الأغبياء يدفعون الثمن

” من تصادق مع الذئاب يجب أن يكون فأسه مستعداً ” مثل روسيshabih

ضحايا وجلادين أغبياء وأذكياء هذا هو العالم الذي نعيش به أغبياء يدفعون الثمن وأذكياء بدهاء يكتسبون من غباء الأغبياء …

انظر حولك تأمل بعض الارهابيين كعاصم عبد الماجد ووجدى غنيم والمغير و …. سهروا وش  حنوا الغوغاء والدهماء الأغبياء بشعارات : ” على القدس رايحين شهداء بالملايين ” والان هم فى قطر يعيشون فى فندق خمس نجوم يأكلون ويشربون ويعيش آمنين ولهم مكانة فى قطر ليس لكونهم أبطال وطنيين بل لأنهم أذكياء استطاعوا تسخير عدة آلاف فى رابعة بشعارات رنانة فقط هم أنفسهم لايؤمنون بها ..

فبدلا من سفرهم للقدس سافروا إلى قطر حيث رعاية أمير دويلة وتركوا الأغبياء يدفعون الثمن من حياتهم واستقرار وطنهم .

عمليات إرهابية هنا وهناك وقتل على الهوية الدينية والهوية السياسية الضحايا وطنيين من رجال شرطة وجيش وشعب مسالم وقاتل غبى استغله الأشرار ليتحول إلى قاتل وفى النهاية سوف يقدم للعدالة وإن كان متأخرا الا أنها ستناله حتما .

هؤلاء هم الأغبياء يقتلون بالمال المتدفق من دويلات خليجية ودول الجوار وفى النهاية هم أغبياء يحركهم عدد من الأذكياء بالأموال ليتحولوا إلى قتله وعملاء ضد وطنهم .

الشيخ القرضاوى ” رئيس رابطة علماء المسلمين ” وعددا من شيوخ الفتنة انظركيف يرسمون طرق الجهاد ضد الجيش المصرى وضد شعب مصر والبسطاء من الناس بهدف الجهاد والدعوة للشرعية يشحن عددا من الجهلاء والأغبياء ويطالب الشعب المصري الوقوف على قلب رجل واحد ضد جيش مصر البار يستجيب الغوغاء والدهماء لنداء الشيطان ويقبض عليهم والشىء العجيب أين يعيش هذا الرجل ؟! أليس هو وابناءه أولى بالجهاد !!! ولكنه فن شيطانى شحن وتسخير الأغبياء بينما هو وأبنائه ينعمون بالرفاهية على حساب دم الأغبياء الذين يقدمون حياتهم فداء لدعوات الشياطين .

انظر حولك للتأكد, سوريا العراق مصر لبنان عمليات تفخيخية لعدد من الأغبياء يحملون سيارات ليفجروا مديريات أمن ومؤسسات عديدة كل هذا بدافع الفوز بالجنة والحور والغلمان بعد شحنهم من قادة يفتون ليلا نهارا جهارا على كل القنوات بالجنة المزعومة أنها لهم ومن الغريب أن القادة يقودون أبناء الآخرين للفوز بالجنة وينهون ابنائهم !!!

وكأن العمليات الجهادية وتفخيخ الذات قسمت فقط للأغبياء البسطاء من الناس بينما أبنائهم محظور عليهم دخول الجنة التى يبشرون بها البسطاء من الناس .

هكذا,الأغبياء دائما يدفعون الثمن ويقبض الشياطين ثمن أرواح الأغبياء فقادة الإخوان يرقصون و يعيشون فى فنادق قطر ذات الخمس نجوم يستمتعون بالاكل والشراب والأمن والأمان على حساب دم الأغبياء وبالطبع لولا القبض على عددا من قادة الإخوان لهربوا وتركوا الأغبياء يدفعون الثمن بدليل أن قبض عليهم متخفيين فى جحر أو محاولين الهرب وتمكنوا من الهرب فى نقاب نسائي .

متى يفيق الأغبياء ويدركون أنهم يدفعون ثمن غبائهم والشياطين يقبضون ثمن غبائهم؟

متى يفهم هؤلاء الأغبياء أن أبناء القرضاوى وحجازى وعبد الماجد أولى بالجنة المزعومة ؟!

متى يدرك الأغبياء أن جنة الله ليست ماخور إنما هى مقدسة بوجود الله داخلها ؟!

هل يدرك الأغبياء أن هدف الله هو خلاص النفوس وليس ذبح وقتل النفوس ؟!

مدحت قلادة

Medhat00_klad@hotmail.com

Posted in فكر حر | Leave a comment

جابو، صهرنا الذي جعل الملائكة تنتظر!

جابو، صهرنا الذي جعل الملائكة تنتظر!gabrielgarsiamarkiz

الموت، كلما تقدم الإنسان في العمر أصبح أليفاً، مجرد طقس يتكرر بإسراف، ينسحب علي إثره جارٌ لنا في الكون إلي لا مكان تاركاً خلفه في القلوب بعض الذكريات و بعض الحنين،

يرتفع إحساس اللامبالاة بالموت في قلوبنا، خاصة، عندما يفقد أحدنا ذلك الشخص الذي، لسبب ما، يصبح كل فقد بعد فقده هيناً، كان ذلك الشخص بالنسبة لي هو أبي، و أصبحت بعد موته لا أهتم كثيراً بمن مات و لا من عاش ..

لكن، في ذاكرة كل منا حتماً ذلك الشخص الذي لا يعرفه إلا في عالم الخيال ، مع هذا، فقد ترك في قلبه ندوباً و مسرات، و انتابه حلمٌ صغير ليس له أي منطق أن يراه ذات يوم و يحاكيه، ” جابرييل جارسيا ماركيز “، كان بالنسبة لي، ذلك الشخص الواقف علي قارعة هذا الحلم الذي احترق منذ عدة أيام فقط، لينضم إلي كومة من رماد أحلام كثيرة قد احترقت في الطريق إلي كتابة هذا الكلام، كلام ..

نعم، سقط ” ماركيز ” في الفجوة التي لابد له منها، بعد عراك شديد مع مرض السرطان بدأ منذ عام ” 1999 “، و ظلت الملائكة تنتظر وفادته، حتي قبل حزمة من الساعات !

لقد قام القبر بهضم جسده تماماً، لكن ضوء روحه الغامض الذي انسحب إلي اللا مكان، أصبحت خيوطه الآن، و أكثر من أي وقت مضي، معلقة في المطلق بوضوح شديد !

في مثل هذه الاوقات، ينتاب المرء شعور غامض بقرب نهايته هو، و أن حياته قد استطالت جداً، و أنه يحتاج أكثر من أي وقت مضي إلي قليل من الموت، التجوال لدقائق في ذلك اللا مكان الذي لايئوب منه المسافرون !

” جابرييل جارسيا ماركيز “، أو، ” جابرييل خوسيه دي لا كونكورديا جارثيا ماركيث “، واحد من أبرز كتاب الواقعية السحرية، و الواقعية العجائبية في العالم، باعتراف العالم من القطب إلي القطب، مع ذلك قال هو عن أدبه ذات مرة :

– ليس في أعمالي الروائية التي كتبتها ما لا يستند إلى الواقع !

غريب أمر هذا العبقري، صاحب رواية “مئة عام من العزلة”، أعظم رواية كتبها أحد الناطقين بالإسبانية عبر العصور، تلك الرواية التي أحدثت، بمجرد صدورها في عاصمة “الأرجنتين” عند بداية منتصف العام ” 1967 “، ضجيجاً غير مسبوق في العالم الكبير، و أثرت في معظم الأدباء الجوهريين فيه، وما زالت ، كما حدث تماماً في القرن الـ ” 17 ” ، لكن بتصرفات أقل، عند صدور رواية ” دون كيشوت” للأديب الأسباني أيضاً، ” ميجيل دي سيرفانتس ” !

لقد جعلت “مئة عام من العزلة”، الأديب المصري “يحيي الطاهر عبد الله” يقف، بعد أن قرأها، علي مشارف الجنون، إذ سمع من داخله أصواتاً توحي إليه بأنه كان يستطيع أن يكتب مثلها، و هذا إحساس شهير ينتاب المبدعين عادة بعد قراءة كل عمل مفصليٍّ في مسيرة الأدب ..

“نجيب محفوظ” أيضاً، حدق النظر في هذه الرواية بلا شك، و من السهل أن نعثر في الكثير من إبداعاته علي أصداء لها احتفظت بها ذاكرته، لكن التأثير، كما التأثر، أمر أليف في عالم الأدب، و مبرر ..

“ماركيز” نفسه، تأثر كثيراً بـ ” أوديب ملكاً ” لـ ” سوفوكليس “، إضافة إلى ذلك، من المرجح أنه قد أذاب الأسطورة اليونانية ” أنتيجون ” في روايته الأولي،” الأوراق الذابلة “، و على الرغم من أن النقاد في عصره أفرطوا في جلد هذة الرواية، إلا أنها، علي غير العادة في مثل هذه الظروف، لم تحقق رواجاً يذكر، و لم يحصل من ورائها على أي شيء، علي الرغم من ذلك، اعتبرها حتي النهاية أفضل أعماله علي الإطلاق، لما تميزت به من صدق و عفوية ..

كما كان للروائي ” ويليام فوكنر ” أيضاً، لدي ” جارسيا ماركيز ” أثر كبير لا يمكن التغاضي عنه، هذا الأثر يلمع كالسكين في قصته القصيرة المبكرة، ” نابو، الزنجيُّ الذي جعل الملائكة تنتظر “، ذلك الغموض المبيت و الشعور المفعم بالوحدة .

و عن عنوان هذه القصة أخذت عنوان المقال !

لكن ذلك التلميذ المتواضع قد فطن إلي قيمة التكثيف و السرعة و إبداع الدهشة بشكل أعمق من أستاذه، كما لقب ” فوكنر” في خطابه للحصول علي جائزة ” نوبل ” !

كان ” جابرييل جارسيا ماركيز ” يُعرف بين أفراد عائلته و بين أصدقائه بلقب ” جابيتو “، فيما لقبه ” إدواردو ثالاميا بوردا “، مساعد رئيس التحرير صحيفة الإسبكتادور، التي عمل كمراسل لها وناقد سينمائي في مطلع شبابه، باسم ” جابو ” !

كان ” جابو “، فقيدنا الفادح، يمتلك مسكناً في ” باريس ” و آخر في ” بوجوتا “، و ثالث في ” قرطاجنة دي إندياس “، إلا أنه، لسبب ما، آثر أن يقضى جل حياته في مسكنه في ” المكسيك” الذي استقر فيه في ستينيات القرن العشرين، هو و امرأته، مصرية الجذور !

لقد حدث، خلال دراسته، وهو في عمر ” 13 ” سنة، في إحدي زياراته لوالديه في مدينة ” سوكر”، أن تعرف، في حفل راقص للطلاب، على ” ميرثيديس بارشا “، ابنة أحد الصيادلة، و حفيدة أحد المهاجرين المصريين ذوي الجذور اللبنانية، فقرر، دون تفكير مسبق، أن يتزوجها بعد الانتهاء من دارسته،

و هذا تماماً ما قد حدث، و عقدا قرانهما في مارس العام ” 1958 ” في كنيسة سيدة المعونة الدائمة في مدينة ” بارانكويلا ” !

” ماركيز “، في مفاجأة سارة لكل المصريين، صهرنا، و نحن أخوال ولديه، المخرج السينمائي ” رودريجو “، و أخيه الأصغر ” جونزالو”، وهو رسام جرافيك !

هذا ما يؤكده أحد كتاب سيرته، إذ وصف ابنتنا ” ميرثيديس” بأنها امرأة طويلة و فائقة الجمال، ذات شعر بني ينسدل على كتفيها، و أنها حفيدة أحد المهاجرين المصريين، وهو ما يبدو واضحاً من عظامها العريضة و عيونها الواسعة ذات اللون العسلي ..

و كان ” ماركيز” يتحدث عنها دائماً باعتزاز و فخر، لقد قال عنها ذات مرة ، عندما تحدث عن صداقته مع الزعيم الكوبيِّ ” فيدل كاسترو “:

– ” فيدل ” يثق بـ ” ميرثيديس ” أكثر حتى مما يثق بي !

صداقته هذه بـ ” فيدل كاسترو “، و ” جيفارا “، دفعت البعض إلي الاعتقاد بأنه كان شيوعياً، و هو من جانبه نفي هذا الانتماء تماماً، بل نفي انتمائه إلي أي حزب سياسي، سُأل ذات مرة :

– هل أنت شيوعي ؟!

فأجاب :

– بالطبع لا، أنا غير ذلك ولم أكن كذلك سابقًا، ولم أشكل طيلة حياتي أي جزءًا من أي حزب سياسي ..

مع ذلك، لقد قال لصديقه ” بلينيو أبوليو ميندوثا ” مرة :

– أريد أن يصبح كل العالم اشتراكيًا، وأعتقد أنه عاجلاً أم أجلاً سيكون كذلك !

و لا توجد مسافة بين العبارتين يمكن أن يتحرك خلالها أحد يتهمه بالتلون، لكن، تضارب مفاهيم الآخرين حول تعريف الشيوعية هو الذي خلق هذه المسافة المتوهمة، فالشيوعية نظرية تستحق التقدير تماماً، لكن الأخطاء التي شابت تطبيقها كانت قاتلة، جعلت من النظرية نفسها نظرية سيئة السمعة !

حتي يجد جديد، من المؤكد أن الصداقة التي جمعت بينه و بين ” فيدل “، عدو ” أمريكا ” اللدود، كانت صداقة فكرية قبل كل شئ، و هكذا قال، و هكذا قال كل الذين لمسوه عن قرب، و لقد واظب علي حراسة رفضه لتوظيف عمله كمنبر للدعاية السياسية لأي مذهب أو نظرية حتي النهاية، و ظلت وظيفة الكاتب، بالنسبة له، هي فقط أن يبدع حرفاً جيداً، و يحرض المتلقين علي حب الحق و الحرية و الجمال ..

و لقد كتب في سياق مواز، رواية ” الجنرال في متاهته “، و هي رواية ذات طابع تاريخي توثق الأيام الأخيرة من حياة الجنرال ” سيمون بوليفار “، وهو واحد من أبرز دعاة التحرر في تاريخ الإنسانية، و محرر ” أمريكا الجنوبية “، لكن علاقته بـ ” فيدل كاسترو ” فقط، هي التي جعلت ” أمريكا ” تتهمه في نواياه حيالها، وتحدق في اسمه النظر بريبة، لذلك، أغلقت حدودها في وجهه حتي وقت قريب، و حتي اعترف ” كلينتون “، و إن من قبيل المجاملة، أن “مئة عام من العزلة ” هي روايته المفضلة !

قد يعتقد الذين يكتفون بالقشور و لا يفضلون انتهاك ما ورائها أن العزلة هي الباب الملكيُّ لدخول كل من يريد أن يستوعب حالة ” ماركيز “، و أنه يدين لتلك العزلة بكل وسام حصل عليه، و هو أيضاً كان يظن ذلك تماماً، لقد سأله ذات يوم ” بلينيو أبوليو ميندوثا “، الذي كان بمثابة أب روحي له، و صديقه أيضاً :

– إن كانت العزلة هي المحور الرئيسي في كل أعمالك، من أين ينبغي علينا ان نبحث عن جذور الأمر؟، في طفولتك ربما؟

فأجابه ” ماركيز ” :

– أعتقد أنها مشكلة في العالم بأثره، كل فرد لديه تكونيه الخاص ووسيلته للتعبير عن نفسه، هذا الشعور يعم أعمال الكثير من الكتاب، إلا أن البعض منهم يمكنه التعبير عنه دون وعي !

لمس أيضاً، هذا الموضوع في خطاب قبوله لجائزة نوبل، وهو يحمل عنوان ” العزلة في أمريكا اللاتينية “، حين قال :

– تفسير واقعنا من أنماط عدة، وليس من خلالنا نحن، يجعلنا فقط نشعر في كل مرة وكأننا غرباء عن عالمنا، ونصبح أقل حرية وأكثر وحدة في كل مرة ..

لكن الحقيقة أن الإنسان، فضلاً عن الكاتب، لا يمكن أن يكون انعكاساً لذاته فقط، و إذا كان كذلك فحتماً ستكون محاولات الخلق لديه شديدة الضمور، و هذا ما لا يستطيع أحد أن يتهم به ” ماركيز “، لذلك، كان ” جابو ” انعكاساً للآخرين وذاته، فاستطاع، حين نضجت أدواته، أن يصبح عالماً قائماً بذاته!

تماماً كما استطاع أن يخلق في روايته الأشهر ” مئة عام من العزلة، عالماً بكراً قائماً بذاته أيضاً، ما زال الجغرافيون حتي يومنا هذا يتعجبون من دقة تفاصيله، حتي بعد أن انزلقت ” ماكوندو ” في شرخ النسيان مع آخر جيل في عائلة ” بوينديا “، مؤسس هذه القرية الافتراضي، و حتي ظن البعض أن قرية ” ماكوندو ” قرية حقيقية لا مجرد قرية ذهنية ..

من الجدير بالذكر أنه استمد جغرافية و تفاصيل قرية ” ماكوندو “، تلك القرية الذهنية التي ابتكرها من جغرافية و تفاصيل مسقط رأسه ” أراكاتاكا ” في ” كولومبيا “، لكن اسم ” ماكوندو ” تحديداً، كان اسماً رآه مكتوباً علي الباب الخارجي لمزرعة موز و هو طفل في أولي رحلاته مع جده، يقول عن هذه الحادثة :

– ” توقف القطار في محطة ليس لديها بلدة، و في وقت لاحق مر بمزرعة الموز الوحيدة على امتداد الطريق والتي كانت تحمل اسم ” ماكوندو ” على بابها الخارجي، و قد لفتت انتباهي هذه الكلمة منذ أولى رحلاتي التي قد قمت بها مع جدي، و لكنني اكتشفتها كشخص بالغ و أعجبني وقعها الشعري على أذني، و لم أسمعني مرة أقول ولا وددت حتى أن أتسأءل عن معنى المفردة، حتي قرأت عنها ذات مرة في إحدى الموسوعات أن ” ماكوندو ” تعني شجرة استوائية تشبه شجرة السيبا ” !

هذه الحادثة تفصح بوضوح أنه كان يصغي منذ طفولته إلي أصوات داخلية ترشده إلي الشجرة الغضة لذلك الأديب الذي كانه، وهي تنبت في هواجسه دون أن يدري، حتي بلغت ذروة نضجها في كتابه ” عشتُ لأروي “، و لو أنصف ذاته لأسماه ” ولدتُ لأروي ” ..

إن كل امرئ يريد أن يتصدي لتحليل ” ماركيز ” كأديب جلل، يجب عليه أن يتوقف طويلاً عند أثر عائلته الصغيرة فيه ، جديه لأمه علي وجه الخصوص، و لا أظنني سوف أنحرف عن جادة الصواب إذا قلت أن معظم أعمال ” ماركيز “، هي انعكاس لحياة هذه العائلة الكولومبية الصغيرة !

و لقد فطن السيد ” جيرالد مارتن “، كاتب سيرته، إلي هذه الحقيقة المضيئة ..

” ماركيز “، هو ابن ” جابرييل إيليخيو ” و ” لويسا سانتياجا ماركيز إجواران “، وُلد، كما حدد هو في مذكراته، في التاسعة من صباح يوم الأحد السادس من مارس ” 1927 “،

و رفض العقيد ” نيكولاس ريكاردو ماركيز ميخيا “، جده لأمه، هذه العلاقة بين أبويه، لأن أباه عندما وصل إلى ” أراكاتاكا ” كان عامل تلغراف، و لم ير فيه العقيد ” نيكولاس ” الشخص المناسب للارتباط بابنته، حيث كانت أمه عزباء، وهو نفسه ينتمي لحزب المحافظين الكولومبي، إضافة إلى اعترافه بكونه زير نساء،

و تماشياً مع نية والدها بإبعادها عن أبيه، أرسل ” لويسا ” خارج المدينة، فيما تودد إليها ” جابرييل ” بألحان الكمان الغرامية و شلال من قصائد الغزل و عدد من الرسائل التلغرافية التي لا تعد و لا تحصى،

و استسلمت في النهاية عائلة ” لويسا ” للأمر، و حصلت ” لويسا ” على تصريح بالزواج من ” جابرييل “، في ” 11 ” يونيو ” 1926 ” في كنيسة ” سانتا مارتا “،

المهم، أن ” ماركيز ” قد استلهم من هذه القصة، قصة أبويه، روايته ” الحب في زمن الكوليرا ” !

و حدث بعد ولادته بوقت قليل، أن أصبح والده صيدلانياً، كيف تحول من عامل تلغراف إلي صيدلاني بهذه السهولة، لست أدري !

و في يناير من عام ” 1929 “، انتقل مع ” لويسا ” إلى مدينة ” بارانكويلا “، تاركاً ابنه في رعاية جديه لأمه، و خلال هذه السنوات الأولي من حياته، و هي سنوات التكوين، سوف يتأثر ” ماركيز ” إلي حد بعيد بجده لأمه العقيد ” ماركيز “، و سوف يزداد إعجابه به حين يعرف من حكايا المنزل أنه جده، قتل رجلاً في شبابه في مبارزة بينها، و أنه، بالإضافة إلى أنه كان أباً رسمياً لثلاثة من الأبناء، كان ثمة تسعة من الأبناء غير الشرعيين من أمهات عدة !

لقد كان جده محاربًا ليبرالياً قديمًا في حرب ” الألف يوم “، و رجلاً يحظى باحترام كبير بين أقرانه في الحزب، واشتُهر برفضه السكوت عن مذبحة إضراب عمال مزارع الموز، ذلك الحدث الذي انتهي بوفاة قرابة المئات من المزارعين على يد القوات المسلحة الكولومبية في نهايات عام ” 1928 ” خلال إضراب عمال مزارع الموز، و هذا الحدث قد عكسه ” ماركيز ” في روايته مئة عام من العزلة تماماً !

كما نجد شخصية ذلك الجد تلمع كالخنجر في كل أعماله الأولي، كرجل يحمل داخله قلباً كولومبياً قبل كل شئ، مثل ” ليس للكولونيل من يكاتبه “، و ” في ساعة نحس ” و ” جنازة الأم الكبيرة ” ..

لقد لقبه هو نفسه بـ ” أباليلو “، واصفاً إياه بالحبل السري الذي يربط الماضي بالحاضر، كما كان حكاءً ممتازاً، علمه الاستعانة الدائمة بالقاموس، و كان يصحبه إلي السيرك كل عام، و كان يردد له دائماً : ” لا يمكنك أن تتخيل كم يزن قتل شخص “، و هو الدرس الذي سوف يتسلل فيما بعد، بكثافة، إلي بعض أعمال الحفيد الرئيسية !

يقال أيضاً أنه وجد في مكتبة هذا الجد نسخة من كتاب ” ألف ليلة و ليلة ” !

كذلك كانت جدته ” مينا “، كما أسماها هو، وهي ” ترانكيلينا أجواران كوتس “، حكاءة ممتازة، لا تجعل المنزل يخلو ساعة من الأشباح و الهواجس و الطوالع و الأساطير كما لو كانت أمراً مألوفاً و حقائق مؤكدة، حتي وصفها ” ماركيز ” بـ ” امرأة الخيال والشعوذة “، لذلك، كانت هي المصدر الجذري لحفيدها، كما استلهم منها شخصية ” أورسولا إجواران ” التي استدعاها في ” مئة عام من العزلة “، و من إحدي حكاياتها أيضاً اختزن لحظة ولدت فيها فيما بعد قصته، ” نابو، الزنجي الذي جعل الملائكة تنتظر ” !

و تماشياً مع هذا التصور، و لتدمير نظرية تأثير العزلة في أدب ” ماركيز” من جميع الجهات، نجده حين أراد أن يكتب روايته ” خريف البطريرك “، انتقل مع أسرته إلي مدينة برشلونة الإسبانية، تحت ظلال حكم ديكتاتور أسبانيا الأشهر ” فرانكو” قبل أن ينفق بسنوات، ليخلق عن قرب انعكاسات ديكتاتورية ” فرانكو ” في نفسه، و في نفوي الأسبان، و إن كان ثمة تصريح نسب إليه نفي فيه أنه استلهم ديكتاتوره الخاص في هذه الرواية من شخصية ” فرانكو “، و وصف ” فرانكو ” قائلاً :

– كان ” فرانكو ” ديكتاتوراً شاحباً، فقير الألوان، من دون صبغة فولكلورية !

إلا أنني لا أميل إلي تصديق نسبة هذا الحديث إليه، أو لعله إحدي هذيان الرياضة الروحية، و لعله ناجم عن الزهو بالنفس، فتوقيت هذا الحديث يعود إلي الشهور اللاحقة لفوزه بـ ” نوبل “..

سواء كان يقصد ” فرانكو ” أو لا يقصده، فماذا يضيرنا و قد ظفرنا بصورة ثابتة للديكتاتور في كل مكان و زمان، و أصبحنا، ندرك، أن التمثيل السياسي هو المصدر المفصلي لصناعة الديكتاتورية، حيث يصبح الديكتاتور شخصاً مقززاً و دموياً وفاسداً، و بيده سلطة غير عادية، حيث يهابه الجميع، و تصل المهابة إلى تصويره كشخص خرافين يمتلك قوي خارقة، لذلك، هو يستطيع التحكم في الزمن، فحين يتسائل عن الوقت، تكون الإجابة :

– هي طوع لك يا سيدي الجنرال، و كما تأمرها تكون !

من الثابت أن ” مئة عام من العزلة “، وضعت ” ماركيز ” مبكراً في مأزق كبير، فهو لم يستطع أبداً، علي الرغم من غزارة إنتاجه، أن ينتج عملاً في قامة هذا العمل العظيم،

لا ” الحب في زمن الكوليرا ” و لا ” خريف البطريرك “، و لا ” رائحة الجوافة “، ولا ” ذكري عاهراتي الحزينات “، و لا حتي ” عشت لأروي “، و هذه تقريباً هي أعماله الرئيسية !

وهو، لعمري، لو توقف عن الكتابة بعدها، لكانت العمل السماويَّ الرنين بالقدر الذي يكفي ليضمن له الخلود في المطلق و الذوبان فيه أبد الدهر، ..

لذلك، فإن إيقاع قلم أي أديب لم يقرأ هذه الرواية، حتماً، يشوبه بعض الاختلال ..

وداعاً جابو، صهرنا العزيز..

محمد رفعت الدومي

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

فلنسقط بقا عن أكتافهون العباءات اللي حطلهون ياها بشار و أبوه

المسلمين في سوريا والمسيحيين بطبيعتهون و عبر التاريخ شعب متدّين، فرجل الدين بطبيعة الحال هوّة صاحب نفوذ و احترام muf28من مجتمع أعطاه الأحقيّة في تقرير الشي اللي بيجوز و الشي اللي ما بيجوز بغض النظر عن صحة الادعاء أو عدمو..

هاد الواقع التقطوا النظام الاسدي ” العلماني ” من اليوم الاول لعملية السطو على السلطة، و أحال رجال الدين الحقيقيين على المعاش او دكهون بالسجون، و أدار المجتمع من خلال مجموعة من رجال دين مفصّلين في مشاغل النظام و مفروضين بمراسيم مخابراتية صادرة عن أفرع الأمن..
و طلب النظام مجموعة من الشروط اللازم توافرها عند أشباه رجال الدين لتمرير ما عجز البعث عن تمريروا اجتماعياً في الوسط السوري..
و وصل تدّخل النظام في هذه الآلية لحد كتابة وعظات يوم الأحد و خطب يوم الجمعة، و اللي كانت تصير تحت رقابة و أعين عناصر أمنية مزروعة بالكنيسة و بالمسجد لتقديم التقرير الأمني المفصّل عن مجريات احداث الصلاة ، و ان تمّ الدعاء لحياة القائد ام لا، او اذا كانت كلمة الرد آمين نابعة بقوّة من هالجامع او تلك الكنيسة ..

في نكتة انتشرت في التسعينات عن الشيخ اللي دعى لحياة القائد و ما لاقى الدعاء صدى كلمة آمين بقوّة حجم الدعاء، فالتفت الشيخ على المصلّين و صرخ فيهون على طريقة ضباط البوط العسكري:
” و لك هاد صوت تلاتمية كر؟؟؟؟ “..

و اصبح رجل الدين كعنصر المخابرات اللي مهمتو إشاعة خبر معين أراد النظام اشاعتو، و اللي خلاه يساهم بشكل كتير كبير بتعزيز المنطق الطائفي المؤود حياً بالمجتمع السوري..
من راس دار الإفتاء في سوريا الى اصغر شيخ في اصغر مسجد، و من راس الكنيسة الى اصغر شمّاس ، أكاد أجزم بارتباطهون بشكل او بآخر بأجهزة الأمن، و دليلي هو الدور السلبي لرجال الدين فيما يتعلق بتفاصيل الثورة السورية..
النفاق سلاحهم، و الكذب عالناس باسبور دخولهون الى بيوتهون، و العمل الإنساني كان الحجّة لجمع مال البشر، و الضحية طبعاً هاد الانسان المؤمن اللي وكّل أمرو لرب العالمين و لصاحب النيافة و القداسة من بعدو..
خرج مجموعة من الشباب اللادقاني بطلب قدّموه للمفتي حسون اثناء زيارتو جامعة تشرين في اللادقية ، و الطلب كان السماح بتخصيص غرفة لممارسة الصلاة و العبادة بالجامعة نظراً لطول ساعات الدراسة ، فكان رد المفتي حسّون بعد ما كبس زر النفاق الموجود على كف أيدو اليمين :
” أستطيع ان اطلب من القيادة بناء جامع ضخم في جامعة تشرين مو بس تخصيص غرفة للصلاة ، و لكن بخاف عليكون يا أبنائي من التقارير الأمنية..”

و البوطي اللي شايف حافظ الاسد بين الأولياء في الجنة، و المطران لوقا اللي تراءى إلو باسل بالمنام بين القديسين، و المعمّم صهيب الشامي اللي جمع مال مسلمين حلب و صار مليونيراً..

فلنسقط بقا عن أكتافهون العباءات اللي حطلهون ياها بشار و أبوه من قبلو بعد كل اجتماع حزبي و أمني في المسجد الأموي بعيد الفطر والأضحى ، و لننزع عن رؤوسهون الطرابيش المذهّبة و الملمعة في معامل الدفاع، و ليكن من يعتلي محراب مساجدنا و ميكروفونات كنائسنا بشر مانهون بحاجة لعمامة بيضا لإخفاء العصب اللي بيحرّك لسان الفتنة و النفاق داخل رؤوسهون، و لا لقلنصوة مذهبّة لاعماءنا ببريقها عن رؤية الحقيقة..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

هل كان استعمال الكيماوي خطا أحمر؟

لم يكن يوم 21 أغسطس (آب) من عام 2013 أول يوم يستخدم النظام السوري فيه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، فقد سبق muf80له أن استعملها ثلاث عشرة مرة ضد مناطق مختلفة من سوريا. قبل ذلك، كان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قال: إن استعمال السلاح الكيماوي في سوريا يعد خطا أحمر، إن اجتازه الأسد تغيرت قواعد اللعبة وعاقبته أميركا.

عند استعماله أول مرة، أجرى إخصائيون في الحرب الكيماوية من مقاتلي «الجيش الحر» تحقيقات ميدانية حول ما حدث، وقدموا تقارير خبيرة إلى جهات وهيئات دولية متنوعة، ونقلوا جثماني رجل وامرأة قتلا بالسلاح الكيماوي إلى تركيا، حيث فحصهما خبراء دوليون. عندئذ، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بكل رصانة: إن ما حدث ليس أمرا مقبولا.

لكن الأسد تشجع على ما يبدو لرد فعل سيادة الوزير، وعاد إلى استخدم اجتياز خط باراك أوباما الأحمر فجر يوم 21 أغسطس من عام 2013. فقتل أكثر من 1400 مواطن ومواطنة، بينهم مئات كثيرة من الأطفال. هذه الجريمة الموصوفة ضد الإنسانية، وجريمة الحرب، لم تنجم فقط عن استخدام السلاح المحظور دوليا، بل كذلك عن طريقة استخدامه، التي تم التخطيط لها كي تنزل أعظم قدر من الخسائر بالمدنيين، وبدأت بقصف جوي بالطائرات أنزل الناس من بيوتهم إلى الملاجئ والأقبية، تلاه استعمال السلاح الكيماوي الذي قتلهم خنقا داخلها، لا سيما أنهم كانوا يتكدسون فيها بالآلاف. عندئذ، قصفت بالمدفعية والطائرات الأمكنة المستهدفة كي تسرع تبدد غاز السارين، الذي لا يبقى غير ساعات قليلة في الهواء! هذه الطريقة المحكمة في القتل، لا تؤكد فقط توافر نية جرمية لدى النظام، بل تظهر كذلك رغبته في إنزال أكبر عدد من القتلى بين المواطنين.

نعرف جميعا كيف عالجت أميركا الموضوع، فقد قال وزير خارجيتها في «زلة لسان»، إن بلاده لن تسدد ضربتها العسكرية المنتظرة إلى النظام الأسدي، إن هو وافق على تسليم سلاحه الكيماوي. فرد الروس نيابة عنه: إنه يوافق، فما كان من «أصدقاء الشعب السوري» إلا أن أطلقوا يده فيه، وما كان منه إلا أن استأنف مجازره بأسلحة بريئة ومقبولة دوليا كالقنابل الفراغية والعنقودية والمسمارية، والبراميل المتفجرة، والصواريخ الباليستية، وقنابل مدفعية الميدان، ومدافع الدبابات الموجهة بالليزر، والأسلحة الحرارية.

ما الفارق بين تعبير «غير مقبول»، الذي استخدمه كيري بعد الضربات الكيماوية الأولى، وتعبير «الخط الأحمر» الذي حدده أوباما قبل وقوع أي ضربة بالكيماوي؟ أعتقد أن تعبير «غير مقبول» كان يقصد به استخدام السلاح، أما «الخط الأحمر» فقصد به امتناع الأسد عن تسليم سلاحه الكيماوي لإسرائيل. بما أن بطل المقاومة يخاف «الخطوط الحمر»، فقد انصاع بسرعة لافتة لما طلبته واشنطن، وسلم السلاح الذي استخدمه بطريقة «غير مقبولة». بذلك، تمكن طرفا الصراع الدولي من إلغاء ضربة عسكرية أميركية، قيل إنها كانت ستقع في حال رفض الطلب الإسرائيلي بنزع سلاحه الكيماوي، وسمح للنظام بتوجيه أي عدد يريده من الضربات إلى شعبه، انطلاقا من أن استمرار الصراع في سوريا يمكن أميركا من تصفية حساباتها الإقليمية والدولية، بأسلحة النظام!

مثل استخدام السلاح الكيماوي «غير المقبول» برهة توتر قربت النظام من «الخط الأحمر»، وأجبرته على المسارعة إلى تلبية طلب واشنطن، التي عادت إلى ما درجت عليه من هدوء ودم بارد في إدارة الأزمة السورية، بعد إسقاط «خط أحمر» ربطته بأمن إسرائيل. منذ ذلك الوقت: يبدو أن أوباما أخذ يجلس من جديد أمام شاشات للاستمتاع بما صار مقبولا في حرب نظام يقوم بكل ما من شأنه إمتاعه بمشاهد الموت، التي ينجزها مجرمون يستمتعون هم أيضا أشد الاستمتاع بقتل شعبهم بدم بارد!

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

المحامي ادوار حشوة : ما المشكلة اذا تخلصنا من مجانين الساحة ؟؟

كلنا شركاء

قال ابن هلال الاسد ( ما المشكلة اذا تخلصنا من 12 مليون سني )؟halaalasad

وفي حديث مع مؤيد متحمس لمعركة الساحل قال ردا ( ما المشكلة اذا تخلصنا من مليون علوي ) .

هذا الكلام الطائفي من هنا وهناك هو وقود للحرب الطائفية التي يتبادل فيها النظام والمتطرفون المتشددون الفوائد وهي التي تمدهما بالانصار المتحمسين للدفاع عن دينهم وطوائفهم ( بالقناعة او بالاكراه والتخويف) وبالتالي يكون صحيحا ان الثورة الشعبية السلمية التي قادها الشباب المتعلم الوطني والتي كانت تطالب بالاصلاحات على قاعدة (تغيير النظام لا اسقاط الدولة ) قد انتهت ولم تعد هذه الشعارات من مستلزمات المسلحين. وحتى الشباب الذين انخرطوا في عسكرة الثورة اخرجوا منها او قتلوا لان شعارات الانتفاضة الشعبية صارت من الماضي وحلت محلها شعارات تناسب الطابع العسكري وخاصة ما جاء به الغرباء.

هذا الجنون الطائفي يعبر عن حالة مرضية مزمنة في المجتمع تفاقمت مع الممارسسات الديكتاتورية وحكم العسكر وأدت الى انفجار اخذ معه العقل

وانتهى الامر الى قيادات لاترى ما هو ابعد عن التعصب والعنف والرغبة المتبادلة في الغاء الآخر ولو بدم بارد .

هذا الطاعون الطائفي الذي ضرب البلد تغذيه قوى خارجية على الجانبين لايهمها سوى مصالحها ولا تريد نهاية لهذا الجنون المسلح وتعيد التوازن الى معادلاته العسكرية ما اختلت .

1- الرئيس بوتين الروسي وجد في الازمة السورية مناسبة لاتفوت للتحرش بنظام القطب الواحد الذي تبوأت فيه الولايات المتحدة قيادة العالم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وما يهدف اليه من التدخل هو الانتقال الى نظام دولي تعددي ولهذا السبب تشايع الصين مواقفه وتستعمل الفيتو معه ضد اي قرار دولي مع العلم ان الصين الاشتراكية متناقضة مع الراسمالية الروسية الجديدة كما ان لبوتين في موقفه فوائد داخلية اظهرته ممثلا لروسيا القوية التي تتحدى اميركا والعالم فبدا لبعض الروس انه القيصر بطرس الاكبر وبالاضافة الى ذلك حصل الروس على قاعدة عسكرية لهم في طرطوس ودخل اسطولهم المتوسط من هذه القاعدة كما حصلوا على عقود بالتراضي في استثمار الغاز في الساحل السوري وفي التنقيب عليه بالشراكة مع مافيا النظام ..

2- الاميركيون لايريدون انهاء سريعا للازمة فقد تجمع في سورية جيش من الغرباء من القاعدة وغيرها وما دام النظام والمعارضة الوطنية المسلحة تقاتل هؤلاء فان استمرار الحرب السورية يحقق قدرا كبيرا من استراتيجية اميركا للقضاء على الارهاب العالمي وفرصة ذهبية حضور هذا الحشد الارهابي الى سورية وبدلا من ملاحقتهم في بلاد عديدة فان ابادتهم في منطقة محددة مسألة افضل عسكريا ..

الاميركيون با لتهديد بالحرب حصلوا على غنيمة هائلة هي تسليم السلاح الكيماوي

فحازوا بذلك على اعجاب اسرائيل التي تخلصت من سلاح استراتيجي كان معدا لمنعها من اجتياح سورية.

وبالموجز تريد الولايات المتحدة حلا يمثل الاعتدال الاسلامي ولا تنظر بارتياح الى شعارات بعض المعارضة وتعمل على تقويم ذلك وتحتاج لوقت ولو ادى الى مزيد من الدم السوري على الجانبين .

3- تركيا وان بدت طرفا مهما في الازمة الا انها في النهاية جزء من حلف الاطلسي ولايمكن ان تخرج عن مخططاته في سورية وما تقدمه هو تسهيلات لا اكثر ومساعدات انسانية وان كانت توالي الاخوان المسلمين عبر حزب العدالة التركي

وما ترغب به فعلا هو ان تظهر نفسها جديرة بثقة الغرب الاوروبي والاميركي لمساعدتها على الانضمام للاتحاد الاوروبي .

4- الخليج العربي ما يريده من التدخل في الازمة السورية هو فك ارتباط سورية بايران في حلف عسكري وكان الخليج راضيا عن تعاون نظام حافظ الاسد مع ايران خلال الحرب الايرانية -العراقية لانه ليس تحالفا ولكن الرئيس الاسد الابن تحول مع ايران من التعاون الى تحالف سياسي وعسكري جعل سورية

قاعدة مهمة لامتداد الثورة الايرانية ولحماية الدولة الفارسية التي اقامها الايرانيون في جنوب لبنان والتي ارسلت جنودها من حزب الله لدعم النظام بأمر وتمويل ايراني .

ومن ناحية اخرى صارت سورية ورقة بيد ايران تساوم بها الغرب في الصراع حول نشاطها النووي وتهدد بقدرتها على خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة فيما لو هددها الغرب بالحرب

5- الفرنسيون يريدون وقف تدخل سورية في لبنان وتجريد حزب الله من السلاح واستقرار تعايشه الوطني ..

6- اسرائيل وان بدت غير مهتمة بالتدخل العسكري في سورية الا ان كل ما يجري من حرب بين السورين يفيدها ويدمر بلدا معاديا لها وقف على المدى الطويل ضد الصلح والاعتراف ومع تسليم السلاح الكيماوي و تدمير الجيش السوري واستهلاك معداته وقدراته في حرب داخلية فان المصلحة الاسرائيلية هي مع استمرار هذا الجنون وما ترغب به في اي تسوية سياسية هو ان يكون البديل جاهزا لتحقيق نفس الاستقرار الذي حققه النظام على حدودها ومنخرطا في مشروع السلام معها .

من هذا يتبين ان الحل الامني الذي ذهب اليه النظام قامعا الحراك السلمي والذي تسبب في ذهاب بعض المعارضة الى استعمال السلاح قاد ذلك البلد الى الدمار والحرب الاهلية بالاكراه المتبادل كما سمح للتدخل الاجنبي ان يحقق هذا الكم الهائل من المكاسب على حساب الدم السوري.

المنافقون والمنتفعون من ا لحالة العرفية لم يحسنوا النصح بل زاودوا ودفعوا النظام الى شن حرب عسكرية على الشعب بداعي ان هذه الطريقة نجحت في حماة عام 1982 متناسين ان المشكلة في حماة كانت مع فصيل مسلح من الاخوان في حين ان الحراك الشعبي شامل ولايمثل الاخوان الا اضعف الحضور فيه ولم يكن مسلحا لمواجهته بالعنف والقتل الوحشي والذي دفع البعض من المعارضين الى التماس السلاح دفاعا عن النفس فصار الصراع السياسي مسلحا ومن هذا الباب دخل الخارج ليشايع ويحقق مصالحه من خلال استمرار تدمير البلد وقتل ابناء الشعب من هذا الجانب او ذاك هذا مع العلم ان الرئيس حافظ الاسد كان متحالفا مع مصر والسعودية ولم تكن هناك وسائل اتصال كما هو الان وهذا يختلف عن الحالة الان حيث النظام متحالف مع ايران ضد المحيط العربي .

هذا التصرف الارعن في ادارة الازمة كان السبب في ذهاب الخلاف السياسي الى حالة الجنون الطائفي وعلى عكس ما يدعي البعض ان النظام يحمي العلوين فانه

في الواقع يعرضهم الى الخطر في المستقبل لانه في كل الادبيات السياسية

لا مصلحة لاي اقلية حاكمة او محكومة في عداء اغلبية دائمة من اجل مناصب او انظمة مؤقتة .

الحل ليس القضاء على 12 مليون مسلم سني ولا القضاء على مليون علوي بل التخلص من اقلية مجنونة تفرض منطقها على شعب متحضر يرفض الطائفية والعنف ويحلم بهامش بسيط من حرية الرأي .

فهل بامكان العاقلين من هنا وهناك ان يدفعوا الامور نحو حل داخلي يغادر معه المجانين الساحة عبر برنامج شباب التظاهرات والطبقة الوسطى (اعادة العمل بدستور 1950 وقانوني الاحزاب والانتخابات والعفو العام السياسي وحكومة وطنية بالتوافق وانتخابات حرة ) ام ترانا على طريق القتل والالغاء ولن تحصد سورية خيرا هذا هو السؤال

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

نظام الأسد والعهر السياسي

النظام يدعي أن العصابات المسلحة ( يقصد المعارضة ) هي من قامت بتهجير المواطنيين وهي من دفعتهم الى مخيمات assfaqihاللجوء في الدول المجاورة
حسنا .. هذا يعني أن اللاجئين ليسوا من اتباع العصابات المسلحة بل على العكس هربوا منهم
على مدى ثلاث سنوات لم نرى مسؤول واحد من النظام يزور مخيم للاجئين ولا شخصية مدنية مواليه كفنان او فنانة او مغني او راقصه زار مخيم
تركيا ليست على وفاق مع النظام ماشي قد يكون من المتعذر دخول مسؤول الى الاراضي التركية طيب الاردن ما المانع
لدى النظام سفارة في الاردن وسفيرها بهجت سليمان يخزي العين فارد ذراعاته في عمان هل قام ولو مرة واحدة بزيارة المخيمات
هل قام موظف واحد من السفارة بزيارة الزعتري ؟؟؟
طبعا لا لسبب بسيط لانه كذبة انه اللاجئين هجرتهم العصابات المسلحة ستنكشف وسيقوم اكيد اللاجئين بضرب السفير او اي مسؤول بالحجارة
المهم مع ذلك لم يتأخر النظام بزيارة مخيمات اللاجئين بلبنان عن طريق قصفهم بالمروحيات على مبدأ وراكم وراكم اينما رحلتم البراميل بانتظاركم
المؤيدون يعيبون على الدول الخليجية انها لا تقدم دعما سخيا للاجئين بالمخيمات
ويتهمون العرب بانهم يستغلون حاجة اللاجئات الشابات فيتزوجهن زواج اقرب الى البيع
طيب احسن ما تقول لها كش اضربها …. لماذا لا يحمي النظام من خلال سفارته بالاردن اللاجئين واللاجئات من سمسرة اهل الخليج بالحرائر السوريات ؟؟؟
سياسة التبجح التي يطلقها النظام دائما لا يمكن ان يعزف عنها … انه العهر السياسي

Posted in فكر حر | Leave a comment

جبهة الساحل بين السعودية و قطر و الأسد !!!

جبهة الساحل بين السعودية و قطر و الأسد !!!alsahelthora
لا يخفى على أحد أهمية جبهة الساحل على مصير و مستقبل سوريا و عذابات شعبها و لكن للأسف هنالك استهتار كبير بهذه الجبهة و أخطاء فظيعة ترتكب من أختين شقيقتين لنا هما قطر و السعودية و سبب هذه الأخطاء المعلومات المغلوطة و التقارير الكاذبة التي ينقلها رجالات السعودية و قطر بمنطقة الساحل لقيادة البلدين و لابد لنا هنا من تسليط الضوء على هذه الأخطاء :
1. رغم كل الأموال المصروفة على الساحل ليومنا هذا معظم مقاتلي المعارضة بلا رواتب و هم يرابطون على الجبهات و يخوضون معارك مصيرية كيف سنضبطهم و ننظمهم و نحميهم من الاختراقات و العوز بلا رواتب !!!
2. إلى يومنا هذا معظم مقاتلي الساحل بلا لباس عسكري يقاتلون بهدومهم الرثة و التي لا تقيهم برد الشتاء أو حر الصيف رغم وجود ألبسة واقية للرصاص قدمت لنا من الحلفاء الأمريكان !!
3. إلى يومنا هذا جبهة الساحل بلا أجهزة اتصالات تربطها فيما بينها و تنظم تحركات الكتائب !!!
4. إلى يومنا هذا لا يزال السعوديون و القطريون يعتمدون على ضباط اثبتوا فشلهم مراراً و تكراراً بإصلاح الأخطاء و جمع الكلمة و باكتساب الاحترام و بنضافة اليد فمعظم رجالات الدولتين لا يملكون فكر مؤسساتي و كل همهم تقوية وجودهم الشخصي و بناء جماعاتهم و الإساءة للآخرين !!
5. إلى يومنا هذا مقاتلوا الساحل بلا أعداد عقائدي و ثقافي تنظيمي !!!
لم ادخل بالحديث إلى العمق أكثر إن كانت الأمور البسيطة لم نتمكن من تحقيقها بعد مضي ثلاث سنوات هل يعقل أن نبقى معتمدين على هكذا فشلة بإدارة جبهة بهذه الأهمية !!! بضعة آلاف من المقاتلين ألا نستطيع أن ننظمهم بكتائب منضبطة نزودهم برواتب و بلباس و ذخائر و بالتالي نحميهم من الاختراق و التنظير و الفوضى و نضمن الانضباط و العمل المؤسساتي و التقييم الميداني بجبهة تعد من أهم الجبهات للمعارضة و حلفائها !! نحتاج لاستغلال الوقت من أجل ضبط و تنظيم جبهة الساحل فالنصر بالساحل ليس نصر لنا فقط بل نصر لحلفائنا أيضاً و ضبط جبهة الساحل يخنق الأسد و هذا لا يتم من خلال ترك الجنود بلا رواتب و بلا لباس تحت رحمة قادة خبرتهم قليلة كلمة تأخذهم و أخرى تأتي بهم لا يمتون للعمل المؤسساتي بصلة الفوضى دينهم و الشعارات بطولاتهم و على أساس التبعية تقييماتهم رهاننا كبير على أخوتنا العقلاء بالمملكة و قطر لاستيعاب نصائحنا و العمل عاجلاً على تصحيح الأخطاء و تنظيم العمل فيما بينهما لأننا نحتاجهما كليهما بالساحل لنكون كالبنيان المرصوص بوجه فساد و أجرام الأسد و طابوره الخامس الذي يستغل الخلاف بوجهات النظر بين الأخوة .

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

الى المهجر

وداعــا بـلاد العــرب أنيassihama
اغادرك وفي القلب الحنين
فما عاد الرعـاة لك رعاة
وما عدت امان الخائفين
فقد صار الكلاب بك اسودا
وصار العبد نجم الحاكمينا
سأرحل عن ديار ذل فيها
كريم الاصل مرفوع الجبينا
وانعي فيك عصرا كنا فيه
كراما نجير السائلين
فصار الحر حديث الشامتين
وصار العز بعدنا للتافهين

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

الداعية الاسلامي عدنان ابراهيم ينطق بالحقيقة

assadordens

هذا الرجل نطق الحقيقة التي لا يتجرأ على قولها كل رجال الدين من كل الطوائف لأنها تمسهم بالصميم! .. إنه أصدق ما ستشاهد وأقوى ما ستسمع في تاريخ حياتك، ولكم حرية الرأي والتعليق!

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

DNA 22/04/2014 حزب الله ورئيس الجمهورية المقبل

ghawar

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment