شعوب “مخ مافي” !!

محمد بتاع البلاديghandi

في العام 2007 أطلقت الهند (الدولة النووية التي لا يعرف عنها البعض إلا أنها مصدر الحلّاقِين و أرز بسمتي) أول مركباتها نحو الفضاء.. و اللافت أن المركبة الفضائية والصاروخ بل وحتى العلماء والباحثين وعمال الشاي والقهوة في قاعدة (اندرا براديش) كلهم هنود 100% .. أي أنها عملية (هنودة) على وزن (سَعْوَدة) مكتملة الجوانب، وليس كما نفعل نحن العرب عندما نذهب (بفلوسنا) إلى قاعدة (بايكونور) في كازاخستان، أو إلى قاعدة (غويانا الفرنسية) لتناول المرطبات و الاستمتاع بالفرجة على إطلاق قمرنا الصناعي الذي ليس له من العروبة إلا اسمه، والأدهى أنه لا يضيف للعالم إلا المزيد من (الكليـبّات) التافهة وقنوات الشات والدردشة الرخيصة..

الهند التي يتلذذ بعضنا بالتقليل من شأنها حين يُضرَب بها المثل في كثرة الكلام، والتي بدأت برنامجها الفضائي في العام 1963 حين أسست لجنة الهند للأبحاث الفضائية

(INSCOSPAR)

ستبقي مركباتها في الفضاء لعامين كاملين، تجري خلالهما تجارب وأبحاثاً غير مسبوقة تدرس فيها طبقات الجو، وسيبحث علماؤها عن مصادر طاقة فضائية بديلة للبترول العربي بالإضافة إلى آلاف الأبحاث التي ستفيد كل البشرية دون استثناء.
وفي حين سنكون نحن السعوديين منشغلين خلال العشر سنوات القادمة باجترار قضايانا المزمنة (قيادة المرأة للسيارة، الصراع الفكري السعودي المعروف، تصريف مياه السيول، عدم تأهل المنتخب لكأس العالم 2020) فإن الهنود – الذين يصورهم البعض بأنهم شعب محدود الفهم (مخ ما في) – سينشغلون في ذات السنوات العشر بإطلاق 12 رحلة فضائية في كل عام، أي ما مجموعه 120 رحلة، وستكون بلادهم من أكثر الدول تقديماً لخدمة إطلاق الأقمار الصناعية، بعد أن نجحت عام 2008 في إطلاق عشرة أقمار صناعية بصاروخ واحد.. كما سيتمكنون وكما هو معلن من إطلاق أول رحلة مأهولة إلى الفضاء بحلول 2016.
مَنْ يعرفُ اهتمامَ الهند بالعلم والعلماء لا يستغرب تحقيقَها كل هذا التقدم المذهل.. فالدكتور أبو بكر عبد الكلام أحد أبرز علماء الهند أصبح الرئيس الحادي عشر للدولة منذ العام 2002 وحتى 2007 تقديراً لدوره العلمي في البرنامج النووي والصاروخي الهندي.. الأمر الذي دفع عالماً عربياً كبيراً كفاروق الباز للقول: حين كبرت وعرفت حقيقة الهند تمنيت أن أكون هندياً.. وقد جمع عبد الكلام الكثير من تصوراته في كتابه (الهند 2020) والذي وضع فيه مخططاً لتطوير الهند وتحويلها إلى قوة عظمى تقوم على المعرفة بحلول العام 2020. إذا كان (عبد الكلام) و الساسة الهنود قد نجحوا في تحويل بلادهم من واحدة من أكثر بقاع الأرض فقراً و ازدحاماً وجهلاً و خرافة إلى دولة حديثة تنافس على الصدارة في علوم الفضاء وتقنية الأقمار الصناعية رغم شح الموارد.. فإن المفهوم العربي لعلوم الفضاء والأقمار الصناعية لا يزال يراوح بين إنشاء قنوات الردح والشتائم التي تفرق أكثر مما تجمع، وقنوات (الشخلعة) التي لا تقدم إلا التافه والهابط من البرامج والأغاني والمسلسلات الرخيصة.. وكلها لم تزد العرب إلا غرقاً في بحور الجهل والغفلة والإخفاق والعنصرية البغيضة.

هل عرفتم الآن من هو الذي.. مخ ما في؟

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

هلال الأسد ينجس دير راهبات الكرمل باللاذقية

كنيسة قلب يسوع الاقدس التابع لدير راهبات الكرمل في اللاذقية

كنيسة قلب يسوع الاقدس التابع لدير راهبات الكرمل في اللاذقية

بدّي كب زيت عالنار بهالبوست، و خصوصاً بعد ما سقط القناع القبيح عن وجوه الاسديين بعد التصريحات الإيجابية لرئيسة الراهبات اليوم و تكذيب كل ما قيل عن نزع الصلبان و منع ممارسة الصلوات اثناء اختطافهون من قبل شباب الجبهة..
انا ما استغربت بذاءة اللسان عند مؤيدي الاسد تجاه الراهبات و وصفهون بأفظع الألفاظ فقط لأنهم قالو كلمة الحق..
و عدم استغرابي نابع من معرفتي بحقيقة أخلاقهون و خصوصاً تجاه الراهبات، و القصة اللي رح تسمعوها هلأ بتخلّيكون تعرفو من وين اجت معرفتي..
في منتصف التمانينات، اجت ميراي من الشام لتدرس باللادقية ، و اختارت دير الكرمل في حي الاميركان ليكون مكان لإقامتها..
من المعروف عن هالدير تشدّد راهباتو، و حرصهم الشديد على البنات المقيمات فيه لمعرفتهون بوجود زعران الاسد منتشرين في كل زاوية باللادقية..
أبواب الدير بتتسكّر الساعة تمانية مساءً، و لا يمكن دخول حدا من المقيمات او غير المقيمات بعد هالوقت و لو بدقيقة..
في سنتها الاولى، انعزمت ميراي على عرس صديقتها باللادقية ، و أخدت إذن الأخت فيليب صوايا راعية الدير للخروج الى الحفلة..
المصور الشهير فيكين قام بتصوير الحفلة ، و طلب من ميراي بعد السهرة أنّو يعرض صورة الها من الحفلة على واجهة محلّو في سوق التجار نظراً لجمال هالصبية من جهة و لنجاح الصورة من جهة تانية، و بالفعل و بدون ما تعرف ميراي تبعات موافقتها، قالتلو اكيد يا فيكين ما في مشكلة ، فيك تعرضها..
تاني نهار تماماً و أثناء مرور هلال الاسد في سوق التجار ، لفت نظرو صورة ميراي على واجهة محل فيكين..
ترك السيارة بنص الشارع و ركض لداخل المحل:
ولك فيكين، مين هالصبية القمر اللي حاطط صورتها عالواجهة؟؟؟
من معرفة فيكين بحيونة بيت الاسد ، اضطر يكذب على هلال خوفاً منّو عالصبية، و قلّو هيدي بنت من الشام ، أخدتلها صورتها من زمان بحفلة صارت بالعاصمة..
احد تجار السوق بيخبّر هلال انو فيكين عم يكذب عليه، و هالصبية موجودة باللادقية و مقيمة بدير الكرمل..
كل يوم ينتظرها عباب الدير الصبح ليلحقها عالجامعة ، و ينتظرها بمشوار عودتها لحتى تدخل عالدير..
خافت ميراي لما بأحد المرات طلب منها تطلع معو بالسيارة و هددها بحياتها اذا رفضت ..
و بكل مرّة هالمسكينة تهرب منّو و تدخل ورا أبواب الدير و هيّة معتقدة انها بتكون بحماية الدير مجرّد دخولها عليه..
أخبرت ميراي الراهبة فيليب باللي عم يصير معها، فقررت الراهبة و بعد إغلاق أبواب الدير ، انو تربط الأبواب بجنازير حديد تفادياً لأمر متوقع من هلال و بأي لحظة..
و بالفعل وقع ما كانت تتوقعه الأخت فيليب..
بتوقف تلات سيارات جيب على باب الدير ، و بيطلع هلال من احد السيارات و معو كل خنازيرو، و بيصرخ بأعلى صوتو و بأبشع الألفاظ على الراهبة فيليب انو تفتح الأبواب وإلا رح يكسرها و يقتحم الدير..
لمّا ما شاف اي استجابة من حدا داخل الدير، قرّر يكسر الباب و ينجّس ارض الدير بقذارتو..
طلعت بوجهو الراهبة العفيفة و قالتلو:
و لك ابني اللي عم تعملو غلط ، و ما بيجوز ، و البنت اللي عم اتدوّر عليها مانها موجودة هون هربت عالشام من الصبح..
دفش الراهبة عالارض و رمى عليها أقذر الألفاظ ، بدون ما يحترم مقامها و كبر سنها و قلها :
ما رح اطلع دوّر عليها، بس قوليلها اذا بشوفها باللادقية من اليوم و رايح لا تلوم الا نفسها، و لا تلومي وقتها غير حالك معها..
و بالفعل ما رجعت ميراي بحياتها بعد هداك اليوم الى اللاذقية و سافرت الى اميركا من وقتها ، و ظل جنزير الحديد لافف باب دير الكرمل لحد تاريخ هاليوم..

يا راهبات دير معلولا، بعد الحمدالله عسلامتكون، بيسلمو عليكون راهبات دير الكرمل و بيقولوكون:
يا ريتكون اتخبروا شباب الجبهة يخطفونا، بركي منرجّع ميراي و أمثالها عالبلد بشي صفقة..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

رائدات سعوديات مصدر قوة لحقوق المرأة

الرياض السعوديةniqab-anne-1-350x233-custom

جون كيري

اليوم العالمي للمرأة هو أكثر من لحظة نسجلها على التقويم السنوي. إنه يوم ليس لمجرد تجديد تصميمنا على جعل العالم مكانًا أكثر سلامًا وازدهارًا، إنما لإدراك أن العالم الذي تُتاح فيه فرص النمو للنساء، هو عالم تنمو فيه احتمالات السلام والازدهار والاستقرار حتى بدرجة أكبر.

إنني أرى ذلك في كل يوم كوزير للخارجية. وحتى مع استمرار نظام الأسد بقذف البراميل المتفجرة على حلب، الذي يُظهر للعالم الألوان الحقيقية لوحشية النظام، فمع كل عمل من أعمال الشجاعة والمثابرة، تظهر نساء سورية للعالم ألوانهن الحقيقية أيضا. لقد سمعنا من بعض هؤلاء النساء البارزات في مونترو في الشهر الماضي.

تحدثت قصصهم عن شجاعة نساء سوريات أخريات لا تحصى أعدادهن. وهناك امرأة من إدلب عملت بجهد مع الجيش السوري الحر لضمان أن يبقى الناس من قريتها في منازلهم وأن يحرثوا أرضهم. كما تمكنت امرأة أخرى من حلب من رفع القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية من خلال تقديم الغذاء لجنود النظام عند نقاط التفتيش. فإذا لم تكن هذه شجاعة تحت النار، فإنني لا أدري ما هي.

وليس في سورية فقط تقدّم النساء لنا الأمل في حل النزاعات. فالنساء حيويات أيضا لتحقيق أهدافنا المشتركة في الازدهار، والاستقرار، والسلام. وهذا صحيح بقدر ما يتعلق الأمر بوضع حد لمعاركنا، كما هو من أجل دفع اقتصاداتنا قُدمًا. فالحقيقة هي أن النساء يتحملن العبء الأكبر خلال الحروب. إلا أن أصواتهن نادرًا ما تُسمع في المفاوضات حول السلام.

وهذا يجب أن يتغير.

إن البلدان التي تقدّر وتمكّن المرأة من المشاركة الكاملة في اتخاذ القرار تكون بلدانًا أكثر استقرارًا وازدهارًا وأمنًا. والعكس هو صحيح أيضًا. فعندما تستبعد النساء من المفاوضات، يكون السلام الذي يَتبع ذلك أقل ثباتًا. وتتآكل الثقة، وغالبًا ما يتم تجاهل حقوق الإنسان والمساءلة.

هذا هو السبب الذي جعل وزارة الخارجية مسرورة لرؤية النساء تطرق آفاقا جديدة في المملكة العربية السعودية من خلال معالجة الاحتياجات الاجتماعية الحيوية. وإحدى الطرق التي نحتفل من خلالها بشهر تاريخ المرأة هي الجوائز الدولية التي نمنحها للنساء الشجاعات في جميع أنحاء العالم اللاتي أظهرن أنواعا مختلفة من الشجاعة والقيادة الاستثنائية.

الدكتورة مها عب الله المنيف هي إحدى هؤلاء القائدات التي قمنا بتكريمهن هذا العام، ليس لأنها تشغل منصب المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني فحسب بل لأنها مصدر قوة يعمل من أجل حقوق وتمكين المرأة. وقد عملت الدكتورة المنيف وزميلاتها بلا كلل من أجل زيادة الوعي وتغيير القوانين للتعامل مع ضحايا العنف، بما في ذلك التشريع التاريخي لتجريم العنف الاسري. و في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي للقضاء على العنف القائم على نوع الجنس في جميع أنحاء العالم، فنحن جميعا نستلهم من شجاعة وتصميم الدكتورة المنيف.

إن الولايات المتحدة تقود في ذلك الاتجاه أيضا بضرب المثل. فقد عملت شقيقتي لسنوات عديدة في الأمم المتحدة، متبعة خطوات والدنا في وزارة الخارجية قبل سنوات عديدة من قيامي أنا بذلك. إنها رائدة. ولكنها ليست وحدها. وليس من قبيل الصدفة أن بعض كبار دبلوماسيينا ومفاوضي السلام لدينا هم من النساء- بدءًا من مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، إلى السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، إلى نائبة وزير الخارجية هيذر هيغنبوتوم، إلى وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية وندي شيرمان. واليوم، فإن جميع مساعدي الوزير الإقليميين في وزارة الخارجية هم من النساء باستثناء واحد فقط.

إننا نحتفل بإنجازاتهن ليس فقط لكونهن نساء، إنما لأن عملهن حول العالم سوف يجعل جميع الناس – رجالاً ونساءً وفتيانًا وفتيات – أكثر أمانًا.

إن السلام ليس مجرد غياب النزاع. إنه تواجد كل فرد من أفراد المجتمع في العمل مع الآخرين لتعزيز الاستقرار والازدهار.

ليس هناك أي بلد يمكنه أن ينجح إذا لم يتم تمكين كل مواطن فيه من المساهمة في مستقبله. ولا يمكن لأي سلام أن يدوم إذا لم تمنح النساء دورًا مركزيًا. لذا فإننا اليوم نسجل الأميال التي قطعتها النساء حول العالم – ولكن الأهم من ذلك أننا نلتزم بإنجاز الأميال التالية من الرحلة.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية | Leave a comment

مهداة لكل امرأة في عيدها

لقصيدة مهداة لكل امرأة في عيدها10541894-nature-love-woman-on-flower-field

الى من عشقهن لازال
في قلبي منذ الصغر

طيور حب وحمامات سلام
ومصدر إلهامي في الكبر

فلولاكن ما عرفت طعم الوجود
ولا الحياة والموت والظفر

فمنكن من ملكت قلبي
ذات يوم والعيون والنظر

فصارت لي ظلي وظلالي
رغم آهات الأيام والقدر

فكيف للوجود ان يكون
لو آدم بتفاحة حواء كفر

صدقوني …
لصار كالخيل الشاردة ترحاله
دون بوصلة وعنوانه كالغجر

صدقوني …
فالمرأة من لازالت توقد
نيران الحب في البشر

فمهلا يامن تتصور انك
الوجود والنجم والشمس والقمر

فلربما تكون كذالك ولكن
الفضل لمن عليك سهر

فرب الوجود لولا الأمومة
لما لآدم وحواء غفر

فطوبى لمن تعشقه امرأة
ثمنها يفوق الآلي والدرر
&&&&&&

س . السندي
شاعر الحقيقة والحق والحرية
Mar/ 8 / 2014

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

لحظة الحقيقة الأوكرانية

الإتحاد الاماراتيةCondoleezza_Rice

كونداليزا رايس

«أريدكِ أن تلتقي بفكتور يانوكوفيتش مرشح الرئاسة في أوكرانيا»، هكذا قدم لي بوتين رئيس أوكرانيا يانوكوفيتش عندما كنتُ معه في مكتبه بالقصر الرئاسي في موسكو أواخر 2004، أطل علينا فجأة رجل من غرفة خلفية. قال لي بوتين «أُعرفك بفيكتور يانوكوفيتش مرشح الرئاسة في أوكرانيا»، هكذا قدم لي بوتين رئيس أوكرانيا يانوكوفيتش عندما كنتُ معه في مكتبه بالقصر الرئاسي في موسكو أواخر 2004 ليظهر الرجل بعد قليل قادماً من غرفة خلفية، وكان واضحاً وقتها أن بوتين يريد تمرير رسالة مفادها أن يانوكوفيتش هو رجلنا، وأن أوكرانيا فضاء للنفوذ الروسي. ومنذ ذلك الوقت و«المشكلة الأوكرانية» آخذة في التبلور بين الغرب وروسيا، فبعد الثورة البرتقالية حاولت الولايات المتحدة وأوروبا إقناع روسيا بأن أراضي أوكرانيا المترامية الأطراف يتعين ألا تتحول إلى بيدق في رقعة الصراع بين القوى الكبرى، بل عليها أن تبقى بلداً مستقلاً قادراً على تقرير مصيره بنفسه. غير أن بوتين كان له حساب آخر، فبالنسبة له كان تقارب كييف مع الغرب بمثابة إهانة لروسيا في معادلة صفرية لا تقبل غير الولاء التام من بلدان الإمبراطورية الآفلة، وما الاجتياح الأخير لشبه جزيرة القرم واحتمال ضمها إلى روسيا بمبررات واهية تتوسل حماية الناطقين بالروسية، إلا مثال على الجواب الذي يقدمه بوتين للغرب. ولذا تبقى الأولوية في الوقت الراهن أن تفهم روسيا بوضوح أن أية تحركات جديدة في أوكرانيا لن يتم التسامح معها، وأن سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها أمر مقدس لا يمكن تجاوزه.

وفي هذا السياق لا بأس بإقرار أمور مثل فرض العزلة الدبلوماسية وتجميد الأصول وحظر السفر على طبقة رجال الأعمال المرتبطين بالكرملين. كما أن من شأن الإعلان الأخير عن إجراء مناورات جوية مشتركة مع دول البلطيق، ونقل مدمرة أميركية إلى البحر الأسود، أن يطمئن الحلفاء. هذا بالإضافة إلى إقرار مساعدات اقتصادية لأوكرانيا وقادتها الجدد الذين يتعين عليهم في ظل هذه الظروف العصيبة تنحية خلافاتهم والتركيز على إدارة البلد، بحيث تظل مهمتنا على المدى البعيد التصدي للنظرة التي يتبناها بوتين بشأن مستقبل أوروبا ما بعد الحرب الباردة. فهو يقول إن أوكرانيا لن تكون حرة بما يكفي للقيام بخياراتها الخاصة، وهي رسالة تتجاوز أوكرانيا إلى باقي أوروبا الشرقية ودول البلقان. كما يؤكد أن لروسيا مصالح خاصة ستحميها مهما كلف الأمر. ولأن الحرب الباردة بالنسبة لبوتين انتهت «على نحو مأساوي»، فهو يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء من خلال الترهيب واستخدام القوة العسكرية، بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية، ما دام العجز الغربي يسمح له بذلك. ولعلنا ما زلنا نتذكر عندما غزت روسيا الأراضي الجورجية في 2008 أن الولايات المتحدة أرسلت بوارجها إلى البحر الأسود، كما نقلت الوحدات الجورجية التي كانت منتشرة في العراق إلى قواعدها في أرض الوطن. وعملت أيضاً على إيصال المساعدات الإنسانية إلى جورجيا. وهكذا حُرمت موسكو من هدفها المتمثل في الإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً، وهو الاعتراف الذي أسر لي به وزير الخارجية الروسي شخصياً.

بيد أن تلك الخطوات على تواضعها لم تستمر، فعلى رغم الاحتلال الروسي المتواصل لإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، فقد تلاشت العزلة الدبلوماسية المضروبة على روسيا. ثم جاءت بعدها سياسة أوباما القائمة على «إعادة ضبط» العلاقة مع موسكو لتطوي خطط نشر صواريخ دفاعية في جمهورية التشيك وبولندا، وتوقف الحديث عن انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي. ولكن هذه المرة يجب أن يختلف الوضع، فبوتين يراهن على المدى البعيد من خلال استغلاله الذكي لكل فرصة متاحة، وهو الأمر نفسه الذي علينا القيام به بالتركيز على النفَس الطويل والتحلي بالصبر لوقف بوتين، ولاسيما أن موسكو ليست محصنة من الضغوط ولم تعد الاتحاد السوفييتي السابق، فالروس بحاجة إلى الاستثمارات الأجنبية، ورجال الأعمال المرتبطون بالنظام يحبون السفر إلى باريس ولندن. كما أن هناك قدراً هائلاً من الموجودات المريبة المودعة في البنوك الأجنبية. ولا ننسى أيضاً أن روسيا لا تتحمل انخفاضاً كبيراً في أسعار النفط، وخاصة أن طفرة النفط والغاز في أميركا الشمالية ستضعف قدرات موسكو الإنتاجية، ومن شأن الترخيص بمد أنبوب الغاز «كيستون إكي إل» والدفاع عن صادرات الغاز الأميركية، أن يوصل الرسالة المناسبة لبوتين بأن أوروبا قادرة على تنويع مصادر الطاقة ومد أنابيب لنقل الغاز لا تمر عبر روسيا.

ومن الواضح أن أفراد الشرائح الأكثر إنتاجاً ضمن الشعب الروسي، وهم الشباب المتعلم، ليسوا على وفاق مع الكرملين، لأنهم يعرفون أن بلدهم ليس مجرد مكان لاستخراج الموارد من قبل الشركات العملاقة، بل يحتاج إلى مزيد من الحريات السياسية والاقتصادية والقدرة على الابتكار والمساهمة في اقتصاد المعرفة، وهنا علينا التواصل مع الشباب الروسي، وخاصة الطلبة والمهنيين الذين يدرس العديد منهم في الجامعات الأميركية ويعملون مع شركات غربية. فالقوى الديمقراطية داخل روسيا، التي تمثل المستقبل وليس بوتين، بحاجة إلى سماع الدعم الأميركي، والأهم من ذلك يتعين على الولايات المتحدة استعادة مكانتها ضمن المجتمع الدولي بعد أن تآكلت بسبب المبالغة في مد يد الصداقة إلى خصومنا التي تكون أحياناً على حساب أصدقائنا. فعدم تحركنا في سوريا الذي عزز الحضور الروسي في الشرق الأوسط والانطباع بأننا متلهفون على اتفاق نووي مع إيران، لا يمكن فصلها عن تحركات بوتين الأخيرة، كما أن خفض موازنة الدفاع الأميركية يوحي بأنه لم تعد لدينا النية ولا الرغبة في التأثير في النظام الدولي. ويضاف إلى ذلك الحديث عن الانسحاب من أفغانستان بصرف النظر عن الوضع الأمني، فعندما رُوج لفكرة الانسحاب الأميركي وخفض الصوت المدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان اعتقد المراقبون أن الفراغ سيملؤه الحلفاء الديمقراطيون والمعايير الدولية، ولكن بدلاً من ذلك رأينا كيف قفزت لملء الفراغ القوى المتطرفة مثل «القاعدة» التي أطلت برأسها مجدداً في العراق وسوريا، أو الأنظمة الديكتاتورية مثل نظام الأسد الذي بمؤازرة من روسيا وإيران لا يتوانى في قتل شعبه، أو حتى من قبل الأصوات القومية الصادرة عن بكين وأمثال بوتين الذي يعي جيداً أن القوة الصلبة ما زالت مهمة في عالمنا.

واللافت أن هذه التطورات لم تأتِ كرد فعل على السياسة الخارجية الأميركية القائمة على القوة، بل لأن الرسائل التي تبعثها الولايات المتحدة تشي بالإرهاق وعدم الاهتمام، ولذا تمثل الأحداث الأخيرة في أوكرانيا دعوة تحذيرية للنخب الأميركية في الحزبين معاً ممن يعتقدون أن أميركا تستطيع التخلي عن مسؤوليتها الدولية في القيادة، فإذا لم ننتبه إلى هذا التحذير فإننا نجازف بتقوية المتطرفين والمستبدين حول العالم، وسينتهي بنا المطاف إلى دفع ثمن باهظ من مصالحنا وقيمنا التي ستداس من قبل هؤلاء.

—–

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الراشد يشرح لأوباما الفرق بين الارهاب السني والشيعي

أوباما ورأيه في السنة والشيعةUS-VOTE-2012-ELECTION-OBAMA

في مقابلة له مع مجلة «أتلانتيك»، تمسك الرئيس الأميركي باراك أوباما بموقفه؛ أن التفاوض مع إيران خياره الأفضل، وأن على دول المنطقة أن تتعايش وتتقبل هذا الأمر. وأنه حتى لو أكمل التفاوض ستة أشهر، أو عاما، ولم يفلح، فإنه يمكن إعادة العقوبات ودفع إيران نحو الانفتاح!

من حق الرئيس الأميركي أن يقرر ما يراه مناسبا لبلده وشعبه، لكنه يخطئ عندما يفضل جانبا على آخر في رده على سؤال عن «مَن يراه أكثر خطرا التطرف السنّي أم الشيعي؟»، مادحا إيران بأن تصرفها أكثر استراتيجية لا عاطفية، ولها نظرة عالمية، وتقدر مصالحها؛ تحسب الربح والخسارة!

نستطيع أن نقول الشيء نفسه عن هتلر وصدام وكيم جونغ أون! إيران تملك بترولا مماثلا للسعودية، لكنها بلد فقير يعيش أهله في ضنك، لأكثر من 30 سنة، مثلما كان حال الصين الشيوعية والاتحاد السوفياتي وفيتنام وغيرها من الأنظمة الديكتاتورية القاسية. كلها تهاوت رغم أن لديها نظرة استراتيجية عالمية لا عاطفية، كما وصف أوباما، معجبا بإيران!

سيدي الرئيس، متطرفو الشيعة هم تماما مثل متطرفي السنّة، دعني أشرح لك الفارق؛ إن المتطرفين الشيعة هم في سدة الحكم، أي نظام خامنئي في طهران، وحزب الله في بيروت. أما متطرفو السنّة هم في المعارضة، مثل «القاعدة»، منبوذون يعيشون في الكهوف. ثق في أن غالبية إيران الشيعية ضد النظام المتطرف، والأرجح أن قرارك بالتفاوض منح نظام طهران المتطرف عمرا إضافيا، وأحبط مشاعر العديد من الإيرانيين الذين كانوا يأملون في إزاحة النظام أو إجباره على الانفتاح والاعتدال.

إيران، منذ اعتلاء آية الله الخميني الحكم، تعيش في فقر وضنك، وتحكم البلاد بالحديد والنار، وتنفق معظم مواردها على الحروب الخارجية ودعم الجماعات الإرهابية، فأين النظرة الاستراتيجية، وأين الربح مع هذه الخسارة المستمرة 30 عاما؟!

ويمضي الرئيس متحدثا بشكل يدل على أنه حقا لا يعرف المنطقة، مثنيا على إيران بأنها دولة كبرى، وترى نفسها لاعبا رئيسا على مستوى العالم، وأنها لا تحمل رغبة الانتحار، وتتفاعل مع الحوافز!

من قال لك إن لدينا رغبة في الانتحار؟! نحن من يلاحق «القاعدة»، وإيران من تستضيفها! العرب (لعلمك) ثلاث مرات أكبر عددا من سكان إيران، ويعتبرون أنفسهم لاعبا رئيسا، السعودية وحدها قبلة ألف مليون مسلم. لكننا لا نقول إن الحقوق تُمنح أو تُهضم بناء على عدد السكان أو القوة، بل يجب أن يقف العالم ضد الأنظمة العدوانية، سواء كانت عربية أو فارسية، مسلمة أو يهودية أو مسيحية. قد نبدو سذجا بالإيمان بمثل هذه المبادئ، إنما هذا ما نتوقعه من أقوى دولة تعتبر نفسها زعيمة العالم الحر.

النظام الإيراني يعتقد أن التفاوض معه مكافأة على سلوكه العدواني، الذي يثني عليه الرئيس أوباما، ويعتبره حساب ربح وخسارة. للتذكير، فالمتطرفون في حكم طهران هم الذين كانوا وراء قتل 300 جندي أميركي وفرنسي عام 1983 في مقر المارينز ببيروت، ودبروا نسف السفارة التي قُتل فيها دبلوماسيون أميركيون. وفي العام التالي، قتلوا مدير الجامعة الأميركية في لبنان. وبعدها بعامين خطفوا طائرة «تي دبليو إيه»، وقتلوا أحد ركابها. وبعدها بعام (1986)، خطفوا عقيدا أميركيا وشنقوه. وفي عام 1996 فجّروا مقرا أميركيا في مدينة الخبر السعودية، وقتلوا 19، وجرحوا أكثر من مائتي أميركي. ووصلت جرائم إيران إلى بيونس آيرس في الأرجنتين، حيث فجروا معبدا هناك عام 1991. القائمة طويلة، وكما قلت، فإن الفارق بين السنة والشيعة أن من يحكم طهران اليوم نظام الحرس الثوري الشيعي المشابه في آيديولوجيته لتنظيم القاعدة السني المتطرف، الذي فشل في الوصول إلى الحكم.

ما تحدث به الرئيس أوباما يعبر عن تبسيط لقضية خطيرة، وما يفعله أنه مدّ لنظام إيران حبل النجاة الذي يصارع نتيجة الحصار الدولي خارجيا، وبسبب الضغط الداخلي الذي كان يهدد القيادة المتطرفة. وللعلم فإن إيران، منذ أن بدأت اتصالاتها من أجل التفاوض النووي، تظهر وحشية أكثر مما قبل، فقد أرسلت الآلاف من جنودها للقتال في سوريا، وشددت قبضتها على العراق، وأرسلت أسلحة لليمن والسودان، وحاولت إرسالها لقطاع غزة. هل يمكن أن يقول لنا الرئيس أين استجابة النظام الإيراني للحوافز الأوبامية؟!

alrashed@asharqalawsat.com

نقلاً عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

راهبات معلولا يصعقون أعلام الأسد:: نشكر جبهة النصرة لمعاملتهم المميزة معهم

turturmartyrs

Posted in فكر حر | Leave a comment

يالبؤسكم بعض الرجال العراقيين

احتفلت نسوة العراق في نيوزيلندا امس بيوم المرأة العالمي.valantine
وفي اوكلاند ،العاصمة التجارية فيها، بذلت جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية جهدا مشكورا في تنظيم هذا الحفل الذي حضرته كوكبة رائعة من الشابات العراقيات.
رجّال عراقي حمل نفسه وحضر الاحتفال،بناء على دعوة مسبقة، ليرى كيف تحتفل العراقيات النيوزيلنديات بهذا اليوم.
في أمّ عينيه رأى وعرف:
1-دعوة الحضور تشير الى ان موعد الحفل يبدأ في السادسة مساءا.
2-كعادة العراقيين وليس العراقيات لم يحضروا الا بعد مرور اكثر من 45 دقيقة ..لماذا لأنهم عراقيون وهذا يكفي.
3-حضر في الموعد المحدد 3 رجال فقط مقابل اكثر من 50 شابة ونسوان في اربعينات العمر، وسمع البعض احد الحضور يقول”اشو بس 3 حاضرين من الرياجيل لعد وين الزلم؟”.
4-بعد مرور اكثر من نصف ساعة على الموعد تململ القوم والقومات مما اضطرت معه رئيسة جمعية المرأة العراقية الى البدء بمراسم الاحتفال.
5-عدا الكلمات التي القيت من قبل الجمعية العربية النيوزيلندية الثقافية والتيار الديمقراطي ومجموعة من النساء المشاركات كان هناك ماهو اروع من ذلك: (عفوا في هذه اللحظات زاد عدد الرجال الى ستة افراد) برزت الى منصة الخطابة شابات ممن حصلن على شهادة الدكتوراه في نيوزيلندا وفي مجالات علمية مختلفة وقدمّن خلاصة تجربتهن في البحث العلمي مما اثار الكثير من الاعجاب بين الرجال الستة.
6-قرب نهاية الاحتفال زاد عدد الرجال الى 8(اللهم زد وبارك).
7- العراقي يلطم منذ زمن بعيد وهو يتحسر على وضع المرأة وسرقة حقوقها وامعان السلطات المسؤولة في اضطهادها وهم اليوم،أي الرجال، تعففوا عن حضور عيدها في يوم عطلة نهاية الاسبوع مع العلم ان الكل (فاضي).
8-اثناء عرض الشابات العراقيت لتجربتهن في الحصول على الدكتوراه برز سؤال ظل يحوم في ارجاء القاعة :هل صحيح ان المرأة ناقصة عقلا ودين؟.
8-هذا السؤال يثبته كلام عدد من رجالات المراجع الدينية الذين لايعرفون لحد الان كيف “يفرشوا” اسنانهم الا في عيد الفطر المبارك والسبب معروف.
9-في هذا الاحتفال ايها السادة وجهت النساء العراقيات النيوزيلنديات لطمة حادة الى كل الرجال الحاضرين للاحتفال ام الغائبين ام الذين يعيشون في ابراج المنطقة الخضراء..لقد قلن كلمتهن ببساطة شديدة:نحن ماضون رغم تجبركم الاجوف وستعرفون من منّا هو الاجدر بهذه الحياة.
10-على مقربة من قاعة الاحتفال كانت هناك قاعة اخرى للاحتفال بنفس المناسبة ضمت مجموعة كبيرة من الجالية الهندية..كانوا خلية نحل وهم يستعدون للاحتفال..القاعة ازدانت بالورود والفلافل الحارة واكلات الكاري ،اما جماعة الموسيقا فقد اجروا البروفات الاخيرة قبل تقديم الفولكور(البومباي) ومصدرها من بومبي وفي رواية اخرى قيل مومبي.
11-ثبت بما لايقبل الشك ان عددا كبيرا من الرجال يستلقون مدرج حقوق المرأة لغاية في نفس يعقوب تماما كما يحدث الان في ادراج مكاتب المنطقة الخضراء وما تضمه من ملفات فساد لاتظهر الا بالوقت المقرر.
فاصل مكرر:وزارة الداخلية العراقية احتفلت قبل يومين بهذه المناسبة وراح طاقمها يلطم وهم على منصة الخطابة لأن الجنود لايؤدون التحية للضابطات لأنهن”عورة” كما اشيع بين عرفاء الشرطة.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

السعودية والإخوان.. دقت ساعة الاستقلال

essam

وأخيرا السعودية تعلن الحرب على الإخوان، وتصنف الجماعة منظمة إرهابية ضمن قائمة تضم تنظيم القاعدة وجماعة الحوثى وجبهة النصرة وحزب الله السعودى وداعش.

أما اللجنة السداسية التى تكونت من أجل تحديد من هى الجماعات الإرهابية، فما أعتقده أن القيادة العليا حددت الجماعات الإرهابية سلفاً، ولو لم تنته إليها تلك اللجنة المكونة من عدة وزارات استولى عليها الإخوان وفكرهم منذ عقود، فكيف جاء الاعتقاد بأنهم سيتهمون أنفسهم بأنفسهم؟

ذُكر أن خلافاً دبّ بين بعض أعضاء اللجنة حول الجماعات الإرهابية، وجاء رأى أحدهم بضم التيار الليبرالى والعلمانيين المعارضين للفكر السلفى. كأن قضية هلاك الأرض العربية سببها العلمانية والليبرالية اللتان لم تصلا لمرحلة التيارات الفكرية المنظمة بعد. وكأن الليبرالية فجّرت واغتالت وأفتت بالقتال. العلمانية لم تشهر السلاح، والليبرالية لم تعترض على الوطن، ولم تقل إن المسلم السنى بإندونيسيا خير من المسيحى بمصر أو الشيعى بالسعودية. العلمانية لم تنظم العمليات الانتحارية وتقتل البشر باسم الجهاد لغايات جنسية.

السعودية تعمل على غسل الرمال من آثار أقدام وأفكار الإخوان. الوقت تأخر جدا، إذ كان المفترض الاستقلال من احتلالهم منذ موقفهم بحرب الخليج. لكن أن يأتى الفراق خير من ألا يأتى أبداً.

أما السؤال المطروح اليوم فعن مصير الإخوان السعوديين. كثير من الجبناء بدأوا يختفون ويتقلبون كالحرباء. إشارة رابعة اختفى معظمها من صورهم بـ«تويتر»، بعد أن كانوا يتبجحون (بالكف ذات الأربع) رمز الإرهاب. كلهم ظنوا أن وصول مرسى يعنى سيطرة الإخوان على الحكم فى السعودية. وقتها أسرعوا ليباركوا ويهللوا نصرهم الموعود والقريب، قبل أن يضغطوا بسرعة البرق على المفاتيح لحذف وسم رابعة.

لكن العمل لا ينتهى هنا، فهناك إثباتات وأدلة دامغة على وجودهم كتنظيم لا كفكر فقط. تنظيم له أعضاؤه، وكل عضو يحمل رتبة فى الأسر، التى ابتدعها التنظيم لتُنسِى المنتمى إليه أسرته الحقيقية ووطنه ويصبح التنظيم الدولى حاضنته ومرجعيته.
حلقات تحفيظ القرآن كانت ومازالت مقرهم الرئيسى. المراكز الصيفية لم تتوقف.

تلك الحلقات كانت الحاضنة لفكر الإخوان، آلاف لا حصر لها من الحلقات منتشرة فى كل المدن والقرى. ولا أعلم لِمَ الخوف أو الخجل من إغلاقها.

الإخوان هم من جاءوا بفكرة الحلقات والمراكز الصيفية لبث سموم فكرهم وإكمال السيطرة على الشباب والبنات، بعد تبجحهم بالسيطرة على أغلب الوزارات وأهمها وزارة التعليم، وتبجحهم بتأليف مناهجنا الدراسية.

الخطوة الثانية التى اتخذتها السعودية ردا على دولة ترعى الإرهاب هى سحب سفيرها مثلما فعلت الإمارات والبحرين من قطر التى تمادت فى دعم الإرهاب، وتمادت أكثر فى إشعال الفتن وإطلاق نيران العصابات فى الشوارع العربية.
أتمنى أن تكون الخطوة المقبلة المطالبة بمحاكمة مسؤولى دولة قطر المتسببين فى كل هذه الإهانة للشعب القطرى، وكل ذلك القتل والتدمير بين الشعوب العربية.

وهذه عبارة أنهى بها المقال كانت عنوان كتاب للراحل المثقف العميق حسام تمام: (السعودية والإخوان.. هل دقت ساعة الفراق؟)

نعم، والحمد لله.

Posted in فكر حر | 2 Comments

المرأة و اشكالية إلانا السياسية….

د. اكرم هواس- اكاديمي عراقي- الدنمارك

هناك كلام كثير عن المرأة هذه الأيام… الكلام ليس جديدا فقد مضت بضع سنوات منذ ان انتشرت أفكار باراديم الديمقراطية و alisaحقوق الانسان و المجتمع المدني…الخ…من السطحيات غير المرتبطة بالواقع…. الغريب ان الشعارات الرنانة قد ربطت … بوعي او بغيره… بين حقوق الطفل و حقوق المرأة …جميل ان يبقى الطفل مرتبطا بالمرأة الأم… لكن ليست كل امرأة هي أم … و الأهم ان المرأة سواء كانت أما فعليا ام أما مستقبليا… او ربما ليست أما بالمطلق لانها لا تنجب او انها لا تريد ان تنجب… او انها حرمت من الإنجاب لانها لم … و ربما لن تتزوج أبدا لأننا ما زلنا ننتظر فتوى بالزواج بعيدا عن الأزمات الاقتصادية التي تتوسع كل يوم و التي تركت الملايين من النساء دون زواج يأخذن أهاتهن من الوحدة و الحاجة الى الحق الطبيعي معهن الى القبر…

بغض النظر هذا و ذاك فان الربط القانوني و الثقافي بين الطفل و المرأة يضعهما في خانة … او طبقة اجتماعية تجمعهم مع العجزة و المتسولين و المهمشين … هذه الطبقية التاريخية التي قد تختلف في طبيعتها عن الطبقية الماركسية … كما يفهمها البعض بأنها تستند الى العامل الاقتصادي… بينما الطبقية التي نتحدث عنها هي طبقية اجتماعية فالمرأة قد تكون غنية و لديها أموال كثيرة شأنها في ذلك شأن ثري من الأثرياء تقعده حالة او عجز بسبب السن…

الطبقية التاريخية الاجتماعية تتعلق بالدور الذي يؤديه هذا الشخص او ذاك و بمدى استقلالية القرار السياسي و مدى تقبل المجتمع لهذا الدور… و اخيرا و ليس اخرا….الوعي الذاتي بهذا الدور و رد فعل المجتمع إزاءه.. و لعل هذا العامل الأخير شهد تغييرا طفيفا في السنوات الاخيرة… باراديم الديمقراطية احدثت هزة داخل عقل الكثير من النساء و بعض الرجال… لكن السؤال عن التغيير لا يجب اختزاله عن شعور البعض و أمنياته … انه يتعلق أساسا بالبنية الثقافية و الاجتماعية العامة في المجتمع…

في ظل هذا الركود الاجتماعي و رغبة التغيير لدى قطاعات مختلفة و منها بعض النساء فان المرأة تقف امام تحديات تشويهية اكثر منها أفكار واضحة حول ماهية و مسار اي تغيير..يمكننا هنا تلخيص بعض اهم التحديات…

اولا.. هناك ميل شديد لنقد مصطلح المرأة لارتباطه التاريخي بتبعية العنصر النسائي للرجل في النظام الاجتماعي و الثقافي و كذلك الاقتصادي و السياسي … او ما اصطلح عليه المجتمع الذكوري… لكن ازاء هذا الميل النقدي الذي يصل ذروته عند مجموعات نسائية الى مستوى الرفض المطلق نجد عجزا مفاهيميا و سياسيا لطرح بديل يؤسس لمشروع نظام اجتماعي يمتاز بتوازن و تناسق بين الواقع الاجتماعي و بين أية رؤية للنظام الاجتماعي..

ثانيا…في إطار هذا النقد و الرفض هناك توجهات تقترب من مفهوم ألفيمينزم الذي خلق الأساس لحركة نسائية تطور في أوروبا و الغرب عي العقود الاخيرة… و لكن هذه التوجات لم تتجرأ في تبني مفهوم و تطبيقات ألفيمينزم لتعارضها الشديد مع قيم و ممارسات ما تزال تحتل موقع القداسة في النظام الاجتماعي السائد..

ثالثا… في خضم نضالاتها و محاولاتها للانتعاق تجد المرأة نفسها مختنقة بين تعريف و وعي ينحو المنحى التنافسي و و ربما البديل لدورالرجل في ساحات العمل و بين اعادة انتاج الدور التاريخي الذيلي عن طريق طرح مبادرات شرعنة زواج الرجل بأربع نساء تحت تسمية القبول الواعي للتضامن مع غير المتزوجات … او القبول بمنظومات زواج مستحدثة تحافظ على الجوهر التقليدي الشرعي لكن ضمن أنماط تتجاوز البنى الاجتماعية مثل زواج المسيار و الزواج فريند و …وو … الخ مما تتمحور فكرتها الاساسية مع زواج المتعة او الزواج العرفي الذي يرفضه النظام التقليدي…كونه يوفر مساحة أوسع لتحقيق الرغبات الجسدية و النفسية بعيدا عن الاطر و الالتزامات التقليدية المغلقة و الباهية الثمن اقتصاديا و اجتماعيا..

رابعا…الإخفاق في إيجاد رابط حيوي بين العمل خارج المنزل و إدارة أسرة… و رغم ان دور المرأة التقليدي في المجتمع النمطي اي المجتمع الرعي و المجتمع الزراعي كان العمل خارج المنزل يعتبر جزءا متكاملا مع مهمات المرأة داخل المنزل….و رغم ان هذه الحالة امتدت حتى بعد ظهور الاسلام و استمرت الى وقت قريب و هي ما تزال مستمرة في الأرياف … فانه يبدو ان الكثير من النساء و بفعل إرهاصات التحول إلى الحداثة و لو بمستوياتها البدائية قد وقعن فريسة وهم كاذب مرده ان الخروج الى العمل يعني بشكل او باخر ضرورة التخلي عن الأنثى داخلهن….. لسبب بسيط و هو ان ارتقاء دور المرأة معناه تجاوز الدور التاريخي في إدارة الاسرة… فالمرأة التي تدير شركة يعمل فيها الكثير من الرجال….. او تعمل ضابطة في الشرطة او الجيش او المخابرات و التي تستدعي الصرامة و الحزم و القلب القاسي تحول دون الحفاظ على القلب الرحيم في كنف الاسرة.. كما ان البحث عن النجاح يستدعي استنفاذ الطاقة الجسدية و النفسية مما يقلل من إمكانية الاحتفاظ بفائض من الطاقة التي تتطلبها إدارة و تربية أطفال…

هذه التحديات أعادت المرأة الى الدائرة الاولى … اي الاختيار بين طلب المساعدة او التعامل مع الرجل كي تستطيع المراة التوافق بين تطوير الذات و الحفاظ على العلاقة الطبيعة ( رجل/امرأة)…. او انها اي المراة تواجه التخلي القسري عن الأنثى في داخلها و التي تشكل الأساس في اختلافها الفسيولوجي و السيكولوجي عن الرجل.. في سبيل تحقيق ذاتها الكينونية…

هذه الدايلاما هي التي تلعب مع عناصر اخرى متعددة في ديمومة الطبقية الاجتماعية التاريخية الى حين من الدهر قد يشهد تغييرات اخرى لا نعرف كنهها.. بينما ظلت التجارب السياسية للمرأة العربية سواء في الحياة البرلمانية او الحكومة او التواجد في الأحزاب او المنظمات المختلفة الحكومية و غير الحكومية او المجتمع المدني أسيرة تحكم عناصر هذه الطبقية التارخية مما يحد بشدة إمكانية المرأة من وضع لمستها ضمن مشروع سياسي اجتماعي بديل للمنظومة التاريخية…

بكلام اخر … رغم المناقشات الكثيرة حول تحرر المراة … لم يبرز لحد الان مشروع نسائي … و لو بشكل بدائي… عن ماهية هذا التحرر و أهدافه و الآليات الضرورية … و ازاء ذلك فانه يبدو للأسف ان المراة ما تزال تتخبط و الرجل ما يزال هو الفاعل الأكبر…و لو اخذنا مساهمات واحدة من اهم رائدات الحركة النسائية العربية و اعني الدكتورة نوال السعداوي و التي قدمت و ما تزال تقدم الكثير فكرا و تجربة في هذا المجال لامكننا من متابعة المشكلات الحقيقية في بلورة مشروع نسائي بديل… لان اغلب الأفكار التي تقدمها الدكتورة نوال و كثيرات غيرها بشكل فردي او من خلال عمل منظمات نسوية او مجتمع مدني او حتى من خلال وظائف عليا في الدولة و البرلمانات او القضاء…. نعم كل ما يقدم لحد الان لا يتجاوز رؤى نقدية لواقع المرأة التاريخي و لتجربتها في المجتمع الذكوري…

و حتى لا نقع في هاوية الاختزال فلابد من التأكيد على ان أفكار الدكتورة نوال السعداوي التي اثرت الثقافة العربية عبر عشرات السنين اكبر من توضع في إطار تقييم بسيط..و هذا يشمل أيضاً دور الكثير من النساء الأخريات المبدعات في مختلف المجالات و اللواتي نعتز بهن…. الا ان ما يهمني هنا في هذه المقالة هو اشكالية مشروع نسائي … ما زال مفتقدا و عليه فان إلانا السياسية للمرأة ما تزال تعاني الغموض الذاتي و الاجتماعي…

مع حبي و احترامي لكل نساء الارض..

Posted in فكر حر | Leave a comment