السيدة مريم رجوي تتألق من جديد

maryamrajawiعلي الكاش

كاتب ومفكر عراقي

في الظلام تستقوي عفاريت السلطة، ويصرع الباطل الحقيقة، لكنه إنتصار وقتي ووهمي، فسرعان ما تشرق شمس الحقيقية، فتبدد ضباب الباطل.
بالرغم من أن التجمع السنوي للمقاومة الايرانية ـ الذي يعقد في باريس بمناسبة الذكرى السنوية ليوم 20 حزيران نقطة انطلاق المقاومة الثورية يوم الشهداء والسجناء السياسيين، ويوم تأسيس جيش التحرير الوطني الايراني الذي برئاسة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية ـ يتعلق بالدرجة الأساس بالمقاومة الإيرانية ونشاطات المنظمة على كل الصُعد، لكن الكثير من الكلمات سواء بالنسبة لقيادة المنظمة المجاهدة أو الوفود المشاركة تتفرع إلى قضايا سياسية أخرى مهمة، مما يعطي للمؤتمر قوة جذب إضافية لإستقطاب الرأي العام العالمي .
غالبا ما يفك بعض الحضور والوفود المشاركة طلاسما سياسية لم يكن يسمح أقطاب الديمقراطية بالتقرب منها، لأن كشفها يتعارض مع مصالح عراب البيت الأبيض ورؤيته، بغض النظر عن مباديء الحق أو الباطل أو العدل والظلم. فالسياسة الأمريكية كما هو معلوم وهذا ما عبر عنه كبار مفكريها فقدت مصداقيتها في العالم إلا لدى الشعب الأمريكي، وهو شعب معذور لأنه كما وصف بعض الأمريكان أنفسهم بصراحة” نحن من أغبى شعوب العالم”، على أقل تقدير من الناحية السياسية.
غالبا ما تنتهج الإدارة الأمريكية سياسة الكذب والدجل من أجل تبرير عدوانها على بقية دول العالم وإذاء شعوبها، والعراق خير مثال على ذلك، فقد إتهم بالإرهاب، وتبين أن لا علاقة للنظام الوطني بالإرهاب رغم كل الأساليب غير المشروعة التي ضلل بها صناع القرار الأمريكي العالم. وكذلك الحال بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل، وقضية اللاجئين الإيرانيين في مخيمي أشرف وليبرتي، حيث تنصلت الولايات المتحدة عن إتفاقيتها معهم بعد أن نزعت أسلحتهم وتعهدت بحمايتهم من شرور نظامي المالكي والملالي، وكانت النتيجة أن سلمتهم للمالكي ـ أي إيران ـ على طبق من ذهب. وحال الأشرفيين هو الأسوأ في العالم من ناحية التعامل مع اللاجئين بموجب إتفاقيات جنيف الخاصة باللاجئين. وسبق أن ذكرت بأن دول العالم لو إتبعت طريقة حكومة المالكي في التعامل مع اللاجئين لأنتهت ظاهرة اللجوء، وفضل اللاجئون الموت السريع على على الموت البطيء.
والتهرب من الوعود ظاهرة أمريكية لها شواهد كثيرة في الماضي والحاضر، وهذا ما عبر عنه السيناتور جون ماكين مرشح الرئاسة الأمريكية في عام 2008 بقوله” علينا أن نعترف بأن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل مسؤولية القيام بضمان وعدته لهؤلاء السكان وأتعهد بأني لن أقصر عن هذا الواجب حتى يذهب سكان مخيم ليبرتي كلهم وبشكل حر حيثما يشاؤون”.
في التجمع الأخير الذي عقد يوم الجمعة المصادف 27/ حزيران في باريس شاركت فيه وفود عديدة ضمت سياسيين وبرلمانيين وحقوقيين واعلاميين وإقتصاديين وقادة عسكريين من (69) بلدا يتوزعون على(5) قارات بينهم (6) رؤساء حكومة و(28) وزيرا منهم ستة وزراء خارجية سابقين ومرشحين للرئاسة الأمريكية ورؤساء الكونغرس، و(3) جنرالات ورؤساء سابقين لهيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية وقادة القوات الأمريكية لحماية أشرف، علاوة على الرسائل التلفازية للسيناتور (جون ماكين) مرشح الرئاسة الأمريكية لعام 2008 والسيناتور (روبرت مننديز) رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي والسيناتور (كارل ليفين رئيس) لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي و(اد رويس) رئيس لجنة الخارجية في الكونغرس وغيرهم. وبالرغم من أن الولايات المتحدة تتحمل الوزر الأول عن نكبات الأشرفيين بإعتراف الوفود المشاركة في التجمع، لكن البعض حاول أن يوجه الأنظار إلى إنها مسؤولية المجتمع الدولي في إلتفافه مفضوحة على القضية! كأن المجتمع الدولي مسؤول عن تنظيف دبر الرئيس الأمريكي بعد كل كنيف. فقد ذكر السيناتور كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي” لا شك أن القمع والعنف وانتهاك حقوق الانسان في ايران خاصة ضد النساء والاقليات مازال مستمرا اني أشاطركم رأيا في ضرورة ضمان الأمن لسكان ليبرتي معاقبة المتجاوزين على حقوق السكان وأن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية في توفير الأمن لسكان ليبرتي”. لاحظ! ليس الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة هي المسؤولة عن نكبة الأشرفيين وإنما المجتمع الدولي.
ضمت كلمة الرئيسة رجوي ثلاثة محاور رئيسة تعلقت بإيران والعراق وسوريا ومحاور أخرى فرعية تناولت المنطقة بشكل عام والوضع في ليبرتي والحريات والديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان وإيران المستقبل بعد التخلص من نظام الملالي، ولأهمية الكلمة فإننا سنستعرضها لاحقا في مباحث ثلاثة منفصلة، إيران، العراق وسوريا، لذا سوف نستعرض المحاور الجانبية في الحديث.
أكدت السيدة رجوي على أهمية إحترام الحريات الأساسية، سيما حرية التعبير والتعددية الحزبية وفسح المجال أمام تدفق المعلومات لداخل إيران دون عوائق حكومية، وأن تتنفس وسائل الإعلام بحرية بعد أن خنقها نظام الملالي الحاكم بقبضتيه الحديديتين. وأكدت بأن الشعب هو مصدر السلطات والإنتخابات الحرة النزيهة هي المقايس الأول والأخير في تقرير ورسم معالم السياسة العامة للبلد. مشيرة بأن نهج المنظمة هو نهج علماني يقوم على أساس فصل الدين عن السياسة. والسيدة رجوي محقة في ذلك كل الحق، فالأوضاع المزرية التي يعيشها الشعبان الإيراني والعراقي ناجمة عن سيطرة رجال الدين على مقدرات الدولتين السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية، وقد ثبت فشل هذا النهج فشلا ذريعا في إدارة الدولة.
ولأن إيران الملالي متميزة بتفوقها الدائم مع العراق والصين(مع الفارق الشاسع في عدد السكان) في نسبة الإعدامات، فقد أكدت السيدة رجوي على ضرورة إلغاء هذا الحكم الجائر، سيما إن جميع المعدومين هم من المعارضين السياسيين لنهج الملالي وليس عن جنايات أخرى.
أكدت السيدة رجوي على أهمية تعزيز حقوق الإنسان التي جرد الملالي الشعب الإيراني منها، وعلى التعامل مع كل شرائح المجتمع الإيراني كأسنان المشط، بغض النظر عن الجنس والدين واللغة والعرق واللون والمذهب. وهذا الأمر يعتبر ضروريا بعد سياسة التمييز العنثري والطائفي التي إنتهجها نظام الملالي منذ أن سرق الثورة من رجالها الحقيقيين وإنحرف عن مبادئها الصحيحة، علاوة على أن النهج العلماني يتوافق مع إرادة الشعب الإيراني من جهة، والصكوك الدولية الخاصة بحقوق الإنسان من جهة أخرى. وحول مشكلة المرأة الإيرانية التي تعاني الأمرين بسبب سياسة التمييز، أشارت الرئيسة رجوي بإن المرأة هي نصف المجتمع، وتمثل طاقة كبيرة، ولا يمكن لأي مجتمع أن ينهض دون أن تنهض فيه المرأة وتأخذ دورها الريادي في التقدم والتنمية، فتعطيل طاقتها إنما هو خلل يجب إصلاحه وفقا لدستور وقوانيين جديدة تعيد للمرأة حقوقها المسلوبة.
وكان للسلطة القانونية أهمية في كلمة الرئيسة رجوي، من المعروف أنه لا يوجد فصل حقيقي بين السلطات الثلاث في إيران، ولا يوجد حس ونفس للسلطة الرابعة التي لا يتعدى دورها دور جوقة المبوقين لنظام الملالي في وسائل الإعلام. القضاء الإيراني قضاء مسيس من رأسه إلى أخمص قدميه، وهذا ما يتجلى بوضوح في أحكام الإعدام الجائرة والإعتقالات على الرأي لمئات الألوف من الإيرانيين وإستحداث السجون بدلا عن المعامل، والمحاكم السرية وتعطيل حق الدفاع والتظلم. فالقضاة هم بغال المعممين، يتحكمون بهم كما يشاءوا. صحيح إن الدستور الإيراني الحالي يتضمن بعض الحقوق في هذا المجال، ولكن الواقع يشير إلى خلاف ذلك، فالنصوص الدستورية في وادِ والممارسات الفعلية في وادِ آخر.
أما المسألة الجوهرية التي يصر فيها النظام الملالي على الإستهانة بالمجتمع الدولي الذي صار اضحوكة للرأي العام بسبب ضعفه وسخافة تبريراته في وضع حد لمشروع إيران النووي ـ الذي أوشك على الكمال في ظل استغلال نظام الملالي لعامل الزمن خلال التفاوض غير المجدِ مع المحور الدولي ـ لو أجرينا مقارنة بين مفاوضات الفريق الدولي مع العراق حول أسلحة الدمار الشامل، ومفاوضاته مع نظام الملالي لأدركنا البون الشاسع في إزدواجية المعايير الدولية، وتبين لنا بوضوح ان الفريق الأوربي المفاوض بشكل أو آخر يساعد نظام الملالي في تطوير سلاحه النووي من خلال المطاولة غير المبررة للمفاوضات، مع ان الفريق الايراني قد عبر مؤخرا بوضوح وقبل الجولة التفاوضية القادمة بانه” لا تنازلات إيرانية في المشرون النووي”، فعلام يتفاوضون معه إذن؟
أكدت السيدة رجوي بأن إيران القادمة هي الدولة المسالمة غير النووية، والخالية عن أسلحة الدمار الشامل. وهذا المطلب مهم بالنسبة للشرعية الدولية، ولكنه أكثر أهمية بالنسبة لدول الجوار، التي تجد في عنجهية نظام الملالي في التعامل معها ما لا يمكن تحمله بدون سلاح نووي، فكيف سيكون الحال في ظل وجود سلاح نووي؟ الكل يدرك بأن السلاح النووي لنظام الملالي موجه إلى دول الجوار لا غيرها. وإن التشدق بإزالة الكيان الصهيوني من الخارطة إنما هو للضحك على ذقون العرب. صرحوا في بداية الثورة الإيرانية المسروقة بأن تحرير القدس سيكون عبر كربلاء وهاهو العراق كله وليس كربلاء فحسب بقبضتهم فماذا فعلوا؟ وشكلوا فيلق القدس من الحرس الثوري، وبدلا من محاربة الكيان المسخ حاربوا أهلنا في سوريا والعراق! ولم تطلق رصاصة إيرانية واحدة ضد الكيان الصهيوني، إنها تجارة في عقول الأغبياء والجهلة وقد أدت الغرض منها مع الأسف الشديد.
أحتلت السياسة الخارجية الإيرانية مركزا مهما في خطاب السيدة رجوي خلال الكلمة الإفتتاحية وكذلك الكلمة الثانية في أمسية الأفطار بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. فقد تعهدت بأن إيران الغد ملتزمة التزاما كليا بإحترام الشرعية الدولية والتعاون الإقليمي والدولي، إضافة إلى مبدأ التعايش السلمي سيما مع الدول المجاورة، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وكذلك إحترام ميثاق الأمم المتحدة والصكوك المتعلقة بحقوق الإنسان كالبيان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب، واتفاقية الغاء كافة أشكال التمييز ضد النساء.
ذكرت السيدة رجوي بأن” العامل الرئيسي والعنصر المسيّر للاوضاع ليس السجال بين النظام الايراني وامريكا، أو الصراع بين زمر النظام، بل المعركة الرئيسية كانت ولاتزال وستكون بين الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من جهة، ونظام ولاية الفقيه من جهة أخرى. ان احداث التغيير في ايران لا محيد عنه وذلك لا من داخل النظام بل سيحققه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية. والشعب الايراني يريد تغيير النظام والمقاومة الايرانية هي القوة المسيّرة لهذا التغيير. ان هذه المقاومة هي اللاعبة الرئيسية في أي تطور جاد وجذري في ايران”.
نقول للسيدة رجوي قد أصبت الحقيقية، ونزيد بأنه ليس الشعب الإيراني فقط يريد تغيير النظام، بل العالم كله وجميع الأحرار يريدون تغيير هذا النظام الدموي الجائر الذي فتك بشعبه وبشعوب المنطقة. هذا النظام الحاقد على الجميع لا بد أن ينتهِ، وكما أشار(رودي جولياني) عمدة نيويورك السابق” ان النواة الرئيسية للمشكلة قابعة في ايران، وأن هذا النظام لابد أن يتغير وسيتغير”. وأشار إلى توفر البديل المضمون بقوله” ان التغيير في ايران أسهل بكثير من التغيير في غيرها من الدول لأن في ايران هناك بديل موجود لهذا النظام. هناك بديل داعِ للحرية وداعِ لحقوق الانسان وحرية النساء والرجال، تقوده امرأة هي السيدة مريم رجوي”.
عندما تكون المعاناة الشعبية قد وصلت ذروتها، والظروف موآتية، والشعب معبأ بصورة جيدة، والطريق مضمون وقويم، والنهج واضح ومستقيم، والبديل المضمون حاضر، والقيادة حكيمة متوفرة، والتنظيم في أعلى مستوياته. ووجود مجاهدون ومجاهدات رغبتهم في التضحية والفداء تضاهي رغبتهم في الحياة، من المؤكد أن الثورة ستنجح، وينجلي ظلام الإستبداد والإستعباد. إيران الغد باتت على الأبواب، والمفاتيح بيدي السيدة رجوي وبقية فصائل المعارضة الإيرانية.
علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

البلوتشي حمزه ناروئي يقضي تحت تعذيب جلاوزة نظام الملالي

ايران: خلال جريمة جديدة ضد الانسانية في سجن زاهدان السجين السياسي من البلوتش حمزه ناروئي يقضي نحبه تحت تعذيب walifaqihجلاوزة نظام الملالي
مناشدة لإحالة ملف الاعدام والتعذيب وانتهاك حقوق الانسان الممنهج في ايران الى مجلس الأمن الدولي
في جريمة أخرى ضد الانسانية قضى السجين السياسي حمزه ناروئي 23 عاما من أهالي محافظة بلوتشستان نحبه يوم 25 يونيو/ حزيران الماضي تحت التعذيب الوحشي الذي مارسته جلاوزة نظام الملالي في سجن مدينة زاهدان المركزي. سبق وأن كان شقيقه علي ناروئي قد استشهد تحت تعذيب مارسته جلاوزة النظام في سجن مدينة اوروميه قبل 5 أشهر.
واعتقل حمزه بسبب الصلة العائلية مع علي ناروئي قبل 7 أشهر في مدينة زاهدان وخضع 3 أشهر للتعذيب في زنزانة انفرادية بادارة مخابرات مدينة زاهدان ثم نقل الى زنزانات انفرادية في العنبر المعزول للسجن المركزي بمدينة زاهدان وتم احتجازه في هذا السجن بظروف قاسية لمدة 4 أشهر حيث اعترض حمزه على هذه الظروف فخضع مرة أخرى للتعذيب بأمر من كبير جلاوزة سركل زاي نائب محمد مرزيه المدعي العام المجرم في محافظة سيستان وبلوتشستان ما ادى الى وفاته تحت التعذيب.
هذا وقضى حبيب عباسي 40 عاما وهو من السجناء في سجن اوروميه في زنزانة انفرادية بشكل مشبوه يوم الجمعة 20 يونيو/ حزيران الماضي. يذكر انه نقل الى زنزانة انفرادية بعد مشادة كلامية مع احد محترفي التعذيب 5 أيام قبل ذلك حيث خضع بشدة للتعذيب ثم قامت جلاوزة النظام باقفال ابواب العنابر في السجن يوم الجمعة للحيلولة دون تسريب الخبر الى خارج السجن ومنعت أي تنقل للسجناء وسرعان ما خرجت جثة السجين المذكور الى خارج الزنزانة.
وفي جريمة أخرى اصيب جابر صخراوي 30 عاما بشلل في ناحية أرجله كما فقد من بصيرته بنسبة كبيرة وهو من السجناء السياسيين في مدينة اهواز. وتأتي عملية التعذيب الوحشي هذه بينما انه يعاني من غدة في المخ وتعرض لنوبة قلبية خفيفة قبل ذلك.
وتعتبر هذه الجرائم جزءا ضيئلا فقط من الفجائع التي تحدث يوميا في سجون النظام العائدة الى عصور الظلام وأوكار الأمن والمعتقلات السرية التابعة للملالي في مختلف المدن الايرانية.
وأخذت وتيرة القمع المتصاعدة والتعذيب والاعدام بعد مجيء روحاني الى السلطة ابعادا أوسع حيث كشفت زيف مزاعم «الاعتدالية والوسطية» في نظام الولي الفقيه.
ان المقاومة الايرانية تدعو مرة أخرى الى احالة ملف جرائم ارتكبها نظام الملالي الى مجلس الأمن الدولي ومحكمة االجنايات الدولية مؤكدة على اشتراط أي علاقات اقتصادية مع الفاشية الدينية الحاكمة في ايران بوقف التعذيب والاعدام وتحسين حالة حقوق الانسان.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية- باريس
4 يوليو/ تموز 2014

Posted in فكر حر | Leave a comment

أيهما أرحم: الأنظمة العربية أم سايكس وبيكو؟

لا شك بأن الطامعين بمنطقتنا يسعون جاهدين لإعادة تقسيمها إلى دويلات طائفية ضعيفة وملل ونحل متقاتلة، بعد أن كانت assadeasytargetمعاهدة «سايكس- بيكو» قد شرذمتها إلى كيانات مصطنعة وأقطار مبعثرة. وكما هو واضح الآن لكل من يمتلك ذرة وعي سياسي فإن السيناريو الجديد يتمثل في إحياء العداوات التاريخية بين شعوب المنطقة وإلباسها ثوباً دينياً وطائفياً ومذهبياً صارخاً حسبما نصت وثيقة «كيفونيم» الإسرائيلية الشهيرة وقبلها الوثيقة الخطيرة التي وردت في كتاب «خنجر إسرائيل» للمؤلف الهندي كارانجيا والتي يتم العمل على تنفيذها الآن بصورة أوضح وأسرع وأعنف وأكثر علانية مما حدث في أي مرحلة سابقة. لكن هل كان للسايكسبيكيين الجدد أن يقدموا على مشروعهم التطويفي الجديد لولا أن الأنظمة العربية مهدت لهم الأرض كي يعيثوا تخريباً وتقسيماً وشرذمة في ربوع هذه الأمة المتشظية؟
في الوقت الذي راحت فيه بقية دول العالم تنفتح على بعضها البعض وتندمج، وتتقارب، وتتخلص من تقوقعها الضيق في إطار الاندماج والتكتل، نجد أن العالم العربي يمعن في التقوقع، على كل المستويات تقريباً. وإذا سلـّمنا بأن التركيبة السياسية التقسيمية التي فرضتها القوى الاستعمارية على العرب بعد انهيار الامبراطورية العثمانية قد تجذرت، فإن ما يثير الهلع أن معظم الأنظمة العربية لم تعمل جاهدة فقط على تكريس التقسيم الاستعماري للمنطقة العربية، والتمسك به بأسنانها، بل سعت بدورها إلى نشر ثقافة التقوقع والتشرذم والتشظي والتفتيت المنظم على المستويات الاجتماعية والمذهبية والطائفية وحتى العائلية، مما جعل الحالمين بالوحدة العربية، أو على الأقل التكامل العربي، يترحمون على سفالة سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي.
إن ما نراه هذه الأيام من ضعف شديد في الوحدة الوطنية في بعض البلدان العربية، وانهيارها السريع في بعضها الآخر من أول هزة، هو نتيجة طبيعية لسياسات الإقصاء والاستئثار والتشرذم والقمع التي غذتها بعض الحكومات العربية، ثم وجد فيها السايكسبيكيون الجدد ضالتهم لتنفيذ مخططات التقسيم الجهنمية الجديدة. صحيح أن القوى الاستعمارية تحاول تجزئة المجزأ، وتفتيت المفتت، إلا أن المسؤول الأول عن هذا التشظي المتزايد على كل الصعد العربية الداخلية تقريباً هو بلا شك بعض أنظمة الحكم العربية التي تسلمت مقاليد السلطة بعد «سايكس بيكو»، أو بعد خروج المستعمر من ديارنا، فبدلاً من رأب التصدعات في البنى الدينية والاجتماعية التي خلقها الاستعمار راحت تغذيها. وكأنها كانت تقول لسايكس وبيكو نحن أفضل منكما في عمليات التقسيم والتفكيك. أنتما يا سايكس ويا بيكو قسمتما العرب على أسس جغرافية مصطنعة، ونحن الحكومات العربية، سنكمل المشوار بحيث يصل التقسيم حتى إلى الطوائف والعائلات والقبائل والعشائر والمذاهب.
لقد تشدق رافعو الشعار الإسلامي بتوحيد العالم الإسلامي، وخلق عالم يمتد من إندونيسيا إلى أفغانستان، لكنهم على أرض الواقع كانوا يعملون على تمزيق منظم ليس فقط للعالم الإسلامي، بل حتى للبلدان التي تقع تحت سلطتهم المباشرة. فبفضل طريقة الحكم القائمة على الدوائر الضيقة والمقربين جداً وحرمان الناس من المشاركة السياسية والشعبية، حتى في إدارة البلديات، تمكنت بعض الأنظمة المتأسلمة من تفتيت مجتمعاتها، وقطع معظم الروابط البسيطة التي كانت تجمع بينها. فزاد التعصب القبلي والطائفي والعشائري وحتى العائلي، بحيث أصبحنا ننظر إلى سايكس وبيكو على أنهما ملاكان رائعان، لأنهما، على الأقل، لم يتلاعبا بطوائفنا ومذاهبنا وعوائلنا وقبائلنا ونسيجنا الاجتماعي والثقافي الداخلي، كما لعبت بعض أنظمتنا «الإسلامية».
لقد فشلت الأنظمة التي كانت تطمح إلى إقامة عالم إسلامي واحد حتى في الحفاظ على وحدتها الوطنية، إذ يعاني بعضها الآن من مشكلة خطيرة للغاية تتمثل في عدم قدرتها على جمع مواطنيها تحت راية وطنية واحدة. فلم تتحقق الوحدة الإسلامية الموعودة، ولم يتحقق الكيان الوطني المحلي الذي يمكن أن نسميه وطناً أو دولة أمة بلغة التشكيلات السياسة الحديثة. إن الاستئثار الضيق جداً بالسلطة، وحصرها في نطاق أضيق أدى بدوره إلى نشر ثقافة التقوقع والتعصب القبلي والطائفي والمذهبي وحتى العائلي. ولا داعي للتذكير بأن هناك عداء مذهبياً مستحكماً خطيراً بين المذاهب الإسلامية داخل هذه الدولة أو تلك، بسبب تحريضها لطائفة على أخرى، ولكونها ليست دولة لكل مواطنيها. ولا داعي أيضاً إلى الإشارة إلى أن بعض المناطق التي تسكنها طائفة أو أناس من مذهب منبوذ معين تبقى مناطق فقيرة معدومة لا تصلها التنمية أو التطوير. ويكون نصيبها من الثروة الوطنية يسيراً جداً. إنه تمييز قبيح على أساس مذهبي أو طائفي.
وفيما نجحت الأنظمة الإسلاموية في جعل شعوبها تحذو حذوها في التقوقع وتضييق دائرة الانتماء، برعت بعض الأنظمة التي رفعت شعارات قومية عريضة في دفع شعوبها إلى الدرك الأسفل من الانزواء، فبدلاً من أن يتحقق الوطن العربي الكبير، أصبح ديدن الكثير من الشعوب التغني بالانتماء الأضيق والتشبث به، فترعرعت الطائفية والمذهبية والعائلية بشكل لم يسبق له مثيل حتى أيام الاستعمار الذي كان يعيش على مبدأ (فرق تسد)، أو على تشرذم المجتمعات التي كان يحكمها.
لقد نجحت بعض الأنظمة «القومية» فيما لم ينجح فيه المستعمر، فحولت بلدانها إلى شعوب وقبائل وطوائف وعوائل وأفخاذ متنافرة، فاستفحل التطويف والتمذهب والتفتيت المنظم بعد أن زرعت بذور الفرقة حتى بين منطقة وأخرى وعائلة وأخرى، وأحيت قيم الإقطاع البائدة بشكل مذهل، وفشلت فشلاً ذريعاً في جعل الشعب ينتمي إلى مفهوم الوطن، لأنها لم تعمل أصلاً على إنتاج مواطنين حقيقيين، بل ما زالت تتعامل مع الناس كرعايا ذوي انتماءات وتوجهات فئوية مختلفة. كي تعيش على تناقضاتها.
ولو نظرنا إلى بعض الأنظمة لوجدنا أنها كانت، وما زالت، إما أنظمة عائلية أو طائفية أو قبلية بامتياز، فهذا يرفع شعاراً عريضاًً فضفاضاً للغاية ثم يسلم مقاليد الحكم ومفاصل الدولة الحساسة إلى أبناء قبيلته أو حتى عشيرته أو مذهبه وطائفته، بحيث يصبحون الحاكمين بأمرهم، إن لم نقل شعب البلد المختار. ويحدثونك عن المشاريع الكبرى، وهم الذين فتتوا مجتمعاتنا، وقطعوا أوصالها إرباً إرباً، بحيث وصل التفتيت إلى أصغر نواة في التركيبة الاجتماعية.
فابشروا إذن أيها السايكسبيكييون الجدد، فإن «ملوك الطوائف» بطبعتهم العربية الأخيرة سهــّلوا لكم مهمة التطويف والتفتيت والشرذمة وتقطيع أوصال أوطاننا وإعادة رسمها، بحيث لم يعد أمامكم سوى وضع أختامكم على التقسيمات الجديدة.

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

د. فيصل القاسم
نقلا عن القدس العربي

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

دور إيراني في مكافحة الإرهاب

فايز سارة

يدور منذ انطلاق الثورة السورية جدل في أوساط مختلفة حول دور إيران في مكافحة الإرهاب. وتصاعد الجدل أخيرا بالتزامن clintonfaqihمع التطورات التي شهدها العراق، حيث تمدد حضور ونفوذ دولة العراق والشام (داعش)، التي وسعت مدى سيطرتها على مناطق كاملة في غرب العراق بالتوازي مع توسيع نفوذها وامتداده في شرق سوريا في إطار منطقة جغرافية وبشرية واحدة، مما يعكس تغييرات في اللوحة السياسية – العسكرية للعراق وسوريا، وسط تخوفات من امتداد «داعش» نحو بلدان قريبة، بينها لبنان.

وأساس الحديث عن دور إيران في مكافحة الإرهاب، رغبتها في لعب دور إقليمي في القضية، باعتبارها بوابة لإعادة صياغة الاصطفافات والتحالفات في المنطقة من جهة، ولتحسين علاقاتها الدولية من جهة أخرى، مما يسهل تمرير مشروعها النووي أو التقليل من حدة العداء له في الأوساط الدولية والغربية على وجه الخصوص.
وبالقرب من أهداف إيران، تقع مواقف الأخيرة في دعمها غير المحدود لنظام الأسد في سوريا، وتأييد سياساته بوصفه نظاما يحارب التطرف الأصولي «السني» وجماعاته، وهذا يقارب اصطفافها ودعمها نظام نوري المالكي في العراق الذي يزعم محاربة الإرهاب والعداء لجماعاته، رغم دوره المعروف المحاط بالالتباسات في دعم ومساندة نشاط الجماعات الأصولية المتطرفة في سوريا، التي تصنف «داعش» في مقدمتها.
ولا يمكن فصل الحديث حول دور إيران في مكافحة الإرهاب عن الملامح العامة لسياستها ومحتوى تلك السياسة وتعبيراتها. ولعل أبرز الملامح العامة في سياسة إيران منذ الثورة الخمينية هو استخدام القوة، ونشر الفوضى، وتنظيم الميليشيات في البلدان القريبة والمحيطة من أجل تحقيق أهداف طهران، حيث عجزت الوسائل السياسية والدبلوماسية وسياسة رشى الأنظمة بالمساعدات لتحقيق أهداف التمدد والسيطرة، التي تسعى إليها إيران إقليميا، ومن هذا السياق لعبت إيران دورا مركزيا في خلق ودعم الجماعات والميليشيات المسلحة في العراق وأفغانستان ثم في لبنان وغيرها، كما هو حال حزب الله اللبناني وقوات بدر العراقية ولواء أبو الفضل العباس وعشرات مثلها، لتصير أدوات لإيران في البلدان المحيطة والقريبة، وكان سلوك إيران في الجانب مدخلا رئيسا في تصنيفها في الموقع، إلى جانب نظامي صدام في العراق والأسد في سوريا، بين خمس دول تدعم الإرهاب في العالم.
وإذا كان نظام صدام انتهى في العراق إلى وريثه نوري المالكي، فإن الأنظمة الثلاثة ما زالت على خط دعم ومساندة الإرهاب الذي تلعب فيه إيران دورا مركزيا سواء بالتدخل فيه مباشرة أو بصورة غير مباشرة، والأمثلة أكثر من أن تحصى، ولعل مثالها البارز سياساتها وممارساتها في سوريا، إذ تدعم إرهاب النظام ضد السوريين بتقديم كل المساعدات السياسية والاقتصادية والعسكرية – الأمنية بما فيها إرسال عسكريين وخبراء وأسلحة وذخائر وتمول صفقاتها، وتزيد إلى ما سبق دفع أدواتها الميليشياوية للمشاركة المباشرة مع النظام في الحرب، على ما يظهر في تدخل حزب الله والميليشيات العراقية، وميليشيات نظمتها المخابرات الإيرانية من مرتزقة ولاجئين أفغان وغيرهم، ودفعتهم للقتال إلى جانب نظام الأسد، كما لعبت دورا في سياسة حكومة نوري المالكي في العراق حيال الوضع السوري وانتقاله من الصف المعادي لنظام بشار الأسد إلى دور الحليف والمساند لسياسته في مواجهة الثورة السورية.
ورغم وضوح سياسة إيران في ممارسة إرهاب الدولة ودعم الجماعات الإرهابية، فإن ضعف الموقف الدولي والإقليمي ولاعتبارات تتعلق بسياسات الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة، فإن الإرهاب الإيراني ومثيله عند نظامي المالكي والأسد، لم ينالوا ما يستحقون من اهتمام وضرورة المواجهة الحاسمة، فيما جرى التركيز على إرهاب الجماعات الأصولية القاعدية ومنها «داعش» و«جبهة النصرة»، دون أن يؤدي ذلك التركيز إلى نتائج ملموسة في الحرب على هؤلاء من جهة، وشجع إرهاب الحلف الإيراني على الاستمرار والتصعيد من جهة أخرى.
وإذا كانت الحرب على الإرهاب قضية أساسية في السياسة العالمية، كما ينبغي أن تكون، فمن غير الجائز ولا المقبول، أن تكون فيها معايير مزدوجة، حيث الإرهاب هو الإرهاب سواء باشرته دول أو جماعات، وبغض النظر عن الخلفية الآيديولوجية أو الدينية – الطائفية أو السياسية، التي يستند إليها القائمون عليه أو به، وما يحيطونه من ادعاءات وشعارات أغلبها لا يستحق مجرد النظر إليه وفيه.
خلاصة القول، إن نظاما مثل نظام طهران غارق في سياسة الإرهاب المباشر وغير المباشر، لن يكون فاعلا في إطار مكافحة الإرهاب، والتعاون معه في قضية كهذه من شأنها تقوية الإرهاب وتعزيز وجوده، بل إن وضعا كهذا، يساهم في تكريس البيئة المولدة للإرهاب في المجالات الفكرية – الثقافية والاقتصادية – الاجتماعية، مما يجعل أي قول بمكافحة الإرهاب مجرد ادعاءات وأكاذيب، ومنها فكرة قيام إيران بدور في مكافحة الإرهاب.

نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

لا يكلف الله نفسا الا وسعها

لا ضرر ولا ضرار ….ramadanmubark

مسلمي أوربا تكون عدد ساعات الصيام فيها قد تصل الى (( 21 )) ساعة وخصوصا في الدنمارك ، اما في الأرجنتين فمحظوظين (( 9 )) ساعات ، اما في أفريقيا فهي بين (( 15 – 16)) ساعة ، وفي أمريكا الشمالية (( 18 )) ساعة ، وفي استراليا (( 10 )) ساعات ، وتصل الى (( 15 ) ساعة في بعض الدول …

اعتقد انه علينا إعادة النظر في فكرة الصوم ولماذا لا يتجرأ احد من رجال الدين او المشرعين على النظر في هذه القضية التي أراها مهمة جداً ، والأقدر النظر فيها …

فهنالك تململ من الكثير من الشباب ، وبعضهم قال لي لا استطيع لانه فترته طويلة (( حجة او موحجة )) الله اعلم …

(( بسم الله الرحمن الرحيم … يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون … صدق الله العظيم )) …

علينا إعادة مفاهيم الرحمة والتساهل وحسابات الظرف العام والخاص ، فالصيام هو فرض وليس انتقام من المسلم …؟.

فهناك ظروف العمل وخصوصا في الخارج والتنقل والطعام والاجواء الحارة في الصيف وحتى في أوربا …

فهل هناك من يريد التعمد لكي لا يصوم المسلمين …؟.

وان يتوقفون عن الصيام ، وهذا ما شاهدته ولمسته وسمعته …!.

علينا إيجاد حل لهذه المعضلة ، فالشباب في الغرب اصبح عازفا عن الصيام …؟.

وهذا ليس جميل بسبب طول الوقت وظروف العمل في الخارج ، وعليهم أعداد وجبات الطعام ، فأكثرهم عزاب ومهاجرين …

كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده …؟.

عندما كانت الظروف في الجزيرة العربية غير هذه الظروف الآن ، ومع تغيير الأجواء وتطرفها كان المناخ العام اكثر طراوة وبرودة وموجات الحر الغير طبيعية …!.

اليوم شيئا غريبا مايحصل ، أتذكر كان الشتاء في العراق غير الشتاء الآن حتى الجليد نجده في السواقي في شهر كانون الاول ويسمى (( جحيل )) …

هنالك فتوى في كل شيئا هذه الأيام …؟.

فماذا عن فتوى تسهل على المسلمين (( لا يكلف الله نفسا الا وسعها )) …

ان الفتوى في النساء ، فهي مثل شلال المياه كما قالت لي اليوم إحدى النساء …؟.

اما التخفيف عن المسلمين ومساعدتهم في إقامة الواجبات ، فهذا لا يمكن ان يفكر به أحدا …!.

لان الله يمتحننا …؟؟؟.

إخوان كافي عقلية الامتحان كل اللي صار بينا والحمد لله (( تعالى عزوجل )) المسلمين لم يرتدوا ، لا بل زادوا إيمانا …!.

والأخوة جالسين في البيوت مع المكيفات والخدم وعندما يأتي موعد الإفطار يقومون من النوم وكما شاهدتها في كثير من دول الترف هل من مجيب …

هيثم هاشم

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

ويسكي حلال

تَرْجِعُ النَّفْسُ إِذَا وَقّرْتَها  وشفاءُ الهَمِّ في خمر وماء    بشار بن برد

تَرْجِعُ النَّفْسُ إِذَا وَقّرْتَها وشفاءُ الهَمِّ في خمر وماء بشار بن برد

آخر موضة جداً مدرسة علم النفس تم استخدامه من خلال نظرية (( الأيحاء )) .

في السابق قام دكتور بدعوة ضيوف كانوا هم أكثريتهم طلابه …!.

وفي المساء قدم لهم المشروبات الكحولية …؟.

ولم تكن كحولية ، وإنما هو من قام ابتكارها ، واوهمهم بهذا …!.

وفعلا سقطوا في تلك اللعبة النفسية …!.

هذه قرأتها منذ مدة طويلة جداً ، والحمد لله أتذكر لحد الآن ، وهذه كانت في كامب الجامعة .

اليوم شركة

(( arkay ))

قامت بإنتاج مشروب يقال بانه خالي من الكحول يمكن ان يكون وضع له طعم خاص …!.

المهم لماذا هذا الاهتمام …؟.

هل هو تجارة أم تنفيذ فكرة (( الإيحاء )) …؟.

لاشك انها تجارة مربحة …!.

ولكن يبدوا ان النتائج في المراحل القادمة ستقول لنا ماذا لانجرب الأصلي …؟.

وهكذا تم ترويج أفكار كثيرة غير نظرية مثل العلاقات الخاصة بن الجنسين …!.

وأتت ثمارها لاحقا …

انها فكرة شيطانية اخرى للترويج وللتجارة بها والغسيل …؟.

ولكن ليس غسيل الملابس …!!!.

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

Posted in الأدب والفن, كاريكاتور | Leave a comment

هل يموت الجنود الأميركيون في محاولة لإبقاء ابن القحبة هذا في السلطة

مقدمة بقلم اسرة التحرير:obma

في النص يقول احد الدبلوماسيين الاميركيين ووالد احد الجنود:” هل يموت الجنود الأميركيون في محاولة لإبقاء ابن … هذا في السلطة” 

طبعا النقاط الثلاثة هي بدل كلمة “الكلبة” في اللغة الانكليزية, والتي ايضاً تطلق على “العاهرة” لأنه معرف عن الكلبة بأنها دائمة التنقل بين كل الكلاب ولا توفر احد تماماً كالقحبة.

الصورة المرفقة هي لمجلة “التايمز” الاميركية يوم قرر اوباما ترك العراق, وكأنهم يقولون للمالكي قررت ان تصنع دولة بوليسية بدل الديمقراطية, فاصنعها من دوننا لاننا لا نريد ان يقتل جنودنا لبناء دولة استبدادية.

واشنطن بوست: المستقبل – ترجمة صلاح تقي الدين

لكي نفهم سبب الانفجار الذي يعاني منه العراق، علينا أن نفهم رئيس الوزراء نوري المالكي، ولماذا دعمته الولايات المتحدة منذ العام 2006.

لقد عرفت المالكي، أو أبو إسراء كما يعرف بالنسبة للأشخاص المقربين منه، منذ أكثر من عقد من الزمن. لقد سافرت معه عبر ثلاث قارات وأعرف عائلته ودائرة المقربين منه. عندما كان المالكي عضواً مغموراً في مجلس النواب، كنت من بين القلة القليلة من المسؤولين الأميركيين في بغداد الذين كان يتصل بهم. في العام 2006 ساعدت على تعريفه إلى السفير الأميركي لدى العراق موصياً به كمرشح محتمل لرئاسة الوزراء. وفي العام 2008، توليت عملية إجلائه من بغداد إلى لندن عندما تعرّض لنكسة طبية، وكنت أمضي بقربه 18 ساعة يومياً في مستشفى ويللينغتون. وفي العام 2009، جلت على القادة الخليجيين المشككين به، للحصول على دعمهم لحكومته.

غير أنه مع حلول العام 2010، كنت أحث نائب الرئيس الأميركي وكبار موظفي البيت الأبيض لسحب دعمهم للمالكي. لقد أيقنت أنه في حال بقي في منصبه، سوف يؤدي إلى قيام حكومة سلطوية تقسيمية مذهبية ستمزّق البلاد وتقضي على المصالح الأميركية فيها.

لقد علقت أميركا مع المالكي. ونتيجة لذلك، نواجه اليوم هزيمة استراتيجية في العراق وربما في كافة مناطق الشرق الأوسط.

البحث عن قائد

ولد المالكي في التويرج، القرية الصغيرة على مشارف مدينة كربلاء العراقية المقدسة، وهو يفخر بأنه حفيد زعيم عشائري ساعد على إنهاء الحكم الاستعماري البريطاني على العراق في عشرينات القرن الماضي. ونشأ المالكي في عائلة شيعية متدينة، وتربّى على كره حكم الأقلية السنية للعراق، وبخاصة، حكم حزب «البعث» القمعي على الرغم من علمانيته. وانضم المالكي إلى حزب «الدعوة» الديني في مطلع شبابه، وآمن بدعواته لإقامة دولة شيعية في العراق مهما كانت الطريقة لذلك. وبعد الاشتباكات التي وقعت بين السنّة والشيعة والمسيحيين البعثيين من جهة، والمجموعات الشيعية الإسلامية، بمن فيهم أنصار حزب «الدعوة»، حظّرت حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الحركات المعارضة واعتبرت أن الانضمام إلى هذه الحركات جريمة كبرى.

وبعد اتهامهم بأنهم امتداد لرجال الدين الإيرانيين وضباط الاستخبارات الإيرانية، اعتقل الآلاف من أعضاء حزب «الدعوة» وتعرضوا للتعذيب والإعدام. ولم تتسلّم العديد من العائلات جثث أبناءها المشوهة نتيجة التعذيب. وبعض الذين قتلوا كانوا أقارب المالكي، ما أثر بشكل كبير على نفسية وشخصية رئيس الوزراء اللاحق.

وعلى مدى ثلاثة عقود، ظل المالكي يتنقل بين إيران وسوريا، حيث نظّم عمليات سرية ضد نظام صدام حسين، وأصبح بالتالي زعيماً لفرع حزب «الدعوة» في دمشق. ووجد الحزب راعياً له في آية الله روح الله الخميني، زعيم الجمهورية الإسلامية في إيران. وخلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، وعندما استخدم النظام العراقي الأسلحة الكيماوية التي زوّدته بها القوى الغربية، ردّت إيران باستخدام أذرعتها الشيعية في العراق مثل حزب «الدعوة» لمعاقبة أنصار صدام حسين. ومع المساعدة الإيرانية، تمكن أنصار «الدعوة» من تفجير السفارة العراقية في بيروت في العام 1981، في أولى الهجمات الانتحارية لمتطرفين مسلمين. كما تمكنوا من تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت، ووضعوا مخططاً لاغتيال أمير الكويت. وفشلت عشرات المؤامرات لاغتيال قادة عراقيين بمن فيهم الديكتاتور صدام نفسه فشلاً ذريعأً، ما أدى إلى موجة اعتقالات وإعدامات واسعة.

وخلال الأشهر الصاخبة التي تلت الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، عاد المالكي إلى بلده، وتولى منصب مستشار لدى رئيس الحكومة المقبل إبراهيم الجعفري، ثم تولى لاحقاً بصفته عضواً في البرلمان العراقي، رئاسة لجنة دعم «اجتثاث البعث»، اللجنة التي احتفل بها العراقيون الشيعة سراً، واعتبروها وسيلة للانتقام فيما اعتبرها السنة العراقيون أداة للقمع.

لقد تطوّعت للخدمة في العراق بعدما شهدت على مأساة 11 أيلول من غرفة اجتماعات حاكم ولاية تكساس. وكوني نجل مغتربين عراقيين، تم إرسالي الى بغداد من قبل مكتب وزير الدفاع الأميركي في مهمة لفترة ثلاثة أشهر، ثم طالت المهمة لاحقاً لتمتد إلى ما يقارب العقد من الزمن. بصفتي مساعداً خاصاً للسفير باتريك كينيدي، ومسؤول الارتباط لسلطة الائتلاف الموقتة لدى مجلس الحكم العراقي، وكوني من المسؤولين الأميركيين القليلين الذين يتحدثون العربية، أصبحت رجل المهمات بالنسبة لقادة العراق في كل الأمور تقريباً، تزويد العراق بالأسلحة الأميركية، المنازل أو حتى توفير بطاقات المرور في المنطقة الخضراء المحمية في بغداد.

وبعد انتهاء الاحتلال الأميركي الرسمي في العام 2004، بقيت في بغداد لتسهيل عملية الانتقال إلى وجود ديبلوماسي أميركي «طبيعي»، وغالباً ما كنت أتناول الشاي والبسكويت مع أصدقائي العراقيين في مكاتب مجلس النواب الانتقالي. وأحد هؤلاء الأصدقاء كان المالكي. كان غالباً يستجوبني حول المخططات الأميركية للشرق الأوسط، ويتودد إلي من أجل الحصول على بطاقات مرور إلى المنطقة الخضراء لمعارفه أو أصدقائه. وكانت تلك الأيام مرهقة لكنها منتجة حيث عمل العراقيون والأميركيون معاً من أجل إنهاض العراق من رماد صدام حسين. ثم حلّت الكارثة. خلال الفترة القصيرة لتولي الجعفري رئاسة الحكومة، ارتفعت حدة التوترات المذهبية بشكل كارثي. ومع بقاء ملامح التجاوزات الإجرامية لصدام حسين في ذاكرتهم، لجأ القادة العراقيون الشيعة الجدد إلى مخططات للانتقام من السنة، ما أدى إلى فصول مرعبة كثيرة من التعذيب والاغتصاب والانتهاكات. وأطلق أعضاء حزب «البعث» المهجرين انتفاضة دموية، في حين أن الشبان الذين جنّدهم تنظيم «القاعدة» أصبحوا أدوات لشن الهجمات الانتحارية وتفخيخ السيارات والخطف وغيرها من العمليات الإرهابية بهدف إحلال الفوضى. وبعد تفجير مقام الإمام «العسكري» في شباط 2006 في مدينة السامراء، وهو مقام مقدس للمسلمين الشيعية الذين يقدّر عددهم في العام بنحو 200 مليون شخص، أطلق القادة الشيعة حملة شرسة مضادة، ما أدى إلى نشوب حرب أهلية ذهب ضحيتها عشرات آلاف العراقيين الأبرياء. ورفض الجعفري عرضاً أميركياً لفرض منع تجوّل بعد تفجير «القاعدة» لمقام «العسكري» وأصرّ على أن المواطنين بحاجة للتنفيس عن إحباطهم، مجيزاً بذلك فعلياً، الحرب الأهلية والتطهير العرقي.

واقتنعت واشنطن أن التغيير في القيادة العراقية أصبح ملحاً. وبعد الانتخابات النيابية في كانون الأول 2005، يدأ مسؤولو السفارة الأميركية في بغداد يفتشون عن قائد بين النخبة العراقية قادر على قمع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، ومحاربة «القاعدة» وتوحيد العراقيين تحت راية الوطنية والحكومة الشاملة. وكنت أنا وزميلي جيفري بيلز أحد القليلين من الأميركيين الذين يتحدثون العربية وعلى علاقة جيدة مع قادة العراق. والرجل الوحيد الذي كنت أظن أن لديه فرصة الحصول على دعم جميع الفصائل العراقية والذي بدا وكأنه قائد حقيقي- كان المالكي. وكانت حجّتنا أنه سيكون مقبولاً من الإسلاميين الشيعة الذين يشكلون حوالى 50% من سكان العراق، وبأنه يعمل بجد وحسم وبعيد كثيراً عن الفساد، وأنه ضعيف سياسياً، وبالتالي مستقل في قرار العمل مع باقي القادة العراقيين من أجل تشكيل ائتلاف. وعلى الرغم من أن المعروف عن تاريخ المالكي أنه ضبابي وعنفي، إلا أن ذلك لم يكن غريباً عن العراق الجديد.

ونقلنا أنا وبيلز وغيره من الزملاء هذا الخيار إلى السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد الذي شجّع بنفسه القادة العراقيين الوطنيين على دعم المالكي. ومع أنه يرأس كتلة من عدد قليل من النواب، إلا أن المالكي فوجئ بالدعم الأميركي لكنه استغل الفرصة وأصبح رئيساً للحكومة في 20 أيار 2006، وتعهّد بقيادة عراق قوي وموحّد.

«لن يكون هناك عراق»

وكونه لم يرأس قبلاً سوى حزباً سياسياً دينياً شيعياً عنفياً وسرياً، وجد المالكي السنوات الأولى في قيادة العراق تحدياً كبيراً. لقد واجه العنف الذي كان يودي بحياة آلاف العراقيين شهرياً ويهجّر الملايين، وصناعة نفطية منهارة، وشركاء سياسيين فاسدين ومنقسمين، كما وفوداً من الكونغرس الأميركي فاقدة للصبر حيال الوضع المتردي. كان المالكي الحاكم الرسمي للعراق، لكن مع زيادة عدد القوات الأميركية في العام 2007، ووصول السفير ريان كروكر إلى بغداد ووجود الجنرال دافيد بترايوس، لم يكن هناك شك كبير حول حقيقة من كان يمنع انهيار الدولة العراقية.

وكان كروكر وبترايوس يلتقيان رئيس الحكومة ساعات طويلة في اليوم، وتقريباً يومياً، طيلة عامين. وخلافاً لمنافسيه، كان المالكي نادراً ما يسافر خارج البلاد ويعمل 16 ساعة يومياً. نسّقنا معه المسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية، وسعينا لتجاوز العوائق التشريعية وروّجنا للنمو الاقتصادي في الوقت الذي كنا نلاحق «القاعدة» و»المخرّبين البعثيين» والميليشيات الإسلامية الشيعية. وبصفتي مساعد كروكر الخاص، كان دوري مساعدته ومرافقته إلى الاجتماعات مع القادة العراقيين، وغالباً ما قمت بدوره كوكيل عندما كان العراقيون يختلفون في ما بينهم. كانت الولايات المتحدة مضطرة للتوسط بين العراقيين لأننا شعرنا بأن البلد لن يكون مستقراً إلا عندما تكون قيادته موحّدة ومستندة إلى إمكانية استخدام القوة ضد المتطرفين العنفيين.

وأحد نجاحات تلك الفترة كانت «الصحوات» التي بفضل مفاوضات طويلة، حوّل قادة القبائل العربية السنية والمتمردون البعثيون سلاحهم عن القوات الأميركية ووجوها نحو «القاعدة» واندمجوا بالتالي في العملية السياسية العراقية. وبعدما كان من حيث المبدأ مناهضاً لفكرة تسليح وتمويل المقاتلين السنة، تراجع المالكي بعد محادثات طويلة مع كروكر وبترايوس لكنه اشترط أن تقوم واشنطن بدفع الفاتورة. ووافق لاحقاً على استخدام وتمويل بعض مقاتلي القبائل، غير أنه لم يفِ بمعظم الوعود التي قطعها لهم، وتركهم من دون عمل ما جعلهم مرة أخرى قابلين للجنوح نحو التطرّف.

واستراح المالكي في الحكم خلال العام 2008 بعد أن أصبح النصف الشمالي من العراق مسالماً. أصبح يتواصل أسبوعياً عبر الفيديو مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وخلال هذه المحادثات الشخصية، والتي كانت مجموعة صغيرة منا تشاهدها سراً، كان المالكي يشتكي من عدم امتلاكه صلاحيات تنفيذية كافية ومن البرلمان المناهض له، في حين كان بوش يحثّه على الصبر ويشير الى أن التعامل مع الكونغرس الأميركي ليس سهلاً له أيضاً.

ومع الوقت، أقام المالكي تسويات مع منافسيه السياسيين ووقع عقوداً بمليارات الدولارات مع شركات دولية للمساعدة على تحديث العراق. وقليلون كنا الذين كان لدينا الأمل بمستقبل واعد للعراق خلال الحرب الأهلية، لكن بعد سنة على بدء مرحلة زيادة القوات الأميركية، بدا أن البلاد عادت إلى المسار.

غير أن المالكي لم يكن يساعد على حلحلة الأمور دائماً. فبعدما كان لعقود طويلة مؤمناً بنظريات المؤامرة بسبب ملاحقة أجهزة صدام حسين الاستخباراتية له، ومقتنعاً بأن منافسه الشيعي رجل الدين السيد مقتدى الصدر كان يسعى لتقويضه، قام في آذار 2008 بقيادة موكب من الجيش العراقي في هجوم ضد «جيش المهدي» الذي يقوده الصدر في مدينة البصرة. ومع عدم وجود خطط مسبقة، ودعم لوجستي أو استخباراتي، ومن دون غطاء جوي أو سياسي من قادة العراق الآخرين، وجد المالكي نفسه يخوض معركة ضد ميليشيا مدعومة من إيران واجهت الجيش الأميركي منذ العام 2003.

وبعدما علقنا في غرفة السفير لساعات طويلة، كروكر، بترايوس، مساعد الجنرال وأنا، رحنا ندرس الخيارات السياسية والعسكرية وتواصلنا عبر الهاتف مع المالكي ووزرائه في البصرة. كنا نخشى أن يصار الى اجتياح مقر قيادة المالكي وأن يُقتل، وهي الطريقة العراقية التقليدية للسيطرة على السلطة. واتصلت بالقادة العراقيين السنة، والعرب الشيعة والقادة الأكراد، لكي يحثهم كروكر على الإعلان علناً أنهم يقفون مع المالكي. وأمر بترايوس أميرالاً في البصرة لقيادة القوات الأميركية الخاصة ضد «جيش المهدي». وطيلة أيام، كنت أتلقى اتصالات من مساعد المالكي الشخصي صادق الركابي، ليحث الأميركيين على شن غارات جوية وتدمير أحياء كاملة من البصرة. وكان علي تذكيره بأن الجيش الأميركي ليس قوة عشوائية كما هو جيش المالكي.

وعلى الرغم من صعوبة المعركة، إلا أن «هجوم فرسان» المالكي نجح. وللمرة الأولى في تاريخ العراق، نجح رئيس وزراء شيعي في إلحاق الهزيمة بميليشيا شيعية مدعومة من إيران. ورحّب بالمالكي في بغداد وحول العالم، وصوّر على أنه وطني وكيل له المديح بعدما أعلن أنه سيحرّر مدينة «الصدر» في بغداد من «جيش المهدي» بعد أسابيع قليلة. وخلال اجتماع لمجلس الأمن القومي العراق، حضرته إلى جانب كروكر وبترايوس، انفجر المالكي في وجه جنرالاته الذين طلبوا مهلة ستة أشهر للتحضير للهجوم، وأتذكّر أنه قال حينها «لن يكون هناك عراق بعد ستة أشهر».

ومع زهوه بانتصاره في البصرة، ومدعوماً بقوة عسكرية أميركية ضخمة، قاد المالكي حملة استعادة «مدينة الصدر» ووجه كتائب الجيش العراقي من خلال هاتفه الخلوي. ومن خلال تعاون غير مسبوق بين الجيشين العراقي والأميركي وأجهزة الاستخبارات في البلدين، تم محو عشرات الخلايا الشيعية المقاتلة المدعومة من إيران خلال أسابيع. كانت هذه النتيجة الحقيقية لزيادة عديد الجيش الأميركي: حملة منسّقة مدنية عسكرية تتيح للسياسيين العراقيين إعادة التوحد من خلال الإطاحة بالمجموعات المسلحة السنية والشيعية التي كادت تقود البلاد نحو الجحيم والفوضى.

صعود المالكي

ومع نهاية العام 2008، أصبح النجاح في التفاوض حول شروط الدعم الأميركي المستمر للعراق أولوية بالنسبة للبيت الأبيض. غير أن اليأس من إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل مغادرة بوش البيت البيض، إضافة إلى الأزمة المالية العالمية وانهيار الاقتصاد العالمي، جعل أيدينا مكبلة.

ومن موقفهم القوي المتصاعد، كان المالكي وأعوانه يطلبون منا كل شيء مقابل عدم إعطائنا أي شيء نظرياً. لقد تملقوا الولايات المتحدة في صفقة سيئة تضمن استمرار الدعم للعراق في حين أن أميركا لن تحصل على أكثر من الامتياز في التنقيب عن المزيد من الموارد الطبيعية في قعر حفرة عميقة. بالمقابل، تخيّلت أن مشهد المسؤولين الأميركيين وهم يترجون المالكي لن يؤدي إلى زيادة غطرسته. وبعد ترتيب الزيارة الأخيرة لبوش إلى العراق حيث هوجم بحذاء خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع المالكي للإعلان عن توقيع الاتفاقيات الثنائية- غادرت بغداد مع كروكر في 13 شباط 2009. وبعد أكثر من ألفي يوم من الخدمة، كنت منهكاً ومريضاً جسدياً ونفسياً، لكني احتفظت بأمل أن تكون التضحيات الجبارة التي قدمتها الولايات المتحدة قد حققت نتائج إيجابية.

ومع تعهد إدارة الرئيس باراك أوباما بإنهاء «الحروب الغبية» لبوش، والارتباك المستمر نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية، اغتنم المالكي الفرصة. بدأ تدريجياً بشن حملة ممنهجة لتدمير بنية الدولة العراقية وإدارتها من حلال مكتبه الخاص وحزبه السياسي. طرد الجنرالات المحترفين وأحل مكانهم أولئك الموالون له شخصياً. أجبر رئيس مجلس القضاء العراقي على منع بعض منافسيه من الاشتراك في الانتخابات في آذار العام 2010. وبعد إعلان النتائج وخسارة المالكي أمام التحالف المدعوم من الغرب والذي يضم كافة الشرائح المذهبية والعرقية والقبلية العراقية، أصدر القاضي قراراً منح بموجبه المالكي الفرصة لتشكيل حكومة لتبدأ معها مرحلة جديدة من التوترات والعنف.

وكان ذلك يحدث في وقت كانت السفارة الأميركية في بغداد تعاني من فراغ. فبعد شهرين على شغور منصب السفير بعد مغادرة كروكر، جاء خلفه إلى بغداد في نيسان 2009، في حين أوكلت إلي مهمة جديدة تقتضي تجوالاً مستمراً عبر عواصم الشرق الأوسط برفقة بترايوس، القائد الجديد للقيادة الأميركية الوسطى. غير أن التقارير التي تصل من العراق والمسؤولين الأميركيين في بغداد كانت مثيرة للقلق. في حين كانت القوات الأميركية تنزف، والأزمة الاقتصادية العالمية تستعر، كانت السفارة الأميركية تنفق على تسهيل الأرض وإقامة منتجع خاص وبناء ملعب لكرة القدم، وتجري تحديثات على المسبح المغلق وملعب كرة السلة وملاعب التنس وملعب الكرة الطائرة في مقر السفارة الذي كلّف مئات ملايين الدولارات. وكنت أتلقى دورياً اعتراضات من المسؤولين العراقيين والأميركيين حول انخفاض المعنويات لدى الموظفين في السفارة وأن العلاقات الديبلوماسية والعسكرية بين أميركا والعراق التي كانت قوية لدرجة كبيرة في عهد كروكر بترايوس، والتي كانت هامة لتقليص أسوأ ميول المالكي الجانحة والسماح للعراقيين بالمضي قدماً، قد تلاشت. وكانت الدولة البوليسية التي يؤسسها المالكي تقوى يوماً بعد يوم.

وخلال اجتماع استضافه بترايوس بوجود بعثة من مجلس العلاقات الخارجية الأميركي بعد فترة قصيرة من الانتخابات العراقية في العام 2010، أصر المالكي على أن نتائج تلك الانتخابات قد جرى التلاعب بها من قبل الولايات المتحدة، بريطانيا، الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية. وفيما كنا نغادر مكتب رئيس الوزراء سألني أحد المسؤولين ووالد أحد جنود المارينز الذي يخدمون في العراق- الذين صعق من كلام المالكي «هل يموت الجنود الأميركيون في محاولة لإبقاء ابن … هذا في السلطة».

ومع استمرار الأزمة السياسية لشهور طويلة، طلب من جيمس جيفري السفير الأميركي الجديد لدى العراق الذي عملت معه سابقاً، العودة إلى بغداد لمساعدته على التوسط مع الفصائل العراقية. وحتى في تلك الفترة، في آب 2010، كنت مصعوقاً لأن هذا الحجم الكبير من النجاح الذي حققه قرار زيادة عدد القوات الأميركية، كان يتم تقويضه من قبل المالكي وغيره من القادة العراقيين. لقد سأل الأكراد كيف يمكنهم تبرير بقائهم جزءاً من عراق غير فاعل قتل مئات الآلاف من أبناء شعبهم منذ ثمانينات القرن الماضي؟ السنة العرب الذين تجاوزوا الانقسامات الداخلية وشكّلوا تحالف «العراقية» مع شيعة عرب وأكراد وتركمان ومسيحيين، كانوا يستشيطون غضباً بسبب مطالبتهم بالتخلي عن رئاسة الحكومة بعد مشاركتهم في قهر «القاعدة» والفوز في الانتخابات. وحتى القادة الدينيين الشيعة كانوا يعبرون في مجالسهم الخاصة عن عدم راحتهم لمسار العراق في عهد المالكي، والذي كان يصفه الصدر علناً بـ «الطاغية». والأسوأ من ذلك كله ربما، هو أنه لم يعد ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها الوسيط النزيه؟

وبعدما ساعدته في الوصول إلى السلطة في العام 2006، كنت أطالب في العام 2010 برحيل المالكي عن السلطة. لقد شعرت بالسوء لأني انقلبت ضد صديقي أبو إسراء، لكن الأمر ليس شخصياً. كانت المصالح الحيوية الأميركية على المحك. لقد زهقت أرواح الآلاف من العراقيين والأميركيين، وأنفقت تريليونات الدولارات للمساعدة على تقدّم أمننا القومي، وليس لأجل طموحات رجل واحد وحزب واحد. لم تتم صيانة المسيرة الدستورية، وأصبحنا بحاجة إلى قائد ذي فكر وإيمان بوحدة العراق وذي منظور اقتصادي قادر على إعادة بناء العراق بعد أن سحق المالكي ذو العقل الأمني الميليشيات ودحر «القاعدة».

وفي حوارات أجريتها مع كبار موظفي البيت الأبيض، السفير والجنرال وزملاء آخرين، اقترحت أن يكون نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي هو الخليفة. وعبد المهدي بعثي سابق، شيعي معتدل درس الاقتصاد في فرنسا وتولّى وزارة المالية، كما حافظ على علاقات ممتازة مع الشيعة، السنة والأكراد وإيران وتركيا والمملكة العربية السعودية.

وفي الأول من أيلول 2010، وصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بغداد للمشاركة في حفل تغيير القيادة العسكرية الأميركية وقد شهدت وصول الجنرال لويد أوستن ليحل مكان الجنرال راي أوديرنو كقائد للقوات الأميركية في العراق. وفي تلك الليلة، وخلال حفل عشاء في منزل السفير ضم بايدن وفريق عمله، كبار الجنرالات وموظفي السفارة، قدّمت تقريراً موجزاً وحماسياً ضد المالكي وعن ضرورة احترام المسار الدستوري. غير أن نائب الرئيس قال إن المالكي كان الخيار الوحيد. وبالفعل، فخلال الأشهر القليلة اللاحقة كان يقول لكبار المسؤولين الأميركيين «أراهنكم على منصبي كنائب للرئيس بأن المالكي سوف يمدد العمل باتفاقية وضع القوات الذي يتيح للقوات الأميركية البقاء في العراق إلى ما بعد العام 2011«.

لم أكن المسؤول الوحيد الذي قدّم حججاً ضد أبو إسراء. فحتى قبل عودتي إلى بغداد، كان مسؤولون من بينهم نائب السفير الأميركي روبرت فورد، الجنرال اوديرنو، السفير البريطاني السير جون جينكينز والسفير التركي مراد أوزيليك، يروّجون ضد المالكي وينخرطون في نقاشات حامية مع البيت الأبيض، السفير الأميركي كريستوفر هيل، وأشد المتحمّسين للمالكي، نائب وزير الخارجية الأميركية اللاحق بريت ماكغورك. ولا نزال لغاية اليوم في مأزق بسبب رئيسي وهو انقسام القادة العراقيين غير القادرين على الاتفاق على المالكي، أو على بديل له.

ولم تكن نقاشاتنا ذات أهمية لأن أقوى رجل في العراق، وفي الشرق الأوسط، الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» سيحلّ لنا الأزمة. وبعد أيام قليلة على زيارة بايدن إلى بغداد، استدعى سليماني القادة العراقيين إلى طهران. وبعد ارتهانهم له طيلة عقود نتيجة الأموال والدعم الإيراني الذي كان يوفّره لهم، اقتنع القادة العراقيون بأن النفوذ الأميركي في العراق بدأ بالتلاشي وأن النفوذ الإيراني بدأ بالصعود. واستناداً لمسؤول عراقي سابق وُضع في أجواء اللقاء، قال سليماني إن «الأميركيين سيغادرون في يوم من الأيام في حين أننا سنبقى جيرانكم دائماً».

وبعد تنبيهه العراقيين المتحاربين على ضرورة العمل معاً، رسم سليماني لهم نيابة عن القائد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران مصيرهم: سيبقى المالكي رئيساً للوزراء، جلال الطالباني، القائد الكردي المحارب والذي يقيم علاقات مع إيران منذ عقود طويلة، سيبقى رئيساً للجمهورية، والأهم من ذلك كله، أن الجيش الأميركي سيُدفع للخروج من العراق في نهاية العام 2011. وقال سليماني إن هؤلاء القادة العراقيين الذين سيتعاونون، سيستمرون في الإفادة من الغطاء السياسي الذي توفّره لهم إيران، ومن الدفعات المالية، لكن الذين سيتحدون إرادة الجمهورية الإسلامية، سيعانون من أشد العواقب الوخيمة.

خيار واشنطن

كنت مصمماً على أن لا أدع جنرالاً إيرانياً قتل عدداً كبيراً من الجنود الأميركيين أن يحدّد نهاية اللعبة للولايات المتحدة في العراق. وفي تشرين الأول، كنت أتوسّل السفير جيفري لاتخاذ خطوات تعكس هذه النتيجة. وقلت إن إيران تنوي إرغام الولايات المتحدة على الخروج من العراق بإذلال وأن قيام حكومة مذهبية في بغداد برئاسة المالكي سيؤدي من دون أدنى شك إلى حرب أهلية أخرى ستتوسّع لاحقاً لتكون صراعاً إقليمياً. يمكن عكس ذلك إذا تمكنّا من ردع إيران من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة شخصية وطنية مثل عبد المهدي. اعترفت بأن ذلك سيكون صعباً جداً، لكن مع وجود 50 ألف جندي على الأرض في العراق، لا تزال الولايات المتحدة قادرة على أن تكون لاعباً قوياً. والبديل سيكون هزيمة استراتيجية في العراق والشرق الأوسط بحروف كبيرة. وفي مفاجأة لي، أيد السفير وجهة نظري في نقاشاته مع كبار موظفي البيت الأبيض، وطلب أن يصار إلى نقلها إلى الرئيس ونائبه، كما إلى كبار مسؤولي الأمن القومي.

ولتفادي الكارثة، استخدمت كل طاقتي السياسية من أجل ترتيب اجتماع للسفير جيفري وأنطوني بلينكن، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس بايدن وكبار مساعديه حول العراق مع أحد كبار المرجعيات الدينية العراقية. وبلهجة حازمة وصريحة، قال رجل الدين العراقي إنه يعتقد أن أياد علاوي، الذي تولى رئاسة الحكومة العراقية الانتقالية في العامين 2004 و2005، وعبد المهدي، هما القائدين الشيعيين الوحيدين القادرين على توحيد العراق. وقال إن المالكي هو رئيس حكومة «حزب الدعوة» وليس العراق، وسوف يقود البلاد إلى الخراب.

لكن كل هذه الجهود كانت هباء. ففي تشرين الثاني، استقر رأي البيت الأبيض على استراتيجيته الكارثية في العراق. سيتم تجاهل المسار الدستوري ونتائج الانتخابات، وسوف ترمي أميركا كل ثقلها خلف المالكي. سوف تسعى واشنطن لوضع طالباني جانباً، والإتيان بعلاوي كجائزة ترضية لتحالف «العراقية».

وفي اليوم التالي، سعيت مجدّداً لدى بلينكن، جيفري، أوستن، زملائي في السفارة ورؤسائي في القيادة الوسطى، الجنرال جيم ماتيس والجنرال جون ألن، وحذّرت من أننا نرتكب خطأ بأبعاد تاريخية. لقد قلت إن المالكي سيستمر في تعزيز سلطته والقضاء سياسياً على منافسيه، وأن الطالباني لن يتخلّى أبداً عن منصبه بعد محاربته صدام لعقود طويلة، وإن السنة سيثورون إذا وجدوا أننا تراجعنا عن وعدنا بدعمهم بعد «الصحوات» وهزيمة «القاعدة».

كان ماتيس وألن مؤيدين لتحذيري غير أن ذلك لم يؤثر على موقف المؤيدين للمالكي. وأوفدني السفير إلى الأردن للاجتماع إلى كبار قادة العراق السنة، ناقلاً إليهم رسالة تفيد بضرورة انضمامهم إلى حكومة المالكي. والرد كان كما توقعت، بأنهم سينضمون إلى الحكومة في بغداد لكنهم لن يسمحوا أن يُدار العراق من إيران أو من قبل أذرعتها. لم يمكنهم العيش تحت حكم استبدادي شيعي ولا يمكنهم القبول باستمرار تهميشهم في عهد المالكي. وبعد أن أداروا أسلحتهم ضد «القاعدة» أثناء «الصحوات»، يريدون اليوم حصتهم في العراق الجديد، وأن لا يعاملوا كمواطنين من الدرجة الثانية. وإذا لم يحصل ذلك، فهم يحذّرون من أنهم سيمتشقون السلاح مجدّداً.

والكارثة أتت لاحقاً. لقد رفض الطالباني مناشدات البيت الأبيض للتنحي ولجأ إلى إيران لضمان مستقبله. ومع تعليمات تلقاها من طهران، بدأ المالكي تشكيل حكومة تضم أفضل رجال إيران في العراق. وأصبح هادي العامري، قائد «فيلق بدر» السيئ السمعة وزيراً للمواصلات، ويسيطر على المنافذ الاستراتيجية البحرية والجوية والأرضية. وأصبح خضير خزاعي نائباً للرئيس، ثم تولى لاحقاً الرئاسة بالوكالة. عبد المهدي المهندس، العقل المدبر للتفجير الذي نفّذه «حزب الدعوة« ضد السفارة الأميركية في الكويت في العام 1983، أصبح مستشاراً للمالكي وجاره في المنطقة الخضراء. وأطلق سراح مئات وربما آلاف «الصدريين» المعتقلين، وألغى قسم إيران من جهاز الاستخبارات الوطني العراقي مما نزع من الحكومة العراقية القدرة على مراقبة أو رصد جارته.

وسرعان ما أصبحت السياسة الأميركية في العراق في حالة يرثى لها. وبعد الشعور العارم بالخيانة الأميركية، انقسم تحالف «العراقية» إلى فرق مذهبية، وراح زعماؤه يتدافعون للوصول إلى مراكز حكومية، خشية أن يُصار إلى تهميشهم من نظام الرعاية الإيراني لاحقاً. وعوضاً عن أخّذ فترة 30 يوماً لمحاولة تشكيل الحكومة كما ينص الدستور، رضي القادة السنة العرب بالمناصب المغرية التي مُنحت لهم لكن من دون صلاحيات. وخلال فترة قصيرة، طهّرت حكومة المالكي معظمهم من الحياة السياسية، ووضعت الدبابات الأميركية الصنع من نوع M1A1 أمام منازل القادة السنة قبل أن تقدم على اعتقالهم. وبعد ساعات قليلة من انسحاب القوات الأميركية من العراق في كانون الأول 2011، سعى المالكي إلى اعتقال منافسه منذ زمن طويل نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الذي صدر لاحقاً عليه حكم غيابي بالإعدام. وبعد عام تقريباً تم عزل وزير المالية رافع العيساوي من منصبه.

لم يعيّن المالكي يوماً وزيراً دائماً للداخلية تتم الموافقة عليه في البرلمان، ولا وزيراً للدفاع ولا رئيساً لجهاز الاستخبارات. وعوضاً عن ذلك، تولى المناصب الثلاثة بنفسه. كما نكث تقريباً بكل العهود التي قطعها لتقاسم السلطة مع منافسيه السياسيين بعد أن صوّتوا لصالح إعادته إلى رئاسة الحكومة في البرلمان في نهاية العام 2010.

كما ألغى جميع التعهدات التي قطعها للولايات المتحدة. وبناء على تعليمات إيران، لم يأخذ موقفاً صلباً في نهاية العام 2011 لتجديد الاتفاق الأمني الذي كان يسمح للقوات الأميركية في البقاء في العراق. لم يلغِ أيضاً منصبه كقائد أعلى للقوات المسلحة الذي استخدمه بطريقة أتاحت له تخطّي التراتبية العسكرية للجيش وجعل جميع القادة العسكريين تابعين له. لم يتخل عن السيطرة على فرقة مكافحة التجسس التي تلقت تدريباتها على يد القوات الأميركية، وجعل منها فرقة بمثابة «الحرس الامبراطوري» له. لم يحلّ مؤسسات الاستخبارات السرية، والسجون ومنشآت التعذيب الذي كان يزج فيها منافسيه. لم يلتزم بالقوانين التي تنص على عدد محّدد من الولايات الحكومية، وتدخّل دائماً لدى المحاكم لإصدار القرارات التي تناسبه. ولم يصدر لغاية اليوم عفواً شاملاً كان ليساعد على تهدئة المشاعر التي التهبت نتيجة النزاعات الدموية السابقة بين الفصائل الشيعية والسنية العربية، والذي كان ليجلبهم تدريجياً إلى الانخراط في السياسة.

وبالاختصار، فإن العراق تحت سلطة الرجل الواحد، المالكي، والحزب الواحد، «حزب الدعوة»، يبدو كثيراً كما العراق في عهد الرجل الواحد، صدام، والحزب الواحد، «حزب البعث». لكن صدام على الأقل ساعد على احتواء عدو استراتيجي للولايات المتحدة: إيران. ولم تنفق واشنطن تريليون دولار لدعمه. ليس هناك الكثير من «الديموقراطية» المتبقية في رجل واحد، وحزب واحد بعلاقات وثيقة مع إيران، يهيمن على القضاء، الشرطة، الجيش، الأجهزة الاستخباراتية، عائدات النفط، الخزينة والمصرف المركزي. وفي ظل هكذا ظروف، لم يكن تجدد الحرب المذهبية في العراق احتمالاً، بل حتمياً.

قدّمت استقالتي احتجاجاً في 31 كانون الأول 2010. واليوم، وبعد أن عادت الولايات المتحدة إلى التورّط في العراق، أشعر بواجب مدني وأخلاقي أن أشرح كيف وصلنا إلى هذا المأزق.

لم تكن الأزمة التي تمزّق العراق والشرق الأوسط الآن متوقعة فحسب، بل كانت حتمية ويمكن تجنبها. مع سياسة غض النظر ودعم المالكي وتسليحه، أطالت إدارة الرئيس أوباما الأزمة ووسعّت الصراع الذي أطلقه عن غير حكمة الرئيس السابق جورج بوش الابن. أصبح العراق اليوم دولة فاشلة. وفيما بدأت دول الشرق الأوسط تعاني من الانقسامات المذهبية، فإن أميركا ستخرج على ما يبدو الخاسر الأكبر في الحرب المقدسة الجديدة السنية الشيعية، حيث سينهار حلفاؤها ويخطط المتطرفون لهجمات شبيهة بهجمات 11 أيلول.

لقد تجاهل أشد مناصري المالكي الأميركيين إشارات التحذير، ووقفوا جانباً في الوقت الذي حدّد فيه جنرال إيراني مصير العراق في العام 2010. السخرية هي أن المسؤولين أنفسهم يحاولون جاهدين إنقاذ العراق، ومع ذلك يرفضون إدانة تصرفات المالكي وانتهاكاته علناً، وهم يوفرون له السلاح الذي بإمكانه استخدامه لشن حرب ضد منافسيه السياسيين.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

خطبة وصلاة الجمعة في الجامع الكبير بمدينة الموصل لخليفة المسلمين الداعشي

abohafsalathry

خطبة وصلاة الجمعة في الجامع الكبير بمدينة الموصل لخليفة المسلمين الداعشي؟

كنا نريد ان يقول لنا ماهي سياساته العسكرية والسياسية والاقتصادية لتسيير البلاد؟ والاكثر من هذا ما هي سياساته الداخلية ؟ وما هي سياساته الخارجية؟ ماهي معاملة  الغير مسلمين؟

وانا لي سؤال شخصي: هل استطيع ان اجلب اوباما لكي يعمل غلام عندي وان اجلب تشيلسي ابنة كلينتون لكي تكون جارية لدي؟

ولكن للاسف لم يجب على اي من اسئلتنا وكل ما فعله هو ترديد الكليشات التي يرددونها من 1400 سنة والتي لم تفدنا بشئ؟ وانما جعلت المسلمين اكثر شعوب الارض فقرا وجهلا وتخلفا ومرضا وخاصة بأوبئة الامراض النفسية.

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

تسقط سوريا الاسد، و لتحيا سوريا سيدة حرة مستقلة عزيزة

AM-138-0111

فرح الاسر الاميركية العفوي بعيد الاستقلال

تجمعوا بالآلاف في ساحة المدينة ، اللي حامل أبنو على كتفو ، و اللي جارّة عربية بنتها ، و اللي شاحط كلبو معو ..
آلاف من الناس لابسين بلوز بألوان علم بلادهون، عينهون عالسما ، و قلوبهون عم تنبض مع كل رفّة علم و مع كل صوت فرقعة للألعاب النارية..
بتجي عينك بعين الغريب، بيبتسملك و بيقلّك عيد استقلال سعيد..
لا شفت صور مرفوعة لأوباما، و لا لافتات معلّقة و مكتوب عليها الكلام المقدس لأوباما..
مشهد مبارح من احتفالات الشعب الاميركي بعيد الاستقلال خلاني اعرف تماماً سبب حزني..

ما في عيلة في سوريا ما رحلها شهيد ، و لا في بيت الا عندو معتقل، و لا في حارة من مدننا الا اكتر من نص بيوتها مهجورة و سكانها بمعسكرات اللجوء..
عالرغم من هالوجع ، الا انو ما هوّة سبب وجعي الحقيقي..

بدي بلد احتفل بعيد استقلالو..
بدي بلد افتخر بألوان علمو..
بدي بلد ارتجف لما اسمع نشيدو الوطني..
بدي بلد حس حالي فيه مواطن مو مستوطن..

باختصار بدي بلد الو اسم ، بس ما الو كنية..

تسقط سوريا الاسد، و لتحيا سوريا سيدة حرة مستقلة عزيزة عاصمتها دمشق ، و حدودها موحدة من شمالها لجنوبها، و من شرقها لساحلها..

لا للتقسيم ، نعم لاستقلال سوريا من أقذر احتلال ..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | 1 Comment

انباء عن ايران 169‎- خدام لـ”إيلاف”: بالسلاح نوعي يسقط النظام السوري بشهرين

عناوين:clintonfaqih
 رسالة إد رويس، رئيس اللجنة الخارجية لمجلس النواب الأمريكي الى تجمع المقاومة الايرانية في فيليبنت بباريس
 السجين السياسي لطيف حسيني يضرب عن الطعام
 حشد احتجاجي لعمال مصنع الكاشي لمدينة قم
 حشد احتجاجي لعمال صناعة فولاذ «فرخ شهر»
 احتجاجات عمال مصنع السكر الجامد «هفشجان» في شهركورد
 حشد احتجاجي لعمال شركة «دهقان الكتريك» في فارسان
 كيري: الوقت بات ضيقا للتوصل إلى اتفاق حول نووي إيران
 خدام لـ”إيلاف”: بالسلاح نوعي يسقط النظام السوري بشهرين
 تفاقم الصراعات بين زمر نظام الملالي بشأن تجرع السم النووي
 مقال: مقاومة عاهدت فصدقت

رسالة إد رويس، رئيس اللجنة الخارجية لمجلس النواب الأمريكي الى تجمع المقاومة الايرانية في فيليبنت بباريس

السلام عليكم، إني إد رويس رئيس اللجنة الخارجية لمجلس النواب في الكونغرس الأمريكي. أود أن أتحدث اليوم معكم عن النظام الإيراني وكيفية انهماكه في انتهاك سافر لحقوق الإنسان في إيران. حتى وحينما اجتمعنا هنا اليوم لنتحدث عن ظروف كنا نأمل بأنها ستتحسن إلا أن إيران تسير الآن في طريق زاد فيه عدد الإعدامات التي تنفذ دون الالتزام لمراحل قانونية حيث سبق عدد الإعدامات التي أجريت العام الماضي وحدث ذلك في عهد روحاني. ومن المهم أن نتذكر بأنه هو الذي دعا الميليشيات من قوات الباسيج إلى قمع الطلاب في انتفاضتهم وذلك بكل قسوة وبطريقة مفضوحة. كما أنه هو الذي عين لمنصب وزارة العدل، من كان المسؤول عن الإعدامات العاجلة ومن دون الالتزام بالمراحل القانونية بحق الكثيرين في نهاية 1980. وبشكل صريح وواضح إن روحاني هو صنيع لهذا النظام. فلذلك لا بد لنا أن نرفع أصواتنا احتجاجا على هذه الاعتداءات بالضرب والشتم. وللأسف أخشى من أن مواعيد ووعود حكومة أوباما تجاه إيران أعطت لهم علامة أن محط اهتمامنا هو البرنامج النووي وليس إلا، و لا يهمنا أنهم يعتدون على عدد من النساء والرجال الأبرياء بالضرب والشتم لمجرد إعلانهم عن أملهم للتغيير ويعذبونهم ويقتصبونهم أم يقتلونهم. وفي حالة حصول إيران ودول 1+5 على اتفاق في الشهر القادم يمكن لها أن تحتفظ بأسسها الهامة للغاية لبرنامجها النووي. ووثقت إدارة أوباما وبشكل أساسي بنظام حيث تمسك إحدى يديه بحبل الشنق وتحتفظ يده الأخرى بمفتاح القنبلة النووية. وبفعلهم هذا سيعجز هؤلاء من إدراك مسألة أن إشاعة حقوق الإنسان والديمقراطيه في إيران تترادف مع تحسين أمننا الوطني. وشكرا

السجين السياسي لطيف حسيني يضرب عن الطعام

نقل جلاوزة النظام السجين السياسي لطيف حسيني من سجن إيفين إلى سجن كوهردشت يوم السبت.
واحتجاجا على هذا النقل، دخل السجين لطيف حسيني إضرابا عن الطعام.
وعبرت زوجة لطيف حسيني عن قلقها قائلة إنه من المرجح أن يصاب السجن بجلطة قلبية، نظرا على خلفية أمراضه القلبية.
واتهم لطيف حسيني من جانب الشعبة الثالثة لمحاكم النظام في مدينة تبريز بالنشاطات الدعائية ضد النظام وحكم بحقه تحمل 9 سنوات من الحبس.

حشد احتجاجي لعمال مصنع الكاشي لمدينة قم

احتشد عمال مصنع كاشي مرجان لمدينة قم يوم السبت 28 يونيو/حزيران احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ ستة أشهر مضت.

حشد احتجاجي لعمال صناعة فولاذ «فرخ شهر»

احتشد عمال شركة صناعة فولاذ فرخ شهر يوم الأحد 29 يونيو/حزيران، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ شهرين.

احتجاجات عمال مصنع السكر الجامد «هفشجان» في شهركورد

أضرب عمال مصنع السكر الجامد ”هفشجان” يوم الأحد 29 يونيو/حزيران، محتجين على عدم صرف حق التأمين لهم منذ شهر مارس/آذار حتى الأن.

حشد احتجاجي لعمال شركة «دهقان الكتريك» في فارسان

أضرب عمال شركة ”دهقان الكتريك” في فارسان لصناعة شتى أنواع الثلاجات يوم الأحد 29 يوينو/حزيران واحتشدوا أمام قائمقامية المدينة مؤكدين أنه لم يُصرف لهم أية رواتب منذ مارس/آذار وخاطب العمال القائمقام المنصوب لهذه المدينة والذي حضر بين العمال مشددين على عدم عودتهم في المعمل حتى إيداع رواتبهم.

كيري: الوقت بات ضيقا للتوصل إلى اتفاق حول نووي إيران

ا. ف. ب.
1/7/2014

واشنطن – حذر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الثلاثاء، من أن ‘الوقت بات ضيقا’ للتوصل إلى اتفاق بين دول مجموعة 5+1 وإيران حول برنامج طهران النووي، وذلك عشية موعد استئناف المفاوضات.
ويتوقع أن تستأنف المباحثات في فيينا، غداً الأربعاء، بين ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا من جهة، وإيران من جهة أخرى، للتوصل إلى اتفاق نهائي للملف النووي قبل 20 يوليو.
وفي مقال في صحيفة ‘واشنطن بوست’، دعا كيري إيران لأن تثبت للعالم بأن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وتعمل لسد ‘الثغرات المهمة’ في المفاوضات.
وكتب كيري: ‘عملنا بشكل وثيق مع إيران لإيجاد سبيل يسمح للبرنامج النووي بأن يكون مطابقا مع مطالب الأهداف السلمية والمدنية’. وأضاف: ‘لكن لاتزال هناك خلافات بين نوايا إيران المعلنة حول برنامجها النووي ومضمونة حتى الآن’.
ومنذ ستة أشهر، ترمي المفاوضات المكثفة بين مجموعة 5+1 وإيران إلى اتفاق يضمن للدول الكبرى بألا تسعى طهران لامتلاك القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات الدولية التي تحرم إيران من مليارات الدولارات من الإيرادات النفطية.
ومنذ يناير، علقت طهران قسما من أنشطتها الحساسة لقاء رفع جزئي للعقوبات وفقا لاتفاق مرحلي وقع في جنيف في نوفمبر 2013. ويفترض أن تفضي المباحثات الحالية إلى اتفاق قبل 20 يوليو حتى وإن كان من المحتمل تمديدها ستة أشهر.
وفي هذا السياق، قال كيري: ‘سيعمل مفاوضونا بشكل مستمر في فيينا من الآن وحتى 20 من الجاري’، مضيفاً: ‘إن الوقت بات ضيقا’.
وتابع: ‘يمكن ممارسة ضغوط للحصول على تمديد، لكن أي تمديد لن يكون ممكنا إلا إذا اتفقت عليه كافة الأطراف. لن تقبل الولايات المتحدة وشركاؤها بأي تمديد إذا كان الهدف منه المماطلة’.

—مؤكدًا أن الأميركيين سلموا العراق لإيران
خدام لـ”إيلاف”: بالسلاح نوعي يسقط النظام السوري بشهرين

ايلاف
2/7/2014

قال عبد الحليم خدام لـ’إيلاف’ إنه حذر من وصول سوريا إلى ما وصلت إليه اليوم لكن أحدًا لم يستمع إلى تحذيره، واكد أن المعارضة قادرة على إسقاط النظام في شهرين، إن حصلت على سلاح نوعي.

لم يفاجأ عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري بشار الأسد والذي انشق عن النظام السوري، بالتطورات الميدانية التي حدثت في سوريا ولبنان والعراق. وقال في لقاء خاص مع ‘إيلاف’ إنه منذ أعلن إنشقاقَه عن النظام وجّه رسائلَ لعدد من المسؤولين العرب، شرح فيها خطورةَ الوضع في سوريا. وقال: ‘سوريا ستنفجر، والنار لن تقف عند الحدود السورية، وسوريا ستصبح ملاذًا للمتطرفين من كل العالم العربي والإسلامي، لكن أحدًا لم يأخذ بهذا التنبيه’.
يرى خدام أن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام يخدم النظام في سوريا، ‘لأنه لا يقاتل النظام بل يقاتل الجيش الحر والشعب السوري’، وأكّد أن الأسد ونظامه يسقطان في شهرين إذا أُعطيَت المعارضة السورية سلاحًا نوعيًا ولو بكميات ليست كبيرة، وإذا ساهمت الدول العربية والغربية في توحيد المجموعات السورية المعارضة.

وفي ما يأتي متن الحوار مع خدام:
مرت أكثر من ثلاث سنوات على بدء النزاع السوري، فكيف تقيمون ما يحدث في سوريا؟
لم أفاجأ بالتطورات التي حدثت في سوريا ولبنان والعراق، لأنني منذ أن أعلنت إنشقاقي وجهت رسائل لعدد من المسؤولين العرب، شرحت فيها خطورة الوضع في سوريا وقُلتُ سوريا ستنفجر، والنار لن تقف عند الحدود السورية، وسوريا ستصبح ملاذًا للمتطرفين من كل العالم العربي والإسلامي، لكن أحدًا لم يأخذ بهذا التنبيه.

سلّموا العراق لإيران!
ماذا حصل؟
بعد مرور عامين على الثورة السورية، لم يكن هناك متطرفون، لكن في السنة الثالثة بدأت تظهر تنظيمات متطرفة مثل تنظيم الدولة الاسلامية. كنا طالبنا المجتمع العربي والغربي بإتخاذ إجراءات تدعم المعارضة السورية، لتمكينها من إسقاط النظام والتطرف، لكن في مقابل ذلك، دعت الجامعة العربية للتوصل إلى حل سياسي، في وقت كان فيه بشار الأسد يذبح ويُدمر ويُهجر الناس. الموقف العربي يُنادي بالعمل لتحقيق حل سياسي، فمن يستطيع أن يتصور أن السوريين يستطيعون أن يتعايشوا مع هذا النظام الذي ارتكب هذه الجرائم. وبالتالي، الوضع في سوريا انتقل إلى العراق.
منذ الحرب الأميركية على العراق، بدأت حالة تؤشر إلى مستقبل أسود، ذلك أن الأميركيين بعد احتلال العراق اتخذوا قرارًا بحل الدولة العراقية وحل الجيش العراقي وحل حزب البعث العراقي، وسلموا العراق للتنظيمات الإسلامية الشيعية الموالية لإيران. سلّموا العراق لإيران. وعندما استلمت إيران العراق وضعت يدها على سوريا والعراق ولبنان.

في سوريا، قامت ثورة ضد النظام السوري وإيران والموقف الروسي. فماذا حصل في العراق؟
ثمة فصيل متطرف دخل على الخط، وهناك عشائر تعرضوا للاضطهاد، وحُرموا من حقوقهم، فقاموا بالثورة دفاعًا عن أنفسهم وحقوقهم ومستقبلهم، فتمت تغطية ثورتهم بالتذرع بداعش. ولن ينتهيَ هذا الوضع إلا إذا سقطت إيران، لكنها لن تسقط في العراق. بالمقابل، تعمل على تقسيم العراق، دولة للأكراد ودولة للشيعة ودولة للسنة، وهذا أخطر ما يهدد العراق والعالمين العربي والإسلامي.

داعش تخدم الأسد
يقال إن داعش صنيعة النظام السوري. ماذا تقول؟
داعش تخدم النظام في سوريا، لأنها لا تُقاتله بل تقاتل الجيش الحر والشعب السوري. نستطيع القول إنها بالفعل تخدم مصالح النظام وتلتقي معه. وهذا ما يجب الانتباهُ له والتعاملُ معه، لذلك طالبنا بتقديم مساعدات عسكرية، طالبنا فقط بمساعدات عسكرية، أي إعطاء المعارضة السورية أسلحة نوعية وهي تستطيع أن تتحمل مسؤولية تحرير سوريا من النظام والتطرف. لكن للأسف، هذا لم يحدث بل استُبدل بتقديم مساعدات لتنظيمات فردية. الشعب السوري لن يستطيع أن ينتهي من هذه الأزمة إلا عبر وحدة السوريين والمعارضة بكل أطيافها، ليس عبر الائتلاف والمجلس الوطني. بشار يحارب الشعب السوري موحدًا بجيشه وبمؤيديه من طائفته، وبالمقابل هناك معارضة منقسمة. في هذا الإطار، ناشدنا الدول العربية على العمل لعقد مؤتمر وطني شامل لكل أطراف المعارضة التي تنادي بتغيير النظام، من أجل دراسة الأزمة السورية ووضع إستراتيجية جديدة، وبالتالي تنمية وتقوية قوى المعارضة ودفعها لتحمل مسؤولية تحرير سوريا من التطرف ومن النظام السوري القاتل، لكن من دون نتيجة.

وما هو الحل؟
المسار الذي تسير فيه الجامعة العربية والمجتمع الغربي لن يؤديَ إلى نتيجة. الحلّ يكمنُ في إنقاذ الشعب السوري من النظام السوري، وجعل سوريا قاعدة لإسقاط النظام في إيران. اليوم، هناك تحالفٌ قويٌ بين إيران وروسيا والنظام السوري، وإيران تسيطر على لبنان والعراق وسوريا. في العراق، انفجرت الأزمة، وهنا أؤكد على أنه لا يجب التخلي عن عشائر العراق بل يجب التعامل معها بشكل مختلف عن تطرف داعش. العالم العربي على مفترق طرق. إما أن يُكْسَرَ التحالف الإيراني الروسي مع النظام السوري وإما أن تُتْرَكَ الأمورُ تسيرُ بشكل عشوائي، وهذا سيشكل كارثة لجميع الدول العربية في المشرق والمغرب.

المسؤولية الأميركية
لكن لا حل لا يُرضي إيران في سوريا!
مصلحةُ إيران الأولى هي في أن ينتصر النظامُ السوري نظرًا لتداعيات الأزمة السورية على لبنان والعراق. هذه قناعتي اليوم، فإذا خسرت إيران سوريا وتحولت بالمقابل سوريا إلى ملاذ للتطرف، فسيطال ذلك لبنان والعراق واليمن. وهذا ما بدأ فعليًا.
الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية. فحتى الآن، الولايات المتحدة تدعم نوري المالكي. لماذا؟ هل بسبب داعش؟ المؤكد اليوم أن المالكي لا يستطيع أن يُحَاربَ داعش، التي جاءت من الخارج، وكانت إيران والعراق معبريها إلى سوريا، لذلك تجدون أن داعش لا تُهاجم إيران.

هل التقيت موفدين إيرانيين لبحث الأزمة السورية؟
ليس لديَّ أية صلة بإيران، لا من قريب ولا من بعيد. كنت أنصح بعضَ السوريين الذين تربطهم علاقات بإيران أن الطريق الذي تسلُكه طهران مدمرٌ لسوريا ولبنان والعراق.

متمسكة ببشار
هل إيران متمسكة بالنظام السوري أو ببشار الأسد؟
إيران متمسكةٌ ببشار الأسد كتمسكها بمرشدها الأعلى علي خامنئي. والسبب هو أن بشار وحدُه الآن الذي يستطيع أن يُمْسكَ بالوضع في سوريا لأن غالبيةَ الجيش والطائفة العلوية معه، ولأن الموقف العربي والدولي ليّن. الموقف الأميركي من الشعب السوري مختلفٌ تمامًا عن الموقف الروسي من بشار الأسد. فروسيا تُقدّمُ كلَّ شيء لبشار، من عتاد وسلاح، بالمقابل تنادي الولايات المتحدة بالحل السياسي، وهنا تكمن المعضلة. كيف يُمكنُ تصورُ حل سياسي بين فريق يملك القوة وفريق لا يملك إلا القناعة و الإيمان بحقه؟

هل النظامُ السوريُ متماسكٌ كما يبدو في العلن؟
النظام السوري هو الأقوى، أما عناصر الضعف فهي من نصيب الشعب السوري. لكن إذا أُعْطيَت المعارضة السورية سلاحًا نوعيا ولو بكميات ليست كبيرة، وساهمت الدول العربية في توحيد المجموعات السورية المعارضة، وأوقفت تعامُلَها مع مجموعات منفردة، أقولُ إن بشار ونظامه في سوريا يسقطان في غضون شهرين.

تفاقم الصراعات بين زمر نظام الملالي بشأن تجرع السم النووي

روحاني الذي يسير في انحدار التأثيرات الواسعة للمفاوضات النووية اشار في كلمة ألقاها إلى موضوع النووي و تجرع السم النووي و أكد بلغة الطعن لما يسمى بـ«المهمومين» و المعارضين في داخل النظام لإتفاقية النووية قائلاً: « لاتحزنوا! نحن نعرف ماذا نفعل، وزارة الخارجية و فريق مفاوضتنا لديهم اختصاص لازم للحديث امام 6 قوى و يعرف اسلوب المفاوضة.»
وأكد الملا روحاني على عزم النظام تجرع السم حتى قطرته الاخيرة مشيراً إلى صعوبة نهج تجرع السم واضاف:« نعرف هذا صعب لكن بحول الله وقوته نستمر حتى التوافق النهائي».
روحاني يبدي رجاءه في وقت ان المسؤولين المباشرين في المفاوضات، يبرزون خيبة أملهم من نتيجة المفاوضات. وقال عراقجي نائب جواد ظريف في مفاوضات فيينا بشأن هذا الموضوع خلال تصريحات أدلى بها في تلفزيون النظام ( 30 حزيران):« اذا كنا في وضعية نعرف أنه لايحصل تقدماً في المفاوضات، فهناك لايعني تمديد المفاوضات. لكن اذا شاهدنا هناك تغيير و هناك احتمال الوصول الى توافق، نمدد ذلك».
مقال: مقاومة عاهدت فصدقت

وكالة سولابرس
1/7/2014

بقلم: علي ساجت الفتلاوي
من تابع الاجتماع السنوي للمقاومة الايرانية الذي إنعقد يوم 27 حزيران/ يونيو الماضي، في باريس بحضور الالوف من الايرانيين، والذي كان عبارة عن مهرجان سياسي ـ حضاري عكس حقيقة و واقع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، لايمكن أن يكون قد خرج من قاعة فيلبنت التي إحتضنت الاجتماع، إلا وقد تأكد في قرارة نفسه أن هذه المقاومة قوة و عزم و تصميم لايمكن أبدا القضاء عليها او محوها من الوجود كما يحاول النظام الايراني.
منذ 34 عاما، يسعى النظام الديني الاستبدادي من أجل فرض نفسه كأمر واقع و إنهاء كل حالات الرفض و المقاومة بوجهه، لكن وفي مقابل ذلك، كانت المقاومة الايرانية بالمرصاد، إذ ناضلت و كافحت و بذلك كل مافي طاقتها من أجل إبقاء جذوة الكفاح و النضال من أجل الحرية و من أجل العمل لإسقاط النظام الايراني متقدة.
المقاومة الايرانية التي سلكت مختلف السبل و الطرق من أجل مواجهة نوايا النظام الايراني و مقاومته بشتى الوسائل، شهد العالم لها بحذاقتها و ذكائها في إبتداع طرق و اساليب النضال المختلفة التي تجعل النظام دائما في زاوية حرجة و صعبة، وان إجتماعات المقاومة السنوية التي تقيمها المقاومة الايرانية في شهر حزيران من كل عام في العاصمة الفرنسية باريس، قد أكدت دورها و تأثيرها في التأثير الواضح على النظام من جهة من حيث كشف مخططاته و زيادة الادانات و الانتقادات الدولية المختلفة الموجهة له، ومن جهة أخرى ساهمت في إذكاء روح المقاومة و المواجهة ضد النظام الاستبداد، وان المقاومة الايرانية التي طالما عاهدت الشعب الايراني على الصمود و المقاومة و إسقاط النظام، جاء الاجتماع السنوي الاخير لها، مصداقا واضحا جدا لما إلتزمت به من وعود و عهود أمام الشعب الايراني للتمسك بخيار النضال و المقاومة حتى النفس الاخير.
الاجتماع الاخير الذي إنبهر العالم به وخصوصا من حيث دقة تنظيمه و النجاح الكبير الذي حققه، والذي أكد عزم و إيمان المقاومة الايرانية على الاستمرار في النضال و تطويره دائما كي لايمنح أي مجال او متنفس للنظام الاستبدادي كي يتنفس او يعيش من دون مقاومة دؤوبة مستمرة ضده، وان الاجتماع الاخير كان رسالة واضحة جدا لكل من يعنيه الامر و خصوصا النظام الايراني.

ولمزيد من المعلومات راجعوا رجاء موقع «منظمة مجاهدي خلق الايرانية باللغة العربية» على الرابط أدناه:
http://www.mojahedin.org/home/ar

Posted in فكر حر | Leave a comment