في ناس بحللوا البول وبحرموا الخمر

التقى أحد الشيوخ بأحد المراجعين وكان المراجع رجلا حشاشا,والمكان كان في مختبر فحص وتحليل البول والدم,فسأل الرجلُ الحشاش الشيخَ:

-شو جاي تعمل هون يا شيخ؟.

-والله جاي أحلل البول.

ضحك الرجل الحشاش وقال:

– أنا بدي أعرف يا شيخ كيف بتحرموا الخمر وبتحللوا البول!!.

(وروى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك,رواية مضحكة عن بول البعير تكشف عن مدى علم محمد,حيث قال: «أن أُناسا، اجتووا في المدينة فأمرهم محمدصلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه ـ يعني الإبل ـ فيشربوا من ألبانها وأبوالها- فلحقوا براعيه وشربوا من ألبانها وأبوالها، حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم، فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم‏.‏ قال قتادة فحدثني محمد بن سيرين أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود : الجوى داء يصيب الجوف. وفي رواية ثابت عن أنس: «إن ناسا كان بهم سقمٌ فقالوا: يا رسول الله آونا وأطعمنا»، وفي رواية غيلان «كان بهم هزالٌ شديد»، وفي رواية أبي سعد «مصفرة ألوانهم»، وفي رواية همام عن قتادة عن أنس «فعظمت بطونهم»، فهذه الروايات توضح مفهوم الأمراض التي كانت عندهم، مثل اصفرار اللون، والهزال الشديد، وعظم البطون .

ومحمد حرم الخمر تحريما قطعيا علما أن في الخمر فوائد جمة وهو مشروب مفيد أكثر من بول البعير,والغريب في الموضوع أن أساتذة عرب مسلمون يحملون أعلى الألقاب العلمية والدرجات العلمية في عصر الثورة العلمية يستحضرون أدوية من بول البعير تمنع تساقط الشعر,كل هذا ليؤكدوا على أن كل ما يفعله محمد أو كل ما كان يفعله محمد ما هو إلا وحيٌ يوحى,ونحن طبعا نختزي من هذه الأفعال المهينة ولا نعلم ماذا نقول لكبرى الجامعات الغربية عن أساتذتنا في جامعاتنا,ولا نملك أن نقول إلا أننا بريئون من أفعال محمد.

وقبل ربع قرنٍ من الآن ونازلا,وقع أمامي في بيت جدي أحد عمال البناء عن سقالة عالية يزيد ارتفاعها عن 3ثلاثة أمتار,وبدأ الساقط على الأرض بالتوجع وبالتألم كثيرا,كنت على ما أظن أبلغ من العمر 16 ستة عشر عاما حين سمعته وهو يطلب من أحد زملائه العمال بأن يتبول على يده التي كُسرت جراء السقطة التي سقطها,فرفض زميله التبول على يده(الشخ على يده),فقال الرجل المصاب بكسرٍ في يده لزميله:إنت فعلا طبقت المثل اللي بقول(ما بشخش على إيد المجروح),وهذا مثلٌ متداولٌ فيما بيننا وتستعمله الناس بكثرة ها هنا, وتستعمل أحيانا عباراته (للتورية) و(للمجاز) حيث يقال هذا المثل للبخيل الذي لا يساعد الناس,وللإنسان النتن جدا,ويبقى المثل دليلا على عقلية متخلفة جدا,فحتى اليوم أسمع أناسا يقولون بأن بول الإنسان يشفي اليد المكسورة, حيث كان من المسلم به بأن يقوم أحد الرجال ب (الشخ) أي التبول على يد المجروح أو المكسور لكي يشفى من كسره أو جرحه,وكان من المعتقد به أن بول الإنسان يقطع النزيف الخارجي,وهذا معناه أن للشعوب العربية اعتقادات كثيرة عن البول وأسرار علاج البول,مما دفع العرب العربان بأن يعتقدوا أن بول البعير فيه شفاءٌ للناس كما ورد عن فقهاء السُنة وغيرهم,وهذا تقليد توارثته الأجيال,وكان معمولا به عند شعوب منطقتنا جميعا وقام محمد بنقل هذه الظاهرة عن طريق الظن,ولكن العلم الحديث يقول بأنه لا أساس لها من الصحة.

كل تلك الاعتقادات كانت وما زالت خاطئة جدا,فالبول سواء أكان بول الإنسان أم بول البعير أو حتى بول البقر عبارة عن مواد سامة وقاتلة سواء أتناولها الإنسان بكثرة أم بقلة,ومعظم الشعوب المتخلفة لديها اعتقادات خاطئة عن البول, صحيح أن بعض المساجين المحرومين من الماء والطعام شربوا في فترة حبسهم البول الخارج منهم كما جاء في مذكرات(مصطفى أمين) وبالذات في كتابه(سنه أولى سجن),ولكن هذا جاء للضرورة مع علم السجين بأنه مضر بالصحة ولم يكن يستعمل للقداسة الدينية كما قدسه الفراعنة أو العرب العربان في الحجاز العربي,ومصطفى أمين شرب من بوله كحل نهائي للعطش وهو يعلم بأنه مضر بالصحة الجسدية والنفسية.

وروت لي جدتي رحمها الله وأنا طفل صغير عن بنات القرية حيث قالت: كانت البنات سنة 1920م- قبل اختراع الشامبو في الوطن العربي أو حتى قبل أن يصلهن علم دهون الرأس والشامبو (بروتين 21),وقبل أن يتعرفن معرفة شخصية على صابون نابلس- يغسلن شعور رؤوسهن تحت البقرة أثناء تبولها ويبللن شعور الرأس ببول البقرة اعتقادا منهن بأن بول البقرة يزيد الشعر نعومة ويقويه ويزيد من طوله حتى يصل الركبتين,وتأكيدا على ذلك ما زال رجال ونساءٌ كبار في السن يروين مثل تلك التخاريف والأساطير حيث كن حين يشاهدن البقرة وهي تتبول يركضن ويتسابقن لوضع رؤوسهن تحت بول البقرة ليزداد شعر الرأس نعومة وصلابة.

Posted in الأدب والفن, فكر حر | Leave a comment

” السلطان كوكو “

بقبق و السلطان و نهاية الزمان فى دولة الخرفان و البعران .. أشتكى الأهالى من الوالى و المثل يقول: ” الشكوى لغير الله turkey assadمذلة “.

كان هنالك كالعادة سلطان شديد جداً, و المشكل أنه يحب أكل الدجاج و البيض و لديه مزرعة و هو لا يطعم السكان إذا شح الإنتاج. و هو يرسل حرسه للتجسس على الدجاج و عامل المزرعة و فى زيارته الأخيرة سأل عامل المزرعة: “كم تبيض الدجاجة فى اليوم؟” فرد: ” بعض الأوقات واحدة و بعض الأيام تنقطع”.

فجمع السلطان الدجاج و أمرهم أن يبيضوا خمسة بيضات باليوم و إل قطعت رؤوسهم …

و عاد فى اليوم التالى و سأل عامل المزرعة: ” كم دجاجة باضت اليوم؟” فرد: “كلهم, خمسة ماعدا واحدة باضت بيضة واحدة”, فأمر السلطان بإحضارها …

و طلبت الدجاجة خِلوة مع السلطان لكى تفسر له الأمر, فرد السلطان بالموافقة و اختلى بالدجاجة و فى غصة شديدة قالت الدجاجة: ” سيدى أرجوك لا تفضحنى .. انا ديك؟!”

فرد السلطان مندهشاً: ” و ماذا تعمل هنا؟ “.

قال: ” أنا البوليس السرى, عينت من قبل الدرك لمراقبة الدجاج و عامل المزرعة “.

و قال السلطان ضاحكا: ” و كيف بضت و انت ديك؟ “.

فرد: ” تنفيذا للأوامر و خوفاً من قطع رأسى! “.

و قال السلطان: ” و لكنك ديك! فكيف تبيض؟ “.

فقال: ” كيف حملت زوجتك الأخيرة و انت عاقر يا سيدى السلطان؟”. فأمر السلطان بقطع رقبة (الدجاجة) الديك تجنباً للفضيحة.

نحن فى أوطان باضت بها الديوك و حملت نساء السلطان من العبد المملوك .. حتى سلاطيننا مخصيين, فكيف بشرنا؟

قولوا آمين,

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

من صنع “داعش”.. ولأي هدف؟!

د. أبا الحكم

· من هي “داعش”، وما هي أهدافها؟

· من صنع “داعش” ومن المستفيد من صنعها؟

· هل خرجت “داعش” من مطابخ المخابرات الأجنبية؟

· لماذا تتصادم مع قوى الثورة في سوريا والعراق.؟!

المقدمة :

من أهم خطط السياسة الإستراتيجية قصيرة المدى، أي السياسة الميدانية التي تعمل بالظرف الراهن، هي خلط الأوراق، وتداخل المسميات، والهدف هو ارباك العمل السياسي من جهة، والتشويش على العمل العسكري المناهض للوجود الأجنبي والزمر العميلة المتسلطة على رقاب الشعب العربي في كل من العراق وسوريا.

” داعش ” أسم مختصر لـ(الدولة الإسلامية في العراق والشام)، وهي منظمة ارهابية لم تكن موجودة في العراق قبل الاحتلال، ولا في سوريا قبل احداثها المروعة.. وحين فجرت احداث (درعا) الثورة وفتحت باب الصراع، بدأ النظام السياسي في دمشق حركته بخلق البديل المناقض لنقيضه، ويتمثل بتصنيع “داعش” ودعمها وتسليحها بالضد من الجيش العربي السوري الحر.. والهدف هو الحفاض على جيش النظام السوري من الإستنزاف، وجعل القوى المتضادة على الأرض السورية تستنزف بعضها البعض لصالح النظام، فيما يتفرغ النظام من جهة أخرى لمنع تداعيات تفكك المؤسسة العسكرية النظامية، لا حرصاً عليها لأنها ملك الشعب العربي السوري، وليس ملكاً للنظام، التي شهدت موجة من الهروب والإنسلاخ والتخلخل والتهاون في تأدية مهمات عسكرية ضد الشعب العربي السوري.

– الجيش النظامي السوري بفرقه الأربع أو السبع، وبجاهزيته القتالية لا يستطيع الاستمرار في حرب عصابات أو شوارع في المدن والريف السوري، لا من حيث التشكيل ولا من حيث العقيدة القتالية.. كما أن عملية الإستنزاف في القوات والمعدات والأموال لم يعد النظام السياسي قادراً على تحملها، طالما فرضت المقاومة الوطنية السورية سياسة الإستنزاف عن طريق الكر والفر واحتلال مواقع والتراجع عنها واخلائها تبعاً للموقف الذي يشترط مرونة الحركة الثورية وقدرتها على اختيار الفعل العسكري في الزمان والمكان المعينين.

هذا الواقع قد دفع النظام السياسي للتفكير في منحيين :

الأول- خلق بديل مسلح يقاتل بدلاً عن الجيش النظامي قوى الثورة السورية من اجل تشتيت جهد الثورة وبعثرة قواها واستنزافها في صراع ليس رئيسياً، وذلك للحفاض على جهد المؤسسة العسكرية للنظام السوري ولأغراض للمطاولة.

الثاني- انتظار حشد البديل الإيراني، والمليشي لحزب الله في الجنوب اللبناني للتدخل في الوقت المناسب بزخم قد يقلب معادلة الصراع الجانبي رأساً على عقب.. حيث يتشكل التضاد من ( القوات النظامية ومليشيات إيرانية بعضها نظامي بلباس مدني ومليشيات حسن نصر الله وتنظيم داعش المسلح واكراد سوريا).

– والهدف ايضاً، هو إفراغ انتصارات الجيش الحر بدفعه خارج المناطق المحررة، وتركها لـ” داعش ” صنيعة النظام لكي تفرض استبدادها الطائفي على شعب تلك المناطق ووضع قواها الوطنية امام خيارين إما الموت أو القبول بواقع الحال.!!

– وهذا الخيار يسهل لـ” داعش ” تصفية الشخصيات والعناصر الوطنية السورية في تلك المناطق لحساب النظام السياسي، وخاصة تلك الجهات التي لها دور في انطلاق الثورة وقيادتها.. كما يسهل لها القضاء على القوى والمؤسسات المدنية التي تنادي باقامة نظام ديمقراطي غير شمولي في سوريا، والتي باتت لها قاعدة شعبية واسعة تعتبر حاضنة شعبية عميقة تدفع باتجاه تعزيز نجاحات الثورة.. وهي منظمات ومؤسسات ذات طابع سلمي مهمتها حشد القوى الشعبية لنصرة الثورة والتعبير عن طموحاتها في التغيير.

– تمكنت “داعش” من إحكام سيطرتها على بعض المناطق السورية، التي حررها الجيش السوري الحر وغادرها من أجل القتال في أماكن أخرى تقتضي الضرورة الميدانية إلى الحركة.. كما تمكنت من ترهيب فصائل مسلحة أخرى :

1- استولت “داعش” على مدينة (الرقة) بعد أن قاتلت الجيش الحر.. فلو كان وجود “داعش” لمقاتلة جيش النظام السوري، فلماذا تقاتل الجيش الحر؟

2- لماذا قاتلت “داعش” تنظيم “أحفاد الرسول” الذي يقاتل جيش النظام السوري جنباً إلى جنب مع الجيش الحر.؟

3- لماذا قاتلت “داعش” تنظيم “صقور الشمال” بسيارات مفخخه، وهو يقاتل مع الجيش الحر قوات النظام السوري؟!

4- لماذا هددت “داعش” تنظيمات أخرة مسلحة، وطالبتها بنزع سلاحها والإستيلاء على (غنائم الحرب)، كما ذكرت.؟

5- لماذا تؤسس “داعش” (محكمة شرعية) في كل مكان لها فيها موضع قدم، تعتقل وتحاكم من تشاء كل من له صوت وطني ضد الطائفية ونظام الإستبداد الطائفي، وكل من يطالب بنظام ديمقراطي وبالتغيير.؟

6- لماذا تسعى :داعش” إلى استضعاف الفصائل المقاتلة الأخرى، والعمل على تفكيكها بضم عناصرها إلى تنظيماتها بالترغيب والتهديد؟

7- لماذا تعمل “داعش” على تكفير تلك الفصائل؟

8- لماذا اصدرت “داعش” فتوى تكفر الجيش الحر، وتكفر الإتحاد الوطني السوري، والديمقراطي، وتكفر كل من يرفض أو يتحفض على فتاواها، وتهددهم بالقتل، وقتلت فعلاً بعضهم واعتقلت البعض الآخر، واختطفت من غير المسلمين (قسسه) من رجال الدين المسيحيين.؟

9- لماذا تدعم “داعش” كل من يتعاون مع النظام السوري بالمال والسلاح والمواد الغذائية؟

10- لماذا تعمل “داعش” على تفكيك الجيش الحر باستمالة عناصره واغرائهم بالمال والسلاح والمواد الغذائية؟

11-لماذا تستمر “داعش” في عمليات مطاردة الوطنيين والمثقفين والإعلاميين ورجال الفكر ورجال الدين، الذين تتم عملية اعتقالهم على وفق قوائم تستلمها “داعش” بالتنسيق مع مخابرات النظام السياسي؟!

12- هذا الواقع جاء على وفق تخطيط انتج تناقض لنقيض ميداني على الأرض.. قد أدى إلى إرباكات سياسية وشعبية وتصعيد طائفي.

13- لم يقم النظام السياسي في دمشق بمنع “داعش” ولا بمقاتلتها منذ تصنيعها ولحد الآن.. لماذا؟

14- لماذ تقاتل “داعش” أعداء النظام السياسي ومن ثاروا عليه، ولا تقاتل النظام، فيما تعلن وجودها المسلح لفرض أجندة النظام ومن يقف إلى جانب دعمه؟

15- الكل يتذكر التفجير الذي ضرب وزارة الخارجية العراقية.. والكل يتذكر حين حَمَلَ (المالكي) نظام دمشق مسئولية هذه العملية، وطالب بعرض ملفها على محكمة الجنايات الدولية على غرار ملف (الحريري)، وأن تتبنى الأمم المتحدة هذا الملف.. ويتذكر ايضاً ما قاله بشار الأسد آنذاك [أنا مستعد لوقف تدفق “داعش” إلى العراق، ولكني غير قادر على حراسة حدود سوريا الطويلة مع العراق].!!

ماذا يعني ذلك؟ :

أولاً- يعني، أن النظام السوري لديه الإمكانات والثقة، ليس منع تدفق عناصر “داعش” إلى العراق فحسب، إنما لديه سلطة اصدار أوامره إليها بوقف فعاليتها.. بيد أنه قد ترك الباب مفتوحة، لأن حراسة حدود طويلة مع العراق مسألة هي خارج عن قدراته.!!

ثانياً- إن “داعش” هي من صنع النظام السياسي في دمشق، استخدمها بقوة، حين كانت أمريكا تطالب برأس النظام السوري في اطار محكمة (الحريري)، من اجل إقلاق أمريكا في العراق، وكان ذلك عام 2007.!!

ماذا يحصل الآن في العراق :؟!

– المالكي وصل إلى طريق مسدود، على الرغم من سياسة توزيع الأدوار الإيرانية الصنع.

– المالكي، نتيجة لسياساته الفاشلة، يتبع حالياً سياسة الأرض المحروقة، الفاشلة هي الأخرى أيضاً.. وهو بهذا الاتجاه يتلقى الدعم من امريكا وايران، على الرغم من ان الاخبار تشير إلى التفتيش عن شخص مقبول من قطبي الحكم (امريكا وإيران) ليحل محل المالكي من اجل التوازن الداخلي الذي هشمه المالكي وحزب الدعوة الحاكم، الذي يطالب بولاية ثالثة متجاهلاً قولاً موثوقاً للأمام علي (كرم الله وجهه).. [من يطالب بالولآية، لا ولآية له].!!

– اتفق المالكي مع ” أوباما” على اتباع سياسة (محاربة الإرهاب).. وعلى أساس هذه السياسة تم تسليحه، كما تمت موافقة أمريكا على تسليحه من روسيا وكوريا الجنوبية دون اعتراض.. والتسليح ليس لجيش نظامي محترف، إنما لمليشيات السلطة، فيما يجد طريقه إلى النظام السوري في دمشق.

– سياسة محاربة الإرهاب، تقع بالجملة، فهي سياسة هلامية يمكن أن تفصل على أي شيء، من المطالب بالحقوق المدنية والقومية حتى ارهاب العصابات والمافيات التي تتاجر بالمخدرات وبالأعضاء البشرية والرقيق الأبيض وغسيل الأموال، وحتى الإرهاب الحقيقي، دون أن نستثني إرهاب الدولة.. ليس هناك مفهوم واضح للإرهاب، كما أنه لم يحسم بعد على مستوى القانون الدولي الذي يفرق تماماً بين حق الشعوب في المقاومة والتحرير، أما باقي الأفعال فقد شخصها ووضعها في خاناتها، بيد أن أمريكا وكيانها الصهيوني وإيران وتابعوهم، باتوا يفصلون مفهوم الإرهاب في ضوء صناعتهم للإرهاب وألآت القتل ومنها الإبادة الجمعية.. ان سياسة خلط الأوراق بين قوى المقاومة الوطنية والمناهضين للاحتلال والقمع والأستبداد السلطوي، وبين “داعش” وسلوكها المرسوم بكل دقة، وبين مليشيات السلطة ومسمياتها الطائفية التي تدفع إلى التقيء.. باتت سياسة معتمدة حالياً في العراق وسوريا.

– وعلى الرغم من هذا الخلط، إلا أن قوى المقاومة الوطنية والثورة قد استطاعت أن تفرز هذه القوى وتحاصرها وتعمل على تجفيف مصادرها.. بيد أن (تمويهات داعش) وتمويهات القوى المليشية المدعومة من النظام في بغداد والنظام في دمشق تجعل الأمر ليس سهلاً في التشخيص والفرز.. والمثال على ذلك :

– 1- استخدام “داعش” السيارات نفسها التي تستخدم في ساحات الحراك المسلح، حيث تم رصد عدد من هذه السيارات تخرج من الباب الثاني للفرقة (8) ملطخة بالوحل تمويهاً وتحمل رشاشات، وهي متوجهة إلى الرمادي.. وهذه السيارات قد اشترتها حكومة بغداد من معارض بيع السيارات في السليمانية واربيل، فضلاً عن استخدامات اخرى لهذه العجلات لأغراض التفخيخ والتفجير الإرهابي.. فمن أين دخلت قوات “داعش” بسياراتها الحديثة إلى شوارع الرمادي، على الرغم من تطويقها من قبل الجيش العراقي؟.. هل ترون أن هذا سيناريو إيراني مالكي بائس وفاضح!!

– 2- تقوم عناصر الحرس الإيراني بقيادة مليشيات الأحزاب الإيرانية (بدر والقدس والصدر والبطاط وابو فضل، وغيرها من المليشيات)، وتحشيدها على طريق محاربة (الإرهاب).. ولكن من هو هذا الإرهاب؟!.. يقولو أنه ” داعش” وراياتها السوداء.. ولكن “داعش” تقاتل مع قوات النظام السوري.. والنظام السوري موالي لإيران.. وإيران موالية وداعمة لنظام بغداد.. ونظام بغداد لا يمكن أن يحارب من يدعم النظام السوري.!!

– 3- المحصلة.. هي أن إيران التي تغذي “داعش” بعناصر من القاعدة وبعناصر من الشيشان وباكستان وافغانستان وعرب ليبيا وتونس والجزائر والمغرب والعراق وغيرها من الخليج العربي، هدفها دفع الصراع بين المقاومة الوطنية العراقية بكل فصائلها والمناهضين للاحتلال وذيوله إلى صراعات جانبية يتم على وفقها تفريغ قدراتها وتشتيتها وتفكيك لحمتها ومحاصرتها والقضاء عليها.

– 4- عدم تمكين القوى الوطنية العراقية، وعدم تمكين القوى الوطنية السورية من تنفيذ استراتيجيتيهما القائمة على اساس أن الصراع بين قوى الشعب الوطنية وبين النظام الطائفي الفاسد، وتحويله إلى صراع جانبي تزج فيه عناصر المليشيات وعناصر الصحوة في الصراع بدلاً من قوات النظام نفسه في كل من بغداد ودمشق.!!

– 5- بغداد حركت قطعات جيشها المليشي (وحركتها استعراضية اعلامية) صوب الحدود العراقية- السورية، وهي حدود طويلة.. واهدافها، منع تدفق “داعش” إلى الأراضي العراقية.. وهذا التبرير هو غبي جداً.. لأن الفعل كان منصباً على تدمير خيم المعتصمين، وحتى لو سحبت هذه الخيام والسرادق، فهل يتخلى الشعب عن مطالبه المشروعة؟ طبعاً لن يتخلى عنها أبداً.

– 6- القتال في سوريا مستمرا بين الجيش الحر وبين جيش النظام السوري المنهك، الذي تدهورت قوته كثيراً لولا دعم إيران ودعم العراق بالسلاح والعتاد والرجال والأموال والنفط، فضلاً عن الدعم الروسي سياسياً وعسكرياً.. وإزاء هذه الحالة البائسة لجيش النظام السوري، فكيف يمكن لـ”داعش” التي تقاتل مع جيش النظام السوري وليس ضده أن تتخلى عن قتالها و(تتدفق) على العراق؟!

– 7- هنالك معاني يمكن أن تفسر حركة (الجيش المليشي) العراقي إلى الحدود العراقية السورية بطريقة الإستعراض الإعلامي الهابط :

– أولاً- تأمين تدفق الإمدادات الإيرانية عبر العراق (سلاح وذخيرة ورجال واموال وبنزين وغيرها) إلى النظام السوري.. وهذا معناه، أن الصراع سيستمر، وأن قوى الشعب العربي السوري المناهضة للنظام ما زالت قوية وقادرة، رغم انقطاع الدعم عنها، على اضعاف النظام باسلوب الأستنزاف.

– ثانياً- عرقلة أي تواصل مستقبلي بين القوى المقاومة للاحتلال والمناهضين له في العراق مع قوى الثورة في سوريا.

– ثالثاً- اجهاض القوة الوطنية المقاومة في العراق واستنزاف قدراتها على احكام قبضتها على منطقة حيوية جيو- سياسية تعتبر الشريان الاقتصادي بين العراق وسوريا، وهو خط (الترانزيت) صوب الحدود.. وهذا الخط من المستحيل عرقلته او ايقافه او التاثير عليه ما دام واسعا وشاسعا ويتطلب قدرات هائلة من التحكم والسيطرة.. وان اللعب على حافته الصحراوية يعد جهلاً بالواقع الجيو- بوليتيكي للعراق إلا في ظل حكم وطني يدرك ابعاده الإستراتيجية.!!

– رابعاً- انهاء الإعتصامات الوطنية الشعبية التي اخذت تستقطب كل ابناء العراق من الشمال حتى الجنوب، الأمر الذي ارعب المالكي وهو مصر على ولاية ثالثة موهومة.. وكأن الإعتصامات هي مجرد خيم وسرادق.. وهذا يعكس غباء السلطة وذعرها وارتباكها وهستيريتها المرضية.. وإن غباء السلطة أيضاً يكمن في مسألة التناقض بين دعاوى الديمقراطية وتصفيات الخصوم، بين دعاوى التعددية والاصرار على الفردية، بين دعاوى الإعمار والنهب والسلب والفساد لحد الفضيحة.. كما يكمن في النتائج التي ينعدم فيها البناء في كل مرافق الدولة منذ عشر سنوات ولحد الآن.

إن الهجمة الإمبريالية الصهيونية الإيرانية، التي تعرض لها النظام الوطني في العراق، والتي انسحبت على باقي الأقطار العربية استراتيجياً، تقع في مدخلين :

1- استنزاف طاقات العراق وسوريا وباقي طاقات الدول العربية المؤثرة في ميزان تعادل القوى مع الكيان الصهيوني، ونزع سلاح جيوشها واضعافها وشرذمتها.

2- ابقاء العراق وسوريا وباقي الاقطار العربية في حالة من الفوضى الداخلية في شكل حلقة مفرغة من الارهاب الذي تخلقه كل من حكومة طهران وحكومة بغداد وحكومة دمشق تحت اشراف امريكي.. كيف؟

لقد تم حصر تنسيق سياسة محاربة الإرهاب الدولي في ( مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية في واشنطن الذي يديره الأخوان المسلمون حالياً)، ومن مهامه تكريس العلاقات التنسيقية مع اطراف او عناصر اسلامية تتشكل بمساعدة إيران والاخوان المسلمون تحت اشراف وكالة المخابرات المركزية الامريكية، كما حصل مع التركي ” فتح الله غوان” الذي عمل مع المخابرات الامريكية لخلق مشكلات في الاتحاد السوفياتي وزعزعة استقراره، من خلال تأسيس (بيوت النور) في الجمهوريات التي فيها اكثرية مسلمة، وذلك في عقدي السبعينيات والثمانينيات.. والآن نرى موجة العنف والإرهاب تصل إلى روسيا الإتحادية التي لم تتعض، فهل هي إيذاناً والعام الجديد في بداياته، بتنفيذ سياسات تعمل أمريكا وإيران معاً على الساحة الروسية في مقابل مساومات نفوذ تتطلع إليها إيران ومكاسب استراتيجية تسعى إليها أمريكا؟!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

سانتا كلوز ( بابا نوئيل ) في مدينة الثورة

شلش العراقي

بمناسبة العام الجديد ،هناك بوادر ازمة وشيكة تلوح في افق مدينة الثورة ، وسبب هذه الازمة جنبكم الله شرها المستطير، هو الخلاف الحاد الناشيء بين الاطراف المختلفة على احقية تمثيل شخصية (بابا نؤيل) لهذه السنة .فبعد ان تم الاتفاق على ان يكون نصب شجرة الميلاد عملا مشتركا بين الجميع، ، يتجادل الجميع حاليا على شخصية (سانتا كلوز)، فعشيرة السواعد تعتقد ان السيد (بابا نؤيل) هو من اصول ساعدية وتحديدا من بيت زامل ، اما الاخوان البو محمد فيجزمون على انه محمداوي ابا عن جد، الاخوة البودراج من جانبهم يرون في السيد (بابانؤيل) عتاكا اصليا وعربته الجليدية خير دليل ، الاخوة الازيرج يقولون انه منا ،بدليل ملابسه الحمراء ،اشارة الى كون الازيرج ارتبطوا تاريخيا بالحزب الشيوعي ، الاخوان في عشيرة كعب اخرجوا شجرة العشيرة على الناس ووضعوا دائرة حمراء حول اسم جدهم حجي نويل .عشيرة البو عبود يقولون ان (كلوز) هي اشتقاق من اسم جدهم (عنوز) رحمه الله .اما عشيرة جنانة فيقول رئيسهم الشاب ان (سانتا كلوز) جناني من مواليد العمارة توفيت امه مبكرا فعاش على قواطي حليب كيكوز وسمي حينها (جناني كيكوز) ومن هنا تطورت التسمية ،ائتلفت عشائرشارع الجوادر فيما بينها وشكلت ( جبهة الجوادر الوطنية) بينما شكلت عشائر شارع الداخل (قائمة الداخل العراقية ) الاخوان في جيش المهدي تحالفوا مع الاخوان في فيلق بدر لتشكيل (الائتلاف الموحد )،انحسر الخلاف بين القوائم الثلاث بالاضافة الى تحالف شكله ابناء حي الاكراد في منطقتهم ضم القوى الكردية سمي (التحالف الكردستاني) .اهل الداخل يصرون على ان (بابا نؤيل )علماني عمل طوال حياته على فصل الدين عن السياسة واسمه (رفيق نؤيل) ويجب ان يلبس بدلة حديثة وربطة عنق ، واهل الجوادر يقولون انه عربي مسلم من نسل (عدنان ) ولابد ان يرتدي عقالا و كوفية حمراء واسمه (عليان نؤيل )، الاخوان في الائتلاف الموحد يقولون انه سيد من سلالة الامام موسى الكاظم و اسمه (سيد كلوز الموسوي) ويجب ان يرتدي عمامة سوداء ، واما الاخوان في التحالف الكردستاني فيصرون على انهم خارج المعمعة حيث اكتفوا ب ( مام نؤيل) الخاص بهم دون ان يلزموه بالسروال الكردي ولكنهم طلبوا وضع مزيدا من الصلاحيات في جعبته ، احتدمت الخلافات وكالعادة تم التلويح بالسلاح وتصاعد هتاف الجموع واشتغل الردح :

* ماكو ولي الا علي . . . نؤيل يبقى جعفري

وياتيهم من الجانب الاخر هتاف :

* احلف بالله والنبي . . . سانتا كلوز مو عربي

الائتلاف الموحد قرروا فرض بابا نؤيلهم ، لكنهم اختلفوا فيما بينهم ايضا ، ابناء التيار الصدري المبارك يريدون (سانتا كلوز) العام الماضي يبقى هو نفسه.بينما اخوانهم في المجلس الاعلى يفضلون صديقه (نؤيل عبد المهدي ) وهكذا يستعر صراعا خفيا بين الاخوة ، ولاندري هل سياتي (ملا نؤيل) في راس السنة بعمامة سوداء ام بيضاء .

الموضوع في تطور والاختلافات تشابكت ، بينما شجرة عيد الميلاد السوداء ترتفع يوما بعد يوم في وسط المدينة وتتلألأ على جوانبها فوانيس ولالات واطارات سيارات قديمة وصفائح معدنية فارغة .

بعضهم حمل راية كبيرة كتب عليها (ياقائم ال عمران) ووضعها في قمة الشجرة .بينما علق غيرهم لافتات سوداء مكتوب عليها (هبي نيو يير شيعة).و(سنة حلوة ياحكيم)و(المجد للرب في الاعالي وعلى العراق السلام ).

اطفال المدينة اصحاب الشأن قرروا من جانبهم اختيار زاير جلوب بديلا عن (سانتا كلوز) لانه مدور الوجه و قصير القامة محني الظهر بالاضافة الى لحيته الثلجية الكثة وكراهيته الغريزية للاطفال الذين يسميهم – نغولة –

زاير جلوب يتدرب هذه الايام على دور (بابا نؤيل ) ذهابا وايابا في شارع الفلاح وسط تصفيق وهتاف الاطفال الفقراء الذي مزقوا جعبته الكبيرة لتسقط منها هاونات ورمانات يدوية وشواجير واعتدة مختلفة العيارت .

الدنيا باردة ومغيمة ، وزاير جلوب رايح جاي .. فجأة وبدون سابق انذار تساقطت ثلوج كثيفة على مدينة الثورة وضواحيها ،احالت كل شيء الى بياض ناصع تلمع على سطحه اضواء الالعاب النارية، التي بدات تضيء سماء المدينة ،احتفالا بقدوم العام الجديد ،على حين غرة،نزلت مروحية امريكية ترجل المارينز واختطفوا (زاير جلوب ) لتحلق به الاباتشي عاليا .

تفرق الاطفال الحفاة بملابسهم الرثة الى بيوتهم الرطبة حزانى ليجلسوا بانتظارهدايا (سانتا جلوب) الامريكي في ليلة راس السنة .

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

النبي لوط رائد الشذوذ الجنسي : ـ

لو أطلقنا على من لا يتوافق مع المعايير الثقافية السائدة للممارسة الجنسية ( السويّة ) في مجتمع بعينه لفظ ( شاذ جنسياً ) فإنّ النبي ( لوط ) بدوره يستحق هذا اللقب ، فلوط وأقلية إتّبعته خالفوا المعايير السائدة للمارسة الجنسية ( السويّة ) في مجتمع النبي لوط والمتمثلة في المثلية وفي إعتبار الغيرية شذوذاً جنسياً ، حيث رفض لوط وأقليةً إتّبعته أن يُمارسوا المثلية التي كان يمارسها أغلبية أفراد ذلك المجتمع ( قوم لوط ) ، وفضّلوا ـ أي لوط وأتباعه الأقلية ـ ممارسة الجنس الغيري ، وبالتالي فقد إستحقوا ـ وفقاً لمنطق مُتهمي المثليين اليوم بالشذوذ ـ أن يُوصفوا بالشذوذ الجنسي ، وذلك كي يتسق رافضوا المثلية اليوم من منطلقات دينية مع أنفسهم ، حيث عليهم أن يعتبروا النبي لوط شاذ جنسياً .

فأولى محاججات هؤلاء التي يُبرِّرون بها نعت المثليين بالشذوذ ـ رغم الماخذ الكثيرة من قِبل الحقوقيين على المسمى ـ هي أنّ هؤلاء المثليين خالفوا ما درج عليه غالبية الناس ، وخالفوا المعايير الثقافية المُتعارف عليها للممارسة الجنسية ( السويّة ) ، تماماً كما فعل لوط عندما رفض أن يخضع لمعايير قومه الجنسية ( السويّة )، وأصرّ على شذوذه ( غيريته الجنسية ) . بل ونجد أنّ لوط ـ والذي يُحتفى به من قِبل الخطاب الديني الرافض للمثلية اليوم ـ قد ذهب إلى ما لم يذهب إليه مناصروا المثلية اليوم ، حيث دعى النبي لوط الاخرين ـ وهم الأغلبية ـ إلى مفارقة ميولهم الجنسية المثلية وتحويلها إلى ميول غيرية ، بينما مثليوا اليوم فقط وفقط يُطالبون بالإعتراف بحقهم في ممارسة الجنس المثلي ، دون أن يُطالبوا ـ كما فعل لوط ـ بأن يُصبح الجميع مثليين مثلهم .

وما فعله قوم لوط عندما حاولوا أن يُكرِهوا لوطاً وأتباعه على ممارسة المثلية وتغيير ميولهم الجنسية ، هو ذاته ما يفعله اليوم المناهضون والمطهِدين لحقوق المثليين عندما يحاولون أن يفرضوا عليهم ميولاً جنسية غيرية ، وبالتالي فهم ـ أي المناهضون لحقوق المثليين ـ كقوم لوط ، يستحقون الخسف والدمار لو إتّبعنا منطق عمل قوانيين العدالة الإلهية. وهكذا نجد أنّ الخطاب الديني يتناقض مع نفسه بخصوص موقفه من المثلية ، فهو يدفع بحُجّة الأغلبية في رفضه للمثلية الجنسية ، بينما يستند مرجعياً إلى قصّة أبطالها أقلية ثارت في وجه نمط بعينه درج عليه الغالبية . وبالطبع فالخطاب الديني لا يستند في تحريمه وتجريمه للمثلية إلى تلك الحُجّة فحسب ، وإنّما إلى عدّدٍ من الحُجّج سأوردها تالياً موضِّحاً تهافتها بالنسبة لي على الأقل .

فالخطاب المناهض لتلك الحقوق يستند أحيانا إلى حُجّة المحافظة على بقاء الجنس البشري وحمايته من الإنقراض، الأمر الذي يتناقض ـ حسب وجهة نظره ـ والسّماح للمثليين بممارسة الجنس المثلي ، والحقيقة فإنّ المثليين ظلُّوا رغم القمع التاريخي الدموي والبشع الذي تعرضوا له يُمارسون المثلية لالافٍ من السنيين ، ولم يشهد التاريخ الإنساني غياباً للمثليين قط ، ورغم هذا لم ينقرض الجنس البشري ، فالمثلية ليست مرضاً وبائياً مُعدِياً ، ورغم وجود المثلية والمثليين وما باتوا يحظون به من حقوق في عدّدٍ من بلدان العالم إلاّ أنّ مشكلة الكثافة السكانية والتي باتت تُهدِّد موارد كوكب الأرض بالإنقراض لا زالت موجودة ناهيك عن إنقراض الجنس البشري ، فضلاً عن أنّ الولادة اليوم مُتاحة حتى للمثليين والمثليات ، إذ لم تعد الخِلفة مُقتصرة على الممارسة الجنسية ، وإنّما ثمّة تقنيات بات يلجأ لها كثير من المثليين والمثليات للإنجاب دون الإضطرار إلى الممارسة الجنسية الغيرية .

و حتى لو سلّمنا جدلاً بالحُجّة السخيفة تلك التي تقول بأنّ المثلية تُهدِّد بإنقراض الجنس البشري فهذا بدوره لا يمنح الحق أخلاقياً في حرمان المثليين من المتعة الجنسية ، وإنّما يُمكن أن يتم إلزامهم بالإنجاب عبر التقنيات الحديثة التي لا تحتاج للجنس لو خيف على الجنس البشري من الإنقراض وهو أمرٌ مستبعد كما قلنا على ضوء مشاكل إزدحام كوكب الأرض بالبشر الذين بات عددهم يتضاعف عاماً بعد عام على نحوٍ خطير جداً حدا ببعض الدول إلى تحديد عدد محدد للمواليد لكل أسرة ، و الغريب أنّ إنتشار الأسلحة ـ نووية أو غيرها ـ يُهدِّد بدوره وعلى نحوٍ أسرع وأخطر بإنقراض الجنس البشري بل ودمار كوكب الأرض، ورغم ذلك لم نسمع الجماعات الدينية الرسالية تدعوا إلى منع إستخدام الأسلحة أو الفتك بالمسلحين ، بل إنّنا على العكس من ذلك رأيناها تستخدم تلك الأسلحة في الجهاد وفي مختلف عملياتها ( الإرهابية ) .

من حق الجميع أن يستخدموا أعضاهم ـ تناسلية أو غير تناسلية ـ على النحو الذي يروق لهم ، دون أن يتهمهم الاخرون بالشذوذ أو أن يَحُلوا بينهم وبين إستخدامهم لعضوٍ ما على النحو الذي يروق لهم ، فالساق تُستخدم من قِبل الجميع للمشي حسب ما تعارف عليه البشر تاريخياً، لكن حينما يستخدمها البعض للعب كرة القدم فإنّنا ـ رغم أنّه إستخدام بدا لأوّل مرّة عند إكتشاف لعبة كرة القدم إستخداماً مُغايراً لما تعارف عليه الجميع من إستخدامات الساق ـ لم نسمع بمن وصف لاعبي كرة القدم الأوائل هؤلاء بأنّهم شواذ . وبالتالي لا حقّ لأحدٍ في أن يُحدِّد لاخر ما يفعل بأجهزته التناسلية ، أو أين يضعها ، أو يصفه بالشذوذ بناءً على إستخدام عضوه التناسلي على نحو غير مألوف بلنسبة لنا طالما لم يؤذي بذلك غيره أو يُكرهه على شئ .

يُتّهم المثليون عادةً من قِبل المناهضين لحقوقهم بأنّهم مرضى نفسيين ، وأنّ المثلية الجنسية هي مرض نفسي ، وبالطبع فتهم الجنون أو تهمة الإصابة بمرض نفسي يُمكن أن تُوجّه ـ في ظل غياب المعيار وفي ظل الإستخدام العشوائي لكلمة مريض نفسي ـ إلى موقف هؤلاء المناهضون للمثلية الجنسية بدورهم بوصف موقفهم هذا هو موقف نفسي مريض وهوسي من حق الإنسان في البحث عن ما يُشبع لذته ورغبته الجنسية ، وذلك طالما نحن لا نملك معيار مُحدّد لما هو مرض نفسي وما هو ليس مرضاً غير نفسي على نحو كلي ودقيق وشامل ، فالمجنون هو مجنون من وجهة نظر الغالبية ووفقاً لتعريفهم هم للوعي ، ولكن حُجّة الغالبية تلك تواجه عدة إشكاليات عرضنا لها أعلاه وسنعرض لها لاحقاً ، فالغالبية ليست معياراً للصحّة المنطقية أو الأخلاقية .

فلا يجب أن ننسى أنّ غالبية البشر ذات يوم أقرّوا بأخلاقية إمتلاك العبيد وإستعباد البشر ، كما أنّ الأنبياء والفلاسفة بل والعلماء المتخصصون على مر العصور وإلى اليوم صنفوا وأُتهموا بأنّهم مرضى نفسيين وإتهموا بالجنون ، وحتى لو سملّنا جدلاً بأنّ المثليون هم مرضى نفسيون ، فهل من حقِّ أحدٍ أو هل يستطيع أحد أن يحُول بين مريض وبين أعراض مرضه ؟ فالمجنون الذي يحلوا له مثلاً أن يقفز ويضحك هل يحق للاخرين منعه من ذلك ؟ هل يحق للاخرين محاكمة المريض النفسي أو قتله أو إضطهاده كما يحدث للمثليين حتى من قبل الزاعمين بأنّهم مرضى نفسيين ؟ . عموماً منذ القرن الماضي قامت جمعية الأمراض النفسية الأمريكية بحذف المثلية الجنسية من قائمة الأمراض النفسية وإعتبارها هوية وإختيار . فضلاً عن الأبحاث الطبِّية العديدة التي تتحدث عن عديد من حالات المثلية ذات البعد البيولوجي المتعلق بالجينات .

ترد كلمة ( فطرة ) بكثرة على لسان المناهضين لحقوق المثليين الجنسيين ، حيث يزعمون بأنّ المثلية ضد الفطرة الإنسانية ، دون أن يضع لنا هؤلاء تعريفاً لماهية الفطرة ، وقد نجدهم في غالب الأحيان يلجأون مرّةً أُخرى إلى معيار الأغلبية لتحديد الفطرة من اللا فطرة ، وهو معيار كما أوضحنا غير منطقي إطلاقاً ، وطالما ان مصطلح ( فطرة ) مصطلح فضفاض وغير منطقي وغير مُحدّد إلاّ بمعيار الأغلبية الباهت فلا يمكن أن نبني على أساسه تشريعاً قانونياً تقتضي مخالفته العقوبة ، حيثُ يمكن لكِّل من لا يحلوا له ممارسة بعينها صدرت من خصيمٍ لهُ أن يُصنِّفها بوصفها ممارسة لا فطرية ويزج بخصمه في متاهات النيابات العامة .

ولأضرب هنا مثلاً بما يُسمى ( دين الفطرة ) ، حيث أتباع أيّ دين يعتقدون أنّ دينهم هو دين الفطرة ، ولو فتحنا المجال للقانون ليُعاقب على كلِّ ما يخالف الفطرة كما يدعو لذلك مناهضوا المثلية الجنسية ، فسنجد أتباع أيّ دين يريدون معاقبة أو سجن أتباع الدين المخالف لدينهم بوصفه ديناً مخالفاً للفطرة ، لذلك فحتى لو سلّمنا جدلاً بأنّ المثلية مخالفة للفطرة حسب إعتقاد البعض ـ بغض النظر عن عدّدهم ـ فلا يحق لأحدهم بناءً على هذا الإعتقاد أن يُعاقِب أو يمنع المثلية ، وله فقط أن يتحدث في إطار التعبير عن الرأي عن رأيه في المثلية ، لا أن يُصادر حقوق المثليين أو يُعاقبهم أو يمنعهم من ممارسة مثليتهم .

إذاً ليس هناك مبرِّر عقلاني أو منطقي أو أخلاقي لتجريم المثلية أو معاقبة المثليين أو عدم الإعتراف والإقرار بحقوقهم ، بإستثاء المبرِّر الديني الميتافيزيقي الذي لا يصلح لوحده لصياغة قانون جزائي أو عقابي ، فالذي لا يصلي أو يصوم نهار رمضان عقابه على الله لا على القانون الجنائي ، كما أنّ المبرِّر الديني يقتصر فقط على أتباع الدين ولا يتعدى من هم خارج إطار الدين والغير خاضعين لتعالميه ، فالدين مُلزِم لأتباعه فقط ، وعلى نحو ذاتي لا قانوني .

حرمان المثليين والمثليات جنسياً من ممارسة الجنس المثلي يعادل جريمة الختان وجريمة الخصاء ، فكلّ تلك الممارسات المتخلفة الغرض منها حرمان الإنسان من إشباع رغباته الجنسية حتى لو لم يؤذي أحداً ، أوإجباره على مقدار محدّد وضئيل من الإشباع الجنسي كما في حالتي الختان وعند إجبار المثليين على عدم ممارسة المثلية ، أو بشكل كلِّي مثل الخصاء والختان الفرعوني ، ولن تُجدي هنا مسألة الأغلبية كما أوضحنا ، فلو خضع الإنسان لفكرة الأغلبية لما كان هناك أديان ولا فلسفات ولا تغيير ، ولكانت حياة الإنسان سلسلة طويلة من الجمود عند مرحلة بعينها ، ولقُضي على مبدأ التطور أساس الحضارة الإنسانية .
فالأديان والفلسفات الكبرى بدأت على يد أقلية أُتُّهِمت بالهرطقة والتجديف والشذوذ عن القطيع . كما لا يجب ان ننسى أنّ الحقوق لا تخضع لرأي الأغلبية ، فحقوق (س ) من البشر هي حقوق حتى ولو رفض الأغلبية الإقرار بها ، فالزنوج بالولايات المتحدة الأمريكية كان من حقهم أخلاقياً ومنطقياً منذ الخمسينات من القرن الماضي وما قبلها أن يتمتعوا بكافة الحقوق الطبيعية والمدنية رغم إعتراض غالبية الأمريكيين آنذاك على تمتعهم بحقوقهم ، ولو كانت الحقوق تخضع لمبدأ الأغلبية لربّما لم ينل السود حقوقهم إلى اليوم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاً ضد كلّ سلطة ظلامية تمنع العقل الإنساني من الوصول إلى نور الحرِّية حباً في الإستبداد وتعلقاً بالسيطرة !

محمد ميرغني – مفكر حر

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية | 1 Comment

شاهدوا أخلاق عشائر الأنبار في التعامل مع أسرى جيش المالكي

لو كانت القاعدة هي المسيطرة على محافظة الأنبار هل كانوا سيتعاملون مع أسرى قوات المالكي بهذه الطريقة؟ وإذا كانت العشائر متعاونة مع جيش المالكي في (مكافحة الارهاب) فلماذا يسلم الجنود أنفسهم، ويتخلون عن أسلحتهم وعرباتهم، وينزعون ملابسهم العسكرية، ويلتجأون الى العشائر ؟؟ واذا كان المسلحون هم ارهابيون فلماذا يقومون بتسليم الجنود الى العشائر بدلا من التنكيل بهم؟؟ وإذا كان جنود المالكي مؤمنون بقضية تحرير الأنبار من الارهاب فلماذا بلغ عدد من سلموا أنفسهم دون قتال أكثر من 300 حتى الآن؟

ميسون البياتي – مفكر حر؟

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

(-كفرنبل-) رمز مدنية وديموقراطية وموهبة الثورة السورية الشابة !!!

عبد الرزاق عيد:  الحوار المتمدنAbdulrazakeid

عندما سمعت،باستيلاء داعش على (المكتب الإعلامي) لكفرنبل (قلب الثورة)، تأكدت بشكل حاسم ونهائي بعمالة (داعش ) للتحالف الطائفي (الأسدي -الإيراني )، وحزنت على دماء شبابنا السوريين المخلصين المضللين بكذبة (جهادية داعش ) ….

“كفرنبل” التي سميت بـ(قلعة الثورة) كانت رمزا للموهبة الجماعية الشبابية للثورة السورية في إعلامها العبقري الشاب، الذي كان معادلا لعبقرية الثورة التي ابتكرها وأبدعها الشباب السوري من خلف ظهر النظام والمعارضة (علمانيين وإسلاميين ) معا …

حيث لو قيض لشباب “كفرنبل” البلدة الصغيرة ( الناحية في قضاء معرة النعمان وفي محافظة ادلب) أن تقود وعي وفكر الثورة السورية …لظلت الثورة محافظة على ألقها وتوهجها ليس وطنيا فحسب، بل وعالميا ،بسبب هذه النكهة الإنسانية والعالمية الكامنة في الابداع التي تخاطب العقل والوجدان الإنساني في مواجهة الدموية الغريزية الهمجية الطائفية الأسدية :حيث اليافطات المبدعة التي تحمل موقفا سياسيا يلخص جوهر محطات تطورات الثورة …

إذ ظلت “كفرنبل ” محافظة على الشعارات الوطنية المتعالية على سفالة الاندفاعات الغريزية الثارية الطائفية للاسدية الهمجية، وهي تسعى لتحويل الثورة من ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة، إلى حرب “أهلية” يذبح فيها الأطفال وتغتصب النساء.. يساندها إعلام دنيء ومنحط عربي وعالمي، إذ يصمها بتسميات ( الحرب الأهلية والطائفية …والحرب ضد الإرهاب ) …
وكل ذلك من أجل إنجاح (النظام الأمني الطائفي الأسدي الهمجي ) أن يحول صورة شعبه التي تقدمها عبقرية (كفرنبل )، من ثورة شعب متطلع إلى الحرية والكرامة الإنسانية، إلى صورة (داعش ) التي لا يمكن أن يجد النظام الأسدي صورة للبشاعة الإنسانية تنافسه على انحطاطه كصورة داعش، ولهذا كانت من أوائل مآثر ( داعش المنتجة أسديا كعدو ) هو اسكات صوت إعلام (كفرنبل ) …الصوت الحضاري والمدني والديموقراطي للثورة السورية …فتحية للشباب المبدع في (كفرنبل ) وريث عبقرية جده العظيم أبي العلاء المعري، ووريث روح الابداع الساخر لأهل محافظة ادلب … الابداع الساخر بوصفه عدوا لدودا للتعصب، وصنوا رائعا للتسامح الوطني ولأهلي والإنساني، وهم يتنافسون وطنيا وحضاريا على تملك هذه الروح العظيمة للتسامح وقبول الآخر، مع أشقائهم في (حمص العدية)، بل وسوريا العظيمة التي لم يقدم شعب في العالم ثمنا للحرية كما قدمها الشعب السوري العظيم…

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

آخر النكات القراقوشية

آخر طرائف وزارة التخطيط العراقية نقلها عبد الزهرة الهنداوي الناطق الرسمي للوزارة الى وسائل الاعلام امس.
تقول الطرفة ياسادة ياكرام “أن دخل الفرد العراقي سيرتفع إلى نحو “ستة آلاف” دولار سنويا”.
ولم يتوقع الهنداوي أن يشهد الاقتصاد “نموا وتطورا”، خلال العام 2014”.
وتزيد الطرفة بالقول”أن نسبة البطالة والفقر لم ينخفضا بسبب التوزيع غير العادل”.
ولاندي هل هذه الستة آلاف دولار ستوزع بشكل عادل ام هناك من يريد ان يستولي عليها كما كان يفعل في السابق؟.
فهل مثلا ستوزع على العاطلين عن العمل ام الفقراء؟ثم كيف يستطيع العراقي ان يعيش بنصف مليون دينار وسط الغلاء الفاحش الذي اصبح مثل دودة”العث” تنتقل من مكان آخر؟.
ياعمي كافي قشمرة بالناس.
حتى الغريب عن الديار عرف عن بعد كيف اصبحتم خبراء بالكذب.
العام الماضي ،حسب هذه الوزارة، شهد انخفاضا ان المؤشرات الأولية للمسح الذي نفذته لخارطة الفقر في العراق لعام 2013 بينت انخفاض مؤشر الفقر إلى 18% مقارنة ب 23% لعام 2007 .
ياسلام يعني هناك اكثر من 7 ملايين فقير في العراق.
حلو.
وكانت اللجنة المالية النيابية، كشفت مؤخراعن استحداث الموازنات العامة للدولة أكثر من 454 ألف درجة وظيفية منذ 2011 الماضي، وفي حين بينت أن وزارات الدفاع والداخلية والتربية والصحة هي الأكثر “توظيفا”، وأن بغداد هي المحافظة الأكثر حصولاً على التعيينات، أكدت أن تلك الدرجات “عجزت” عن معالجة البطالة بسبب “غياب الإدارة الحكيمة” في توزيعها، وأن “أفضل” الحلول لتوزيعها يكمن في تفعيل مجلس الخدمة الاتحادي و”عدم تعطيله” أكثر من قبل الحكومة.
من فمك ادينك.. اذا كانت لاتوجد ادارة حكيمة في توزيع الثروات فكيف سيتم توزيع 6 آلاف دولار سنويا؟.
ويصر الهنداوي على القول مؤيدا اللجنة النيابية أن “نسبة البطالة والفقر لم تحقق أرقاما كبيرة في الانخفاض خلال العام 2013، بسبب التوزيع غير العادل للدخل بين طبقات المجتمع العراقي برغم زيادة الناتج المحلي الإجمالي والذي سجل بحدود 9%”.
فاصل منكود: اجتمعن بعض نسوة بغداد من اجل مناقشة الطريقة السليمة لصرف هذا المبلغ ولكنهن امتنعن حتى التصريح بالتفاصيل.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

أكبر جريمة ارتكبها محمد بحق أتباعه هو تجريدهم من روحانياتهم

لم يتسنَ لي أن أكتب تمنياتي لكم في وقتها….
لا يهم، كل يوم عيد رأس سنة، وفي كل لحظة بامكاننا أن نبدأ سنة جديدة…
بالأحرى لا تبدأ سنة جديدة، مالم نضع نصب أعيننا أن نبدأ تغييرا ما في حياتنا….
مع كل تغيير سواء نحو الأفضل أو نحو الأسوأ نحن نبدأ حقبة جديدة….
التغيير وحده هو النقطة العلامة التي ينتهي عندها زمن ويبدأ زمن آخر…
عند العرب يكون السؤال: ماهي أمنيتك للعام الجديد؟
في أمريكا يكون السؤال:

What’s your resolution for the new year
بمعنى: ماهو الفعل أو القرار الصارم الذي ستتخذه في العام الجديد؟
والفرق بين السؤالين يعكس الفرق بين العالمين!
مستقبل الإنسان العربي مجرد أمنية، أما مستقبل الإنسان الغربي فخطة وقرار!
لم تعد الأمنية تعني الكثير، وحده الفعل والقرار ـ بالنسبة لي ـ سيد الموقف!
سأصدر كتابا جديدا في هذا العام، هذا هو قراري…..
وسيكون ثمرة لمئات، إن لم يكن آلاف الرسائل، التي وصلتني ومازالت تصلني من قراء أكن لهم كل الحب والاحترام، قراء يعاتبوني على غيابي في زمن كانوا خلاله بأمس الحاجة لكتاباتي….
عبد الله القصيمي يقول: المعاناة الذاتية هدم للقوى المبدعة!
والمعاناة السورية خلال ثلاث سنوات سرقت من عمري خمس وعشرين عاما….
خمس وعشرون عاما من التحصيل والجمع والاستقصاء والتمحيص والدراسة، لم أعد قادرة على جمع شتاتها على الورق، لأن الألم أكبر من قدرتي على فعل ذلك!
فلقد صادف عيد الميلاد الفائت الذكرى الخامسة والعشرين لدخولي أمريكا وولادتي من جديد!
لكن، طالما الحياة قرار، فلقد اتخذت قراري بمواجهة آلامي والتغلب عليها في سبيل تحقيق آمالي!
أملي الأكبر أن أساهم في إعادة خلق إنسان عربي جديد، بعد أن كتبتُ له ما يساعده على خلع جبة نبيه، والبحث عن ثوب أكثر حشمة ووقار!
أعتقد أن أكبر جريمة ارتكبها محمد بحق أتباعه هو تجريدهم من روحانياتهم، فالاسلام لا يمت للروحانية بصلة!
لذلك، سيكون كتابي لهذا العام زاخما بالروحانيات التي تعيد إلى المسلم التارك لدينه صلته بالكون وبأخيه الإنسان في كل مكان…
هذا هو قراري، فما هو قرارك صديقي؟؟؟؟
هل اتخذته أم مازال مجرد أمنية؟؟؟
أتمنى لكل منكم ما أتمناه لنفسي ولأولادي ولعائلتي…
أحبكم…
أقولها، ليس مجرد كلمة، وإنما أعنيها بالمطلق…
فلولاكم لم أكن يوما وفاء سلطان…
ودمنا جميعا أبناء هذا الكون العظيم واخوة في الإنسانية!

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

رسالة مؤثرة من السادة الموسويين في كربلاء تطالب بانسحاب أبناءهم من جيش المالكي

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment