هل ستسقط النساء مقولة … الثورات لايصنعها إلا الرجال ؟

المقدمة

المتأمل لما يسمي بثورات الربيع العربي سيجد نفسه حقا في حيرة ، هل ما حدث كان فعلا ربيعا وإنتهى بسرعة إلى خريف يتنازع مابين البقاء ربيعا وما بين ألإنحدار إلى شتاء بارد جدا ، والسؤال كم سيطول عمر هذا الخريف الذي إرتضى به كثيرون ولو على مضض رغم أن شتاءتنا نادرا ما تكون طويلة أو باردا جدا ، ولكن هل بحكم المتغيرات الجديدة في العالم ستكون بلداننا عرضة لشتاءات باردة جدا لابل طويلا ومظلمة ؟

 المدخل

إن ما يحير الكثيرين فعلا هو ما إذا كانت هذه الثورات عفوية ، وبريئة من دنس المستعمرين والمنتفعين أم هى ثورات قد خطط لها مسبقا في دهاليز المخابرات وخلف جدران السفارات ، ورأي المتواضع يؤول إلى المقولة الثانية لأنها أكثر قبولا ومنطقية ولأني من الذين لايؤمنون بالأقدار والصدف ، ولأن هذه الثورات لم تتبلور وتتطور لتكون فعلا ربيعا يستحق الفخر والتباهي ، الربيع الذي يعني ألأمل للشعوب بالحياة الحرة الكريمة وللشباب يعني تحقيق طوحاتهم في غد أفضل في ظل أجواء الحرية والتآخي والمساوات ، لكننا وجدنا العكس تماما إذ بهذه الثورات تعود بمن قادوها وفجروها إلى عصور تشبه كثيرا عصور أوربا المظلمة أيام كانت الكنسية ألأمر الناهي بإسم ألله والدين ، كما أنها قد أحدثت شروخا عميقة في غالبية المجتمعات التي إنتفضت ، بين من يسعون للحداثة والتنوير والدولة المدنية وبين من يسعون للعودة بالمجتمعات إلى عهد الخلافة والرسول حيث الجلباب والحجاب والمسواك وركوب الحمير والبعير ، والمصيبة أن دعاة هذا الفكر الظلامي ليسو بأكثر من نصابين ومنافقين وتجار تقية ودين ، بدليل أقوالهم وأفعالهم وتاريخهم ؟

 الهدف

وتساءلنا اليوم هل ستسقط النساء وخاصة في مصر المقولة التي تقول أن الثورات يخطط لها العقلاء وينفذها الأبطال ، الثورات التي رأينا مع ألأسف الشديد كيف فشلت لابل إنقلبت حتى ضد من قامو بها الذين ندم الكثير منهم لقيامها وذالك بسبب تسلم قيادة هذه الثورات أناس كلاسيكيون في السياسة بعيدون جدا عن معاني الثورة والثورية ، ومن ثم تسلق الكثير من ألإنتهازيين ظهور هذه الثورات من الذين أقل مايقال عنهم بأنهم مرتزقة سياسة ودين وعملاء مأجورين والأحداث تدعم صدق مانقول ؟

 والأن بعد فشل الثوارات في تحقيق غايات الثوار هل ستنجح النساء في ذالك من باب ( مايجيبها إلا نسوانها ) وذالك من خلال الشد على أيدي الثوار من جديد وخاصة الشباب الواعي والمتنور لتحقيق ولو أبسط مقومات الثورات وهى المواطنة الكاملة في ظل دولة مدنية عصرية يكون القانون فيها هو السيد ، الدولة التي لم ولن تحد من تدين أي إنسان حتى وإن كان من عباد البقر أو الحجر ولن تجبره على إعتناق مالايريده بدليل مانراه في الدول الغربية ذات النظم المدنية التي لم تزل تأوي لليوم الكثير من شراميط السياسة والدين ، ولكن ماسيمنعونه هو إستغلال الدين أي دين للحط من قدرة هذه المجتمعات على التطور والرقي وخاصة الحط من كرامة المرأة والطفولة كمنعهم من التعلم بحجزهم في البيوت أو تزويجهم قسرا ونكاح الميتة وإرضاع الكبير وإتهام المرأة بأنها ناقصة عقل ودين وبعدم تساويها مع الرجل ، المقولات التي لم يقلها إلا من كان مريضا نرجسيا ، رغم وجود الكثير من النساء لليوم لايقوون على الخروج من بودقة الذل والجهل والعبودية وهو مايؤسف كثيرا ؟

 والسؤال كيف للمرأة أن تقلب موازين القوى الظلامية وهو ماقد عجز عنه الرجال ؟

إنه تساءل منطقي والإجابة قد لاتكون بالسهولة التي يتصورها البعض ولكنها ليست بالمستحيلة ، أليست النساء نصف المجتمع ، أليس لهم حق الترشح والإنتخاب ، أليست الصناديق هى الحكم والفيصل ، إذن لترشح نساء بقدر عدد الرجال المرشحين للبرلمان مثلا ، ولتصوت النساء لجنسهن فقط خاصة ممن يرون فيهن القدرة والكفاءة في تحقيق مطالبهم وحقوقهن وهذه هى أولى الخطوات للتصدي للقوى الظلامية المعادية لحقوق المرأة والطفل والمجتمع ، كيف الحال إذا إصطف معكن كل الثوار والأحرار في العالم ، وتساءلي لمن لم تزل تملك قدرا من الغيرة والوعي وحب الوطن .. لاتيأسو رغم الويلات والمحن ؟

 سرسبيندار السندي

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

الإسلام المعتدل.. فهل الضرورات تبيح المحظورات؟

أحلام اكرم 

أثارت تصريحات الدكتور عصام العريان بدعوة اليهود من أصول مصرية للعودة إلى وطنهم الأصلي مصر العديد من التساؤلات.. فالدكتور العريان إضافة إلى تاريخه في الحركة الوطنية الإسلامية على مدى عقود.. ’عرف خلالها برفضة المطلق ومعارضته لكل الخطوات السلمية التي خطاها الرئيس أنور السادات تجاه إسرائيل بدءا من زيارتة للقدس وحتى بعد كامب ديفيد والتي حققت السلام وإن كان هشا وباردا مع إسرائيل.. والتي تلاها الرئيس أنور السادات بمقاضاة إسرائيل في المحاكم الدولية لسنوات لإعادة طابا إلى السيادة المصرية.. حتى وإن كانت هذه الإستعادة ثمنها دخول الإسرائيليين لزيارة طابا وشرم الشيخ بدون إذن دخول..!! ولكنه إستعاد كل سيناء.. بينما لم تستطع أي من الدول العربية الأخرى إستعادة شبر من أراضيها المحتله.. لا حربا ولا سلما!

 تصريحات الدكتور العريان.. مستشار الرئيس المصري لا يمكن أن تأتي من فراغ.. نظرا لمركزه المتمكن في الحزب وفي الرئاسة.. حتى وإن أتبعها بتفسيره الخاص الذي أكد فيه بان إسرائيل كدولة ستزول بعد عشرة أعوام فقط؟؟؟؟ فكيف وعلى ماذا بنى العريان أقواله حول إزالة إسرائيل.. وهو يعلم بأن إسرائيل تعتبر الولاية الحادية والعشرون لأميركا.. وحماية وجودها فرضا أميركيا.. وأن ترسانتها العسكرية تفوق ترسانة الدول العربية كلها.. وأن الإسرائيليون مرحب بهم في كل مكان في العالم.. سواء جاءوا للزيارة أم للعمل.

 لا يمكن أن تأتي تصريحات بمثل هذه الأهمية بدون موافقة مبدئية من المرشد ومن مركز الإرشاد نفسه.. وإلا ما السبب الذي منع حزب الحرية والعدالة من إستنكار التصريح.. ما السبب الذي منع الرئيس بنفسه من تفسير أو إدانة أو إستنكار مثل هذا التصريح؟؟؟

 مصر تمر بأزمة مالية خانقه.. يضاف إليها الأزمة الإقتصادية.. وليس هناك من امل بحلول عاجلة.. أو عملية إنقاذ من الدول الخليجية خاصة في ظل الأخبار الواردة من الإمارات التي يؤكد فيها رئيس الأمن السيد ضاحي الخلفان القبض على خلية من الإخوان فيها.. وهو الخطر الذي تخشاه كل الدول الخليجية.. مما سيوقف كل هذه الدول من مساعدة مصر في أزمتها.. وبالتالي فليس هناك من جهة أخرى قادرة على إخراج حكومة الإخوان من عنق الزجاجة إلا الإدارة الأميركية وبإيعاز من الحكومة الإسرائيلية فيما إاذا تأكدت هذه الحكومة من صدق نوايا الحكومة المصرية في موقفها من الصراع. وعملها بأي وسيلة حفاظا على وجودها في السلطة على تحجيم حماس وإحتضانها والعمل على إنهاء الصراع.. مرة أخرى تحت شعار الإسلام المعتدل والمتسامح.. وأن الضرورات تبيح المحظورات !!!!

 منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

العلويون والعبور الصعب من التوحش إلى المدنية

عبد الحميد سليمان

 الجزء الأول: “بؤس اسمه التقية”

يُخطئُ البعض إذ يعتقد أن العلويين هُمْ طارئٌ على الفضاء المعرفي في الشرق عامةً وفي سوريا خاصة. ولعلَّهُم وأعني هُنا العلويين أنفسَهُم مسئولون عن هذا الوهم ومن ثمَّ هذا الكشف المهول الذي يعيش اليوم نتاجَهُ الكارثي جُلُّ السوريين؛ هُمْ مسئولون بشكل أو بآخر لأنهم اختاروا في مكانٍ ما وفي زمانٍ ما مبدأً غدا يوماً بعد يوم وسنةً بعد سنة ومن ثمَّ قرناً بعد قرن أساساً معرفياً لوجودهم… نعم لقد اختار العلويون الأوائل في الزمن الأول خياراً تَحوَّل بوعيٍ جمعيٍ تراكم عبر الزمن إلى أساسٍ وجوديٍ في صلب العقيدة بعدَ أن كان مجردَ وسيلةٍ للبقاء في وسطٍ مختلفٍ من ناحية ولا يتحمل الاختلافَ من ناحية ثانية.

