حُثالة الحُكّام العرب !

الإنقلابُ الأبيض !
إصغوا معي الى القصّة القصيرة التالية عن الحالة القطرية أو ما تُسمى ب [إمارة الغاز] .
عندما إستقلّت (قطر) عن بريطانيا عام 1971 كانت تحت حُكم الشيخ / أحمد بن علي آل ثان !
الذي إستلم الحُكم في 24 إكتوبر 1960 , بعد أن كبر أباه (الشيخ علي)
فتنازل عن الحُكم لإبنه , وبايعتهُ اُسرة آل ثاني .
بعد حوالي عام واحد وبالتحديد في 22 فبراير 1972
حدثَ إنقلاباً عسكري (أبيض) على الشيخ (أحمد بن علي ), نفّذهُ إبن عمّهِ وولي عهدهِ الشيخ / خليفة بن حمد آل ثان !
وقام (خليفة) بتوطيد حُكمهِ من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولادهِ .
إلاّ أنّهُ لم يكن يعلم أن الضربة (المستقبلية) ستأتيهِ من إبنه البكر وولي عهدهِ .. ( حمد ) !
حيث قامَ هذا الأخير بإنقلابٍ (أبيض) على والده في 27 يونيو 1995
فذهب (خليفة) الى سويسرا في إحتفالية كبيرة أقامها الإبن , وكأنّها حفل وداعٍ لهُ في مطار قطر .
ولم يُسمح لهُ بالعودة إلاّ عام 2004 للمشاركة في تشييع جثمان إحدى زوجاته !
حسناً نكمل القصة لنرى كيف يُعيد التأريخ نفسه بشكل مهزلة هذهِ المرّة وبسرعة كبيرة أحياناً .
في 25 يونيو 2013 , اُشيع خبر تنازل (الأمير حمد) عن السلطة لصالح إبنهِ وولي عهدهِ (الأمير تميم) !
طبعاً الأخبار والتسريبات تقول كان إنقلاباً (أبيضاً) وليس تنازلاً عن قناعة
ما علينا .. حتماً سيتم إثبات ذلك ودور ( موزة ) لاحقاً.
الآن .. لو أعدتم النظر كرّتين الى التواريخ ستجدون الإنقلابَين من حمد وعلى حمد , حدثت في شهر يونيو بالذات .
(حُكم حمد إستمر من 27 يونيو 1995 الى 25 يونيو 2013 )
طب ( ياسي تميم ) كنت صبرت يومين كمان عشان تكون 18 سنة حكم كاملة لأبيك . ولاّ الشيخة موزة لها رأي وتصوّر ثاني مختلف كلياً ؟
****
الخلاصة
لنراجع الأسماء والتواريخ في إمارة الغاز (بعد الإستقلال) مرّة ثالثة:
الأمير الأوّل/ الشيخ أحمد بن على آل ثان عام 1971
الأمير الثاني/ خليفة بن حمد آل ثان, وصلَ بإنقلاب 22 فبراير 1972
الأمير الثالث / حمد بن خليفة آل ثان , وصل بإنقلاب 27 يونيو 1995
الأمير الرابع (الحالي)/ تميم بن حمد , وصل بإنقلاب 25 يونيو 2013
وجايين يقولوا إنقلاب في مصر على حُكم الإخوان المُجرمين !
لاء وإيه ؟ دائماً يكون إنقلابهم أبيض ! أحييييييييييي
أجمل تعليق مصري قرأتهُ في هذا الخصوص يقول : عيلة واطيييييية !
في الواقع نحنُ (عامة الناس) مشغولين في يومنا بالكثير الأهمّ من متابعة ومراجعة تأريخ هؤلاءالذين يعيشون اليوم ببذخٍ وترف على ما تجود به باطن الأرض وبإستخدام التقنية الغربية الكافرة ,وبلا أدنى جهد ذهني أو عضلي . ومتناسين حالة فقراء المُسلمين المُحيطين بهم من كلّ حدبٍ وصوب . بل متجاوزين حتى على حقوق العمال الوافدين إليهم لبناء البروج العالية في ظروف عمل مزرية .
يعني من جهة يدافعون عن الإخوان المُسلمين المُجرمين .
ومن جهة اُخرى يسحقون فقراء المُسلمين العاملين في إمارتهم المتخمة بالثروة !
لكن كلّهُ في كوم , وتدّخل (حُثالة الحكّام العرب) في حالة الشعب العراقي والسوري .ومؤخراً في حالة الشعب المصري النبيل الذي علّمهم معنى الحياة .. في كوم لوحده !
وهذا هو الذي دفعني للنبش في تأريخهم الأسود القريب والذي عايشه جيلنا عن كثب . لكن لم نكن نملك دقيقة تستحق إنفاقها على هؤلاء الرعاع !
*****
ربّما (وده إقتراحي في القضيّة) إنّ عقدة الذنب العميقة التي تسكن في وجدان حُكام قطر ( لو كان لهم وجدان أصلاً ) .. أبّاً عن جدّ , نتيجة الإنقلابات (البيضاء ) المتتالية .
هي التي دفعتهم اليوم الى أن يصبّوا جام غضبهم على الشعب المصري وجيشهِ الوطني وقائده الغيور . لأنّهم كنسوا الى مزبلة التأريخ (حُثالة الجنس البشري) ..أقصد الإخوان المجرمين طبعاً !
خلاصة القول: حسدٌ سرّي يسكن أرواح هؤلاء الحُكام الرعاع .
لأنّهم لا يقرأون حتى تأريخهم .
فلو قرأوه جيداً لعرفوا لماذا تحصل الإنقلابات عندهم من الأبناء على الآباء . ولحاولوا في تلك الحالة فتح الجمجمة ولو قليلاً على طريق النهوض الحضاري الحقيقي .بدل التفرّغ لشراء أندية كرة القدم العالمية وإفسادها لاحقاً بشتى الوسائل . بحيث تبقى فضائحهم تُزكم الأنوف والمكان لا يتسع لتعدادها .. من فضيحة القطري بن همّام الى فضائح موزة أم تمّام !
أخيراً إسمعوا تغريدة ( نيتشه ) وهو يُخاطب أمثال هؤلاء الحُكام الرعاع
يقول : أراكَ مغتاظاً يا كلبَ النار ,فأنا على حقّ إذاً فيما قلتهُ عنك !
***
الرابط / مقال حنان عبد الهادي في 13 يونيو 2013
http://www.vetogate.com/391865
إضافةً الى الإستعانة بويكيبيديا مع التصرّف !

تحيّاتي لكم
رعد الحافظ
27 يناير 2014

رعد الحافظ(مفكر حر)؟

Posted in فكر حر | Leave a comment

(( لكي تتخلص من الحرامي تحرق بيتك ))‎

ziad2

قفز لص في باحة بيت وكان سكان البيت في نوم عميق . وشعر الأب بصوت اقلقه وألقى نظرة على ساحة البيت (( الطرمة )) الحوش ،وشاهد لصا يحاول أن يفتش عن شيئا يسرقه .

وبخفة أوقض أهل البيت النيام وتشاور في الأمر ، واتفقوا على رمي شعلة من النار لحرق (( حوش )) البيت وبذلك يهرب اللص.

وقفز صغيرهم لسطح الجار الذي عاونهم بإيجاد الشعلة ، وتم ذلك ورموا الشعلة وتفاجأ اللص الذي أخذ الشعلة ونشر النار في كل أنحاء البيت وهكذا كانت النتيجة احتراق البيت ، انتشرت النيران إلى الجيران وهكذا احترق الحي كله ،

وبعد أن احترقت البيوت جاءت الشرطة للتحقيق بالأمر ، واستعانوا في خبرات الامم الأخرى المتطورة وكانت النتيجة إثبات بان التقصير من البيت ، وهكذا حكم على تلك العائلة
بالسجن والأبعاد بعد انتهاء المدة القانونية النتيجة احتراق البيت وطردوا من ديارهم ؟

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

ام الدكتور عباس خان تبصق بوجه بثينة شعبان

نظام الأسد يرد على والدة عباس خان: أجل لقد قتلنا ابنك، وبإمكانك العودة وإخبار الحكومة البريطانية بأننا قتلنا طبيبا khaanبريطانيا.

العرب::[نشر في 2014\01\27]

جنيف – خاص – ذهبت عائلة الطبيب البريطاني من أصل هندي عباس خان خلال الأيام الأخيرة إلى جنيف لتسأل وفد نظام الأسد على مفاوضات السلام: لماذا قتلتم ابننا؟

وتوجهت أم الطبيب رأسا إلى بثينة شعبان الناطقة باسم النظام وبصقت في وجهها محملة إياها مسؤولية مقتل ابنها.

وكانت الأم التي ذهبت إلى سوريا لتتقصى سر وفاة ابنها، وبعد جهد كبير وزيارات إلى مسؤولين، تم توصيلها بمكتب بثينة شعبان في قصر الأسد فردوا عليها: أجل لقد قتلنا ابنك، وبإمكانك العودة وإخبار الحكومة البريطانية بأننا قتلنا طبيبا بريطانيا وبأنه يمكنه التواصل معنا حول الموضوع إذا وجدوا مشكلة في ذلك.

وخلال زيارة العائلة إلى جنيف، التقت “العرب” بأخته سارة وشقيقه نواز لتسألهما عن تفاصيل رحلة المعاناة التي بدأت بعد أن تبرع الطبيب الشاب بالذهاب إلى أرض المعركة لمداواة الجرحى ورعاية اللاجئين.

وقال الشقيقان إن عباس فُقد في تشرين الثاني من 2012، وأن أمهما قد تحولت إلى سوريا بعد معاناة في الحصول على التأشيرة، ثم تنقلت بين مراكز الأمن والمستشفيات والسفارات والوزارات، وأخيرا حالفها الحظ وأحضروا “عباس″ لملاقاتها في وزارة العدل.

كان ذلك في الأول من تموز من 2013، ولم تتمكن من التعرف عليه، فقد خسر أكثر من نصف وزنه، كانت لديه علامات تغطي كل مناطق جسمه، كانت بعض أظافره مفقودة، وكانت عليه علامات تدل على تعذيبه بالكهرباء، امتلأت قدماه بحروق السجائر، العلامات كانت مرئية وتدل على سوء معاملته وتعذيبه بقسوة لأكثر من تسعة أشهر.

وقالت سارة إن أمها فعلت أقصى ما تستطيع في محاولة لإخراج ابنها من السجون السورية.. وأنها كانت تحضر الحلوى وتشتري الملابس وتقدم الرشاوى وتعطي النقود لتطلب منهم أن يساعدوا ابنها ويعتنوا به ويحرصوا على تلقيه الطعام.

ولم يخبر عباس أمه بتفاصيل ما جرى معه سوى أنه يتشوق إلى الخروج من السجن بعد أن طمأنوا أمه بأنه سيخرج خلال أيام، ليرى ابنته (6 سنوات) وابنه (7 سنوات).

لكن بعد أيام قليلة، استدعى الأمن السوري الأم، وأعلمها بكل برودة دم أن ابنها انتحر.

وهنا يتساءل الشقيقان: نريد أن نعلم لماذا بقي هناك لثلاثة عشر شهرا؟ لماذا عُذّب؟ ثم لماذا أَخِذ قبل إطلاقه بأربعة أيام؟ لماذا أخذه أمن الدولة الذي لم يتعامل معه أبدا قبل ذلك؟ ولماذا قتلوه وكيف؟ من هم المتورطون؟

Posted in فكر حر | Leave a comment

مقال البروفيسور شيهان في صحيفة هيل: أكبر ضمان ضد المشروع النووي للنظام الايراني هو 3 آلاف من المجاهدين المعارضين للنظام الموجودين في ليبرتي

مقال البروفيسور شيهان في صحيفة هيل: أكبر ضمان ضد المشروع النووي للنظام الايراني هو 3 آلاف من المجاهدين thehikkالمعارضين للنظام الموجودين في ليبرتي

قال البروفيسور شيهان في مقال نشرته صحيفة هيل الناطقة باسم الكونغرس الأمريكي:
هناك هواجس قلق متنامية تنتاب الكونغرس بسبب قرار البيت الأبيض للحصول على اتفاق مع ملالي طهران…
في الوقت الذي تتجه سوريا والعراق نحو حرب أهلية والنظام الحاكم في طهران يسهل تكريس القاعدة في العراق. ان تبني «مشروع قانون النظام الايراني بدون الأسلحة النووية» لائحة مدعومة من الحزبين قدمها السناتوران مننديز ومارك كيرك سيضمن أن النظام الايراني سيدفع الثمن في حال خرق الاتفاقات الديبلوماسية وستزداد عليه العقوبات في حال خرقه «الخطة المشتركة» المتفق عليها في جنيف.
ولكن أكبر ضمان ضد المشروع النووي للنظام الايراني هو ثلاثة آلاف معارض ايراني من أعضاء مجاهدي خلق المحاصرين في مخيم ليبرتي بالعراق. هذه المنظمة كشفت عن المشروع النووي للتسلح النووي للنظام الايراني وتسببت في فرض عقوبات دولية عليه.
القوات الأمنية العراقية التي تعمل بالنيابة عن نظام طهران قد شنت هجمات عدة مرات على هؤلاء المعارضين العزل عن السلاح في المخيم لتنفذ أعمال اجرامية تهدف الى تفتيت وتلاشي المعارضة الايرانية التي تثير أكبر هواجس القلق والمخاوف للنظام. ان الهجمات التي طالت مخيم أشرف وشنتها العناصر والقوات الأمنية العراقية في تموز/ يوليو 2009 و نيسان / ابريل 2011 وايلول/ سبتمبر 2013 أدت الى سقوط عدد من المعارضين العزل عن السلاح الذين تكفلهم اتفاقيات جنيف وهم أفراد محميون. كما نفذت 4 هجمات صاروخية على مخيم ليبرتي في عام 2013 فقط. فيما سلامة سبعة رهائن من أشرف بمن فيهم 6 نساء ظلت مجهولة رغم ادانات دولية واضحة.
على مجلس الشيوخ الأمريكي أن تجد آليات سياسية بما فيها تشديد العقوبات والدعم للمعارضة الايرانية.

Posted in فكر حر | Leave a comment

اتفاقية جنيف.. نوبة صرع في جسم نظام ولاية الفقيه

اتفاقية جنيف.. نوبة صرع في جسم نظام ولاية الفقيهmuf19
محمد إقبال

وصفت جريدة قريبة من تيار خامنئي في إيران يوم 20 من يناير الحالي أي يوم دخول اتفاقية جنيف لإيران مع البلدان الغربية حيز التنفيذ بـ«اليوم الاسود” قائلة: «ما يدعو للاستغراب هو أن بعضا من الحقوقيين لا يعرفون معنى كلمة ”التسليم”». وعاد إلى الأذهان التشكيك في شعار النظام الاستراتيجي أي «الطاقة النووية حقنا المسلم له ولن نتنازل عنها» حيث كان لسنوات هو شعار اعلى سلطات النظام وقالت: «علينا ان نعترف بانه في يوم 20 من يناير لم تكن الطاقة النووية حقنا المسلم به».

من المبكر الآن ان نتمكن من تحليل آثار كأس السم التي تجرعه النظام الايراني، ولكن من الممكن أن نرى بأن نوبات الصرع في نظام ولاية الفقيه تعمقت بشكل واضح. ففي حين يعلن علي اكبر صالحي رئيس وكالة الطاقة الذرية لإيران بأن أجهزة تخصيب اليورانيوم في مدينتي نطنز وفردو قد تم ختمها بالشمع الأحمر، وفي حين يؤكد ان هذا «كان طوعيا وعلى أساس اتفاقيات سابقة»، ولكن شريعتمداري ممثل خامنئي في جريدة كيهان الحكومية يعتبر ان الفريق المفاوض «تم خداعه» وحسن روحاني رئيس الجمهورية للنظام «يبالغ كثيرا ويغطي الحقائق»، تطرح سؤالا لخامنئي ولي الفقيه قائلة: «إلى أين نذهب؟» ويتحدث عن«ضرورة اعادة النظر والوقاية الضرورية من قبل المسؤولين المحترمين للنظام».

ويقول خامنئي بلسان ممثله في جريدة كيهان «لماذا الحقائق المتعلقة باتفاقية جنيف تم حجبها» وما اعطوه للنظام الإيراني هو «التخصيب التحقيقي» بدلا من «الاحتفاظ بحق التخصيب الصناعي». وسبق أن ذكرت جرائد النظام اكثر من مرة بأن «آقا» أي خامنئي قال «أنني قد قرأت الاتفاق ثلاث مرات غير إنني لم اجد في أي مكان منه اشارة إلى حق التخصيب».
ونعرف أنه وبعد تنفيذ اتفاقية جنيف، فان خامنئي نفسه قد لزم الصمت ولكن وسائل اعلام تياره لا تتمكن من حفظ الظاهر وتعتبر حسن روحاني من دخل بالتفاوض «مع حرامية العالم» و«يدرك العدو» و«يهين الصديق». الطرف المقابل لم يبق مكتوف الأيدي وهو يقوم بفضح اعمال السرقة والنهب التي تمارس من قبل جناح خامنئي. حيث تهاجم جريدة تابعة لهذا التيار الجناح المقابل قائلة: «وهم اكثر المنتفعين من العقوبات الدولية» محذرة من أن استمرار هذه السياسات «سيؤدي في نهاية المطاف إلى انتفاضة خبز اقتصادية».
وفي خضم هذه المعركة نشرت جرائد النظام صورة لها معانيها ومغازيها الخاصة حيث تحكي عن توازن جديد داخل النظام. وجمع خامنئي رؤس النظام وجموع من عناصر النظام خارج البلاد وداخله في بيته. وفي صورة فوتوغرافية تم نشرها في وسائل الاعلام الحكومية وخلافا للسابق نرى اكبر هاشمي رفسنجاني بجانب رؤساء القوات الثلاثة في طرفي خامنئي على المنصة. وبهذا فان رفسنجاني الذي هو رسميا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام فقط يثبت مكانته على اساس انه الرجل الثاني للنظام. في المقابل نجد الملا جنتي رئيس مجلس خبراء النظام والذي قام خامنئي بحذف رفسنجاني بواسطته من مهزلة الانتخابات الرئاسية، جلس بين الحضور كعنصر من عناصر الدرجة الثانية للنظام.

علينا ان لا نستبعد الاحتمالات المختلفة: هل هذا النظام سيستمر إلى نهاية هذا الطريق ويذهب إلى نهاية الاتفاق النووي مع الغرب؟ أم وبعد خطوة واحدة إلى الامام في هذا الطريق ومشاهدة آثاره سيحاول ان يحتفظ بالموقف على شكل تجميده؟ أو سيتجه إلى اكمال القنبلة النووية من جديد؟

إن هذا النظام ونظرا إلى ضغوط يواجهها داخليا بشكل خاص ينتظر ليرى كم سيكون من التنازلات أمامه ومن ثم سيحدد الخطوة التالية. ولو كانت التنازلات قليلة وشعر نفسه انه تحت الضغط، فسيتراجع وينسحب اكثر فأكثر، وأما ان تم تدفق التنازلات إليه فانه لن يتحرك من مكانه وسيتجه بشكل حثيث إلى انتاج القنبلة النووية.
نعم إن القوانين الحاكمة على هذا النظام العائد إلى العصور الوسطى تختلف تماما مع القوانين الأخرى. والملالي رضخوا للتراجع بخطوة واحدة إلى الوراء تحت وطأة النقمات والأزمات الداخلية. وسبق للمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق أن حذرت أكثر من مرة في العقدين الماضيين من خطر نظام الملالي على المنطقة والذي يؤدي إلى اتساع التطرف.
ولو انتبه الغرب إلى هذه الانذارات والتحذيرات وهذا الخطر الجاثم على صدر المنطقة واخذها على محمل الجد لما بقي النظام الإيراني قد وصل الى ما وصل اليه حاليا، ولو كان الغرب يبدي حزما تجاه هذا النظام في هذه الجولة من المفاوضات لكان مشروع القنبلة النووية للملالي قد أغلق بالفعل في هذه المرحلة. وكما اعلنت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في اجتماع بمجلس الشيوخ الفرنسي يوم 21 من يناير الحالي أنه «على الحكومات الغربية أن ترغم النظام على قبول وتنفيذ كامل البروتوكول الاضافي وأعمال التفتيش المفاجىء. عليهم أن يرغموا الملالي على اغلاق كامل المواقع والانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي».
وأما النتيجة النهائية بأي حال من الأحوال، وفي ظل تراجع الخطوة الاولى للنظام، فان نوبة الصرع بدأت تهز جسم نظام ولاية الفقيه بعنف وقد يسرع هذا الموقف ما تنبأت به تلك الجريدة التابعة للنظام حين قالت: «مقبلون على ثورة خبز اقتصادية».
المصدر ايلاف

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تصريح خاص من المفكر السوري في جنيف برهان غليون 26_1_2014

hilarion

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

“السوريون يقرّرون” كما قرّر سابقاً اللبنانيون !

rbروزانا بومنصف
خلال ما يزيد على ثلاثين عاما مارس فيها النظام السوري سيطرته على لبنان من بداية الحرب الاهلية فيه، تمسك هذا النظام بمعادلة او صيغة رفعها في وجه كل المؤتمرات واللجان والجهود التي بذلت من اجل ايجاد حل للحرب في لبنان.

فالعبارة الوحيدة الاساسية التي كان يكررها النظام السوري للدول العربية والاقليمية على حد سواء كما للبنانيين الذين اضحى مرجعيتهم رسميا بعد اتفاق الطائف هي ان الحل في لبنان يكمن في توافق اللبنانيين انفسهم، وفي الحوار في ما بينهم، فيما كان يتولى هو رعاية منع التوافق بين اللبنانيين من خلال تغذية تنظيمات او دعم افرقاء كانوا يرفعون من سقف مطالباتهم وشروطهم الى درجة تعطيل اي توافق وحتمية الاستعانة بالنظام السوري من اجل ممارسة ضغوط او الايحاء بممارسة ضغوط من اجل الدفع في اتجاه الحل وكسب الصدقية لدى الدول الغربية التي كانت تسلم بهذا المنطق لعدم رغبتها في الانغماس في لبنان على رغم معرفة الاستخبارات والديبلوماسيات الغربية كيف كانت تحصل الامور فعلا. وحين توافر الحل في العام 1989 كان للنظام السوري حصة الاسد من خلال التسليم دوليا بشرعية وصايته على لبنان.

ومع انطلاق المشاورات الدولية قبل ما يزيد على عام ونصف عام من اجل ايجاد حل للازمة في سوريا، يكرر المسؤولون الروس ازاء ما يرونه من حل لهذه الازمة المعادلة نفسها التي كان يستخدمها النظام السوري من اجل منع الحل حتى يحصل على ما كان يريد من لبنان وضمه الى سوريا في شكل او في اخر. يقول المسؤولون الروس ان الحل يعود الى السوريين انفسهم، والى الحوار في ما بينهم، على رغم ان هذا الحوار لو قبل به النظام لدى اندلاع الثورة ضده قبل ثلاث سنوات لما وصلت الامور الى ما وصلت اليه او حتى لو قبل بالحوار الجدي وغير الاستعلائي حتى ما بعد ستة اشهر وربما اكثر على اندلاع الثورة. الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استبق محاولة تسخيف دعوته السوريين الى الاتفاق او حصرها بهم من خلال قوله ” اننا نحضر السوريين ليتفقوا في ما بينهم. قد يبدو هذا الكلام ساذجا لكن في واقع الامر لا طريق آخر غيره اذ بالامكان الضغط على الطرفين ودفعهما الى الجلوس الى طاولة المفاوضات والبحث في شكل حقيقي عن حل توافقي ” لافتا الى ” انه لا يجوز فرض نموذج للتسوية على اطراف النزاع في سوريا بل البحث عن حلول وسط بانفسهم”. الامر الذي يرجح بقاء الامور على حالها في احسن الاحوال ومحاولة النظام فرض بقائه واستمرار نظامه على السوريين كما فعل حتى الآن.

لذلك، فإنه حين يقول الروس بان الحل السياسي يكمن بين السوريين انفسهم فيما انه ليس واضحا لا بل ثمة شكوك حول مدى الضغط الذي تمارسه روسيا على النظام لتقديم تنازلات جدية من اجل الحل، فانما يعني ذلك استمرار المراوحة ما دامت روسيا تستمر في تقديم الاسلحة للنظام وتعتمد او تتبنى منطقه وقد استغرق الغرب اكثر من سنة بعد الاتفاق على بيان جنيف 1 في حزيران 2012 من اجل اقناع روسيا باهمية دعم هذا البيان كخارطة طريق للانتقال بسوريا الى حال اخرى.

ويرجح البعض ان تستخدم روسيا هذه الذرائع لادراكها ان الحل ليس ناضجا بعد لا على المستوى الدولي ولا على المستوى الاقليمي مع اعلان ايران ايضا رؤية مختلفة لها للحل في سوريا من خلال تبني بعض اجزاء المنطق الذي قال به بشار الاسد قبيل انعقاد مؤتمر جنيف 2. وهي الاجزاء المتصلة باجراء انتخابات حرة وديموقراطية كما قال الرئيس الايراني حسن روحاني بالتزامن مع تلويح وزير خارجيته جواد ظريف من دافوس باحتمال دفع ايران في اتجاه انسحاب حزب الله من سوريا اذا وجدت من يدفع الثمن المناسب لها.

الموقف الايراني الرسمي بدا مماثلا لما ابداه الاسد من تنازلات شكلية لجهة قبوله برعاية دولية لهذه الانتخابات فيما لا يتمتع النظام باي صدقية لجهة احترام قواعد اللعبة الديموقراطية، وهو لو فعل، لادرك او اعترف كما تقول مصادر سياسية بان غالبية الشعب السوري لم تعد تريده، وان عليه ان يتنحى من اجل ان يوفر على سوريا المزيد من القتل والتدمير.

لكن المسألة لم تعد تتعلق بالسوريين وحدهم بعدما دخلت قوى اقليمية ودولية على الخط باتت تستخدم السوريين وما يجري في سوريا من اجل المقايضة او تحقيق المكاسب تماما كما فعل النظام لمدة ثلاثين عاما في لبنان. ولذلك، قياسا على الحرب اللبنانية والحروب الاخرى في مناطق عدة من العالم، فان السوريين في حاجة الى خارطة طريق هي حتى الان بيان جنيف 1 حول تأليف سلطة انتقالية تتسلم الحكم وتكون لها السيطرة على الامن والجيش فيما لا يزال النظام يرفض الاقرار او التزام خارطة الطريق هذه.

كما هم في حاجة الى دفع دولي ثابت وحازم مبني على توافق اقليمي ودولي يتعلق بتقاسم النفوذ في سوريا وتاليا في المنطقة. وما دام العنصران غير متوافرين يستمر سهلاً رمي كرة محاولة ايجاد حل على السوريين انفسهم الذين فقدوا زمام تقرير مصير بلادهم وحدهم، وباتوا رهينة الحسابات الدولية والاقليمية والحقد والانتقامات التي اثارها القتل الذي استهله النظام في بلاده.

*نقلا عن “النهار” اللبنانية

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

العراق -المصلخ- بلا ناحية ولا قضاء

توقعت منظمات الشؤون الادارية والقلم السري في الامم المتحدة بان العراق سيكون بلا وحدات ادارية صغيرة بعد سنتين من الان.
ويقولون ان هذه الوحدات (القضاء والناحية) كانت تتمتع بصلاحيات متواضعة الا انها بعد ان اصبحت محافظات يتسارع فيها نمو الخدمات واصبح شعار العديد منها “بالروح بالدم نفديك ياقانون البنى التحتية”.
يقال في الامثال العراقية (لوما الغيرة ماحبلت الخنزيرة).وهذا المثل ينطبق تماما على العراق العظيم.
فبعد تمزق الكثير من انسجته الاجتماعية تنطلق اسطوانة تاسيس المحافظات، وكأن الحل لكل المشاكل هو في ترفيع القضاء من “نائب عريف” الى “نائب ضابط”.
لايعلم من يطالب بهذه الاسطوانة ان نائب العريف مهما حاولوا ترفيعه بالقوة الى اعلى المراتب فسيظل يحمل نفس عقل نائب العريف( بعض اعضاء البرلمان ووزراة الدفاع نموذجا).
لم يفكر احد ابدا بتطوير قابليات هذا النائب قبل ترفيعه حتى اذا مااستلم وظيفته الجديدة يكون اهلا لها.
كارثتنا هي ان نقلد جيراننا حتى ولو كان ذلك دمارا لمؤسساتنا الادارية.
نينوى تريد ان يشمل اقليمها 3 محافظات جديدة.
طوزخرماتو “مشتهية ومستحية”.
الزبير القضاء الصحراوي طالب بان يكون محافظة.
وامس استلمت ادارة محافظة ذي قار ثلاث طلبات رسمية من اقضية الرفاعي وسوق الشيوخ والشطرة لتحويلها الى محافظات جديدة.
وطالب النائب عن محافظة واسط عثمان الجحيشي رئاسة الوزراء ووزارة الدولة لشؤون المحافظات بتحويل قضاء الصويرة الى محافظة، بعد ان اعلن ناشط عن جمع أكثر من 10 آلاف توقيع خلال اربعة ايام وجهزوا لها اسم “سمومر”.
وينتظر الناس مطالبة الجبايش بحصة”محافظة” حالها حال اخواتها في الشدائد والملمات.
ويبدو ان بشيت ضليع بالادارة وخبير في خريطة الطريق حين قال امس: أن ” قضاء الرفاعي يملك كل مقومات المحافظة، كونه ثاني اكبر قضاء في العراق ويشكل ثلث مساحة محافظة ذي قار، ويبعد عن مركز المحافظة اكثر من 80 كم ” وأن “ادارة القضاء وحال الموافقة على تحويل القضاء الى محافظة ستستحدث ثمانية نواحي جديدة ضمن الحدود الادارية للمحافظة الجديدة.
وبجماس منقطع النظير يضيف بشيت أن ” الاوساط الرسمية والشعبية في قضاء الرفاعي ستعقد مؤتمرا في قضاء الرفاعي للتحشيد لطلب تحويل القضاء الى محافظة وسيحضره ممثلو القضاء في مجلس ذي قار وادارات الوحدات الادارية التابعة للقضاء فضلا عن شيوخ ووجهاء وشخصيات سياسية من ابناء الرفاعي.
ماهذا الحماس ياأهالي الرفاعي؟وينكم من الخدمات والمجاري والسرقة العلنية ل”خبزتكم”؟ماتزال الفيضانات ترّطب شوارعكم الترابية واولادكم غاصوا بالطين قبل اسابيع ولا ناصرلكم؟.
حتى اذا زعلتوا راح يكولون اولاد الملحة انتم وكل الذين يطالبون بالمحافظات “قشمر”.
ويقف بالدور قضاء الفاو التابعة له ناحية السيبة التي تنتظر هي احر من الجمر وصول “السره” اليها.
كل خوفنا ان يأتي اليوم الذي تنقرض فيه القصبات والنواحي والاقضية،والجميع يسبحون باسم المحافظ والمحافظات.انه سبيل آخر من سبل الاثراء، لعن الله الدولار والدولاريي.
وفي (21 من كانون الثاني2014) تمت الموافقة على تحويل قضاءي تلعفر في محافظة نينوى وطوز خورماتو في محافظة صلاح الدين إلى محافظتين، وأكد وزير الدولة لشؤون المحافظات طورهان المفتي أن القرار سيتم تحويله إلى مجلس النواب للتصويت عليه.
والغريب انه في ناية تصريحه شكر الحكومة العراقية “لانصافها” المظلومين” في القضائين.
لايصلح العطار ما افسده عباقرة المنطقة الخضراء.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

الهواء الأصفر

لم أتحمل العنف حتى في السينما. تعلقت بهذا الفن الجميل منذ طفولتي، وكنت أشاهد أي فيلم متيسر، لكنني لم أقبل أن أشاهد

لوحة سريالية : الناس مثل اعواد الثقاب

لوحة سريالية : الناس مثل اعواد الثقاب

يوما فيلما من «أفلام الرعب»، ولو أن الأمر سينما. وكتبت كثيرا، مع من كتبوا، ضد ثقافة العنف التي نشرتها السينما الأميركية، لأنها بسَّطت أمام البسطاء فكرة الموت والقتل، ولم يؤثر ذلك على المجتمع الأميركي وحده بل على جميع المجتمعات. وأطلقت المفكرة الألمانية حنة أرندت على القتل الجماعي وصفا ذهب مثلا هو «تسخيف الشر». بمعنى تبسيط الجريمة.

كانت الجريمة عند العرب حدثا اجتماعيا، لا فرديا. القاتل لا يُلزم نفسه فقط بما فعل، بل يُلزم عائلته وعشيرته ويحلل الثأر منها. وليس في ذلك عدل طبعا، لكن فيه ردعا. المهم ألا تبسط فكرة القتل، وأن تتذكر دائما أنها جريمة لا نزهة، وأن فيها موتا عندك كما عند سواك: فجيعة مقابل فجيعة.

كانت مساهمتنا في تسخيف الموت وتبسيط القتل أكثر من جميع مسوغات العنف، السينمائية وغيرها. صار حزّ الأعناق المتلفز رسالة سياسية. وصارت المدن المُدمَّرة مشهدا يوميا رتيبا لم يعد يتصدر نشرات الأخبار. والانفجارات التي كانت مشهدا يوميا في العراق انتقلت إلى المساجد والمكتبات في لبنان ومصر.

لا أحد يستطيع أن يضبط أو يحصر ثقافة القتل والموت في بلد أو مدينة أو شارع. تبادلت بعض أحياء بيروت وبعض أحياء طرابلس تقديم الحلوى في الشوارع ابتهاجا بالقتل المُتبادَل. ثم ازدادت الحلوى انتشارا مغمّسة بالدماء ومعفّرة بالتراب. هذا ما يحدث عندما تتساوى قيمة الحياة والموت ولا يعود هناك حوار إلا بالقنابل والكره، وتتحلل المجتمعات والدول، وتتحول قيمها وأخلاقها ونظمها إلى موت هائل وقتل متنقل.

نحن اليوم عنف العالم ودماره وعبثه الدموي. لم ننتبه مبكرا إلى أنه وباء مثل الهواء الأصفر تحمله الريح في كل اتجاه. قدَّر كاتب أميركي مرة أنه إذا أطلقت بلاده السلاح النووي فلا حاجة لأحد بالرد عليه. هو وحده يكفي لخنق الأرض برمَّتها. الذين باركوا العنف أو تجاهلوه أو سروا به عند غيرهم، أو تاجروا بمواكب الجثث القاتلة أو المقتولة، يكتشفون اليوم أن الهواء الأصفر يذهب في كل الاتجاهات. تُحارَب الأوبئة بالتلقيح. وفي الماضي كانت تُحارَب بالعزل. كل مهاجر إلى بلد يبقى في المعزل 40 يوما إلى أن يتم التأكد من صحته.

مشاهد التفجيرات في مصر جزء من الهواء الأصفر الذي نفخت فيه الخطب والشرائط المصورة والمتقنة الإخراج التي تعرضها التلفزيونات جزءا من تشويقها اليومي ورسالتها الفكرية! إذا كنت تريد أن تعرف في أي واد نحن أرجو أن تقرأ عذوبات أنعام كجه جي الأحد الماضي: خلّي بالك من زوزو.
منقول عن الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الدروس المستفادة لسوريا من تجربة البوسنة

m5فيليب ليروكس مارتن

على الرغم من الجدل الدبلوماسي الأخير بسبب إلغاء الأمم المتحدة للدعوة التي وجهتها لإيران، بدأ مؤتمر «جنيف 2» لمباحثات السلام بين حكومة بشار الأسد والمعارضة السورية، بالإضافة إلى الدعم من جانب أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا. بيد أن عملية التفاوض تواجه تحديات مخيفة.

ما مدى احتمالية تفاوض نظام الأسد بشأن رحيله مع الوضع في الاعتبار، وضعه العسكري الذي يعد أفضل من ذي قبل؟ وإلى أي مدى يمكن لممثلي المعارضة أن يمثلوا القوى المنقسمة، بل والمتناحرة، التي تقاتل في سوريا؟

وفي هذا الصدد، أشار الكثير من المراقبين، منذ بداية الحرب الأهلية السورية، إلى أوجه التشابه بين الوضع في سوريا والبوسنة. ويعد مؤتمر «جنيف 2» تكرارا للجهود التي بذلت لحل النزاع الدائر في البلقان منذ 20 عاما.

وبناء على ذلك، فما الدروس المستفادة؟ إذا كان هناك درس تستفيد منه الأطراف المجتمعة في سويسرا بوجه عام، فإنه سيكون ضرورة التواضع. وفي حين أنه قد يمكن حل الصراع في ضوء تصميم المجتمع الدولي على ذلك، تعد الحرب الأهلية مقاومة بشكل غير عادي للتدخل الخارجي. وبناء على ذلك، ينطوي هذا الأمر على ثلاث نتائج مهمة.

تتمثل النتيجة الأولى في أن مبادرات السلام تكون في أغلب الأحيان عدسة لا يمكن الاعتماد عليها لرؤية الصراع من خلالها. وهناك توجه للافتراض بأن الحقائق على أرض الواقع في أماكن مثل البوسنة أو سوريا يحكمها بشكل أساسي استراتيجيات وجداول زمنية ابتكرتها وصممتها الأطراف الأجنبية، أليس كذلك؟

وفي الواقع أن الصراع يتجسد في البيئة وخطط السلام التي تذهب وتعود. كانت اتفاقية الإطار العام للسلام في البوسنة والهرسك، المعروفة باسم «اتفاقية دايتون للسلام»، التي أدت إلى إنهاء القتال في البوسنة في عام 1995، مسبوقة بأربع مبادرات سلام عديمة الجدوى، وهو ما يعد بالفعل القاسم المشترك مع الصراع في سوريا.

وبنفس القدر من الأهمية، يجب أن نسأل عن كيفية احتمال تداخل جهودنا مع مسألة حل الصراع. وبالنسبة للوضع في البوسنة، ففي عام 1993 أدى تأثير «خطة السلام فانس – أوين» غير الناجحة، التي اقترحت تقسيم كيانات سياسية جديدة على طول الخطوط الإثنية، إلى زيادة حدة حملات التطهير العرقي عندما حاولت الجماعات المتحاربة تقوية وضعها قبل عملية التقسيم. ويجب أن نتوقع أن الخطط التي يجري مناقشتها في سويسرا سيكون لها تأثير مشابه في سوريا.

ربما لا يكون هناك مفر من هذا الأمر، بيد أننا قد نكون قادرين على التنبؤ بكيفية تطور نمط العنف وتخصيص موارد أفضل لتلبية الاحتياجات الإنسانية.

وتتمثل النتيجة الثانية في ضرورة فهم الوضع الإقليمي بشكل أكبر، مثلما أوضح المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك أثناء الطفرة الدبلوماسية التي أدت إلى إبرام اتفاقية دايتون للسلام. وقد ضمن هولبروك تأييد شركائه الأوروبيين وروسيا، بالإضافة إلى إشراك قادة الدول المجاورة للبوسنة وكرواتيا ويوغسلافيا (صربيا الآن) في هذه العملية.

ولم تكن اتفاقية دايتون للسلام مثالية، مثلما يظهر الآن من خلال المشكلات الحالية للبوسنة، بيد أن استراتيجية هولبروك نجحت في خلق الظروف المطلوبة لإنفاذ التسوية. ولعبت روسيا، بجانب كل من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، أدوارا مهمة في تنفيذ اتفاقية دايتون، واستطاع المجتمع الدولي الاعتماد على تعاون كرواتيا وصربيا للمساعدة في إدارة التطورات في البوسنة. ويشير هذا الأمر إلى أن جهود إدارة أوباما لدعم مباحثات جنيف، كجزء من تحالف كبير يضم روسيا، هي الاستراتيجية المناسبة، حتى ولو ثبت أن غياب إيران عن مائدة المفاوضات من أحد العوامل التقييدية.

وفي النهاية، فإن التجربة التي حدثت في البوسنة تقدم لنا درسا بأن الحرب لا تنتهي بوضع السلاح. فوفقا لما يوضحه المؤرخ الحربي كارل فون كلاوزفيتز «عادة لا تعد النتيجة الأخيرة لأي حرب هي النتيجة النهائية. فغالبا ما تعد الدولة المهزومة أن النتيجة مجرد شر زائل، وقد يكون معالجة ذلك موجودا في الحالات السياسية لاحقا». وتشير تجربة البوسنة إلى أن النخبة في وقت الحرب تستمر في مواصلة أهدافها العدوانية حتى بعد توقف الأعمال العدائية.

وبدلا من التركيز بشكل حصري على إنهاء العنف في القريب المنظور، يجب أن ينظر المفاوضون إلى أي اتفاق سلام بالنسبة لسوريا على أنه لحظة تحول عندما تحدد الأطراف العوامل المؤسسية والقانونية المتغيرة التي سيواصلون بموجبها الصراع من دون وجود أسلحة. لن تتخلى الفصائل عن طموحاتها الكبيرة عند الجلوس على مائدة المفاوضات. وتكمن قوة الدبلوماسية لتوجيه الصراع بشكل كبير في مدى قدرتها على تشكيل التصرف المستقبلي من خلال التدبير الدقيق على المستوى الانتخابي والدستوري.

وفي المقابل، تحدو المجتمع الدولي طموحات كبيرة من خلال التعهد بإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وحتى لو نجح مؤتمر «جنيف 2» في إنهاء العنف، يجب أن تتوقع القوى الأجنبية، مثلما حدث في البوسنة، أن بعض الفصائل ستسعى لتقويض التسوية الهشة عن طريق استخدام وسائل أخرى. وفي الواقع لا يعد التمرد ظاهرة عسكرية محضة.

ولذلك يجب أن تتسم دبلوماسيتنا بالمرونة والصبر والتواضع بحيث تقود الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن النزاع والشقاق العلني. وبناء على ذلك، فلا يمكن على الإطلاق التوصل إلى تحقيق السلام من خلال بذل محاولة على المدى القصير فقط.

* زميل في مشروع مستقبل الدبلوماسية بكلية جون كيندي في جامعة هارفارد، ومؤلف كتاب «محاربة التمرد الدبلوماسي: دروس من البوسنة والهرسك»

* خدمة «نيويورك تايمز»

منقول عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment