الانتحار يتفاقم بين الشباب: تلميذ صيني يقفز من نافذة الصف

silence

الانتحار السبب الرئيس للوفاة في العالم بين اليافعين, فقي الفيديو المرفق ضبطت الكاميرا المتموضعة في احد الصفوف المدارس الصينية تلميذا اسمه “خياو جين” ينتحر قفزا من النافذة وسط ذهول وهياج زملائة

Posted in يوتيوب | Leave a comment

ماذا عن مصير الأقليات في الدولة الكوردية المنتظرة ؟

بقلم : د. حبيب تومي / اوسلوjugneck
habeebtomi@yahoo.no
في شهر آذار من كل سنة تلبس مدن اقليم كوردستان حلتها الربيعية ، وفي مقدمتها اليوم تزهو وتتألق مدينة اربيل كونها عاصمة السياحة العربية عام 2014 حيث الفعاليات الفنية والثقافية والفولكلورية الجميلة ، وهذا يعكس صفحة التعايش والأستقرار والأمان في اقليم كوردستان ، وينبغي الإشارة الى ان ولادة ملا مصطفى البارزاني القائد المعاصر للثورة التحررية الكوردية هي في شهر آذار عام 1903 كما ان هذا الشهر اضافة الى حوادث مؤسفة تعرض لها الشعب الكوردي كضرب حلبجة بالغازات السامة وكذلك ايام من عمليات الأنفال السيئة الصيت قد ارتكبت جرائمها في آذار عام 1988 . وهنالك حوادث اخرى كان تاريخها شهر آذار الذي بقي ثابتاً لاستقبال ذكرى سنوية كرمز للتحرر ولتجدد الحياة في عيد نورز الربيعي السنوي .
بعد هذه المقدمة نعود الى عنوان المقال . إذ لا ريب ان المسألة لا تحتاج الى فطنة وبعد نظر سياسي ليجد المراقب امامه على أرض الواقع دولة كوردية قائمة ، لكنها غير معلنة ، وفي الحقيقة ، إن امر الدولة الكوردية بات مقبولاً ، الى حد ما اليوم ، من اطراف عراقية وعربية وأقليمية ودولية . ويبدو ان القبول هو نتيجة منطقية امام حجم التضحيات والنضالات التي قدمها الشعب الكوردي خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي .
من جانب آخر فإن حجم الملفات العالقة بين بغداد وأربيل تدفع على الأعتقاد ان مفهوم الدولة الكوردية لا يمكن ان يكون إلا خطوة استراتيجية قد حان أوان قطافها ، لاسيما إن اتسمت الخطوة الأستراتيجية باعتبارها خياراً مدروساً وستكون في صالح اقليم كوردستان وصالح العراق ، فالعراق الحديث اثبت انه ليس كالأتحاد السويسري الذي طبعت في مخيلة شعبه وفي قوانين حكومته ودستوره ثقافة التعدد والتنوع . فالدولة العراقية الحديثة غلبت عليها ، منذ التأسيس ، ثقافة التوجهات الأديولجية الشمولية ، فكل من يصل الى الحكم يكون هو على حق وعلى الآخرين الخضوع له ، كما ان عقلية الدولة المركزية الصارمة مسيطرة على العراق ، ولا يمكن تصور العراق بدون حكم مركزي ، وثمة هاجس شائع بأن العراق آيل نحو السقوط والأنفكاك في ظل فقدان او ضعف الحكم المركزي ، اي ان العراق لكي تبقى وحدته قائمة هو بحاجة دائماً الى عصا غليظة .
وبموجب هذه المعطيات وطغيان تلك الثقافة يلوح في الأفق عدم تماسك العراق ، فالقضايا المعلقة بين الأقليم والمركز كثيرة ، وهي في تفريخ وازدياد ، كان آخرها مشكلة موازنة الدولة ، ومسألة رواتب موظفي اقليم كوردستان ، حيث ان المشكلة طفرت من جانبها الحكومي الى طابعها الشعبي ، فهناك الآلاف في اقليم كوردستان لم يستلموا رواتبهم .
وتيرة الأزمات بين المركز والأقليم بين مد وجزر ، وغالباً ما يصار الى ترديد شعار تقرير المصير مع كل ازمة ، وفي الحقيقة ان تقرير المصير هو حق طبيعي للشعب الكوردي الذي نادى وكافح لعقود طويلة ، وليس منوطاً بطبيعة العلاقات بين الأقليم والمركز .
في هذا السياق نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 14 / 03 / 2014 حيث ورد ان الرئيس مسعود بارزاني، يعتزم إعلان استقلال الإقليم بعد سنتين. وكانت وكالة «باسنيوز» الكردية نقلت عن شخصية لم تسمها حضرت لقاء مع نوشيروان مصطفى في المقر الرئيسي لحركة التغيير بالسليمانية أنهم خلال اللقاء تحدثوا عن موضوع الدولة الكردية المستقلة، فأبلغهم مصطفى بأن بارزاني ينوي إعلان الدولة المستقلة بعد سنتين من الآن وأنه بصدد الإعداد لذلك حاليا. وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع أحد المشاركين في الاجتماع أكد أن موضوع الدولة الكردية «نوقش كاحتمال». وأضاف المصدر، طالبا عدم نشر اسمه، أن حركة التغيير «ستدعم إعلان الدولة إذا جرى التحضير لها جيدا وفي حال تهيئة الأرضية الاقتصادية والمؤسساتية اللازمة لها وما إذا كان مشروع الدولة سيتحقق عبر الحرب أو بدعم إقليمي».
وعليه ينبغي بحث كيفية تحقيق هذا الحق ( حق تقرير المصير) ، والأفضل ان يصار الى تحقيقه بالطريق الدستوري ، بحيث يجري استفتاء الشعب الكوردي وبأسلوب ديمقراطي وبإشراف دولي ، وبرضى وقبول من الحكومة الأتحادية والشعب العراقي عموماً ، بحيث ان الأنفصال لا يعني إنشاء دولة معادية ، بل يعني إنشاء دولة لشعب صديق اختار ان يعيش حياته ويكون اقرب جيرانه وأصدقاءه في العراق .
ويكون العراق اول المعترفين بجمهورية كوردستان ، وبهذا سنكون قد وضعنا ركائز متينة للعلاقات المستقبلية بين العراق والدولة الناشئة على اسس دستورية ، وثانياً سوف لا تبقى هذه الجمهورية حبيسة اعتراف دولة او دولتين كما حصل حين انفصال قبرص التركية عن قبرص حيث لم يعترف بها سوى تركيا التي صنعتها . وفي الحقيقة ان الطريقة الوحيدة في الوقت الحاضر هو نشوء الدولة الكوردية على الأسس التي نشأت عليها دولة جنوب السودان .
حينما نتكلم عن التجربة السودانية لا يعني اننا قد وضعنا حدا لما ينجم بعد الأستقلال ، فالشيطان يكمن في التفاصيل والتفسيرات كما يقال وكل فريق يفسر المواد المتفق عليها وفق رؤيته .
هنالك متعلقات متراكمة خلال السنين السابقة بين الطرفين ، الأقليم والمركز ومنذ سقوط النظام في نيسان 2003 فإن كان هنالك اتفاق على حدود الأقليم ، لكن هنالك المناطق المتنازع عليها وفي المقدمة تأتي مدينة كركوك ، كيف يصار الى حل تلك المشاكل ؟ هل يؤخذ مبدأ الأستفتاء وأخذ رأي المواطن في تلك المناطق ؟ كأن يكون السؤال للمواطن في المناطق المتنازع عليها :
هل تفضل الأنتماء الى جمهورية كوردستان الوليدة ام تفضل البقاء مع العراق الأتحادي ؟
((( وهنا سؤال يفرض نفسه بقوة وهو : ماذا لو صوّت المواطن في المناطق المتنازع عليها ، بأنه يريد الأستقلال وليس له رغبة في الأنتماء الى جمهورية كوردستان الوليدة ولا الى جمهورية العراق الأتحادي ، إنه يريد الأستقلال في ارضه ))) .
هل بحثت هذه الفرضية بين اصحاب القرار ؟ لا سيما بأن ثمة مساحة كافية من الحرية ليبدي المواطن برغبته ، كما سيكون هنالك اطرافاً دولية تراقب عملية الأستفتاء .
لا يوجد في الأفق اي علائم تشير الى تطبيق المادة 140 الواردة في الدستور العراقي في المستقبل المنظور ، وإن استقلت كوردستان حينئذ يصار الى الأحتكام الدولي باللجوء الى منظمات الأمم المتحدة التي لها خبرة وتجربة في وضع الحلول لقضايا مماثلة في مختلف مناطق العالم ، ولكن هذا الأحتكام ينبغي ان يُتفق عليه قبل اي خطوة لكي لا تكون محل نزاعات وعنف دموي .
الدولة الكوردية المنتظرة ستبنى على ارضية الحكم في اقليم كوردستان حالياً الذي يتمتع بمساحة جيدة من الديمقراطية فهنالك اكثر من خمس احزاب متواجدة في برلمان الأقليم بالأضافة الى المقاعد الممنوحة للاقليات الدينية والقومية في برلمان الأقليم ، اي ان الديمقراطية سوف لا تكون حالة جديدة في الدولة المنتظرة .
هنا يتبادر الى الذهن بعض الأسئلة حول مستقبل الأقليات الدينية في الأقليم وفي المناطق المتنازع عليها لا سيما المكون المسيحي ، حيث انه بعد موجة الإرهاب التي طالت هذا المكون في المدن العراقية ، وجد الملاذ الآمن في اقليم كوردستان او في المناطق المتنازع عليها ،ويتكون اكثريته من الكلدان ، وهؤلاء مهمشون كلياً لا يجد من يدافع عنهم سياسياً وقومياً حتى كنيستهم الكلدانية تخلت عن مسؤوليتها القومية والسياسية عن شعبها على اعتبار ان الكنيسة لا تتدخل بالسياسة ، فبقي هذا الشعب (الشعب الكلداني ) كأنه مقطوع من شجرة لا يوجد من يدافع عنه ، واصبحت حقوقه محصورة في حق ممارسة الشعائر الدينية ، ولا شئ عن حقوقه القومية والوطنية السياسية .
ـ في حالة تأسيس الدولة الكوردية هل سيبقى التعامل مع الشعب الكلداني كتابع للأحزاب الآشورية المتنفذة كما هو حاصل حالياً في اقليم كوردستان ام سيكون التعامل معه بشكل مستقل كما هي الحالة مع التركمان والأرمن والاشوريين ، ام ستبقى وصاية الأحزاب الأخرى غير الكلدانية قائمة ؟ وهذا ينطبق على الأخوة السريان ايضاً ، حيث مصيرهم غامض كمصير الكلدانيين .
ـ وسؤال آخر يفرض نفسه : كيف سيذكر اسم القومية الكلدانيــــــــــــة في دستور الدولة الكوردية المنتظرة ، هل سيكون مذكوراً بوضوح واحترام كما هو في الدستور العراقي ، ام يبقى ذكره غامضاً ومشوها وغير منطقي كما هو مذكور حالياً في مسودة الدستور الكوردستاني .
ثمة امور كثيرة تخص الموضوع لكن اختم المقال لنعود اليه بمناسبات قادمة .
د. حبيب تومي / اوسلو في 22 / 03 / 2014

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

لم أرَ مثل أمي

كل الأهل والأقارب باعوني إلى المخابرات بثمنٍ بخس, إلا أمي ما زالت إلى اليوم تشتريني بأغلى وأعلى الأسعار كلما باعني omzyadأخٌ أو صديق أو قريب , ولم أرَ في حياتي إنسانا يهتم بنظافة أسنانه كما تهتم أمي ببياض أسنانها, فدائما أسنانها تلمع في الليل وفي النهار, ولو أكلت حبة أرزٍ واحدة لقامت على الفور إلى المغسلة وشطفت أسنانها بمعجون الأسنان,ولو لعبت ابنتي (بتول) ابنة الثلاث سنوات بثوبها على الفور تستبدله بثوبٍ آخر, وانتهى الزمن الذي كانت فيه أمي الملكة الوحيدة في المنزل فكانت تطبخ وتعجن وتخبز حتى ظهر جيل جديد من الملكات وظهر في منزلها ملكة جديدة في زمرتنا العائلية, هذه الملكة لا تعترض أمي على طبيخها ولا تبدي أي رأيٍ مخالف لها لأن عندها عزة نفس لم أرَ مثلها أبداً ومهما طبخنا ووضعنا أمامها من المستحيل أن تعترض عليه مطلقا كما تفعل بعض العجائز مع (كناتهن)وكل يوم تستحم ولا تقبل بأن تشرب الماء من كوبِ ماءٍ شرب منه أحدٌ قبلها إلا في حالة واحدة, وهي أن يدخل هذا الكوب إلى المطبخ ثانية ويعاد غسله بالماء ومسحوق الجلي مرة أخرى, ومن أي منظر وسخ تنقلب معدتها وتراجع ما بمعدتها من طعامٍ أو شراب, فهي تقرف كثيرا من الأوساخ ولا تطيق أن ترى أي بواقٍ للطعام على الأرض أو في غرفتها رغم أن غرفتها تعج بالزوار من كل مكان,من أولادي وأولاد أخي وأولاد بناتها وأولاد الجيران الذين يأتون للعب مع أولادي, وبالمناسبة أمي لا تقبل بأن ينام أولادي في شقتي المجاورة لجناحها الخاص بالمنزل,لأن منزلي مكونٌ من جناحين, جناح خاص لأمي وجناح خاص لي وجميعهم يأكلون ويشربون ويدرسون دروسهم وينامون عندها في جناحها الخاص تحت عينها ولا تنزعج منهم, وإذا ما أزعج الأولادُ أمهم لا تجرئ زوجتي أبدا على مد يدها لضرب أي أحدٍ منهم وأمي حاضرة, حدث هذا مرة واحدة في حياتنا وحصلت بين أمي وزوجتي مشكلة كبيرة ومنذ ذلك اليوم والأولاد يختبئون عند أمي إذا ما أحسوا بأن عقابا قادما سيحل بهم, وإذا غابوا عنها عدة ساعات لا تستطيع أن تجلس في بيتها فتخرج منه إلى بيت الجيران في زيارة قصيرة حتى يعود الأولاد مع أمهم من سفرتهم القصيرة سواء أكانت هنا أو هناك أو عند أخوالهم, ومن ناحية إعلامية مهما حدث لا تقبل بأن تشاهد إذاعة غير الإذاعة الأردنية(عمان) فهي مدمنة جدا على مشاهدة التلفزيون الأردني, ومحافظة جدا على الصلوات الخمس ولا تطيق أي نقدٍ للدين سواء أكان من قريبٍ أو من بعيد, وهذه هي النقطة الوحيدة التي أختلف فيها مع أمي..وتكره جدا وهي جالسة أن ينتقد الجلوس بعضهم البعض أو حتى أن يختلفوا مع بعضهم, ونحن مثل كل العائلات من الطبيعي أن تنشأ الخلافات بين الإخوة وبين الأقارب, ولكنها لا تسمح لأحدٍ منا أن يختلف مع الآخر وإذا عصينا لها هذا الأمر تطردنا من غرفتها وتقول: روحوا إتهاوشوا برى ما حداش يتهاوش مع الثاني عندي, أنا مَره مريضه وعندي 100 عله ولا أحتمل الزعل, ولهذا السبب ندخل جميعنا غرفتها ونحن مرتضون ومتصالحون وإذا أردنا أن نختلف مع بعضنا نذهب إلى بيت أختي في منطقة نائية وبعيدة عن السكان وهنالك نرفع أصواتنا ونتقاتل بالكلام ونعود بعد ساعتين أو ثلاث ساعات إلى بيتها ونحن مصطلحون, وكلما حصل خلاف بيننا نختار منزلا آخر نظهر فيه الخلاف وفي النهاية نجور على بعضنا من أجل خاطر أمي ونأتي إليها ونحن راضون من بعضنا البعض حتى لو كنا غير مقتنعين بالتصالح.

لم أرَ امرأة مثل أمي طوال الليل وهي تئن وتصرخ من الألم وحين أصحو على صوتها تقول لي: روح نام عند مرتك أنا والحمدلله بصحة جيدة,وتأخذ كل يوم أكثر من 15 حبة دواء للقلب وللسكري وللضغط وللدسك وللأعصاب….إلخ , وتعاني من كل هذه الأمراض وبنفس الوقت تتابع صحتنا جميعا أنا وأخواتي وتراقب حركاتنا من خلال الموبايل أينما ذهبنا, فمنذ الصباح الباكر تتصل بأخواتي وتسأل كل واحدة ماذا تفعل وماذا تصنع وماذا طبخت لأولادها,وبنفس الوقت تتصل بي في العمل وتستفسر عني وعن شغلي وماذا أكلت في الشغل وماذا شربت؟؟, وحين أعود من العمل متعبا تبدأ النظر في جسمي من أعلى إلى أسفل ومن الأسفل إلى الأعلى , وتسألني بعينيها السوداوية اللون أكثر من مائة سؤال وسؤال, وتجيب هي على أغلب تلك الأسئلة من قبل أن أنبس ببنت شفى , وربما استطيع أن أكذب على كل الناس إلا أمي فهي تعرف عني كل شيء وتعرف بسرعة إن كان في جيبي نقود أو لا.. , ورغم أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب مثل كل أمة لا إله إلا الله إلا أنها تحب الثقافة والمثقفين وتشجعني على الكتابة وعلى القراءة طالما أنا مرتاح بهذا.
وكذلك تهتم بأخي الأصغر مني كما تهتم بي …أمي أسطورة أخرى,وحكاية من حكايات ألف ليلة وليلة, وأعجوبة من أعاجيب الزمان ما زالت تعج بالزهر وتفوح من جبينها رائحة العطر ومن يديها رائحة الياسمين.

ما زلت اذكر ذلك اليوم, يوم حملتني بيديها الطاهرتين وركضت بي إلى المركز الصحي حين انقلبت على جسمي طنجرة الطعام الساخنة,كان عمري تقريبا ست سنوات ما زلت أذكر يوم كانت تحملني إلى فراشي لأنام,وما زلت اذكر يوم صدمتني سيارة ركاب صغيرة في الشارع, فبعد أن صحوتُ من الغيبوبة قال لي أولاد الحاره: أمك فكرتك متت وفتحت باب البير على شان ترمي حالها في البير,كان عمري في وقتها 11 أحد عشر سنة,وحين عادوا بي من منتصف الطريق إليها احتضنتني والدموع تبلل وجهها ومن كثرة ما قبلتني غسلت وجهي بالدموع حتى صار لونه أبيضَ أبيضَ!! ومرت الأيام وكان سقف البيت من القصيب,وكانت الليلة ليلة شتاء باردة جدا وماطرة بغزارة, تركتني أنام في المكان الذي لا يدلف منه السقف من فوق رأسي ونامت هي بمكان الدلف(الدلف هو المطر الذي ينزل من السقف على الأرض), كان صوت المزراب خارج الغرفة يشقع بالمياه,كانت الريح عاتية, كانت تسهر طوال الليل تراقب مكان نومي,وكنت أصحو على صوتها وهي تتحرك هنا وهناك, تنقل باقي إخوتي من مكانٍ إلى مكان -مثل القطة التي تنقل أولادها كلَ ساعة من مكانٍ إلى مكانٍ آخر- وتجلس هي تحت(الدلف) وتبقى صاحية لا يغمض لها جفن,كانت تتركنا لنأكل أكثر وهي تمد يدها إلى صحن الطعام وتعود فارغة موهمة نفسها أنها تأكل, كانت تحاول خداعنا بهذه الحركة,ولكن كلنا كنا نعرف هذه الخدعة , كنا نراقب دموعها السخية, تبكي بسرعة وتجهش بالبكاء بصوتٍ عالي,ولا تحتمل أكثر مما مضى من حياتها, وكما قال أحد الفلاسفة: يبقى الرجل طفلا حتى تموت أمه, فإذا ماتت شاخ فجأة, وأنا من هذا المنطلق أدعو لأمي بطول البقاء لكي أبقى محافظا بشبابي فلا أريد يا ألله أن تموت أمي ويظهر عجزي عن الحياة.

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الإسلام نسخة منتحلة من اليهودية – الحلقة الأولى

يزعم شيوخ الإسلام أن إسلامهم هو خاتم الرسالات الإلهية وأن رسولهم هو خاتم الأنبياء، وهم بدون أدني شك موهومون. article-1371290-0B63F05200000578-171_634x432الإسلام كرسالة لم يأت بأي جديد يفيد البشرية ولم يقدم أي فكرة جديدة لم تكن معروفة لليهودية والديانات التعددية التي سبقتها. قبل أن يأتي محمد بن عبد الله بدعوته للدين الإسلامي كان عرب الجزيرة قد تعرّفوا على اليهودية التي كانت سائدة في يثرب، وبدرجة أقل منها في العراق، ومكة، وفي اليمن، وكذلك تعرّفوا على المسيحية التي كانت قد انتشرت في عدة مناطق من الجزيرة واعتنقتها عدة قبائل عربية مثل الغساسنة وسليح وتغلب وتنوخ وجذام وبنو أسد ومضر وربيعة. ومحمد نفسه كان قد سافر إلى الشام عدة مرات مع عمه أبي طالب وكذلك عندما كان يتاجر بالإنابة عن خديجة بنت خويلد، والتقى في رحلاته هذه بأحبار اليهود والنصارى الذين امتلأت بهم كُتب السيرة النبوية، من أمثال الراهب بُحيرة. وفي مكة نفسها كان محمد بن عبد الله في اتصال دائم مع ورقة بن نوفل الذي كان ذا علم غزير في الديانتين اليهودية والمسيحية. تشرّب محمد بهذه الأفكار التي كانت جديدة على شخص نما في بيئة متعددة الآلهة كما ظهر جلياً من عدد الأصنام التي كانت بالكعبة. فما هي الأفكار التي أخذها محمد من اليهودية؟ للجواب على هذا السؤال لا بد لنا من الاطلاع على المصادر اليهودية التي كانت متاحة للعرب في العراق والشام بسبب السبي البابلي لليهود في القرنين السادس والسابع، أي قبل ظهور محمد بقليل. وقد ظهر أثر هذه الكتب في القرنين الثامن والتاسع عندما تفرغ المسلمون لاستخراج الأحكام الشرعية وإرساء أصول التشريع. فقد اعتمد المسلمون على السنة أكثر من اعتمادهم على القرآن، وشغلوا أنفسهم بتأليف وتدوين الأحاديث المحمدية التي جعلوها حجر الأساس للتشريع الإسلامي. كما استعانوا بآراء بعض اليهود الذين كانوا قد أسلموا مثل كعب الأحبار الذي أصبح مرجعهم فيما يخص اليهودية وروى كثيراً من الأحاديث المحمدية ، واستغل هؤلاء اليهود الفرصة ونقلوا بعض التعاليم التلمودية إلى الفقه الإسلامي، فأضافوا الكثير إلى ما كان قد اقتبسه محمد من اليهودية
تفرغ اليهود أيام السبي في بابل لتدوين وشرح السنة اليهودية التي كانت محفوظة شفهياً منذ عهد موسى وبقية أنبياء بني إسرائيل. جمع أحبار اليهود هذه السنة الموسوسية في سفر ضخم سموه “المشنا” ثم جمعوا عدة شروحات وآراء مختلفة عن السنة، سموها “الجمارا”. وأخيراً جمعوا المشنا مع الجمارا وسموا السفر الجديد “التلمود”. وقسموا التلمود إلى ستة أجزاء: سدر زراعيم ويحنوي على قاوانين الزراعة، وسدر موعيد عن قوانين الأعياد، وسدر نشيم عن قوانين النساء، وسدر نزقين عن القانون المدني والقصاص، وسدر قداشيم، عن قوانين المعابد والقرابين، وسدر طهروت عن قوانين الطهارة. وهناك تلمود بابلي وتلمود فلسطيني. فالتلمود البابلي كان متاحاً لأهل العراق والشام منذ أن تم تدوينه حوالي عام 550 ميلادية، أي قبل ظهور محمد بفترة وجيزة. ويغلب الظن أن ورقة بن نوفل كان مطلعاً على التلمود البابلي كما كان أحبار اليهود بيثرب. فالفرصة كانت متاحة لمحمد أن يعرف التعاليم اليهودية من الأحبار الذين ألتقاهم ومن ورقة بن نوفل. ولذلك جاء الإسلام كله كنسخة منحولة من اليهودية. ورغم أن النصرانية كانت أكثر انتشاراً في جزيرة العرب، فإن اهتمام محمد قد كان منصباً على اليهود، أصحاب أقدم الديانات الإبراهيمية، وأصحاب رؤوس الأموال في الجزيرة لأن المال كان الهاجس الرئيسي في عقل محمد الباطن نتيجة نشأته في يتم وفقر مدقع. وقد كان يصبو إلى أن يعترف به اليهود فيصبح مثل أنبيائهم المشهورين. ويبدو أن محمداً لم يهتم كثيراً بالنصرانية وحصل على أغلب معلوماته عنها من الكتب المنحولة التي كانت سائدة بين الفُرق النصرانية العديدة في الجزيرة العربية وقتها.

الثابت في التراث الإسلامي هو أن المسلمين اقتفوا أثر اليهود في جمع وتبويب التراث المحمدي، وأعطوا السنة والأحاديث المكانة العليا في التشريع، تماماً كما فعل اليهود حينما أعطوا التلمود المكانة العليا في تشريعهم. ولكي نطلع على التشريع اليهودي لا بد أن نقرأ العهد القديم، ثم التلمود. والمطلع على هذين الكتابين يجد تشابهاً كبيراُ بين القصص والأحكام اليهودية والإسلامية مما يجعل احتمال أن تكون الصدفة هي العامل الرئيسي فيه احتمالاً بعيداً. وقد يقول قائل إن التشابه نتج من كون أن المصدر واحد في الكتب الثلاثة: التوراة والإنجيل والقرآن، وهو الله. ولكن رغم أن التشابه موجود في القصص وفي التشريع إلا أن هناك اختلافاً في التفاصيل. ولو كان المصدر واحداً لما اختلفت التفاصيل. فلو أخذنا قصص القرآن مثلاُ وقارناها بقصص التوراة نجد اختلافاً في تفاصيل كل القصص. ولنبدأ بقصة آدم والخلق:

فالتوراة تخبرنا أن الله بعد أن خلق آدم أحضر له جميع الحيوانات والطيور وطلب منه أن يعطيها أسماءً: (19 وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. 20 فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ.) ( سفر التكوين، الإصحاح الثاني ). ففي هذه الرواية نجد أن آدم هو الذي سمى الحيوانات بأسمائها، بينما نجد القرآن يقول: (وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهن على الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ) ( البقرة 31-33). ففي الرواية الإسلامية نجد أن الله قد علّم آدم الأسماء ثم أراد أن يختبر الملائكة فسألهم عن أسماء الحيوانات فلم يعرفوها وعرفها آدم. والقرآن يحكي القصة وكأن الملائكة كانت تتجادل مع الله فيقول لهم الله “إن كنتم صادقي ” فكأنما الله يتهم الملائكة بالكذب، والملائكة المفروض فيهم ألا يكذبوا. ثم يقول لهم “ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض” وكأنما الملائكة لم تصدق الله عندما أخبرهم أولاً، قبل أن يطلب من آدم تسمية الحيوانات، أنه يعلم غيب السموات والأرض. سرد المحادثة بين الله والملائكة في هذه الآيات لم يكن موفقاً. بينما التوراة تقول إن آدم هو الذي اختار الأسماء وقبل بها الله وجعلها أسماء الحيوانات، وليس هناك أي جدال أو نقاش بين الله والملائكة.

وعن قصة آدم وحواء عندما كانا عاريين في الجنة، نجد التوراة تقول: (6 فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ. 7 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ. ) (سفر التكوين، الإصحاح الثالث). فآدم وحواء قد علما أنهما عريانان بعد أن أكلا من الشجرة، فخاطا أوراق التين ليصنعا مآزر لهما. بينما القرآن يقول: (فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليها من ورق الجنة) (الأعراف 22). وكلمة يخصف تعني يرمي، وإذا رمى آدم أوراق الجنة على عورته فلن تثبت تلك الأوراق عليها. فرواية التوراة بأنهما خاطا ورق التين ليصنعا مآزر تبدو أكثر معقوليةً. ولكن محمد كان مضطراً لتغيير بعض التفاصيل حتى لا يبدو دينه الجديد كنسخة طبق الأصل من اليهودية. ثم أن القرآن يناقض التراث الإسلامي فيقول: (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) ( الأعراف 27). فيظهر هنا أن آدم وحواء خُلقا وعليهما لباس نزعه الشيطان عنهما عندما أكلا من الشجرة، بينما قصص التراث تخبرنا أنهما كانا عاريين لكنهما لم يريا سواءتهما إلا بعد أن أكلا من الشجرة المحرمة ففتح الله أعينهما على عورتيهما، تماماً كما تقول التوراة.

وقصة فيضان نوح بها تفاصيل عديدة في التوراة غائبة عن القرآن. فمقاسات المركب وعدد الأيام التي أمطرت فيها السماء، والأيام التي مكثها نوح على المركب، لا ذكر لها في القرآن. وهناك اختلاف في المكان الذي استقرت فيه السفينة بعد الفيضان، ففي التوراة نجد أن السفينة استقرت على جبال أراراط Ararat في تركيا: (واسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ فِي الْيَوْمِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ) (سفر التكوين، الإصحاح الثامن) بينما يخبرنا القرآن: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقُضى الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين) (هود 44). وهناك اختلاف كذلك في عدد الأشخاص الذين ركبوا السفينة، فالتوراة تخبرنا: (فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ وَسَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ وَامْرَأَةُ نُوحٍ وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى الْفُلْكِ) (سفر التكوين، الإصحاح السابع). ولكن القرآن لا يعدد لنا الذين ركبوا السفينة، ويخبرنا أن ابن نوح رفض أن يركب معهم فغرق: (وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوحٌ ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين. قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ربي وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) ( هود 42،43).

وقصة البقرة التي طلب الله من بني إسرائيل ذبحها تقول:
1 وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ
2 هَذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ التِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ: كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيل أَنْ يَأْخُذُوا إِليْكَ بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لا عَيْبَ فِيهَا وَلمْ يَعْلُ عَليْهَا نِيرٌ
3 فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ فَتُخْرَجُ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَتُذْبَحُ قُدَّامَهُ.
4 وَيَأْخُذُ أَلِعَازَارُ الكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا بِإِصْبِعِهِ وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِهَا إِلى جِهَةِ وَجْهِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
5 وَتُحْرَقُ البَقَرَةُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. يُحْرَقُ جِلدُهَا وَلحْمُهَا وَدَمُهَا مَعَ فَرْثِهَا
6 وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزاً وَيَطْرَحُهُنَّ فِي وَسَطِ حَرِيقِ البقرة
7 ثُمَّ يَغْسِلُ الكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ المَحَلةَ. وَيَكُونُ الكَاهِنُ نَجِساً إِلى المَسَاءِ.
8 وَالذِي أَحْرَقَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلى المَسَاءِ
9 وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ البَقَرَةِ وَيَضَعُهُ خَارِجَ المَحَلةِ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ فَتَكُونُ لِجَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل فِي حِفْظٍ مَاءَ نَجَاسَةٍ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. (سفر العدد، الإصحاح 19)

ونلاحظ هنا أن البقرة حمراء وأن الله طلب منهم أن يذبحوها ويحرقوها ويجمعوا رمادها ليضعوه في مكان أمين. وكل من لمسها أو لمس رمادها وجب عليه الغسل. ولكن القرآن يقول:

(وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. قالوا أدع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون. قالوا أدع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرةٌ صفراء فاقع لونها تسر الناظرين. قالوا أدع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون. قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلّمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون) (البقرة 6-71).

ونلاحظ هنا أن البقرة في القرآن صارت صفراء بدل حمراء وأن بني إسرائيل ساوموا موسى مساومة طويلة ليبين لهم البقرة. فعندما قال لهم “بقرة صفراء” طلبوا منه إيضاحاً أكثر لأن البقر قد تشابه عليهم، كأنما كل البقر كان لونه أصفرَ. ولم يذكر القرآن شيئاً عن حرق البقرة وحفظ رمادها. بل قال لهم اضربوا الشخص الميت بلسانها فيحيي.

وأما قصة إبراهيم ففيها إضافات عديدة لا توجد في التراث اليهودي. منها قصة أخذ إبراهيم هاجر وإسماعيل إلى مكة وبناء الكعبة، كل هذه التفاصيل غير موجودة في التوراة ولا في التلمود، وأدخلها محمد في دينه لإضفاء نوعٍ من الشرعية على دينه الجديد. وهناك اختلاف كذلك في قصة موسى وهارون وفي قصة يوسف. وهناك قصص في القرآن لا توجد في التوراة مثل قصة ناقة النبي صالح وقصة لقمان الحكيم. فلو كان مصدر هذه القصص واحداً لما وجدنا فيها كل هذا الاختلاف. ولكن الذي يهمنا هنا هو التشابه بين التراث اليهودي والتراث الإسلامي، ولنبدأ بالوصايا العشرة التي أعطاها الله موسى يوم أن كلمه على طور سيناء:

أول الوصايا كانت:
(3 لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي) (سفر الخروج، الآية 20). وهذه الآية هي حجر الزاوية في كل الأديان التوحيدية. فالقرآن يكرر في عدة آيات أن الله واحد لا شريك له. (الله أحد الله الصمد) وكذلك: (إن الله يغفر الذنوب جميعاً ولا يغفر أن يُشرك به أحدٌ).

وثاني الوصايا: “( لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ) وهذه الوصية هي نفسها التي دعا لها الإسلام وأكدها محمد عندما حطم الأصنام بالكعبة وبعث أصحابه خالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب لتحطيم تماثيل اللات والعُزى ومناة الثالثة، أي القرانين العلا، كما جاء في القرآن

ثالث الوصايا: “8 اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. 9 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ 10 وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ. لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ – 11 لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. لِذَلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ).

وفي الإسلام نجد أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع. ولكن القرآن لم يذكر لنا ما فعله الله في اليوم السابع واكتفى بأن قال لنا إن الله لا يصيبه التعب ولذلك لا يحتاج إلى الراحة (ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أام وما مسنا من لغوب) (ق، 38). ولكنه في الواقع لم يفعل شيئا في اليوم السابع، فهو إذاً قد استراح. وبدل تقديس السبت نجد أن الإسلام قدس الجمعة وسمّى سورة كاملة في القرآن سورة الجمعة: (يا أيها الذين آمنوا إذا نُودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) (الجمعة،9). وأخرج الطبراني عن ابن عباس، قال قال رسول الله …: ” ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل، وأفضل النبيين آدم وأفضل الأيام يوم الجمعة.)[i]. والجمعة أصلاً كانت معروفة عند عرب الجاهلية الذين كانوا يجتمعون فيها في دار الندوة بمكة ومن ثم سُميت الجمعة لأنها يوم اجتماع قريش. فمحمد هنا قدس يوم الجمعة الذي كان يقدسه مشركو مكة.

رابع الوصايا: (7 لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.) ويطابق هذا في القرآن: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم لكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم) (ألمائدة، 89). يعني لا تحلفوا باسم الله لهواً أي باطلاً

خامس الوصايا: ” ( أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ.) ويطابق هذا في القرآن: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً) ( الإسراء، 23) وكذلك: (ووصينا الإنسان بوالديه حُسناً وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) (العنكبوت، 8)

سادس الوصايا: ” (لاَ تَقْتُلْ) والقرآن يقول: : (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق) (الأنعام، 151).

سابع الوصايا: (14 لاَ تَزْنِ) والقرآن يقول: (لا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) ( الإسراء، 32)
ثامن الوصايا (لاَ تَسْرِقْ). والقرآن يقول: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم) (المائدة، 38)

تاسع الوصايا: (لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ) والقرآن يحذّر المؤمنين من شهادة الزور: ( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً) (الفرقان، 72) وكذلك: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) (الحج، 30)

عاشر الوصايا: (لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا لِقَرِيبِكَ ). والقرآن يقول للنبي: (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين) (الحجر، 88)، وكذلك: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) (طه، 131). فمحمد قد حصر الوصية العاشرة في النساء فقط ولم يتطرق إلى ممتلكات الجار أو القريب ربما لأنه كان مولعاً بالنساء فقط، خاصةً إذا علمنا أنه قال في أحد الأحاديث “حُبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة”. ونلاحظ هنا أن محمداً قد نقل الوصايا العشرة الموسوية إلى الإسلام

[i] جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، دار الفكر، 1983، ج1، سورة البقرة الآية 281

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 1 Comment

ردّاً على محاولة رئيس وزراء تركيا منع تويتر و حظر التعبير على الشبكات الاجتماعية

خرج المارد من قلب الزجاجةh160909

أيهالحكام العرب و تركيا و ايران و باقي الأنظمة القمعية.
بدأت و منذ منتصف التسعينيات انتشار الهواتف الآلية المتحركة و اللاسلكية
حيث تم وصلها بالهواتف السلكية و أبراج الإشارة و المحطات التقنية الأخرى من البنى التحتية و التي كلّفت تلك الدول على مدى سنوات ( و كتحصيل حاصل كلّفت تلك الشعوب ) بلايين الدولارات و عندما تم وصلها بالهواتف النقالة ، أغلب هؤلاء الحكام وجدوا هنالك لقمة بل وجبة دهنية سائغة طازجة و دائمة تتجدّد شهريّاً و عوضاً عن توسيع دائرة خدمات الهواتف و ضم الهواتف النقالة الى خدمتها، و بالتالي ردف مردودها إلى خزينة الدولة، لدعم الدخل القومي لكل بلد بزيادة بالايرادات .
فقد شمّر الحكام و ذويهم عن اياديهم و احياناً تحت اسماء لشركات وهمية ليكون لهم ذلك المدخول الهائل من الايرادات و التي لا تنضب .
فقد تم فصل الخدمة عن قطاع الدولة و حصرها بالقطاع الخاص و ذاك القطاع كان بشكل أساسي مسيطر عليه من قبل الحكام و عائلاتهم و بعض أقربائهم و الأصدقاء و المقرّبين و
هو عمليا ليس إلا سرقة علنية للخزينة في تلك الدول و إن أتى تحت حماية قانونية هشّة.
و بذلك فقد تم استغلال القطاع الخاص بشكل واضح لمآرب شخصية ضيقة مما أعطى نظرية
( اقتصاد السوق ) السمعة الخاطئة بسبب سوء تطبيقها.
فحتى تسعينيات القرن الماضي ، كان امتلاك هاتف سلكي أشبه بالحلم حيث بعد الاكتتاب و التسجيل كان هنالك أكثر من عشر سنوات انتظار.
و مع سماح دخول الهواتف اللاسلكية المتحركة ووصلها بالابراج و البنى التحتية للدولة و من ثم الترخيص لشركات خاصة مرتبطة بالحكام بشكل أو بآخر، بدأت تلك الشركات تروّج ، تنشر و تبيع الهواتف المتحركة و يتم الاكتتاب و شراء الهواتف بعقود بسرعة البرق ، و كان أمر أقرب إلى السحر واستقبلت تلك الشعوب ظاهرة الهواتف النقالة بكل شغف و نهم فانتشرت بسرعة كالنار في الهشيم و حققت أرباحاً خيالية و هي أرباح متجددة كل شهر و ظل الأمر هادئاً لسنوات في تلك المجتمعات و االشعوب المحبطة سياسياً و فكرياً و التي ولد فيها جيل جديد محطم و مهزوم
محجوب عن حريات الرأي و حقوق التعبير .
فقد وجدت تلك الشركات نافذة سحرية تدر الأرباح الشهرية بينما وجدت فيها الشعوب نافذة للضوء و وسيلة للخروج من الظلام الفكري و الاستبداد السياسي باعتبارها وسيلة للكلام و التعبير.
لم يكن أحد يتوقع أن تلك النافذة بالفعل سحرية و سوف تتحول إلى منبر خطابي هائل فعّال
يلفُّ الكرة الأرضية..
في أيام الحراك السياسي في تلك الدول و عند نشر بيان ينتقد النظام و يطالب بإصلاحات ، كان يتم طباعة مئة أو مئتي نسخة من (منشور) و من ثم يقوم النشطاء بالمخاطرة بتوزيع المناشير أثناء الليل على البيوت .
أما اليوم فقد تطوّرت تلك المناشير السياسية لتصبح ألكترونية فيمكن لأي مواطن أن يكتب رأيه
و من ثم ينشره بملايين النسخ و خلال ثوان ليصل كل بقاع الأرض و هو يرتشف قهوته على طاولة المطبخ ببيته.
لقد تطور الهاتف النقال ليصبح جهاز تواصل رئيسي، و من سخرية القدر أن يكون شاب صغير يهودي وراء ذلك التطوير و لو جاء ذلك بالصدفة بإنشاءه شبكة تواصل لطلاب جامعة هارڤرد و إذ بها تنتشر في كلّ بقاع الأرض و تدخل كل المجتمعات و بنفس الوقت تطوّرت الأجهزة الهاتفية لتصبح آلة كاتبة و صحيفة محلية و كاميرا شخصية ووسيلة للتواصل و التعبير و حافظَت على امكانية اجراء مكالمة هاتفية و التي أصبحت أمراً هامشياً بالمقارنة مع الميّزات الأُخرى.
و هذا ما ساهم في تطوّر المواطن السريع فقد وجد بالهاتف حريته المسلوبة و تحوّل كل شخص
يملك هاتفاً نقالاً إلى مفكّر و صحفي و مصوّر و حتى محلِّل سياسي .
لقد وجدت تلك الشعوب بتطوير تلك الهواتف متنفساً لحرية التعبير و التواصل و ذاك ما كانت
تتوق له ، و لو أن تلك الأنظمة ( بسبب العقلية القمعية الاستبدادية ) كانت ستعرف بأن تلك الهواتف النقالة ستتطور بتلك السرعة و يدخل عليها كل تلك التقنيات لكانت منعتها و حظّرت استخدامها و غناها الله عن تلك الايرادات ، لكنها قد جلبت ( الدب إلى كرمها ) بيدها .
من أول مباديء حقوق الإنسان هو حق التعبير و حق التجمع السلمي و هما الأمران المحرّمان
في تلك الأنظمة تحت طائلة الاعتقال و التعذيب حتى الموت .
على تلك الأنظمة التعامل مع الواقع الجديد الذي فرض نفسه من خلال الانفتاح على الشعوب
و عودة المواطن من غربته الفكرية و السياسية و مشاركته في رسم حياة و مستقبل بلده و ممارسته لحقوقه المدنية و الإنسانية و هو ما سيحصل بطريقة أو بأخرى و لذا يجب أن يتم الانتقال بأهدأ الأساليب و أقل الخسائر .
فذاك المارد السحري الذي جلبته تلك الأنظمة و استغلّته والذي على مدى أكثر من عشر سنوات كان يحوّل الكلام الأثير ذهباً ، تحوّل و تبدّل و صار له تفكيره و نزواته فهو لا يأخذ أوامر من تلك الأنظمة، يرفض الانصياع ، لقد كَبُر و تضخّم و ملأ المكان و لا يمكن ارجاعه لتلك القارورة.

Posted in فكر حر | Leave a comment

اللبواني والسلام مع اسرائيل

اللبواني والسلام مع اسرائيلmuss
أن تبدأ حوارا مع اسرائيل لا يعني أنك أقمت سلاما أو وقعت استسلاما لإسرائيل
نحن على مدى عقود كنا نعادي الخنجر ونتصافح مع اليد التي تحمله وتعمل به في صدورنا , اسرائيل لو سألنا صنيعة الغرب واداة من ادواته اليس هذا الكلام ما تم درسها علينا سنين طوال على مدى قرون نعادي اسرائيل ونصادق من يمد اسرائيل بأسباب الحياة والوجود لتصمد أمامنا , اذا كان العالم بأسره يقف الى جانب اسرائيل داعما ومؤيدا منذ تاريخ اعلانها كدولة الى يومنا هذا ولا يسمح لك أن تسترجع ما اغتصب منك عسكريا فكيف لك أن تفكر بأنك ستهزمها اليوم والعاقل هو من يوزن الامور بميزان الحكمة لا ميزان العنتريات الفارغة
اسرائيل اصبحت ضمن الواقع الدولي امرا واقعا بغض النظر عن الخطابات والشعارات القومية والعقائدية والوطنية التي لا تسمن ولا تغني عن جوع خطابات خدمة أنظمة قمعية على مدى عقود لتتشبث بمواقعها ومراكزها وكراسيها السلطوية فكان شعار الستينات لا صوت يعلو فوق صوت المعركة فتم تكتيم الافواه ولم نسمع لمعركة الانتصار صوتا مسموعا الى الان
وجاء بعدها عصر الصمود والتصدي والممانعة فجعل الاوطان سجنا للرأي والحرية والانفتاح والتقدم وتم تسخير اقتصاد البلاد الى اقتصاد حرب لن تقوم ولكن كان بابا لسرقة مقدرات الشعوب وتخزينا لسلاح استخدم في نهاية المطاف لقتلنا ولدمار اوطاننا
اسرائيل دولة عدوة طالما تحتل الارض وتغتصب الحقوق وتنتهك الاعراف الدولية ولكن أن يبقى الحال على ما هو عليه الى ما شاء الله فهو امر لا يخدم مصالحنا على اي صعيد كان
اسرائيل تفتح قنوات حوار مع كل الاطراف النظام والمعارضة وتسعى بشيء من الحذر لتلمس الوضع والمناخ السياسي والعسكري للمنطقة ومن حقها أن تتوخى الحذر فإسرائيل دولة تعيش الهاجس الامني وهي دولة صنعها الجيش وليست دولة صنعت جيشا ولذلك يجب أن نتفهم تماما منطقها في الحوار والمباحثات وفي العهود والمواثيق
الحوار مع اسرائيل ليس جريمة لا بالعرف الوطني او القومي او الديني فالرسول حاور اليهود والمشركين والكفار ووقع معهم عهودا ومواثيق واحترمها بينما هم من نكس بها
وأمراء المسلمين وملوكهم في صدر الدولة الاموية والعباسية اقاموا تحالفات وعهود ومواثيق مع اعدائهم سواء كانوا على ارضنا أو في اوطانهم
على المستوى القومي اغلب الدول العربية اقامت سلاما مع اسرائيل او تواصلا معها تجاريا او سياسيا
وعلى المستوى الوطني سبق لنظام الممانعة أن التقى اكثر من مرة علنا مع حكومة اسرائيل برعاية امريكية ايام كان الشرع وزيرا للخارجية مع ايهود باراك وبمباحثات سرية برعاية الوسيط التركي وكنا حافظ الاسد على وشك توقيع معاهدة سلام وفقا لوثيقة اودعت لدى البيت الابيض سميت وثيقة رابين
نظام الممانعة الاسدي لا رغبه له بالسلام لأنه ينهي حالة المقاومة والممانعة التي هي مصدر بقائه بالسلطة
و اسرائيل ايضا لا ترغب بالسلام العادل لأنها لا تستطيع أن تتحمل استحقاقاته وعند تحقق السلام ستسقط حجج اسرائيل بأنه تعيش ضمن وسط عدائي تلك الحجة التي تبتز بها العالم الغربي كله سيحتج دافع الضرائب الامريكي والأوروبي اذا بقيت حكومة بلاده تدفع من الدخل القومي معونات ومساعدات ماليه وعسكرية لإسرائيل بعد سقوط المبرر
اسرائيل تخشى السلام واستحقاقاته والتطبيع لأنه سيضعها امام سيل بشري يحيط بها و سيغرقها يوما ما
الحوار مع اسرائيل لا يخيفنا والسلام العادل وفق المبادرة العربية و قرارات مجلس الامن 242 و 338 ايضا لا تخيفنا
الذي يزعجنا هذا الحبل السري بين اسرائيل ونظام الاسد و هذا العداء المصطنع بين حزب الله وإسرائيل الذي افضى الى هدنة كرست الامن لحدود فلسطين الشمالية المحتله وجعلت مزارع شبعا شقيقة للجولان في الاحتلال البارد
الذي يزعجنا هو الحرب الاعلامية بين ايران و اسرائيل والدولتين معا لهما مخططات استعمارية في منطقتنا
اسرائيل لاعب في المنطقة وتجاهل دور اسرائيل وتأثيرها على مجريات الامور والإحداث يجعلنا بعيدين تماما واقع الاحداث
اسرائيل كما بقية الدول الغربية تسأل عن ماهو البديل في حال سقوط نظام بشار وكأنما الجميع يفكر بأن الثورة قامت لاستبدال لاعب بلاعب او رئيسا برئيس او نظاما بنظام اخر
الثورة قامت لإسقاط نهج استبدادي والانطلاق بسوريا نحو الديمقراطية والحرية والتعددية وعلى اسرائيل قبل ان بقية دول العالم أن تفهم أنها ستكون امام حكومة شعب تمثل ارادة الجميع بالعيش بحرية وكرامة والتمتع بمقدرات الوطن وخيراته وثرواته للارتقاء به نحن مصافي الدول المتقدمة
والسؤال لم يعترض ما الفرق بين حوارك مع امريكا وحوارك مع اسرائيل
وما الفرق بين لقائك مع اوباما او لقائك مع نتنياهو الم يحن الوقت لنتوقف عن الاختباء وراء ستائر من غربال يكشف عجزنا وضآلة تفكيرنا
اذا كانت اسرائيل مستعدة لسلام عادل ولاستغلال فرصة ذهبية قد لا تتكرر في أن تتبرأ من دعمها ومساندتها لنظام الاسد كمقدمة لحوار تبدي فيه حسن النية فنحن جاهزون
لن نصغي لعبارات التخوين التي تصنع في اقبية النظام ويسوقها الجهلة و اغبياء المعارضة او البسطاء من شعبنا الذين مازالوا يعيشون شعارات قتلتنا على مدى نصف قرن
د. كمال اللبواني لم يكن اول من طرح هذا الموضوع علنا ولن يكون اخر واحد ولكن لابد للخوض في هذا المخاض العسير من مجموعة عمل على مستوى عال من القدرة على ادارة دفة الحوار مع اسرائيل دون تفريط او اسفاف مجموعه عمل لا تعمل بالغرف المغلقة بل كل عملها سيكون تحت ضوء الشمس وامام الشعب كله ليكون رقيبا وحسيبا عليها

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

صديقي ابو وطن

لفتني مبارح مقطع مسجّل لأحد سكان مشروع الزراعة باللادقية و اللي اتصاوب بيتو نتيجة سقوط قذيفة عالحي..

لوحة الشبيح

لوحة الشبيح


بعد ما شرح للمذيعة الحسناء من تلفزيون سما عن الحادث ، ختم بالقول ” كلّو فدا الوطن” ..
الوطن..
و هون بيت القصيد..
عن أي وطن عم تحكي يا شريك الوطن؟؟
رح اكتب هالبوست مو بتشفّي و لا بشماتة، إنما خوف و قلق بانكيموني حقيقي على مستقبل صاحبنا ابو وطن..
رح تنتصر الثورة و رح ينتهي بشار و عيلتو و نظامو، و رح اتفيق يا معلم على غفلة بصباح احد الايام على أصوات الحرية عم تعم شوارع اللادقية ..
ما رح تتحمّل صدى الصوت ، فوطن الحرية ما اتعودت عليه ، و رح تحاول اتشوف مكان اخر الك تمارس فيه مواطنتك الاسديّة ، و رح تصطدم انو هالصوت رح يكون صداه في كل قرنة و زاوية من حواري سوريا..
لوين بدك تنزح ؟؟
على الغوطة!! و تعيش مع اهالي الأطفال اللي وطنك قتلهون بالكيماوي ؟؟
او على حمص !! و تبحث عن مكان تتآوى فيه و ما يكون دمّروا وطنك ؟؟
او يمكن على حماة!! و تتعايش مع إرث قديم متغلغل بضمائر أهلها؟؟
او يمكن على دير الزوز!! طمعاً بكرم أهلها اللي شرّدهون وطنك..
و خود معك شوية بقلاوة لتضيّف أهالي يبرود او القصير اذا فكّرت بالنزوح لعندهون..
ما بنصحك بالبيضا، و لا بالحولة، و لا ببابا عمرو و لا بالصنمين و لا بكرم الزيتون، فأهالي هالمناطق ما كتير معجبين بالوطن اللي حضرتك جاية منّو ..
لوين بدك تنزح؟؟
في سوريا ما رح اتشوف الك مكان للنزوح، معقول تكون عم تفكّر باللجوء مثلاً؟؟
لوين !!! لعند الشاذ ملك الأردن متل ما وصفتو؟؟
او لعند بدو الخليج اللي ما وفّرتهون لحظة بوصفهون بأفظع الأوصاف ؟؟
او يمكن لعند السلطان اردوغان عم تفكّر تلجأ ؟؟
او على وادي خالد و عرسال و طرابلس ؟؟

يا صديقي ابو وطن..
حتى على قراكم و ضيعكون ما رح تقدروا تروحوا ، بعد ما بعتوا اراضيكون و خيرات بساتينكون للسيّد الضابط الكبير من ابناء هالضيعة لتصيروا خدم في اراضيكون بعد ما كنتوا أسياد عليها..

و شايف يا ابو وطن هدول السنّة و المسيحيين اللي شاركوك بدعم اجرام وطنك لمدة تلات سنين؟؟؟ شايفهون منيح!! ايه اشبع من هالشوفة النسّة ، لأنّو حتّى هدول ما رح بقا تشوفهون، فكلهون عندهون اهالي بالخليج و بأوروبا و باميركا و بكل دول العالم و رح يهربوا لعندهون..

قلتلي فدا الوطن!!!!
من تلات سنين صرختلك يا ابو وطن تجي لتكون معي سيّد من أسياد وطننا و تشاركني فيه، بس مع الأسف كنت مسترطب و مستحلي عيشة العبيد، و الله كريم ما رح يرفضلك طلب..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

الملالي جعلوا العمال أكثر فقرا

الملالي جعلوا العمال أكثر فقراwalifaqih

الأجور الأساسية للعمال لعام (93) الايراني لنظام الملالي هو 608 ألف و 906 تومان. هذا المبلغ اذا حسبناه سعر الدولار يعادل ثلاثة آلاف تومان يعادل 203 دولار في الشهر أي يوميا 6 دولارات و76 سنتا وكل ساعة 84 سنتا (باحتساب 8ساعات عمل) في اليوم. واذا راجعنا الاجور الأساسية في مختلف الدول في العالم سيتبين مدى افقار الطبقة العمالية في ايران بواسطة حكم ولاية الفقيه الفاسد المفسد بوضوح في بلد كانت ايراداته النفطية طيلة 35 عاما من بيع النفط 1500 مليار دولار. الاحصائية للاجور الاساسية تتعلق بعام 2010 و عام 2014 نشرتها منظمة العمل الدولية:

فنزويلا۳۹۰ دولار
الارجنتين 533 دولار
المكسيک 600 دولار
الصين 700 دولار
مصر 700 دولار
بيرو 600 دولار
البرازيل۷۲۴ دولار
السعودية 860 دولار
تركيا 1400 دولار
البرتغال 1600 دولار
هولندا 2054 دولار يعادل ۱۴۸۵ يورو.
جنوب افريقيا 2400 دولار
ألمانيا 2800 دولار
آمريکا 3400 دولار
حتی وحسب تقييم خبراء النظام فان الخط الفقر يعادل مليون و 800 ألف تومان وأن أجور العمال في عام 93 الايراني تحت خط الفقر بثلاث مرات.
من جهة أخرى فان ايران وفي العام الماضي تصدرت قائمة دول العالم من حيث التضخم حيث بلغت نسبة التضخم 42.5 بالمئة مما تسبب في تقليص القوة الشرائية للعمال. وحسب تصريحات خبراء النظام فان القوة الشرائية العامة قد تقلصت بنسبة 60 بالمئة.

اقتصاد نظام الملالي منهار رغم تبجحات الملا حسن روحاني

رغم تبجحات الملا حسن روحاني في مهزلة الانتخابات الرئاسية ووعوده لانعاش الاقتصاد المنهار للنظام وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين غير أن العام الايراني قد انتهى وليس هناك ما يلوح في الأفق القريب لمثل هذا التحسن بل يبدو أن تحسين الوضع الاقتصادي غير واقعي الى أفق غير معلوم ان لم يكن مستحيلا.
مستشار الملا روحاني في الشؤون الاقتصادية مثل مسعود نيلي مستشار روحاني ودانش جعفري وفرهاد نيلي وغني نجاد و…الذين هم من الموالين لزمرة رفسنجاني – روحاني قد أعربوا في حلقة نقاشية انعكست في الحقة الخاصة لـ «تجارت» عن قلقهم وقلق حكومة الملا حسن روحاني بشأن القضايا الاقتصادية وغيرها من المشكلات التي تعصف بحكومة روحاني وتمحورت هذه المشكلات بالشكل التالي:
•الركود في السكن والتعهدات بشأن مشروع «مهر» لبناء السكن
• الركود التضخمي
•اضافة 1.5 مليون خريج الى سوق العمل والتحاقهم بجيش طالبي فرصة عمل
•شطب جزء من مستلمي الدعم الحكومي لتقليص العدد لينخفض الى المستوى المطلوب من قبل الحكومة
•الغلاء الناجم عن تطبيق المرحلة الثانية الهادفة وارتفاع أسعار المشتقات النفطية
•قلق من السيولة بواقع 550 ألف مليار تومان حيث استقر بعد مفاوضات جنيف.

Posted in فكر حر | Leave a comment

هل باسم يوسف عميل ماسونى ؟ رفيق رسمي 1-4

هام للغايهbasem

هل باسم يوسف عميل ماسونى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”( 1 من 4 )

رفيق رسمى

اعترف انى كنت من المعجبين جدا بالتكنيك الاعلامى ” لباسم يوسف ” ولكن بعد سقوط ” مرسى ” اختلف الوضع تماما وعرفنا قصه المؤامره الماسونيه كامله ، وعرفنا وسائلهم ، وقد انكشف كل شى وسقطت اقتعه كثيره جدا لشخصيات اوهمتنا ببراعه بغير حقيقتها ، وبكل حسره كنا نثق فيها واصبحنا الان نعيش بمبد ا” حرص ولا تخون ” وهذا وباخصار جعل المصريون يتقبلونه ايام “مرسى ” ولا يتقبلونه الان ، لاننا تعلمنا الدرس ، عرفنا كافه التفاصيل المؤامره ، ونظريه المؤامره لاتطلق بشكل دائم ، ولكنها لا تنفى ايضا بشكل كامل ، فهناك دلائل كثيره جدا عليها،،، وتشير الى انها موجوده حتما فى بعض الاشياء فى الحياه ، ومنها تغلغل الماسونيه فى كل شى فى الدول الاعداء ” المعاديه للصهيونيه ” لخلق دول غايه فى الفشل فى كل شى عن طريق ” الجيل الرببع من الحروب” ، فهناك ثلاثه احتمالات فقط لاغير ” لباسم يوسف “، اما ان يكون ليس عميلا على الاطلاق بل هو اعلامى متميز وكل مايقال عنه من حاقدين او مرضى بنظريه المؤامره ، وسنبحث هذا ايضا باهتمام جدا ، او ان يكون عميلا للماسونيه وهو يعلم بذلك ، او مستخدم منهم وهو لايعلم ، ، سنتستعرض الثلاث وجهات نظر او التحليلات وبراهينهم ،

اولا : لا يوجد على الاطلاق شى اسمه “الاعلام المحايد ” او الموضوعى فهذا ضرب من الخيال واستحاله وجوده على ارض الواقع ، فالاعلام ايا كان صوره يخدم قضايا من يمول ، من المحتمل ان يكون بدا ” باسم ” هو يريد ان يتميز ببرنامج اعلامى ساسى ساخر متقيدا بالسياسه التحريريه لاحدى القناوات الفضاءيه المصريه ، ثم عندما نجح تم استثماره من قبل منظمات عالميه ، وعمل على استقلال المضمون الذى يقدمه ليحقق به اهداف الممولين بدليل ان القناه التى تذيع الان لا تتدخل فى المضمون ، فقط هى للعرض من اجل الربح المادى من الاعلانات ، اذا لماذا اصر اصرارا كاملا على حريه مضمون مايقدم ؟؟؟اذ لم يكن له رساله موجهه مستهدفه من قبل الممولين ، والذين ساعدوه من خلال النفقات الباهظه للغايه التى تم صرفها على المسرح الذى يقدم فيه ؟ وفريق العمل الكبيرجدا المتميز ، ثم تم نقل كافه نظم العمل الاداريه والفنيه والتقنيه من برنامج ” جون استيورن ” ؟؟؟؟ ابهذه السلاسه والبساطه يتم نقل الخبرات الناجحه من امريكا الذى ثبت مؤاخرا انها ” راعيه الحريات والديمقراطيه فى الربيع العربى ” ؟؟؟؟ونحن نعلم ان الاعلام هو احد الوسائل الهامه للغايه فى الجيل الربع من الحروب، ؟؟؟ فهو كالسوس ينخر ببطء شديد للغايه بتراكم طويل المدى جدا ‘وتنوع الوسائل وتعددها ولفترات طويله ليدمر ثقافه المجتمع و يفتت قيمه الساميه من خلال شفرات ووسائل علميه مستخدما كافه الفنون والرموز والايحاءات ، وعلوم بحثيه متقدمه واكاديميه عاليه المستوى للغايه وحديثه جدا ” وهى نفس وسائل والليات سياسه الجيل الرابع من الحروب “

هذا اذا لم يكن ” باسم ” قد تم تدريبه من قبل منظمات عالميه كى يتم استخدامه فى “الحرب الاعلاميه فى الربيع العربى” كما سيتضح فيما بعد فى هذه المقاله بالادله والبراهين ، ثم استخد م ” باسم ” لثلاثه شباب مغمورين ” كمؤلفين للسيناريو ” يحلمون بالعمل والظهور ومستعدون لاى شى وليس لديهم خبرات سياسيه ولا فنيه كافيه ولا رصيد من الخبرات الاعلاميه ، و بذلك يسهل تطويع وتغيير السيناريو كما يشاء” الممولون ” دون ان يلاحظ الفريق فهم لا يستطيعون الرفض فليس امامهم البديل ، ويتم اضافه مايريدون من مضمون مستهدف ” من خبراء متخصصين يعرفون ماذا يفعلون جيدا ” من خلال تمريربعض افكارهم الفعليه ، لاحظ تحليل المحتوى والمضمون وانتقاء الفقرات والموضوعات واهمال عن عمد البعض الاخر الذى لايخدم قضيتهم ” فيكفى تمرير 5 فى الميه فقط من اجمالى البرنامج ” بل يكفى اشاره او لفته او جمله او صوره فقط من بين مضمون نقبله كله بنسبه 99 فى الميه ، فى كل حلقه من الحلقات ، وبتراكم المضمون على مر الايام يحصلون على مايريدون من تاثير على وعى الناس ،

ثم سؤال قوى يطرح نفسه ، ماسبب الحمايه له بكل هذه القوه ايام مرسى والان ؟؟؟ان لم يكن له نفوذ قوى ومؤثر للغايه لان هذا هو مقياس النجاح فقط فى مصر و، فالنفوذ فقط لاغير هو الوحيد فى مصر وفى انحاء العالم العربى ايضا ، وخاصا فى الوسط الفنى ، ” نفوذ ” باسم ” القوى الموثر فى كل العصور المتضاربه ، رغم ان ” مرسى ” حبس صحفين كثيرين واغلق فضاءيات ، وحوكم فنانين امثال عادل امام ووحيد حامد ، ثم يتضح بعد ذلك ان ممول برنامج ” باسم يوسف ” ايام الاخوان هو اخوانى اليس لهذا دلاله لها معنى ،،،،، وقد اكد ” باسم العديد من المرات ” انه لايوجد شى اسمه خطه لتقسيم مصر او الدول العربيه وما هذا الا خرافات ” راجع حلقاته “

يتبع فى المقاله الثانيه

رفيق رسمى

Posted in فكر حر | Leave a comment

قصـة ضابط عراقي قلب حكم اليمن وأصبح “الرئيس” وأعدم فيها

بقلم:نــزار العبـادي

في ساحة الإعدام يوقع على إعدامه

في ساحة الإعدام يوقع على إعدامه

حدث لن يكرره التأريخ صنعه ضابط عراقي برتبة نقيب، نجا من الإعدام في بغداد فكان قدره الإ…عدام في صنعاء،، وفشل بالانقلاب على حكومة العراق لكنه قاد إنقلاباً ناجحاً على ملك اليمن، فأصبح وزيراً للدفاع والقائد العام للجيش اليمني، ولا يرد إسمه في مجلس أو كتاب إلاّ وسبقوه بلقب “الرئيس الشهيد”!..

جمال جميل من مواليد الموصل 1912م، تخرج من الكلية الحربية ببغداد
وما أن حصل على رتبة نقيب حنى أصبح مرافقاً للفريق بكر صدقي “رئيس أركان الجيش”، ثم شارك معه في الانقلاب الفاشل على حكومة “نوري السعيد” وصدر بحقه حكماً بالاعدام تم إلغائه لاحقاً..

في 3 نيسان/ أبريل 1940م بعثت بغداد النقيب جمال جميل إلى صنعاء ضمن بعثة عسكرية من أربعة ضباط ترأسها العميد الركن اسماعيل صفوت، وضمت أيضاً محمد المحاويلي والملازم عبدالقادر الكاظمي ..

وفي 1943م عادت البعثة العراقية لكن النقيب جمال جميل لم يعد معهم، فهو كان قد تزوج بيمنية واستقر بصنعاء، وبدأ يتوغل في مفاصل المجتمع اليمني، ويتولى بناء قدرات جيشه، فهو أول من أدخل صنف المدفعية للجيش، فحضي بثقة ملك اليمن “الإمام يحيى بن حميد الدين” الذي أولاه مسئولية قيادة جيشه “حرسه الخاص” وعينه أيضاً مديرا لمعهد صنعاء العسكري..

وبفضل مهاراته وتفانيه في خدمة اليمن، أصبح النقيب جمال جميل مركز استقطاب كبار نخب اليمن العسكرية والسياسية التي بدأت تتأثر بالحركات الثورية العربية وتتطلع للتغيير من الملكية الى الجمهورية.. وخلف الكواليس تحركت تلك القوى لوضع مخططات الانقلاب على الحكم الملكي، وكان جمال جميل يتزعم تلك التحركات ويدعوه رفاقه بـ”الرئيس”، وتم صياغة دستور جديد وطباعته استعدادا لساعة الصفر..

وفي 1948م قاد الرئيس جمال جميل الانقلاب على الحكم، وتم قتل ملك اليمن الامام يحيى بن حميد الدين، وتولى عبد الله الوزير الامامة فيما تم تعيين جمال جميل وزيراً للدفاع والقائد العام للجيش اليمني،، لكن ذلك لم يستمر سوى بضعة أشهر، حيث نجح ولي العهد “الامام أحمد” في استعادة الحكم، والقبض على كل المشاركين في الانقلاب وعلى رأسهم “الرئيس جمال جميل”، وأصدر قرارا بإعدامهم، وبسيفه الشخصي.

وفي ساحة الإعدام، ظل جمال جميل مبتسماً طوال الوقت، وعندما اقترب منه الامام أحمد قال له: (لقد أحبلناها وحتماً ستلد)، فأثار غضب الامام وأمر بقطع رأسه فوراً، فقد أدرك أنه كان يعني أنهم فتحوا باب الثورات ضد الملكية لأول مرة وكسروا حاجز الخوف، وأن ثمة ثورات قادمة ستنجح، وهو ما حدث فعلاً في 1962م.

ظلت الجميع في اليمن لا يذكر جمال جميل إلاّ ويسبق اسمه بلقب “الرئيس الشهيد”، وفي المتحف الحربي بصنعاء ما زالت صور لحظات إعدامه تتصدر الواجهات.. غير أن الجميع ما زال يقف مذهولاً أمام الحدث، ولا يكاد يصدق كيف لضابط عراقي لم يمض على وجوده في اليمن سوى أقل من ثماني سنوات يفعل ما لم يجرؤ على فعله اليمنيون، ويقود أول إنقلاب “جمهوري” في تاريخ اليمـــن

Posted in فكر حر | Leave a comment