شق صدر النبي وهو طفل وغسله بماء الثلج لإزالة الشرك عنه.

ومما يزيد في صعوبة المهمة تأخر ظهور الكتابة باللغة العربية. فلم تظهر اللغة المكتوبة إلا في القرن الخامس الميلادي، وكانت في البدء لغة تنقصها النقاط وعلامات الترقيم الأخرى مما أدى إلى الخلط في كثير من الكلمات المكتوبة. ولذا كان لا بد من الاعتماد على المصادر المكتوبة باللغات الإغريقية والآرامية السريانية، وبعض المصادر المكتوبة باللغة الرومانية.

مسرح الحوادث في بداية القرن السابع الميلادي (التاريخ المزمع لظهور الإسلام) كانت تسيطر عليه الديانة المسيحية التي كانت ديانة الدولة في إمبراطورية بيزنطة الرومانية التي امتدت سيطرتها في الهلال الخصيب من غزة، مروراً بفلسطين وسوريا إلى تركيا. منطقة ميسوبوتوميا بين دجلة والفرات كانت تابعة للإمبراطورية الساسانية الغارسية التي كان دينها الرسمي الزرادشتية ولكن بعد خسارتها منطقة نينوى في عام 627 انحسرت الإمبراطورية الساسانية ومعها الزرادشتية وحلت محلها المسيحية. وأصبحت منطقة فارس مسيحية ، وكان بها كاتدرائية ضخمة تنافس كاتدرائية القسطنطينية، وكانت منطقة الحيرة في العراق هي مركز تعليم المسيحية، وتمت بها ترجمة الإنجيل من اللغة الرومانية إلى اللغة الآرامية السريانية. ومما ساعد عملية الترجمة في الحيرة أن الإمبراطور جستينيان الأول أقفل الأكاديمية الأثينية في القسطنطينية عام 529، مما اضطر أساتذة الفلسفة اليونانية إلى إللجوء إلى منطقة الحيرة للعمل، فاللغة الإغريقية لم تكن غريبة على المنطقة. كما كانت منطقة الرصافة مقراً رئيسياً لأتباع عقيدة سينت سرجون المسيحية St.

Sergius of Rusafa

 (نقلاً عن كتاب The Hidden Origins of Islam, Karl Heinz-Ohlig, p 19

وقد احتل الساسانيون تحت قيادة شابور الثاني في القرن الرابع، شرق جزيرة العرب حتى منطقة اليمامة، ثم احتلوا اليمن المسيحي في عام 572 بعد أن طردوا منه الأحباش المسيحيين. فمنطقة اليمن كلها كانت مسيحية مع وجود اليهودية بها وانتقلت المسيحية إلى قبائل شرق الجزيرة العربية. بقية القبائل العربية في الحجاز كانت في أغلبها وثنية، مع وجود قبائل مسيحية مثل قبيلة طي، ونجران، ومضر، وقُضاعة (التي كانت أول قبيلة عربية تتنصر)، وتميم، وقبائل منطقة الأردن التي كانت عاصمتها البترا أو سلع (النصرانية للأب شيخو، ص 34). بقية القبائل البدوية كانت وثنية ولكن بعض أفرادها كانون يعرفون الوحدانية التي كانت تُعرف باسم “الحنيفية” نسبة لإبراهيم الذي حنف عن دين آبائه الوثني، أي انحرف عنه. فكلمة “حنيفية” تعني الانحراف. يقول كتاب

Cross Roads To Islam

 للمستشرق

Yehuda D Nevo

 إن الطبقة العليا في العرب كانوا على دين التوحيد، ولكن ليسوا مسلمين (ص 207).

يزعم كُتاب التراث الإسلامي أن محمداً ظهر في هذا المسرح المسيحي في حوالي العام 622 بعد هجرته إلى المدينة، واستطاع في ظرف عشر سنوات فقط أن يُخضع جميع هذه القبائل العربية إلى الإسلام ، وهذا زعم يصعب تصديقه. ثم زعموا أن معاوية ابن أبي سفيان، الذي كان مع أبيه، أبي سفيان بن حرب، من ألد أعداء الإسلام ولم يسلما إلا في سنة ثمان هجرية، أي قبل سنتين من موت محمد، وأصبح بدون أي مقدمات كاتباً للوحي لدى محمد، وأصبح المسلمون يقولون “رضي الله عنه” بعد ذكر اسمه. فأي وحي كتبه هذا المعاوية يمكن أن يعتمد عليه المسلمون؟ ومعاوية هذا لم نقرأ عنه كلمة واحدة في التراث الإسلامي، ولا نعرف عنه شيئاً إلا بعد أن أصبح كاتباً للوحي ثم أميراً على الشام. فهل فعلاً احتل المسلمون الشام في خلافة عمر بن الخطاب، أي في ظرف خمس إلى ثمان سنوات بعد موت محمد؟

لا بد لنا هنا من الاعتماد على المصادر غير الإسلامية. معاوية أصبح حاكماً للشام عام 640 بعد أن تخلت بيزنطة عن سوريا لأسباب اقتصادية جعلت الشام عبئاً على القسطنطينية التي خلت خزينتها من الأموال بعد أن بدد جستينيان الأول أموال الخزينة في بناء كنيسة أيا صوفيا

Hagia Sophia

 التي كلفت الخزينة 320 رطلاً من الذهب كادت أن تفلس الدولة بعدها، ثم صرف الإمبراطور هيراكليوس ما تبقى على حروبه مع الساسانيين. فاضطر هيراكليوس إلى التخلي عن الشام. وكانت هذه فرصة للقبائل العربية المسيحية في الشام لاستلام الحكم. وقد برز بينهم معاوية ربما لمهارته السياسية أو العسكرية، أو الاثنين معاً. وعندما استلم معاوية الحكم في سوريا فرض عليه الإمبراطور هيراكليوس معاهدة يدفع بموجبها معاوية سنوياً ثلاثة آلاف قطعة ذهب وخيول وعبيد

(Karl Heinz-Ohlig, p51).

 فهل يدفع المنتصر جزية للمهزوم، إذا صدقنا الروايات الإسلامية التي تقول إن المسلمين هزموا قوات هيراكليوس واحتلوا الشام؟

ولو كان المسلمون قد انتصروا في المعارك التي يذكرها التراث الإسلامي، ألا نتوقع أن يكتب مؤرخو تلك الفترة في الشام أو القسطنطينية أو الحيرة شيئاً عن تلك المعارك مع العلم أن الكتابة والتاريخ كانتا منتشرتين في تلك البلاد؟ قالمصادر السريانية حتى القرن الثامن الميلادي لا تذكر شيئاً على الإطلاق عن تلك المعارك

(Cross Roads to Islam, p 106)

. في مذكرات أحد الرهبان باللغة السريانية نجده يقول (في اليوم الرابع والعشرين من ديسمبر سنة 633، وفي دير خارج دمشق، تمت كتابة نسخة فاخرة من الإنجيل رغم تجمع السحب المنذرة بقدوم سنوات حالكة)

(Sebastian Brock, Syriac Sources for Seventh Century History, p 13)

. وهذا الراهب الذي ذكر كتابة نسخة من الإنجيل وتجمع السحب الداكنة لم يذكر موقعة مؤتة في عام 629 ولا أي معركة بين المسلمين والمسيحيين. أما المؤرخ الأرميني سيبيوس Sebeos الذي كتب في القرن السابع الميلادي عن تاريخ الإمبراطور هيراكليوس، فقد ذكر أشياء بسيطة عن معركتين بين العرب ومسيحيي الشام في تلك الفترة، ولم يُسمي تلك المعارك التي يعتقد الدارسون المعاصرون أنهما كانتا موقعتي اليرموك والقادسية المذكورتين في التراث الإسلامي. بينما لو أخذنا مثلاً مذكرات جشوا Joshua the Stylite

 التي تغطي الفترة من 395 إلى 506، نجد أن المصادر الدينية العبرانية تذكر جميع المعارك والمناوشات بتفاصيل مذهلة. فلماذا يذكر العبرانيون كل هذه التفاصيل بينما تتجاهل المصادر السريانية السورية وصف معارك العرب المسلمين ضد بلادهم؟ بالطبع لو حدثت هذه المعارك كما تزعم المصادر الإسلامية، لكتبها المؤرخون السريانيون. ومذكرات خوذستان

Khuzestan Chronicles

 وهي مذكرات لا يُعرف اسم كاتبها، تصف تاريخ الكنيسة، بين سنة 670 و 680، تحتوي على معلومات كثيرة عن المعارك بين الرومان والساسانيين، لكنها لا تذكر إلا النزر اليسير عن معارك العرب في الشام

(Cross Roads to Islam, 107).

 وقد رأينا في الحلقة السابقة أن جميع العملات التي ضُربت في عهد معاوية، وجميع النقوش على الحيطان لم تذكر الإسلام ولا محمداً. فهل يمكن أن نصدق أن معاوية كان مسلماً وأرسله عمر بن الخطاب ليحكم الشام إنابة عنه؟

المصدر الوحيد الذي يقول شيئا ربما يوحي بأن العرب الذين يحكمون سوريا في تلك الأيام قد يكونون أصحاب ديانة غير مسيحية، هو ما كتبه الأسقف النسطوري أُوشيعب

Isho’yahb

 في عام 659، أي في أيام معاوية، فهو يقول (ولكن هؤلاء العرب الذين منحهم الله السلطة على البلاد في هذه الأيام … فإنهم لا يهاجمون المسيحية بل يحترمونها ويحمون كنائسنا وبيعنا ويحترمون قساوستنا) (نفس المصدر أعلاه، ص 216). وكما ذكرنا أعلاه أن بعض المؤرخين يعتقدون أن العرب كانوا أهل توحيد عام ولكن لم يكونوا مسلمين. ثم أن مؤلف كتاب “حياة ماكسيموس”

Maximus the Confessor

 الذي كان يعيش متخفياً في أيام سيطرة هيراكليوس على الشام نسبة لأنه كان متهماً بالهرطقة، قد جاء إلى الشام في أيام معاوية وأصبح يبشر على المفتوح ودون خوف (نفس المصدر أعلاه، ص 214).

أول ذكر موثق للإسلام جاء في عهد عبد الملك بن مروان الذي تولى الحكم عام 680م 60 هجرية. عبد الملك أعلن أن دولته دينها الإسلام، ونبيها محمد، وربها واحد لا شريك له. ثم أصدر عملات نُقش عليها “عبد الملك خليفة الله” وعملات أخرى تحمل اسم محمد ولكن مرسوم عليها بيت الإله العبري أل El الذي يُرمز إليه بعمود حجري في وسط العملة ومكتوب حوله “لا إله إلا الله وحده، محمد رسول الله”

(The Hidden Origins of Islam, p 67).

ثم أسس عبد الملك ما يُعرف باسم “مسجد الصخرة”، وهو هيكل عظيم له ثمانية أضلاع وبه ستة عشر عموداً داعماً للسقف، وتعلوه قبة. وقد كُتبت آيات قرآنية على واجهاته الثمانية من الخارج ومن الداخل كذلك. في الجانب الخارجي كُتب (بسم الله الرحمن الرحيم. لا اله الا الله. لا شريك له. قل هو الله أحد الله الصمد. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفو احد. محمد رسول الله صلى الله عليه. ان الله وملئكته يصلون على النبي يا االذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. وملئكته ورسله والسلم عليه ورحمت الله. بنى هذه القبة عبد الله عب… تقبل الله منه ورضي عنه. امين رب العالمين. لله الحمد).

وفي الجدار الداخلي كُتب (يا اهل الكتب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القيها إلى مريم وروح منه. فامنوا بالله وحده سبحنه ان يكون له ولد. له ما في السموت وما في الارض وكفى بالله وكيلا. لن يستنكف المسيح ان يكون عبد الله ولا الملئكة المقربون. ومن يستنكف عن عبدته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا. اللهم صلي على رسولك وعبدك عيسى ابن مريم والسلم عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه تمترون. ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحنه اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. ان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم. شهد الله انه لا اله الا هو والملئكة واولوا العلم قيما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الاسلم وما اختلف الذين اوتوا الكتب الا من بعد ما جاهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايت الله فان الله سريه الحساب).

فهل قصد عبد الملك من قبة الصخرة أن تكون مسجداً أم مجرد بناء ينافس به كنيسة أيا صوفيا في القسطنطينية وكنيسة القيامة في القدس؟ إذا كان القصد منه أن يكون مسجداً للمسلمين، فإننا نلاحظ أن هذا المسجد ليس به محراب يتجه نحو الكعبة التي كانت في ذلك الوقت قد أصبحت قبلة المسلمين بعد أن حول محمد قبلته من بيت المقدس، كما تقول كتب التراث. ثم أن البناء به اثنا عشر عموداً تمثل أسباط إسرائيل الاثني عشر. كما أن الآيات الداخلية كلها تتحدث عن بني إسرائيل وعيسى. ثم أن الصخرة التي بوسطة والتي سُمى باسمها لا نعرف الغرض منها. هل هي الصخرة التى صارع عندها يعقوب ربه، كما في الديانة اليهودية، أم هي الصخرة التي صعد منها يسوع إلى السماء كما يقول المسيحيون، أم هي توأم الحجر الأسود في الكعبة؟ فالإسلام ليس به صخرة حسب تعاليم نبيه. القرآن يقول (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله). وبالطبع قبل بناء هذه القبة عام 72 للهجرة لم يكن هناك مسجد أقصى في القدس، بل كانت هناك كنيسة القيامة وبقايا هيكل سليمان، كما يزعم اليهود. وهناك من يشكك بأن عبد الملك قصد من البناء أن يكون مسجداً.

أما كلمة “مسلم” فلم تظهر كتابةً إلا في العصر العباسي. فالعملات والنقوش الحائطية والمصادر غير الإسلامية لم تذكر كلمة “مسلم”

(Cross Roads to Islam, p 234).

 المصادر غير الإسلامية كانت ترمز إلى اتباع محمد ب “الهاجريون” نسبة إلى هاجر زوجة إبراهيم، التي أنجبت له إسماعيل. وكانت الكلمة تُستعمل كنوع من التحقير لهم على أساس أنهم أبناء الجارية. وفي مصر لم تظهر كلمة “مسلم” إلا في نهاية مذكرات الأسقف القبطي جون من نيكيو

Bishop John of Nikiu

 في حوالي العام 70 الهجري.، والتي يقول فيها إن كثيراً من المسيحيين لم يكونوا مسيحيين حقيقيين وقد تنكروا لدينهم واعتنقوا ديانة المسلمين

كانت الإمبراطوريات في ذلك الوقت تستعمل أوراق البردى في المكاتبات الرسمية، وكانت اللفافة من ورق البردي يُكتب في أعلاها آيات مسيحية باللغة الإغريقية أو السريانية. يقول البلاذري إن عبد الملك بن مروان كان أول من استعمل آيات قرآنية في أعلى أوراق البردى، والتي يسميها الباحثون

Protocols.

 وقد كانت الحكومة في عهد معاوية تستعمل اللغة اليونانية والعربية في البروتوكولات هذه، لكنها كانت تخلو من عبارات إسلامية (نفس المصدر أعلاه، ص 284).

العداء بين المسيحية والإسلام لم يظهر إلا في عهد عبد الملك، وخاصة في مصر عندما كانت تحت إمرة عبد العزيز بن مروان، الأخ الأصغر لعبد الملك. وقد أمر عبد العزيز في حوالي العام 69 هجري، بتحطيم كل الصلبان في مصر والكتابة على أبواب جميع الكنائس “محمد الرسول الكبير”، كما جاء في مذكرات الأسقف جون المذكورة أعلاه، وفي صفحة 201 (نقلاً عن المصدر أعلاه). ثم جاء بعده الوليد بن عبد الملك الذي اعتلى الخلافة بعد عبد الملك وأمر بهدم جزء من كنيسة يوحنا بدمشق وبنى فيه المسجد الأموي.

ونأتي الآن إلى القرآن نفسه. فقصة اكتمال نزول الوحي قبل وفاة محمد، وجمع القرآن في حياته أو في خلافة أبي بكر، ومرة أخرى في خلافة عثمان، فكلها قصص متأخرة كُتبت في منتصف القرن الثامن الميلادي. أول كلمة مكتوبة عن القرآن وجدت في مخطوطة في المدينة مؤرخة بعام 135 هجري، وذُكر فيها “كتاب الله” فقط، ولم تقل “القرآن”

(The Hidden Origins of Islam, p 97).

 وقصة أن عثمان كتب ست نسخ من القرآن وأرسلها إلى الأمصار كذلك قصة بلا دليل إذ أن الباحثين فشلوا في العثور على أي من تلك النسخ المزعومة. فلو كان عثمان فعلاً قد كتب تلك النسخ وبعث بها إلى الأمصار، ولو افترضنا أن اثنين أو ثلاثة من النسخ قد تلفت أو أُحرقت، كيف يُعقل أن لا يحافظ المسلمون على أغلى كتاب في حياتهم؟ ألم يكن في المسلمين من يحافظ ولو على نسخة واحدة من ذلك الكتاب العظيم؟ ثم أن مالك بن أنس عندما سألوه عن مصحف عثمان، قال: (لقد تغيّب ولم نعثر له على أثر) كما ورد في كتاب الوفاء للسمهودي، باب الأشياخ. وورد نفس القول في كتاب المصاحف لأبي داود، نقلاً عن عبد الله بن وهب، الذي يقول “سألت مالكاً عن مصحف عثمان، فقال : لقد ذهب” (المصدر أعلاه، ص 205). وابن سعد، الذي نقل السيرة عن ابن إسحق، أقدم كتاب إسلامي، لم يذكر شيئاً عن جمع القرآن.

أبو داود السجستاني، في كتابة “المصاحف” كتب بإسهاب عن مجهود الحجاج بن يوسف في تنقيط وإعادة كتابة المصحف. ويزمع الكثيرون أن الحجاج بن يوسف قد محا آيات وأدخل أخرى في مصحفه الذي أرسله إلى الأمصار في خلافة عبد الملك، مما أثار غضب عبد العزيز بن مروان عندما وصلته نسخة الحجاج في مصر، فأمر علماء مصر أن يكتبوا له مصحفا. وقول عبد الملك بن مروان في شهر رمضان، قول معروف للجميع. فقد قال إنه يخشى أن يموت في رمضان لأنه الشهر (الذي ولدت فيه، وفُطمت فيه، وبويعت فيه، وجمعت القرآن فيه).

وخلاصة القول، بعد دراسة جميع المصادر المتاحة لهم من مخطوطات وعملات نقدية ونقوش، وكتب التراث الإسلامي، والمصادر المعاصرة لفترة حكم الأموييين والعباسيين، اتضح للعلماء أن الإسلام لم يظهر فجأة وينتشر في مدى عشر سنوات، كما تزعم كتب التراث، إنما بدأ بحركة سياسية قادها قثعم في القرن السابع الميلادي، ودعمها بنصوص قال إنها أتته من السماء، كما أتت النصوص لموسى وعيسى من قبله. ولا شك أن هناك من آمن بمحمد واتبعه، وبعد موته قاموا بنشر رسالته بعد أن أضافوا إليها الكثير من النصوص والقصص الأسطورية التي تمجد نبيهم. وقد تم نشر الرسالة بقوة السيف وليس عن طريق المنطق إذ أن منطق النصوص التي أتى بها محمد لا يمكن أن تُقنع أي إنسان عاقل مطلع على الأديان التي سبقت ظهور محمد. وقد تضافرت الجهود في زيادة وحذف بعض المقاطع من ذلك النص المقدس الذي سماه المسلمون فيما بعد ب “القرآن”. ولم تكتمل صورة النصوص القرآنية إلا في عصر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. أما تشريعات الإسلام الأخرى من فقه وغيره فقد استغرقت عقوداً طويلة اكتملت بنهاية الدولة العباسية.    كامل النجار (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | 1 Comment

متى ظهر الإسلام؟ 1-2

كامل النجار

ما زال الغموض يلف تاريخ ظهور الإسلام وتاريخ ظهور وحياة محمد بن عبد الله، نبي الإسلام. بل حتى شخصية محمد نفسه يحيط بها الغموض. والسبب الرئيس في ذلك هو عدم وجود شواهد تاريخية يمكن أن نعتمد عليها في تأريخ الإسلام. فاللغة العربية، لغة القرآن، قد نمت من اللغة الآرامية السريانية التي كانت سائدة في منطقة الهلال الخصيب ولم يكن نمو اللغة العربية الفيلولوجي قد اكتمل وقت ظهور الإسلام. وكانت العربية في بدايتها لغة صوتية لا حروف أبجدية لها تمكن الناس من كتابتها. وحتى الأعراب القليلين الذين تعلموا الكتابة كانوا يكتبون العربية بحروف آرامية، وقد سمى الباحثون طريقة الكتابة هذه ب (قارشوني)

Garshuni

(نقلاً عن كرستوف لوكسنبيرج في كتابه The Syrio-Aramaic Reading of the Koran، ص 114).

 وقد احدثت هذه الطريقة في الكتابة أخطاء عديدة في الكتابات التي وصلت إلينا، بما فيها القرآن والتاريخ. وحتى عندما استقر العرب على حروفهم الأبجدية الثمانية والعشرين، كانت هناك سبعة حروف فقط لا يمكن الخلط بينها أما البقية فكان القاريء يصل إليها بالتخمين لأن الحروف لم تكن منقطة. فلم يكن هناك طريقة للتفريق بين الباء والتاء والثاء، أو بين الجيم والحاء والخاء، وهكذا. ولم يكن هناك حرف همزة (أ) في وسط الكلمات، فنجد في القرآن مثلاً “جنت” بدل “جنات”. فندرة الكتابة مع الأخطاء في النسخ جعلت الاعتماد على ما وصلنا من التراث الإسلامي غير ذي قيمة تاريخية.

ثم أن شخصية محمد نفسها لا نعلم عنها شيئاً مؤكداً. فكتب السيرة تخبرنا أنه ولد بعد موت أبيه بمدة قد تصل إلى أربعة سنوات لأن عبد الله أبا محمد قد تزوج في نفس اليوم مع أبيه عبد المطلب الذي ولدت له زوجته الجديد ابنه حمزة، عم محمد، والذي يكبره بأربعة سنوات حسب بعض القصص. فإذا كان حمزة يكبر محمداً بأربعة سنوات، فلا بد أن محمداً قد مكث في بطن أمه أربع سنوات. ولهذا السبب أصبحت مدة الحمل القصوى في الفقه الإسلامي أربع سنوات.

فمحمد الذي ولد يتيماً فقيراً وتربى في حضن جده عبد المطلب ثم عمه أبي طالب، لم يكن شخصاً ذا بال حتى يهتم الناس بمولده ونشأته. وحتى عندما بدأ دعوته بمكة تجاهله الناس لعدم أهميته بينهم وخاصموه لأكثر من عشرين عاماً. والقرآن نفسه يقول لنا عن أهل مكة أنهم تساءلوا فيما بينهم عندما قال لهم محمد إنه أتى بقرآن من عند الله، فقالوا (لولا أُنزل على رجل من القريتين عظيم). فمحمد لم يكن عظيماً بينهم، والقرآن نفسه يقول له على لسان الله (وجدك يتيماً فآوى ووجدك فقيراً فأغنى). فكيف يؤرخ الناس لرجل مثل محمد ويحفظون تفاصيل ولادته ونشأته ورعيه للغنم ورضاعته عند حليمة السعدية، وشق صدره وهو طفل؟ وكيف يتناقل الناس مثل هذه القصص عنه ثم لا يصدقونه عندما يقول لهم إنه نبي الله؟ فالواضح أن سيرة حياة محمد كلها صناعة متأخرة تفنن القصاصون في صياغتها بخيال خصب الهدف منه تمجيد الإسلام ورسوله.

وإذا سألنا من هو محمد؟ وهل كان محمد هو اسمه الحقيقي، تخبرنا كتب السيرة أن اسمه كان “قثم”، ثم سمى نفسه محمد وعقّ، أي ذبح ذبيحة لنفسه يوم سمى نفسه “محمد”. فعن (أنس بن مالك أن النبي عق عن نفسه بعدما بُعث بالنبوة) (بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد القرطبي، ص 329). والاسم “محمد” قد استعمله النصارى بالجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام لأنه اسم مشتق من كلمة “الحمد” أي الشكر. فالشخص الكريم سموه “محمود” أو “محمد” أو “أحمد”. فمثلاً كان هناك محمد بن سفيان بن مجاشع، أحد أساقفة بني تميم. ومحمد بن حمران، من نصارى مذحج (النصرانية وآدابها، للأب شيخو، ص 251).. فإذاً كلمة “محمد” قد سبقت ظهور الإسلام. والشخص غير المحمود كانت الأعراب تسميه “مذمم”. (قال ابن إسحاق : وكانت قريش إنما تُسمى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مُذمما، ثم يسبونه ، فكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : ” ألا تعجبون لِما صرف اللّه عنى أذى قريش، يسبون مُذمما، وأنا محمدٌ) (السيرة النبوية لابن هشام، ص 204). ثم أن إله القرآن لم يخاطب نبيه بالإسم محمد، وقد خاطب نوحاً فقال (يا نوح اهبط)، وخاطب إبراهيم (يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا)، وقال لعيسى (يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ)، كما خاطب موسى وقال (يا موسى لا تخف) (الإتقان لجلال الدين السيوطي، 282). فلماذا لم يخاطب نبي الإسلام ب “يا محمد”؟ بل أن القرآن عندما تحدث عن محمد بلسان موسى قال لهم (سيأتي نبي من بعدي اسمه أحمد) ولم يقل محمد، وبالتالي كان يمكن لمحمد أن يسمي نفسه “محمود” بدل محمد. ثم أن محمداً لم يُعرف باسم واحد فقط، فقد قال لأصحابه (أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي وأنا الحاشر وأنا العاقب) (صحيح البخاري). فالاسم محمد اسم منتحل وليس الاسم الذي عُرف به نبي الإسلام قبل ظهور الإسلام.

ثم نأتي إلى الاسم “عبد الله”. كان ملوك إيران يعتقدون أن الحُكم في مملكة إيران-شاهر

Eran-Shahr

 يجب أن يكون في عائلة ساسان لأنهم أحفاد الآلهة. وعندما اعتلت الملكة بوران، ابنة الملك خسرو الثاني، العرش، صكت ميدالية ذهبية نُقش عليها “بوران- مجددة نسل الآلهة”

Boran, I yazdan tohm winardar.

 وبعد هزيمة الساسانيين على أيدي الإمبراطور هيراكليوس في عام 622، بدأ حكم المسيحيين العرب في سوريا وإيران. وأول ما فعله الحكام المسيحيون العرب هو محاولة إزالة مفهوم أن الحكام من نسل الآلهة، فأدخلوا مصطلح “عبد الله” للحاكم

The Hidden Origins of Islam) للمستشرق كارل هاينز أوهليق وجيرد بوين، ص 25.)

 وكذلك فعل المسيحيون في سوريا. بل أن مسيحيي سوريا كانوا يقولون إن يسوع عبد الله ورسوله. وكانت هذه عادة مسيحية سورية ترجع إلى القرن الأول الميلادي. وهناك الخطاب 1

Clement

 المكتوب إلى المسيحيين في

Corinth

 في نهاية القرن الأول الميلادي والذي يقول إن الله واحد وهو خالق الكون وخادمه المحبوب يسوع المسيح سيدنا

there is one God, creator of the universe, and his beloved servant Jesus Christ, our Lord. فإذاً مصطلح “عبد الله” قد سبق ظهور الإسلام وأخذه المسلمون من المسيحيين. فعبارة “محمد عبد الله” أو “عبد الله محمد” لا تنم عن معتقد إسلامي، بل مسيحي.

تخبرنا كتب السيرة أن محمداً ولد عام الفيل، الذي لا نعرف تاريخه بالتحديد، ويقول أهل التاريخ إنه العام الذي حاول فيه أبرهة الحبشي غزو مكة من قاعدته في اليمن عام 570 ميلادية، وإن محمداً بدأ دعوته عام 610 في مكة وعمره أربعون عاماً. وقد أسري به من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس على ظهر البراق الأبيض قبل أن يهاجر إلى المدينة عام 622. فلا بد أن الإسراء كان حوالي العام 615م أو بعدها بقليل لأن الخمس سنوات الأولى من الدعوة كانت مليئة بالخوف وتوقف الوحي بعد موت ورقة بن نوفل، ومحاولة انتحار محمد بإلقاء نفسه من على شاهق، ولم يكن له أتباع يذكرون حتى أسلم عمر في العام الخامس من الدعوة. ولكن كتب التاريخ غير الإسلامية تخبرنا أن الفرس الساسانيين قد استغلوا الخلاف بين بيزنطة المسيحية الكاثوليكية وبين مسيحيي الشام الشرقيين، فغزوا سوريا وفلسطين عام 614، أي بعد ظهور دعوة محمد بأربع سنوات. وقد منح الفرس القدس لليهود الذين كانوا قد عانوا الاضطهاد تحت الإمبراطورية الرومانية في بيزنطة. وقد هدم اليهود كنائس القدس ودمروا جزءاً كبيراً من كنيسة القيامة في العام 614

(The Hidden Origins of Islamص 22)

. فلا بد أن محمداً قد أسرى إلى كنيسة القيامة بعد أن خربها اليهود. وقد يستغرب المرء كيف أمّ محمد جميع الرسل والأنبياء في كنيسة القيامة المهدومة ولم يرممها الله لهم تكريماً لكل ذلك الجمع من الأنبياء والرسل.

تخبرنا كتب التراث كذلك أن محمداً قد هاجر إلى يثرب عام 622-623م، وهو العام الذي غزا فيه الإمبراطور هيراكليوس أرمينيا وانتصر على الفرس وتم الصلح بين بيزنطة والفرس وتم بعدها إرجاع الأراضي التي احتلها الفرس من الرومان في مصر وفلسطين وسوريا. وكان من المفروض حسب القرآن أن يفرح المؤمنون بهذا الانتصار العظيم للروم على الفرس، بينما تخبرنا كتب السيرة أن المؤمنين كانوا في أسوأ ظروفهم، فنبيهم هرب في جنح الليل إلى يثرب، وبقية المؤمنين كانوا في الحبشة في ضيافة الملك المسيحي النقراشي، وبالطبع لم تكن هناك حفلات وعرضة بالسيوف بهذا النصر العظيم. ولكن على الأقل فإن المؤمنين بدءوا تاريخهم الإسلامي بهذا العام الذي انتصر فيه الروم وسموه التاريخ الهجري، بينما سماه السوريون والإغريق “التاريخ العربي” نسبةً لبدء الحكم العربي في المملكة الساسانية.

حسب التاريخ الإسلامي فإن محمداً مات عام 632 وخلفه أبو بكر لمدة عامين ثم آلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب الذي فُتحت في خلافته الشام ومصر وفارس، وأنه عيّن معاوية ابن أبي سفيان حاكماً على الشام. وعليه يجب أن يكون معاوية مسلماً رغم أن كتب السيرة تخبرنا أنه وأباه أبا سفيان بن حرب قد ناصبا محمداً العداء حتى فتح مكة في حوالي العام 630م، أي قبل عامين من وفاة محمد. فهل حقيقةً كان معاوية مسلماً وكاتباً للوحي؟

بعد موت الإمبراطور هيراكليوس في عام 641م استولى المسيحيون العرب على الحكم في سوريا، وكان على رأسهم رجل يدعى معاوية، وهو اسم آرامي يعني البكّاء، أي الذي يبكي كثيراً، وهذه الصفة عادة ما تُسبغ على رجالات الدين الذين يخافون الله. كتب الناريخ المسيحية لا تذكر أنه ابن أبي سفيان. ولدى المتاحف الآن عملات تحمل اسم معاوية ضُربت في درابجيرد

Darabjird

 بفارس عام 41 من التاريخ العربي. وتحمل هذه العملات مع اسم معاوية صفة “أمير ولوشنيكن”

wlwyshnyk’n (ًًًWalker, catalogue I, no. 35, p 25)

 نقلاً عن كارل هاينز أوهليق. وترجمة ولوشنيكن هي “المصدقون، المخلصون، المؤمنون”. فحتى لو قلنا إن معاوية كان أمير المؤمنين، فليس هناك ما يدل على أنه مسلم إذ أن المسيحيين مؤمنون بيسوع، وهو أميرهم. وهو نفس اللقب الذي يحمله اسم معاوية المنقوش على خزان بالقرب من الطائف، ومؤرخ عام 58 بالتاريخ العربي. ونفس النقش موجود باللغة الإغريقية على مبني حمامات

Hammat Gadara

 في فلسطين، والسطر الأول من النقش يحمل علامة الصليب. فمعاوية لم يكن حاكماً على الطائف وليس هناك من سبب لكتابة اسمه باللغة الإغريقية على الحمامات في فلسطين ووضع الصليب في أول النقش لو كان مسلماً حاكماً بالشام. ولكن لأن معاوية كان أول الحكام العرب المسيحيين الذين استولوا على الحكم في المملكة الساسانية بعد هزيمة الفرس عام 622، احتفل به المسيحيون في فارس وفي الطائف وغيرها ونقشوا اسمه ولقبه على المباني وعلى العملات.

ونص النقش على الحمامات باللغة الإغريقية هو: (في أيام معاوية، عبد الله وقائد المؤمنين، أُصينت هذه الحمامات على يد الأمير عبد الله بن أبي أسيموس

Abuasemos

 في اليوم الخامس من ديسمبر، اليوم الثاني من الأسبوع، في السنة السادسة من ال

indiction

 في السنة 726 من إنشاء المدينة، في السنة 42 بالتاريخ العربي، تحت رعاية يوهانس قاضي المدينة). Indiction هي دورة تتجدد كل 15 سنة حسب التاريخ الروماني القديم. (نقلاً عن المصدر السابق، وترجمة كاتب المقال). والنص بالإنكليزية

In the days of Maauia, the servant of God, the leader of the protectors, the hot baths were preserved and renovated by the councillor Abdallah, son of Abuasemos, of the fifth of December, on the second day of the week, in the sixth year of the indiction, in the year 726 from the founding of the city, in the year 42 following the Arabs, for the healing of the sick, under the supervision of Johannes, the magistrate of Gadara

وهناك الآن بالمتاحف عملات نحاسية كثيرة تحمل اسم معاوية وعبد الملك بن مروان وسالم بن زياد وعبيد الله بن زياد. وهناك عملة ضُربت عام 41 تحمل اسم زياد بن أبي سفيان. وكلها تحمل علامة الصليب أو الحجر اليهودي (بيت الإله)

Yegar Sahaduta

، وبعض العملات تحمل كلمة “محمد” مع الشمعدان اليهودي ذي السبع أذرع، وتغيرت أخيراً إلى الشمعدان ذي الخمسة أذرع. ولا تحمل أي من العملات التي أُكتشفت حتى الآن الهلال الإسلامي. ولم يعثر المنقبون عن أي عملة تحمل اسم أبي بكر أو عمر أو عثمان. ولم يذكر في أي من النقوش أو العملات من زمن معاوية كلمة الإسلام أو أبا بكر أو عمر أو عثمان. فليس هناك ما يدل على أن الحكام الأمويين كانوا مسلمين.    كامل النجار (مفكر حر)؟

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment

خطبة الرئيس ونهضته!

أحمد عبد المعطي حجازي

موقع المصري اليوم

 فى يوم الجمعة – الثانى من هذا الشهر – ذهب الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، إلى مدينة أسيوط يصلى الجمعة كما أصبح يفعل فى هذه الأيام، فيوزع جمعه على المدن المصرية منتهزاً فرصة اجتماع الناس لأداء هذه الفريضة لينتقل من موقف الرئيس المنتخب المسؤول أمام جماعة المواطنين إلى موقف الإمام الخطيب الواعظ الناصح، الذى يقول ويحكم، ويأمر وينهى، ويهدد ويتوعد، خالطاً بين السياسة والدين، مستدعياً فى جماعة المصلين شعورهم بالهيبة والرهبة والسكوت والإذعان، وليس وعيهم السياسى بأنهم هم مصدر السلطة وأصحاب الثورة التى حملت المتحدث إليهم من ظلمة السجن إلى سدة الرئاسة: فماذا قال السيد الرئيس للناس فى أسيوط؟

 قال لهم إن هناك تيارات ثقافية وفكرية تحاول أن تغير هوية مصر العربية الإسلامية!

 كيف؟

 هل يوجد فى مصر اليوم حزب أو جماعة تدعو للتخلى عن الإسلام واعتناق دين آخر؟ أو تعمل على إحلال اللغة الإنجليزية أو الصينية مثلاً محل اللغة العربية؟!

 إن خاطراً من هذا النوع لا يمكن أن يخطر إلا لشخص يعتقد أن الإسلام دين أجنبى طارئ، وأن اللغة العربية ليست لغة المصريين، إنما هى لغة مفروضة عليهم. فإذا صح أن يكون الأمر كذلك يوم فتح العرب مصر فهو اليوم كلام باطل لا معنى له. وإذا جاز لبعض المهيجين أن يرددوه، هل يجوز للسيد الرئيس؟

 الإسلام اليوم هو دين المصريين، كما أن المسيحية دينهم أيضاً، وحين نقول إن الإسلام دين المصريين نقصد أن نقول إن الإسلام فى مصر تمصر، كما تمصرت المسيحية فيها. وإذا كان المصريون قد أخذوا إسلامهم عن أهل السنة وظلوا أوفياء لهذا الإسلام السنى الذى لا يختلف فى مصر عنه فى الحجاز، أو فى تركيا، أو المغرب، فقد فقه المصريون الإسلام على النحو الذى يتفق مع ما لهم من خصائص وخبرات ومطالب ليست لغيرهم. ويكفى أن أشير هنا إلى دور المصريين فى نشأة التصوف الإسلامى الذى هو دورهم فى نشأة الرهبنة المسيحية. ويكاد يجمع المؤرخون على أن ذا النون المصرى، الذى عاش بين أواخر القرن الثانى الهجرى وأواسط الثالث، «هو أحق رجال الصوفية على الإطلاق بأن يطلق عليه اسم واضع أسس التصوف» كما يقول نيكلسون. ويعتقد المؤرخون أنه كان نوبياً، ويقول بعضهم إنه كان من أخميم. ومعنى هذا أن أصوله مسيحية. ويروى المسعودى أنه كان كثير التطواف بالآثار المصرية القديمة، وأنه «وفق إلى حل كثير من الصور والنقوش المرسومة عليها». وهكذا تمثلت الحضارة المصرية بكل تجلياتها فى رجل واحد.

 ولست فى حاجة للإشارة إلى المكان العالى الذى يحتله الأزهر فى دنيا الإسلام، ولما قام به المصريون فى نشر الدين الحنيف فى السودان وفى شرق أفريقيا وغربها، وهو يذكر بدورهم فى نشر المسيحية فى الحبشة.

 والدور الذى لعبه المصريون فى خدمة الإسلام ونشره وإثراء فكره وتجديده، لعبوه فى خدمة اللغة العربية وحفظ تراثها وتجديده وتزويده بما لم يكن فيه من قبل.

 فى العصور الوسطى حين سقطت الأندلس فى أيدى الملوك الكاثوليك، وسقطت بغداد فى أيدى التتار لم تجد الثقافة العربية إلا مصر ملجأ آمناً. وحين أوشك عصر الانحطاط أن يقتل الفصحى نهضت مصر لتحيى الفصحى شعراً ونثراً، وتجعلها لغة الحديث والصحافة والسياسة والقانون، وتنشئ فيها فنوناً لم تكن تعرفها، فالمسرح العربى فن مصرى بفضل شوقى وتوفيق الحكيم، والرواية العربية فن مصرى بفضل هيكل ونجيب محفوظ الذى انتزع وحده الجائزة العالمية الكبرى للأدب العربى.

 كيف خطر للرئيس إذن أن يتحدث عن محاولة لتغيير هوية مصر العربية الإسلامية؟ كان هناك من يحاول بالفعل، وكأن محاولته خطر حقيقى يستحق أن يتحدث عنه رئيس الجمهورية ويحذر منه!

 لا، فليست هناك قوة فى الأرض تستطيع أن تغير هوية مصر العربية الإسلامية، لأن العروبة والإسلام ليسا رداء معاراً تلبسه مصر وتخلعه، إنما هما مصر التى اعتنقت الإسلام ونطقت بالعربية وتمثلت فيهما كما تتمثل الروح فى الجسد.

 لكن هوية مصر لا تختزل فى العروبة والإسلام، إنما هى مصر كلها بتاريخها كله وحضارتها كلها، مصر الفرعونية، ومصر المسيحية – القبطية، ومصر العربية الإسلامية وصولاً إلى مصر الحديثة التى هى المركب الناضج، المؤلف من كل ما عرفته مصر وجربته واستفادت منه، وشقيت به فى تاريخها الطويل الحافل.

 وقد يظن البعض أن الحاضر يمحو الماضى، وأن الجديد ينفى القديم، وهذا وهم، لأن الحضارة الإنسانية خبرات تتواصل وتتداخل وتتفاعل، فلا يمكن فصل إحداها عن الأخرى، غير أن البعض يخلط بين الخبرة الإنسانية والزمن الذى تتحقق فيه فيخيل له أن ما عرفناه بالأمس ضاع مع الأمس الضائع، وهذا خلط ساذج لو صح لما تطورت الحضارة ولا تقدم الإنسان خطوة للأمام، إنما يواصل الماضى حياته فى الحاضر، ويرث الأبناء والأحفاد ثقافة الآباء والأجداد كما يرثون ملامحهم.

 وأنا أقرأ اليوم عن مصر القديمة فلا أشعر بالفخر فحسب، بل أشعر أيضاً بالحاجة الماسة، حاجتنا وحاجة غيرنا لهذا التراث الحى الذى خلفناه وراءنا وأهملناه ونسيناه، هذه الأمة الخيرة بطبيعتها الأسبق من غيرها إلى الحق والخير والعدل وسن القوانين والامتثال لصوت الضمير، وهذه الروح التى لم تكتف بحياتها الدنيا فاكتشفت الطريق إلى الآخرة. وهذه الطاقة المبدعة المتمثلة فى هذه المعابد، وهذه المقابر، وهذه التماثيل، وهذه الصور، وهذه التراتيل، وهذه الأغانى التى لاتزال حية نابضة بالحياة حتى اليوم وحتى الغد، وهذا المجتمع الراقى الذى خلا من العبودية وتساوى فيه الرجال والنساء.

 ولقد كانت المرأة المصرية فى العصور القديمة سيدة بيتها وشريكة زوجها فى الحقل وراعية أسرتها. ومصر القديمة لم تعرف البغاء ولا أسواق الرقيق، والمرأة المصرية مع ذلك حرة عفة سافرة.

 والكلام يطول عن مصر الفرعونية، كما يطول عن مصر المسيحية التى ناضلت عن عقيدتها، وحولت كنيستها إلى حصن للاستقلال، وواصلت وجودها الحى فى حياتنا الحاضرة. يكفى أن أشير إلى التقويم القبطى الذى لا يستطيع الفلاح المصرى أن يعيش بدونه لأنه دليله الوفى الصادق لمعرفة الطقس، وحراثة الأرض، وبذر الحب، وحصاد الغلة، ومع ذلك فمصر القديمة منفية من ثقافتنا السائدة منبوذة مضطهدة، وهذا هو الواقع الذى كنا ننتظر من السيد رئيس الجمهورية أن يشير إليه وهو يتحدث عن هوية مصر وعن التيارات التى تحاول أن تغيرها.

 من الطبيعى أن يتحدث السيد الرئيس عن هوية مصر العربية الإسلامية، وأن يطالبنا بأن نعتز بها ونلتف حولها فى مواجهة الأخطار التى يمكن أن تتعرض لها، والتيارات التى يعتقد الدكتور مرسى أنها تريد أن تغيرها. لكن الدكتور مرسى لم يسم هذه التيارات، ولم يقدم مثلاً واحداً أو دليلاً على محاولات تغيير الهوية العربية الإسلامية لمصر، فى الوقت الذى تجاهل فيه تجاهلاً تاماً ما يتعرض له تراثنا القديم الفرعونى والمسيحى وثقافتنا الحديثة من تهديدات فعلية وأخطار ماثلة ملموسة.

تاريخنا الفرعونى مهمل.. وآثارنا تسرق وتهرب.. واللغة القبطية لا مكان لها فى مؤسساتنا العلمية.. وثقافتنا الدينية متأثرة بالأساطير الإسرائيلية المعادية لمصر والمصريين.. وقد رأينا كيف وقف شيخ سلفى يدعو لهدم الأهرام وأبى الهول! وكيف تلاه شيخ آخر جمع بين الجهالة والبذاءة فقال، فض فوه، إن الأهرامات شيدت بواسطة الدعارة التى مارستها بنات خوفو وخفرع ومنقرع، ثم تبعهما متحدث آخر وقف يقول فى ندوة عقدت بالإسكندرية حول الهوية المصرية إن الحضارة المصرية القديمة لم يبق منها إلا «الأصنام»! ثم لم يكتف بهذا القدر من الجهل والتنكر للأصل، إنما زاد فقال: إن النهضة المصرية الحديثة كلها من أول محمد على إلى اليوم، كتابات طه حسين، وسلامة موسى، ولويس عوض، وأشعار صلاح جاهين، خروج على الإسلام وطمس لهوية مصر العربية الإسلامية! فإذا عرفنا أن هذا المتحدث قيادى إخوانى كما ذكرت الصحف التى نقلت أخبار الندوة، وأن حزب «الإخوان المسلمون» هو الذى عقد الندوة وحدد موضوعها، أدركنا أن ما قاله الدكتور محمد مرسى فى أسيوط ليس بعيداً عما قاله القيادى الإخوانى فى الإسكندرية، وما قاله الشيوخ السلفيون فى التليفزيون، وإذا كان السلفيون يريدون هدم الأهرام فالإخوان يريدون هدم الدولة المدنية، وهدم الديمقراطية، وهدم الدستور الذى يفصلونه الآن على مقاسهم، ولهذا يختزلون فيه هوية مصر، ويستبعدون خمسة آلاف عام من تاريخها القديم ومائتى عام من نهضتها الحديثة، ويعتبرون الأحزاب المدنية والقوى الديمقراطية تيارات هدامة، فلابد من مقاومتها واستبعادها وإعادة مصر إلى ما كانت عليه فى العصور الوسطى، وتلك هى النهضة التى يعدنا بها السيد رئيس الجمهورية، نهضة طالبانية لا علاقة لها بمصر، ولا علاقة لها بالإسلام!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment