«جبهة النصرة»… متطرفون سارقون لثورة الشعب

روبرت فورد

أوجدت وحشية نظام الأسد بيئة داخل سورية يسعى «تنظيم القاعدة في العراق» جاهداً لاستغلالها. وفي محاولة منه لترسيخ وجود طويل الأمد له في سورية، يحاول هذا التنظيم إعادة تصنيف نفسه في مظهر مجموعة تدعى «جبهة النصرة». فمن خلال القتال إلى جانب جماعات المعارضة السورية المسلحة، يسعى أفراد «جبهة النصرة» لاختطاف الثورة السورية لكي يحققوا مآربهم الخاصة المتطرفة.

واليوم، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستدرج «جبهة النصرة» وهي الاسم المستعار الذي يستخدمه «تنظيم القاعدة في العراق» – في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وستنصفها كذلك بموجب الأمر الرئاسي التنفيذي الرقم 13224. تؤكد هذه الإجراءات ضد «جبهة النصرة» على ارتباط الجبهة بـ «تنظيم القاعدة في العراق» لكي يتمكن الجميع، ولا سيما الشعب السوري، من التمييز بين مجموعات المعارضة المسلحة التي تقاتل في سبيل قيام سورية أكثر توحداً وعدالة وتعددية وبين تلك العناصر الإرهابية المتطرفة التي لا مكان لتطرفها في سورية ما بعد الأسد.

تشكلت «جبهة النصرة» على يد «تنظيم القاعدة في العراق» وتعهدت بالولاء لزعيمها أبو دعاء. وخلال العام الماضي، أرسل قادة التنظيم العناصر البشرية والأموال والتجهيزات من العراق إلى سورية لمهاجمة قوات النظام السوري. وادعت «جبهة النصرة» مسؤوليتها عن تنفيذ حوالى 600 هجوم في معظم مراكز المدن الرئيسية. وهذه الأعمال، التي أسفرت عن قتل وجرح مئات المدنيين السوريين، لم تستهدف النظام في حد ذاته، إذ إن «جبهة النصرة» لا تكترث إن كانت هجماتها تؤدي إلى قتل المدنيين.

لقد أظهر أبناء الشعب السوري شجاعة استثنائية خلال الأشهر العشرين الماضية في كفاحهم ضد وحشية نظام الأسد، ومن غير المقبول أن تخرج طموحاتهم وتطلعاتهم عن مسارها الصحيح بواسطة أولئك الذين لا يريدون سوى استبدال ديكتاتور بحكم استبدادي آخر. لا تمثل «جبهة النصرة» المثل العليا للغالبية الساحقة من المعارضة السورية. وهذا الأمر لا يتعلق بالإسلام. فهناك ملايين المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة. ولدينا مسلمون يخدمون في جميع الإدارات الحكومية. إنما نحن نفرّق بين أعضاء المعارضة الذين يهاجمون المدنيين وينتهكون حقوق الإنسان الأساسية أو يروجون للتعصب الطائفي وبين الذين اختاروا المسار المدمر لتنظيم «القاعدة»، الذي تَعِد أيديولوجيته بالمزيد من العنف وبث الفرقة بين أفراد الشعب السوري وعدم الاحترام المطلق لحياة البشر.

لقد أفصحت «جبهة النصرة» علناً عن أملها في إقامة دولة إسلامية. إنها ترفض مبادئ الحرية نفسها التي يكافح السوريون في سبيلها. ويجب أن يوحي العنف المدمر الذي يمارسه «تنظيم القاعدة في العراق» لكل فرد من أعضاء المعارضة بالتفكير ملياً بما تعنيه كلفة انتمائه إلى «جبهة النصرة». وفي حين تسعى المعارضة السورية لتحقيق المزيد من التلاحم وتستمر في سعيها لتحقيق تطلعاتها المشروعة، يتعين عليها أيضاً أن تدرس بكل دقة من أين تتلقى المساعدة.

وفي حين نتخذ هذه الإجراءات، أريد أن أكون واضحاً: يتحمل الرئيس الأسد والزمرة المحيطة به المسؤولية الكبرى عن تصاعد أعمال العنف المستمرة داخل سورية. وهم مسؤولون عن غالبية عمليات القتل والتدمير في سورية. ولهذا السبب تستمر الولايات المتحدة في العمل على عزل النظام، وقطع الموارد المالية عنه، وتدريب السوريين لكي يتمكنوا من التحقيق في جرائمه. وكجزء من الجهود الجارية لدعم التطلعات المشروعة للشعب السوري في سعيه لتحرير نفسه من قمع نظام الأسد، فإننا نعلن أيضاً اليوم عن فرض عقوبات ضد اثنين من ميليشيات الأسد، هما الشبيحة والجيش الشعبي. تعمل هاتان المليشياتان المسلحتان تحت إشراف الحكومة السورية وقد كان لهما دور أساسي في حملة الإرهاب والعنف التي شنها نظام الأسد ضد الشعب السوري. وكلما كان ترك الأسد للحكم في وقت أسرع، كلما كان ذلك أفضل للشعب السوري وللمنطقة وللعالم.

إننا ندعو جميع الأطراف الفاعلة المسؤولة إلى التنديد العلني والنأي بنفسها عن «جبهة النصرة» والشبيحة والجيش الشعبي وغيرها من المنظمات المتطرفة العنيفة التي تسعى وتعتزم اختطاف هذا النضال السوري. على الأسد أن يرحل – ولكن يتعين على الحكومة الجديدة التي ستحل محله ألا تكون مجموعة جديدة من الطغاة الذين يرفضون التسامح الذي جعل من سورية ذلك البلد المميز الفريد الذي كان عليه والذي يستطيع أن يكونه مجدداً.

 نقلاً لـ صحيفة “الحياة”

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

انتشار داء-البطرنة- والزواج ممنوع في النجف

 محمد الرديني

 سرت اشاعة قوية قبل يومين تتعلق ببعض افراد اولاد الملحة الذين يقال انهم اصيبوا بداء البطرنة .

ورغم ان هذه الاشاعة لم تتأكد بعد الا ان احد المقربين من صاحب مقهى الزوية ببغداد اكد ان بعض زبائنة من اولاد الملحة يتصرفون في هذه بشكل غريب وسمع امس ان واحدا او اثنين منهم يسألون عن مصير تعويضات بقيمة مليون دينار من احدى الشركات البريطانية المصنعة للسيارات التي اعترفت بانها قبضت مبلغ السيارات التي يفترض انها تشحن لصالح الشرطة العراقية ولكن اتضح لم تصنع بعد.

وسرعان مادعا عدد من اولاد الملحة لاجتماع طارىء لبحث هذه الاشكالية التي تسببت في اصابة بعضهم بالبطرنة واصبحوا بطرانين بامتياز.

وحين التم شمل القوم قام الناطق الرسمي واعتلى المنبر ليسمعهم نص ماجاء على لسان المتحدث البريطاني لشركة السيارات.

“وافقت شركة تعاقد بريطانية على الإقرار بذنبها بتهمة فساد في صفقة إمداد الشرطة العراقية بمركبات لكن اتضح ان تلك المركبات لم يتم صنعها.

وقالت وزارة العدل الأمريكية أمس الاثنين، إن شركة[إيه بى تى إكس فيهيكل سيستمز] وافقت على سداد غرامة قدرها مليون دولار.

وقال مسؤولون بالشركة إنها كانت ستتلقى 5.7 مليون دولار كمتعاقد من الباطن في صفقة بتاريخ أغسطس 2004 لتسليم الشرطة العراقية واحدا وخمسين سيارة” (انتهى الخبر).

هل يعني ان الحكومة العراقية قد اقامت دعوى ضد هذه الشركة ولكن هذه الحكومة المظفرة لم تنبا الشعب الغلبان بذلك؟.

واذا لم تقم الدعوى فلماذا قدمت هذه الشركة اعتذارها مع غرامة مليون دينار؟ وفي جيب من سيذهب هذا المبلغ؟.

يقولون (إنه في عام 2005 حاولت الشركة سحب خطاب الاعتماد الصادر لصالحها من خلال مزاعم بأن السيارات مستعدة للشحن للعراق رغم أنها لم تكن قد صنعت بعد.

وأقر بنجامين كافكا رجل الأعمال بماساشيوستس وممثل الشركة في 2009 بإخفائه معرفته بالمؤامرة).

ياساتر، وصلت الامور الى حاجز المؤامرة.. يعني الشغلة كبيرة ووزارة العدل الامريكية “حادة” سنونها وشعبنا لايعرف شيئا.

ثم كيف يتم صرف المبلغ بالكامل من قبل الحكومة العراقية وهي لم تستلم أي سيارة الا على الورق؟.

يقال انه مادامت الامور سايبة والسرقات صارت لأبو”موزة” فلماذا لاتدلو هذه الشركة بدلوها.. يعني شنو واوي حلال واوي حرام؟.

المهم ان ممثل الشركة صحا ضميره ولو بعد فوات الاوان.

ولكن متى تصحو ضمائر الآخرين ممن يعيشون في المنطقة الصفراء بعيدا عن هموم هذا الشعب الغلبان؟.

بعد ان انفض الاجتماع قال احد اولاد الملحة “هي بقت على هاي،600 مليار دولار ضاعت خلال 10 سنوات ولا احد يعرف كيف انصرفت، ترى انتم فعلا مصابين بداء البطرنة أي بطرانين.

الجواب في هذه الايام عند اهل القيمة والهريسة.

 فاصل ويا هلهولة وعنوانه ممنوع الزواج في النجف: يقال ان التيارين الصدريين تجاوزوا على حريات الاخرين الخميس الماضي في مدينة النجف اذ تصدوا الى موكب زفاف وحطموا سيارات الفرح ومن ضمنها سيارة العريس والعروسة وسيارات بعض الضيوف .. حدث ذلك كما يقول الرائي في عدة مناطق بالنجف الاشرف ولم يعرف احد سبب غضب الجماعةاللهم الا تحسين تدريباتهم للبدء بتشكيل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ويبدو ان احد المتحمسين من اهالي النجف نفى ذلك بالقول”ان مدينتنا لاتستوعب مثل هذه الافعال ولكن يبدو انهم يريدون تحقيق دولتهم الخاصة بعيدا عن حكومة المالكي ولهم في حسن نصر الله اسوة.

والتجأ احد اولاد الملحة الى قارئة الكف حسنة ام اللبن التي قالت كلاما لا يقال امام “الاجاويد” ولكن البعض سمعها وهي تصيح:

هل نحن بحاجة الى مخلص ام مخ لص؟.   تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

سوريون مسيحيون لدعم الديمقراطية

أقامت جمعية شباب الوطن بدعم من جمعية سوريين مسيحيين لدعم الديمقراطية أول أمس السبت أول معرض للفن التشكيلي من نوعه في المناطق المحررة في مدينة “منبج” بريف حلب.

وقال أحد منظمي ذلك المعرض لـ عكس السير إن المعرض هو الأول من نوعه وهو يحاكي الثورة السورية برؤية تشكيلية جديدة من نوعها.

وأضاف: سبق أن تم تناول الثورة السورية موسيقياً أو حتى درامياً من خلال بعض الأعمال التي قام بها فنانون سوريون إلا أن هذا المعرض يعد أو محاكاة تشكيلية للثورة السورية وما يميزه أنه أقيم في مدينة تقع ضمن المناطق التي حررها الجيش الحر.

يشار إلى أن ثمن اللوحات المباعة في المعرض الذي أطلق عليه اسم “مساحة للنسيان” في محاولة لتجاوز الواقع المرير الذي تعاني منه معظم المناطق السورية، سيكون لصالح عوائل الشهداء في مدينة “منبج”.

وائل نحاس- عكس السير- حلب

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

المحامي ادوار حشوة يختلف مع ميشيل كيلو حول البطريرك الراحل هزيم

ادوار حشوة : كلنا شركاء

لاول مرة اجدني مختلفا في الراي مع الاخ العزيز ميشيل كيلو حول تقييمه لمواقف البطريرك الذي اعتلى السدة البطركية عام 1979 بعد وفاة البطريرك العربي معوض والذي قيل ان بعض المطارنة في بيروت كانوا وراء الخلاص منه ومن عروبته.

 كان مجمع المطارنة منقسما الى كتلتين واحدة توالى موسكو والثانية توالي اليونان والغرب ومجلس الكنائس العالمي وكانت هناك كتلة عربية مكونة من مطران حلب معوض ومن مطران حوران سماحة ومطران عكار ابيفانيوس ومطران صور ونتيجة للصراع بين الكتلتين الغربية والشرقية وبمساعدة سورية نجح مطران حلب وبقيت الاحقاد ضده ا لى ان توفي في ظروف غامضة فاجتمع المجمع على عجل كبير وتم انتخاب هزيم المدعوم من مجلس الكنائس العالمي.

 المطران معوض حول دير البلمند الى معهد لاهوتي جامعي واوقف ارسال الرهبان للدراسة الدينية  في اليونان و الروسيا فكان وراء تعريب اللا هوت الجامعي وابطل تاثير الشرق والغرب على كنيسة عربية لاتريدهما معا وربما كان هذا وراء اغتياله الذي لابد ان يكشف التاريخ من نفذ وحرض واستفاد.

 المهم جاء البطرك هزيم في مرحلة الاحتلال السوري للبنان فشايع المحتلين ومدح وساعد كثيرا القوات السورية وكان ميشيل المر هو واسطة العقد الى درجة اعتبر اللبنانيون الاحرار ان رجال الدين الارثوذكس يشايعون المحتلين والمستبدين.

 دور البطرك هزيم في لبنان امتد الى الداخل السوري فكان سندا للا سد وفي كل مناسبة كان يدبج المديح وكان من الضعف انه ينفذ المطلوب عن طريق المخابرات شأنه شأن رجال الدين الاسلامي العملاء للسلطة.

 الى هنا لايوجد ما يستدعي المساءلة الى ان انتفض الشعب في سوريا ضد الجلادين فتولى بعض رجال الدين الذين يعملون تحت امرةالبطرك المباشرة الى تخويف المسيحين من الثورة واوهموا الناس ان نظام الاسد هو الذي يحمي المسيحين من هجمة دينية اسلامية قادمة تستهدفهم.

 البطرك لم يتخذ لا هو ولا اكثر اتباعه من رجال الدين اي موقف لوقف هذا الزعم الاخرق بل شجعوا بدعم من السلطة على توسيع قاعدته الى درجة بدا فيها للمسلمين ان المسيحين في جيب النظام ومن شبيحته المعروفة.

 المسيحيون في الحقيقة لم يكونوا يوما طائفة بل فقط كنيسة والمفهوم الطائفي الانعزالى الخائف لم يكون موجودا والمسيحيون تصرفوا كمواطنين واندمجوا مع اخوانهم المسلمين في جميع احزاب الساحة سياسيا لادينيا الى درجة ان المناطق المسيحية اعطت اكثر اصواتها للشيخ مصطفى السباعي مرشح اليمين ضد اليسار.

لم يكن البطرك هزيم بشخصيته والفاظه المنمقة المعدة سلفا بحجم الا رثوذكس في سوريا وبلاد الشام وفي كل الكرسي الانطاكي كان جزءا من عدة المطبخ الاسدي وفي خدمة طغيانه ولم يصرح يوما محتجا على اعتقال الالوف وتعذيبهم وانتهاك حرماتهم بما فيهم المسيحيون ومنهم الاستاذ كيلو المفكر البارز والحر والذي لم يقدم البطرك اي معونة او احتجاج على اعتقاله ولا مؤخرا على حجز امواله واموال زوجته واولاده واحفاده واولاد اخوته وكل من انتسب الى عائلته .

 لا اعتقد ان الله سيغفر له هذا التخاذل ولا هذا الخنوع والخضوع للطغيان وخدمته وتوريط العديد من المسيحين للانخراط في قافلة التشبيح .

 الذين لو ثوا ايديهم بدم الشعب وقتلوا وشبحوا لن ينجوا من العقاب سواء اكانوا مسلمين او مسيحيين وسواء اكانوا مدنين او رجال دين وكما ستعامل الثورة اعداءها فلا من يطلب استثناء ما لم ترحم الثورة من تورطوا بدافع من رجال دين مجرمين يستحقون العقاب .

 اننا نأمل ان يتم انتخاب بطرك فاضل لايكون اداة بيد اي سلطة وان يهتم بشؤؤن الكنائس ويترك للناس ان يعيشوا في مجتمعهم كمواطنين ولاؤهم للوطن اولا وربما اذا جاء من يحمل هذا التوجه سيساعد على تحقيق مساحة من التسامح تلغي افكارا غاضبة من تصرفات لاتنتسب الى المسيحية التى لم تكن في كل تاريخها في الشرق الامع المظلومين والفقراء والمضطهدين فهل مثل هذا يأتي’ بديلا عن راحل لا نأسف على رحيله.

 9-12-2012

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | 2 Comments

سائليني يا شام

سمير عطا الله

رسالة الـ«نيويورك تايمز» من دمشق يوم الاثنين، تتحدث عن دمشق. لا عن خطابات بشار الأسد حول «السرعة لا التسرع»، ولا عن تصريحات الجيش الحر. ودمشق التي تصفها الـ«نيويورك تايمز» مدينة تختنق بالحبال حول عنقها النزاري الجميل. مدينة حواجز وخنادق وجثث في الطرقات. وبسبب حرمة الموت لن أنقل المزيد. وأيضا احتراما لقدسية الحياة، ولنا في المدينة أصدقاء وأحباء لم نكن نعرف أو يهمنا أن نعرف هوياتهم، قبل أن تنقسم سوريا إلى مربعات ومستطيلات وأحلام مريضة بالتقسيم والتجزئة، وأفكار طاعونية كاستخدام أسلحة الفتك الأعمى.

وتماسيح العالم «تراقب عن كثب» كما راقبت في البوسنة، وفي رواندا، وجلست تتشاور في مجلس الأمن. وسيرغي لافروف لا يزال عند «مؤتمر جنيف»، فيما عاصمة سوريا تخاف أن تقتل من جبل قاسيون، الذي كان حارس الوادي من عوادي الغرباء. وجربوا أن تقرأوا «البرافدا» لتعرفوا أن السوفيات أحياء يرزقون وبلداء يكتبون بالحبر الذي يوزعه عليهم «قوميسار» الحرب، ومفوض الدعاية. فلا شيء يحدث في سوريا، كما يصر صادقو جريدة «الحقيقة». تماسيح في الغرب وتماسيح في الشرق، والتمساح الأكبر مجلس الأمن، الذي يعد الضحايا ثم يكتفي بأن يعددهم.

 هل يقرأ الرئيس السوري المثقف وخريج بريطانيا، وزوجته التي لا يشار إليها إلا بالعلامة المميزة، أي أنها مولودة في لندن، هل يقرأان الـ«نيويورك تايمز» لكي يعرفا ماذا يحدث في دمشق، ما دام لم يصلهما ماذا حدث في حمص وحماه وحلب وبلاد المعري؟ وفي تلكلخ والقامشلي ودير الزور وجسر الثغور؟ لماذا يريد الرئيس الأسد أن يقاتل في دمشق أيضا؟ كان فيكتور هوغو يطلب من قرائه أن يشاهدوا باريس من أعلى تلة فيها من أجل أن يحبوها أكثر. من جبل قاسيون يتطلع الجيش العربي السوري إلى الشام ويقصفها كيفما اتفق. ولافروف يطالب باتفاق جنيف الذي خرج منه تماسيح الشرق والغرب يفسرونه، كل على هواه.

 ينسى تماسيح الأمم – أو لا يعرفون – أن للضحايا أسماء وعائلات وقلوبا ومخاوف وأرزاقا. ونحن لنا في الشام أصدقاء وأحباء أسماؤهم في قلوبنا، ولا يهم أين تقع حاراتهم وأحياؤهم ومنازلهم الخائفة اليوم على أبنائهم وعلى أمهم الأولى، سوريا. «سرعة لا تسرع» قال الرئيس الأسد في بدايات الخطب الطويلة والمليئة بالحواشي كأنه يخاطب جهالا وأميين من الله عليهم برئيس وأستاذ معا. ولم يكن ذلك وقت الجمل المكررة. كان وقت المعاني والمشاعر والاقتراب من الناس والإصغاء إلى صوت الشام لا خطب السيد الرئيس. سائليني يا شام.   عن الشرق الأوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

كيف ننقذ سوريا؟

جاكسون ديل

 أكثر ما يثير المخاوف بشأن سوريا، من وجهة نظر الغرب ربما يكون الفجوة بين السيناريوهات المخيفة التي يناقشها المسؤولون بشأن ما قد يحدث فيما بعد واستراتيجياتهم الضعيفة للحيلولة دون ذلك.

 تمثل سوريا في الوقت الراهن بالنسبة لإدارة أوباما صومالا ثانية إلى حد ما – غير أنها في قلب الشرق الأوسط، وتمتلك ثالث أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم. وقد حاول أحد المسؤولين مؤخرا التنبؤ بالمستقبل القريب لهذه الحرب التي ستتحول فيها من حرب أهلية بين طرفين إلى حرب تشترك فيها جميع الأطراف، يقاتل فيها السنة الأكراد وسيقاتلون سويا العلويين من بقايا جيش بشار الأسد، حيث تسيطر جبهة النصرة التابعة لـ«القاعدة» على أجزاء حيوية من البلاد، وحيث لا يأتي خطر استخدام الأسلحة الكيماوية من النظام بل من أي قوة أخرى تسيطر على مستودع الأسلحة الكيماوية.

 وكان لمسؤول فرنسي بارز في واشنطن الأسبوع الماضي وجهة نظره الخاصة، حيث قال إنه بعد خسارة معركة دمشق سيلجأ الأسد وقواته إلى انسحاب على مرحلتين، الأولى إلى وسط مدينة حمص ومناطقها النائية على طول الحدود اللبنانية، ثم كملاذ أخير إلى معقل العلويين على الساحل الشمالي لسوريا. وأضاف أن ذلك قد لا يحدث خلال أسابيع، لكنه قد يتطلب شهورا.

 إذا، كيف يمكننا وقف هذا؟ أقامت الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول العربية والحلفاء الأوروبيين، مؤتمرا دبلوماسيا هذا الأسبوع في مراكش، المغرب، طمعا في تعزيز التحالف السياسي المعارض الذي توصلوا إليه الشهر الماضي، المعروف باسم التحالف الوطني السوري. وقد تعترف به إدارة أوباما مؤخرا بها كحكومة سورية شرعية. ستظهر الكثير من الوثائق حول جبهة النصرة، والتي ستضاف إلى قائمة المنظمات الإرهابية بوزارة الخارجية.

 لم يقتنع أحد أن ذلك سيوقف السيناريوهات المرعبة من الحدوث، أهم الأسباب في ذلك أن التحالف لم يتوصل بعد إلى بناء روابط قوية – غياب القيادة والسيطرة – مع العشرات من وحدات مقاتلي الثوار عبر البلاد، على الرغم من أن تشكيل مجلس عسكري للمقاتلين خلال الأسبوع الماضي كان خطوة في الاتجاه الصحيح. يحصل التحالف على المال من فرنسا وعدد من الحكومات الأخرى، لكن محامو وزارة الخارجية أكدوا أن الولايات المتحدة لا يمكنها تمويل منظمات الثوار بشكل مباشر. في الوقت ذاته ازدهرت وحدات «القاعدة» بإسهامات غير مباشرة من بعض الدول.

 وجهة النظر الأميركية بشأن نجاح استراتيجيتها تعتمد على مجموعة استثنائية من الأحداث غير المتوقعة. أولا، سيسيطر التحالف على قوات الثوار، ثم تجبر روسيا والمنشقون العلويون الأسد على التنحي، ثم تكون هناك مفاوضات تؤدي إلى اتفاق حول حكومة انتقالية.

 وربما يكون السيناريو الأكثر ترجيحا هي أن تتحسن حظوظ الغرب وينهار نظام الأسد في دمشق في وقت قريب. خلال هذا الفراغ الناشئ سيحصل التحالف على اعتراف العالم الخارجي وستسير سوريا في نفس مسار ليبيا الهش، حيث تتعايش الحكومة مع مجموعة من الميليشيات، التي يرتبط بعضها بـ«القاعدة». والاختلاف هو أن أي تدفق للإرهابيين والأسلحة لن يؤثر على مالي بل على إسرائيل وتركيا والعراق والأردن.

 السبب الرئيسي في أن ذلك مستبعد الحدوث هو أن أسوأ سيناريوهات الغرب تبدو معقولة بالنسبة للأسد والنخبة العلوية، وراعيهم الأساسي، إيران. فترى الطائفة الحاكمة الأقلية أن الاحتماء داخل معقل محصن، أفضل من المخاطرة بالتعرض للإبادة على يد السنة الراغبين في الانتقام. أما إيران الشيعية فتفضل أن تكون أحد اللاعبين في إحداث الفوضى في سوريا، عن أن ترى حليفا استراتيجيا يتحول إلى الكتلة السنية المناوئة لها.

 إذا اتخذت الحرب السورية هذا المسار المتوقع، كيف ستحمي الولايات المتحدة وحلفاؤها مصالحها؟ يبدو أنه لا تتوافر لدى المسؤولين خطة، سوى الأمل في ألا يقع السيناريو الذي يفكرون فيه. الخطوة الأوضح تتمثل في الحرص على أن تكون القوات التي يفضلها الغرب – غالبية وحدات مقاتلي الثوار – جيدة التسليح على الأقل ومسلحة بقدر العلويين والجهاديين. لكن حتى الوقت الراهن تؤكد الولايات المتحدة على العكس، برفضها تقديم المساعدات العسكرية للثوار العلمانيين على الرغم من تسليح الحكومات الإسلامية لمجموعات الثوار المفضلة لديها.

 بالنسبة للأسلحة الكيماوية، يأمل الغرب في ألا يكون الأسد جادا بشأن استخدامها، على الرغم من التقارير المتواترة بشأن مزج سلائف غاز السارين في القنابل. لكن ماذا إن فعل؟ حذر الرئيس أوباما مرة أخرى الأسبوع الماضي من عواقب – لكن هل الولايات المتحدة مستعدة للقيام بعمل عسكري سريع في حال وقوع هجوم مفاجئ بالأسلحة الكيماوية؟ وإن لم تكن كذلك، فكيف ستتمكن من وقف الفظائع التي ترتكب؟

 أضف ذلك إلى الأسئلة التي لم يتمكن حضور مؤتمر «أصدقاء سوريا» في المغرب من الإجابة عنها.

 * خدمة «واشنطن بوست»

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

مؤتمر روما وحوار الحضارات

هاشم صالح

 أخيرا عدت من روما وأنا معجب بهذه الندوة التي فاقت كل التوقعات. كنت أخشى أن تكون سطحية نتبادل فيها الابتسامات البلهاء أو المجاملات المنافقة والخطابات الإنشائية، فإذا بها تدخل في صلب الموضوع! وهذا من توفيق الله في الواقع أو ربما من بركة الفاتيكان، لأن الندوة تمت في الجامعة الفاتيكانية الهادئة والنظيفة جدا. لا تتوقعوا مني أن أنقل لكم كل ما دار فيها من مداخلات ومناقشات، لأن ذلك يتطلب عشرات الصفحات. سوف أختصر وأوجز مركزا على المحاور الأساسية أو بعضها على الأقل. لقد شارك فيها من الجانب العربي كل من رجاء بن سلامة والعفيف الأخضر وشاكر النابلسي وعبد الحميد الأنصاري وعبد الخالق حسين وكامل النجار وأشرف عبد القادر والعبد الضعيف كاتب هذه السطور. وأما من الجانب الغربي فقد شارك بشكل أساسي كل من سيباستيان غوركا الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني بأميركا، بالإضافة إلى زوجته الشقراء الجميلة كاترين غوركا المديرة التنفيذية لمعهد ويستمنستر في واشنطن. وشارك أيضا روبرت ريلي الباحث في معهد السياسة الخارجية الأميركية. ولا ينبغي أن ننسى السيد ستيفن أولف رئيس المؤتمر، وسكرتيرته الناعمة التي قد تذكرك بالممثلة الفرنسية مارلين جوبير. وعندما غازلتها أكثر من مرة قائلا إنها حلوة كالفرنسيات ردت بعصبية: أنا إنجليزية! وأعجبت جدا بهذا الغضب الأنثوي العارم والاعتداد القومي بالذات. وتذكرت عندئذ أن الفرنسيين والإنجليز كانوا أعداء على مدار التاريخ ثم أصبحوا أصدقاء مؤخرا بفضل الاتحاد الأوروبي والاستنارة العقلية.. فهل يمكن أن نحلم بالمصالحة السنية – الشيعية بعد مليون سنة؟! دعوني أحلم!

 افتتح المؤتمر الأستاذ شاكر النابلسي بمحاضرة عنوانها: «الإصلاح الإسلامي.. العقبات والفرص». وقال لنا إننا أصحاب تركة ثقيلة لا نستطيع تجاوزها بسهولة.. فنحن نتاج قرن ونصف القرن من حكم المماليك وبعدهم مباشرة أربعة قرون من حكم العثمانيين التعسفي الاعتباطي. باختصار نحن نتاج عصور الانحطاط والظلام.. هذا ناهيك عن الأمية والفقر وبقية العوامل التي تدعم شعبية الأصوليين وتجعلهم ينتصرون علينا بسهولة. يضاف إلى ذلك أن المساجد لهم وكذلك الاحتفالات الدينية والفضائيات الأصولية والزعماء العرب الميالون إلى الفكر الأصولي أيضا. هذا في حين أننا نحن الحداثيين حفنة صغيرة ولا سند لنا.. فكيف يمكن أن نقلب موازين القوى في مثل هذا الجو؟! وفاجأنا النابلسي عندما قال إن شيخ الإسلام عزل السلطان العثماني وقتله لأنه حضر حفلة موسيقية في دار الأوبرا بباريس. وبالتالي فسطوة رجال الدين على مجتمعاتنا لا يستهان بها. واقترح كحل أن نصل إلى السلطة لكي يهابنا الآخرون وقال: الحداثة بحاجة إلى سلطان! أين هو سلطان الحداثة وسيفها المسلول؟!

 ولكن الدكتور عبد الحميد الأنصاري رد عليه قائلا إن التغيير لا يحصل من فوق عن طريق السلطة وإنما من تحت، وإلا فإنه يظل مغامرة غير مضمونة العواقب ولا يرسخ في الأرض. وسوف يظل سطحيا ويتم الانقلاب عليه بسهولة كما حصل لإرث أتاتورك وإرث بورقيبة مؤخرا على يد الإسلاميين. ولكن في ذات الوقت قال لنا الأنصاري إن جهود التنويريين العرب على مدار مائة سنة لم تضع ولم تذهب هباء منثورا بدليل ما يحصل حاليا في مصر.. فالإسلاميون أنفسهم أصبحوا يتكلمون بلغة الحداثة والديمقراطية بعد أن كانتا مجرد كفر بالنسبة لهم قبل عشرين سنة فقط. أليس هذا انتصارا للتنوير والأفكار الليبرالية؟! وهذا ما قاله أيضا عبد الرحمن الراشد في إحدى مقالاته المضيئة هنا في «الشرق الأوسط». هذا وقد وافقه على هذا التوجه الباحث الأميركي سيباستيان غوركا الحائز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة وعلم اللاهوت. وقال: بالأمس كنت في تركيا ولاحظت أن الأصوليين يفككون إرث أتاتورك العلماني حجرة حجرة. وبالتالي فالتغيير الفوقي كما فعل الزعيم التركي عندما فرض العلمانية على المجتمع التركي قد يكون سريعا وفعالا للحظة ولكنه يظل سطحيا. التغيير ينبغي أن يكون من أسفل إلى أعلى وليس العكس. وقال إن ما نحتاجه اليوم هم تفكيك الانغلاق اللاهوتي والعقائدي في الإسلام.

 وأما الأستاذ عبد الخالق حسين فقد لام الغرب على تساهله مع قادة الأصوليين المقيمين في إنجلترا والغرب عموما. وأعطى أمثلة كثيرة على ذلك. وطالب المثقفين والمسؤولين الغربيين بدعم أصدقاء الحرية لا أعدائها.

 من جهتها، ركزت رجاء بن سلامة، رئيسة موقع «الأوان»، مداخلتها على التجربة التونسية الجارية حاليا. وكان كلامها مرفقا بالأمثلة العملية لا التنظيرات المجانية. وفهمنا منها أن التغيير ممكن على الرغم من أن قوى المجتمع المدني مضطرة للدفاع عن دولة الحق والقانون والحريات العامة في كل لحظة وبشكل يومي. ولولا هذا الدفاع المستميت لاستطاع الأصوليون نسف مكتسبات المرأة التونسية التي تحسدها عليها المرأة العربية عموما.

 ليعذرني الإخوة المتبقون إذا كنت سأقفز على مداخلاتهم القيمة بسبب ضيق المكان. فقط سوف أقول إن العفيف الأخضر لخص الموضوع كله بعبارة واحدة عندما نبش تلك المقولة الشهيرة لبرتراند رسل: التنوير الفكري قام به مائة شخص ولو تم اغتيالهم لتأخر هذا التنوير الحضاري الأوروبي عدة قرون!

 وأخيرا سوف أقفز على مداخلتي أنا أيضا ولن أتحدث إلا عن نقطة واحدة تخص السجن اللاهوتي أو الانغلاق العقائدي في الإسلام.. فنحن جميعا مسجونون داخل طوائفنا ومذاهبنا شئنا أم أبينا.. لماذا؟ لأننا تربينا عليها منذ نعومة أظفارنا وتشربناها مع حليب الطفولة بصفتها عقائد مقدسة معصومة لا تقبل النقاش. وبالتالي، يصعب جدا التحرر منها، اللهم إلا إذا قلدنا ديكارت الذي دمر في لحظة من اللحظات (بعد أن نضج وكبر) كل أفكاره السابقة! وفي ذات الوقت ترسخ في أذهاننا أن ديانات الآخرين ومذاهبهم كلها ضلال في ضلال. وبالتالي فكيف يمكن أن نحبهم أو نحترمهم؟! إنهم لا شيء بالنسبة لنا هم وكل دياناتهم. هنا يكمن الخطر الأعظم الذي يتهدد العالم الإسلامي برمته، لأنه لا يزال يعيش مرحلة ما قبل الحداثة، أي ما قبل التنوير العلمي والفلسفي. ولكني في ذات الوقت قلت لنظرائنا الغربيين: لا تتوقعوا أن نحقق في أربعة أيام ما حققتموه أنتم في أربعة قرون! لن نستطيع هضم كل الثورات اللاهوتية والعلمية والفلسفية التي توالت على أوروبا منذ أربعمائة سنة وحتى اليوم. فرفقا بنا أيها السادة وأعطونا بعض الوقت.. وقد وافقني على ذلك كل الموافقة الباحث الأميركي روبرت ريلي الذي عمقت معه الحديث في جلسة خاصة ببهو الفندق وأراني كتابه الصادر حديثا تحت عنوان: «إغلاق العقل الإسلامي.. كيف أدى الانتحار الفكري إلى الأزمة الإسلامية المعاصرة». هل نعلم أن مصطلح «الانتحار الفكري» مأخوذ من أقوال المجدد الباكستاني الشهير فضل الله الرحمن؟ فكرة الكتاب أصبحت متفقا عليها من قبل علماء الغرب والشرق، وهي أن حركات التطرف والظلام ناتجة مباشرة عن انتحار الفلسفة والعقل في أرض الإسلام منذ الدخول في عصور الانحطاط الطويلة. منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | 1 Comment

محمد مرسي وخطاباته الرئاسية

محمد مرسي وخطاباته الرئاسية

مفكر حر 11\12\2012

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | 1 Comment

الشليلة موجودة بس الراس وينه؟

محمد الرديني

اولاد الملحة يعرفون جملة حقائق عن العوراق العظيم هذه بعضها:

*العوراق لم يعد بلدا زراعيا كما كان في ايام الملكية التي شهدت تغلب موارد الزراعة على البترول، اما الان فالحكومة متمثلة بوزرائها الاشاوس تستورد من الجار اللدود الكرفس والريحان والكراث.

*العوراق لم يعد بلدا صناعيا فهو يعتمد على دول الجوار في كل احتياجاته بدءا من ابرة الخياطة حتى السيارة التي تنشطر نصفين بعد شهرين من استعمالها ولا امل في الافق في استحداث صناعة من أي نوع كان بعد ان تم اجتثاث المصانع وعاث النمل في المعامل واصبحت ورش التصنيع خير مكان للفئران الكبيرة والصغيرة على حد سواء.

*العوراق لم يعد ينتج أي شيء له علاقة باحتياجات الفرد هناك وانما ترك حبل القارب له يجدفه مرة ويجدف به مرة اخرى وبالتالي هو “وحظه”.

*العوراق يتمتع بميزانية تعادل ميزانيات معظم دول الشرق الاوسط ومازال الدينار لايساوي الا جزءا من الفلس مقابل الدولار.

*الوضع الاجتماعي مازال يحتل لافتة كبيرة جدا مرفوعة في الاماكن العامة كتب عليها “احنه شعلينة،نارهم تاكل حطبهم”.

ولكن وزارة التخطيط وتوابعها في المحافظات تصدت لهذه”السفاسف” وقررت القضاء عليها باعلان مشروع استراتيجي اطلق عليه”المشروع الجوامعي المتحد”.

هذا المشروع ايها السادة يشكّل نقطة تحول اجتماعية صرفة بعد ان تم استدعاء كافة الخريجين العاطلين عن العمل وال 6 ملايين أمي وال 7 ملايين تحت خط الفقر للتقرب الى الله سبحانه وتعالى عبر ادماج المحافظات بسلسلة من الجوامع تمتد من آخر شارع في المحافظة ثم تقف متسلسلة واصلة الى الشارع الرئيسي الرابط مع المحافظة الاخرى ليستقر آخر جامع في نهاية الشارع الرئيسي للمحافظة الثانية.

يعني بايجاز لن يحير المسافر على الطرق الخارجية اذ يستطيع ان يصلي الفجر في اول الطريق السريع وفي الظهر في منتصفه وفي العصر في نهايته اما في العشاء فسيصلي في بيته “شلون ورطة نسينا صلاة المغرب”.

وقد تم تنفيذ المرحلة الاولى من المشروع حين استكمل بناء الحسينيات والجوامع على طول الطريق الممتد بين النجف وكربلاء.

ويستعد هؤلاء العاطلين عن العمل تنفيذ المرحلة الثانية بمد جسور من الجوامع والحسينيات بين محافظتي الديوانية وكربلاء عارجة على النجف الاشرف.

وقد اعطيت الأنشاءان لشركة فرعية “من الباطن” لأستحداث شارع اضافي “للمشاية” يربط بين النجف وكربلاء حيث خصص له أكثر من 450 الية تابعة لدوائر الدولة وأكثر من 400 مهندس وأكثر من 1000 عامل في سبيل انجازه قبل بدء الماراثون بعد أيام.

لاسبيل للسؤال عن الميزانية الضخمة التي رصدت لهذا المشروع فكل الدولارات تهون في سبيل رفعة الاسلام وراية الله اكبر.

ولكن لابد ان يسأل اولاد الملحة عن ميزانية العام المقبل والتي ماتزال مسودة لم يناقشها مجلس البرطمان لحد الان.

وحين سأل اولاد الملحة عن مصطلح “المخصصات السيادية” وارتفاع نسبتها في هذه الميزانية قالوا انها نفقات الرئاسات الثلاث

اي نفقات الرئاسات الثلاث ووزارات الداخلية والدفاع والخارجية، اذ بلغت نحو 40 تريليون دينار بعد ان كانت 30 تريليونا في عام 2012، و22 تريليونا عام 2011، مشيرين إلى أنها نفقات يتم استقطاعها من حصص المحافظات وإقليم كردستان.

ارجوكم لاتسألوا عن ميزانية قطاع الخدمات فالجوامع سوف تنبت في كل الشوارع العامة ويقدم المسؤولون فيها ثلاث وجبات مجانا لكل عابر سبيل وبهذا لن يحتاج اولاد الملحة لا الى الكهرباء ولا الى شبكات الصرف الصحي ولا الى المياه الصالحة للشرب “خلي ياكلون قيمة والله كريم”.

بعدين اكو سر انكشف قبل يومين وهو ان الحكومة تسلمت منح من دول اجنبية لم تشر اليها مسودة الميزانية ،يعني هذه المنح حسب القاموس العراقي “بح” كما لم تشر هذه المسودة الى القروض التي منحها البنك الدولي ومصارف دولية اخرى يعني هم “بح”.

اما مجلس الوزراء الذي لم يشرّع له قانون تنظيمي لحد الان فمصيبته مصيبة، فقد صدر تعليمات بالتبرع لنشاطاته بمبلغ 58 تريليون دينار وهي تبرعات ” تراكمت على مجلس الوزراء في حالات الطوارئ”،طبعا هذا المبلغ هو نثريات شاي وقهوة وماء مستورد وعصير الرمان الممزوج بالعصير الارجواني المعطر.

نقطة نظام :لم يخصص للزراعة في ميزانية هذا العام سوى تريليوني دينار، فيما رصد لوزارتي الدفاع والداخلية 20 تريليون دينار.

صفق اولاد الملحة وركضوا بالشوارع العامة وهم يهتفون “يحيا الكراث.. يحيا الشلغم.. يعيش الكرفس”، واتجه بعضهم الى المختار ليسأل عن عنوان بيت نجيبة نجيب عضو اللجنة المالية في البرطمان ليقدموا لها التهاني بمناسبة تصريحها الاخير الذي قالت فيهٍ:

“”من الأمور السلبية في الموازنة هي عدم معرفة تخصيصات وإيرادات المراكز الحدودية وهي كثيرة في الشمال والجنوب والوسط، فضلا عن عدم معرفة إيرادات العتبات المقدسة التي تأتي من الوفود الزائرة هي أيضا غير محددة وغير معلومة لدينا”.

فاصل غير مسموح التعليق عليه:

قال عضوان من لجنة الامن والدفاع البرلمانية، ان رئيس الحكومة يمنعهم كسلطة رقابة وتشريع، من اللقاء بقيادة عمليات بغداد وجهاز مكافحة الارهاب، كما ان لقاءات عديدة جمعتهم بقادة الجيش والاستخبارات لم تكن مثمرة، معربين عن خشيتهم من تحول مهمة العسكر الى حماية السلطة بدلا من صون امن الشعب خاصة وان نحو 8 الاف عراقي سقطوا بين جريح وقتيل خلال السنة التي توشك على الانتهاء والتي شهدت غيابا تاما للجيش الاميركي الذي انسحب العام الماضي.    تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

بيادق فوق رقعة شطرنج..؟

سيمون خوري

أخيراً طرق الشتاء أبوابنا، لكن هناك شتاء أخر أكثر قسوة وفاشية، بدأ يطل برأسه طارقاً أبواب المهاجرين والمواطنين معاً. إنها الفاشية الجديدة، تلك العنصرية التي حصدت أرواح ملايين من البشر تعود هذه المرة بقوة صندوق الاقتراع الانتخابي في أكثر من مدينة أوربية.

في ” العالم العربي “. إحدى نتائج شتاءه، استبدال ديكتاتوراً بنظام ديكتاتوري مقنع. وأيضاً عبر صندوق الانتخاب.

ترى هل صندوق الانتخاب هو رمز الديمقراطية..؟

وهل الديكتاتورية قدراً تاريخيا محتوما على سكان وشعوب المنطقة العربية..؟

وهل السلاح يمنح ” الشرعية ” لحامله ؟؟

حتى زمن قريب توقعنا أن تحمل الغيوم مطر” السياب ” الحقيقي ،لكن الأحلام الوردية بمستقبل ديمقراطي ،ابتلعها الغيم الرمادي وسقطت مع أسراب الغيوم كل تلك الأماني لبشر بسطاء أذلتهم العتمة والجوع معاً. عاد الجوع وانتشرت الظلمة العابرة للحدود. وشوهت الحروب و العنف والدمار كل العادات والعلاقات الإنسانية الجميلة.

وشخصيا لا اعتقد ان المطر سيبتسم يوماً في وجوه ذات ملامح حجرية ودموية قاسية.

احتفظت ذاكرتي بصورة وملامح المواطن ” اليمني ” الذي أعدم بقذيفة دبابة بدل طلقه من مسدس مثلاً ذات يوم في عدن. بيد أن تلك الصورة أصبحت هزيلة ولا تستحق الحضور، أمام بشاعة ما يجري من قتل وتدمير متبادل بين ” بهلوان ” وبين جماعات شبه نائمة تسير حسب الريموت كنترول الطائفي – السياسي.

أسئلة عديدة، تفرض حضورها الطاغي. وتدفع المرء الى إعادة نوع من المراجعة السياسية على ضوء الخطاب السلطوي الفردي ،وتلك اللغة الصادمة . والممارسات التي كشفت عن مدى الضحالة السياسية في أكثر من عاصمة من بلدان الشتاء عربي ، للنتائج المتوقعة للسنوات القادمة . ترى هل صببنا برميل من الماء فوق كأس نبيذنا في حينه ..؟ فلا الماء احتفظ بخواصه وضاع اثر النبيذ. ولا الربيع السياسي حمل قمحاً وعنباً وسلاماً اجتماعيا ؟

كنا سابقاً نقول أن الحق على الطليان ، البعض يقول الأن إن الحق على الأمريكان ..؟

العنوان الأبرز في هذا المشهد هو غياب الوطن الجمعي، وحضور الأيديولوجية الطائفية. وكما كان يقف على رأس كل قبيلة شيخ القبيلة، فقد جرى استحضار روح الماضي. وتحول الدين الى مرجعية . فيما يؤكد علم تاريخ تطور البشرية أن تاريخ الأديان ترافق مع تاريخ الشعوذة والإستبداد والمجازر سواء في محاكم التفتيش الكنسية الأوربية أو في جز رؤوس ” الزنادقة ” والمعارضين في التاريخ الإسلامي خاصة في العصر الأموي والعباسي. واليوم ذات الجماعات تشهد انشطارا دودياً. وكل طائفة تعتقد أن لها ” الحق ” أو الشرعية في قمع مخالفها بل سحقه مع الاعتذار لهذا التعبير السادي . لكن هذا هو الواقع القائم.

عندما نشاهد صور العنف المتبادل بين الأطراف المتحاربة، ومن داخل البيت الواحد. نتساءل بحزن يفوق أي وصف تراجيدي، هل هذا العنف الضاري المتبادل هو مولد الديمقراطية والعدالة المنشودة أو المتوخاه من هذا ” الربيع ” الذي تحول الى صقيع سيبيري..؟ او الذي تحول الى ” هلال ” جديد من الأزمات المتفاقمة.

حتى الأن نتائج تطبيق ما يسمى ” ديمقراطية ” أدت الى صعود فاعلين سياسيين لم تعلن تخليها عن حكم الفرد أو الجماعة الواحدة. وما شاهدناه من إنقلاب على الديمقراطية يعزز الفكرة القائلة بوجود نوع من المقايضة السياسية في السياسة الأمريكية في المنطقة بين التيار الأصولي الرسمي. وبين القوى العلمانية والليبرالية . أي دعم التيار الرسمي الأصولي مقابل تولى هذا التيار مهمة التصدي للتيار الجهادي الأكثر عنفاً . بيد أنها مراهنة سوف تنتج استقراراً وهمياً. أما الديمقراطية كقيمة سياسية وأخلاقية ومناخ سياسي، هي الضحية الأكبر. كما كانت ذات يوم فكرة ” الاشتراكية ” في العالم العربي الضحية الأكبر عندما تبنتها كشعار وهمي أحزاب البرجوازية الصغيرة القومجية الشوفينية والعسكرتاريا في العالم العربي الى الدرجة التي كره فيها المواطن سماع كلمة ” الاشتراكية “.

للكاتب المكسيكي ” كارل فوينتس ” رواية بعنوان ” سحر السياسة وضحالة السياسي ” تدور أحداثها حول ” كرسي الرئاسة ” وما يدور في الغرف المغلقة من قصص ومؤامرات داخل البلد . لكن القرار النهائي هو بيد صانع القرار الخارجي. هو الذي سيحدد موقع البيدق على رقعة الشطرنج. رواية تكشف مدى ضحالة وانتهازية السياسيين في العالم الثالث أو العاشر لا فرق. بيد أن الأهم أنهم بيادق فوق رقعة شطرنج ، مهما علت حنجرة هذا أو ذاك بالأناشيد الوطنية .

في هذا السياق ربما علينا شكر الشارع المصري الذي كشف الغطاء مبكراً عن ركاب حصان طروادة في مصر، وغيرها من تلك البلدان التي تحصد فيها المرأة النصيب الأكبر من الاضطهاد والعنف والتمييز الى جانب الأثينيات الأخرى من مكونات المجتمع ” العربي ” هذا في وقت أصبحت فيه الانتهازية السياسية وسيلة لغاية أخرى في عاصمة شتاء أخرى .

” دينس روس ” كان كبير المفاوضين الأمريكيين في عملية البحث عن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال إدارتي بوش الأب وكلينتون. أودع خبرته السياسية في كتاب عنوانه ” السلام الضائع ” يقول في أحدى فقراته:

” إن أساسيات فن الحكم تتمثل في تبني أهداف واضحة ، وصياغتها بشكل يلاءم الواقع ، ووضعها في الإطار الذي يكون أكثر قبولاً من الآخرين. وتطوير استخدام الوسائل والمصادر التي نعمل بناء عليها. وبهدوء وبوضوح بناء الاتجاهات والتوقعات حول ما نريد فعله، وإدراك النقاط الأساسية للقوة التي نمتلكها مع الآخرين. ومعرفة كيف تمتلك الجزرة والعصا ، وتطوير إحساس بالتوقيت لمتى نطبق الضغوط ، ومتى نقدم مخرجاً ، وقراءة كيف يفسر الآخرون الأصدقاء والأعداء ، وما نفعله . ولا ندع أي شئ للفرصة، وفوق كل شئ تابع ما تفعله بشكل شديد التدقيق “. إنتهى

إذا أجرينا مقاربة موضوعية للواقع القائم وللقوى والرموز السياسية اللاعبة في المشهد السياسي الراهن نجد أنفسنا أمام تجمع ” ميكافيلي ” وشخصيات محاصرة ومقيدة بقيود الزمن الماضي . وفي المحصلة النهائية ، ليست أكثر من ” بيادق على رقعة شطرنج الملك الأكبر.

هناك رواية للكاتب السوري ” خيري الذهبي ” عنوانها ” رقصة البهلوان الأخيرة ” تدور حول قصة موظف حكومي كبير في بلد يجتاحه الفساد. وفجأة وجد هذا الموظف نفسه محالاً على التقاعد.

ترى كم عدد الموظفين الجدد أو ” القادة الجدد ” ممن يفترض إحالتهم الى التقاعد قبل جلوسهم على ” كراسي ” السلطة الجديدة ..؟

هل هناك مكان للتفاؤل .. بان الديمقراطية ليست فقط تغيير النظام بل تغيير العقلية والموقف من المرأة من الطوائف الأخرى , وفهم معنى العدالة الإجتماعية والمسؤولية واحترام الأخر المختلف ، وحقه في التعبير..؟  سيمون خوري

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر | Leave a comment