الى أغبياء المخابرات الأسدية

سيلفا كوريةsilvakoriya

الى أغبياء المخابرات الأسدية الذين قاموا بتلقين الصحفي شيار خليل بعد أشهر طويلة من اعتقاله وتعذيبه شهادة مفبركة ورد فيها اسمي وأسماء آخرين وكأننا المتحكمون بإدارة الصراع الاعلامي العسكري، وهذا شرف لا نستحقه..

بالنسبة لي الرجاء منكم تصحيح بعض المعلومات للمرات المقبلة كي نصدقكم.
لم أغادر البلد خلال “الست أشهر الأولى للأزمة” بل غادرتها قبل الثورة وتحديداً بتاريخ 24 آب 2010 وحين صعدت الطائرة لم أنظر خلفي إطلاقاً فيومها لم أكن آسفة على المغادرة بل كنت أصلي كي لاأعود الى وطن يقتل في أبنائه الطموح والأمل وهم ما زالوا في عز الشباب..

وحين تركت البلد لم أكن أعمل في موقع

esyria

بل كنت مراسلة لقناة الشرقية العراقية التي قمتم باغلاق مكتبها وشحط مديرها للتحقيق في أفرع المخابرات لأن وزير الاعلام المحترم يومها لم يكن راضياً عنها “هيك مزاجه الزلمة شه ”
غادرت سوريا غير آسفة وأنا أحمل شهادتين الأولى في الإعلام بدرجة جيد جداً كوني الخريج الأول المتفوق وكلما نظرت الى شهادات التكريم ألعن تلك الساعة التي تفوقت بها وحصلت على جائزة “شهيدكم” الباسل الذي سترافقني صورته المطبوعة عنوة ..وشهادة الماجستير في العلوم الإدارية من جامعة دمشق أيضاً…شهادتين كان يمكنني أن أنقعهما وأشرب ماء المرارة فالوظائف والبعثات والمعيدية وكل ما يمت للطموح والمستقبل بصلة كان حكراً على بنت المحافظ فلان وابن العقيد فلان وصاحبة الوزير فلان والخ طرق الوصول في “وطنكم”
عملت في اورينت مرتين الأول داخل البلاد في مكتب حلب 2009 قبل عشرة أيام من إغلاقها وشحط موظفيها للأمن…

هذه العشرة أيام أتاحت لي الذهاب الى الرقة ودير الزور لانجاز مجموعة من التقارير عن “سوريتنا” المسروقة ..هناك كاميرتنا التقطت الوجع والقهر ووجه كالحة لأبناء الفرات الاكارم حارسي ثروات الوطن المنهوب…ونعم عملت ثانية في اورينت…

المرة الثانية بعد مغادرتي في آب 2010 وبقيت أعمل فيها 3 سنوات و4أشهر..

واستقلت آسفة قبل مدة لاضطراري الإقامة في بلد آخر لأسباب عائلية..
خلال انطلاقة الثورة كانت المرة الأولى التي أندم فيها على وجودي خارج الوطن وعاد إليّ طموح كنتم قد سرقتموه..وتعلمت بدماء أصدقائي أن الحلم لا يموت وسيتحقق يوماً ما ..أتعرفون أصدقائي؟ الشهيد الصحفي مصعب العودة الله الذي قتلتموه في منزله والشهيد الصحفي زياد عرفة المقتول تحت التعذيب.
هذا بيان حقدي عليكم وعلى رئيسكم ومزرعتكم العفنة وإعلامكم القذر..

فوثقوا كل كلمة فيه وحاكموني عليها إن بقيتم سادة هذه الأرض وإن قبلنا ان نعود إليكم لتحكمونا صاغرين.
ألا تخجلون من تحويل صحفيين ورسامين ودكاترة الى ارهابيين وخونة…

ألا تخجلون من عرض قصاصات ورقية مكتوب عليها “لكل شخص حق الاعتراف بالوجود القانوني” و لايجوز النفي التعسفي والاعتقال التعسفي” و “سواسية، المساواة والعدالة” على أنها قرائن تثبت الإرهاب والاجرام والتشدد الديني؟ هذا الفعل لوحده كافي لقيام ثورة ضدكم يا قتلة.
الحرية ل شيار خليل الذي لم أعمل معه مطلقاً ولم أكن على تواصل معه لسوء حظي
الحرية لـ حازم والحرية لـ مهران عيون “احلى إسلامي متشدد بالعالم كله” ومريم وكل المكبلين في زنازين الموت
الحرية لـ شاشة التلفزيون السوري

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

التمكين والتركين! .. بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل

غربا باتجاه الشرق

بعد بشار الاس

بعد بشار الاس, يوجه البشير ضربة قاصمة للامبريالية ويعلن السودان دولة مواجهة

mustafabatal@msn.com

التمكين هو ما عَلِمنا وعلِمتكم. فأما التركين فهو واحد من أصناف الطعام المعتبرة في بيوتنا نحن أبناء الأرومة النوبية الماجدة. وكانت قريبتي السيدة الفضلى اقبال محمد داؤد، قرينة صديقي نصر الدين طه، قد وعدتني بوجبة وطيدة من التركين النوبي الأصيل بملحقاته وتوابعه، فهششت وبششت وتهيأت لليوم الموعود!

ولكنني لما فتحت حاسوبي صباح ذلك اليوم الأغبر فاجأني خبرٌ أشاع في نفسي على الفور روح اليأس والاحباط. قرأت في الاخبار أن رئيسنا المفدى عمر البشير قد اعلن أمام احتفالية اتحاد نقابات عمال السودان ان عصر (التمكين) قد انتهى وولى، وأن الانقاذ قد أقلعت تماما عن تلك السياسة. تلقيت الخبر بكل مشاعر الحزن والأسى. معقول؟ التمكين انتهى؟ لا حول ولا قوة الا بالله. طيب وأنا أعمل شنو؟ وتمشيا مع مقتضيات ومراسم حالة الحداد التي ولجت سردابها ابلغت قريبتي هاتفيا بأن عليها ان تلغي وليمة التركين (تركين شنو والتمكين تحت التراب)؟!

سأوافيك أعزك الله، واُرسّيك على أسباب حزني وبلواي. ولكن دعني أعود بك القهقرى قبلها الى أول يوم طرقت فيه أذني لفظة (التمكين) في معناها الانقلابي الانقاذوي. كنت بعد فترة قصيرة من انقلاب العصبة المنقذة، بصحبة صديقي الشاعر السفير خالد فتح الرحمن، جلوساً في حديقة منزل الاستاذ أحمد عبد الرحمن محمد، نتسامر مع الشيخ الاسلاموي. سألت الشيخ عن حقيقة ما كان يثار وقتها عن وجود مجلس أربعيني يدير الانقلاب من وراء حجاب، ثم عن الدافع وراء القوائم المتلاحقة للمفصولين والمحالين للصالح العام. أجاب الشيخ بأنه من الطبيعي ان يكون هناك مجلس يدير الانقلاب بصرف النظر عن عدد اعضائه. أما قوائم الفصل والتعيين فإنها تأتي في إطار (تمكين كوادرنا). وكان الشيخ لكثرة ما رآني مبرطعاً في إفطارات الاسلامويين الرمضانية ومناسباتهم الاخرى، متلطعاً في صحبة الأيقونات من كيزان ذلك الزمان أمثال عادل الباز وخالد التجاني وحسين خوجلي وصديق المجتبى والمرحوم محمد طه محمد أحمد، يحسبني في زمرة آل البيت!

وعندما أعود ببصرى الى زمان التمكين ذاك، أحس بأنني كنت أولي بالتمكين من غيرى. وذلك بعد أن اتضح لي وللكافة من حولي، على نحو لا يدع مجالاً للشك، أنني في صميم فؤادي اسلاموي أصيل، يكمن تحت جلدي كوز صلد، وان كل مزاعمي بأنني معارض لنظام الانقاذ انما هي محض تخاليط. وقد اجتمعت على ذلك جمهرة من خيار المعارضين المناضلين!

أنظر، يا رعاك الله، الى موقع الحركة الشعبية قطاع الشمال، المسمى ‘الراكوبة’ (صرح حبيبنا ياسر عرمان رداً على سؤال، في جلسة حوارية بمدينة اوربية قبل حوالي العام، عن ضعف تواصل الحركة الشعبية مع مناصريها في المهاجر، بأن الحركة هي التي تمول وتدير موقع الراكوبة، وأنه موقع مؤثر وفاعل). أنظر كيف يتنادى مناضلو ذلك الموقع، المُقعد على ظهر الاعمى، في شأني وشأن شيخي الدكتور عبد الله على ابراهيم، وصديقي وحليفي الادروب، الكاتب المدهش محمد عثمان ابراهيم، فيرموننا عن قوسٍ واحدة! وذلك في وقت تُبسط فيه فوق أسافير الله كل يوم كتابات الانقاذويين الاسلامويين أهل الجلد والراس، فلا يقول لهم أحد: تلت التلاثة كام. وفي الحكمة الشعبية “اتنين كان قالوا لك راسك مافي اتبنو”، فما بالك بتلك الجموع المتراصة التي أنزلتنا من صياصينا، واخرجتنا من ديارنا، ثم قالت لنا: إذهبوا فأنتم الكيزان!

صحيح انني لا اشترى أطروحات حسن البنا وسيد قطب بفلس واحد، ولم انتم الى أي من التنظيمات الاسلاموية في يوم من الايام. وقد استمتعت غاية الاستمتاع بالتعرف عن قرب على رمز الحركة الاسلاموية الشامخ الدكتور حسن الترابي ومجاورته ردحاً من الزمان. وكنت كلما أزددت قرباً منه استرسخ عندي اليقين بأنه هو نفسه ليس اسلاموياً، ولا حتي اسلامياً. وأن الحق من أمره هو أنه، تحت الجلد، تماماً كما وصف هو نفسه وغاياته في الحياة في تلك الرسالة الخاصة التي كان قد بعث بها لصديقه الحميم القديم المرحوم على ابوسن في مفتتح ستينات القرن الماضي. تلك الرسالة التي لم يحفظ لها ابوسن حرمتها، اذ غلبته النفس الأمارة بالسوء، فلم يقدر على مجالدة إغراء المجد المؤقت وذيوع الصيت فنشرها، غفر الله له!

ولكن العصبة المنقذة أضاعتني وأى فتى أضاعت. كان بوسعها ان تجيزني بالانتساب، بقرينة تنطعي وتلطعي بين زعمائها وكادراتها، وتُمكّنني فأكون من المتمكنين. بدلا من ان ترسلني الى منيسوتا فأكون من الممكونين، واجد نفسي تائهاً وسط البرد والثلوج والامريكان العلوج. هل قرأت العصبة المنقذة ما قاله فارسها الفريق صلاح قوش للصحفية صباح موسى؟ قال كبير البصاصين والجلاوزة السابق: (الاهتمام بالادب والاهتمام باللغة وتطوير القدرات الشخصية جديد بالنسبة لي، فبعد ان شعرت أنني أصبحت في موقع مؤثر بالدولة حاولت ان اطور قدراتي). يادي النيلة. يطور قدراته بعد ان اصبح في موقع مؤثر؟ ده كلام ده؟! يعلم الله أنني اهتممت بالادب وانا بين يدي القابلة، وطورت قدراتي منذ عهد سحيق دون ان تلزمني بذلك مقتضيات أى منصب. يعني كنا جاهزين ومصهللين اكثر من الفارس المغوار ذات نفسه!

كانت ثقتي عظيمة في أنه طالما ثبت زيغي وانحرافي عن صراط المعارضة المستقيم، لا سيما بعد ان سحب المفتش العام للمثقفين السودانيين في الدياسبورا ونبي اليسار والمعارضين التتار الدكتور حسن موسى رخصتي كمناضل، فإن العصبة المنقذة ستقوم بتعويضي، فتمكنني تمكيناً يليق باسمي، فأخرج من رفقة الممكونين الى فرقة المتمكنين الناجية!

ولكن وا أسفاه. ها هو البشير يجاهر بأن عهد التمكين قد ولى وانتهى. آدي الله وآدي حكمتو. أحبابنا أهل المحروسة يقولون عن مثل حظي العاثر: “جات الحزينة تفرح ما لقتلهاش مطرح”!

نقلاً عن صحيفة (الرأى العام)

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

أقضاء أم سيف مسلط على رقاب الضعفاء؟

علي الكاش

العدالة: كريستي توماس

العدالة: كريستي توماس

كاتب ومفكر عراقي
القضاء لغة يُقصد به الحكم، وكذلك الفراغ، ومن الناحية الفقهية يُقصد به الفصل في النزاعات بين جهتين متخاصمتين وفقا للشرع أو الإجتهاد في حال عدم وجود نص قرآني أو نبيوي صريح أو حالة سابقة مشابهة يُقاس عليها الحكم في النزاع. وقد تولى الرسول(ص) مهمة القضاء في حياته، وعندما تتعسر عليه حالة ما، كانت الملائكة توحي تسعفه بحلها. ونظرا لتوسع رقعة الإسلام فقد أرسل النبي(ص) بعض الصحابة كعمال في الأمصار البعيدة وتولوا مهمة القضاء أيضا كواجب ثانوي، ومنهم معاذ بن جبل وعلي بن أبي طالب. وفي خلافة أبي بكر الصديق تولى عمر بن الخطاب مهمة القضاء، لذا فهو أول قاضِ في الإسلام، وبقي عاما كاملا في منصبه دون أن يفصل بأية قضية مما يدل على النهج العادل الذي سار عليه أبو بكر الصديق. وعمر الفاروق هو أول الخلفاء الذي كتب في القضاء بعد أن أرسل بعض الصحابة إلى الأمصار ومنهم أبو الدرداء وأبو موسى الأشعري. وتعد رسالته إلى الصحابي الأشعري من روائع الكلم لما تضمنته من أحكام ونصح ومواعظ وهي:
“أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لانفاذ له واسٍ بين الناس في وجهك وعدلك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك على من ادعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً. ولا يمنعك قضاء قضيته أمس فراجعت اليوم فيه عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق فإن الحق قديم، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنة، ثم اعرف الأمثال والأشباه وقس الأمور بنظائرها، واجعل لمن ادعى حقاً غائباً أو بينة أمداً ينتهي إليه، فإن أحضر بينة أخذت له بحقه وإلا استحللت القضية عليه، فإن ذلك أنفى للشك وأجلى للعماءِ. المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً في حد أو مجرباً عليه شهادة زور أو ظنيناً في نسب أو ولاء. فإن الله سبحانه عفى عن الإيمان ودرأ بالبينات وإياك والقلق والضجر والتأفف بالخصوم فإن استقرار الحق في مواطن الحق يعظم الله به الأجر ويحسن به الذكر والسلام. (مجلة المقتبس ج45/1 عام1909).
وسار علي بن أبى طالب على نفس النهج العادل لمن سبقوه من الخلفاء الراشدين فقد أوصى عاملة على مصر الأشتر النخعي بمحاسن الكلم” إختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور، ولا تمحكه الخصوم، ولا يتمادى في الزلة، ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه، ولا تشرف نفسه على طمع، ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه، وأَوْقَفَهُم في الشبهات، أَّخذْهُم بالحجج، وأقَلُهُم تبرماً بمراجعة الخصم ، وأصبَرُهُم عَلَّىْ تَكَشُفْ الأمور، وأَصرَمُهُم عند اتضاح الحق، ممن لا يزدهيه إطراء، ولا يستمليه أغراء، وأولئك قليل، ثم أَكْثِر مِن تعاهد قضائه، وأفسح له من البذل ما يزيل علته وتقل معه حاجته إلى الناس، أعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك، ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك.فانظر بذلك نظراً بليغاً، فإن هذا الدين قد كان أسيراً في أيدي الأشرار، يُعمَّلُ فيه بالهوى، وتُطلَّبُ به الدنيا. ثم انْظُر في أمور عُمَالِكَ، فاستَعمِلْهُم اختباراً، ولا تولهم محاباةً و أِثرة، فإنهم جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الجور والخيانة .وتوخ منهم أهل التجربة والحياء، من أهل البيوتات الصالحة، والقِدَم في الإسلام المتقدمة، فإنهم أكرم أخلاقاً وأصح أعراضاً، و أقل في المطامع أشرافاً وأغلب في مواقع الأمور نظراً. ( نهج البلاغة/ ج 4)
السلطة القضائية من الصعوبة والتعقيد بحيث رفض توليها كبار الفقهاء والعلماء منذ فجر الإسلام مع قوة معرفتهم بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وقدرتهم على القياس والإجتهاد والتقصي، وقد تجلت خطورتها في الحديث النبوي الشريف” القضاة ثلاثة، اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس عَلَى جهل فهو في النار”. ويحدثنا التأريخ عن إعتذار الكثير من العلماء والفقهاء عن مهمة القضاء، بل إن بعضهم تنكر بمهن غير لائقة لشخصه ليبعد عن هذه المهمة الشاقة. فأبو حنيفة النعمان مثلا ضربه يزيد بن عمر بن هبيرة الفرازي ـ أميرالعراقيين ـ مائة وعشرة أسواط، وكل يوم عشرة أسواط أخرى، وذلك لما أراده لقضاء الكوفة أيام مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، فأبى وبقي على الامتناع، وسجنه وتوفي في السجن.
ومن طريف ما يحدثنا به أبو القاسم الحسن النيسابوري” أن رجلاً آلى بيمين أن لا يتزوج حتى يستشير مائة نفس لما قاسى من بلاء النساء فاستشار تسعة وتسعين نفساً وبقي واحد فخرج على أن يسأل أول من نظر إليه فرأى مجنوناً قد اتخذ قلادة من عظم، وسوّد وجهه، وركب قصبة، فأخذ رمحه فسلم عليه وقال: مسألة. فقال: سل ما يعنيك، وإياك وما لا يعنيك! فقلت: مجنون والله، ثم قلت له: أني أصبت من النساء بلاء وآليت أن لا أتزوج حتى أستشير مائة نفس وأنت تمام المائة. فقال: أعلم أن النساء ثلاثة واحدة لك وواحدة عليك وواحدة لا لك ولا عليك فأما التي لك فشابة طرية لم تمس الرجال فهي لك لا عليك إن رأت خيراً حمدت وإن رأت شراٌ قالت كل الرجال على مثل هذا وأما التي عليك فامرأة ذات ولد من غيرك فهي تسلخ الزوج وتجمع لولدها وأما التي لا لك ولا عليك فامرأة قد تزوجت قبلك فإن رأت خيراً قالت هكذا تجب وإن رأت شراً حنت إلى زوجها الأول. فقلت: ناشدتك الله ما الذي غير من أمرك ما أرى قال ألم اشترط عليك أن لا تسأل عما لا يعنيك فأقسمت عليه فقال: إني رُشّحت للقضاء فاخترت ما ترى على القضاء. قلت: وقد فعل ابن الهيثم الرياضي الفيلسوف المشهور مثل هذا وتجانّ ليكون له حرية يتمتع بها في خدمة العلم”. (عقلاء المجانين).
ومع إختلاف الزمان والمكان وتطور المجتمعات البشرية وتغير طبائع البشر، وحدوث الثورات التي أفرزت دساتيرا مهمة للأمم، لم تزل مهمة القضاء عسيرة، بالرغم من صدور قوانين وضوابط تسهل مهمة القاضي إلى أبعد الحدود. وقد تضمنت معظم دساتير الدول نصا بفصل السلطات الثلاث عن بعضها البعض لضمان الإستقلالية في العمل. ورغم أهمية السلطة التشريعية بإعتبارها أعلى سلطة في البلد، لكن الفصل في الخلافات الدستورية أوكل إلى السلطة القضائية. ونظرا بما يتمتع به القضاء من دعم أو نقض قرارات السلطتين التشريعية والتنفيذية، لذلك غالبا ما تغازل السلطة التنفيذية السلطة القضائية لتتلافي معارضتها أو تؤمن جانبها على أقل تقدير.
في العراق المحتل كانت السلطة القضائية واحدة من فصول مهزلة المحاصصة الطائفية التي حاكتها إدارة الإحتلال، وصاغتها ضمن دستور هو أشبه ما يكون بحقل الألغام. مع إن الدستور العليل نفسه قد فصل بين السلطات الثلاث وقضى بإستقلاليتها، لكن الحقيقة هي خلاف ذلك. فالسلطة القضائية والسلطة التشريعية أشبه بمداسين متهرئين تحتذيهما السلطة التنفيذية في العراق. والتجربة القضائية في العراق الجديد تُعد من المضحكات المبكيات. وبقدر ما هي مهزلة فإنها فاجعة في الوقت ذاته. لأنها أحكامها تجافي تعاليم الدين وروح الدستور والقيم الأخلاقية. إن القضاء الذي يعتمد على وشايات المخبر السري ويؤمن له الحصانة التامة، ولا يوجب إحضاره خلال المحكمة أشبه بقضاء قطاع الطرق والمافيات الإجرامية. والمخبرون السريون هم من أرذل وأجهل الناس، إنهم جواسيس الحكومة على شعبها، وظيفتهم الإفتراء والكيد والوشاية على الناس الأبرياء، بعيدون عن رقابة الدين والضمير. رزقهم مغمس بدماء الأبرياء.
كثير من العراقيين ينتقدون السلطة التنفيذية على فسادها المالي والإداري والأخلاقي الذي أزكم الأنوف، لكنهم نسوا بأن السلطة القضائية هي التي كانت وراء هذه المهازل جميعا، وذلك عندما أقصت الكتلة الفائزة في الدورة الإنتخابية الأولى بقيادة أياد علاوي وجيرت الشيك المزور لصالح المالكي. من أول يوم باعت السلطة القضائية جسدها للسلطة القضائية وتصرفت كالبغايا. وتوالت وتكاثرت فضائحها يوما بعد يوم. فهناك عشرات الألوف من المعتقلين الأبرياء يرزحون تحت وأدة التعذيب في المعقلات دون مذكرات قضائية، ولكن برضا السلطة القضائية الساكتة بل والناكرة وجودهم، ووجود السجون السرية والإعتقالات العشوائية والتعذيب والإغتصاب في السجون، والمتغاضية عن حيتان الفساد الكبيرة وحالات التزوير عند النواب والوزراء، وهي تغض النظر عن حرائق ملفات الفساد في مؤسسات الدولة الفاشلة، وتبرأ المجرمين من أمثال حاكم الزاملي وعلي الزناني وخضير الخزاعي وباقر صولاغي وغيرهم من المسؤولين في الدولة.
