كيم كارديشيان ثقافة أيضاً

 أسيل عبدالحميد أمين

مقارنة غريبة أجراها مثقفون بين منع الكاتبة والمفكرة السعودية الدكتورة بدرية البشر من دخول البلاد وبين السماح لنجمة المجتمع العالمية وعارضة الأزياء كيم كارديشيان بدخولها والتي حضرت إلى الكويت لنشاط تجاري، ما دخل هذه بتلك لإجراء المقارنة، وما الرابط بينهما حتى تُنتقى كلمات «من النوع الإقصائي» للتأكيد أن منع الكاتبة رفض وطمس للثقافة والفكر والسماح لعارضة أزياء إحياء وتشجيع على شهوة الجسد واعتبار ذلك من سياسة الدولة؟!

 بدرية البشر ثقافة وكيم كارديشيان أيضا ثقافة، للأولى معجبوها وللثانية معجبوها، وعلى معجبي كل واحدة منهما احترام معجبي الأخرى، أليس هذا جزءا من احترام رأي الآخر ورغباته واهتماماته التي على الدولة أن ترعاها «بحيادية» من دون تمييز أو تفضيل طرف على آخر؟!

 من يؤمن بالتعددية عليه ألا يدخل في مقارنات سطحية، واتباع معايير مفصلة حسب الرغبة في استقبال من يناسبنا ورفض من لا يناسبنا.

 فمن ينسبون أنفسهم إلى الثقافة (أو ينسبون الثقافة إليهم) ممن نأمل فيهم روح وعقلية الانفتاح على الآخر وتقبل مختلف الآراء والأذواق يقيمون هذه المقارنة للأسف غير مدركين أنهم بذلك لم يختلفوا عن غيرهم ممن يرفضون الآخر المختلف، والذين يطرحون أسئلة مثل لماذا تمنع مفكرا من دخول البلاد وتسمح لمطربة، أو لماذا تمنع شيخا معمما وتسمح لشيخ لا يلبس العقال؟.. ولماذا تمنع هذا وتسمح لذاك؟

 إن فكرة منع أي إنسان من دخول البلاد مرفوضة «من حيث المبدأ» مهما كان الداعي للمنع ما عدا أن يكون أمنيا طبعا أو سياسيا بسبب مواقف فعلية وكلامية ضد الكويت، دولة وشعبا وحكما ونظاما، أما معايير المنع الخاضعة للأهواء والميول، سواء الفكرية أو الدينية أو المذهبية أو العقائدية، فهي كثيرة ومتعددة وشهدنا حالات كثيرة منها في السنوات الماضية، فكلنا يذكر أسباب منع السيد محمد الفالي ومن ثم رفع المنع عنه بسبب «فزعة» أحد النواب، والأمر نفسه ينطبق على الشيخ محمد العريفي، وكذلك ما حدث مع الراحل الدكتور نصر حامد أبوزيد والدكتورة مضاوي الرشيد والناشط الإماراتي أحمد منصور والبحريني الدكتور أحمد النعيس وغيرهم، وكانت معظم أسباب المنع مطالبات من جماعات لا تؤمن بالحوار والتعددية والرأي الآخر!

 الدكتورة بدرية البشر لها مكانتها الأدبية والفكرية والفنية أيضا (كونها زوجة الفنان السعودي ناصر القصبي)، ولها منا – كقراء ومتابعين لإنتاجها – حق الاعتذار بل وكرم الضيافة، ولكن ما كان من المقبول مقارنة منع دخولها إلى البلاد باستقبال كيم كارديشيان، على الأقل تفاديا لازدواجية المعايير.

 نقلاُ عن صحيفة “القبس الكويتية”

Posted in فكر حر | Leave a comment

الفلقة لمن عصا ..وصاحبها متوفر

محمد الرديني

 مرت الفلقة العراقية بزمنين متباعدين وكان الفرق بينهما مثل فرق دجلة الخير في ماضيه وبين ما يعيشه الان.

فلقة المرحلة الاولى كان يترأسها الملا” الذي ليس امامه سوى ان يستعملها من اجل ان يحفظ الاولاد القران(بالمناسبة لم تشهد مدارس الملالي بناتا ولهذا فقد نجون من ضرب الفلقة واحمرار الرجلين)، اما الفلقة الثانية فقد كانت حاضرة الى وقت قريب في دوائر الامن العامة وكاتب السطور كان احد ضيوفها في سنة من السنين.

ولكن هذه الايام المقلوبة فعلا تريد ان ترينا ان الفلقة عادت وعاد اصحابها والفرق الوحيد انهم يستعملونها بشكل دستوري.

الحكاية تبدأ وكأنها من اساطير الف ليلة وليلة والاربعين حرامي ففي هذا الزمن الاغبر يعتقد الكثير من المسؤولين ان الناس مازالوا في عهد حصرم باشا يركبون الابلام بدل السيارات والدشداشة بدل “القاط” والعقال بدل الباروكة وأحدهم يسمى جواد الشهيلي وهو عضو برطماني في لجنة النزاهة. فهو بعد ان عقد امس مؤتمرا صحفيا تحت قبة البرطمان ووزع فيه قائمة باسماء المطلوبين الى القضاء بما يسمى صفقة السلاح الروسي(ليس من بينهم كامل الدباغ) عاد بعد نصف ساعة واطلق مساعديه،وهم كثر، نحو الصحفيين ليطلب منهم استرجاع الوثيقة على اعتبار انها من الامور السيادية(ياعيني.. عضو برطمان ومايعرف السيادية الا بعد ان يتحرك القطار).

المهم ان الوثيقة نشرت وفيها 17 مسؤولا مشبوها بهذه الصفقة. وهنا بكى الشهلاوي امام الكاميرات وقال بالحرف الواحد: لم أبع أي وثيقة بشأن الفساد في الصفقة الروسية لكنها سرقت مني.

ولكم ياناس شوفوا الكذب المخربط واسمعوا تبريره اروحلكم فدوى!.

قال صاحبنا ان انتشار الوثيقة الخاصة بأسماء المتهمين بالفساد في صفقة الأسلحة الروسية بأنه جاء نتيجة “سرقة” إحدى نسخها منه عقب مؤتمر صحافي عقده في البرلمان العراقي، فيما أكد عدد من الصحافيين أنه قام بتوزيعها على وسائل الإعلام عبر احد الموظفين في الدائرة الإعلامية للبرلمان، لكنه طلب استرجاعها بعد نصف ساعة مبررا أنها تمثل وثيقة سيادية غير مسموح بتداولها بين وسائل الإعلام.

بويه ياشهيلي، شوفلك فد كذبة تنهضم يعني معقولة يتم توزيع وثيقة سيادية على الصحفيين وامام بؤبؤ عينيك وانت لاتعرف، واذا صح ذلك فعتب اولاد الملحة على الذين انتخبوك.

ولكن الضالعين والضالعات والمقربين والمقربات من دولة رئيس الوزراء يعرفون ما حدث، فبعد ان تسربت هذه الوثيقة الى الناس ثارت ثائرة المالكي وقرر ان يقلب الطاولة على الجميع. خصوصا وان احد المقربين من رئيس لجنة النزاهة بهاء الاعرجي اقسم بارفع الايمان وامتنها بانه سمع المالكي يقول سوف اكسّر اصابع بهاء الاعرجي لكشفه الاسماء العسكرية صاحبة النجوم الالمعية، وحين سألوه باي اداة يستعمل بها تكسير الاصابع ضحك وقال ربما بالفلقة.

ولأن خلط الاوراق واثارة الغبار الاصفر هو خير علاج لحل المشاكل في العراق العظيم فقد ثارت الاغبرة تصاحبها الاعيرة النارية هذه المرة.

وبدأ المالكي برئيس الجمهورية مام جلال حيث دعاه ان يكون رئيسا للجمهورية وحاميا للدستور وليس زعيما حزبيا.

ولكن هذا العيار لم يلق الصدى الكافي فاثار غبار البنك المركزي وقال”لم نتوقف بأتخاذ اي اجراء على من تثبت عليه التهمة في قضية البنك المركزي ،فاعلى صوت في النزاهة دفع {5} ملايين دولار لتعطيل عمل اللجنة المكلفة في التحقيق بقضية سنان الشبيبي.( في اشارة منه الى رئيس لجنة النزاهة بهاء الاعرجي).

ولكن ولسوء الحظ لم يجد هذا العيار من يصيبه (بالمناسبة ،هذه الاطلاقات كانت كلها يوم امس) فاطلق العيار الاثقل حيث خيّر الداعين لسحب الثقة منه بالجلوس إلى طاولة الحوار أو بـ”إجراءات غير مسبوقة” لم يكشف عنها.(الله اكبر، بدأنا بشعارات الباستيل).

ولم يجد هذا العيار اذنا صاغية فاشار عليه المستشارون والحافظون للماعون بطرح قضية تعذيب السجينات فقام وكشف عن مذكرات قبض بحق المتحدثين عن وجود حالات تعذيب للنساء في السجون، داعياً البرلمان إلى رفع الحصانة عنهم.لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه أعتقل ستة ضباط في وقت سابق حققوا مع احد الأشخاص وعذبوه.

واحد بس سيدنا؟؟.

وماذا عن 1120 سجينة؟.

زين… مو كان الاحسن بدل كل هذا التهديد ان تدعو كل وسائل الاعلام لزيارة السجون واللقاء بالسجينات ومعرفة الحقيقة واذا صح كلامك يلعن لحية كل واحد يفك لسانه؟؟.

الصدق منجاة مولانا ابو اسراء.    تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

الله يكره الدين

 مرثا فرنسيس

 تعتبر مصر من أكثر الدول تديناً وقد يكون هذا الميل للتدين هو من أكبر أسباب مشاكلها، منذ عصر القدماء المصريون والبحث دائم عن إله ايا كان شكله ونوعه ومعناه واسمه، وقد يكون السبب هو احتياج الإنسان لمن هو أكبر وأقدر منه، ومن ثم نشأت فكرة الدين وتدخل البشر بأرائهم الشخصية واجتهاداتهم وميولهم ليحركوا ويغيروا مستغلين كلمة إله وتأثيرها على الإنسان عامة والبسطاء خاصة.

الدين كنظام يعوق الانسان عن التمتع بالحياة؛ خوفاً من عدم ارضاء الله الذي لا يعرفه ولكنه سمع به في كتب الدين، الدين يجعل الإنسان يشعر بالذنب تجاه اشياء لا يجب أن يشعر بالذنب تجاهها، بل انه قد يقلق من جهة اشياء لا يجب القلق بشأنها، ويقضي الإنسان أوقاتا طويلة في محاولات لإرضاء القوة العليا التي لا يعرفها، ويهتم بأعمال الخير وإطعام الفقراء ظنا منه انه سينال نقاطا لصالحه من الله، حتى انه يظن انه ينال استحسان الإله بل ويظن انه ينال ايضا من هذا الإله مكافأة على مايرتدي من ملابس أو ما لا يرتدي ايضا، ما يأكل اوما لا يأكل!

الدين يُستغَل كعذر يستخدمه العالم للتمييز بين البشرسواء على أساس الجنس أو على أساس العقيدة، كما انه يتبنى خرافات كثيرة وجهل شديد، يقبلها كثيرون دون تفكير أو فحص لمجرد انها بإسم الإله حتى لو كانت مضادة للعقل أو المنطق، ولا يجرؤ على معارضتها خوفا ًمن عقاب الإله، وكأن هذا الإله ممسكاً بسوط وهو يراقب كل إنسان مترصدا له على كل خطأ صغير أو كبير، وسواء قام به بعلم أو بجهل.

الدين يُستغَل للسيطرة وممارسة السلطان على الآخرين، والتحكم في المرأة هو أحد اشكال السيطرة التي يمارسها الرجال بإسم الدين، رغبة ً في امتلاكها ومصادرة لكل حق انساني لها تحت ستار حمايتها ومنعها من أن تكون مصدر شهوة للرجل وقد قال أحدهم في رفضه لهذا المنطق: أنه لو ارتدت المرأة كتلاً خرسانية سيجد الرجال طرقاً جديدة لإشتهائهن.

الدين يصور لبعض الناس أن عليهم أن يهربوا من الحياة بشكلها الطبيعي، وهذا منشأ النفاق فرجال الدين أو بعضهم بالمعنى الأدَّق، يدعون لمبادئ ويعيشون بغيرها وغالباً بعكسها، واصبح النفاق ملازما للدين في أغلب الأحوال.

بعض رجال الدين أبرار في أعين انفسهم ويضعون قوانين صعبة أمام الناس، وعندما يعجز الإنسان العادي عن تطبيقها – يصبح ضحية الإحساس الفظيع بالذنب، فالقوانين عديدة وغير واقعية وتكاد تكون مستحيلة وكونها بإسم الإله يزيد من الإحساس بالذنب داخل الإنسان فيصاب بالإحباط. وبذلك يتسبب الدين في تضليل الناس بحسن نية ويبعدهم عن هويتهم الحقيقية.

يبتعد المتدينون عن المحيطين بهم حتى لو كانوا اقرب الناس اليهم، لاعتقادهم أن غير المتدينين قد يضللونهم، وهذا عكس المتوقع بأن يزداد المتدينون محبة للآخرين، فإن لم يدعو الإله لحب الآخر القريب والبعيد، المتفق والمختلف إذن ماقيمة الدين ومامعناه وما هودوره في تطوير ورقي الحياة الإنسانية؟

الدين يضع مقاييس بشرية لله ويتخيل مايرضيه وقد يعتقد البعض أن كل مايطلبه الله هو الذهاب الى الكنائس أو المساجد وكما قال احدهم تواجدك في جراج لأي فترة من الوقت لن يجعل منك سيارة!! وخاصة ان هذه المقاييس شكلية، ولا تمتد الى الحياة اليومية لتغيرها وتحسن من شكل المجتمع الإنساني. فيكون للدين تأثيرا ايجابيا على البشرية كما ينبغي ان يكون.

الدين يجعل سلطة رجال الدين بلا قيود، فهم يُحرِمون ويُحللِون ويُكفرون ويُبرئون، وهذا يسد كل الأبواب أمام الإنسان فلا يدرك الحق. بل انه يبعد المسافة بين الإنسان وبين محاولة معرفة الله عن قرب، أو محاولة البحث عن المعرفة الحقيقية به.بل أنه يزيد الصراع بين معتنقي الديانات المختلفة وبين رجال الدين وبعضهم البعض، وكل منهم يعتبر أن مالديه هو الحقيقة المطلقة.

في رأيي ان نسبة الإلحاد قد زادت في أيامنا هذه بدرجة ليست بقليلة، لغياب القدوة والتناقض بين مايُعلم به رجال الدين وبين مايعيشونه فعلياً، وتصبح افكارهم سطحية نتيجة صرفهم الوقت في معاداة الآخر وفرض سيطرتهم ورغبتهم في التكسب والتربح باسم الدين، دون بذل اي مجهود في المعرفة والقراءة والدراسة والتعمق في كتبهم حتى يكون رجل الدين جاهزاً ومستعداً لمساعدة و مجاوبة كل من يسأله، وكل من يريد الاستفسار عن شئ ما بدون قيود وبدون تحريم أو تكفير للسؤال.

هل خلق الله الإنسان لكي يؤدي له طقوساً جافة لا حياة فيها ؟ وهل يمكن خداع الله ممن يظهر له التعبد وفي قلبه فساد وشر؟ الا يعلم الله مافي القلوب؟ الملائكة تسبح الله بكل الحب والألحان السماوية ولا حاجة لله لكي يخلق الإنسان إذا كان هذا هو الدافع للخلق. إن من يسعى وراء الدين كشكل او قناع فقط ليكتسب اعدادا بشرية تتبع مايعتنق أو ليكسب مالا وجاها وسلطة، هو مضلل ولا يمكن أن يكون قادراً على اقناع اي انسان بعبادة هذا الإله! خاصة ان هذه الأقنعة سهلة السقوط أمام رياح المنطق والحقيقة .

الله لا يمكن أن تكون في طرقه مراوغة أو تضليل، ولا يمكن أن يكون ضد الحقيقة وضد المنطق، لابد للإله أن يكون هو الحق المطلق وأن تكون كل طرقه ووسائله مستقيمة، الله هو شخص حقيقي وحي ولا يمكن لإنسان أن يشمخ عليه ويتكلم بالكذب نيابة عنه، الله يجب أن تكون للعلاقة معه نتائج إيجابية في حياة الإنسان والمجتمع، إتباع الله لا يمكن أن يؤدي للكراهية والعنف والقتل. الله لابد أن يكون نوراً ولا يضطر تابعيه للسير في الظلمة، الله لا يكيل بمكيالين، فإن لم يكن عدله حق وان لم تكن الرحمة والحب من صفاته المطلقة ايضا فما حاجة الإنسان لإله؟ الإله الحق هو من يحرر الإنسان من ناموس العمل الثقيل وينظر للقلب وليس المظهر، الإله الحق لا يحتاج لأن يدافع عنه انسان ولا يحتاج أن يفرض نفسه على انسان، الإله الحق لا يحرم انسان من حق البحث والقراءة والتفكير وقبول ما يقبله عقله ولا يتناقض مع الإنسانية ومع الحق. في اعتقادي ان الله يكره الدين لأنه يحصر الإنسان في مجموعة من الأعمال الشكلية التي تزيد من تركيز الإنسان حول نفسه وتعلي من انحصاره في ذاته، وكلما زاد غرق الإنسان في ذاته كلما عجز عن التقابل مع النعمة الإلهية. معرفة الله هي الالتقاء بالنور، وإذا التقى الإنسان بالنور لن يحتاج دليلا للسير في حياته ولا لمن يُعرِّفه الحق من الضلال.

محبتي للجميع

‎مارثا فرنسيس(مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, فكر حر | 2 Comments

سيكون تفاوضا على رؤوسنا

 طارق الحميد

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية أن بلادها مستعدة لإجراء محادثات ثنائية مع إيران، بشأن البرنامج النووي، إذا كانت طهران «مستعدة دائما للمشاركة»، وهذا الاستعداد الأميركي الآن يناقض النفي الأميركي للموضوع نفسه عشية الانتخابات الرئاسية، فعلامَ سيكون التفاوض؟

 السيدة كلينتون تصف إيران بأنها أصعب قضية تعاملت معها كوزيرة للخارجية «بسبب الأخطار التي يمثلها سلوكها بالفعل، والخطر الأكبر الذي ستشكله إيران المسلحة نوويا». وهذا كلام صحيح، لكن أحد أبرز أسباب خطورة إيران، وصعوبتها، هو التراخي الأميركي مع طهران، وخصوصا في فترة الرئيس الأميركي الحالي، فليس المطلوب هو ضرب إيران عسكريا، وإنما بالتراخي الأميركي حيال ملالي طهران، وهو تراخٍ لا يمكن وصفه بالبراغماتية، حتى وإن كان الرئيس أوباما يراعي مصالح بلاده، فتسليم العراق، مثلا، لإيران على طبق من ذهب، أمر غير معقول، وخطأ سياسي فادح. والبراغماتية لا تعني أيضا أن يستمر الرئيس أوباما بسياسة اليد الممدودة تجاه إيران طوال 4 سنوات، ليشرع الآن، أي هذا العام، بفرض عقوبات على طهران! فإشكالية الإدارة الأميركية الحالية، وهو ما استوعبه تجار السجاد جيدا، أي الإيرانيون، أن واشنطن لا تحاول تغيير ما تغير، بل إنها سريعة التعايش مع الأمر الواقع، ولو كان انقلابا، مثل ما يحدث في مصر الآن! وإشكالية الإدارة الأميركية الحالية أنها تجاهلت أهم نصيحة سياسية، وهي نصيحة الرئيس الأميركي السابق روزفلت: «تكلم بهدوء، واحمل عصا»، وهذا ما تفهمه إيران جيدا، وبالطبع لم تستوعبه الإدارة الأميركية الحالية.

 وقبل الإجابة عن سؤال: علامَ سيكون التفاوض؟ فلا بد من تأمل ما نقلته وكالة «رويترز» حول تصريحات السيدة كلينتون عن استعداد أميركا للتفاوض المباشر مع إيران، حيث تقول الوكالة إنه قد يكون من بين خيارات التفاوض المباشر، بين واشنطن وطهران «أن يضع كل طرف على الطاولة الطلبات والمكافآت الممكنة بشكل أكبر من الاجتماعات السابقة، في محاولة للخروج من المأزق»!

 ومن المهم التنبه هنا لعبارة «الطلبات، والمكافآت» لأنها دقيقة جدا، فمن أهم الطلبات والمكافآت التي تريدها إيران أن يكون لها دور في المنطقة، وعلى حساب أمننا، ومصالحنا، وهو ما عرضه بكل وضوح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وبعدة تصريحات، وآخرها زيارته الأخيرة لنيويورك، حيث قال إن هناك من الأمور ما يمكن أن يتعاون فيه الإيرانيون مع الأميركيين، وأشار لأمن الخليج العربي! وبالطبع سبق للإيرانيين أن تحدثوا عن أفغانستان، وباكستان، فليس بالأمر سر، ولذا فإن طهران تنشط في كل المنطقة بهدف تعزيز فرصها التفاوضية، بينما المعنيون العرب مشغولون بعدة جبهات مفتوحة، وبأيادٍ إيرانية! ولذا فإن الإجابة البسيطة عن السؤال المطروح هي أن إيران وأميركا ستتفاوضان على رؤوسنا، أي المنطقة، وبالطبع الخليج، فهذا أمر واضح محسوم، للأسف.

 هذا هو الهدف الإيراني الاستراتيجي، فإما سلاح نووي تفرض به نفوذها، أو تفاوض يؤدي إلى بسط ذلك النفوذ، بينما السلوك الأميركي متراخٍ، ولا يكترث إلا بأمن إسرائيل، ويريد، أي الأميركيون، المضي للأمام بأقل الخسائر، وهي نظرة قاصرة ستدفع أميركا ثمنها عاجلا أو آجلا. فهل يتنبه العرب، وتحديدا الخليجيين لذلك؟

 * نقلا عن “الشرق الأوسط” اللندنية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل سقطت الكنيسة في سوريا؟

الاب سبيريدون طنوس   كلنا شركاء

قرر مسيحيي سوريا في الداخل و الخارج خصوصا , ان يجتمعوا, فاجتمعوا متحدين باجماع قل نظيره, اجماعهم لم يجتمعوا فيه بل تركز على ان يعمقوا الخلافات و يوسعوا الهوة فيما بينهم, على ان ان يخونوا بعضهم بعضا, و ان يشتم الواحد الاخر, لا و بل ان يتضاربون بالايادي و الحجارة و العصي, و الاهم هو اتفاقهم على تأسيس احزاب و تجمعات كثيرة, حتى بات يصعب احصائها, لقد انشقت الطائفة الواحدة , لا بل الرعية الواحدة الى مجموعات تتحارب من اجل الوصول الى اهداف لا نستطع ان نحللها او ندركها في سوريا المنشودة, هنا نتكلم عن هؤلاء المعارضين للنظام.

اما الطرف الاخر و هم عشاق بشار الاسد, اصبحوا يرفعون صوره بجانب الصليب, و يحاربون من اجل تمجيده, ضاربين بعرض الحائط كل ما يحدث على الارض من مجازر مروعة لم يشهد لها مثيل التاريخ المعاصر.

لقد نجح نظام الاسد من الاستفادة من الخلافات الموجودة اصلا بين الكنائس, و عمل على ترسيخ فصل المسيحي عن ايمانه, سيطر و تحكم في حياة الكنيسة بكل ما تعنيه الكلمة.

و لكن هل نظام الاسد هو السبب؟

دعونا نكون منصفين, و نشير الى الامور بشفافية,

انا لا ارى انه هو السبب, الا انه عرف كيف يستغل الاسباب.

سألت الكثيرين عن علاقتهم بالكنيسة , و مفهومهم لها, الا ان الصدمة كانت ان الاغلبية لا يدرك لماذا يجب ان ينتمي الى الكنيسة, و لماذا يؤمن بالاساس, و الكثير لا يريد الاعتراف بمسؤوليته في اضعاف الكنيسة, يتهمون الكهنة و كأنهم, هم قطيع يساق, و الحقيقة قبل الازمة في سوريا, المسيحيين هم الذين اضعفوا كنيستهم, و جعلوها مرتعا لرجال النظام.

و هم الذين كانوا يهددون و يحتمون بالنظام امام قرارات كانت الكنيسة تحاول اتخاذها.

لقد تعلم المسيحيون في الهروب من التزاماتهم الكنيسة المقدسة, و اصبحت الكنيسة مجرد رمز و مكان للهو في مكان , و تنفيذ المأرب في مكان اخر.

نعم لقد سقطت كلمة الكنيسة في سوريا, و الذي اسقطها هم المسيحين انفسهم, هم الكثيرين الذين اصبحوا متنفذين, هم الذين اختاروا الابتعاد عن الايمان, و تحريفه, و هرطقته

و الواضح انهم يريدون اسقاط الكنيسة بدل النطام

اما القلة المؤمنة, هي التي تتألم بصمت, تصلي و تصوم, و تحاول جاهدة الحفاظ على المقدسات الالهية, في حين الاغلبية, تاجروا بالكنيسة و مقدساتها

فلم يعد من الواقع, توجيه الاتهام الى الكهنة, لانهم من الشعب, فمنهم من هو من الاغلبية المهرطقة, و منهم من هم من ابناء الايمان الابائي , و هم القله, و هم الذين يحافظون على ما يمكن المحافظة عليه.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل يفعلها ويستخدم الكيماوي؟

عبد الرحمن الراشد

طبعا لم يكن من قبيل صيانة أو خلل فني عندما عُطلت شبكة الهاتف والإنترنت، ثم أوقفت حركة المطار وأغلقت الطرق المؤدية له، فكلها جزء من الحرب في دمشق. لقد دخلنا الأيام الصعبة والخطرة جدا في حرب إسقاط بشار الأسد، فمنذ أمس بدأت حملة توعية موجهة للشعب السوري في حال استخدمت قوات الأسد الأسلحة الفتاكة، كيماوية وبيولوجية. نحن هنا نتحدث عن احتمالات ارتكاب مذابح مروعة بعد أن بلغ الثوار مراحل متقدمة في هجومهم، وهم الآن يدقون أبواب دمشق. هذه ليست حربا نفسية، ولا مجرد خواطر قلقة، نحن نعرف أن النظام مجرم وأحمق معا، لكن عسى ألا يرتكب أعظم حماقة في نهاياته.

 الأسلحة الفتاكة من دلالات النهاية مع تقهقر قوات النظام، حيث صار انهياره وشيكا. إنها سلاحه الأخير الذي يريد به الانتقام وإلحاق أكبر أذى ممكن بخصومه، ويعتقد أنه قد يوقفهم ويضطر العالم إلى التدخل وعقد صفقة سياسية تنقذه! سيمارس الادعاءات والأكاذيب نفسها التي ادعاها مع المجازر التي ارتكبتها قواته خلال الأشهر الماضية، محملا المسؤولية للمعارضة.

 سبق أن فعلها صدام حسين في الثمانينات وقتل آلافا من المدنيين في حلبجة الكردية العراقية، وكانت صور الموتى بشعة.. الآباء مع أطفالهم على أبواب بيوتهم وفي الشوارع، في لحظات الهرب والرعب، حيث كانت قوات صدام المحصنة بالأقنعة ترش الأهالي بالمبيدات الكيماوية وتفنيهم كالذباب.

 في سوريا، وخلال عام ونصف العام، لم ينكر النظام امتلاكه مخزونا هائلا من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، بل اعترف بها عندما هُدد بأن التدخل الدولي أكيد في حال كان ينوي استخدامها أو تسليمها لأطراف أخرى، مثل حزب الله. ظهر نائب وزير الخارجية السوري وقتها، وأعلن تعهد حكومته بأنها لن تستخدم هذه الأسلحة أو تنقلها. وحدثت نشاطات عديدة لاحقة من بينها رصد قوافل تنقلها، وتوزيع أقنعة واقية على عدد من مراكز القوات السورية، وأنباء عن استخدامات غاز محدودة.

 ولإدراكنا خطورة الاحتمالات التي تواجه آلافا من الأبرياء حال التعرض لمذابح كيماوية وبيولوجية مهم تحميل المجتمع الدولي مسؤولية التدخل السريع وردع النظام قبل أن يفعلها وتصبح القضية مجرد قضية أخرى يحقق فيها مفتشو الأمم المتحدة، وفصل آخر من التاريخ البشع.

 هذه مسؤولية دولية لا يمكن التهرب منها، خاصة بعد ما عاناه الشعب السوري من استبداد النظام به قتلا وتنكيلا، ولم يحظ بأدنى حد من الاهتمام حتى اللفظي في الأمم المتحدة، مستندا إلى الحماية الروسية والصينية له، والتخاذل العربي والغربي.

 * نقلا عن “الشرق الأوسط” اللندنية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

يختزلون مصر فى الإسلام ويختزلون الإسلام فى الحكومة!

 أحمد عبد المعطي حجازي المصريون اليوم 

  ليس غريباً وليس جديداً أن يكون الإخوان المسلمون وحلفاؤهم من السلفيين وغير السلفيين أعداء ألداء لمصر وحضارتها القديمة ونهضتها الحديثة، وأن يختزلوا الهوية المصرية فى الإسلام كما يفهمونه هم فيسيئون فهمه هو أيضاً ويسيئون إليه، لأنهم يعتقدون أنهم أحاطوا بكل شىء علماً، وأصبح من حقهم أن يفرضوا علمهم على كل ما يحيط بهم، وأن يتحدثوا وحدهم عن الإسلام باسم الإسلام، خاصة بعد أن سطوا على ثورة يناير وأمسكوا بمقاليد السلطة فى البلاد.

 والإخوان والسلفيون- وهم فى الحقيقة فكر واحد، وإن كانوا فى السياسة حزبين مختلفين- هؤلاء وهؤلاء يسيئون فهم الإسلام لأنهم يخرجون النصوص والأحكام من سياقها، ويقرأونها بعيداً عن تاريخها، ويفصلونها عما كان قبلها وعما جاء بعدها، وينكرون علاقتها بالزمان والمكان، ويرفضون أى إضافة إليها وأى اجتهاد، ظانين أنهم ينزهون الوحى السماوى ويحصنونه ويحفظون له قداسته وطهارته حين ينفون علاقته الحية بالتاريخ وجدله المثمر مع الحياة البشرية. وهذا منطق فاسد. لأن الديانات السماوية رسالات للبشر تخاطب عقولهم، وتوقظ ضمائرهم، وتجيب عن أسئلتهم، وتعالج مشاكلهم، وتلمس مواطن القوة فيهم ومواطن الضعف، وتساعدهم على تصحيح الخطأ وتجنب العثرات.

 وكون الرسالة سماوية لا ينفى أنها موجهة للبشر الذين بدأوا رحلتهم من السماء قبل أن يهبطوا إلى الأرض. وقد خلقهم الله جل وعلا، وصورهم فأحسن صورهم، وزودهم بالطاقات والقوى والمواهب والفضائل التى اهتدوا بها، وسموا الأشياء، وعرفوا الخير والشر، وميزوا بين الحق والباطل، وأقاموا الحضارات، وأبدعوا الثقافات.

 وهل كان بوسع الرسالة المحمدية أن تصل لغايتها إلا بالمعجزة القرآنية التى هزت بروعتها وحكمتها قلوب العرب وعقولهم. وهم أمة كانت اللغة بالنسبة لها وطناً، وكان الشعر تاريخاً وتراثاً وحضارة؟ وهل يكون الكلام معجزاً إلا عند من يعرفون الإعجاز ويتذوقونه ويحاولون الوصول إليه، فإذا وجدوه اهتزوا له وانفعلوا به وآمنوا وصدقوا؟!

 الإسلام إذن ليس انفصالاً كاملاً عما سبقه، وإنما هو طور جديد فى حياة العرب وحياة البشر. زودهم بخبرات الماضى وفتح أمامهم أبواب المستقبل. وكما نجد فى الإسلام جوهر الديانات التى سبقته نجد فى الإسلام جوهر المبادئ والقيم التى اكتشفتها البشرية وآمنت بها فى العصور اللاحقة.

 لكن الإخوان المسلمين والسلفيين ومن كان على شاكلتهم لا يعترفون للماضى بأى فضيلة، وإنما يرون كل ما فيه جهلاً وشراً وبعداً عن الحق والصواب، سواء فى ذلك ماضى العرب أو ماضى المصريين أو ماضى غيرهم من الأمم.

 كل ما سبق الإسلام عند هؤلاء جاهلية. وكل ما ظهر بعده مما لم يعرفه المسلمون من قبل جاهلية أيضاً. لأن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. وربما قرأ بعضهم أو سمع قول الرسول الكريم «الإسلام يجبّ ما قبله» ففهم منه أن الإسلام يقطع ما بيننا وبين ماضينا ويفصلنا فصلاً تاماً عنه وعن كل ما كان فيه، لأن الحديث يقول إن الإسلام يجبّ، أى يقطع ويمحو.

 غير أن هذا الفهم قاصر بعيد عن الصواب. لأن الإسلام، وإن كان قطيعة مع ما كان سائداً قبله فى جزيرة العرب من الظلم والعدوان وعبادة الأوثان فهو تطور واستمرار للديانات السماوية التى سبقته، فضلاً عن أنه تبشير وتمهيد لما حققه الإنسان فى العصور الحديثة مهتدياً بعقله وخبرته. وإذا كان الإخوان والسلفيون يسيئون فهم الإسلام على النحو الذى رأيناه فأولى بهم ثم أولى أن يسيئوا فهم الجاهلية.

 الجاهلية لم تكن كلها جهالة، ولم تكن كلها وثنية. والعرب الجاهليون لم يكونوا كلهم أشراراً أو عباد أصنام. وإنما اتصل العرب قبل الإسلام بالأمم والحضارات المحيطة بهم. اتصلوا بالمصريين والبابليين والعبرانيين وبالفرس والأحباش والبيزنطيين. وعرفوا ديانات هؤلاء، عرفوا اليهودية والمسيحية والمجوسية، واعتنقها بعضهم، وعاشروا أهلها.

 ومن المعروف أن القديس بولس الذى حمل المسيحية إلى آسيا الصغرى وأثينا رحل إلى جزيرة العرب، حيث اعتزل ثلاث سنوات متصلة قبل أن يبدأ رحلته التى انتهت باستشهاده فى روما.

 وقد اعتنق الغساسنة المسيحية، واعتنقتها تغلب فى الحيرة فى جنوب العراق، وجماعات من بكر، وجماعات أخرى فى دومة الجندل، وفى نجران، وفى عدن.

 ويبدو أن المسيحية تعربت فى بلاد العرب واختلطت بالعقائد العربية الموروثة، كما يبدو فى هذا البيت الذى يقول فيه عدى بن زيد العبادى:

 سعى الأعداء لا يألون شرا

 علىّ ورب مكة والصليب

 ومعروف أيضاً أن اليهودية انتشرت فى اليمن، وأن اليهود هاجروا إلى يثرب وخيبر ووادى القرى. والكلام يطول عن هؤلاء وعن تأثرهم بثقافة العرب وتأثيرهم فيها.

 وهناك إلى جانب المسيحية واليهودية تلك الديانة التوحيدية التى سميت الحنيفية ونسبت إلى إبراهيم عليه السلام. ومن الذين اعتنقوها قس بن ساعدة الإيادى الخطيب المشهور، والشاعر أمية بن أبى الصلت، والشاعر زهير بن أبى سلمى، وورقة بن نوفل قريب السيدة خديجة زوج الرسول عليه السلام.

 الجاهلية إذن لم تكن كلها جهلاً، كما رأينا، ولم تكن كلها وثنية، وإنما كان فيها علم، وكان فيها شعر، وكان فيها توحيد. ولاشك فى أن اليهودية والمسيحية والحنيفية فتحت الطريق للإسلام، ومهدت له. بل نحن نرى أن الإسلام تبنى بعض الشعائر التى عرفها العرب قبله، ومنها تعظيم البيت الحرام، وتقديس شهر رمضان، والحج الذى حافظ الإسلام على معظم مناسكه الموروثة ومنها التلبية، وملابس الإحرام، والوقوف بعرفة، ورمى الجمرات، والطواف حول الكعبة سبعة أشواط، والسعى بين الصفا والمروة.

 وكما تبنى الإسلام هذه الثقافة التى ورثها عن ماضيه اتسع صدره أيضاً لما عرفه المسلمون ووصلوا إليه فى العصور التالية. وإذا كان الإسلام قد قبل عقلانية المعتزلة، وشطحات المتصوفة، وأرسطية ابن رشد، كيف لا يقبل الدولة المدنية؟ وكيف لا يقبل الديمقراطية؟ وكيف يرفض فصل الدين عن السياسة؟ وكيف لا يدافع عن حقوق الإنسان؟!

 غير أن الإخوان المسلمين والسلفيين يعادون هذا التراث ويقاطعون هذا التاريخ ويجهلونه ويفضلون أن يظلوا على جهلهم به. لأن الاقتراب منه والنظر فيه خطر يستشعرونه ويخشون تأثيره على ما نشأوا عليه من مسلمات لا يجرؤون على مراجعتها، لأن مراجعتهم لها تزلزل الأساس الذى أقاموا عليه مشروعهم الذى يتلخص فى إحياء دولة العصور الوسطى الدينية. وهو مشروع يشترط فيمن يعمل له أن ينكر التاريخ ويعزل الإسلام، ويضعه خارج الزمن، ويمنعه من الاستجابة للمسلمين وتزويدهم بالطاقة الروحية التى تساعدهم فى الخروج من تخلفهم والانخراط فى حياة العصور الحديثة والمشاركة فى بنائها.

 مشروع الإخوان يتناقض مع مشروع المصريين. مشروع المصريين يتلخص فى بناء الدولة الوطنية الديمقراطية التى تضمن لهم أن يتحرروا من الطغيان وأن يتمتعوا بالمساواة والعدل والرخاء. ومشروع الإخوان يتلخص فى إحياء الخلافة والانفراد بالسلطة فيها، لأنهم مدعين أنهم وحدهم الذين يمثلون الإسلام فى هذا العصر الذى يعتبرونه امتداداً للجاهلية سواء صرحوا بهذا أو لم يصرحوا. فالإسلام عند هؤلاء ليس عقيدة قبل كل شىء، وليس قيما أخلاقية، وإنما هو حكومة كما يصرح بذلك سيد قطب.

 فإذا لم يكن الإسلام حكومة فنحن نعيش فى جاهلية كاملة كما يرى سيد قطب، وفى نصف جاهلية كما يرى الشيخ القرضاوى. يقول سيد قطب: «إذا أريد للإسلام أن يعمل فلابد أن يحكم. فما جاء هذا الدين لينزوى فى الصوامع والمعابد، أو يستكن فى القلوب والضمائر». وقد حاول الشيخ القرضاوى أن يكون معتدلاً، فقال إن مجتمعنا يختلف عن مجتمع مكة قبل الإسلام. مجتمع مكة كان جاهلياً صرفاً، «أما مجتمعنا فهو خليط من الإسلام والجاهلية»!

 فإذا قلت لهؤلاء إن ما كان يصح قبل ألف عام لا يصح الآن. وما كان يصلح لمجتمع بدوى لم يعرف الاستقرار، ولم يعرف الوطن، ولم يعرف الدولة، ولم يعرف النظام والقانون لا يصلح للمجتمعات الحديثة التى تقدمت وتطورت وأصبحت جماعات وطنية تؤلف بين أفرادها المصالح المشتركة بعد أن كانت مللا ونحلا لا تجمع بينها إلا العقائد الدينية- إذا قلت لهؤلاء هذا الذى قلته عن الوطن وعن الدولة الوطنية قالوا لك: طظ فى الوطن! وطظ فى الدولة الوطنية!

 الإخوان المسلمون يختزلون الإسلام فى سلطة ينفردون بها. ولهذا يختزلون مصر فى هذا الإسلام الذى يحملهم إلى السلطة!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

بشار الأسد وسياسة لحس البصاق

طلال عبدالله الخوري  1\12\\2012   حصريا مفكر حر

لقد أثبتنا, في مقال سابق لنا بعنوان: “بشار الأسد: الديكتاتور الفاشل!“, على ان الوريث بشار هو ديكتاتورا فاشلا بكل المقاييس مقارنة بوالده والذي كان ديكتاتورا محترفاً لا يشق له غبار في مجال الاستبداد, وقلنا بأن الوريث اراد ان يتميز عن والده, ولكن قدراته العقلية والمعرفية ومواهبه المتواضعة لا تمكنه من ذلك, فقام بإصدار قرارات وإجراءات لا يقوم بها ديكتاتور مبتدأ لا يفهم ماذا يفعل, مما اضطره لأن يلحس بصاقه بعد ذلك ويتراجع عن هذه الاجراءات, وبالتالي ان بمظهر الديكتاتور المهزوز.

وقلنا ان من هذه الاجراءات التي قام بها الوريث ثم قام بلحس بصاقه والتراجع عنها, هو إعطاء مساحة من الحرية للشعب السوري وسمح لهم بإنشاء المنتديات السياسية والأحزاب والجمعيات وحرية التعبير عن الرأي؟؟ ونحن لم نفهم هذه الخطوة على الاطلاق, وكنا نشك بهذه الخظوة والتي لا يقدم عليها طالب مبتدئ بمدرسة الاستبداد والديكتاتورية, لأن الديكتاتورية والحرية لايمكن ان يعيشا مع بعضهما البعض؟ فلماذا اقدم على هذه الخطوة اذا كان يعرف بأن صلب نظامه واستمراريته يعتمد على قمع الحرية وعلى الاستبداد, و ليعود بعد ذلك ويقمع الحرية مجدداً ولكي يظهر كرئيس مهزوز يبصق ويلحس بصاقه و قراراته؟

ومن سياسات لحس البصاق التي نهجها الوريث الاسد, انه صرح لمحطة التلفزيون الاميركية (اي بي سي ) أنه لم يصدر أوامر باستخدام العنف الدموي ضد المتظاهرين ضد نظام حكمه ولا يشعر بالذنب من جراء ما حصل. وقال لباربارا والترز مراسلة القناة إن “أي عمل وحشي ارتكب كان فعلا فرديا لا مؤسساتيا، هناك فرق بين وجود سياسة قمع وبين ارتكاب بعض المسؤولين اخطاء، والفرق شاسع بين الحالتين”.

مما جعل الخارجية الأميركية بان ترد على هذه المقابلة والتي اجرتها محطة اي بي سي الامريكية وتقول على لسان الناطق باسم الخارجية الامريكية مارك تونر بأن الرئيس السوري بشار الاسد بانه اما منفصل عن الواقع او مجنون؟؟

 ولكي لا يظهر الوريث بمظهر الذي لا يثق بأستمرارية حكمه امام ضباطه وجنوده, والذي ينأى بنفسه عن عمليات القتل الاجرامي التي قام بها ضباطه تنفيذاُ لأوامره, لكي يبيض صفحته امام المحاكم الدولية ويفلت من العقاب بالمستقبل, ويلصق التهم الاجرامية بضباطه المغلوب على امرهم والذين لا يجرأون على عصيان اوامره لان الموت المحتوم ينتظرهم اذا لم ينفذوا اوامره, قام بعد هذه المقابلة ومن خلال التلفزيون الرسمي السوري بالإدعاء بأن كلامه قد تم اخراجه من السياق!؟ اي تراجع عن كلامه ولحس بصاقه مرة اخرى.

قبل يومين قام الوريث بلحس بصاقه مرة اخرى عندما قطع الانترنت عن الشعب السوري, وهذا السبب وراء كتابة هذه المقالة.

كان بإمكان والد الوريث حافظ الأسد ان يدخل الانترنت الى سوريا ولكنه لم يفعل لأنه يعرف بأن الانترنت هو نافذة للمعرفة لكل مواطن لكي يتعلم ويتواصل ويعبر عن رأيه, وهذه الميزات التي يمنحها الانترنت للمواطن هي بعكس متطلبات الحكم الديكتاتوري الاستبدادي من عزل وتجهيل وقمع للحريات والحقوق, لذلك لم نفم هذه الخطوة التي قام بها الوريث الفاشل والتي لا يقوم بها مبتدأ بمهنة الديكتاتورية والاستبداد؟؟؟

وفي الختام نحن نتسأل الى متى يبقى هذا الوريث الفاشل ينهج سياسة لحس البصاق, ويتلاعب بمصير 25 مليون مواطن سوري, وكم مواطن يجب ان يقتل وكم من الممتلكات يجب ان تدمر لكي يفهم بأن عليه ان يرحل وان الشعب السوري قد تغير والزمان قد تغير, وأن الشعب يريد ان ينعم بما تنعم به الشعوب الاخرى من حرية وكرامة وان يلحق بالركب الحضاري ويشارك ببناءه؟

 هوامش: بشار الأسد: الديكتاتور الفاشل!

 

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

من وراء دعم الغرب للثورات؟!

أحمد الفراج

 لا يزال الجدل على أشده بين من يرى أن الثورات العربية كانت عفوية، وأن الغرب سايرها، وحاول توجيهها بما يخدم مصالحه، وأولئك الذين يعتقدون أنها أمر تم تدبيره عبر تخطيط طويل المدى، وأنها لم تكن لتنجح لولا الدعم الغربي لها، ويستشهدون على ذلك بنجاح بعض الثورات كلياً في بعض البلدان، وجزئياً في بلاد أخرى، وفشلها – ولو مؤقتاً – في أكثر من بلد، ويؤكد هؤلاء على العلاقة الطردية بين الدعم الغربي ونجاح الثورات، ولعل نجاح تيار الإخوان المسلمين واستئثاره بالسلطة في البلاد التي نجحت ثوراتها، وتعامل قياداته لاحقاً مع الدول الغربية، وحتى إسرائيل، يؤكد وجود علاقات سابقة بين هذا التيار والعواصم الغربية، وخصوصاً إذا ما تذكرنا موقف زعماء الإخوان المتعاطف مع أمريكا بعد حادثة ليبيا، وهم الذين كانوا يعتبرونها عدوهم اللدود قبل قيام الثورات!

 سأعيدكم إلى ما بعد أحداث سبتمبر 2001، وذلك عندما توقف الغرب كثيراً عند الإسلام، وعملت مراكز البحوث الكبرى ومفكروها الكبار طويلاً على البحث عن جذور «الإرهاب» الذي أدى إلى تلك المأساة، وما أعقبها من حوادث أخرى. ويبدو أن الحكومات الغربية اقتنعت أخيراً بوجهة النظر التي طرحها مجموعة من المفكرين، أبرزهم الأمريكي من أصل هندي الدكتور فريد زكريا في مقاله الأشهر «لماذا يكرهوننا؟»، الذي برأ من خلاله الإسلام الحقيقي من الإرهاب، ودعا إلى عدم الربط بين الإسلام والإرهاب، فمن أين – إذاً – أتى هؤلاء المسلمون الذين فجَّروا مركز التجارة العالمي بتلك الأفكار العنيفة؟ ولماذا؟

 يجيب فريد زكريا عن تلك التساؤلات من خلال التأكيد على أن الحالة الاقتصادية والاجتماعية للشعوب العربية، أي الفقر وانعدام الحريات وانتهاك الحقوق والفساد، كانت سبباً في نشوء حالة من النقمة الشعبية على الحكومات المحلية ومن يقف وراءها، أي الحكومات الغربية، وهنا استخدم بعض المعارضين السياسيين الإسلام – بنسخته العنيفة المشوهة – كغطاء لإعلان الحرب على أعدائهم، وهنا يقترح زكريا وغيره أن على الحكومات الغربية أن تعمل على ترسيخ الديمقراطية وقيم الحرية والعدالة في المجتمعات العربية، وهذا من شأنه أن يساهم في القضاء على الإرهاب! فهل يا ترى تواصل الغرب مع حركة الإخوان المسلمين ابتداء، ومن ثم دعم الثورات العربية لاحقاً عطفاً على هذه الرؤية التي اقترحها كبار المفكرين؟!

 الأمر برمته مطروح للنقاش، وخصوصاً أن هناك رؤية أخرى تعارض ما اقترحه فريد زكريا ورفاقه؛ إذ يؤكد هؤلاء على أن معظم المتشددين فكرياً – الإرهابيين بشقيهم الحركي والصامت – ينتمون إلى بلاد تتمتع باقتصاد جيد، وبمستوى معقول من الحريات والعدالة الاجتماعية؛ لذا فهم يربطون التشدد الديني والإرهاب ببعض المفاهيم التي يتم ترويجها عن طريق بعض رجال الدين عبر النشاطات المختلفة؛ إذ يتم اختزال الإسلام المتسامح والحقيقي بتلك المفاهيم المشوهة. وأياً كان الأمر فإن الغرب كما يبدو قد حسم أمره، وأخذ برؤية زكريا ورفاقه، وهذا ما يفسر نجاح الثورات من جهة، ودعم الأعداء السابقين – تنظيم الإخوان المسلمين – من جهة أخرى.

فاصلة: «إذا كنا لا نؤمن بالحرية لأناس نحتقرهم فإننا لا نؤمن بها على الإطلاق».. نعوم تشومسكي.

نقلاً لـ صحيفة “الجزيرة”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

اغتصاب مسلة حمورابي والله اعلم

محمد الرديني

هل صحيح ان هناك 1030 امرأة عراقية داخل السجون العراقية؟.

هل صحيح ان بعضهن يتعرضن للاغتصاب والذي اصبح جزءا من وسائل التعذيب التي لاتألوا كلاب السلطة من ابتكارها ضد هذا الشعبان الغلبان؟.

هل صحيح ان مناقشة هذا الموضوع الخطير امس في قبة البرطمان امس جرى ب”الراجديات” بين العراقية ودولة القانون؟.

لنوفر حسن النية اولا فاعضاء البرلمان الذين انتخبناهم لايلجأون الى وسائل اولاد الشوارع في النقاش، قد يكون بعضهم لم يفق بعد من ليلة امس الاول ولكن “الراجدي” لم يكن وسيلة نقاش في هذا العالم الذي تعدى القرن العشرين منذ سنوات.

التفاصيل تقول ان السيد رئيس المجلس اضطر الى تأجيل الجلسة الى هذا اليوم بعد ان رأى بأم عينيه “الراجديات” تترامى غربا وشرقا على وجوه دولة القانون والعراقية وخوفا من يأتيه هو الآخر “راجدي” معتبر ركن الى السلامة واعلن تأجيل الجلسة.

هذا ليس مهما الا في نظر اولاد الملحة.

وليس مهما ايضا وجود 1030 عراقية في سجون دولة القانون اما بسبب المادة 4 ارهاب او الضغط عليهم لتسليم ازواجهن او اقاربهن “الفارين من وجه العدالة”وكأن القضاء على الآرهاب يأتي عن طريق اغتصاب النسوان(آخر زمن).

وليس مهما ايضا ما اشارت اليه النائب انتصار الجبوري بوجود مطالبات من اعضاء دولة القانون لحل لجنة المرأة والطفل خوفاً من فضحها للانتهكات ضد النساء ولاسكات جميع الافواه التي تكشف الفساد.

وليس مهما التقرير الذي طرحته لجنة حقوق الانسان البرلمانية عن المعتقلات في السجون العراقية أشارت فيه الى اجراء سلسلة من اللقاءات مع الوزارات والمؤسسات المعنية بهدف الاطلاع علي واقع النساء في السجون مبينة ان عدد الموقوفات والمحكومات لغاية يوم امس في وزارة الداخلية بلغ 101 امراة وفي وزارة العدل بلغ 960 امراة وفي وزارة العمل 69 امراة معتقلة او محكومة( يعني المجموع ياسادة هو 1120 والرجاء تناسي الرقم المذكور اعلاه بس شغلة وجود 69 امرأة في سجون وزارة العمل استعصت على فهمي القاصر ).

ارجو سعة صدركم لأقول ليس مهما ان مدينة الرمادي شهدت الثلاثاء تظاهرات تطالب بالتحقيق في اغتصاب سجينات واعتقالهن بدلا من اقارب لهن لارغامهم على تسليم انفسهم.

نقطة نظام سريعة: مو عدنا مثل يكول ماكو دخان بدون نار او العكس؟.

ماعلينا…

وليس مهما ايضا ان منظمة حمورابي لحقوق الإنسان قد اعلنت مؤخرا في تقرير لها اثر زيارات لعدد من السجون والمعتقلات للنساء أن بعض السجينات أبلغنها “تعرضهن للاغتصاب والتعذيب خلال مرحلة التحقيق وبعدها”.

ولكن المهم الآن ماقالته سكرتيرة منظمة “الأمل” الناشطة العراقية هناء ادور ، التي يكن لها كل العراقيين الشرفاء التقدير والاعتزاز، “إن وضع السجينات مأساوي وهناك مؤشرات كثيرة إلى أن حالات الاغتصاب أصبحت قاعدة وليست استثناء وان وزارة العدل وإدارة السجون التفتت أخيراً إلى ضرورة وضع كادر نسوي ليكون المسؤول عن المتهمات سواء أثناء التحقيق أو بعد الإدانة(خوش ديج) معتبرة أن هذا الأمر لن يكون كافياً لأن بعض الشرطيات المسؤولات عن السجون قد يمارسن دور السمسرة”( حلو والله حلو).

المهم الآخر ايها السادة ان الحكم بالعراق حكما اسلاميا بغض النظر عن الطائفة التي تحكم الا أنه بشهادة كل الوزراء ومنهم الشيخ علي الاديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير الدفاع والثقافة سعدون الدليمي ووزير حقوق الانسان الذي هو اطار صورة يؤكدون في قيامهم وجلوسهم التزامهم بشرع الله وسنة نبيه(سبحان الله).

فاصل انتخابي: هزلت ورب الكعبة ..حتى الحرامي مشعان الجبوري والمحكوم ب15 سنة سجنا يشارك في انتخابات مجالس المحافظات.. ولكم صدك جذب.. صكد جذب؟؟.   تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment