بشار الأسد وسياسة لحس البصاق

طلال عبدالله الخوري  1\12\\2012   حصريا مفكر حر

لقد أثبتنا, في مقال سابق لنا بعنوان: “بشار الأسد: الديكتاتور الفاشل!“, على ان الوريث بشار هو ديكتاتورا فاشلا بكل المقاييس مقارنة بوالده والذي كان ديكتاتورا محترفاً لا يشق له غبار في مجال الاستبداد, وقلنا بأن الوريث اراد ان يتميز عن والده, ولكن قدراته العقلية والمعرفية ومواهبه المتواضعة لا تمكنه من ذلك, فقام بإصدار قرارات وإجراءات لا يقوم بها ديكتاتور مبتدأ لا يفهم ماذا يفعل, مما اضطره لأن يلحس بصاقه بعد ذلك ويتراجع عن هذه الاجراءات, وبالتالي ان بمظهر الديكتاتور المهزوز.

وقلنا ان من هذه الاجراءات التي قام بها الوريث ثم قام بلحس بصاقه والتراجع عنها, هو إعطاء مساحة من الحرية للشعب السوري وسمح لهم بإنشاء المنتديات السياسية والأحزاب والجمعيات وحرية التعبير عن الرأي؟؟ ونحن لم نفهم هذه الخطوة على الاطلاق, وكنا نشك بهذه الخظوة والتي لا يقدم عليها طالب مبتدئ بمدرسة الاستبداد والديكتاتورية, لأن الديكتاتورية والحرية لايمكن ان يعيشا مع بعضهما البعض؟ فلماذا اقدم على هذه الخطوة اذا كان يعرف بأن صلب نظامه واستمراريته يعتمد على قمع الحرية وعلى الاستبداد, و ليعود بعد ذلك ويقمع الحرية مجدداً ولكي يظهر كرئيس مهزوز يبصق ويلحس بصاقه و قراراته؟

ومن سياسات لحس البصاق التي نهجها الوريث الاسد, انه صرح لمحطة التلفزيون الاميركية (اي بي سي ) أنه لم يصدر أوامر باستخدام العنف الدموي ضد المتظاهرين ضد نظام حكمه ولا يشعر بالذنب من جراء ما حصل. وقال لباربارا والترز مراسلة القناة إن “أي عمل وحشي ارتكب كان فعلا فرديا لا مؤسساتيا، هناك فرق بين وجود سياسة قمع وبين ارتكاب بعض المسؤولين اخطاء، والفرق شاسع بين الحالتين”.

مما جعل الخارجية الأميركية بان ترد على هذه المقابلة والتي اجرتها محطة اي بي سي الامريكية وتقول على لسان الناطق باسم الخارجية الامريكية مارك تونر بأن الرئيس السوري بشار الاسد بانه اما منفصل عن الواقع او مجنون؟؟

 ولكي لا يظهر الوريث بمظهر الذي لا يثق بأستمرارية حكمه امام ضباطه وجنوده, والذي ينأى بنفسه عن عمليات القتل الاجرامي التي قام بها ضباطه تنفيذاُ لأوامره, لكي يبيض صفحته امام المحاكم الدولية ويفلت من العقاب بالمستقبل, ويلصق التهم الاجرامية بضباطه المغلوب على امرهم والذين لا يجرأون على عصيان اوامره لان الموت المحتوم ينتظرهم اذا لم ينفذوا اوامره, قام بعد هذه المقابلة ومن خلال التلفزيون الرسمي السوري بالإدعاء بأن كلامه قد تم اخراجه من السياق!؟ اي تراجع عن كلامه ولحس بصاقه مرة اخرى.

قبل يومين قام الوريث بلحس بصاقه مرة اخرى عندما قطع الانترنت عن الشعب السوري, وهذا السبب وراء كتابة هذه المقالة.

كان بإمكان والد الوريث حافظ الأسد ان يدخل الانترنت الى سوريا ولكنه لم يفعل لأنه يعرف بأن الانترنت هو نافذة للمعرفة لكل مواطن لكي يتعلم ويتواصل ويعبر عن رأيه, وهذه الميزات التي يمنحها الانترنت للمواطن هي بعكس متطلبات الحكم الديكتاتوري الاستبدادي من عزل وتجهيل وقمع للحريات والحقوق, لذلك لم نفم هذه الخطوة التي قام بها الوريث الفاشل والتي لا يقوم بها مبتدأ بمهنة الديكتاتورية والاستبداد؟؟؟

وفي الختام نحن نتسأل الى متى يبقى هذا الوريث الفاشل ينهج سياسة لحس البصاق, ويتلاعب بمصير 25 مليون مواطن سوري, وكم مواطن يجب ان يقتل وكم من الممتلكات يجب ان تدمر لكي يفهم بأن عليه ان يرحل وان الشعب السوري قد تغير والزمان قد تغير, وأن الشعب يريد ان ينعم بما تنعم به الشعوب الاخرى من حرية وكرامة وان يلحق بالركب الحضاري ويشارك ببناءه؟

 هوامش: بشار الأسد: الديكتاتور الفاشل!

 

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.