إن القضاء الذي برأ كريم السوداني وأيهم السامرائي وحاكم الزاملي والمئات من شاكلتهم وحدٌ أسنانه الصفراء الكاسرة على المستضعفين الذي ليس لهم إلا العناية السماوية لا يُجدى منه خيرا. إنه قضاء الحكومة وليس قضاء الشعب. وهذا القضاء المسيس ربما يبدو طبيعيا في الدول الفاشلة والتي يحكمها سفلة المجتمع. لأنه في الدولة الفاشلة يكون بناء السلطة القضائية واهيا مثل خيط العنكبوب يقع في شباكه الصغار ويفلت منه الكبار.
وهذا ما شهدناه في قضائنا المسيس كليا لمالكي وعائلته وزمرته فهم يمتطون القضاء كأنه جحش الحكومة، وكذلك بالنسبة لحزب الدعوة ورعناصره، والمجلس الأعلى وعناصره، وكذلك الصدر واليعقوبي وبقية المجرمين المنضوين تحت أجنحتهم المهيضة. ويمكن القول بصراحة إن القضاء يصطبغ بنفس صبغة الحكومة الطائفية، وهذا ما لاحظناه بوضوح في قضية النائب أحمد العلواني الذي أسره المالكي قبل أن يصدر القضاء مذكرة بحقه، بل جاءت المذكرة بعد الإعتداء عليه كإسقاط حجة لا أكثر! وقُتل أثناء إعتقاله عددا من أفراد عائلته وعناصر حمايته. بالطبع لم بعتقل أي من قطعان المالكي عن جريمتهم النكراء. الطريف إن اللجنة القانونية في البرلمان تشير إلى الإزدواجية في احكام القضاء بقولها” مشعان الجبوري كان قبل مدة من المطلوبين للقضاء كونه يمتلك قناة تشجع على الارهاب، لكنه الان سيشارك في الانتخابات القادمة بعد ان تمت تبرئته من هذه التهم، بعد تقربه من الحكومة”. قاعدة ديمقراطية جدا في دولة القانون وهي: كلما تقربت من الحكومة، كلما أمنت جانب القضاء!
لا غرابة في الأمر! فخلال الأيام الماضية قامت مفوضية الإنتخابات وهي ذات صفة قانونية بإستبعاد بعض النواب والنائبات الحاليين من الترشيح للإنتخابات القادمة لإفتقارهم إلى الأدب والأخلاق، مع إنها حالة طبيعية لا تقتصر على هولاء الفقط، ففضائح مجلس النواب والحكومة لا يضايها سوى فضائح القضاء نفسه والمرجعية الدينية! وهناك العشرات من الأفلام الداعرة المنتشرة في المواقع يمكن من خلالها معرفة الإنحدار الأخلاقي الذي وصلوا إليه زعماء العراق الجديد والمرجعية الدينية. ولكن العارفين ببواطن الحكومة والقضاء إستهزأوا من القرار لمعرفتهم بالنتيجة، وفعلا لم يمضِ سوى ثلاثة أيام فقط، وإذ بالقضاء يتقض بسرعة البرق القرار ويسمح بترشيحهم. عليكم اللعنة ثلاثة أيام وتنقضون القرار! وهناك المئات من المعتقلين والمعتقلات لم يعرضوا على المحكمة أو ينتظرون قرار المحاكم بقضاياهم منذ عشر سنوات!
بلا شك إن أي قرار يصدره القضاء سريعا يكون مفتقرا لروح العدالة، واذا ألغاه بنفس السرعة، فهذا ما يسمى بتخبط العدالة. لا خيرفي قضاء يتسع صدره للأقوياء ويضيق صدره للضعفاء، ولا خير في قضاء كانت الناس تفزع إليه طلبا للعدالة واليوم تفزع منه طلبا للأمان. يحكى بأن حمارا هرب من غابته إلى غابة أخرى فلما سألوه عن سبب هروبه! قال لأن قاضي الغابة قرر قتل كل الذئاب. قالوا لكنك حمارا ولست ذئبا؟ قال هذا صحيح! لكن من يستطيع أن يفهم القاضي هذا الأمر! نترك تفسير الحكاية لمدحت المحمود من قبل المالكي ومدحت المذموم من قبل الشعب. ونقول له: لا نخشى الذئب اذا صار أرنبا! ولكن نخشى الأرنب إذا صار ذئبا!
لقد ظلم القضاء في العراق الجديد الآلاف من الأبرياء، وتجاهل القضاة الذين نامت ضمائرهم تحت ردم التهاون وإنعدام البصيرة بأن هناك ربأ عظيما يرصد أفعالهم، ربٌ جبار عادل، يحب المظلوم بقدر ما يكره الظالم، ويستجيب لدعاء المظلوم، ويلبي دعوته على الظالم. وقد صدق الشاعر بقوله:
لا تظــلمنَّ إذا مـا كنـتَ مُقْتَــدِرًا
فالظلـم ترجـع عُقْبَاهُ إلى الـنَّـــدَمِ
تنـام عيـناك والمظلـوم مُنْتَبِـــــهٌ
يـدعو عليـك وعَيـنُ الله لم تَـنَــمِ
يا قضاة العراق! لقد إستخففتم بتعاليم الله تعالى كما جاء في سورة النحل/90 (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان)). وبقوله تعالى في سورة الأنعام/152((وإذا قلتم فأعدلوا ولو كان ذا قربى)). وبأحاديث رسوله المصطفى(ص)” إيها الناس! إنما هلك من قبلكم، إنهم كانوا إذا سرق فيهم القوي تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد”. وبقوله” العدل أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وأطيب ريحا من المسك”. وأستخففتم بدستوركم العاق، وبالمباديء الأخلاقية، وبحقوق المواطنين. فكنتم بحق أولاد إبليس البررة. ضُعتم وضًيعتوا غيركم. يا ويلكم من عذاب لم تحسبوا له حسابا!

علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

نحبكم … وان كان دينكم الاسلام

نحبكم وان كان دينكم الاسلام … فحبنا لكم في الانجيل ليس حرام

نحبكم فالحب دين المسيح عيسى … جربوه شهد هو وليس كلام

نحبكم فالحب زاد الحواريين … به جاهدو وليس برمح او حسام

وليس كما جاهد نبيكم زمانه … بالغدر والمكر والقتل وإرهاب الاقوام

او كما جاهد الصحابة من بعده … بسيوف بطش بالمرتدين انتقام

او كما يجاهد إخوانكم اليوم … بقطع الرؤوس بفتوة شيخ او امام

تقولون كتاب من السماء منزل … في ليلة القدر وليس في أعوام

تقولون كتاب موحى به مصدره … وليس صناعة قس وراهب وحاخام

تقولون لا إكراه في الدين عندنا… لكن قتل الكفار جهاد ووسام

تأملو أحبتي وسع صدورنا … وكيف بلاد الكفار تحتضن العوام

فلولا أهل الذمة ماكان محمد … ولا رسالة حرفها لما استوى الأقدام

فنحن في حب أعدائنا ليس منة… بل واجب مقدس والتزام

فاقبلو الى نور المسيح دون تردد … لتخلصو وأهل بيتكم الكرام

فاسالو من طرق المسيح باب قلبه … كيف استنارت روحه والأجسام

أفيقو أحبتي وكفاكم تكابرا … فجل غايتنا الحق لكم حتى لانلام

أفيقو أحبتي وافتحو عقولكم … لنور الحقيقة وكفاكم شريعة قتل وخصام

أحقا هذه العقيدة السماء مصدرها … ام فخ نصبه الشيطان والحكام

فحاشا للسماء ان تكوّن مصدرها … بل ابليس البسها جبته لتدام

كيف تريدون منا ان نصدق … كتاب جهالة وتخلف ولغو وأوهام

امنحونا الحب فهذا مانريده … وليس كتاب دعارة وفسق وإجرام

أيا أهل الجاهلية عندنا الحب … رسالة اله تأنس تواضعا وخدام

بالله عليكم اليس المحب … من يفتدي بنفسه أحبائه والهيام

بالله عليكم اروني كم مسلما … قال الحقيقة وترك حيا ينام

فأي اله مجرم هذا الذي … يجيز قطع الرقاب يا اجهل الأنعام

وأي اله فاسق هذا الذي … جناته حور عين وغلمان لإتنام

فان كان الفاسق لايرضى بفسقه … فكيف لإله القداسة ينسبه العلام

صدقوني كل بلاد تهبط من عليائها … سببها جهل وجرثومة الاسلام

تأملو كيف الحال في بلدانكم … وتقولون دين محبة ورحمة وسلام

تشركون بالله هذا ماتقولونه … فهل اليهود ونحن نعبد الله والأصنام

كيف تكفرون من الاله اختارهم … قبل نبيكم وقرآنه بآلاف الأعوام

فلا أستطيع ختم القصيدة الا بقولي … خراف ظالة وجداء وأغنام

وعمي لازال للهلاك أعمى يقودهم … دون تشغيل للعقل والحواس إعدام

فنور هلالكم من شمس مسيحنا … والنجم فيه عبادة أوثان وأصنام

فهنيئا لمن استنار عقله وقلبه … وصار المسيح كعبته وعشقه والغرام

فلو كانت السيوف تحمي ديننا … لما كان لدينكم اليوم وجود او مقام

أفيقو أحبتي قبل ان يكون مصيركم … الفناء او نار ابليس تنتظركم حطام
&&&&&&&

س . السندي
Mar / 8 / 2014
شاعر يعيش على
رحيق الحقيقة والحق والحرية

سرسبيندار السندي (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

عاجل.. انتفاضة علوية

إياد عيسى:  اورينت نيوز

المجرم رفعت الاسد مطلوب لعدالة الشعب السوري

المجرم رفعت الاسد مطلوب لعدالة الشعب السوري

حذر الخبير ديفيد غارتنشاتين روس، أمام لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي من استمرار الحرب في سورية إلى أكثر من10 سنوات، مع تدفق الدعم الروسي والإيراني لبشار الأسد، وسيطرة المجموعات المتطرفة على أرض المعركة.
بحسب الخبير التابع لإحدى مؤسسات الدفاع عن الديمقراطية، تتطابق توقعات المخابرات الأمريكية مع تحذيراته، بل تعتبرها السيناريو الأرجح.
مداخلة غارتنشاتين، أشارت إلى نكوص الأسد الابن عن مواجهة المتطرفين، واتهمت الإدارة الأمريكية صراحة بعدم الرغبة الحقيقية في إنهاء الحرب، واستمرار امتناعها عن تسليم أسلحة ثقيلة للمعارضة المعتدلة التي باتت تقاتل على جبهتين.

المحلل، اعتبر أن الحرب قابلة للتفاوض بعكس الطائفية التي سوف تخلق بالتأكيد شروطاً للفوضى خلال السنوات العشر المقبلة.
هذا الكلام ليس جديداً، ولا صادماً، لكن حان الوقت لكي يقرأ السوريون تفاصيل الصورة المستقبلية لبلدهم بطريقة مختلفة في ضوء ما حدث على مدار الثلاث سنوات الماضية.

منذ اللحظة الأولى للاحتجاجات، استخدمت ماكينة الأسد الدعائية اللغة الطائقية المُغلفة (بالفتنة) التي تستهدف سورية، مترافقة مع حملة إشاعات وأكاذيب لا تنزل بميزان أو قبان، كان الهدف خلق تحالف للاقليات بدعوى حمايتها من الأكثرية، رغم وضوح المطالب الشعبية بالحرية والكرامة، وخلوها آنذاك من أي إشارات مذهبية أو طائفية أو عرقية.

بداية، ورط الأسد الطائفة العلوية عبر تسريب أجهزة مخابراته لمقاطع مصورة، تُظهر أبناء الطائفة حصراً من عناصر الأمن والجيش، وهم يمعنون في إذلال المحتجين، لم تقتصر المشاهد المُسربة على منطقة بعينها كالبيضا في بانياس ذات الخليط المذهبي، بل شملت مناطق مختلفة، تعمدت تأجيج المشاعر الدينية من خلال انتهاك حرمة المساجد مثلاً، أو اجبار بعض المُعتقلين على ( تأليه بشار)، وغيرها عشرات المقاطع المُستفزة لمشاعر السنة خاصة.

التسريبات الأمنية للصور، دعمها خطاب اعلامي عن المؤامرة الكونية، ومواجهة الإرهاب والقاعدة في سعي واضح لإثارة مخاوف الطوائف والمذاهب الآخرى بهدف اجتذابهم إلى جانبه، أو تحييدهم، واستخدامهم كورقة مساومة في مواجهة المجتمع الدولي.

مع تطور الأحداث، وانزلاق الثورة نحو السلاح نتيجة القمع غير المسبوق، وهزيمة جيش الأسد، وفقدان سيطرته على مساحات شاسعة من الأرض، استحضر الوريث علناً ميليشيات طائفية من خارج الحدود بأسماء استفزازية، وتحت عناوين وحجج طائفية كحماية المقامات الشيعية، في حين أخرج من داخل عباءته المتطرفين السنة، وحكاية ( داعش) لم تعد خافية على أحد.

ربما نفهم، أن يتسرب (الجهاديون) عبر الحدود الفالتة إلى داخل سورية، لكن أن يستعين نظام يدعي الشرعية بمقاتلين طائفيين للدفاع عنه، تلك فضيحة تسقط كل ادعاءاته بحماية الأقليات دفعة واحدة، كونها تشعل حرباً طائفية، الجميع فيها خاسر.

من يدعي حماية الأقليات، لا يزج بطائفته في معركة مفتوحة مع طائفة آخرى، ولا يستعين بمرتزقة طائفيين من دول خارجية لتقتل وتُنكل بشعبه، ولا يتجنب الدخول في مواجهة عسكرية مع (داعش)، ولا يخلط الأوراق الكردية، ولا يلوح بالتقسيم، ولا يُعلنها حرباً حتى النهاية، ولا يقبل بتحويل بلده إلى ساحة مواجهة اقليمية ودولية، ولا يدخلها بازار التسويات السياسية كجائزة ترضية أو ع (البيعة).

المشكلة، أن صوت الطائفية طغا على صوت الثورة والحرية والعدالة الإجتماعية، نجح الأسد في استجرار الكثير من طلاب الحرية إلى خنادق الحرب التي يريدها بين الجميع على مذبح كرسي السلطة.

لا يزال العلويون يحمون الأسد لأسباب طائفية بحتة، رغم قناعتهم أنهم مجرد وقود في معركة ليست معركتهم، لكن نسبة كبيرة من الثائرين بالمقابل، اعتمدوا الخطاب الطائفي، اعادوا الاعتبار لفتوى ابن تيمية، وهو أكثر ما تمناه وعمل لأجله بشار.

الأسد زائل، لا يمكن لشخص تسبب بدمار بلد وتشريد الملايين من أهلها، وقتل مئات الألوف أن يستمر بالحكم، والواقع انه تحول إلى قائد ميليشيا تمتلك أسلحة ثقيلة وطائرات لا أكثر.

يبدو على جميع السوريين، الاختيار بين حرب أهلية لا يوجد منتصر فيها، تحرق الأخضر واليابس، وتستمر لعشرات السنوات، أو الحفاظ على ما تبقى من سورية.
المأمول، هو انتفاضة علوية في وجه الطاغية، وحدها كفيلة باخماد حرائق الفتنة، وانقاذ المستقبل، أمنية صعبة، إنما لو حدثت، التاريخ سيسجل للعلويين ذلك، وإن لم تحصل ذات التاريخ لن يرحم.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

نساء سوريا: معاناة الحد الأقصى!

فايز سارةwisamsara

أمس، كان العالم يحتفل بيوم المرأة العالمي، وهو احتفال يعكس حسًّا إنسانيا بالأوضاع الصعبة التي تعانيها المرأة في عالم اليوم، ليس فقط من باب المعاناة الناتجة عن تدني مكانتها في المجتمع، وتردي أوضاعها الاقتصادية والمعاشية، وقلة مشاركتها في الحياة العامة، سواء في إطار إدارة المجتمع وأنشطته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولجهة هامشية حضورها في الأنشطة الثقافية والفكرية، وكل ذلك بعض محصلة الطبيعة الذكورية للمجتمع في واقعه الراهن، وما يفرزه ذلك من دور أكبر للرجال على حساب المرأة ودورها. وإذا كان الاحتفال بيوم المرأة هو إقرارا بالواقع المتردي للمرأة، فإنه أيضا تذكير بضرورة إصلاح الواقع بصورة جذرية بحيث تتحقق العدالة في الحياة، وتسود المساواة بين الرجال والنساء.

والتردي العام في أوضاع المرأة في عالمنا المعاصر، يصبح مضاعفا في أوضاع نساء بعض دول العالم، خاصة البلدان التي تضربها ظواهر الفقر والمرض والتخلف، والأبشع مما سبق، يحصل في البلدان التي تطحنها الحروب والصراعات المسلحة من أجل مصالح متناقضة، حيث تنهار قيم وعادات وتقاليد، لتحل محلها القوة والعنف، وتنطلق الغرائز في أبشع صورها، وغالبا في الأحط منها، وهذا يترك أثره الشديد على النساء والأطفال بصورة أساسية، لأن القسم الأكبر من النساء ولأسباب ودواع كثيرة، يؤثرن على أنفسهن عائلاتهن ولا سيما الأبناء والإخوة والآباء والأزواج، فتكون حصتهن في الحياة والاحتياجات في تلك الظروف أقل بكثير مما يمكن أن تكون.

وحالة السوريات اليوم قد تكون الأصعب في عالم اليوم، بل قد تكون أقسى الحالات التي مرت نساء العالم بها في التاريخ المعاصر. فبعد ثلاث سنوات من حرب النظام على السوريين، وخاصة النساء اللاتي اشتركن في الثورة على النظام وساهمن في فعالياتها، كانت حصة السوريات فظيعة في نتائج تلك الحرب، حيث عانت النساء من الاعتقال والقتل، بما في ذلك حالات القتل تحت التعذيب، ومن الانتهاكات بما فيها حالات الاغتصاب، ودفعت السوريات على دروب التشرد والهجرة واللجوء عبر العالم، وقدر لأعداد كبيرة من النساء العيش في مناطق محاصرة تحت القصف وفقدان الدواء والغذاء، وكلها أدت إلى موت نساء في ظروف خارجة عن التصور.

ولم تقتصر معاناة السوريات على ما قام به نظام القتل والتدمير والتهجير، بل امتدت إلى معاناة أفرزتها النزعة المتطرفة، التي أطلقتها جماعات التطرف الديني من «القاعدة» وأخواتها سواء ما وفد إليها وتمدد فيها، مثل دولة العراق والشام (داعش)، وما تأسس فيها وشارك فيه وافدون مثل جبهة النصرة، وقد أشاعوا قيما وسلوكيات جسدت اضطهادا مزدوجا للنساء، منعهن حتى من ممارسة دورهن الذي كرسوه في العمل العام في مواجهة النظام ودعم صمود المجتمع ضد آلة النظام وشبيحته، وأعادت قيم المتطرفين وسلوكياتهم في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام حياة النساء إلى ما قبل الحقوق الأساسية للإنسان ومنها الحق في الانتقال والقول والعمل والحياة بصورة طبيعية، وبالمحصلة لم يكتف المتطرفون بممارسة أغلب سلوكيات النظام، وإنما أضافوا إليها ممارسات لا تقل بشاعة في انتهاك حق النساء في حياة طبيعية تحت واجهات «دينية».