التقية… الخيارُ كانَ التقية… بمعنى أن التقية كانت هي النتاج المعرفي للعصف الفكري العتيد ذاك الذي قام به العلويون الأوائل في العزلة… عُزلةِ الجبال… عُزلةِ الجبال هذي التي كان لها بالغ الأثر في الوعي الجمعي للعلويين.

لقد ذهب العلويون بعيداً؛ هُمْ لم يكتفوا بعُزلة المكان مثلما فعلَ الموارنة والدروز في سبيل البقاء، بل هُمْ أسقطوا عزلة المكان على العقيدة وهذا ما لم تصل إليه قط باقي الأقوام الأقلية التي كانت تنازع في سبيل البقاء في هذا الشرق القائم على الإقصاء، وهُمْ حين أسقطوا العزلة على العقيدة غدت هذه العزلة التقية في صُلب الهوية المعرفية للعلويين… لقد غدت في صُلب وعي العلويين لذواتهم.

قد لا يفهم البعض مدى الهول الذي عَنَاهُ خيارُ التقية… إخفاءُ الذات وإخفاءُ المعتقد والاختباءُ الأزلي خلف ستارٍ خَرِق لم يُقْنع أحداً يوماً… لقد قادت التقية إلى غياب التواتر عن النص… نصِّ العقيدة… وهو بالتالي غدا حِكراً على شخوصٍ منتقاة غدت بدورها عاماً بعد عام وجيلاً بعد جيل أكثرَ جهلاً به… لقد بَليَ النص في العزلة… عزلة التقية… ومن ثم غدا النصُ نتاجَ العزلة… غدا النص نتاجَ التقية.

إن التواتر ومن ثم النقاش والحوار بين أفراد الجماعة حاسمٌ في تشذيب العقيدة وتشذيب النص؛ هو حاسمٌ أولاً في حِفظِ النص من خلال إخضاعه المستمر إلى الرقابة الجمعية لضمير الأمة، وهو حاسمٌ ثانياً في إخضاع العقيدة لسلطة العقل الجمعي ولسلطة العصر ولسلطة التطور المحتوم. ما حدث أن غيابَ التواتر عن العقيدة ومن ثم غياب النقاش البيني في الوعي الجمعي للعلويين أدى تدريجياً إلى انفلات العقيدة (وهي روحُ النص) من سلطة العقل؛ هي لم تعد قادرةً على التكيف، وهي بالتالي لم تعد قادرةً على البقاء.

هولٌ عظيم… أنْ تبلى العقيدة، وأنْ تبلى في الخفاء في ظل التقية وبعيداً عن التواتر… في هذا السياق، دعونا أيها السادة لا ننسى الدور الجوهري للعقيدة في غياب الدولة… دورَها في عِصمة الفرد… حُرمةِ الفرد في الجماعة.

هناك في القفار الموحشة للجبال لم يكُ ثمة ما يَعْصُمُ العلويين من ذواتهم… لم يكُ ثمة هناك حُرمةٌ للفرد… لا حُرمةَ للدم ولا حُرمةَ للعِرض ولا حُرمةَ للمال… هناك في تلك القفار الموحشة حيث الفقر المدقع حدَّ الجوع وحيث التهميش الأقصى حدَّ إنكار الحرمة وحيث لا عقيدة تَعصُم في غياب الدولة… هناك في القفار الموحشة وعلى مدى قرونٍ من العزلة اُستُبيحَ الفرد العلوي دون هوادة… اُستُبيحَ ليس فقط من قِبَلِ آخَرَ مختلف… ولكن وبقسوةٍ أشدَّ هولاً من قِبَلِ أبناءِ الفرقةِ ذاتِها.

لقد كان شخصُ الأغا هو التجسيدُ الأكثر توحشاً لهذه الاستباحة، هُنا… سوف يجادلُ البعض بالقول أن هذا التهميش وهذه الاستباحة من قِبَل الطبقة الإقطاعية الزراعية لم تكن مقصورةً على العلويين؛ بل أنها كانت حالةً عامة وهي شملت كلُّ الجماعات التي كانت تقطن هذا الشرق خلال تلك الحقبة التاريخية. حسناً، هذا صحيح، ولكن لدى التأمل في طبيعة الطبقة الإقطاعية التي كانت تستبيحُ العلويين حينها لناحية كونِها أكثرَ تخلفاً “بفعل العُزلة” وأكثرَ انفلاتاً “بفعل بلاءِ العقيدة”؛ نُدرك حينها هَولَ التهميش وهَولَ الإقصاء وهول الاستباحة التي خضع لها العلويون…

هَولُ الاستباحة هذا قادَ إلى هَولِ التوحش… توحشٍ لا حدودَ له… لا عقيدة… ولا حُرمة… أللَّهم إلا حُرمةَ الأمرِ الواقع… لقد كان التوحش هو السبيل الأمضى للبقاء… ومثلما عمَّت الاستباحةُ وطال التهميشُ جُلَّ العلويين طال التوحشُ جُلَّهُم. وفي هذا الأتون المهول من فَيضِ الفقر وفَيضِ الجهل و فَيضِ الضعف تَوَحشَ المهمشون العلويون لا لخللٍ موروثٍ فيهم ولكن لتوقٍ أصيلٍ فيهم كبشرٍ نحوَ البقاء.

على أن التوحشَ هذا لم يعنِ الخواء القِيَّمي التام؛ كانت هناك قِيَّمُ الريفيةِ بطبيعة الحال، لكن هذه كانت هشة وغيرَ مؤطرة… هذه كانت فقط تقاليد… تقاليدٍ لم تكن لتصمدَ أمام النزق الذي خلقه شظف العيش الطويل.

في تلك الجبال المعزولةِ عن المَدَنية تخمَّرت في سبيل البقاء نزعاتٌ إنسانيةٌ قصيَّة ونَزَقٌ ساخطٌ على البنية الأبوية البطريركية التي استباحتهم على مدى قرون… ونَزَقٌ فرديٌ متمحورٌ حول الذات أولاً… وحولها قبل كل شيءٍ آخر.

 

الجزء الثاني: النزولُ من الجبال

كان تهاوي السلطنة العثمانية مدوياً على الطبقة الإقطاعية العلوية… كان وَقْعُهُ جسيماً عليها؛ لقد هَوَتْ السلطنةُ العثمانية… هَوَتْ وهَوَى معها مفهوم الرعيَّة… هَوَتْ حتميةُ العُزلة… وهَوَى معها مفهومُ التلزيم… التلزيمِ هذا الذي أعيا العلويين وقادَهم إلى التوحشْ… لم يَعُدْ من المقبولِ حينها “تلزيمُ” المجموعاتِ البشرية لإقطاعٍ رث يستبيحُ الأفرادَ دونَ حُرمة… إقطاعٍ لم يَعُدْ فعالاً في القيامِ بأعباءِ الإدارة… والأهم، لم يَعُدْ قادراً على تأمين الاستقرار.

كانَ هذا محتوماً… كان لا بُدَّ من التكيف… كان لا بُدَّ من التغيير لمواجهة هذه الرياح القادمةِ من الغرب… رياحٍ تَحمِلُ فيما تَحمِل هَمْسَ مفهومٍ جديد حينها… مفهومٍ لم يشهد لهُ هذا الشرقُ مثيلاً من قبل… مفهومٍ يُدعى المواطنة.

في تلكَ الأيامِ العصيبة وبينما كانت الطبقاتُ الإقطاعيةُ لدى الأقوامِ الأخرى تتكيف… تتغيرُ لتغدو شيئاً آخَرْ… شيئاً أكثرَ حداثة… برجوازيةَ مُدُنْ… ولِما لا… برجوازيةً وطنية… في تلك الأثناء، كانت الإقطاعيةُ العلويةُ تتخبط… تتخبطُ في العجزِ عن التغيير.

علَّهُ كانَ الشعورَ الدفينَ بالذَنْب وإدراكَ هَوْلِ ما اقترفَتْهُ من استباحةٍ بِحَقِّ مُهمشيها… وعلَّهُ كان التخلفَ المرير هذا الذي لم يكن له مثيلٌ بين نظيراتِها من الطبقاتِ الإقطاعيةِ الأخرى؛ عجزت الإقطاعيةُ العلويةُ عن التكيف… لم تكن قادرةً على التغيير… أقلَّهُ ليسَ بالسرعةِ الكافية… أقلَّهُ ليسَ بالكم والكيف المُناسبَيْنِ… المُناسبَيْنِ لعقدٍ اجتماعيٍ جديد… المُناسبَيْنِ قبل فواتِ الأوان.

في ذلكَ السياقِ المُتأزم، كانت الإرهاصاتُ الأولى لذلك النزولِ العتيد… بدأ العلويونَ النزولَ من الجبال… بدؤوا مع أقرانَ لهم يعبرون حاجزَ العُزلة… لكن هذا العبورَ لم يَكُ تاماً… كانَ ثمة الفقرُ المُدْقِعْ… وكانت هناكَ التقية…

حينها كان من المُمكن إسقاطُ التقية… كان من المُمكن لهذا النزول أن يغدو خروجاً… قطعياً وتاماً من العُزلة… عبوراً تاماً غيرَ منقوص من عُزلةِ المكان ومن عُزلةِ النص ومن عُزلةِ الهوية… لكن هذا لم يحدث وكانت تلك فُرصةً ضائعةً أخرى لتوحيد الطبيعة وإجلاءِ النص ومن ثمَّ الذات من ظلمةِ التخفي إلى نورِ الكشف.

من جِهَتِهم… كانَ موقفُ رجالِ الدينِ العلويينَ حازماً في رفضِ إسقاطِ التقية… على أي حال، كيف كان لهم ألا يفعلوا… بقايا نصٍ مُتآكل… وعقيدةٌ بَلَتْ على مدى قرونٍ في الخفاء بعيداً عن التواتر… وقُدرةٌ محدودةٌ على النقاش وعلى الإقناع… لا بل هوَ عجزٌ مرير وَلَّدَهُ الصمتُ الطويل ونقصُ المِران… عجزٌ وضعفُ ثقةٍ بالنفس جَعَلَ من المُمكن حينها لجماعةٍ أن تَنْشق… أن تؤسسَ ديانةًً أخرى مُستقلَّةً تماماً… طائفةً مرشدية… ومتى… على أبوابِ القرنِ العشرين.

أنْ يكونَ ثمةَ تواصلٌ نفعيٌ ومتبادل بين رجالِ الدين ورجالِ الإقطاع… هذا لم يكن قِصْراً على العلويين… هذا كانَ عاماً… ولكن، ما ميَّزَ هذه التواصلَ لدى العلويين حينها أنَّهُ كان أشدَّ تخلفاً… كانَ كِلاهُما رثاً ومن العصور الوسطى… وهذا قادَ إلى طواعيةٍ مطلقة… تطويعٍ كاملٍ للنص… ولما لا وكل شيءٍ يحدثُ في الخفاء بعيداً عن الرقابةِ الجمعية… نعم، لقد كانَ لرجال الإقطاع ولرجالِ الدين العلويين مصلحةٌ حياتية في إبقاءِ العموم… العمومِ المُهمَّش أسيراً للعُزلة… كانَ لهما مصلحةٌ وجودية في إخفاء العجز المهول… ووَسيلتُهم إلى هذا كانت الجهل… وكانت الفقر… وكانت التقية.

موقِفُ المثقفينَ العلويينَ… حسناً، حينها لم يكُ ثمَّةَ بعد مثقفونَ علويون… كانَ ثمَّةَ متعلمون… وهؤلاءِ كانوا قِلَّة… قِلَّةٍ متواضعةٍ وغيرِ مؤثرة… أيضاً، وهذا هامٌ لناحيتَين: أولاً لأنه أسس لأنموذج معرفي… أنموذج سوف يتكررُ في أزمانَ لاحقة، وثانياً لأنه كانَ وثيقَ الصلة بطبيعة التوحش عندَ العلويين… توحشٌ فردي وليسَ جمعياً… بمعنى، أنَّه يبتغي المنجاة على صعيدِ الفرد وليسَ على صعيدِ الجماعة. المنجاةُ الفردية حينها لهذي القِلِّة المتعلمة كانت بالتقدم… كانت بالتعليم… وهذا اقتضى التخفي… لم يكن حينها الوقتُ مناسباً لخوضِ صراعاتٍ جانبية… لم يكن مناسباً للتظهير.

أما العمومُ المُهمَّش من العلويين… هؤلاءِ الذين توحشوا في أزمانَ سابقة… حسناً، هؤلاءِ كانوا جوعى فقط… كانوا يريدون أن يأكلوا… كانوا يريدونَ أن يَسُدُّوا رَمَقَهُمْ فحسب.

الجزء الثالث: فرنسا الرائعة مرَّت من هنا

هناكَ في الأعماقِ الموحشة لجبالِ العلويين وفي قريةٍ من تلك القُرى الفقيرة المهمشة أقامَ الفرنسيون القادمون حديثاً… الفاتحونَ الجُدد لهذا الفضاء المعرفي المعقد… أقاموا بناءً مهيباً من حَجَرْ… وأما القريةُ فكانت تُدعى الدريكيش… وأما البناء فقد كانَ المدرسةَ العِلمانيةَ الفرنسية

(L’école laïque française)…

 كانوا يدعونها اللاييك… وكانوا يدعونَهُ انتداباً وكان يحلو للبعضِ اللجوءُ إلى تعابيرَ أكثرَ حِدة… لكنَّ أحداً ما قبلاً لم يكن قد عاملَ العلويينَ المهمشين حينها كما فعلت فرنسا…

لقد كانت فرنسا هي الحداثة وهي التعليم وهي الثقافة… وهي القطيعةُ ولو الجزئية مع موروثٍ مؤسف من التلزيم المطلق ومن الاستباحة المطلقة ومن الإقصاء المطلق… لقد جعلت فرنسا من المُهَمَّشِينَ العلويين مواطنين… مواطنينَ تحتَ الانتداب… مواطنينَ من الدرجةِ الثانية… لكنهم بهذا كانوا قد غًدَوا مواطنين… مواطنينَ للمرةِ الأولى في حياتِهم… مواطنينَ لهم حقوق… هُم في أي حال لم يعودوا رعايا دونَ حقوق… وهذا كان رائعاً بالنسبةِ لهم حينها… هذا كان رائعاً فحسب.

لم تكن تلك سنواتٍ عابرة في الذاكرةِ الجمعية للعلويين… كانت تلك لحظاتٍ تاريخيةً بحق… لقد ترافقَ خِلالها هذا التلاقحُ الأولُ مع الحداثة مع وعيٍ أولَ بالذات… وهذا كان له بالغُ الأثر في وعي العلويينَ اللاحِق لذواتهم…

مدفوعةً بِحِسِ التنوير الحداثي… وطابَعِهِ الاستشراقي بطبيعةِ الحال، حاولت فرنسا فَهْمَ العلويين… حاولت فَهْمَ طبيعةِ التوحش لديهم… وبناءً على هذا الفَهْم حاولت أنْ تَصْنَع منهم شيئاً مدنياً… حداثياً… ومتصالِحاً معَ الذات… وأياً يكن من أمرها، كان ثمة انطباعٌ حضاريٌ يتراكبُ في عقلِ فرنسا عن العلويين… ونموذجٌ معرفي لطريقِهم نحو الحداثة… كانت هُناكَ أيضاً المصالحُ الحيويةُ للدولة الفرنسية بالطبع، وكذلك الطبيعةُ الاستشراقية لأي مقاربةٍ أوربية تحديثية نحو الشرق.

لقد طَبَعَ فَهْمُ فرنسا الاستشراقيُ للعلويين حيزاً هاماً من فَهْمِهُم لذواتِهم… هذا لم يحدث لدى العربِ السُّنة… هؤلاءِ كانَ لديهم الموروثُ العربيُ الإسلامي… المكتوبُ والمحفوظ… والخاضعُ أبداً لسلطانِ التواتر… هؤلاءِ كانَ لديهم كيانٌ حضاريٌ مُكْتَمِل… مُكْتَمِلٌ منذُ عهودٍ خَلَتْ…

خارجينَ من عهودٍ ما قبل حداثية، مع موروثٌ مُتآكل بفعل العزلةِ وغيابِ التواتر؛ كان الوعيُ الحداثي للعلويينَ كأفراد… وعيُهُم لذاتِهِم الجمعية يأخذ بالتبلور من خلال وعي الآخرين بهم… فرنسا كانت أكثرَ أولئكَ الآخرينَ تأثيراً.

لقد نظرت فرنسا إلى العلويينَ كإثنية وليسَ كفِرقةٍ دينية… هكذا عاملَتْهُم على الأقل… هذا الأنموذج المعرفي سوف يتكرر في أزمانَ لاحقة… سوفَ ينظرُ العلويون إلى ذاتهم الجمعية كإثنية… وأبعدَ من هذا، سوف ينظرون إلى شُركائهم في المواطنة السورية اللاحقة كإثنيات وليسَ كطوائف… وليسَ كسوريينَ… سوريينَ صَدَفَ أنَّهم يعتنقونَ ديناً آخر.

ومن تلك النظرةِ الإثنيةِ إلى الذات… تخلَّقَت في وعي المثقفِ العلوي هذا الذي سوف يأتي لاحقاً رؤيةٌ مشوهةٌ إلى العلمانية… سوفُ يعتقدُ هذا مُخطِئاً بإمكانية الجمعِ بين نقيضَين… العلمانيةِ والطائفية.

علَّهُ كانَ الطريقَ إلى جهنم معرفية… لكنَّهُ كانَ مُعبَّداً بالكثيرِ من النوايا الاستشراقية الحسنة… أخذت فرنسا بيَدِ المهمشين العلويين إلى الدولة… أخذتهم إليها في صيغتِها الرَيعية… وظائفِ الدولة في الإدارة الحكومية… في التعليم… وفي الجيش… علَّها كانت تلك رؤيا فرنسا الاستشراقية لخلاصِهم… وعلَّهُ كانَ حينها الطريقَ الوحيدَ المتاحَ للخلاص… لكنَّ هذا أيضاً أسس لأنموذجٍ معرفي… أنموذجٍ معرفي سوف يتكرر…

 

الجزء الرابع: لماذا قامت سوريا… ولمْ تَقُمْ دولةُ العلويين

مُعضلةُ سوريا الأساسية أنها وطنٌ هشٌ معرفياً… بمعنى أن السرديةَ المعرفية التي قامَ عليها الوطنُ السوري هي سرديةٌ هشةٌ معرفياً… هذا ليسَ حالَ مصر وهو ليسَ حالَ تونس… هناكَ ثمةَ هويةٌ معرفيةٌ واحدة… هويةٌ لم يستطع المستعمرُ الخارجي ولا المستبدُ الداخلي تَهْشيمَها والنيلَ منها…

خِلافاً لمِصْر… لم تكن سوريا قبلَ الانتداب وطناً متمايزَ الهوية… كانَ ثمة بالطبع بلادُ الشام ولكن هذه لم تكن يوماً حاضناً لهويةٍ معرفيةٍ مُوَّحدة ما قبلِ حداثية… هويةٍ يُعْتَّدُ بها لاحقاً في بناءِ هويةٍ معرفيةٍ حداثية تكون صالحةً لبناءِ الدولة-الأمة… أقلَّهُ حتى الزمن الذي سبقَ الانتداب… عِوَضاً عن هذا، كانت بلادُ الشامِ حاضنةً لأنموذجٍ معرفيٍ مغاير… الدولة-المدينة… بمعنى، أنَّ السرديةَ المعرفيةَ الأقوى والأكثرَ رسوخاً على صعيد الهوية في بلادِ الشام كانت المدينة…

لقد حاولت المسيحية ومن بعدها الإسلام صهرَ هذا الأرخبيل من الهوياتِ المعرفية “المَدينية” في أتونِ هويةٍ معرفيةٍ واحدة… حسناً، هذا كانَ يَنْجَعُ لوهلة… لكن، وكأنَّهُ الأنموذجٌ المعرفيُ الوحيدُ الموَّحدُ أبداً في الذاتِ الجمعيةِ الشامية… كانت الأوطانُ-المُدن تخرجُ كلَّ مرةٍ من بين الأنقاض المعرفية لدولٍ أكبرَ تتداعى… علَّها الجغرافية… وعلَّها التجارة… وعلَّهُ النزقُ هذا القابِعُ في عمق الذاتِ الشامية… النزقُ التوَّاقُ أبداً إلى التنوع… على أي حال، وأياً يكنُ من أمرها… هذا كانَ حالَ سوريا بعد السقوطِ المدوي للإمبراطوريةِ العثمانية.

لقد كانت هذه الهوياتُ المعرفيةُ المدينيةُ حاضرةً في لامركزية الثورات السورية الأولى ضد الانتداب… أيضاً، أنموذجٌ معرفيٌ سوفَ يتكررُ في أزمانَ لاحقة… دِفاعُ دمشقيٌ مُستَميت في ميسلون… ثورةّ في جبالِ العلويينَ… ثورةٌ في جبلِ الزاوية… ثورةٌ في غوطةِ دِمشق… ثورةٌ كبرى في جبلِ الدروز… ثورةٌ في المناطقِ الشرقية… ثورةٌ في حماة… لامركزية… لامركزية… أنموذجٌ سوف يتكرر…

في هذا الأرخبيلِ من الهوياتِ المعرفيةِ المدينية كانت تقبعُ جبالُ العلويين… تلكَ كانت الوطنَ-المدينة الخاصَ بهم… وشأنَهُ شأنَ الأوطان-المُدن الأخرى في هذا الأرخبيلِ المتنوع… كانَ ثمةَ نقاشٌ حاد تدورُ رحاه حولَ الكيان… على أي حال، ما جَعَلَ النقاشَ الكياني في هذا الوطن-المدينة هاماً فوقَ العادة هوَ الوعيُ الجمعيُ الذي كان حينها في مراحلِهِ البدئية لدى العلويين … النظرُ إلى الذات الجمعية كإثنية… إثنيةٍ مختلفة.

لقد كان النقاشُ حاضراً في أوساطِِ النخبة… النخبةِ الإقتصادية الإجتماعية العلوية… حينها كان النِقاشُ نخبوياً بطبيعةِ الحال… كان لا يزالُ التهميشُ حاضراً بقوة، وكذلك كانت بقايا التلزيم ورواسبِهِ المعرفية لا تزالُ حاضرة… لم يكن هذا شأنَ العمومِ في أي حالٍ من الأحوال.

حاضرةً أبداً في أذهانِهم؛ كان خيارُ النخبةِ المارونيةِ بعيداً وصعباً… لم يكن لدى النخبةِ العلويةِ حينها ذاكَ الكمُ الذي يُعوَّلُ عليهِ من التكنوقراط… كانوا جيلاً أولَ من المتعلمين وهذا لم يكن في أي حالٍ كافياً… لم يكن لدى النخبةِ العلويةِ حينها المؤسسةُ البطرياركيةُ المارونية وجذورُها الضاربةُ في أعماقِ التاريخ… لم تكن لديهم قطُ تلكَ المؤسسةُ الأبويةُ الجامعة التي تحفظُ التاريخ وتصوغُ الوعيَ الجمعي وتعصمُ الفردَ حينَ تغيبُ الدولة… كانتِ النخبةُ العلويةُ حينها شيئاً مُحدَثاً ودونَ هويةٍ جمعيةٍ متبلورة…

حسناً، هذا كان من ناحية… من ناحيةٍ أخرى، وفي مواجهةِ هذه النظرةِ الإثنيةِ إلى الذات؛ طرحت البرجوازيةُ المدينيةُ في الأوطانِ-المدنِ الأخرى نظرةً جديدة… هذه البرجوازيةُ المدينيةُ الغَنَّى بالتكنوقراط والناضجةُ كفاية لتغدو برجوازيةً وطنية كان لها نظرةٌ أخرى… خطةٌ أخرى لهذا الأرخبيلِ الذي لا ينتهي من الهوياتِ المعرفية…

لا تقوم الأوطان بمحض الصدفة كما أنها ليست حتمية… وإنْ كانَ لابدَّ لكلٍ وطنٍ من آباءَ مؤسسين… فإنَّ البرجوازيةَ الوطنيةَ السورية كانت هي الأم وكانت هي الأب المؤسس للوطنِ السوري… وهي كانت الوعاءَ الحاضِنَ لهذي التجربةِ المعرفيةِ الرائعة… هذي التي تُدعى سوريا.

مُشبَعةً بروحِ النهضة؛ عبرت البرجوازيةُ الوطنيةُ السورية بجسارةٍ حدودَ الطائفة… وحدودَ الإثنية… وحدودَ الدين… كانتً مدنيةً بحق… متصالحةً مع ذاتها… دونَ خوف ودونَ مواربة… كانت هيَ الرعيلَ الثالثَ لرجالاتِ النهضةِ العربيةِ العتيدة… ليبراليةً طَموحة… وكان بِوسعها أن تفعلَ الكثير…

كان جُلُّ البرجوازيةِ الوطنيةِ السورية من العربِ السُنة من سكان المُدْن… كانوا حينها قد بلغوا سويةً من النُضْجِ المعرفي غَيْرَ مسبوقة… هُمْ نظروا إلى الموروثِ العربي الإسلامي كثقافة… كروح… وليسَ كشريعة… وليسَ كإثنية… وبهذا المعنى كان الجميعُ عرباً مسلمين… كان المسيحيون عرباً مسلمين… وكان العلويون عرباً مسلمين… وكذلكَ كان الدروز والإسماعليون… والأكراد…

 

وبِحُكمِ منشئها الليبرالي… كانت المدنيةُ الديمقراطيةُ حاضرةً في ذاتها… هذه لم تكن إضافة… هذه كانت في صميم الحل… الحل التاريخي هذا الذي طرحته البرجوازيةُ الوطنيةُ السورية لهويةٍ سوريةٍ موحدة… هويةٍ سوريةٍ واحدة لهذا الكيان الهش.

كان هذا حينها عرضَ البرجوازيةِ الوطنيةِ السورية… مغامرةٌ مدنيةٌ ديموقراطية أساسها المواطنةُ المتساوية… حسناً، من كانت النخبة العلويةُ حينها لترفض هذا العرض… لم تكن شيئاً يستحق الذكر… لم تكن شيئاً يستحقُ الذكرَ البتة.

 

الجزء الخامس: حَبوٌ نحوَ مدنيةٍ ديمقراطية… حَبوٌ نحوَ الهوية

 لقد صاغت البرجوازيةُ الوطنيةُ من سوريا وطناً… وطناً عِمادُهُ المدنيةُ الديمقراطية والمواطنةُ المتساوية… لكنها كانت ديمقراطيةً مدنيةً هشة… محكومةً أبداً بهذا الزحف المهول القادمِ من الريف… لما لا وقد حكمت هذه العلاقةُ الجدلية بين الريف المَقْصي بحُكمِ الفقر والتهميش ونقص التعليم من …ناحية وبين المدينة من ناحية ثانية… حكمت جُلَّ الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للكيانِ السوري الهشِ أصلاً… الهشِ بحُكمِ تعددِ الهوياتِ المعرفية المكونة له.

على أي حال، ذلك العقدُ الأول من حياةِ الوطنِ السوري الهش غدا لاحقاً مرجعيةً -وإن كانت أُحفورية- يَستندُ إليها الطيفُ المثقفُ السوري بشَقَيه الإسلامي والعلماني في دفاعِهِ المستميت عما يدعوه الأصل اللاطائفي للمسألة السورية أو دعوني أقول للمسائل السورية… أبعدَ من هذا، لقد غدت تلكَ الحِقْبَةُ اللاطائفية في منظورِهِ أساساً معرفياً لا يقبلُ الجدل في قراءةِ الحِقَبِ السابقة لها وحتى اللاحقة.

في خِضَّمِ ذلكَ الزحفِ الأول نحو مدنيةٍ ديمقراطيةٍ سورية عابرة للطوائف والإثنيات كان ثمةَ أنموذجٌ معرفيٌ يتكون في أذهانِ الطيفِ المثقفِ السوري… أنموذجٌ صارِخٌ في مواجهةِ المعادلةِ اللبنانيةِ حينَها القائمةِ على المُحاصصة… وفي حينِ قررت النخبةُ البرجوازيةُ اللبنانيةُ التسليم؛ قررت النخبةُ البرجوازيةُ السوريةُ التحدي… تحدي الغياب المرير لهويةٍ معرفيةٍ وطنيةٍ واحدة.

المحاصصةُ الطائفية كانت هي الوريثَ الشرعي لمفهومِ التلزيم وكانت تعني التسليم بحتمية الفشل في الوصولِ إلى هويةٍ معرفيةٍ وطنيةٍ واحدة ذلكَ أنها تحصرُ الصراعَ المجتمعي في إطارِ الهوية وتنفي عنه صبغتَهُ الطبقية… وهذا ما لم تقبلْهُ النُخبُ السوريةُ حينها.

في لبنانَ القريب وفي خِضَّمِ بحثٍ موازٍ عن هويةٍ معرفيةٍ وطنيةٍ جامعة… كان ثمةَ أنموذجٌ معرفيٌ يسود… أنموذجٌ يُدعى المارونيةَ السياسية

المارونيةُ السياسية لم تكن تعني في أي حال شَغْلَ الموارنة لِجُلِّ المناصبِ السياسيةِ والإدارية في الوطنِ اللبناني الناشئ… هذا كان فهماً خاطئاً وحسب، في النهاية، كان ثمةَ المحاصصةُ الطائفية وما تَعْنيه من حمايةٍ لِحصصِ “النُخَبِ الأخرى” في المنظومةِ الإداريةِ والسياسية للدولةِ اللبنانيةِ الناشئة…

المارونيةُ السياسية كانت تعني أنَّ فَهْمَ ومن ثمَ رؤيةَ النخبةِ المارونيةِ حينَها للوطنِ اللبناني قدْ طَبَعَ فَهْمَ ورؤيةَ “الآخرينَ” له… أبعد من هذا، هي كانت تعني أن فَهْمَ النخبةِ المارونيةِ حينَها لذاتِها وللآخرينَ معها في هذا الوطن قدْ طَبَعَ فَهْمَ الآخرينَ لذواتِهم ولها…

بهذا المعنى، هل كان يمكنُ الحديثُ في سوريا حينَها عن “سُنية” سياسية؟ بمعنى هل طَبَعَ فَهْمُ النخبة البرجوازية السورية وكان أغلبُها من العرب السُنة… فَهْمُها للوطن السوري… فَهْمُها للهويةِ الوطنية السورية المُفتَرَضة… فَهْمُها للآخرين ورؤيتُها لهم كعربٍ مسلمين وإنْ بالمعنى الحضاري… هل طَبَعَ هذا الفَهْمُ وهذه الرؤيةُ فَهْمَ الآخرين لهذا الوطن؟ وأبعد من هذا، هل طَبَعَ هذا الفَهْمُ وهذه الرؤيةُ فَهْمَهُم لذواتهم؟

في الواقع، لستُ أمتلكُ الإجابةَ على هذا السؤال الشائك… ليسَ بَعد على الأقل، ولكن دعوني أقولُ التالي: إن كانَ هذا قد حصل فإنَّهُ لم يكن مقصوداً… بمعنى أنَّ البرجوازيةَ الوطنيةَ السورية وإنْ كانت لها هويةٌ معرفيةٌ نابعة من عمقِ الموروثِ العربي الإسلامي فإنها لم تحاول فرضَ هذه الهوية المعرفية على الآخرين من علويينَ ومسيحيينَ ودروزٍ وأكراد… لكنها نَظَرَتْ إليهم كسوريين… سوريينَ يدورونَ في فلكِ رؤيتِها المعرفيةِ إلى الهويةِ السوريةِ المفترضة… الهويةِ المتصالحةِ بنظرِها قطعاً مع موروثِها العربي الإسلامي.

في هذا الفضاءِ المعرفي العربي الإسلامي المنفتحِ على المدنيةِ الديمقراطية كانت تتكونُ البداياتُ الأولى لطبقةٍ وسطى عندَ العلويين… طبقةٍ غضَّ أفرادُها الطَرْفَ عن بقايا موروثِ العُزلةِ الرث وانطلقوا دونَ موانِع إلى الفضاءِ العربي الإسلامي الأرحبِ حينَها… تَغْنَّوا بالحلاج وابنِ رشد وقراؤوا المعتزلةَ والمتصوفة… كانوا في طورِ التحولِ إلى مواطنين… مواطنينَ سوريين… سوريينَ كما نظرت البرجوازيةُ الوطنيةُ السورية حينَها إلى المواطنةِ السوريةِ.

هل كانت تلكَ تقيَّةً أخرى حداثية… أم أنها كانت تصالحاً حداثياً مع الذات ومع الموروثِ العربي الإسلامي الأرحب في سياقِ صَوغٍ حداثيٍ لهويةٍ معرفية… أم أنها كانت توهماً غيرَ أصيل وبالتالي هشاً ولاعَيوشاً في بيئاتٍ قدْ تأتي لاحقاً… بيئاتٍ أكثرَ توحشاً وأقلَّ مدنية… حسناً، ومرةً أخرى، لستُ أمتلكُ الإجابةَ على هذا السؤال الشائك… ليسَ بَعد على الأقل…

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

آخر أفكار لافروف

سمير عطا الله :الشرق الاوسط

  يردد سيرغي لافروف منذ بداية الاستفحال في القضية السورية أن للشعب السوري وحده أن يقرر مسألة ذهاب أو بقاء الرئيس بشار الأسد. وهذا كلامُ حق دون جدال.. لكن على وزير خارجية الإمبراطورية الروسية أن يشرح للعالم؛ أين هو الشعب السوري اليوم، وبأي طريقة يمكن أن يقول رأيه وبأي استقلالية وفي أي صناديق اقتراع.

 لم يعد للدولة وجود في سوريا؛ فهي ممزقة بين جيشين يخوضان الحرب في طول البلاد وعرضها، ولم يعد الإنسان يأمن الوقوف أمام فرن، وهناك مليونا سوري تركوا البلد إما إلى الخيام أو إلى الخارج، ومجلس الشعب الأخير انتخب في ظروف ساخرة، فكيف يمكن الوقوف على رأي الشعب السوري؟

 إن الوزير الروسي المكفهر أبدا (وليس هناك ما يدعو إلى انفراج للوجوه) يخدع الأمم والعرب.. هو في مأزق؛ مثله مثل النظام، ولذلك تتحدث موسكو بضع لغات مختلفة في اليوم الواحد.. لقد قطعت وعودا لبشار الأسد غير قادرة على الإيفاء بأي منها. كما أساءت تقدير الموقف عام 1967، أساءت قراءة الوضع السوري والعربي والإسلامي، ودفعت حليفها الأخير إلى هذا الحريق.

 ماذا تستطيع روسيا أن تحقق للأسد بالقاعدة العسكرية أو من دونها؟ هي تعرف من تجربة أفغانستان أن قاذفات القنابل لا تحسم شيئا على الأرض في مثل هذه الحروب، وتعرف أن أقوى قوة ضاربة لم تحقق نصرا واحدا في فيتنام، وتعرف أنها ورطت وتورطت.

 أبسط عقل سياسي كان يعرف في مارس (آذار) 2011 أن الحل بالقوة لن ينجح في سوريا وأن القمع انتهى زمنه ومفعوله. تأخر الأستاذ فاروق الشرع (أو لم يصغ له) لكي يصل إلى هذا الاستنتاج. الحل كان في الإصلاح السريع لا في الشروحات الطويلة. كان في إمكان الروس أن يفيدوا بشار الأسد من تجربتهم، وكان في إمكان الصينيين أن يساعدوه برسم خريطة طريق للخروج من ثقافة أوائل القرن الماضي واقتصاد الفشل واختيار هوغو شافيز حليفا وحيدا في هذا العالم.

 القوة حل في الحروب الخارجية. في الحروب الداخلية لا تقوى الـ«ميغ» إلا على الأفران.. وفي طوابيرها يقول الناس رأيهم في السيد لافروف، لا حاجة لاستفتاء.

Posted in فكر حر | Leave a comment

الولايات المتحدة ليست سبب الفوضى السورية

 آرون ديفيد ميلر : الشرق الاوسط

من الذي أضاع سوريا؟ تشير تعليقات بعض أعضاء الكونغرس الأميركي والمحللين والصحافيين، وحتى هيئة تحرير صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إلى أنه لا يوجد أدنى شك في أن من أضاع سوريا هو الرئيس السوري بشار الأسد وسياساته الدموية، ولكن مأساة سوريا تعد أيضا نتيجة مباشرة لفشل ذريع في القيادة من جانب المجتمع الدولي والولايات المتحدة على وجه التحديد. ومع ذلك، لا تمثل القضية السورية إخفاقا تاما للرئيس الأميركي باراك أوباما، فهي ليست «رواندا»، على أي حال (في إشارة إلى تباطؤ أوباما في التدخل في حرب رواندا).

 وتعتبر فكرة أن أي أحد سوف يفوز بسوريا أو يخسرها، أو أن الولايات المتحدة يمكن أن تحدد شكل النتيجة النهائية التي ستؤول إليها الأمور في سوريا، هي فكرة تليق بمنهج التسلط المتعجرف والتحليل المعيب اللذين أدخلا سوريا في متاعب جمة في منطقة الشرق الأوسط على مر السنين.

 ومن بين مميزات الربيع/الشتاء العربي أن الشعوب العربية باتت هي من تملك إرادتها وتحدد سياستها، مهما كان الثمن، وكثيرا ما كان من المؤلم مشاهدة هذا الشعور بالتملك – فالديمقراطية لا تعني الليبرالية – إلا أن هذا الشعور قد أضفى السلطة والشرعية على الاضطرابات السياسية التي تجتاح المنطقة منذ أواخر عام 2010. وهو ما يعني أن ما يحدث هو تغيير حقيقي وبإرادة الشعوب نفسها. ولم تتدخل الولايات المتحدة أو إسرائيل في الاضطرابات والتغييرات التاريخية التي سادت منطقة الشرق الأوسط، ولا ينبغي لهما أن تقوما بذلك.

 يطالب البعض بضرورة التدخل العسكري في سوريا أسوة بما حدث في ليبيا، ويقولون: إن الولايات المتحدة قد ساعدت الثوار على التخلص من القذافي، فلم لا تقوم بنفس الشيء في سوريا؟

 في الحقيقة، ثمة ثلاث حقائق مترابطة مع بعضها البعض يجب توافرها أولا قبل تدخل واشنطن في الأزمة السورية، وتتمثل أولى هذه الحقائق في وجود إجماع دولي على ضرورة التدخل في ليبيا، وتحديدا من خلال الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي، أما الحقيقة الثانية فهي أن ليبيا كانت ضعيفة من الناحية العسكرية، فقد كان نظامها ضعيفا ولم يكن لديه نظام دفاع جوي قوي، كما لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل ولم يكن لديه أي حلفاء، أما الحقيقة الثالثة فتتمثل في أن الثوار الليبيين سيطروا على مناطق منفصلة، بحيث أصبح تنظيمهم أكثر سهولة.

 وتختلف الأوضاع في سوريا اختلافا كليا عما كانت عليه في ليبيا، وذلك بسبب وجود عوامل متعددة ومتقلبة تؤثر في الأزمة السورية تتمثل في الحرب الأهلية والعنف الطائفي والتدخل من جانب القوى الأجنبية. يرى البعض أن الولايات المتحدة هي التي خلقت هذه الفوضى، ربما كان هذا صحيحا ومنطقيا لو كان هناك خيارات جيدة للتدخل في وقت مبكر لتجنب المصير الذي آلت إليه البلاد، ولكن هذا لم يكن موجودا بالطبع، رغم أنه كان يمكن للولايات المتحدة أن تقدم مزيدا من المساعدات الإنسانية، وكان يمكنها أيضا أن تلعب دورا أكثر إيجابية وفعالية في وقت مبكر للمساعدة في تنظيم المعارضة بشكل أفضل، حتى وإن كان بشكل سري.

 منذ اندلاع الصراع في بداية عام 2011، كانت كل المعطيات تؤكد على المخاطر التي قد تواجه أي تدخل عسكري أميركي في سوريا، وذلك بسبب قوة الجيش السوري وقيام حلفاء سوريا – روسيا والصين – بعرقلة قرارات مجلس الأمن، وكذلك قيام طهران بدعم نظام الأسد بالمال والسلاح، وتصميم الأسد على القيام بأي شيء من أجل البقاء مهما كانت النتائج، ونجاحه في إحاطة نفسه بدائرة من المسؤولين العسكريين والأمنيين والاستخباراتيين العلويين، وهو ما يعني أن الخيارات العسكرية لم تكن كافية لإسقاط النظام أو مساعدة الثوار على تحقيق النصر.

 ويكفي أن نعرف أن سوريا بحاجة إلى ضغط عسكري مباشر، وبالأحرى هجوم جوي وصاروخي، من أجل إيقاف الهجمات التي تشنها قوات النظام ضد الشعب السوري فقط، فما بالنا بما تحتاجه من أجل إسقاط نظام الأسد برمته؟ في الحقيقة، لم يتم وضع ذلك في الاعتبار بصورة جدية، كما أن تسليح الثوار وفرض منطقة «حظر جوي» في سوريا لا يشكلان سوى أنصاف حلول تحمل الكثير من المخاطر ولا يمكن التنبؤ بعواقبها، خاصة في ظل قلق الولايات المتحدة من قيام روسيا وإيران بتزويد نظام الأسد بمزيد من الأسلحة. ولم يكن بمقدور الولايات المتحدة الضغط أكثر على روسيا بشأن الأزمة السورية، وذلك لأن واشنطن تسعى لأن تساعدها موسكو في الضغط على طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني.

 والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هي الجهة التي يتعين على الولايات المتحدة تسليحها؟ فبمجرد أن تقوم الولايات المتحدة بدعم وتسليح مجموعة معينة من الثوار، ستكون واشنطن مسؤولة عن تصرفاتها وأفعالها. قد يكون لبعض الدول المجاورة مصلحة ما في تسليح السنة في سوريا، ولكن ما مصلحة الولايات المتحدة في ذلك؟ وفيما يتعلق بالأكراد، لم تمنع الولايات المتحدة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من التدخل العسكري في سوريا، ولكن أردوغان وجد معارضة شديدة من جانب الشعب التركي ومن 15 مليون علوي يعيشون في تركيا ويشكلون جزءا من الشعب التركي.

 باتت المشكلة السورية معقدة للغاية نتيجة لأنهار الدماء التي سالت، ولذا لا يمكن تخيل التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض بين النظام والمعارضة، ومع ذلك لم تكن هذه الأهوال كافية لحث المجتمع الدولي المنقسم على نفسه والذي يبحث عن مصلحته في المقام الأول، للتدخل لوقت إراقة الدماء.

 لا يعلم أي شخص ما الذي سيحدث لو تدخلت الولايات المتحدة بشكل أكبر في هذا الصراع، ولكن إلقاء اللوم على واشنطن والإشارة إلى أن إدارة الرئيس أوباما جعلت الأمور أسوأ في سوريا يعني أننا لم نفهم الطبيعة القاسية للمأساة السورية وحدود القوة الأميركية والأولويات الوطنية للولايات المتحدة، ولا سيما أنها خرجت للتو من حربين خارجيتين تعدان الأطول في تاريخها، وكانت تسأل نفسها «متى يمكننا أن نغادر؟» بدلا من «هل يمكننا أن ننتصر؟».

 وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي حول التدخل الأميركي في سوريا أن الشعب الأميركي يفهم ذلك جيدا، حتى وإن كان هذا غير مفهوم لأولئك الذين يطالبون واشنطن باتخاذ خطوات أقوى. ليس مطلوبا من الولايات المتحدة السيطرة على التاريخ برمته، أو السعي لحل كل مشكلات العالم وتعقيداته، بل يتعين على واشنطن ترتيب بيتها من الداخل قبل أن تسعى لإصلاح الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

 * نائب رئيس المبادرات الحالية بمركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين ومستشار وزراء الخارجية الديمقراطيين والجمهوريين فيما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط، ومن بين مؤلفاته كتاب «هل يمكن أن يأتي رئيس عظيم آخر للولايات المتحدة؟»

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل يصلح محمد مرسي لرئاسة مصر؟


Morsi in 2010: No to Negotiations with the Blood-Sucking, Warmongering “Descendants of Apes and Pigs”; Calls to Boycott U.S. Products

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 1 Comment

الشيعة المسيحية … حقيقة وليست خيال ؟

 للعلم فقط; الإحصاء العددي الحالي للشيعة المسيحية ما يقارب من أربعمائة وستين ألف معظمهم في منطقة الشرق الأوسط الهلال الخصيب، وبعضٍ منهم منتشر في بلاد أُخرى وهم في تزايد وإقبال لا يأتي للمخيَلة ، والسبب إنتشار الوعي التاريخي ؟

 الشيعة المسيحية … حقيقة وليست خيال ؟

 •الشيعة المسيحية مذهب من المذاهب المسيحية الجديدة القديمة، جديد لأنه أُعيد إنبثاقه مؤخراً وقديماً لأنه إنبثق منذ أيام الإمام علي عليه

• السلام. جماهيره أصلاً من الشيعة والعلويين وهو مذهب من المذاهب المسيحية لا يؤمنون بأن محمد نبياً لهم ولا يتبعوه ويؤمنون إيماناً كاملاً بالمسيح عليه السلام ويؤمنون بالثالوث الاقدس الإله الواحد وبصلب المسيح وقيامته. لا فرق عنه عن المذاهب المسيحية الأُخرى كالكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية غير امور فلسفية بسيطة. يكنون إحتراماً عالياً للإمام علي عليه السلام كونه وأجياله حتى الإمام المهدي عليه السلام نوروهم بالمسيحية ويؤمنون إن الإمام علي عليه السلام كان مسيحياً بالحقيقة وأُمِنَ بالسيد المسيح عليه السلام ولم يُسلم حقيقةً ولا يوماً واحداً وكذلك زوجته فاطمة الزهراء عليها السلام أَخذاً التعاليم المسيحية ومبادئها من رجلي الدين المسيحي ورقة بن نوفل والراهب بحيرى والتي فقط لها بعض الإختلافات الفلسفية البسيطة عن كل من المذاهب المسيحة الأُخرى المذكوره أعلاه وإستمر أنذاك هذا المذهب بالخفاء الى الإمام المهدي عليه السلام أحد أحفاد الإمام علي عليه السلام حيث كانت البطش الإسلامي الشديد وبدون رحمة الذي أسسه محمد بعد تركه المسيحية بعد وفاة خديجة، ومن بعده الخلفاء إبتداءً بأبي بكر وبالأخص عمر بن الخطاب والقادة المسلمين كخالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم ومن ثم العثمانيين.

•ويؤمنون إن الإمام علي عليه السلام وافق محمد في البداية عند إتباعه فلسفة ورقة بن نوفل وبحيرى بإتباع دين المسيحية ديناً لهم ولكنه أي محمد إنحرف حال وفاة ورقة بن نوفل وزوجته خديجة وقتل بحيرى وحرَّفَ وأضاف الى الأقوال والمكتوب وأعلن ديناً جديداً وهو الإسلام وهذا ما إختلف الإمام علي عليه السلام مع محمد وجماعته، وإيمانهم; إن هذا إستمر سراً الى أيام الإمام المهدي عليه السلام ولكن سحق إتباع محمد لكل ما يخالفهم كان أشد من رحمه الإله على البشرية حال إلى إندثار الحقيقة والآن وبوجود الثقافة والوعي الحر ومساندة العالم الخارجي والتكنلوجيا الحديثة والإعلام العالمي المفتوح الذي دفع ليإن الأوان العودة للأصل

•المنقول أعلاه هو موجز عن الشيعة المسيحية وسوف أُوافيكم أكثر تفصيلاً في المستقبل. مع واقر الإحترام والسلام 

حسين الموسوي

 سرسبيندار السندي

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | 2 Comments

تعليق علي مقال – أمريكا والاخوان المسلمين – للأستاذ مجدي خليل

صلاح الدين محسن 

كنت أريد الاستئذان من الصديق . الباحث والكاتب مجدي خليل – أمريكا – في نشر ردي علي مقاله .الذي وصلني بالايميل . من خلال قائمته البريديه , دون الاشارة لمكان نشره . فظننته مقالا خص به الأصدقاء وحسب . ولكنني آثرت مراجعة موقعه بالحوار المتمدن . فوجدته منشورا يوم 29 من الشهر الماضي .

حسناً .. فلنبدأ في الرد علي نقاط الخلاف . مباشرة .. واسمحوا لنا بأن ننقل لكم بعض المقاطع الطويلة منه . قبل التعليق عليها – لمن لم يقرأ المقال , وكذلك لمن قرأه . نظرا لأهمية محتواه – :

 مجدي خليل : فى البداية لا بد من توضيح أن أمريكا ليست غريبة عن الاخوان المسلمين فلديهم بها أنشطة ومنظمات واستثمارات مالية منذ ما يزيد عن خمسة عقود، وبالاخص من خلال علاقتهم وتواجدهم فى السعودية بعد أن فروا اليها أيام عبد الناصر، عمل الاخوان على تأسيس تواجد لهم فى القارة الأمريكية بدأ بمنظمة صغيرة عام 1963 وهى رابطة الطلاب المسلمين واستمروا فى تأسيس منظمات اكبر مثل الترست الإسلامى بأمريكا الشمالية عام 1971،والمعهد العالمى للفكر الإسلامى عام 1980، ومجلس شورى الاخوان بأمريكا عام 1980، والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية عام 1981، وأتحاد فلسطين الإسلامى عام 1981 والذى أسس بدوره صندوق الأرض المحتلة والذى تحول لاحقا إلى مؤسسة الأرض المقدسة، والمجلس الأمريكى الإسلامى عام 1990، والجمعية الإسلامية الأمريكية عام 1992، علاوة على اجتماع التنظيم الدولى للاخوان المسلمين عدة مرات بأمريكا وخاصة أعوام 1977،1978،1979.وكان للاخوان قيادات معروفة فى أمريكا مثل زيد النعمان واحمد القاضى ومحمد اكرام علوانى ومستثمرون كبار مثل يوسف ندا.

 صلاح محسن : ألا يوجد باحثون وأبحاث , وأجهزة استخبارات , ترشد وتحذر أمريكا – ودول أوربا – من أن هؤلاء لا يقلون خطرا عن النازية , ويجب التعامل

معهم بنفس سياستهم في التعامل مع النازية . بتحريم وتجريم الانضمام اليها أو التعاون معهم ؟! ) .

 مجدي خليل : نعود إلى نقطة البدء فى التفكير فى احتواء التيارات الإسلامية فى العالم ومنها الاخوان المسلمين، كان ذلك بعد احداث 11 سبتمبر 2001، فمع أول طلقة على افغانستان رافقها تفكير أمريكى فى الحل السياسى للمعضلة الإسلامية، فالتعامل مع هذه التيارات لن يكون على طول الوقت حربا لا تنتهى، وبالتالى لابد من استيعاب هذه الظاهرة سياسيا.

 صلاح محسن : كلا .. بل كان يمكن انهاؤها منذ البداية . عندما فر قيادات الاخوان والتيار الاسلامي ككل من مصر – من أفلت منهم من السجون والمعتقلات – . ولو لم يجدوا ملاذا وحضنا دافئا بأمريكا وأوربا . لتوقفت حركاتهم . أو علي الأقل لانحسرت خارج دائرة الخطر .

ولكن ألا تعرف يا عزيزي . أن تنظيما لا يقل خطرا عن تنظيم القاعدة . لم يجد له فرصة للعمل بكل دول المنطقة . ووجد ضالته في لندن . حيث مقره الرئيسي . منذ سنوات كثيرة . وهو حزب التحرير الاسلامي . الذي يهدف لاعادة الخلافة الاسلامية . وخطر الخلافة الاسلامية العثمانلية . علي أوربا لا يخفي علي أحد ! . وكذلك خطر الخلافة الاسلامية علي قارة آسيا . في العصر العباسي … لا يخفي علي أحد , مخاطر نظام الخلافة الاسلامية في عهد عمر بن الخطاب . علي دول الشرق الأوسط . فأوجاعه وندبه وجروحه وقروحه لا تزال للآن حية , ومستديمة .. ! ( ومن الصعب أن نتصور عدم وجود علاقات بشكل أو بآخر بين جماعة الاخوان المسلمين وبين كل من تنظيم القاعدة وحزب التحرير الاسلامي ) ..

فمن الذي يدجن الارهاب ويرعي الارهابيين , ثم يصرخ ؟! انها دول الغرب – أمريكا وأوربا – ..

 مجدي خليل : وبالتالى لابد من استيعاب هذه الظاهرة سياسيا. كان التفكير المبدئى لإدارة بوش أن حرمان هذه الدول من المشاركة السياسة من خلال الديموقراطية هو الذى انتج ظاهرة الإرهاب الدولى

 صلاح محسن : هذا خطأ فادح . فهم لا يؤمنون بالديموقراطية ويرونها كفرا يجب محاربته . فكيف تدخلهم بستانا يجهارون بضرورة قطع أشجاره ؟!

دول المنطقة محرومة من الديموقراطية بفعل أنظمة عسكرية , أو عائلية – منها دينية – وراثية ديكتاتورية .

والاخوان المسلمون – تنظيم ديني . موقفهم من الديموقراطية لن يختلف عن موقف السعودية , أو ايران . وقد ورثوا عن نظام مبارك . لعبة التحايل علي الديموقراطية . برسم ديموقراطية مزيفة . تقوم علي تزوير وبلطجة الانتخابات لتصب في صالحهم . وتعيين نواب للرئيس وبرلمانيين واعضاء مجلس شوري . من تيارات أخري . هم قلة ولا يؤخذ بآرائهم . – مجرد صور وهياكل . ديكور ديموقراطي خادع . ولا أكثر .

 مجدي خليل : وأن مطاردة هؤلاء فى دولهم يجعلهم يفرون بفائض عنفهم وكراهيتهم ويوجهونها إلى الغرب

 صلاح محسن : هل الغرب مجبر علي فتح أبوابه وأحضانه لهم ؟! أم باختياره جعل من نفسه حصنا ًحصينا , ووكرا للأفاعي والعقارب ؟!

 مجدي خليل : الحل واضح إذن وهو امتصاص هذه الطاقة الزائدة فى عملية سياسية محلية تستوعب هؤلاء.

 صلاح محسن : كيف يمكن اعتبار هؤلاء طاقة ؟! زائدة أم غير زائدة ؟! هؤلاء ليسوا طاقة .. ان الطاقة عند الحيونات الأليفة يمكن استيعابها والاستفادة منها , أما الطاقة الزائدة عند الضواري – سواء ضواري الغابات والصحاري , أم الوحوش الآدمية – .. فتلك لا يجوز ادخالها ضمن حسابات الطاقة بالمفهوم الاقتصادي البناء لكلمة الطاقة .

 مجدي خليل : اختار بوش العراق ليكون نقطة البدء فى دمقرطة المنطقة وبناء الشرق الاوسط الجديد، ومنها كما خطط تنتشر الديموقراطية بنظرية الدومينو. فشلت التجربة الديموقراطية فى العراق نتيجة خروج الكراهية الطائفية من القمقم من ناحية ونتيجة تعاون كل دول الجوار سواء العربى أو الإيرانى لإفشال تجربة بوش ومن ثم وقف تصدير هذه الديموقراطية الأمريكية من ناحية أخرى.

 صلاح محسن : دول الجوار – الأنظمة – هي المحرك الحقيقي الذي أخذ بيد الوحش الطائفي للخروج من القمقم . عقب اجتماع ضم قادة كل تلك الدول رغم تناقضاتها .. وأمريكا لم تسارع بالضغط علي السعودية والأردن ومصر . لوقف ذلك الاجتماع الشرير الذي قصدوا به الحيلولة دون دمقرطة العراق . بتحويله الي ساحة للتفجيرات وبحر من الدماء , وأمريكا كما بدا لم تحسب حسابا لما بعد سقوط صدام ونظامه . مما عرض جيشها , والعراق وشعبه لمخاطر مؤامرة الزعماء الخمس الطغاة المرعوبين من دخول الديموقراطية للمنطقة , والرافضين للاصلاح السياسي ببلادهم . وهم : ملك السعودية وملك الأردن , ورئيس ايران أحمدي نجادي , ورئيس سوريا . بشار ولد حافظ الأسد , ورئيس مصر المخلوع حسني مبارك – وهذا الأخير – مبارك – كان صاحب الدعوة والمبادرة الشريرة لعقد هذا الاجتماع الخماسي . وبعده مباشرة . بدأت التفجيرات بالعراق بزعم مقاومة المحتل الأجنبي ! . والحقيقة هي : لمقاومة دخول الديموقراطية لدول المنطقة ..

 مجدي خليل : على الفور تم البحث فى البديل الثانى وهو إستيعاب هؤلاء الإسلاميين فى بلدانهم من خلال حكم الإسلاميين ذاته للمنطقة … الخ . الي أن يقول :

فى البداية كانت الشروط الأمريكية هي :

1- مراعاة المصالح الأمريكية فى المنطقة،2-الابتعاد عن إيران،3- الحفاظ على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية،4- الاحتكام سياسيا لصناديق الانتخابات،5- مراعاة حقوق النساء والاقليات.

 صلاح محسن : اسمح لنا بأن نضحك , بل نقهقه . من الاعتقاد في أن الاخوان سوف يلتزمون بأية تعهدات..! الالتزام بالعقد والعهد مخالف للسنة المحمدية – راجع صلح الحديبية , وكيف نقضه محمد ! – وكل ما فعله محمد . هو سنة واجبة الاتباع . عند كل الجماعات الدينية الاسلامية.

 مجدي خليل : وقد وافق الاخوان على الشروط جميعها حتى ولو كان الأمر كنوع من التقية.

 صلاح محسن : حسنا .. ( وافقوا علي الشروط كنوع من التقية ) هذا رأي ” مجدي خليل ” الباحث الفاهم لطبيعة الاخوان المسلمين . فكيف لم يصل للادارة الأمريكية . رأيه ورأي باحثين ومراكز أبحاث أمريكية كثيرة تتفق معه في ذلك ؟! أو كيف لم تعمل الادارة الأمريكية بهذا الرأي – هؤلاء أهل تقية وسوف ينقضون عهدهم في أقرب فرصة تساعدهم علي ذلك -؟!

 مجدي خليل : وقد جاء موضوع غزة ليزيد الثقة بين إدارة أوباما والاخوان، وقد مدح أوباما مرسى بافراط بعد التهدئة فى غزة، وقد قدم الاخوان بالفعل ما لم يقدمه رئيس مصرى آخر لأمريكا، فماذا قدم مرسى لأوباما فى هذا الصدد :

 صلاح محسن : انها خدعة , وهي سنة عن نبي الاسلام , فقد قدم لأعدائه – قريش – تنازلات خادعة أكبر بكثير من تنازلات الرئيس الاخواني ” مرسي ” , حتي نوّمهم وخدرهم, ثم انقض عليهم .. بعد معاهدة ” صلح الحديبية ” ولا يمكن أن ينسي مرسي والأخوان . هذا الدرس , في السنة المحمدية ..

 مجدي خليل :1- تعهد – أي : د.مرسي – بأنه لن يطلق صاروخ واحد ولا رصاصة ولا عملية من حماس ضد إسرائيل فى السنوات الأربعة القادمة، وهى فترة أوباما الثانية. 2- أن مصر تتعهد بمراقبة المعابر والانفاق لعدم تهريب أى أسلحة لحماس 3- أنه سيسمح لأمريكا بوضع أجهزة متطورة على الحدود لكى تراقب المعابر بنفسها 4- فى حالة عدم القدرة على السيطرة على العنف القادم من سيناء وقتها سوف يسمح بدخول قوات أمريكية لحراسة الحدود المصرية مع غزة. باختصار رفع يد حماس عن إسرائيل فى مقابل اطلاق يد الاخوان فى مصر، بل والادهى من ذلك أن هناك كلاما جادا يدور حول مشاورات قطرية مصرية أمريكية لتجاوز السلطة الفلسطينية وفتح حوار مباشر مع حماس يعقبه مباحثات سياسية قد تفضى إلى توقيع معاهده سلام منفردة بين حماس وإسرائيل.

فى نفس الوقت بدأ الموضوع فى الاردن يأخذ منحى آخر بإعلان الامير حسن عن تفكير أردنى فى عودة الربط بين الأردن والضفة، وهو ما قد يفضى فى المستقبل إلى نزوح الفلسطينيين إلى الوطن الأردنى البديل المندمج فى الضفة مع دمج قطاع غزة ليعود كما كان تحت السيادة المصرية وتنتهى القضية الفلسطينية عند هذا الحل.

وقد بدأت بعض الاصوات فى غزة المتعاونة مع إيران ترفض هذا المشروع القطرى وعلى رأسهم الزهار والجعبرى والجهاد الإسلامى، وقيل أن الجعبرى قد دفع حياته ثمنا لهذا الصراع.

خلاصة القول أن مبارك سلم حكم مصر للجيش ممثلا فى المجلس العسكرى ولكن المجلس العسكرى وبالتعاون مع أمريكا سلم الحكم للأخوان، وقد كان مبارك هو الأذكى سياسيا فى هذا وهو يعلم نية أمريكا، وقد قالها مباشرة للدكتور حسام بدراوى بأن أمريكا تخطط منذ عام 2005 لتسليم الحكم للأخوان، ولكن المجلس العسكرى لم يحفظ الأمانة ويسلمها للشعب ربما نتيجة لصفقات مع الاخوان، ربما نتيجة لزيادة الضغوط الأمريكية عليه ،وربما لقلة خبرتهم فى السياسة.. المهم تضافرت كل العومل التى جعلت مصر فى قبضة الأخوان.

هل حدث أى جديد فى الرؤية الأمريكية؟

 صلاح محسن : كل هذا لا يعني ان الاخوان – وباقي الجماعات الخارجة من عباءتها – سوف يقرون بحق اليهود في فلسطين . أو سيتخلوا عن نيتهم في انهاء دولة اسرائيل .. فجماعة الاخوان . تسير علي هدي السنة والسيرة المحمدية . ومحمد لم يبدأ مسيرته النبوية بتطهير المدينة من كافة اليهود – قتلا , وطردا ومصادرة للأراضي . لم يبدأ خطته هكذا ,, بل بدأ بالمصالحة بين قبيلتين متخاصمتين من اليهود – الأوس والخزرج – !! .. تكتيك مؤقت . يليق بمزاعم أولية لنبي .. جاء للرحمة !.. ثم انتهي بالتخلص من كافة اليهود . بعدما طابت له الفرصة . وبأبشع وأفظع الطرق .

 ومن هنا .. فاستراتيجية جماعة الاخوان – والجماعات المنسلة منها – عبارة عن 3 مراحل :

1 – القضاء التام علي اسرائيل وطرد كافة اليهود منها وتحرير بيت المقدس – وهذه مرحلة معلنة في العديد من خطب كثيرين من خطبائهم , وكتب مفكريهم – منها الكثير منشور بالانترنت . او مذاع علي اليوتيوب – . اليك نموذج واحد من نماذج ذلك – لمجرد التذكرة , ومن المؤكد انك كباحث . ترصد عندك العشرات من النماذج المماثلة – :

الحويني: الجهاد ضد الدول الأخرى متعة وأخذ أموالهم ونساءهم هو الحل لمشكلة الفقر

 2 – الاستيلاء علي أمريكا وأوربا وفرض الاسلام عليهم طوعا أو كرها – وهذه المرحلة معلن عنها أيضا بنفس الوسائل السابق ذكرها بالمرحلة الأولي .

 3 – المرحلة الثالثة – وهي غير معلنة صراحة بل ضمنيا – الاستدارة تجاه كل دول آسيا وافريقيا – باقي دول العالم أجمع – لأسلمتها . بطريقة ” اسلم تسلم , او الجزية , أو الحرب – الجهاد – ” ..

 مجدي خليل : نعم بعد خروج الملايين من المصريين إلى الشوارع وخاصة يوم الثلاثاء 4 ديسمبر2012، وبعد صمود القضاء أمام الاخوان، وبعد أخطاء مرسى المتكررة، وبعد صدور الإعلان الدستورى الذى يؤسس للإستبداد الدينى، وبعد اصرار الاخوان على تمرير هذا الدستور الكارثى غير التوافقى.بدأ القلق الأمريكى على الوضع فى مصر وسقطت بعض القناعات من أن الاخوان يملكون زمام الشارع، وجاءت تصريحات على استحياء بأننا على مسافة واحدة من جميع الاطراف.

الكرة الآن فى ملعب المصريين ليعيدوا صناعة التاريخ مرة أخرى لصالح الشعب ولصالح الوطن ولصالح المستقبل وليس الماضى… ويبقى الآمل فى أن ينتصر صوت الشعب وتنتصر إرادته.

صلاح محسن : نعم هذا واجب وحق شعب مصر . والأمل في الشعوب لا جدال حوله , ولكن نحن في عصر . كل العالم شريك في صناعة مستقبل وحاضر بعضه البعض , بحكم التأثير والتأثر – . وعلي الدول الكبري – خاصة أمريكا وأوربا الاستيقاظ .. والتكفيرعن خطيئتهم في احتضان الارهاب . ومساعدة الشعب المصري علي

الخلاص من الأخونة والعسكرة معا – ولو بعدم التدخل – وذلك أضعف الايمان .

************** صلاح محسن فيسبوك

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

تمرّدي سيّدتي !!

 نسمات لاذعة يكتبها : زهر دعيم ( خاصّ بكلام الأوّل)

 بدون أدنى شكّ المرأة الشرقية مهيضة الجناح ، ذليلة ، مظلومة، مسلوبة الحقوق والإرادة في أكثر الحالات ومعظم الأزمان.

فهي “عضو قاصر” و”ناقصات عقل ودين” ..وهي الشّرف بعينه ، او اللا شرف ، بل وقد تكون نجسة في حالات كثيرة!!! فتقوم الأرض ولا تقعد إن هي ارتكبت خطأً او شبه خطأ أو خُيّل الينا ذلك، -ومن منّا لا يخطي – ولكنّ خطأها كبير ومن الكبائر ، فإحساسها نحن نُسيِّره ، ومشاعرها نحن نتحكّم بها ، ..نحن معشر الرجال ، امّا تصرّفها اثر ذلك فهي هي المسؤولة عنه ، هي وحدها …انّها بلّور وكريستال وزجاج ، فأيّ شرخ يصيب كبد شرفها – وكلّها شرف-يزعجنا حتى الموت و يستدعي أن ” نأخذ ” مكان الله فنحكم ونعاقب ، وكثيرًا ما يكون الحكم بالإعدام .

والبراهين يوميّة ، كثيرة ومُخزيّة . ..نعم المرأة تعيش الهوان في الشّرق ، حتى وان نحن تشدّقنا وقلنا أنّ الحريّة لا تعيش الا بين نسائنا وأخواتنا وبناتنا ، ولكن الواقع يقول العكس ، ويشير بإصبع الاتهام نحونا ، يشير قائلا : اننا وأدنا وما زلنا نئد حقوق المرأة بحُجّة وبلا حجّة .

واليوم أريد أن اسلِّط الضوء على جانب واحد فقط من هذا الظلم الديجوريّ ، المعتم في حياتنا وحياة – الزهرة التي تمشي على قدمين -..انه جانب الإرث والوراثة ، فرغم انني لست حقوقيًّا ، ولكنني أعيش الظروف والمسها ، واستقبح الظلم اللاحق بالمرأة ، استقبحه ولا استعذبه.

فالمسيحيّة ساوت بين الرجل والمرأة في كل شيء ، ساوت وعدلت ، فحقّ المرأة في الميراث تماما كحقّ الرجل ، والإسلام اعطاها نصف حقّ الرجل !!!

ولكن هيّا نرى الواقع المعاش ، هل نحن كمسيحيين نعطي المرأة حقّها من الميراث فعلا ام نهضمه ونسرقه ونسلبه ، كما نسلب الله في كثير من الأحيان ؟ وهل المسلم يعطي ابنته حقّها ؟! ام انّ عنصر “التخجيل” يكون الأعلى والأهمّ والأسمى والأفضل ، فليس من حقّها الإرث ، وليس من حقّها ان تحصل على شبر واحد من الأرض حتى ولو امتلك أبوها عشرات بل مئات الدونمات فهذا الإرث موقوف ووقفٌ على الذكور …وان هي تجرّأت وطالبت فالويل لها ، انها ستضحي في نظرهم عاقّة ، مُجرمة ، سارقة ، وسالبة حقّ إخوتها ، عليها ان تُوقّع وتتنازل وكفى…

وتُوقّع المسكينة برضىً مرةً وعلى مضضٍ مرّات ، توقع وزوجها فقير معدم لا يملك شبرا من الأرض يبني عليه كوخًا ليأويهما !!

اعرف الكثير من الحالات التي فيها الإخوة يسرحون ويمرحون ويبيعون الأراضي الكثيرة ، ويُبذّرون الأموال الطائلة عبثًا في حين أنّ أختهم وأولادها يتضوّرون جوعًا .

حان الوقت ان تتمرّد هذه “المسكينة ” وتقول : لا ..هذا حقّي ، ارثي ، وهذا ملكي !.

حان الوقت أن تصرخ بهمسٍ في وجه أبيها وأخوتها إن هم حرموها من حقّها ، أن تصرخ : لقد اغتصبتم حقّي وحقّ الله!

حان الوقت ان نعي انّ الله لا يرحم مَن لا يرحم ، وأنّه لا يحبّ الظالمين كثيرا ولا “يعشق” سالبي الحقوق .

فالأب الذي يحوّل كل ارثه للذكور سيُسأل عن ذلك يوم يُفتح سفر الحياة ويكون يوم الحساب .

وأخيرًا ان المقولة القائلة انه من الخطأ أن نعطي أراضينا لغيرنا (زوج ابنتنا) هي حجّة واهية ، وقحة ، ومقولة كاذبة حمقاء عالمين تماما ان المُلك ، كلّ المُلك هو لله وحده ، فنحن فقط أمناء عليه وسنقدّم يومًا ما حساب الوزنات .   زهير دعيم (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

أميركا بنيت على قيم الإسلام


CAIR Executive Director Nihad Awad: Islam and the U.S. Are Twins, Linked by Common Values, There Are Accounts that Muslims Discovered America before Columbus

Posted in English, يوتيوب | 4 Comments