الأزهر يدرس قتل المرتد وتارك الصلاة وأكل لحومهم

 الخبر : قبطي” يتبرع بـ 50 ألف ج للجبهة الوطنية للدفاع عن الأزهر

` تعليقنا : مبروك ياعم الحاج . عقبال السنة الجاية ..!!! بالمناسبة نهديك هذا الفيديو : الأزهر يدرس قتل المرتد وتارك الصلاة وأكل لحومهم

 صلاح محسن فيسبوك  

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

عندما يعلك وليد المعلم؟

عندما يعلك وليد المعلم

Posted in ربيع سوريا, كاريكاتور | Leave a comment

المعلم يشرح ويفسر

سمير عطا الله : الشرق الاوسط

 السبت الماضي ظهر الدكتور وليد المعلم بعد طول غياب ليقول للعالم، ومنه أميركا وروسيا، إن اتفاق جنيف حول سوريا خال من أي إشارة إلى تنحية الرئيس الأسد. وهذا صحيح، ولكن فلنتذكر ثلاثة أشياء حدثت في المدينة السويسرية: حضرت الأمم مؤتمر جنيف حول سوريا وغاب عنه المعني الأول: الوسيط الأممي (والعربي) كوفي أنان، مما حدا بوزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد إلى أن يقف في المؤتمر ويطرح سؤالا واحدا: أين كوفي أنان؟

 أمران آخران بعد الاتفاق: تحدثت وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلينتون عن ضرورة ذهاب الأسد، وبقي سيرغي لافروف صامتا.. لم ينف ولم يؤكد.. لم يهدد.. لا شيء. مضت بعدها فترة والسيد أنان يمنح العالم والمصورين والمصورات ابتسامته وصمته، وأميركا تتحدث عن ذهاب الأسد وسيرغي يقول – ثم بوتين – ثم ميدفيديف – إن بقاء أو ذهاب الأسد ليس هو المسألة. لا إشارة إلى اتفاق جنيف.. لا إشارة لبنوده.

 المعلم هو أول مسؤول معني يجزم في الأمر.. وهذا صحيح، لكن لماذا غاب أنان ذلك الغياب المشبوه ولماذا أكدت كلينتون ولماذا تغاضى وصمت سيرغي على الرغم مما عرف عنه من طلاقته في السراء وفي الضراء وكثرة الهراء؟

 تعقد الاتفاقات؛ عادية أو استثنائية، من أجل إلزام موقعيها بشروحها وبنودها والمحاسبة على خرق أي منها.. فهل كان الأهم في اتفاق جنيف، تواطؤ أميركا وروسيا على الغموض والإبهام في أهم موضوع مطروح في القضية السورية؟ لماذا تحدث الروس طويلا عن عدم أهمية التنحي ثم وقف سيرغي يقول بعد أشهر إنه ليس في إمكان أحد إقناع الأسد بذلك؟ لماذا لم يثر الأميركيون أو الروس مرة اتفاق جنيف؟ ولماذا أوحى الأخضر الإبراهيمي في آخر أحاديثه أن الاتفاق يقضي – وإن يكن لا ينص – بخروج الأسد، مما حمل الرئيس السوري على الظهور في الأوبرا، عارضا خطة جديدة «للحل»، هي ترجمة للخطة الإيرانية ولا إشارة فيها إلى اتفاق جنيف أو بحيرة جنيف أو حياد سويسرا أو رحلات كوفي أنان في كل المدن إلا جنيف يوم مؤتمر سوريا؟

 قبل الوصول إلى أي اتفاق – حتى بين بقَّالين – لا بد من حضور لجنة الصياغة، لأن أي اتفاق هو في نصه لا في نواياه.. فالنوايا جميعها معروفة للجميع. لذلك تضمن النصوص عدم التنصل والتراجع والإخلال والكذب. فإذا أكثر من 50 ألف قتيل، ودمار أكثر من نصف سوريا، وثلوج الأردن تطمر الأطفال، والعالم معلق بذنب اتفاق جنيف.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 78

زياد الصوفي : فيس بوك

 بتمر سنة كاملة عاللادقية بينتظرو أهلها الصيف بفارغ الملل، لحتى يفيقو من السبات الشتوي و يطلعولون كم يوم عالبحر و كم يوم عالجبل.. … بيرجع الشتا و بيرجعو اللوادقة على بيوتهون بانتظار صيف جديد جاية.. عادة ما بيكسر روتين شتوية اللادقية إلا سهرة راس السنة..من تشرين تاني أهل اللادقية بتلاقيهون عم يحضرولها.. وين سهرانين؟؟ عأي طاولة قاعدين؟؟ مين هالسنة رح يغني؟؟ ندرة جبور، بول إسطنبلي أو الياس صفتلي؟؟ إلا سهرة مطعم الدار تاع بيت رشو بالأميركان كان بسنة 90 على موعد مع أهالي اللادقية المتريشين بحفلة رح يحييها طوني حنا.. ايه ايه طوني حنا باللادقية…ليش مستغربين.. أهل حارة الأميركان كانوا بالأغلب السهيرة بهالحفلة.. وبالمناسبة و لمعلوماتكون.. أي حفلة باللادقية لو عمستوى واطي كتير، لازم تنشال طاولة لفواز الأسد تحسبا لأي قرار مفاجئ أنو يجي يشرف السهرة.. بلشت الحفلة و الناس على طاولاتها و الرقص و الفقس شغال على دينو.. و طوني حنا بعرقيتو و شواربو و عصايتو عم يغني يا مشردلي الغزالة.. بيدخل فواز و فدادينو و بيشوف الطاولة ناطرتو.. داخل سكران من أولها.. و لزيدكون معلومة عن هالكائن..بكل سهرة أو عشا أو أي قعدة، مجرد قعد عالطاولة بيجي الغرسون و بيصبلو ويسكي على أيديه ليغسل وجهو .. و يا مشردلي الغزالة.. يابا يابا لا لا.. بيصرخلو صوت لطوني بأول استراحة: ولك حنا غنيلي لفؤاد غازي.. من عيوني استاذ بس والله ما بعرف و لا غنيي للأستاذ فؤاد..

 معقولي ما أجحشك و على شو جايبينك تغني؟؟

 لكت هات سمعنا للأستاذ ابريهيم صقر..قلي أبتعرفو كمااااان!!!

 لا والله بدك ما تواخزني يا استاذ أبو جميل، سمعان عنو للأستاذ إبراهيم بس ما حافظلو و لا غنيي.. ولك رشوووووو.. على شو جايبو لهالدب إذا أبيعرف يغني للأستاذ إبراهيم و للفنان فؤاد؟؟

 غنيلنا لكت لأبو وديع.. هات تشوفك قلي ما حافظلو شي كمان.. و الله بيبدا طوني حنا عشوية حلف القمر و شوية لو نويت لحد ما صهصن عالأخر أبو جميل.. و هون بديت البهدلة.. بيقوم فواز عن طاولتو و بيروح حامل قنينة الويسكي بوجهو لعند طوني حنا.. سمعان بغناية عمي منصور نجار؟؟ غنيلي ياها.. لما بدي طوني يغني عمي منصور نجار كان فواز ماسكو بأيد و عم يصب بالإيد التانية على راسو لطوني قنينة الويسكي..و طوني حنا ما قادر يفلت من أيدو لفواز، شايفو سكران و ما ناوي كان بيومها ياكول قتلة.. بيطير الفكستور عن شواربو الواقفين للحنا و بينزلو لتحت بعد ما اترطبو بالويسكي و بعدو عم يغني عمي منصور نجار، يضحك في يده المنشار.. بيمسكو فواز من شواربو الهارة و بيقلو: راس السنة الجاية بتجي حافظ غناني للأستاذ ابريهيم صقر أو شواربك بقصهون.. أهل اللادقية تركو السهرة و رجعو عبيوتهون يقضوها بشوية بزر و عبيد من محمصة الكبير، و طوني حنا أخد أول طيارة عاميركا من بعد هالسهرة..

 الحكمة:  طوني حنا ابن زغرتا دخل عاللادقية بشوارب لبناني.. طلع منها بشوارب مكسيكاني..

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

فتوى خامنئي حول القنبلة النووية

محمد إقبال

 اذكر عندما تفاقمت الاحتجاجات العالمية ضد اعمال التعذيب اللاإنسانية التي كانت تمارس في سجون إيران في ثمانينيات القرن الماضي، تدخل قاضي القضاة في نظام ولاية الفقيه ”آية الله” موسوي أردبيلي وصرخ في خطبة الجمعة قائلا: «إنهم يتهموننا بأنا نعذب في السجون، ألا تعرفون أن التعذيب حرام في الاسلام؟!!». وكان هذا الملا الدجال يريد بذلك أن يوحي للمستمع أنه لأن التعذيب حرام في الاسلام إذن لا يوجد هناك تعذيب في سجون نظام ولاية الفقيه.

 والآن الجميع يعرف أن هذا النظام ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالدين الاسلامي الحنيف، واذن في تلك السنوات السوداء بقيت الكثير من جرائم هذا النظام الدكتاتوري مستورة، وكم من فتيان وشباب مؤيدون لمنظمة مجاهدي خلق فقدوا ارواحهم تحت التعذيب بسبب بيع جريدة «مجاهد» الناطقة باسم المنظمة فقط، دون أن يكون هناك اسم او اي أثر لاحد منهم. غير ان العالم اليوم يعرف بأكمله أن التعذيب في سجون نظام ولاية الفقيه امر لا يختلف فيه اثنان وانه قد اصبح من الثوابت. وممارسات التعذيب الوحشية ضد المعتقلين في مظاهرات 2009 وبداية 2010 واغتصاب الفتيات وحتى الفتيان في سجن «كهريزك» بطهران، حيث كشفت بفضل عصر الاتصالات بشكل واسع، لم يترك المجال لكي تدعي الديكتاتورية الدينية الارهابية الحاكمة في إيران بأنها تنتمي ولو بشكل جزئي للاسلام.

 والآن وبعد هذه المقدمة، دعونا نلقي نظرة على حوار لـ«علي اكبر صالحي» وزير خارجية نظام ولاية الفقيه مع جريدة «ورلد باليسي جورنال» الاميركية. يقول وزير خارجية الملالي: «إن جناب المرشد الأعلى (ويقصد خامنئي الولي الفقيه) حرم انتاج السلاح النووي والاستفادة منه». ثم يتابع بالقول: «إن الحكومة الآن ملزمة بهذه الفتوى»، مشيرا الى أنه وعلى حد تعبيره «هناك البعض في الغرب يعتبر هذه الوثيقة، وثيقة دينية» يطرح موضوعا باعتباره تنازلا أو «منحة» في المفاوضات المحتملة المقبلة مع البلدان الغربية، الامر الذي يجعل حتى الدجاج المشوي ينكب ضاحكا في طبق الطعام حيث يقول: «نحن جاهزون لتحويل فتوى الزعيم (خامنئي) إلى وثيقة ”سكولار” (علمانية) لفهم ما يثير قلق الغرب» وأنه «ممكن أن نحول هذه الفتوى إلى وثيقة قانونية رسمية في الأمم المتحدة».

 الا إنه ولأن هذه التمهيدات تبقى دون أي تأثير يظهر رامين مهمان‌برست المتحدث باسم الخارجية الايرانية ليقول في خبر بثته أسوشيتدبرس في 15 يناير الحالي ويقول مستعطفا: «على الغرب أن يدرك أهمية فتوى آية الله علي خامنئي للجمهورية الإسلامية وإن هذا الحكم يجب أن يضع حدا للجدل حول بحث طهران السلاح النووي».

دجل نظام ولاية الفقيه وبفتوى خامنئي يريد أن يشجع المساومين في الغرب وينهي الأزمة النووية مع الغرب التي في ثقافة الملالي يسميها بـ «بالجدل».

 ولكن أين صلب الموضوع؟ نظام ولاية الفقيه يعيش في أزمات مستعصية وليس له طريق لا إلى الإمام ولا إلى الخلف. وهو يعرف جيدا انه وفيما يتعلق بالأزمة النووية بشكل خاص لو تراجع في هذا الملف فان ذلك سيؤدي إلى إنهياره، ولو لم يتراجع فعليه أن يتحمل حربا قادمة ستؤدي لا محالة إلى إسقاطه.. إذن هذا النظام يريد كسب الوقت بعروض دجالة كـ «فتوى خامنئي» سالفة الذكر فيما هو يستمر في انتاج القنبلة النووية ويواصل استفزاز العالم بها ظنا منه ان حكمه سيستمر بضعة أيام اكثر.

 صحيح، ان المجتمع الدولي اتخذ في العام الماضي خطوات لفرض عقوبات على حكم الملالي، الا ان على العالم وخاصة العالم العربي الآن الوقوف الى جانب الشعب الايراني و«ان يساعده في اسقاط الديكتاتورية القائمة على التطرف» كما أكدت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية.

 * خبير إستراتيجي إيراني

m.eghbal2003@gmail.com

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

في عراقنا بوليس ديني

اصبح الكل يتاجر باسم الله.

وكيل الدجاج بانواعه يبيع لحوم الحلال الباكستانية والهندية والايرانية باسم الله.

موظفوا دائرة التقاعد لاينجزون معاملة أي عجوز متقاعد الا باسم الله وكم يدفع.

موظفوا امانة العاصمة يحرصون على تجميل بغداد باسم الله.

اعضاء البرطمان العوراقي يتعاركون “بالقنادر” باسم الله.

في مصرف الرشيد فرع يسمى النافذة الاسلامية يقدم قروضا سكنية للمواطنين بفائدة مقدارها 52% من قيمة القرض.. ولاندري هل هي نافذة اسلامية ام نافذة يهودية ولكن الذي ندريه انها تقدم القروض باسم الله.

آخر تصريحات وزير الكهرباء النارية يوم امس حين ان هذا العام سيشهد اختفاء المولدات الاهلية وستكون الكهرباء ميسرة لمدة 24 ساعة، ثم يأتي وكيل الوزارة لشؤون التوزيع ليعلن ان مشكلة الكهرباء لن تحل قبل العام 2015. وكل هذا الكذب باسم الله.

اقصاء ربع مليون موظف من وزارة الداخلية لأنهم من غير المذهب الحاكم باسم الله.

اصبحت مياه الحنفيات في بيوت النجف”تنتل” لأنها موصولة مع مولدات بيعت من قبل تجّار يسبحون باسم الله.

والمصيبة الله ساكت.. ليش ؟ محد يدري.

سيأتي حتما احد المعلقين ليقول: لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.

اذا كان القوم يستطيعون يملكون القدرة على تغيير انفسهم لماذا يلجأون الى الله؟.

وفي الاسبوع الماضي شوهدت جماعة في الفلوجة تسمي نفسها هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باسم الله.

هذه الهيئة ضربت عرض الحائط حرمة القضاء ودستور الدولة وقوانين مجلس البرطمان لأنها تعمل باسم الله.

وفي الاسبوع الماضي نفسه لقنت امرأة مصرية رائعة احد رجال الدين بضربة”بابوج” على وجهه في الشارع العام حين قال لها غطي وجهك يافاجرة.

فهل ينتظر اعضاء هذه الهيئة نفس العقوبة ام يعودوا الى بيوتهم ويحترموا انفسهم.

لا اخفيكم ان هذا الخبر اثار استنكار كل اولاد الملحة تقريبا.

الخبر يقول:

“ألقى أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الفلوجة ، القبض على سيدة في الثلاثينيات من العمر تعمل بوظيفة إدارية بكلية التربية بنات بجامعة الانبار وتقوم بالقوادة على طالبات من الجامعة نفسها مقابل مبلغ مالي للسهرة مستغلة عملها للتعرف على الطالبات واستدراجهن للرذيلة”.

هل هذا الاجراء من اختصاص هذه الهيئة التي لم ولن تكون محايدة حتى ولو حملت اقدس ماشرعته المذاهب والاديان.

لماذا؟.

لأنها لايمكن ان تحل محل القانون وحكم القضاء.

يقال، والعهدة على القائل، ان من بين اعضاء هذه الهيئة خياط امضى بالخدمة اكثر من 40 سنة وآخر مصمم ازياء نسائية بلغ من العمر عتيا وآخر … اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..

الاول تمت الاستعانة به لمراقبة ملابس الشباب ومدى مطابقتها مع الواقع الفلوجي، والثاني لمراقبة ملابس النساء والتدقيق فيها طويلا لمعرفة مدى مطابقتها لمقاييس الخيمة السوداء التي تضعها المرأة بدءا من الرأس وانتهاءا بالساقين.

فاصل ينتل: قال عامر الدوري، وكيل وزارة الكهرباء لشؤون التوزيع، ان “عام 2015 لن يشهد اي انقطاع في الكهرباء” ..الكذاب يروح للنار.

ويضيف: نحتاج ما لا يقل عن 2 مليار لبغداد وحدها، وهذا يعادل ثلث ميزانية وزارة الكهرباء، ونحن عاجزون عن توفيره، ولا نستطيع ان نوفر لمدينة بغداد سوى 200 مليون دولار سنويا اي 10 بالمائة من الحاجة، ونحتاج نحو 9 مليار دولار، لتكون شبكات الكهرباء في مدن العراق كمثيلاتها من عواصم العالم وان هذه اول سنة تخصص لنا 600 مليون دولار، لان العام الماضي كان التخصيص لا يتجاوز 400 مليون دولار، وقبلها كان اقل من هذا بكثير”.

الحل كلش بسيط، ياجماعة تحويل تخصيص دولارات الصفقة الروسية الى الكهرباء.

يعني منو افضل بشرفكم الرشاش لو الكهرباء ياناس.     تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

إخوان الخليج.. مكر الأعدقاء

نادين البدير

 الخليج فزع من الإخوان.

 الخليج فزع، ويفزع مواطنيه من الديمقراطية وحكم الأغلبية ومن إخوان الخليج بعد الربيع.

 والرؤية غير واضحة أمام الأغلبية الساحقة من المواطنين. فكل ما يعرفه المواطن البسيط هو أن بيانات مطلبية تكتب وتنشر هنا أو هناك، وأن تظاهرات عددها لا يوحى بالقلق تحتشد فجأة بتلك الطرقات وتطالب بالإصلاح والانتخابات والإفراج عن معتقلى الرأى.. إلخ كلها أمور لا تخيف المواطن لكن الباعث على القلق هو الأخبار التى تصدرها الداخليات الخليجية مؤكدة على خلايا ومؤامرات تحاك إخوانياً وعربياً وغربياً ضد أمن الداخل، فى بيانات حكومية تربط بين هذه المؤامرات والتظاهرات والمطالبات التى اعتقد المواطن أن بها إحياء للنهضة ومحاولة لتحسين معيشته. نبدأ الآن بالاستماع للعنات المواطنين على الديمقراطية والحرية وكل من اخترع مبدأ المشاركة السياسية.

 التخويف السياسى الدارج يشير للشوارع العربية بابتسامة «تشفٍّ» عريضة: انظروا إلى ما حدث فى مصر. انظروا لما أصاب تونس.

 تجيب بأن التحول الديمقراطى يتطلب وقتاً فيأتيك الرد: لن يخرج الإسلاميون من الحكم إلا بعد عشرات السنين، حينها يكون الإنسان قد انتهى من هنا. ثم انظروا للقسمة فى ليبيا.

 لا أريد ثورة تفتت الأرض وتعيد قسمة العشرينيات من جديد، كأن قدرنا أن نموت كل مائة عام.. لكن السؤال: هل الأرض أغلى من الإنسان، أم الكرامة أغلى من كل شىء؟ وإن حياة بلا كرامة لا تليق بإنسان.

 سيحيا العربى بين كرامة وأمن واستقرار يوما من الأيام .. أما متى فذلك فى علم الغيب ومتروك لقدره مع الحكومات القديمة والجديدة ومع الاستعمار المزمن ومع أشياء مهلكة أخرى.

 أعود للفزع الخليجى، عدا القطرى بالطبع الذى يحتضنهم ويدعمهم كما يدعم الثورات، وما يهمنى هو التخويف من حكم الإسلام السياسى «الإخوان» فى بلد حكمته مؤسسات الدين عشرات السنين. فهل تكون هذه يقظة أخيرة؟ «طبعا لا يتم التخويف بشكل علنى إنما عبر مقالات الصحافة والإعلام وغيرها من قنوات الحكومة الدارجة».

 فهل ترغب السعودية فى الخلاص نهائياً من التطرف السائد؟ وهل هذه بداية للتحرر من الحكم الدينى «السلفى»؟ أم أن المقصود هو تنظيم الإخوان بغض النظر عن أيديولوجيتهم؟

 وهنا تبرز قصة أخرى، فالسعوديون يصرون على أن الإخوان هم سبب النكسة الثقافية والردة الحضارية التى نعيشها فى الداخل السعودى. الرواية التاريخية تقول إنه حين استقطب النظام الإخوان المضطهدين من حكوماتهم السورية والمصرية وغيرها، عهد لهم بســذاجة سياسية بمقاليد أهم أبواب الحضارة والتنشئة وهى التعليم، إضافة طبعا لمناصب مهمة أخرى، لكنهم بمكرهم ودهائهم أمسكوا من خلال التعليم بزمام الأجيال القادمة بتنظيم محكم، تحكموا فيها وأخرجوا ماردا متوحشا هو خليط من السلفية والإخوانية، وعنه تفجرت النزعة الإرهابية.

 وما أعرفه من أبى وجدى والناس الذين عاشوا النصف الأول من القرن العشرين أن البلاد كانت ترزح تحت السلفية لكنها لم تكن تعانى التطرف مطلقاً. حتى التفاصيل الصغيرة التى حُرمنا منها اليوم كانت موجودة وبشكل طبيعى فى المدن والقرى وغيرها. حتى دور السينما كانت موجودة فى الرياض وجدة. وكانت المذاهب الأربعة تدرس فى الحرم المكى جنبا إلى جنباً بأجمل أنواع التعايش. وكان أبى يرى فى طفولته فى أربعينيات القرن الماضى نساء بلدته متجهات للحقل دون غطاء يكسو الوجه. لم نكن واجهة حضارية متقدمة، كانت بيئة بسيطة لكنها متحررة بشكل حضارى متصاعد.

 هذه القصص والأمثلة على الحرية المجتمعية فى الماضى السعودى يتداولها كثيرون لإثبات أن الإخوان هم سبب التعصب والدمار الفكرى الذى نعايشه اليوم ويكاد يخنقنا لحد الموت.

 فهل الحذر من الإخوان مشروع؟

 وإن كان الحذر منهم لمجرد مواقف سياسية تبنوها فى أوقات مختلفة كحرب الخليج وأفغانستان وغيرها فهل الحذر الآن مشروع؟

 أنا مواطنة وأريد أن أضع نهاية للفزع؟ مخاوفى ليست كمخاوف المصريين. أنا نشأت بمكان يضطهد حتى صوتى، لذا فتساؤلى بعيد عن صلاحية الحكم السياسى الإسلامى من عدمها، سؤالى لمعرفة ما نهاية الفزاعة: أهى انفراجة حضارية أم قمع دينى جديد؟

 سؤالى مبنى على ردة فعلنا الماضية بعد الثورة الإسلامية بإيران وحركة جهيمان بمكة، فقد ارتمينا فى حضن رجال التطرف والشدة. فهل سيعاد الخطأ اليوم، أم أن استرجاع التاريخ القريب جداً سيوقظنا من سباتنا المريض؟

 أريد أن أعرف لأنى سئمت سياسة الصمت. ومللت من عرض الأخبار المخيفة بإيجاز وترك التخمين للمواطن كما أحاول التخمين اليوم.

 هل إخوان الخليج مسلحون؟ ما أعدادهم؟ هل لهم ارتباط بمنظمات إخوانية عربية؟ هل تسعى قطر بالتعاون مع الإخوان لانقلابات فى السعودية والإمارات؟ هل تجسد قطر عدواً جديداً؟ وهؤلاء الذين يتآمرون من الداخل، ما أشكالهم؟ ما أسماؤهم؟ كيف يحاكمون؟ وما تهمتهم؟

 وللحديث شجون.

 nadinealbdear@gmail.com

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هل اختيار الرئيس الإيراني.. إلهي؟!

عطاء الله مهاجراني – الشرق الاوسط 

العقيد هو الشخصية الرئيسية في رواية تحمل الاسم نفسه، من تأليف الروائي الإيراني الشهير محمود دولت آبادي، الذي يعرب عن دهشته دائما بقوله «لا ينبغي أن أندهش. لقد عايشت موقفا غريبا لا ينبغي أن يدهشني أي شيء بعده». وقال خامنئي إن جميع من يتحدثون عن انتخابات «حرة» يستخدمون كلمات العدو ويتبعون استراتيجيته.

 لذا عندما قال أحمدي نجاد «سيكون الرئيس الإيراني مختارًا من الله»، لم أندهش لأن هذه الأمور باتت معتادة في إيران، فمثلا قال لآية الله جوادي آملي إنه شعر في الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء إلقائه خطابه بأن النور كان يحيط به، وأن انتباه قادة العالم الحاضرين كان مركزا عليه. ولم يندهش جوادي وقال «ما شاء الله» وابتسم.

 إضافة إلى ذلك، أكد آية الله هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، مرة أخرى أن الانتخابات الرئاسية ستكون حرة ونزيهة. وكانت كلماته مهمة وجاءت في الوقت المناسب.

 وفي الوقت الذي يشير فيه رفسنجاني إلى أن الانتخابات تسير في طريقها المعتاد ولا يوجد أي جدل بشأنها، لا يبدو آية الله خامنئي سعيدا بتصريحاته، وسارع بالرد عليه. وقال خامنئي إن جميع من يتحدثون عن انتخابات «حرة» يستخدمون كلمات العدو ويتبعون استراتيجيته.

 كان هذا بمثابة الضوء الأخضر لكل مؤيديه بالهجوم على هاشمي رفسنجاني والقول إنه أداة في يد الأعداء الذين ضللوه وخدعوه مثل الزبير بن العوام وغيره. ونشهد هذه الأيام بعض الأحداث أو التصريحات التي تثير الدهشة، لكن كما جاء في رواية «العقيد» تعلمنا ألا نندهش من أي شيء.

 وحتى أكون أمينا، لقد أدهشني تصريح أحمدي نجاد. لماذا زعم أن الرئيس سيكون مختارا من الله؟ أعتقد أن هناك عددا من الأسباب التي دفعته إلى القول بمثل هذا الزعم غير المعقول.

 أولا، بحسب نظرية ولاية الفقيه، يعتقد بعض علماء الشيعة، بمن فيهم آية الله الخميني، زعيم الثورة الإيرانية وواضع النظرية، أن ولاية الفقيه مثل النبي أو الإمام.

 بمعنى آخر، إنهم يعتقدون أن الله هو من يختار الحاكم. وقال أول رئيس لمجلس خبراء القيادة، آية الله مشكيني «الزعيم، الولي الفقيه، مختار من الله ونحن الخبراء سنجده ونكتشفه. نحن لا نعين الولي الفقيه، بل مهمتنا الأساسية هي العثور عليه». واستنادا إلى هذا التفسير، قيل إن علينا طاعة الولي الفقيه من دون أي شكوك ولا حتى في قلوبنا وعقولنا. إنهم يعتقدون أن علينا أن نثق في الولي الفقيه لأنه على الطريق المستقيم؛ طريق النبي والله. ويشير مؤيدو هذه الفكرة أحيانا إلى الآية القرآنية التالية لتدعيم وجهة نظرهم: «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفسهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (النساء 65).

 ثانيا، عندما بدأ البرلمان في دورته السابعة، قال آية الله مشكيني، رئيس مجلس خبراء القيادة، إن كل أعضاء البرلمان لا بد أن يحظوا بموافقة إمام الزمان. وقال إن الإمام المهدي يلقي نظرة على أسماء أعضاء البرلمان ويدعمهم جميعا.

 وكما تعرفون، طبقا لنظرية الإمامة عند الشيعة، لا يزال الإمام المهدي على قيد الحياة لكنه مختبئ.

 ثالثا، بعد انتخاب أحمدي نجاد رئيسا للمرة الأولى، قال آية الله مصباح يزدي، الذي كان أستاذ أحمدي نجاد في تلك الأيام، إن هذه الحكومة هي حكومة الإمام المهدي، وإن أحدهم رأى في منامه أنه يقابل الإمام المهدي، ونصحه الإمام بالتصويت لأحمدي نجاد. الآن هو الوقت المناسب لاستخدام أحمدي نجاد هذه القاعدة الذهبية.

 إذا كان الله هو الذي يختار الولي الفقيه، يتم اختيار الرئيس بالطريقة نفسها. مع ذلك تغير المناخ السياسي في إيران تماما، ومن الصعب جدا العثور على شخص بين المحافظين لا يزال يدعم أحمدي نجاد.

 ويحاول الجميع إيجاد أعذار لتوضيح أنه لا يدعم أحمدي نجاد. على سبيل المثال، انتقد آية الله مصباح أحمدي نجاد بكلمات قاسية، وقال لتلاميذه المقربين «ينبغي أن تكونوا واعين هذه المرة ولا تسمحوا لشخص انتهازي كاذب بتضليلكم».

 ويواجه الجميع حاليا كذبا وخداعا جديدا في ظل زعم أحمدي نجاد أن الرئيس الجديد سيكون مختارا من الله. وما هذا إلا ثمرة شجرة فاسدة.

 للمفكر والفيلسوف والعالم الإيراني العظيم آية الله حائري يزدي كتاب شهير بعنوان «الحكمة والحكومة»، أورد فيه أدلة من الفلسفة والمنطق والقرآن على أن الآراء التي تقول بوجود أصل إلهي في نظام الحكم آراء غير معقولة ولا مقبولة.

 للأسف تم منع هذا الكتاب في إيران، وتم تدمير كل النسخ قبل تداوله. بمعنى آخر، عندما نزعم أن أصل ومصدر الحكم من الله، فمثل الوجه الآخر لهذه العملة يزعم الحاكم أنه مصطفى من الله.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

الرقي الحضاري في الصياغة والأدب النبوي


Egyptian Cleric Rasmi ‘Ajlan: Sex with Pregnant Wife Enhances Future Child’s Intelligence

Posted in فكر حر, يوتيوب | 2 Comments

هل طبقت الشريعة الإسلامية في حياة المسلمين ماضيا وحاضرا؟

إجابة إسلاميي اليوم عن هذا السؤال فيها الكثير من الانتهازية والتحايل والخداع، حسبما ما يمليه الظرف والمناسبة. فهم في الأوساط التي يهيمنون عليها، ويغيب فيها التعبير الحر عن أي رأي معارض يواجههم بالحجة والبينة، يقولون إن الشريعة طبقت طوال تاريخ الإسلام الذي عرف ازدهارا لا نظير له بفضلها، كما عرف أنماط حكم فريدة من نوعها وهو ما يفسر حسب رأيهم ذلك التوسع الهائل الذي عرفته الدولة الإسلامية. هذا الموقف يشاركهم فيه رجال الدين التقليديون أيضا. أما في الأوساط المثقفة العالمة التي تسود فيها حرية التعبير مثلما أتاحه عالم الأنترنت اليوم، عندما يحصرون ضمن حدود حوار علمي مع مثقفين لهم دراية كافية بتاريخ الحكم الإسلامي وحقيقة (الفتوحات) التي كانت في الواقع غزوا واحتلالا لا يختلف عما كان سائدا في تلك العهود العبودية والإقطاعية بالإضافة إلى مواجهتهم بنماذج الحكم الإسلامي المعاصرة، في هذه الحال، ينفي الإسلاميون أن يكون هذا هو صميم الحكم الإسلامي، ويعتبرون ما آلت إليه الخلافة الإسلامية بعد فترة الخلافة (الراشدة) انحرافا عن صراط الإسلام المستقيم أي عن التطبيق الحقيقي للشريعة. بل يصل الأمر ببضعهم إلى محاولة التخلص من جانب هام من هذه الشريعة التي صاروا يخجلون من الدفاع عنه.

وهذا ما سأتناوله بالتحليل في مقال لاحق. في هذه المقالة سأحصر النقد والتحليل في حواري الافتراضي هذا مع الدكتور يوسف القرضاوي لجانب من هذه المسألة التي تناولها في فصل تحت عنون ((كيف تطبق الشريعة؟))، ردا على الدكتور فؤاد زكريا محاوره، الذي طرح السؤال نفسه، ص 148، في كتابه ((الإسلام والعلمانية، وجها لوجه)):

http://www.scribd.com/doc/28242163

رأي فؤاد زكريا كما أورده القرضاوي، يلخصه قوله : ((يدور جدل كثير في هذه الأيام حول تطبيق الشريعة، فهل يكفي لكي يقال إن الشريعة أصبحت مطبقة، أن نفرض الحدود، أي أن نطبق حد السرقة، فنقطع يد السارق، وحد الخمر فنجلد السكير، وحد الزنا فنرجم مرتكب الخطيئة؟! إن الكثيرين من العقلاء، في صميم الحركة الإسلامية ذاتها، يؤكدون أن تطبيق الشريعة أوسع مدى بكثير من موضوع الحدود. فالعقوبات ليست إلا الوجه السلبي للشريعة، إنها هي الجزاء، الذي ينبغي أن يناله الآثم والعاصي، ولكن هل معنى ذلك أن الناس الأسوياء، الذين لا يسرقون، ولا يسكرون، ولا يزنون ـ وأنا أفترض أن هؤلاء هم الأغلبية ـ لن تمسهم الشريعة، ولن تنظم حياتهم؟! لا جدال في أن الشريعة ينبغي أن تطبق على الجوانب الإيجابية من حياة الناس، لا على الجوانب السلبية أو غير السوية فحسب، ومن هنا فإن تطبيق الشريعة، لابد أن يكون أوسع نطاقا من فرض الحدود والعقوبات)). انتهى.

قبل عرض نقد القرضاوي ونقدي لنقده لا بد من الإشارة هنا إلى اضطرار فؤاد زكريا هنا لتقديم تنازلات للإسلاميين بغير وجه حق في مواقف كثيرة مثل قوله واصفا مواقف الإسلاميين: ((ولقد أدرك الكثيرون هذه الحقيقة، فطالبوا بألا تقتصر الجهود على تطبيق الحدود وحدها، وسايرهم في ذلك كثير من المطالبين بالتطبيق العاجل للشريعة، حتى يتخلصوا من الاعتراض الصحيح القائل: إن الشريعة أوسع وأكثر إيجابية بكثير من تطبيق الحدود)). انتهى.

فأي اعتراض صحيح هذا؟ وهل ((إن الشريعة أوسع وأكثر إيجابية بكثير من تطبيق الحدود))؟ إن الفيلسوف قد أصاب كبد الحقيقة عندما تساءل: ماذا تقدم هذه الشريعة للناس الأسوياء؟ لكن لم يكن بوسعه أن يجيب: لا شيء إيجابيا، حسب رأيي، ولهذا لجأ إلى التحايل والمداراة، حسب رأيي أيضا، بسبب غياب أدنى شروط الحوار الحر في بيئاتنا البائسة.

لا شيء إيجابيا، هذا بالنسبة للمسلمين الأسوياء، أو بالأحرى للمستسلمين للأمر الواقع، ربما يمكن أن يستفيد منها الرجال على حساب النساء، خاصة في هذا العصر الذي بدؤوا يفقدون فيه هيمنتهم التقليدية على الأسرة، أما لغير المسلمين فتطبيقها ولو في أدنى حدودها يعني تجريدهم من مواطنتهم مثل من يعتبرهم الإسلام ذميين وحتى من أهليتهم وكرامتهم مثل النساء ومثل الأقليات الدينية الإسلامية التي تعيش بين أغلبية سنية أو شيعية مثلا. أما غيرهم فليس لهم في دنيا هذه الشريعة إلا التكفير والترهيب والاغتيال أو اختيار المنافي أو في أحسن الأحوال الركون إلى صمت القبور، إن لم يتحولوا إلى مداحين لها.

كذلك فإن تطبيق الشريعة بالنسبة لـ ((الناس الأسوياء، الذين لا يسرقون، ولا يسكرون، ولا يزنون ـ وأنا أفترض أن هؤلاء هم الأغلبية ـ لن تمسهم الشريعة، ولن تنظم حياتهم)) كما قال فؤاد زكريا، قد يتحقق به بعض الأمن مثلما تحققه الدول المستبدة والفاشية والنازية التي تلجأ إلى القمع الوحشي ضد المخالفين، وهو قمع سيكون أكثر قسوة مع المخالفين الأسوياء مقارنة بالمخالفين المجرمين، بل أنا أزعم، من خلال متابعتي لمأساة الجزائر، أن الحركة الإسلامية المتطرفة ضمت في صفوفها الكثير من عديمي الكفاءة والفاشلين والانتهازيين الذين تحول أحسنهم بقدرة قادر إلى برلمانيين دون أن يمارسوا السياسة في حياتهم وتحول أسوأهم إلى آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر ووعاظ وشرطة إسلامية تأمر وتنهي وتبطش لينتقموا بهذا الانتماء لماضيهم الفاشل أو الخائب أو التعيس، ولهذا عرف عنهم تجاوزات فضيعة في حق الناس بلغت حد سبي النساء تطبيقا للشريعة بعد أن حكموا على كل الناس بالجاهلية والكفر. تطبيق الشريعة يجرد الأسوياء الشرفاء من الكثير من حقوقهم كمواطنين بالمعنى العصري للكلمة. تجرد الناس من حرية التعبير إلا ضمن الحدود التي يسمح بها فهمهم للدين، تضطهد المفكرين والمبدعين الأذكياء والفلاسفة والمعارضين وهو اضطهاد لم تخل منه أية حقبة من حقب الإسلام.

ولا شيء إيجابيا على المستوى السياسي، لأن النظام السياسي الإسلامي لا ينص صراحة على حقوق الرعية في المواطنة الكاملة بما تعنيه من معارضة فاعلة والحق في اختيار الحاكم ومحاسبته والحق في التنظيم الحر بما يعرف اليوم بالمجتمع المدني. تاريخ الإسلام كله ملك عضوض وراثي حتى اليوم.

لا شيء على الصعيد الاجتماعي، فالإسلام أباح الرق وشرع لنظام أسري شبه عبودي حيث النساء والأبناء ملكية خاصة للرجل الأب (افعل يا أبتي ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) حسب تسلسل مقيت لا زال رجال الدين يرددونه مع الحديث النبوي: ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته )). المسؤولية هنا يحاسب عليها المسؤول أمام الله حين يسأله يوم القيامة، هذا هو الفهم الوحيد المقبول دينيا. والخلفاء فهموا المسؤولية بهذه الصورة حتى أن عثمان بن عفان كان قد رفض الاستجابة لمطالبيه بالاستقالة قائلا (أما أن أخلع لهم أمرهم ، فما كنت لأخلع سربالاً سربلينه الله)، فهو يرى خلافته إرادة إلهية لا شأن للرعية فيها. ولهذا يتفق الفقهاء على أن البيعة مرة واحدة.

لا شيء على المستوى الاقتصادي، فمنذ فجر الإسلام اعتبر الخلفاء أنفسهم خلفاء الله في الأرض ومسئولين أمامه وليس أمام الناس ولا أمام أية هيئة شعبية ما، لا شيء حول كيفية وصول الحكام إلى الحكم. بيت المال يتصرف فيه الحاكم كيفما شاء، يعطي من يشاء ويمنع من يشاء. ومازال هذا الوضع ساري المفعول حتى أيامنا: فلا ميزانية واضحة محددة من حيث تكوينها وصرفها. نلاحظ هذا في بلدان الخليج العربية التي تطبق الشريعة الإسلامية وتتصرف في موارد البلاد بطرق تخلو من الوضوح والشفافية ومن آليات الإعداد والتبويب التي تخضع لها الميزانيات في الدولة العلمانية الديمقراطية، كما نلاحظ هذا، ولو بصورة أخف، في جمهورياتنا الوراثية التي تنص دساتيرها على أن الإسلام دين الدولة والشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع.

لهذا ففؤاد زكريا محق في توجيه هذه التهمة للمطالبين بتطبيق الشريعة.

لكني أرى مرة أخرى أنه يتنازل لهم عندما يقول: ((مع ذلك فإني أشك في أن يكون هذا هو موقفهم الحقيقي، وأعتقد أن جهدهم الفعلي يتركز في تطبيق الحدود وحدها، ذلك، أولا، لأن التطبيق الشامل يحتاج إلى وقت طويل وتدرج شديد)).

وهو موقف يزيد من حدة الأوهام والبلبلة في عقول الناس. ماذا في هذه الشريعة حتى يقول بأن ((التطبيق الشامل يحتاج إلى وقت طويل وتدرج شديد)) بعد أربعة شعر قرنا من التطبيق الناجح؟ هذا قد ينطبق على أفكار مثالية غاية في العدل والمساواة وتتطلب فعلا وقتا طويلا وتدرجا شديدا لإعادة الناس إلى الوضع السوي مثلما يحتاج الخارج من نفق مظلم إلى النور، إلى وقت كاف، حتى يتكيفوا مع الوضع الجديد؟

هذا التنازل استغله القرضاوي فكتب: ((ولا أريد أن أطيل التعقيب على الكاتب ـ هنا، بعد أن اعترف هو بوجود مدرسة تؤمن بالتدرج الحكيم في تطبيق الشريعة، كما اعترف بأن كثيرا من المطالبين بالتطبيق العاجل للشريعة وافقوا الآخرين في أن الحدود، ليست هي كل الشريعة. (وهذا ما أعلنه التحالف الإسلامي صراحة في برنامجه الانتخابي الأخير: إبريل 1987م).)).

ثم يقول: ((يدلل الكاتب على أن الدعوة السائدة في هذه الأيام، لا يهمها من جوانب الشريعة إلا تطبيق الحدود وحدها، بأن أقطابها صفقوا ـ بكل حماسة ـ للنميري حينما أصدر قوانينه الشهيرة بإقامة الحدود في السودان، وهو يبدئ ويعيد، ويلح ويكرر في هذه القضية، بعد سقوط نميري، وإخفاق تجربته. كان الإنصاف يقتضيه أن يقول: إن هناك كثيرين تحفظوا في تأييد نميري، ومنهم كاتب هذه السطور، الذي قال في الخرطوم ـ بصراحة ـ كما نقلت ذلك مجلة “الأمة” القطرية في حينها: إن الإسلام ليس كله قوانين، والقوانين ليست كلها حدودا، والقوانين وحدها لا تصنع المجتمع!)).

فهل تحفظ القرضاوي فعلا في تأييد نميري كما زعم؟ شخصيا بحثت في أرشيف القرضاوي فوجدت القليل مما يدعم زعمه لكني وجدت الكثير مما يكذب، ولهذا أرجو من القارئ أن يتحلى بمزيد من الصبر ليقرأ ما كتب القرضاوي وغيره من كبار الشيوخ يومئذ:

نقرأ له في موقعه:

http://www.qaradawi.net/site/topics/printArticle.asp?cu_no=2&item_no=6798&version=1&template_id=217&parent_id=189

((في 1984م دعيت إلى السفر إلى الخرطوم للمشاركة في المسيرة المليونية التي دعا إليها الرئيس السوداني جعفر نميري، وشارك فيها، بقوة، الإسلاميون، وكل فئات الشعب، وحضر عدد كبير من العلماء من بلاد عربية وإسلامية شتى، أذكر منهم: شيخنا الشيخ محمد الغزالي، وأخانا الداعية الكبير الشيخ صلاح أبو إسماعيل، وكثيرون من علماء العالم الإسلامي لم أعد أذكرهم. وكان النميري في أواخر عهده قد اختار طريق الشريعة الإسلامية، حين رأى أن هذا الطريق هو الذي يحل المشكلات من جذورها، ويقطع الجريمة من دابرها، ويؤسس لتكافل اجتماعي حقيقي بين فئات الشعب، ويدعم مسيرة الطهر والاستقامة في المجتمع، ويقاوم الانحراف والرذيلة فيه، ولاسيما بين القادة والمسؤولين. ثم إن هذا هو (حكم الله) الذي أمر به عباده، وليس (حكم الجاهلية) المستورد، من الغرب أو الشرق، وقد قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍيُوقِنُونَ} [المائدة:50]. وفي الحقيقة كان يوما حافلا، ويوما رائعا، ويوما من أيام الله، وكان كثير من المدعوين – وأنا منهم – تغرورق عينه بالدموع، كلما رأى هذه المناظر الشعبية التلقائية، المؤيدة لشرع الله، وأحكام الله. وكان أخونا الشيخ صلاح أبو إسماعيل يقول في حرقة وحرارة: متى أرى مثل هذه المسيرة في القاهرة؟ أسأل الله ألا يميتنا حتى يقر أعيننا برؤية مثل هذه المسيرة. ولكنه انتقل إلى رحمة الله قبل أن يرى هذه المسيرة. والحقيقة أن المسيرة في القاهرة موجودة وكامنة، ولا تحتاج إلا إلى الحرية، لتنطلق بأضعاف مسيرة الخرطوم. إن المشكلة هي مشكلة الحرية؛ ولهذا ناديت مرارا: يجب أن ننادي بتحقيق الحرية، قبل أن ننادي بتطبيق الشريعة الإسلامية. علام تدل هذه المسيرة؟ إنها تدل على أن شعوبنا مع الشريعة. فما السودان إلا نموذج لسائر الشعوب العربية والإسلامية، فلماذا لا تستجيب حكوماتنا لشعوبنا لتحقيق إرادتها وطموحاتها؟ أليست هذه هي حقيقة الديمقراطية: النزول على رأي الشعب، وإرادة الشعب؟ ولقد سألني بعض الصحفيين في الخرطوم عن رأيي في هذه المسيرة ودلالتها؟ وهل أنت مؤيد لها؟

وقلت في إجابتي: لو لم أكن مؤيدا لها ما جئت من الدوحة إلى الخرطوم، وهل يتصور أن أكون إلا مع الشريعة، ويجيب فيقول: ((إني مع الشريعة لأمرين: الأول: أنها إرادة الله والثاني: أنها إرادة الشعب. كل ما لي من تعليق هنا هو: ما المراد بـ (الشريعة)؟ للأسف أكثر الناس يفهمون من الشريعة: تطبيق العقوبات والحدود الإسلامية، وهذا جزء من الشريعة، وليس كل الشريعة، ولهذا نزلت أحكامها في أواخر العهد النبوي، وفي أواخر ما نزل من القرآن في سورة المائدة. إن الشريعة تعني: العبادات والمعاملات والقيم والأخلاق والآداب، وليس مجرد الجانب القانوني، وخصوصا الجزء الجزائي والعقابي فيه. على أن القوانين وحدها لا تصنع المجتمعات، ولكن تصنعها التربية والثقافة والتوجيه، وهي التي تنشئ العقول المستنيرة والضمائر الحية، والإرادات الحافزة إلى الخير، الرادعة عن الشر. وأود أن أقول: إن مسيرة الشريعة في عهد النميري، لم يقدر لها أن تستمر في خطها الصحيح؛ لأن التصور للشريعة لم يكن واضحا تمام الوضوح للسلطة التنفيذية، (إذن فقد كنت مخدوعا يا مولانا وأنت العالم، فماذا نقول عن تلك الدهماء التي جانت تجوب الشوارع مطالبة بنطبيق الشرية وتؤيدها أنت) فظنت أنها بمجرد الجلد والقطع والقتل، تنفذ الشريعة حقا. وليس هذا هو كل شيء، فقبل أن تقطع يد السارق، لا بد أن نوفر الخبز للجائع، والعمل للعاطل، والسكن للمشرد، والكفالة لليتيم، والرعاية للمحتاج، ونقيم التكافل الاجتماعي في الشعب. فقبل أن ينزل الله: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ} [المائدة:38] أنزل قوله تعالى: {وَآتُواْ الزَّكَاةَ} [البقرة:43] {وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فصلت:7،6] {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ} [آل عمران:180] {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الماعون:3،2،1]. لابد إذن أن نكفل حاجات الناس، ونسد الثغرات في حياتهم، وأن نعلمهم ونكفيهم، ثم نطبق عليهم العقوبات التي شرعها الله.)) انتهى.

أهم ما لفت نظري في هذه العموميات قول القرضاوي: ((إن المشكلة هي مشكلة الحرية؛ ولهذا ناديت مرارا: يجب أن ننادي بتحقيق الحرية، قبل أن ننادي بتطبيق الشريعة الإسلامي)). ولم أتمكن من تبيان فهم القرضاوي للحرية. فهل نظام النميري كان نظام حريات أم كان نظاما استبداديا انقلابيا؟ وبالتالي فقد شارك القرضاوي والغزالي وكل الإسلاميين في تأييد الاستبداد وقمع الحريات باسم الشريعة؟ أليس هذا كافيا لتجريدهم من أي مصداقية عندما يتحدثون للناس عن العدالة والمساواة والحرية التي جاء بها دينهم؟ ثم هل تكفي هذه الأقوال البسيطة لإدارة شؤون دولة عصرية. يجب أن نقولها بصراحة: ليس في الإسلام نظاما سياسيا قادرا على إدارة شؤون دولة حديثة، ووكان في أعز مجده قد أفضى إلى نماذج للحكم استبدادية لا يمكن الاعتداد بها اليوم.

القرضاوي يقدم هنا تبريرات واهية لفشل تلك التجربة عندما يقول: ((وكان من أخطاء التطبيق السوداني للشريعة: أن الدولة في عهد نميري، أفرجت عن المساجين الذين حكم عليهم القضاء السوداني في جرائم السرقة ونحوها، وهم ألوف مؤلفة، فلما أفرج عنهم دفعة واحدة، عادوا إلى مزاولة مهنتهم، وعاثوا في الأرض فسادا، ولم يصدقوا أن أيديهم ستقطع، فقطعت أيد كثيرة في زمن قصير، على غير المعهود في البلاد التي تطبق الشريعة كالسعودية.

وكأن الإفراج الجماعي والفوري عن هذه الأعداد الكبيرة التي تمرست بالإجرام، خطأ بينا، ولاسيما في أول عهد التطبيق الشرعي، إذ كانوا يحتاجون إلى أن يوضعوا تحت رعاية إسلامية فترة من الزمن، وألا يخرجوا إلا بعد أن يصلوا مرحلة معينة تظهر معها علامات التوبة عليهم، وأن تهيأ لهم أعمال مناسبة يزاولونها، وأن يؤخذ عليهم تعهّد بالاستقامة والبعد عن الرفقة المنحرفة، وأن يوضعوا تحت المراقبة فترة من الزمن، حتى نعينهم على أهواء أنفسهم. ولكن ذلك لم يحصل.)) انتهى

هل يعقل أن يؤدي إطلاق عدة آلاف من المساجين إلى إفشال تطبيق شريعة ربانية ادعى القرضاوي أن ملايين الناس كانت تؤيدها عن حرية وقناعة؟

ثم يقدم الشيخ تفسيرا غاية في التحايل والخداع: ((ومن ناحية أخرى، أثبتت التجربة: أن الإسلام لا يحسن تطبيقه بحق إلا الملتزمون به إيمانا وفكرا وسلوكا، وكما يقول الماركسيون: لا اشتراكية بغير اشتراكيين، نقول نحن: لا إسلام بغير إسلاميين!)). فهل اعترافه بأن الشريعة مطبقة في السعودية يعني أن بها حكما إسلاميا حسنا راشدا يجب أن يكون القدوة لنا؟

يقول هذا الكلام بدل أن يقول كلاما مسؤولا آخر كأن يعترف بأنه كان متواطئا أو، على الأقل، مخدوعا، مثله مثل تلك الحشود الغافلة التي جعلت عيني القرضاوي تغرورقان بالدموع، وأنه ساهم في توريط الناس في هذه الخديعة باسم الإسلام وتطبيق شريعته. لكنه بدل هذا راح ينتزع من تلك الملايين المطالبة بتطبيق الشريعة بحرية، كما زعم، الصفة الإسلامية. فمن هو الإسلامي الحقيقي إن لم يكن حسن الترابي والغزالي والقرضاوي وغيرهم وقد تولوا أعلى المسؤوليات في توجيه الحركة الإسلامية وحشد الدعم لكل الحكام المستبدين مثل نميري السودان وضياء الحق باكستان، الذين دفعوهم وأيدوهم في تطبيق شريعتهم؟

هذه نماذج من أقوال رؤوس الإسلاميين التي أيدت شريعة النميري:

الشيخ محمد الغزالى:

“تطبيق الشريعة الإسلامية فى السودان كان إلهاماً جليلاً من الله سبحانه وتعالى للمسئولين فى السودان وأنهم بهذا المسلك الجديد احترموا عقائدهم وشعائرهم وشرائعهم وربطوا حاضرهم بماضيهم وامتدوا مع تراثهم العظيم ووقفوا أمام الغزو الثقافي وقفة صلبة وأحبطوا محاولات استعمارية خبيثة كانت تريد أن تجهز على مستقبل الأمة الإسلامية فى هذه الأرض الطيبة وأعتقد أن السودان لا يهنأ بشيء كما يهنأ بهذه المرحلة النقية التي جعلته يتخلص من وباء الأحكام الوضعية .”

الشيخ عبد الحميد كشك:

“إن الحملة التي يتعرض لها الرئيس نميري الآن بسبب تطبيق الشريعة الإسلامية قد تعرض لها من قبله سيد الأنبياء والمرسلين وتعرض لها جميع دعاة الإصلاح -وقد عودتنا الحياة أن القافلة تسير مهما كانت الذئاب تعوي وهل يضير السحاب نبح الكلاب” .

الشيخ عبد اللطيف حمزة مفتى جمهورية مصر العربية يومئذ:

“إننا جميعاً فى مصر شعباً وحكومة نرحب كل الترحيب بتطبيق الشريعة الإسلامية في السودان الشقيق -ونحيي الزعيم المؤمن الرئيس جعفر نميري -إن تطبيق أحكام الدين في مصر البلد المسلم بلد الأزهر الشريف لهو خير وسيلة لنهضتها وازدهارها وإعادتها لمجدها ولكي ترفع رأسها عندما تنادي في العالم الإسلامي بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية” .

الدكتور يوسف القرضاوى :

“إن الرئيس السودانى يعمل على بناء الفرد الصالح والمجتمع الصالح .فهذا هو البناء الحقيقي وهو حجر الأساس في تجربة تطبيق الشريعة الإسلامية”.

هذه شهادات تدين الإسلاميين وغيرهم من رجال الدين الذين ساهموا دائما في تخدير الناس بالدين وتعبئتهم لتأييد الاستبداديين في كل زمان ومكان. فكيف يقول القرضاوي بأن “هناك كثيرين تحفظوا في تأييد نميري، ومنهم كاتب هذه السطور”، قاصدا نفسه؟

أختم بهذا القول الذي يكشف عن مدى سذاجة الفكر الإسلامي في قول القرضاوي: ((على أن الذين صفقوا، حماسة لتأييد النميري، إنما فعلوا ذلك لظنهم أنها خطوة تتبعها خطوات، ولذا طالبوه أن يستعين بالثقات من علماء المسلمين لتسديد التطبيق)).

هل يعقل أن يبني مفكر إسلامي، يعد نفسه عالما، موقفه على الظن؟ فيؤيد حكما انقلابيا استبداديا لمجرد أنه وعد بتطبيق الشريعة ثم راح يقطع أيدي وأرجل (الغلابة) من خلاف ليتبين في نهاية المطاف أنه عبارة عن طرطوف حقير دخل مزبلة التاريخ العربي؟

وأعيد طرح السؤال الذي اتخذته عنوانا لهذه المقالة: هل طبقت الشريعة في حياة المسلمين ماضيا وحاضرا؟

وأجيب: نعم طُبِّقت بقضها وقضيضها وحالة بلداننا تشهد على ذلك.

يتبع   عبدالقادر أنيس فيسبوك

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, فكر حر | Leave a comment