DNA 06/06/2014 فوز بشار.. والرئاسة اللبنانية

assadmasskilerDNA 06/06/2014 فوز بشار.. والرئاسة اللبنانية

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

هذا ماقالته الخريجة المعتقة

هل تريدون منّا ان نخرج الى الشوارع حاسرات الراس ؟.
هل تريدون ان نهل التراب على شعورنا وصدورنا؟ .
هل تريدون منّا ان نلطم حتى تنصاعوا الى ضمائركم؟.
قولوا بالضبط ماذا تريدون منّا.
تخرجنا من الجامعة وكلنا يقين اننا سنعيش حياة كريمة معززة مكرمة ونعّلم اولادنا وبناتنا كيف يقدسوا العلم والتحصيل.
ماذا سنقول لهم الان وهم يرون ابوهم او امهم وهي تنتظر الوظيفة منذ اكثر من سنتين.
اختار الشاب فتاة احلامه وهي قبلت به،وفي السنة الاخيرة في الجامعة حصل الاثنان على درجة امتياز،واهدى كل واحد منهما خاتم الخطوبة للآخر حيث بدأت الاحلام تتراقص امامهما وبدآ يخططان للمستقبل.
حددا اولا عدد الاطفال،ثم طريقة الادخار من اجل السفر الى بلدان لم يروها،ثم اكمال الدراسات العليا بعد الحصول على اجازة دراسية.
لم يعرفا ان هذه الاحلام اصطدمت بصخرة كبيرة اسمها الواقع وقيل ان ان اسمها قد تغير الى الزمن الاغبر.
فهاهما امضيا الان سنتين ضاعت بالانتظار ومراجعة دوائر الاختصاص.
ماذا حدث بعد ذلك؟.
انقلب وجه ذلك الشاب البشوش الذي تغزلت بابتسامته الخطيبة الى وجه عبوس قمطريرا،واصابتها هي نفسها العدوى فاصبحت تتحاشى نظراته حين يلتقيان،حيث كانت تعتقد ان مجرد تبادل النظرات سيخلق مشكلة عويصة،فالواحد منهما يتحين الفرصة ليفرغ ما بنفسه حتى ولو كان الى احب الناس اليه.
حين يجلسان معا يلفهما الصمت ولكنها تسمع ضحكته فجأة وهو يصيح:ميزانية انفجارية…ايباخ ..ابهى ،ابهى.
وترد عليه ضاحكة:انفجارية صحيح،اما تسمع صوت الانفجارات كل يوم؟.
يقول وكأنه يهمس لنفسه:لسنا وحدنا فهناك آلاف الخريجين حالهم مثل حالنا.
ويدندن بمقطع الى جبار عكّار:ياذيب لاتعوي حالك مثل حالي.
هو ترك التدخين مضطرا وهي لم تشتر المكياج منذ من بعيد.
هو لم يدعوها للنزهة على شواطىء دجلة وهي لم تجد رغبة في طبخ الاكلات التي يحبها.
وبات من العسير ان تجد الابتسامة مكانا على وجهيهما.
العبوس هو شعار المرحلة.
وذات يوم جاء اليها ورائحة الخمر تفوح منه.
قال لها:لقد قررت ان اقاتل عسى ان احصل على رزقي.
فصاحت وهي تبكي :اتريد ان تقتل اخوانك؟
قال:لا ابدا ،اريد ان اذهب الى حيث يريدون مقابل ان احصل على لقمة الخبز.
قالت: اين تريد الذهاب؟.
قال: لايهم اين ،المهم ان احصل على الدولار.
قالت: واذا مت؟.
قال: مو احسن من هاي العيشة.
قالت:انتظر لعلهم يفرجون عن الميزانية ويكتب الله لنا الفرج.
ضحك بصوت مجلجل وركض نحو الشارع العام بعد ان صاح:حتى ولو افرج عنها فانا لست احد اقرباء المسؤولين.
فاصل :ماعدا كلمات المقدمة فهذا هو نص الرسالة التي وصلتني نقلتها بامانة وانا ارتجف من الحزن.

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

ليس بالعلف والأمن وحدهما يحيا الإنسان!

القدس العربيziad2

يقسّم عالم النفس الشهير ابراهام ماسلو، حسب هرمه أو مثلثه الشهير بـ»مثلث ماسلو»، يقسّم احتياجات الإنسان إلى خمسة احتياجات أساسية على شكل تسلسل هرمي، ابتداء من قاعدة الهرم وانتهاء برأسه، أو قمته. ويقبع في أسفل الهرم احتياجات الإنسان الفيزيولوجية، ثم تليها الاحتياجات الأمنية، فالاجتماعية، فاحترام أو تقدير الذات، ثم في أعلى الهرم، يأتي تحقيق الذات. وهذا يعني أنه كلما تدنت الاحتياجات في موقعها من الهرم، تصبح، على أهميتها الحيوية، أقرب إلى الحاجات الحيوانية. ومن المعروف أن الحيوانات تحتاج فقط إرضاء متطلباتها الفيزيولوجية فقط.
ولو نظرنا إلى تاريخ الإنسان العربي على مدى نصف قرن أو أكثر من الزمان، أي منذ الاستقلال وتسلم ما يسمى بالأنظمة الوطنية مقاليد الحكم في البلاد، لوجدنا أنها حصرت اهتمامات الشعوب ضمن أسفل «مثلث ماسلو». بعبارة أخرى، فلم تهتم إلا بتأمين الحاجات الفيزيولوجية بالدرجة الأولى، ومن ثم الحاجات إلى الأمن والاستقرار. وبما أن كل الأنظمة العربية أنظمة أمنية مخابراتية بامتياز، فقد أهملت الاحتياجات الإنسانية العليا التي يتضمنها «مثلث ماسلو»، وركزت على الجانب الفيزيولوجي نسبياً، وكثفت اهتمامها بالجانب الأمني، لتصبح الحياة بالنسبة لملايين العرب مجرد أمن واستقرار، ولتذهب الحاجات الإنسانية الأسمى كاحترام الذات وتحقيقها أمراً ثانوياً بالنسبة لدولة المخابرات العربية.
لقد زرعت الأنظمة الأمنية الفاشية في عقول الشعوب وأذهانها وحتى في أعماقها فكرة أن الأمن الدائم هو أهم شيء في حياة الإنسان، ولتذهب بقية الحاجات إلى الجحيم، مع العلم أن «الأمن الدائم» شعار يصلح فقط لأبواب المقابر، فالسكون الدائم لا يحدث إلا في أماكن سكن الموتى. ومن المحزن أن الدولة الأمنية نجحت نجاحاً باهراً في إقناع الشعوب بأن الشعور بالأمان هو أهم هدف في الحياة، وما عداه لا قيمة له أبداً. لهذا نجد أن مجتمعاتنا تحولت إلى مستنقعات آسنة لا تتحرك فيها المياه أبداً، ففسدت وتعفنت. عجباً لأمة يقول دستورها القرآن الكريم: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض»، عجباً لماذا ضحكت عليها الدولة الأمنية وحولتها إلى بلاد أشبه بالمقابر من حيث سكونها وخنوعها وتلذذها بالصمت والاستقرار المزعومين.
لقد أصبح الانسان العربي وبعد عقود من الترهيب والتخويف والتدجين، أصبح مهووساً بالأمن، إلى حد أنه مستعد للتخلي عن باقي احتياجاته الانسانية الأخرى والعيش على الكفاف مقابل أن يعيش بأمان. لا عجب أن تسمع الكثيرين بعد أحداث الربيع العربي التي هزت الاستقرار المفروض بالحديد والنار الذي كان يتمتع به الإنسان العربي، لا عجب أن تسمعهم يحنون إلى أيام الطغيان الخوالي، حيث كانت الناس تأكل وتشرب وتعيش بأمان، وكأن الحياة مجرد استهلاك حيواني للطعام والشراب بصمت وطمأنينة وراحة بال. وطبعاً طالما ظل الإنسان العربي يعتبر الأمن أهم من كل شيء في حياته، سيظل عبداً لمن يوفرون له الأمن، ويجردونه من باقي حرياته وحقوقه.
لا يمكن للإنسان أن يتطور دون المجازفة والمغامرة. ويقول وليام شَد: « السفن آمنة جداً وهي في المرفأ، لكن السفن لم تـُصنع كي تبقى في المرفأ». وكذلك الإنسان لم يُخلق كي يكون عبداً للأمن والأمان، بل لا بد من أن يناضل، ويتحدى ويقاوم، ويجازف كي يتقدم، كما فعلت كل الأمم الحية. ولو عرف الذباب أنه سيقع في شبكة العنكبوت لما طار. ولعلكم تذكرون أن الدول المتقدمة التي سبقتنا بسنوات ضوئية على كل الصعد تعلّم أبناءها كل أنواع الألعاب الخطرة والمغامرات العنيفة الرهيبة. ولو نظرتم إلى ألعاب «بلي ستيشن» و»أكس بوكس» لرأيتم أن الأمم الحية تحض أبناءها دائماً على المغامرة والمجازفة وحتى الاندفاع القاتل، لأنها تعمل بالمبدأ الأصيل الذي يقول: «في الحركة بركة» حتى لو كانت الحركة خطرة ومميتة.
وكي لا نظلم العرب جميعاً، لا بد أن نميز بين الثوار الذين أشعلوا فتيل الربيع العربي، وضحوا بكل ما يملكون كي يحركوا المياه الآسنة في أوطاننا، وهم قلة، وبين الذين ما زالوا يتحسرون على أيام العلف المخابراتي والعيش بأمان في ظل دولة الرعب والخوف. النوع الأخير من العرب يريد فقط أن يأكل، ويشرب، ويعيش بأمان بغض النظر عمن يحكمه. أما النوع الثاني وهو طليعة التحرر والتقدم فهو يريد أن يأكل، ويشرب، ويعيش بأمان، ويبدع، ويرتقي بحياته، ويحقق ذاته بحرية وكرامة، لا أن يكون مجرد مستهلك للعلف الذي يوفره له الحاكم مقابل سلب حريته وحقوقه وكرامته. إنه يريد أن يرتقي إلى أعلى هرم ماسلو المذكور آنفاً، لا أن يبقى قابعاً في أسفله خائفاً على علفه وأمنه وعبداً لغرائزه الحيوانية الأساسية. الفرق بين النوعين كالفرق بين القاع والقمة حيث الانسان في ذروة إنسانيته، وليس مجرد مستهلك للطعام على حساب الحرية والكرامة الانسانية التي تميز الانسان عن الحيوان.
أيها القابعون في أسفل مثلث ماسلو: ليس بالعلف والأمن وحدهما يحيا الإنسان. لماذا استمرأتم العيش في قاع القاع؟
صدق الرئيس الأمريكي بنجامين فرانكلين عندما قال: «من يُضحي بالحرية من أجل الأمن لا يستحق لا الأمن ولا الحرية». ونحن نضيف:» من يضحي بالحرية والكرامة الإنسانية من أجل الخبز لا يستحق لا الخبز ولا الكرامة ولا الحرية».
٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

د. فيصل القاسم

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | 1 Comment

عدوك صديقك او الأخطر أخوك

عدوك صديقك او الأخطر أخوكayasofia_

ياساتر …

السلطان التركي عبد الحميد الثاني (( المسلم )) ، وكذبة حرصه على فلسطين والشعب الفلسطيني والعربي .

بعد حروب البلقان وتدخلهم في شئون الغير كانت تلك الامبراطورية قائمة على الفكرة التوسعية .

قامت على نشر الاسلام (( تحت مظلة الدين )) كما هي الحروب الصليبية كانت تحت مظلة الدين ، وكما هي حروب اليوم تحت مظلة الديمقراطية ، وكلها لها هدف واحد هو الاستيلاء على ارض الغير ونهب ثرواته ، وإخضاع شعوب الارض الأخرى ، وبناء الحلم الأمريكي ، الأوربي ، التركي ، الفارسي ، البيزنطي ، الرومي ، الإغريقي .

اما اذا حلم العرب اصبح طابوس .

أفلست تركيا في حروب أوربا (( البلقان )) والإفلاس هو أخطر مرحلة في سقوط الامبراطوريات …؟.

وهكذا ما يحدث اليوم بداية سقوط الامبراطورية الأخيرة في العالم …!.

لقد تم استقبال هرتزل في الباب العالي بحرارة لان السلطان وجد المنقذ عجبا المنقذ …!. لماذا …؟.

أولا _ لكي تساهم تلك المؤسسات المالية بتخليص السلطان والعثمانيين من ديونهم الثقيلة .

ثانيا _ باستقرار اليهود في فلسطين يساعدون السلطان على مواجهة أعدائه العرب المسلمين الثائرين على أفسد حكم في ذلك الوقت حكم السلطانية .

ثالثا _ سيطرتهم على وسائل الإعلام تلطف وتلمع صورة الامبراطورية التي تشوهت من مذابح الأرمن ، وحروب البلقان .

وهل حقاً تراجع السلطان في النهاية كما يشاع …؟.

او أنهم أكتشفوا وضعه الضعيف فتركوه يسقط ..!.

بعد ان فرزوا القوميين الذين أكملوا المهمة بشكل افضل (( او هذا ماكان مخطط له مسبقا ، للخلاص من نظام السلطنة الذي يتخذ من الاسلام دينا رسميا له ، والعلمانية اقرب وملائمة لهم ولمخططاتهم )) ويسيطرون بدون تنازلات او خدمات بالمقابل ، لا تصدقوا الإعلام الزائف ، فهو مثل صندوق بندورة الإغريقي .

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

الصفوية والصوفية

بسم الله الرحمن الرحيم

عدم الإنحياز بكتاب الولي الفقيه

عدم الإنحياز بكتاب الولي الفقيه

الصفوية والصوفية
مناقشة عامة

على الكاش
كاتب ومفكر عراقي
السؤال المطروح بعد الإنتهاء من مباحث التصوف السابقة هو: هل الصوفية إيمان أم ضلال؟ هل منبعها الإسلام أم الأفكار الغنوصية؟ هل جميع المتصوفة مؤمنون أم فيهم من هو على ضلال؟ وهل هناك معايير لتصنيفهم وفق قواعد الإيمان والإلحاد؟ وهل الصوفية وأفاعيل الدراويش من ضرب الدرباشات والسيوف وأكل الزجاج والجمر وغيرها، هي من البدع ام من صلب العقيدة الإسلامية؟ وهل هذه الممارسات من قوة الإيمان بالله تعالى؟ ام من قوى الظلام التي يقودها الشيطان؟
يذكر ياسين رشدي بأن من المتصوفة ” من جعل القرآن والسنة أساسا لطريقته وهم قلة، ومنهم من ابتدع معاني لآيات القرآن لا يحتملها اللفظ وتأباها قواعد اللغة، مدعيا إنها تفسير باطني، ومنهم من تأثر بثقافات أجنبية وفلسفة اليونان والرومان، وأدخل فيها عقيدة الحلول والإتحاد، ومنهم من أسقط التكاليف عن نفسه، كالصلاة والصيام مدعيا إنه وصل إلى نهاية الطريق”.(التصوف ما له وما عليه/ 8).
نود أن نبين باديء ذي بدء بأن من يؤمن بوحدة الوجود ومنفعة السحر والمعاجز والعروج الى السماء والرجعة والفناء والحلول وغيرها من مصطلحات التصوف الشاذة، لا يمكن أن يحسب على عقيدة الإسلام. أما من كان متصوفا بمعنى الزهد في الحياة الدنيا والتفرغ للعبادة وإداء الفرائض ولا يحيد عن كتاب الله وسنة نبيه المصطفى فهذا أمر لا غبار عليه، ولا يعنينا البته! لأن العلاقة بين العابد والمعبود علاقة ثنائية وليست متعددة الأطراف لا شأن لنا بها عن قريب أو بعيد. العبادات امر يعني الإنسان نفسه فقط، وكل نفس رهينة ما تكسب. لكن المعاملات هي التي تخصنا لأنها تهتم بعلاقات البشر بعضهم البعض. لذلك ميز الدين الحنيف بين العبادات والمعاملات من حيث التأثر والتأثير فقط، لأن المعاملات تستند أصلا على العبادات، من حيث الإلتزام بها أو التنصل منها.
ذكر الشيخ العلامة محمد الشنقيطي” لاشك إن من الصوفية من هو على الطريق المستقيم، من العمل بكتاب الله وسنة رسوله (ص)، ولم تظهر منهم أشياء تخالف الشرع”. (أضواء البيان4/502). منهم عمرو بن عثمان المكي، والحارث المحاسبي، وعبد الله بن خفيف، و إبراهيم بن أدهم، وبشر الحافي والفضيل بن عياض، وأبو سليمان الداراني ومعروف الكرخي والجنيد البغدادي ويوسف بن اسباط، ومعمر بن زياد الأصفهاني، والشيخ عبد القادر الكيلاني الذي قال فيه عبد الله بن قدامة” ما رأيت أحدا يعظمه الناس للدين، أكثر منه”. ومدحه ابن كثير ” لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وشدة زهده”. ووصف ابن تيمية طريقته في التصوف بأنها” الشرعية الصحيحة”.
كذلك الشيخ أحمد الرفاعي – ذاته وليس أصحاب طريقته- فقد أشاد به كبار العلماء المسلمين كإبن تيمية الذي وصفه بأنه من (أئمة السلف)، والإمام الذهبي الذي قال فيه مادحا، وبنفس الوقت منتقدا أتباعه “لكن أصحابه فيهم الجيد و الرديء، وقد كثر الزغل فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية، منذ أخذت التتار العراق، منها دخول النيران، وركوب السباع، اللعب بالحيات، وهذا ما لم يعرفه الشيخ، ولا صلحاء أصحابه، فنعوذ بالله من الشيطان”. (سير أعلام النبلاء21/77).
هذه الآراء تدفعنا للقول بإن الجيل الأول من المتصوفة يختلف تماما عن بقية الأجيال التي تلته. فلم تكن عقائد الحلول والفناء ووحدة الوجود والحقيقة المحمدية والسكر والشطحات والأساطير وغيرها قد دخلت بعد في لبٌ التصوف وغلبت عليها. لكن عندما نناقش التصوف بشكل عام لا يجوز ان نحكم عليه من الرأس ونترك الجذع والأطراف! عندما يكون الرأس بلا عيب فهذا لا يعني سلامة الجذع والأطراف. كما ان الجيل الأول يمكن تصنيفه في باب الزهد أكثر منه في باب التصوف. وعندما نفكر في التصوف سوف لا يخطر على بالنا الفضيل بن عياض، وأبو سليمان الداراني ويوسف بن اسباط فحسب، بل أيضا ابن عربي والحلاج والبسطامي والقشيري والترمذي والجيلي وابن الفارض، وهؤلاء ليسوا كسلفهم المؤسسين للتصوف. كما أن كبار المتصوفة رفضوا الفصل بين هاتين الفئتين المتناقضتين لسبب لا نفهمه ولم يوضحوه لنا! ولذا سنتماشى مع رغبتهم آسفين، فقد كان بودنا لو إنهم قاموا بهذا الفصل وعزلوا السليمين عن المرضى، وفصلوا ما بين الحقائق عن البدع، والإيمان عن الضلال، والإسلام والغنوصية، لكانوا أراحوا أنفسهم، وأراحوا غيرهم.
لذا بحثنا لا يتعلق بالمقارنة والمفاضلة بين المتصوفة وفرز الجيد من الرديء. وإنما العلاقة بين الصفوية والصوفية، وليس المقارنة بين الشيخ أحمد الرفاعي واسماعيل الصفوي على سبيل المثال. فالثريا ليست الثرى وشتان ما بينهما. ناقشنا العلاقة بين العقيدتين والمؤتلف بينهما ولم ندخل في مبحث المختلف. هناك بالطبع إختلافات ولكن برأينا إن كفة المؤتلف أرجح من كفة المختلف. وعندما تطرقنا إلى المآخذ على بعض الزهاد والمتصوفة، فهذا لايعني إننا لا سامح الله ننتقص من قيمتهم ومكانتهم عموما، وهذا ما فهمه البعض مع الأسف دون ان ينتظر انتهاء المباحث ليحكم بشكل عادل، فبعض المتصوفة كما أسلفنا أشاد بهم من هو أفضل منا وأعرف بهم منا! لكن هذا لايعني إنهم معصومون عن الخطأ والزلل والسهو، فهم بشر والبشر خطاء والكمال لله وحده فقط. لذا فأن إشارتنا لمواطن الزلل لا تعني مطلقا إن مكانة الصالحين منهم ستتصدع في قلوبنا وقلوب محبيهم.
كما أن نقاط الضعف التي أشرنا لها لم نأتِ بها من جيوبنا، وإنما من جيوب شيوخم ومقلديهم (المريدين) وناقل الكفر ليس بكافر. الشطحات التي تسيء للذات الإلهية ولنبيه المصطفى من بعض المتصوفة لا ينفع تبريرها بذريعة السكر والشطح وعدم القصد حتى، لو بررها الإمام الغزالي وغيره من العلماء. حدود الإيمان معروفة وحدود الإلحاد معروفة أيضا على خارطة الإسلام، ولسنا بحاجة لمن يبرر الكفر بأية حجة كانت، مع احترامنا الكبير لعلمائنا الـفاضل. صحيح إن القرآن الكريم فيه الكثير من الأسرار التي توصل لها العلم، أو لم يتوصل لها بعد، لكن العلماء فقط، وليس الأئمة والمتصوفة ورجال الدين هم من حلوا هذه الأسرار للبشرية.
يرى المقريزي في خططه بأن أمر الصوفية بدأ يتدهور بعد موت الشيوخ الأوائل” حتى صاروا من سقط المتاع، فلا ينسبون إلى علم ولا ديانة”. من البديهي إن المتصوفة الصالحين لا يتحملون مسؤولية ما عبث به خلفهم من الأتباع، ولكننا نتحدث عن وقائع ملموسة وليس عن عفاريت يتحدث بهم الناس ولا يرونها. الحكم يكون شاملا على الظاهرة عندما تكون واحدة ومتجانسة، وليست متجزأة.
وإذا كان التصوف طريقة للعبادة فقط! فلماذا يدخل في باب المذاهب الباطنية؟ يذكر ابن حزم” دين الله تعالى ظاهر لا باطن فيه، وهو جهر ولا سر تحته، وكله برهان”. وهل يحتاج الإسلام طريقتهم الخاصة للعبادة؟ وهل هناك ألغاز في الفرائض لم يتحدث عنها القرآن الكريم أو يوضحها النبي(ص) والصحابة وكباء الفقهاء فيما يتعلق بالعبادات والمعاملات؟ ألم يُفصل فقهاء المسلمين كل ما يحتاجه المسلم في عبادته؟ بل احيانا وصل الأمر إلى الإسهاب المفرط الذي يشمل دقائق دقائق الأمور. فهناك عشرات المجلدات تتحدث عن الطهارة فقط! لقد قالوا للصحابي الجليل سلمان الفارسي: لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة(قضاء الحاجة).
ثم هل كان النبي(ص) والصحابة والإئمة رضوان الله على الجميع من المتصوفة؟ يذكر عز الدين التنوخي بان” التصوف هو روح الإسلام، والرسول هو الصوفي الأعظم”. ويضيف الشيخ محمد عبده الصوفي ” لقد ضاع الإسلام بضياع التصوف”. (مجلة الثقافة السورية2/24). لكننا قرأنا بحمد الله، القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ووجدنا الكثير من المفاهيم حول العالمين والمتقين والمريدين والخائفين والعارفين والأولياء والصادقين والخاشعين والمحسنين والسائحين والمجتبين والمقربين والصالحين والمتوكلين والمؤمنين والحاكمين والصابرين والتابعين وغيرها لكننا لن نقرأ شيئا عن الصوفيين!
كما ان القرآن الكريم نزل باللغة العربية وبلغة قريش تحديدا، قرآنا فصيحا مفهوما وسهلا، لا يصعب فهمه على الناطقين بالضاد. نحن عرب ونتحدث بلغة القرآن والسنة النبوية ومن يدعِ إن للقرآن ظاهر وباطن فليكفنا باطنه لنفسه، فلسنا بحاجة الى الباطن! الظاهر منه هو الذي يعنينا، وهو والحمد لله يكفينا في الحياة الدنيا وزيادة. لقد جاء القرآن الكريم لكل البشر، وليس للأئمة والشيوخ والمريدين، فكلام الله تعالى لم يفصل على عقولهم وفهمهم فقط. ولو كان التصوف طابع خاص للعبادة بين الشيخ وربه، وبين الإمام وربه، ما كنا تدخلنا فيه أصلا. أما أن تنحرف الناس عن القرآن والسنة وتركض وراء الأوراد والإذكار ومفاتيح الجنان ودعاء كميل. فهذا خط أحمر يستدعي ان يتدخل كل مسلم حريص على دينه لتحصين نفسه والآخرين من البدع والضلال، وذلك أضعف الإيمان. ألم يذكر النبي(ص) الحديث” خيركم من تعلم القرآن وعلمه”؟ (صحيح البخاري/ باب فضائل القرآن).
دخل احد الصباط الانكليز في صومعة القلعة وقد اجتمع عدد من الناس وهو يصيحون ويرقصون بشكل جنوني، فسأل ترجمانه: ماهذه الغوغاء ونحن نعلم إن صلاة المسلمين في غاية الخشوع والآداب والسكينة؟ فقال له ترجمانه انهم الصوفية وهذه اكبر صلاة عندهم. لاحظ وصف الأجنبي بأن صلاة المسلمين خشوع وهدوء! وليس فوضى وصخب. لقد عبر النصراني جيدا عن خلق الإسلام، و هو من غير دين الإسلام!
إن ذكر الله تعالى لا يحتاج الى الغناء والرقص والزعيق وأكل الزجاج والجمر والضرب بالدرباشة والسيوف والخناجر، انها بدع ومفتريات على الدين، ولو كان فيها تقرب لله تعالى لكان أولى بالنبي المصطفى(ص) والصحابة من السلف الصالح ان يقوموا بها. الإسلام لا يحض المسلمين على خرق أجسادهم بالسيوف والدرباشات ليلفتوا إنتباه الجهلة والساذجين إلى بطولات وهمية لا نفع منها.
إن ما نقوله بحق الدجاجيل(أول من جمعها هكذا مالك بن أنس)لا يختلف البته عما قاله كبار الصوفيه يحق أتباعهم المسيئين، فقد ذكر السيد احمد الرفاعي” طريقنا الكتاب والسنة، ومتى ما انحرف الإنسان عنهما ضلٌ عن الطريق، طريقنا أن تقف عند حدود الشرع ولا تتعداه، وكل طريقة خالفت الشرع هي زندقة”. وقال أبو القاسم الجنيد” مذهبنا التقيد بالكتاب والسنة”. وقال ابو القاسم السندوسي” هذا الطريق مبني على الغيرة لله ورسوله المصطفى، فمن كان يعد نفسه في اعداد أهل هذا الطريق وليس له غيرة على الله ورسوله، فهو دجال ومنافق ومبتدع فإجتنبوه ولا تخالطوه”. وقال الشيخ علي القرشي” من لم يكتفِ بالكتاب والسنة والإجماع، فهو على الضلال”. (مجلة الاستاذ/ ج35/830).
قال ابو عمرو محمد الزجاجي النيسابوري” من انحرف عن جادة الظاهر فلا باطن له، هكذا وجدنا السلف الصالح”. وقال أحند بن ابن ابي الحواري الدمشقي” من عمل بلا اتباع السنة فعمله باطل”. وسأل رجل رويم البغدادي: دلني على الطريق؟ فأجابه: ليس لك إلا بذل الروح، وإلا فلا تشتغل بترهات المتصوفة. (مجلة الاستاذ/ ج35/ 830). هذا الكلام المقبول والعقلاني الذي يتوافق من المنطق الإسلامي، وأخلاق وسيرة النبي(ص) والصحابة الأجلاء هو فصل الخطاب، ولا جدال حوله.
وإن كان هناك تعارض وإختلاف في المواقف، فمن البديهي ان نرجع الى الحاكم الأوحد في مثل هذا الأمر! فقد جاء في سورة النساء/59 (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)). فهل ما يقوم به المتصوفة من افعال، هي من صلب العقيدة المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله أم هي من البدع؟ الجواب لا يقبل الوسط أما القول: لا يقبل حسبما وضحه القرآن الكريم! أو القول: يقبل! وعندها نطالب المعارض بالبرهان.
والحقيقة إن التصوف فيه حيرة أيضا، لأنه يضعنا في مواجهة غير عادلة، فهل كان الإسلام ناقصا، فجاء المتصوفة لإكماله؟ فإن كان الإسلام كاملا كما جاء في القرآن الكريم (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) سورة المائدة/3، قال عليّ بن أبي طلحةَ عن ابنِ عبَّاس في قوله تعالى(( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) هو الإسْلام، أخبر الله نبيَّه – صلَّى الله عليْه وسلَّم – والمؤمِنين أنَّه قد أكمل لهم الإيمان فلا يَحتاجون إلى زيادةٍ أبدًا، وقد أتمَّه الله فلا ينقصه أبدًا”. )تفسير إبن كثير5/246). إذن الدين كامل، ولا حاجة للتصوف؟ وإن كان ناقصا فنتركك المعارض مع الله تعالى فهو الحاكم وليس نحن، لأنك النقص سيعود على الذات الإلهية، وهذا كفر ما بعهده كفر.
علاوة على ذلك، نقول لمعشر المسلمين: ألا يكفِ محاربة الاسلام من قبل الجبهة الخارجية ليفتح المتصوفة والشعوبية جبهة داخلية عليه؟ ثم كيف نفسر توحد ارادة اعداء الخارج مع اعداء الداخل لخدمة هدف واحد؟ هل هي الصدفة؟ أم هي مؤامرة حقيقية على الإسلام؟ وإلا ما الهدف من شق عصا الجماعة، وزرع بذور الفتنة والنفرة والعداء بين المسلمين؟ ثم من المستفيد منها؟
تعليقات القراء الأفاضل التي اتفقت معنا أو عارضتنا في الطروحات كانت جميعها موضع احترامنا وتقديرنا، فالإختلاف لا يفسد للود قضية، نحن نعيش في عصر التفتح والنور، ولا نكتب معادلات رياضية لا تقبل الخطأ. إنها أفكار قد تصح جميعها او نصفها أو أقل وربما لا تصح البته عند البعض ولا توجد مشكلة في هذا الأمر، فلكل منا قناعاته الشخصية صحيحة كانت او غير صحيحة. كما ان الخصم في النقاش لا يجوز أن يأخذ الجانب النظري(الأفكار) فقط من المسألة. ويترك الجانب العملي(الممارسات) الذي يرافقها. على سبيل المثال نحن نؤمن ان بعض الشيوخ كالرفاعي والجنيد لم ينحرفا عن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ولم يحضروا الموالد والأذكار ولم يرقصوا على الدفوف، ولم يتحدثوا عن عروجهم للسماء ولا عن وحدة الوجود والفناء، كما شهد لهم كبار العلماء القدامى ولكن لا يمكن تنزيه خلفهم في تحريف الطريقة وتغيير المسار وطمس معالمه، كأكل الزجاج وادخال الدرباشات والسيوف في اجسامهم واكل الجمر والمشي حفاة على النار، والمعجزات التافهات كالطيران والمشي على الماء تحت مسمى الكرامات. ولا الشحاذة من الناس، والكفر تحت مسمى الشطحات، وغير من الفعاليات الشاذة التي لا تمت بصلة للإسلام؟
ولماذا يتسمون بالرفاعي؟ وإطلاق مصطلح الطريقة الرفاعية! هم وليس نحن من أطلق هذه التسمية؟ هم من يدعون إن قطبهم هو الرفاعي وليس نحن؟ هم من يذكرون ان اسرار الصنعة(مشروب الطريقة) اخذوها عن الرفاعي بالتوارث وليس نحن! وكذلك بالنسبة للصفويين وما يمارسوه من لطم وتطبير وضرب بالزناجير! هل هذه الممارسات مستمدة من الأئمة وأوصوا بها؟ أم هي شعائر سنٌها وزير الشعائر الحسينية في العهد الصفوي، وقد إستقاها من النصرانية خلال زياراته لأوربا؟
إن من يضع نفسه موضع التهمة يتحمل نتائجها!
مع ثقتنا الكاملة برأي كبار العلماء بالشيخ الرفاعي، لكن مع هذا لنستمع إلى بعض ما نسبه له تلامذته رغم إنه لم يؤلف كتابا في حياته! لكنهم إدعوا بأنهم جمعوا أقواله في ثلاثة كتب هي (جمع أسرار الشريعة والحقيقة والطريقة( يُختصر بالبرهان)، وكتاب النظام الخاص لأهل الإختصاص، وكتاب رحيق الكوثر). علما إنه يذكر عن نفسه” لست بشيخ ولست بمقدم عليكم، ولست بواعظ، ولست بمعلم، حشرت مع فرعون وهامان إن خطر لي إني شيخ على أحد”. وهو صاحب المقولة الشهيرة” كل ما يخالف الشرع هو زندقة. والطريق إلى الله هو القول: آمنت بالله، ووقفت عند حدود الله، وعظمت ما عظم الله، وانتهيت عما نهى الله”.( د. عبد المنعم الحفني كتاب الموسوعة الصوفية/ 180).
حسنا! لنقرأ ما نُسب للشيخ الرفاعي من ترهات على يد أصحابه” إذا تمكن العبد من الأحوال بلغ محل بالقرب من الله تعالى، وصارت همته خارقة للسماوات السبع، وصارت الأرضون كالخلخال في رجله، وصار صفة من صفات الحق جل وعلا لا يعجزه شيئا، وصار الحق تعالى يرضى لرضاه ويسخط لسخطه”.(طبقات الشعراني/142). لكن هل بلغ الرسل والأنبياء هذه المكانة يرضى الله برضاهم ويسخط بسخطهم؟ كيف نفسر عتب الله جلٌ جلاله على رسوله المصطفى وعدم رضائه على سخطه كما في الآية الكريمة((عبس وتولى)) وغيرها كالإنتقام من قريش بسبب مقتل الحمزة؟ ومنها القول المنسوب للشيخ احمد الرفاعي” وعدني رسول كرمه أن يأخذ بيد مُريدي ومُحبي ومن تمسك بيٌ وبذريتي وخلفائي في مشارق الأرض ومغاربها إلى يوم القيامة، عند إنقطاع الحيل، وبهذا جرت بيعة الروح ولا يخلف الله عهده”.( البرهان المؤيد/82). لاحظ هو يتحدث عن كرامة مع النبي(ص) وليس عهدا مع الله تعالى لا يخلفه!
ويذكر الشعراني بأنه(الشيخ الرفاعي) عندما يصادف الكلاب والخنازير يقرأهم السلام! عليكم وهذه تحية المسلم للمسلم وليست تحية المسلم للخنازير والكلاب! (الطبقات/143)! وينقل عن الشيخ يعقوب الكراز عندما صاحب الشيخ الرفاعي للحج القول” لما صعدنا عرفات رأينا تة أنفار قادمين من جهة الشام، خمسة يلبسون ثيابا خضر، والسادس ثوبا أبيضا، فتقيد الرفاعي بإثنين منهم خاصة. سألت الرفاعي عنهم فقال لي إذهب واسألهم! فذهبت لهم، وأجابني لابس البياض: أنا الخضر وهؤلاء الخمسة سيد المرسلين وابو بكر وعمر وعثمان وعلي”. ويطلب الشيخ الرفاعي من المريدين تقبيل يد شيخهم ورجله! نترك الحكم للقراء الأفاضل وننصح بهذا الصدد قراءة المناظرة بينهم وبين الشيخ إبن تيمية.
من جهة ثانية، فإن جميع الأحاديث التي استشهدنا بها في المباحث السابقة مستمدة من أمهات المصادر والمراجع الشيعة والصوفية، وجميعها صالحة وثقة كما يدعي اتباعها كالكافي وبحار الانوار والاستبصار وروضات الجنات وغيرها بالنسبة لكتب الامامية. وطبقات الصوفية وجامع كرامات الاولياء ورسالة القشيري وقوت القلوب وغيرها مما ذكرنا بالنسبة للمتصوفة(يمكن الرجوع الى المصادر والمراجع). فنحن لن نأت بحديث من عندياتنا، ولم ندس على أحد، ويكفينا ما دسوا وافتروا على الإئمة والشيوخ.
بمعنى نحن لا نلام عن ما موجود في امهات كتبهم من أكاذيب وإفتراءات بحق الأئمة والشيوخ، وان هذه الأكاذيب يتحمل وزرها من صنعها ومن ينشرها دون ان يهذبها ويصححها! هناك الكثير من المضحكات المبكيات التي عزفنا عن ذكرها كي لا ندوس على الجرح اكبر. هل قرأتم ما ذكره جعفر الصادق من قصص واساطير تشبه قصص الف ليلية وليلة ولكنها اكثر كفرا وافتراءا؟ الا تبدو إطلاق صفة الصادق عليه مثيرة للعجب! هل هذه احاديث رجل يوصف بالصادق! فماذا نطلق إذن على الكاذب؟ معاذا الله ان يكون الامام الصادق بهذا المستوى الرقيع من العلم والمعرفة! معاذ الله أن يجهل قول الله تعالى(( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله واولئك هم الكاذبون)). سورة النمل/105. أليس الصادق من تخرج على يديه الكريمتين فئة من كبار علماء المسلمين؟ أكيد هو صادق والف صادق ونلقم مداسا في فم كل من يفتري عليه! فتلك الفئة الضالة التي نسبت له الأكاذيب والأساطير لتشويه شخصيته تتزعم إنها من أنصاره! فهل هذا فعل أتباع أم أعداء؟ وان كان أهل السنة اعداءا لأهل البيت كما يزعم الصفويون، فلماذا لم يسيئوا أهل السنة للصادق؟ بل إعتبروه من أفاضل العلماء؟
نحن نؤمن ببرءاته مما نسب اليه من كذب ودجل وسحر وأساطير، كإيماننا ببراءة امنا الفاضلة عائشة حبيبة المصطفى مما نسب نفس الأوغاد لها. من يحب الأئمة حقا ينزهم عن الرجس والكذب والكبائر ولاينسبها لهم. ومن يحب الأئمة على معجزاتهم واساطيرهم لا يختلف عمن يحب شخصية سوبرمان الوطواط وهاري بوتر. من يؤمن بطيران الأئمة والشيوخ لا يختلف عمن يهوى قصص بساط الريح.
نحن نحب الأئمة والشيوخ الحقيقيين، وليس الشخصيات الأسطورية. نحن نحب خلف النبي(ص) وليس أرباب الأغريق وسلالاتهم. نحب سيرة الأئمة والشيوخ وأقوالهم وتواضعهم وزهدهم وشدة صبرهم وتضحياتهم ومحبتهم للإسلام واعتصامهم بحبل الله. نحب الإمام على كخليفة زاهد بايع الخلفاء قبله وكان مستشارا رائعا لهم، ولا نحب الإمام علي الذي صوته البرق وابتسامته الرعد يقوم مقام الله ويحمل كل صفاته. نحب الإمام الحسن ليس لأن جده النبي(ص) بل لأنه ضحى بخلافته لجمع وحدة المسلمين، وأصلح بين فئتين مسلمتين. تخلى عن الرئاسة بمحض إرادته منعا لسفك دماء المسلمين، وليس تقية كما يدعي الدجالون والمغرضون. من يحب الأئمة والشيوخ يحافظ على سيرتهم، ويقلدهم بأخلاقهم وسلوكهم، وليس بالدراباشات والزناجير واللطم والنحيب. من يحب الأئمة والشيوخ لا يغالِ بسيرتهم وأفعالهم، ولا يغالِ أيضا بحبهم فهم مع علو مقامهم، ليسوا بمنزلة أكبر من منزلة النبي(ص) نفسه.
يذكر حسين جوزو “غالى الفقهاء من جهة، والصوفيَّةُ من جهةٍ أخرى، فحوَّل علماء الظاهر الإسلام إلى مجرَّد قشور، بينما أفرط علماء الحقيقة في الجانب الروحي”. (الإسلام والعصر/135). ويضيف علي عزت” الفلسفة الصوفية والمذاهب الباطنية تمثل بالتأكيد نمطاً من أكثر الأنماط انحرافاً. ولذلك يمكن أن نطلق عليها وصف (نصرنة) الإسلام، إنها انتكاسة بالإسلام من رسالة محمد(ص) إلى عيسى(ع)”.(الإسلام بين الشرق والغرب/287). ولكننا في نفس الوقت نستغرب من إنه، لا الصوفية ولا الشيعة المحدثون العقلاء إنتقدوا ما ورد عن أئمتهم وشيوخهم من غلو وتخاريف، ولم يصححوا ويهذبوا مصادرهم التأريخية المطبوعة حديثا، ولم يرفعوا عن الإئمة والشيوخ الغبن الذي لحق بهم! مما يعني موافقتهم على ما جاء بها من لغو وغلط، او الرضا عما كُتب عنهم، على أقل تقدير.
البعض اقترح علينا قراءة كتب محددة عن التصوف كما يفترض قبل الكتابة عن الموضوع أو لتصحيح رؤيتنا عن التصوف والصفوية! وهنا نود الإشارة بأننا لم نبحر في بحار الصوفية والصفوية بلا بوصلة! لذلك تداركنا الإنحرافات الخاطئة قدر إمكاننا. اطلعنا والحمد لله على مئات الكتب عن العقيدتين فشمرنا ساعدنا بعدها للكتابة، ويمكن ملاحظة ذلك في إشاراتنا للمراجع التي استقينا منها الأحاديث، وكنا حريصين في هذا الجانب كي لا نقع في مصيدة الأفك جنبنا الله أياها. لذلك فالبعض الذي يعارضنا بدعوى(من أين أتيت بهذا الكلام؟) من الأجدر به أن يرجع إلى المصادر المذكورة ليعرف من أين أتينا بالكلام!
البعض الأخر إقتص من مقالاتنا أسطر ليجعل منها قضية مستقلة، فصلها عما قبلها وعما بعدها، لتكون جملة شاذة غير متكاملة المعنى. وهذه الحالة تذكرنا بمقال سابق كتبناه عن الغزو الامريكي للعراق، فأجتز أحد الأساتذة عنوان المقال فقط” عندما تموت سأبصق على قبرك” وبدأ يتهجم على سلوكنا واخلاقنا قائلا: أهذه أخلاق مسلم؟ يبصق على قبر مخلوق ميت من عباد الله؟ أين الاسلام واين الرحمة واين حرمة الموت…الخ. أما الجملة التي قبلها، والذي لم يذكرها الأستاذ فهي” رسالة الى الرئيس الامريكي بوش: عندما تموت سأبصق على قبرك”. وكانت التعلقات على ما ذكره الأستاذ قاسية جدا!، فمنهم من قال: لا يجوز ذلك هذا حرام! وآخر قال للموت قدسية، وآخر قال ربما الكاتب غير مسلم او لا يعرف الإسلام! وهناك من سبٌ ولعن ( معذورون في حكمهم، فهم لم يطلعوا على المقال كاملا، بل على جملة منه فقط).
الأستاذ العزيز: لقد بصقوا الامريكان على قرآننا، واتخذوه هدفا للرمي بأسلحتهم، ورموه في حظائرالخنازير، ودنس عناصر من المارينز نسخ من القرآن بالتبول عليها في العراق المحتل! لكنك لم تتأثر بكل هذه الإنتهاكات، واستحيفت بصقة على من دمر بلادنا وقتل الملايين من أبناء شعبنا وبسببه ما زال نزيف الدم مستمر! ألا تف عليه وألف تف!
البعض طالبنا بقراءة كتب الإمام الغزالي كإحياء علوم الدين لما فيه من معلومات هامة تفند بعض ما جاء في مباحثنا! نقول والحمد لله، لم يفتنا ذلك، فلقد طالعناه بإمعان ودقة وننصح من نصحنا بقراءته مشكورا بأن يطلع بنفسه عليه! ويوافينا بإحصائية عما تضمنه الكتاب من أحاديث كاذبة منسوبة للنبي(ص) والتي لاوجود لها في الصحاح والسنن! سيما المتعلقة منها بالفقر والزهد والجوع لغرض ترويج العقائد الصوفية. ونبادله النصح بأن يطلع على ما أحاصاه العلامة السبكي في كتابه( الطبقات) عن الأحاديث النبوية التي إستشهد بها في كتابه الأحياء بدون سند! وقد وصفه د. زكي مبارك بقوله” فهو( أي الغزالي) في جمعه الأحاديث كحطاب الليل”. وإلا سنكيفه بما قال عنه أخص أصحابه( أبو بكر بن العربي الفقيه المالكي) أن” شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منها فما قدر”. علما إن الغزالي نفسه يقر في كتابه التأويل: بأنه رجل رديء البضاعة في الحديث. زالحقيقة أن كتابه الأحياء هو نسخة محدثة من كتاب(قوت القلوب) ولكنه لم يشر الى إقتباساته منه، بما يعتبر سرقة أدبية! وننصح بقراءة( باب التوكل) في الكتابين لمعرفة الحقيقة.
كما تحدث أبو بكر الطرطوشي عن الإمام الغزالي وأهم كتبه(إحياء علوم الدين) بقوله” شحن كتابه بالكذب على رسول الله(ص) وما على بسيط الذكر أكثر كذبا منه”. (راجع كتاب الرسائل/ عبد اللطيف آل الشيخ3/137). وهو نفس تقييم الإمام الذهبي لـ (إحياء علوم الدين) حيث قال” فيه من الأحاديث الباطلة جملة”. ويلاحظ ان الخلاف بين الغزالي وبقية المتصوفة يدور حول نقطة واحدة، وهي إنكاره نزول الملائكة على الشيوخ، وقد ردٌ عليه الشعراني بقسوة منتقصا من قدره ومكانته الصوفيه! لأنه لم يصل إلى مرتبة كبار الصوفية، لذلك لم تنزل عليه الملائكة. ورجع الشعراني في دعواه الى آراء إبن عربي بهذا الصدد (للمزيد راجع اليواقيت والجواهر).
في حين أجاز إبن عربي نزول الملائكة على الشيوخ بما فيهم هو نفسه! وذكر في الفتوحات المكية” جميع ما أكتبه في تصانيفي ليس عن فكر ولا روية، وإنما هو عن نفث في روعي من ملك الالهام”. (الباب/366). وفي مكان آخر” جميع ما كتبته وأكتبه إنما هو عن إملاء إلهي وإلقاء رباني او نفث روحاني”. كلام واضح غير قابل للتأويل يكشف حقيقة ابن عربي ومؤيديه.
في الختام نود الإشارة بأننا لا ندعِ الوصول الى الحقيقة كاملة، ولا غيرنا يمكن أن يصل إليها! والسبب هو تأويل الكلام واتباع التقية واسلوب الرموز والحروف والطلاسم وغيرها من غوامض الأمور التي يدعي الأئمة والمتصوفة بأن فهمهما مقصور عليهم وعلى أتباعهم فقط، وهي كما يبدو طريقة مبتذلة للمراوغة والمناورة أكثر منها طريقة علمية ومنطقية لإستكشاف الحقيقة ونشرها بين الناس. كلنا ايمان بأن العقائد السرية حتى وان كانت هامشية هي أكثر خطورة من العقائد المعلنة حتى لو كانت عميقة.
علي الكاش

Posted in فكر حر | 1 Comment

ماذا يقول الإنجيل عني؟

سألني أحد الأصدقاء المسيحيين ذات مرة عن رأيي في الكتاب المقدس وهو الإنجيل, فوقفت حائرا لا أستطيع أن أبدي رأيي inside-Church-of-the-Holy-Sepulchreفي الكتاب المقدس , وخطرت ببالي هذه الفكرة وهي أنني أحب أن أسأل أي قارئ للإنجيل عن رأي الإنجيل برجلٍ مثلي,هل يبارك الإنجيل خطواتي؟ هل أنا على الطريق الصحيح؟ هل لا سمح الله أسأت لأحد على خلاف ما يأمر به الإنجيل؟ أنا خائف من إحتمال أنني أسأت لأعدائي,أنا قلق جدا بهذا الخصوص, وكل الناس المتدينين وغير المتدينين يسألهم الآخرون ماذا تقولون عن كتابكم الديني؟ فمثلا العلماء المسلمون يسألهم الناس عن رأيهم في القرآن, وكثيرا ما أسمع وأقرئ مثلا عن رأي العالم الفلاني عن القرآن وما يقوله بحق القرآن, إلا الإنجيل هنالك موضوع مختلف تماما,واليهود يسألهم الناس عن رأيهم بالتوراة, إلا أنا لا يمكن أن أقدر على أن أقول رأيي في الإنجيل, فمن أنا حتى أقول رأيي في الإنجيل, أنا أرى الموضوع مختلف تماما, فأنا أحب أن أعرف ما هو رأي الإنجيل بي أنا شخصيا, دائما أنا قلق وأقرئ في الإنجيل لكي أعرف رأي الإنجيل في شخص ضعيف مثلي, أحب أن أقرئ في الإنجيل لأعرف هل الإنجيل راضٍ عني وعن سلوكي وتصرفاتي أم لا, أنا لا أقول رأيي في الإنجيل بل الإنجيل هو الذي يقول رأيه بي, الإنجيل يتحدث عن الصالحين والأخيار من الناس وأنا من هذا المنطلق أدعو الجميع لقراءة الإنجيل ليعلموني ماذا يقول الإنجيل في شخص مثل شخصي,أدعو أغلبية قراء الإنجيل ليقولوا لي عن رأي الإنجيل في تصرفاتي وكتاباتي وحياتي وهل أستحق الخلاص أم لا أستحقه.

منذ فترة وقلبي معلق بكلام الإنجيل وبعبارات الإنجيل وبكلمات الإنجيل, لا يمكن أن يمر عليّ يوم دون أن أقرئ ولو سطرا واحدا من هذا الكتاب الذي يستحق أن يطلق عليه بجدارة مصطلح(الكتاب) , حتى تشارلز داروين يقول عنه هو الكتاب الوحيد الذي يستحق أن يطلق عليه مصطلح(الكِتاب), وقال عنه :يوحنا الدمشقي: لعل أفضل ما يفعله الإنسان لخير نفسه أن يفتش الكتاب المقدس,من الطبيعي أن هذا العالم قصد رأي الإنجيل به شخصيا, فهل نحن نستحق حب الرب لنا؟ماذا يقول عنا الإنجيل؟ نحن لا نقول رأينا في الإنجيل بل الإنجيل هو من يقول رأيه فينا, .وقال عنه غاندي:الكتاب المقدس هو تاج الكتب والموعظة على الجبل هي:درة الكِتاب المقدس, وقال عنه تشارلز ديكنز: الكتاب المقدس هو أفضل كتاب عرفه العالم كله, أما أبراهام لنكولن رئيس أمريكيا في زمانه ومحرر العبيد,وشهيد الحرية, فقد قال: أعتقد بأن الكتاب المقدس هو أعظم هدية قدمها الله إلى البشر
,وقال أحد المفكرين الصينيين(صن بات صن):نهضت الصين فقط عندما تُرجم إلى لغتها الكتاب المقدس , أما مكتشف مغناطيسية الكهرباء(ميخائيل فاراداي) فقد قال: لماذا يضل البشر ولديهم الكتاب المقدس؟ وجان جاك روسو المفكر الفرنسي المعروف قال: أعترف بأن عظمة الكتاب المقدس وطهارته تؤثران في نفسي تأثيرا واضحا.

هذا رأي مجمل العلماء والفلاسفة في الإنجيل وأما أنا فلا أستطيع أن أقول رأيي في الإنجيل, إنني أطمح جدا لمعرفة رأي المسيح بي,وأترككم مع هذه الأقاويل:

الإنجيل أكثر من كتاب . إنه ذو حياة و عمل و قوة..فكتور هيغو,روائي عالمي.

الكتاب المقدس أكثر من مجرد سجل قديم لأعمال الله في التاريخ . فهو أيضاً رسالة محية لنا اليوم .
( فرانك مور من كتابه : على فنجان قهوة )

الذي يجهل الكتاب يجهل المسيح بكل تأكيد .
( القديس إيرونيمس )

في كلمات الكتاب الرب هناك .
( القديس أثناسيوس الرسولي )

من هو كفؤ يا الله لأن يدرك الثراء الذي في كلمة واحدة من كلماتك .
( مار أفرام السرياني )

كلام الله أشهى من الذهب و من الحجر الكريم ، إذ فيه تلتمس اللؤلؤة الحقيقية كثيرة الثمن ، لؤلؤة الملكوت .
( القديس يوحنا فم الذهب )

المعرفة الإلهية تمد الجنس البشري بالحكمة العلوية التي في الكتاب المقدس .
( القديس أوريجانوس )

إهمال الكتاب المقدس أكبر جريمة ضد البشرية.
إنك تفعل حسناً إذا كنت تؤسس سلامك على الإنجيل و تستمد تقواك منه لأن الإنجيل وحده منبع الحقائق الروحية العميقة .
( عمانوئيل كنت أبو الفلاسفة العقليين )

الكتاب المقدس هو أكبر كتاب روحي أدبي ثقافي.
( نيقولا بتلر مدير جامعة كولومبيا )

يجب ألا نبني على رمال العالم المتغير بل على صخر كلمة الله الثابتة.
( سير فلمنغ عالم لاسلكي معروف )

الكتاب المقدس هو الدستور الذي ضمن حقوق الفقراء المضطهدين.
( توماس هكسلي عالم مشهور )

لا يوجد كتاب مثل الكتاب المقدس للتعليم السامي و الحكمة العملية.
( هينو هال رئيس قضاة إنكلترة )

الكتاب المقدس خبير بخفايا الإنسان و مستقبل الأيام.
( الفيلسوف باكون صاحب المنهج التجريبي )

كان الكتاب المقدس في وقت مرضي خير معزي لي.
( هيغل في مرضه الأخير )

لا ترتاح نفوسنا عند الموت إلا للكتاب المقدس.
( العلامة سلدن عند موته )

كل المشاكل أحلها بنور المسيح و كتابه الجليل .
( هيلين كيلر كاتبة عمياء صماء بكماء )

الكتاب المقدس يعطينا الإرشاد و يحل مشاكلنا .
وجدت الصخرة الأولى على القمر ، لكن الكتاب المقدس هو صخرة المسيح الدائمة إلى الأبد .
( جيمس إرون رائد فضاء مشى على القمر )

ليتقدم العالم كما يريد ، و لترتقي كل فروع البحث البشري إلى منتهاها فليس منها ما يقوم مقام الكتاب المقدس الذي هو أساس كل تهذيب و مصدر كل ارتقاء .
( الشاعر الألماني غوته )
الكتاب المقدس ليس هو بالكتاب الذي يحب البشر أن يكتبوه لو استطاعوا ، و لا هو بالكتاب الذي يستطيع البشر أن يكتبوه لو أحبوا .
( لويس شيفر )

لا يوجد سوى الكتاب واحد يجب أن ندعوه الكتاب ، هو الكتاب المقدس .
( والتر سكوت شاعر و قصاص إنكليزي مشهور )

إن من يملك الكتاب المقدس هذا الكنز لا يمكن أن يكون فقيراً أو معدماً .
( هنري فانديك

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

سوريون تحت الاستغلال

د.نوال الياسينnwalyasin

منذُ طفولتي وأنا أسمع وأردد أنشودة (بلاد العرب أوطاني)، ولكن عندما كبرت, وبدأ “الخريف العربي” في بعض الدول العربية لم أجد من هذه الأنشودة إلا الأحرف, دونها كاتبها حبرٌ على ورق ,ورددتها أفواه, ولكن ما تردد في الأغنية ليس له وجود على أرض الواقع ، فنجد الصحف تكتب كثيراً عن معاناة اللاجئين السوريين في مخيم (الزعتري)، وعن استغلال بعض الأفراد من الشعوب العربية للفتاة السورية الهاربة مما يحصل في بلادها؛ لتبحث عن مكان يحميها من غدر الزمان، وغدر الإنسان للإنسان، وبكل أسف لم نسمع صدى صوت لإيقاف هذا الاستغلال، بل على العكس نجد بعض أشباه الرجال من جنسيات عربية متفرقة يذهبون ليعرضوا على أحد عائلات اللاجئين المساعدة في مقابل أن يتزوج ابنتهم ذات الثلاثة عشر ربيعاً .

أما في “تركيا” بكل أسف فبعض الأتراك يستغلون اللاجئين من الشباب السوريين المراهقين في تجارة المخدرات بعد أن يجعلوا منهم مدمنين عليها.

وقد ورد إلى بريدي الإلكتروني الخاص شكاوي من بعض اللاجئين السوريين _من مخيم ((الطنوز)) في “تركيا “على الحدود السورية_ يناشدون فيه العالم ،وبالأخص “العرب”؛ لإيقاف ما يحصل في سوريا، فهم مهددون بالطرد خارج الأراضي التركية إذا تكلموا عن الظلم، والاضطهاد، والاستغلال، من بعض الأتراك، وبعض الشكاوي مدوّنة ومصورة بالفيديو، وفيها يشتكون من الأوضاع السيئة في مكان لجوئهم, فالمخيم غير صحي على الإطلاق، مما تسبب في انتشار الأمراض بينهم، وحتى الأغذية والإعانات التي ترسلها الدول إلى اللاجئين في تركيا_ بكل أسف_ يسرقها بعض الأتراك، ويبقى اللاجئ يُعاني من قلة الغذاء، وسوء المعاملة والسكن, بالإضافة للاستغلال والسرقات المتكررة في داخل المخيمات, كما أنه لا يحقُّ لللاجئ السوري بالعمل في الأراضي التركية.

ومن هنا أحمل الدول العربية معاناة اللاجئ السوري في تركيا؛ لأن العربي مسؤول عن أخيه العربي.

وخير الكلام ما قل ودل، فقد أصبحت الدول المجاورة_ وبكل أسف_ تشحذ باسم اللاجئين السورين, وتناسوا ما رددوه: (بأن بلادَ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ).

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

اضحك مع ابو حفيظة وانتخاب السيسي

halimsisiشاهد ابو حفيظة يسخر من «الرئاسية» بأوبريت «الشد العضلي»

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور, يوتيوب | Leave a comment

رؤية هنتنغتون وصراع الحضارات

بقلم : الدكتور مهند العزاوي*cover_bab4

يدشن العالم العربي مرحلة جيدة تتسم بالانهيارات القيمية , وتصدع الحدود السياسية للدول بالتوالي وفقا لنظرية الدومينو , مع بروز مؤشرات نوعية وكمية تؤكد حجم التغييرات التي من الممكن حصولها في ظل الانقسام والانهيار العربي , ومن الملفت للنظر ظهور اطراف دولية فاعلة كبديل لسابقتها , تنتهج اعتى واقسى الاساليب لغرض الوصول والتواجد والهيمنة في عالمنا العربي , وأضحت هذه القوى تهيمن على مجريات الاحداث بشكل صلب ( باستخدام القوة) , وتسهم بشكل فاعل في اذكاء النزاعات والصراعات والفوضى في عالم عربي نسف تاريخه , وهدم جغرافيته السياسية , ومزق مجتمعاته , واضحى يبحث عن حليف غائب او صديق معتدي او طامع غادر , وجميع المؤشرات تقودنا الى حقيقة اننا امام اعصار وطوفان يسفر عنه اعادة تشكيل العالم العربي من جديد الى دويلات متناحرة ومتصارعة , تخوض صراعات وحروب لسنين تستنزف من خلالها مواردها البشرية والمالية والقيمية , ضمن ما سمي بحرب (المائة عام ) او (حدود الدم) كما سماها رالف بيترز 2006.

صراعات المستقبل

صموئيل هنتنغتون استاذ العلوم بجامعة هارفرد ومؤلف كتاب (صراع الحضارات) عام 1996 , والذي أثار نقاشاً كثيراً داخل وخارج أميركا , وله مؤلفات أخرى تحاكي علم المستقبليات وفقا للظواهر السياسية والعسكرية والاجتماعية الزاحفة , وقال هنتنغتون “لن تكون الأيديولوجيا والاقتصاد أساس المشاكل العالمية في المستقبل ولكن الثقافات هي المشكلة , وستظل الدول تلعب السياسة الدولية مع بعضها بعضا , ولكنها أحيانا ستلعب مع مجموعات حضارية وثقافية مختلفة , لهذا لن يكون الصراع في المستقبل بين الدول , ولكن بين الحضارات ” وعند قراءة ما ذهب اليه بعقلانية بلا عواطف سنجد انه كان مصيبا لفهمه طبيعة القوة وتمددها , وشكل الرغبات وجشعها , وعهر السياسة ودسائسها , وجهل المجتمعات وتخلفها بالرغم وصول التقنيات لها ,وأجاد التنبوء القريب بما سيحدث في عالم مضطرب تسوده شريعة الغاب بلباس القانون الدولي

السيطرة عبر التفوق العسكري

حيث قال هنتنغتون ((لم يسيطر الغرب على العالم بسبب أفكاره وآرائه ودينه بل بسبب تفوقه العسكري ، وينسى الغربيون دائماً هذه النقطة ، لكن لا ينساها أبدا غير الغربيين )) نعم اجاد في ذلك والدليل حمى التسلح بين الدول المتمركزة والفاعلة وسوق السلاح لوكلائهم الاقليمين , وتبادل ادوار القوة بين اقليم وأخر على مستوى الرقع الدولية ليدحض وبقوة اي معادلة للتوازن والأمن والسلم الدوليين , والذي يعد اكذوبة تتشدق بها القوى الكبرى الفاعلية , والدليل ادامة سوق السلاح بشكل يفوق التصور وتعالي عقيدة الفوضى والاضطراب لتجزئة القوة وخصخصتها وترويج تجارة الامن وصناعة الارهاب .

ديمقراطية على اجنحة الحرب

حيث قال هنتنغتون ((يجب أن يقوّي الغرب نفسه داخلياً ، ويتخلى عن عالمية الديمقراطية ، وعن التدخل المباشر في شؤون الدول الأخرى خاصة دول العالم الثالث)), وكان مصيبا لان القوى الفاعلة تجد في العالم الثالث دول متخلفة وشعوبها مستباحة وسوقا متعدد الاغراض, يستنزف كل شيء بلا تردد وتقييس , واضحى سوقاً متنوعا يستهدف الموارد البشرية والمالية , والدليل واضح خصوصا بعد عقد الحرب على الارهاب 2001 وغزو العراق تحت مبرر الديمقراطية والحرية , وصعود الاصولية الطائفية للسلطة , حيث اصبح المواطن العادي في اي بلد ضحية الروبوت الطائر المتفجر وبمبرر (( الحرب على الارهاب)) خصوصا بعد شيطنه وسائل الاعلام لهذا المجتمع او ذاك الشعب , ليبرروا استخدام الاسلحة والمتفجرات المخزنة والفاقدة الصلاحية , والقيام بتجارب اسلحة جديدة في العالم الثالث , ولعل الحرب على الانبار في العراق افضل مثال في الهمجية وجشع شركات السلاح وأدواتها السياسية , حيث يقتل الابرياء بالسلاح الروسي والصيني والأميركي الذي بيع بمليارات الدولارات في حرب محدودة عبثية بدوافع طائفية انتخابية , القت بظلالها على التماسك المجتمعي , وأكدت للعراقيين والعالم برمته ان المجتمع الدولي لا وجود له و لا قيمة لمؤسساته في ظل قتل المدنيين الابرياء والعزل بدم بارد بالمئات يوميا .

استهداف غير مبرر

حيث قال هنتنغتون ((ليس الإسلاميون هم التهديد الحقيقي للغرب ، ولكن الإسلام الحضارة المختلفة التي يؤمن أصحابها أن ثقافتهم هي الأعلى ، ويحسون بحرج كبير بسبب ضعفهم )) وهذا صلب الواقع المضطرب والفوضوي اليوم حيث دأبت دوائر المخابرات الدولية والإقليمية والعربية على انشاء التنظيمات والمليشيات المسلحة بإطار ديني مذهبي يبحث عن عناصر القوة المفقودة , في ظل مجتمع دولي مزيف يسوده فلسفة (الغاية تبرر الوسيلة) والقوي فيه يأكل الضعيف , كما حصل في اوكرانيا والعراق وأفغانستان وسوريا وووو والقائمة تطول , وبدلا من ان تكون الدول ذات الغالبية الاسلامية دول مزدهرة متطورة قوية فاعلة في المسارح الدولية , اصبحت مهددة مفككة ممزقة تسودها الحروب الداخلية , وتعاني من الاستنزاف القيمي والمالي والبشري , وتغييب عنها نظرية الدولة وسياسة الاحتواء والإقناع والعدالة والمساواة , وتبحث حكوماتها عن عدو داخلي تفاعلي تكسب من خلاله ود الدول الفاعلة لتكون سوق للفناء البشري ومسرحاً لمافيا السلاح والأمن العالمية .

صدق هذا المفكر في رؤيته منذ عشرون عام , وعندما نجسد الواقع السياسي المضطرب والظواهر الفوضوية في العالم , وسوء ادارة الملفات الاقتصادية والسياسية والأمنية دوليا , يتأكد لنا ما ذهب اليه وما حذر منه , خصوصا جشع وطمع وغطرسة الدول الفاعلة الكبرى التي تصنع الحروب وتبيع السلاح , وتذكي النزاعات وتنهب الثروات , وقد لفت نظري مقاربته الذكية ان الحرب لم تعد بين دول بل بين ثقافات او حضارات , وكان دور وسائل الاعلام في تشكيل هذه الثقافات او نحر ما قبلها مريب وخطير , وهذا ما يتجسد بشكل فاعل في مراكز دراسات مزيفة الانتاج تبحث عن راعي مالي وتغني له ما يحب ان يسمع , وتعطي ظهرها للحقيقة والواقع والمخاطر الحالية والوشيكة , وكذلك وسائل اعلام متعددة يسودها القطبية المضللة , ورسائلها تبدو سطحية ولكنها مريبة في هيكلة عقول الجمهور وحرفها عن القيم والتهديدات والمخاطر , وتصنع حروب افتراضية لتتسق بالواقع , وتهيكل العقول نحو اعداء وهميين , وتغض البصيرة عن العدو الحقيقي , انه العالم اليوم في صراع الثقافات وتسوده حرب الافكار والعقائد باستخدام الوقود البشري .

*مفكر عربي من العراق

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

صُــور نَــادرة للـجـواري و للـعــبــيـد في البـلاد العربية 1904

muf84 (2)صُــور نَــادرة للـجـواري و للـعــبــيـد في البـلاد العربية 1904

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | 5 Comments