إن تردي حياة السوريات في ظل ما يحيط بالوضع السوري من صراعات وعنف لا يمثل نهاية المطاف. فما يصيبهن من معاناة، يبدو بلا حدود في قسوته ونتائجه الكارثية. فأغلب السوريات وجدن أنفسهن في مواجهة تحديات صعبة لم تكن تخطر لهن في وقت سابق، والأمر في هذا لا يقتصر على متابعة حياتهن في العمل والتعليم مثلا أو على إعالة الأسر ورعايتها في ظل غياب معيلها، فهذا أمر موجود وإن صار أكثر شيوعا وقسوة في ظل ظروف استثنائية، تكرس اليوم واقعا مريرا تعيشه السوريات، بات من الضروري ليس معالجته فقط، وإنما إعادة تطبيع حياة السوريات وكل السوريين!
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

المعتقلات السوريات وعيد المرأة

Michal Shammassyrianowmen

ميشيل شماس فيسبوك

هناك كثيرون اليوم يفكرون بمثل ما كنتُ أفكرُ به عندما اعتقلوا ابنتي” يارا” ليلة عيد المرأة في العام 2012 كيف كنت أناديها ..؟ كيف كنت أنتظر الساعات والأيام لأضمها إلى صدري..؟
في هذا اليوم الذي يحتفل به العالم بيوم المرأة العالمي مازلنا ننتظر أن يُفرج عن جميع النساء والفتيات المعتقلات، وأن يتوقف استهدافهن سواء بالاعتقال أو بالخطف أو بالضرب والقتل

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

مجاهد سعودي عائد من سوريا يفضح الفصائل الاسلامية تقاتل بعضها وليس النظام

horiatSaudi Internet Celebrity Returning from Jihad in Syria: Factions Fight One Another, Not the Regime

Posted in English, ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

آية الله مهدوي كني: انشتاين مسلم شيعي واخذ نظرية النسبية عن نهج البلاغة

إعداد أديب الأديبaustroir2

آية الله مهدوي كني، رئيس مجلس خبراء القيادة في نظام ملالي طهران الإيراني، يقول ان عالم الفيزياء وصاحب النظرية النسبية الشهيرة، الأميركي ذي الأصول اليهودية الألمانية “ألبرت أينشتاين”, قد اعتنق الإسلام الشيعي وعلى مذهب “الإمام جعفر الصادق”.

ما هو الدليل:

الدليل جاهز وموجود دائماً!؟ وهو كليشة معروفة تصلح كدليل لاي شئ تريد!؟ يعني “بتاع كله” كما يقول الفنان ” عادل امام” , ومن يجروء على تكذيبه له الويل والثبور!؟ لانه بذلك سيصبح عدو الاسلام ويهدر دمه الى جهنم وبئس المصير!؟

الدليل كالتالي:” هناك مراسلات بينه وبين إمام شيعي تثبت انه تشيع فقامت الصهيونية  واخفت هذه الرسائل كرهاً بالاسلام

والمسلمين ولكي تحرم الشيعة من هذا الانجاز العلمي الفريد”ّ؟

طبعا بمثل هذا الدليل نستطيع أن اثبت بأن شارون المتوفي حديثا قد تشيع ايضاً؟؟ وإذا انكرت زوجته واولاده, فالجواب ايضا جاهز:” هم عملاء للصهيونية”؟

ولاكمال الدليل يدعون بان أينشتاين تشيّع في رسالة علمية أرسلها الى الامام الشيعي “بروجردي”عنونها بكلمة “البيان” أو

Die Erklarung

بالألمانية، وتضمنت المراسلات السرية بينه وبين بروجردي، وطابق فيها أينشتاين نظريته للنسبية مع آيات قرآنية ومقتطفات من نهج البلاغة للإمام علي، وروايات شيعية حول الاسراء والمعراج كما وردت في بحار الأنوار للعلامة الإيراني محمد باقر مجلسي، وترجمها حميد رضا بهلوي، شقيق آخر شاه لإيران، من العربية إلى الإنجليزية.

وفي هذه الرسالة، يقول أينشتاين أن النسبية ظهرت اولًا في آثار شيعية، لكن العلماء لم يتنبهوا إليها. إحدى هذه الآثار منقولة عن مجلسي في كتابه بحار النوار، عن معراج الرسول: “عند ارتقاء النبيّ من الأرض، تصطدم رجله – صلّى الله عليه وسلم– أو عباءته بآنية من الماء، وتنقلب فتهرق الماء، وعند رجوعه من المعراج يشاهد الماء ما زال يجري من الآنية، رغم مرور الوقت”. فتزعم الرسالة أن أينشتاين ثمن هذه الرواية، ووصفها بالعلميّة لأنها أول دلالة على نسبية الزمان، التي سبق أئمة الشيعة العالم في اكتشافها.

وبحسب “البيان”، يتطرّق أينشتاين لعقيدة المعاد الجسماني، ليثبته بعكس معادلة النسبيّة الشهيرة بين المادة والطاقة، ما يدل على أن أجسادنا قادرة على التحول إلى طاقة، والعكس صحيح.

هذا يذكرنا بنظريات زغلول النجار السنية ودخول علماء الفضاء بالاسلام؟ ولله في خلقه شؤون.

مواضيع ذات صلة:  ايران- الولي الفقيه يحقق اعجازاً ويضع رجلاً على الشمس

لمشاهدة الفيديو بالايراني اضعط زر التشغيل:

Posted in كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

الجلاد لا يموت

الملك والحاكم والحاشية والجلاد الطبقة النبيلة ودائرة الملك (( اللوكية )) الطفيليين والمنتفعين ، وأخيرا سيف السلطان carrieghorseالقاطع للرقاب هو السلطان نفسه في جوفه ، وشخص يتقمص شخصية السلطان من خلال منحه الحق في قطع الارقاب انه الجلاد الذي لايموت .

هو شخصية افتراضية موجودة في قلب النبيل السلطوي ليس النبيل الشرفي .

فبواسطة السيف الذي اسمه الجلاد يتراجع من في قلبه ثورة ورغبة في التغيير .

خادم السلطان هو السلطان ، فلولاه لاينام السلطان لانه يستطيع الدخول الى مخدعه وفصل أجزائه عن بعضها والجلوس على كرسي الحكم ، ولكن الخوف هو من يمنع هذا الخادم ، الخوف المبني على المنافسة في الحكم من قبل الحاشية .

إذن السلطان حاشيته هي أعدائه ، بالإضافة لعموم الجمهور الشعب ، ولهذا الحاكم دوما يبتسم من خلال شرفة القصر ، لكي يداعب قلوب أعدائه أي الشعب الجائع ، وخصوصا هنالك الكثيرين من الجائعين للسلطة .

لهذا السلطان ينام خلف الجدران الأولى المسماة القلعة .

والجدران الثانية المسماة الحاشية ، ويده على سيفه (( أي هاي مو عيشة )) .

والغريب يموت الملك ويهتف الجمهور ، مات الملك ، عاش الملك ، ولكن لا احد يهتف مات الجلاد ، عاش الجلاد .

لان الجلاد لايموت .!.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment