العراق -المصلخ- بلا ناحية ولا قضاء

توقعت منظمات الشؤون الادارية والقلم السري في الامم المتحدة بان العراق سيكون بلا وحدات ادارية صغيرة بعد سنتين من الان.
ويقولون ان هذه الوحدات (القضاء والناحية) كانت تتمتع بصلاحيات متواضعة الا انها بعد ان اصبحت محافظات يتسارع فيها نمو الخدمات واصبح شعار العديد منها “بالروح بالدم نفديك ياقانون البنى التحتية”.
يقال في الامثال العراقية (لوما الغيرة ماحبلت الخنزيرة).وهذا المثل ينطبق تماما على العراق العظيم.
فبعد تمزق الكثير من انسجته الاجتماعية تنطلق اسطوانة تاسيس المحافظات، وكأن الحل لكل المشاكل هو في ترفيع القضاء من “نائب عريف” الى “نائب ضابط”.
لايعلم من يطالب بهذه الاسطوانة ان نائب العريف مهما حاولوا ترفيعه بالقوة الى اعلى المراتب فسيظل يحمل نفس عقل نائب العريف( بعض اعضاء البرلمان ووزراة الدفاع نموذجا).
لم يفكر احد ابدا بتطوير قابليات هذا النائب قبل ترفيعه حتى اذا مااستلم وظيفته الجديدة يكون اهلا لها.
كارثتنا هي ان نقلد جيراننا حتى ولو كان ذلك دمارا لمؤسساتنا الادارية.
نينوى تريد ان يشمل اقليمها 3 محافظات جديدة.
طوزخرماتو “مشتهية ومستحية”.
الزبير القضاء الصحراوي طالب بان يكون محافظة.
وامس استلمت ادارة محافظة ذي قار ثلاث طلبات رسمية من اقضية الرفاعي وسوق الشيوخ والشطرة لتحويلها الى محافظات جديدة.
وطالب النائب عن محافظة واسط عثمان الجحيشي رئاسة الوزراء ووزارة الدولة لشؤون المحافظات بتحويل قضاء الصويرة الى محافظة، بعد ان اعلن ناشط عن جمع أكثر من 10 آلاف توقيع خلال اربعة ايام وجهزوا لها اسم “سمومر”.
وينتظر الناس مطالبة الجبايش بحصة”محافظة” حالها حال اخواتها في الشدائد والملمات.
ويبدو ان بشيت ضليع بالادارة وخبير في خريطة الطريق حين قال امس: أن ” قضاء الرفاعي يملك كل مقومات المحافظة، كونه ثاني اكبر قضاء في العراق ويشكل ثلث مساحة محافظة ذي قار، ويبعد عن مركز المحافظة اكثر من 80 كم ” وأن “ادارة القضاء وحال الموافقة على تحويل القضاء الى محافظة ستستحدث ثمانية نواحي جديدة ضمن الحدود الادارية للمحافظة الجديدة.
وبجماس منقطع النظير يضيف بشيت أن ” الاوساط الرسمية والشعبية في قضاء الرفاعي ستعقد مؤتمرا في قضاء الرفاعي للتحشيد لطلب تحويل القضاء الى محافظة وسيحضره ممثلو القضاء في مجلس ذي قار وادارات الوحدات الادارية التابعة للقضاء فضلا عن شيوخ ووجهاء وشخصيات سياسية من ابناء الرفاعي.
ماهذا الحماس ياأهالي الرفاعي؟وينكم من الخدمات والمجاري والسرقة العلنية ل”خبزتكم”؟ماتزال الفيضانات ترّطب شوارعكم الترابية واولادكم غاصوا بالطين قبل اسابيع ولا ناصرلكم؟.
حتى اذا زعلتوا راح يكولون اولاد الملحة انتم وكل الذين يطالبون بالمحافظات “قشمر”.
ويقف بالدور قضاء الفاو التابعة له ناحية السيبة التي تنتظر هي احر من الجمر وصول “السره” اليها.
كل خوفنا ان يأتي اليوم الذي تنقرض فيه القصبات والنواحي والاقضية،والجميع يسبحون باسم المحافظ والمحافظات.انه سبيل آخر من سبل الاثراء، لعن الله الدولار والدولاريي.
وفي (21 من كانون الثاني2014) تمت الموافقة على تحويل قضاءي تلعفر في محافظة نينوى وطوز خورماتو في محافظة صلاح الدين إلى محافظتين، وأكد وزير الدولة لشؤون المحافظات طورهان المفتي أن القرار سيتم تحويله إلى مجلس النواب للتصويت عليه.
والغريب انه في ناية تصريحه شكر الحكومة العراقية “لانصافها” المظلومين” في القضائين.
لايصلح العطار ما افسده عباقرة المنطقة الخضراء.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.