عبدالله الدويس الفارق بين بلاد المسلمين والسويد

سعودي يستعمل المسواك بيد والموبايل بالاخرى

سعودي يستعمل المسواك بيد والموبايل بالاخرى

من وأروع مــا قـــــــــــرأت هذا الصباح ، مقال للكتور عبد الله دويــــس من السعـــــــــودية, الفارق بين بلاد المسلمين والسويد يقول:

“رغم أن في بلادنا وعظ وإرشاد وخطب وقرآن وتفسير وتوحيد وفقه وسيرة ، ومئآت الآف من المساجد وعشرات الآف من الوعّاظ ..

وكل هذا غير موجود في السويد!

ومع هذا تتصدر السويد قائمة دول العالم في الشفافية..

بينما نحن تقبع في ذيل القائمة !

فرسول الرحمة ﷺ أوصى أصحابه بالهجرة إلى الحبشة..

وقال : إن فيها ملكٌ لا يُظلم عنده أحد!

لم يكن في بلاد الحبشة قرآن يُتلى ولا خطب تُقرأ ، ومع هذا عَمّ العدل والخير في أرضهم..

لم تكن مشكلة المسلمين في نقص خطب أو تلاوة قرآن أو تدريس حديث، بقدر ما هو في التعامل بالعدل والإنصاف ..

فالقاضي -الذي عيّنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه- حكم ليهودي بدرع علي ، عندما لم يستطع علي إثبات ملكية الدرع !!

إن الله ليُبقي دولة العدل وإن كانت كافرة..

ويُنهي الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة…

إن الخطب والقرآن والسيرة والحديث إن لم تنعكس سلوكاً في التعامل مع الضعفاء والمساكين وإعطاؤهم حقّهم -حتى وإن لم يسألوه- فإقرأ على مناهجك السلام..

في السويد لا يُعامل الإنسان على أساس جنسيته ، بل على أساس آدميته ..

في السويد يقرع باب بيتك في الصباح الباكر بزجاجة حليب طازج لطفلك الذي لا يحمل الجنسية السويدية !

كل ما في الأمر أنّه بشر ويحتاج إلى حليب طازج كما يحتاجه الطفل السويدي ..

وفي بلادنا لا يقرع باب المقيم
إلا الجوازات لترحيله أو تفتيشه..

في السويد تحصل على إقامة دائمة بعد المكوث 4 سنوات متواصلة..

وفي بلادنا يجدّد المقيم إقامته ولو مكث ألف سنة مما تعدون!

في السويد يحصل المقيم على الجنسية إن حفظ تاريخ السويد وعاش فيها ل 6 سنوات متواصلة ..

وفي بلادنا ينتظر المقيم 6 سنوات للحصول على إذن لزواج مواطنة!

ولا يُمنح الجنسية حتى وإن حفظ القرءآن والإنجيل والزبور وتاريخ الجزيرة العربية من هبوط آدم عليه السلام حتى العام 2014.

السويد يتعاملون بالإسلام رغم كفرهم..
وفي بلاد المسلمين نتعامل بمنهج الكفر رغم أنّا مسلمون !!

في السويد لا تجد كفيلاً سويدياً يبتزّ مقيماً هندياً أو صومالياً ويطلب منه شيء دون وجه حق..

في السويد لا تسمع كلاماً فَجّاً من طفل صغير لم ينبت شاربه ، ليقول لك: ” إسكت ولاّ وربي أسفّرك”!

في السويد لن تجد خادمة تعمل لمدة 24 ساعة في اليوم و7 ايام في الاسبوع!

علّم أولادك أن البنجالي الذي ينظف شارعكم في كل صباح هو أخوك في الإسلام ..
بل قد يكون أفضل منك عند الله!

علّم أولادك أن من يصلح لك ثوبك ويخبز لك خبزك ويطهو طعامك هو بشر مثلك له مشاعر وكرامة وما أتى به هنا إلاّ طلب الرزق الحلال.
هذا الأمر ينطبق على كل دول الخليج بلا إستثناء ..”

د. عبدالله الدويس

مواضيع ذات صلة:  سيدة سويدية تتحدث عن مسلمي السويد

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | 2 Comments

اعتبار المليون سوري اللي استشهدوا ماتوا من الضحك على هالنكتة

mubarkfukpeopleاشتهر الشعب المصري عبر التاريخ بروح النكتة و خفة الدم اللي بتطلع من دون تفكير او قرار ، و شهرتو نابعة من العفوية و التلقائية بردود الأفعال المهضومة على اي كلمة او فعل و لو كان بحجم مصيبة ..
بس هاد كلو كان زمان..
من اربع سنين ، و الشعب المصري فقد كل روح الفكاهة ، و صار مع الأسف من اغلظ الشعوب العربية بإلقاء النكتة سواء كانت بيضا او سودا..
و لكن باتضّل نكتة اليوم هي اسخف ما تفوّه فيه المصريين من خمس سنين الى اليوم..
براءة حسني مبارك من كل القضايا الموجهة اليه..
بعد ما شفت مبارك عم يتحضّر للخروج من الزنزانة ، مع ابقاء مرسي بالسجن السياسي من دون إلقاء اي تهمة جنائية ، و بعد سماعي لصوت مبارك المقزّز على احد الفضائيات عم يشكر القضاء المصري النزيه ، فاسمحولي و من شدّة حالة الاستفزاز و القرف اللي صابتني انو وجّه رسالة الى ثوار الغوطة و درعا ..
اخواني
أنتو أقرب جغرافياً من غيركم من السوريين المتربصين بالإمساك برقبة بشار..
اوعاكون تكونوا إنسانيين و تقولو حرام ..
اياكم تتحرّك فيكون روح العدالة بلحظة دوسكم على بطن الاسد ، و تقولوا رح انسلموا للمحكمة و القضاء بيشوف شغلو..
لو ما بقي بمخزن مسدسكم الا رصاصة وحدة ، أفرغوها براس الاسد و اخلصو منّو ، لانّو سيسي سوريا القادم رح يطالعو براءة في لحظة خفّة دم ، و رح يطلع القضاء السوري العادل و يعلن براءة الاسد من كل التهم الموجهة و اعتبار انو المليون سوري اللي استشهدوا ، كلهون ماتوا من الضحك على هالنكتة ..
اقتلو الاسد ، بعدين احكوا نكت أد ما بدكون ..
بس قبل فيلم الكوميديا ، فرجونا فيلم رعب الله يرضى عليكون..

Posted in الأدب والفن, ربيع سوريا | Leave a comment

مظلومة

sabahelshahroraكُتب الكثير عن صباح، وأكثره يحمل شعوراً بالذنب. فمعظمنا لم يقدرها في حياتها مقدار ما تستحق. وبعض ذلك ذنبها هي. فلم تعرف كيف ترسم لنفسها صورة في مدى نجوميتها. وفيما اختفت فيروز خلف الصمت والعزلة، وتحصنت أم كلثوم خلف هيبتها، ارتضت صباح الصورة الشعبية وأخبار الزواج والطلاق، وكانت عفويتها وطيبة قلبها وضحكتها تفصل بينها وبين صورة الكبار. وإضافة إلى ذلك، ارتضت أن تغني في «الكباريه»، ملاهي الليل وسمعة التخفف.

لكن صديقا عربيا كبيرا يقول إن الطيبة والعفوية ميزة في صباح. لا تكلُّف ولا تصنُّع، والتمثيل فقط للمسرح والسينما. ويقول المثقف الكبير إنه لم يكن لصباح طابعها الغنائي فقط، بل كانت لها أيضا لغة مخاطبة خاصة، مليئة بالصدق والعفوية والعاطفة. وقد أسرت الناس بكلامها أكثر من غنائها.
تركت صباح نحو 3 آلاف أغنية وفقا للبعض، و4 آلاف وفقا للبعض الآخر، إضافة إلى 27 فيلما وعدد من المسرحيات. وقد ماتت في العَوز، ليس فقط لأنها كانت فائقة الكرم على من حولها ومن نصبوا عليها ومن ابتزها، بل أيضا لأن الفنان العربي مسروق من الجميع. لا ريع ولا عوائد ولا مقابل، 3 آلاف أغنية قبضت من قيمتها فقط الدفعة الأولى، والباقي كله ببلاش. ولذلك، يشيخ الفنان في الغرب مكتفيا، ويستعطي الفنان في الشرق أجرة مستشفاه. ويُشهَّر به في الصحف بداعي أنها تدافع عنه.
ولأن لا مرجع معينا تعود إليه في هذه الحالات، كنت كلما سمعت بأمر محزن من هذا النوع، أضطر إلى تجاوز الأصول، وأتصل بالقصر الجمهوري لألفت نظر الرئيس إلى أن ما يحدث لا يليق بلبنان. وأخيرا، اتصلت بالرئيس تمام سلام لغاية مشابهة، ولم يكن القصر الحكومي أقل تجاوبا من القصر الجمهوري، الذي يتركه اللبنانيون وساداتهم فارغا كأنه لم يكن، أو كأنه لا يرفع العلم الأكبر.
دولة بأعلام كثيرة. فاجأني سائق لبناني في لندن أنه يضع صورة علم بلاده، وليس طائفته أو قبيلته أو شعبه. وأعود إلى المثقف العربي الذي قال: «تلك هي أرزات لبنان. تخيل مصر من دون نهضتها وصوتها. تصور فرنسا من دون فنونها. وتصور حجم لبنان في العالم العربي من دون فيروز وصباح، أو شعرائه أو وجهه الثقافي».
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in الأدب والفن | Leave a comment

لعلها الفرصة الأخيرة!

wisamsaraفايز سارة

تجتاح الائتلاف الوطني السوري أزمة عميقة متعددة الأبعاد؛ بعدها الأول، يتصل ببنية الائتلاف من حيث النصوص التي تحكمه، وطبيعة العضوية فيه، والبعد الثاني يتصل بطبيعة وواقع المعارضة السورية، التي يضم الائتلاف طيفا واسعا من تنظيماتها ومن الشخصيات المستقلة فيها، والبعد الثالث يتعلق بنتائج السياسات المحلية والإقليمية والدولية، التي تحيط بالقضية السورية، وتجعلها في مدار استمرار الأزمة، أكثر مما تدفعها في طريق المعالجة وصولا إلى حل يخرج بسوريا والسوريين إلى واقع جديد.

وإذا كانت أسباب الأزمة في الائتلاف ليست جديدة، وقد كررت أزمات متواصلة فيه منذ تأسيسه قبل عامين، فإن الجديد الذي فجر الأزمة الحالية، إنما هو تفاعلات تلك الأسباب وعجز الائتلاف عن معالجتها بصورة جوهرية أو تمريرها، حيث كانت الجهود في كل الأزمات السابقة، تركز على إيجاد مخارج وقتية للأزمة، فيتم التوصل إلى حلول ومعالجات، تؤدي إلى خروج مؤقت من أزمة، ما تلبث أن تبدأ في خلق أزمة تحتاج إلى معالجة، مما جعل الائتلاف بؤرة أزمات، يخرج من واحدة ليبدأ الدخول في واحدة أخرى.
ولأن أزمات الائتلاف عميقة ومتعددة الأبعاد، فقد كان من الطبيعي، أن لا تشمل الأزمات وتعبيراتها البنية التنظيمية للائتلاف وتوجهاته السياسية وعلاقاته الداخلية والخارجية فقط، بل امتدادها إلى مؤسساته الثلاث: الحكومة السورية المؤقتة ووحدة تنسيق الدعم والمجلس العسكري الأعلى، والتي تفاقمت أوضاعها على نحو خاص في الأشهر القليلة الماضية، مما جعلها عناوين بارزة في أزمة الائتلاف، ومركزا تدور حوله اختلافات الائتلاف الوطني.
والحقيقة فإن هذه المؤسسات عانت دائما – كما هو حال الائتلاف – وخاصة في الفترة الأخيرة من مشكلات كثيرة، أبرزها انسداد الأفق السياسي للقضية السورية، حيث لا حلول ولا مبادرات لمعالجة القضية، مع تهميش دولي وإقليمي للائتلاف في وقت يستمر فيه النظام بسياسة القتل والتهجير والتدمير، ويستمر التطرف والإرهاب بالتمدد في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وينحسر نفوذ ووجود التشكيلات العسكرية المعتدلة المنخرطة تحت اسم الجيش الحر، ويضيق الحيز الممكن لحركة الحكومة السورية المؤقتة ووحدة تنسيق الدعم، وتزداد الأعباء عليهما في الإغاثة بكل مجالاتها، وتتوقف المساعدات أو تتقلص بما فيها مساعدات الأمم المتحدة، التي انخفضت بنسبة أربعين في المائة في وقت كان من المطلوب أن تتضاعف على الأقل.
لقد تسببت التطورات السابقة بارتباكات جديدة، زادت الارتباكات الأساسية في الائتلاف الوطني، ودفعت القوى والشخصيات المنخرطة فيه إلى تجاذبات، تسعى إلى حلول ومعالجات، لم تراعِ ضرورة الوحدة والتضامن والتكافل، فانطلقت في اتجاهين منفصلين، دخلا في مواجهات تأثرت بعوامل داخلية وخارجية، كانت وما تزال عواملها قائمة في واقع الائتلاف والقوى المتشاركة فيه، مما أعاق معالجة الأزمة، وأدخل الائتلاف في مشاكل أغلبها تفصيلي، ولا يستحق التوقف عنده أو الاهتمام به في ضوء الضرورات والاستحقاقات القائمة.
خلاصة الأمر في واقع الائتلاف ومؤسساته اليوم، تشير إلى أن الأزمة المتجددة، واضحة الأسباب، وأن مواجهتها ومعالجتها ولو جزئيا ممكنة، إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الأطراف الفاعلة في الائتلاف، وجرى تخفيف التأثيرات الخارجية الإقليمية والدولية وعقلنتها، وكله سيعزز فرصة الخروج من الأزمة، والتي سيكون مسارها متضمنا في المستوى التنظيمي تعديلات في النظام الأساسي للائتلاف، وفي المستوى السياسي وضع برنامج أو رؤية سياسية، تحدد المشتركات العامة للقوى المتحالفة في الائتلاف، وفي مستوى عمل المؤسسات، التي ينبغي إخراجها من التجاذبات السياسية، والتركيز على تخصصاتها وقدراتها العملية، وبالاستناد إليها فقط، يتم تشكيل حكومة، تتولى الأمور التنفيذية في مجال الإغاثة والخدمات والتنمية البسيطة، وتعود وحدة تنسيق الدعم إلى دورها الوسيط بين المانحين والحكومة التنفيذية، وتتم عملية إعادة بناء المجلس العسكري والأركان، التي ينبغي أن تكون ممثلة للتشكيلات العسكرية المعتدلة الموجودة على الأرض فعلا، والتي تتوفر لديها إرادة للوقوف في وجه إرهاب النظام من جهة وإرهاب جماعات التطرف مثل «داعش» و«النصرة».
إن المخرج المطروح، يكاد يكون متوافقا عليه في الائتلاف، وهو يحتاج إلى هدوء وروية وصبر لتنفيذه من جانب القوى الفاعلة، لكنه ومن أجل إقلاعه، يحتاج إلى دعم ومساندة من جانب السوريين خاصة ومن جانب الأقرب في حلفاء الشعب السوري ومناصريه في المستويين الإقليمي والدولي عموما. وما لم يحصل ذلك بصورة عاجلة، فإن الائتلاف سيفقد قدرته على الوجود والفعل، وقد ينفجر ويتلاشى. ربما هي الفرصة، التي لن تكون بعدها فرصة!
نقلا عن الشرق الاوسط

Posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا | Leave a comment

Bas Mat Watan – Episode 15 – داعش تهدد هيفاء

Bas Mat Watan – Episode 15 – داعش تهدد هيفاء
haifawahbi

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment

خلفان ينعت الإخوان المسلمين بالبغول والبقالين القذرين

dhahikhalfan1غرد الفريق “ضاحي خلفان” نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، على موقعه بتويتر قائلا: “تبا لمن لا يعرف تاريخ مصر.. هزمت المغول فكيف لا تهزم البغول … عجلة التنمية ماضية في طريقها والمحروسة لا تقهر… ماضية مصر في طريقها.. الشعب والجيش يد واحدة مهما تعالت أبواق الإخوان الإعلامية الناطقة كذبا وزورا … عندما ظهرت خيانة الإخوان في بيع سيناء رفعوا المصاحف.. على مين يا أغبياء.. الإخوان يمكن يصلحوا لإدارة بقالات فقط.. غير نظيفة كمان … خفضت شركات النفط العالمية أسعار النفط لكي تؤثر على مساعدات الدول الخليجية للمحروسة.. لكن قادة الخليج أذكى من أوباما بالتأكيد.. لو أدى بنا الأمر إلى حمل السلاح دفاعا من مصر لحملناه.. إلا مصر فإنها قلب الأمة.”

Posted in ربيع سوريا, فكر حر | Leave a comment

فيديو معلم يسخر من طالب بطريقة مهينة

معلم يسخر من طالب بطريقة مهينة ؟ ما نوع الاجيال التي سيخرجها مثل هؤلاء المعلمون اذا كانوا هم اساساً بلا اخلاق ومعقدون نفسيا؟؟

معتقلات تحفيظ القرآن

معتقلات تحفيظ القرآن

Posted in ربيع سوريا, يوتيوب | Leave a comment

مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي للديمقراطية

waterdropحتى الذين يطالبون بالمساواة بين الجنسين في بيوتهم عبارة يميزون بين الجنسين وتتعرض الإناث داخل منازلهم للضرب وللإهانة وللإقصاء من ساحة اتخاذ القرارات وجميع مؤسسات المجتمع المدنية في الأردن وفي أغلبية الدول العربية تطالب بالحرية وبالعدل وبالمساواة بين الجنسين وبمكافحة الفساد المالي والإداري علما أن هذه المؤسسات نفسها تفتقر مكاتبها الإدارية والتنظيمية إلى الحرية والديمقراطية وتبادل أدوار السلطة بين منتسبيها ومنذ بداية العصر الحديث ونحن نشهد حركات إسلامية متعددة بين يمينية متطرفة وبين وسطية معتدلة, وهذه الأحزاب الوسطية لا تميل إلى الوسطية نفسها في ترسيخ مفهومها السياسي الداخلي, وهنالك مفارقة بينها وبين تلك التي ترى أن إصلاح المجتمع والدولة يبدأ من الهرم ومن ثم تتجه للإصلاح من الأسفل وتعني بذلك إصلاح رأس النظام الحاكم, علما أيضا أن الرؤوس الكبيرة في تلك الأحزاب عبارة عن دقه قديمة وموضة قديمة ونفسها تحتاج إلى إصلاح وإعادة تأهيل من جديد, وهنالك مفارقة أخرى بينها وبين تلك التي تقفُ منها على طرفي نقيض والتي ترى بأن الإصلاح والنهضة تبدأ من الأسفل وتنتهي بالقمة أي ترى لزوم إصلاح الشعب أولا ومن ثم رأس النظام الحاكم علما أيضا أن جميع كوادرها بحاجة أيضا إلى الإصلاح من الداخل ومن الخارج, وهنالك اتجاهات إسلامية كانت وما زالت تطالب بقطع رأس النظام الحاكم كليا والثورة عليه وإحقاق الحق من خلال تتويج خليفة للمسلمين وأيضا هذه الأحزاب المتطرفة رأسها بحاجة إلى قطع واستبداله برأس جديد وتغيير لغة الخطاب السياسي القديم الذي عفا عنه الزمن, فمنذ ثلاثين سنة لم تغير تلك الأحزاب لغتها ولهجتها مع أن العالم من حولها تغيرت صورته وتبدلت قياداته أكثر من مرة, وخير من كان وما زال يمثل هذا الاتجاه هو(حزب التحرير) الذي يرى وجوب الثورة على الحاكم المستبد ليستبدلوه من عندهم بخليفة مستبد ولكن برأيهم: مستبد وعادل, أما جماعة التبليغ فترى عكس ذلك إذ أنها ترى من اللازب تغيير الشعب بمجمله وتوجيهه نحو التربية الإسلامية, طبعا الإسلام السياسي بكافة مراحله واتجاهاته وأنديته وجمعياته حتى هذه اللحظة لم يحرز أي تقدم على أرض الواقع بل على العكس زاد من هوة الاتساع والبعد والتفرقة بين مجموعة الدول العربية وعلى رأسها مصر ودول الخليج العربي الداعم الرسمي لأكثر الحركات الإسلامية تطرفا وتشددا حتى أنها في النهاية حين شعرت بوصول أو بمحاولة تلك الجماعات المتطرفة الوصول إليها تبرأت فورا من تلك الاتجاهات واعتبرتها إرهابية يجب محاربتها وقمعها.

إن أغلبية تلك الجماعات الإسلامية وعلى رأسها تلك التي تطالب بصندوق الاقتراع والانتخابات الديمقراطية لم تمارس هي أصلا داخل نظامها الأساسي الحرية والديمقراطية, والتي تنجح بالانتخابات وتصل السلطة عن طريق صندوق الاقتراع ترفض العودة مجددا إلى صندوق الاقتراع تماما كما حدث مع الثورة الإيرانية وأيضا كما كاد أن يحصل مع الإخوان المسلمين في مصر لولا تدخل الجيش المصري ورفضه أن تصبح مصر مثل إيران أو أفغانستان, وهذه التي تطالب بالانتخابات الديمقراطية وبالحياة النيابية البرلمانية نجد أن أغلبها لا تمارس الحرية والديمقراطية داخل مكاتبها التنفيذية , فأغلبية تلك الأحزاب والجماعات ما زالت قياداتها ثابتة ولم تتغير منذ أكثر من ربع قرن, وما زالت تلك القيادات تسيطر على المكاتب التنفيذية وأحيانا يتغير الأمين العام للحزب ولكنه يبقى عضوا إداريا في المكتب التنفيذي وهذا نوع من التحايل على الديمقراطية وعلى الدولة وعلى المواطن, حتى أن أغلبية الأحزاب والحركات السياسية والمؤسسات الثقافية في الوطن العربي غير الإسلامية أيضا تمارس هذا النوع من الاحتيال على الديمقراطية فأنا شخصيا أعرف كثيرا من القيادات في المؤسسات الثقافية منذ أكثر من ثلاثين عام وهي هي نفسها لم تتغير وإنما يقومون هم أنفسهم بتبادل الأدوار بين الرئيس وبين العضو الإداري وأحيانا يأتون بشخص جديد ويضعونه بينهم ويعطونه دور الرئيس كحركة تجميلية ليس إلا ويبقوا هم المسيطرون على التنظيم من خلال كونهم هم الأغلبية الأقوى في الحركة سواء أكانت جمعية خيرية أو حزبا سياسيا أو مؤسسة ثقافية, أي أن معظم مؤسسات المجتمع المدني بكافة أشكالها من أحزاب وهيئات وجمعيات ونقابات ورابطات وملتقيات ومنتديات كلاها أصلا تفتقر إلى ممارسة الحرية والديمقراطية داخل نظامها الداخلي, وإن كانت على الورق تعترف بتبادل الأدوار إلا أنها ترفضه عمليا.

إن معظم تلك الحركات الإسلامية وغير الإسلامية لم تحقق موضوع النهضة والتنمية الشاملة للشعوب التي وضعت ثقتها فيها, وتلك الأحزاب والهيئات ومؤسسات المجتمع المدنية التي تطالب بالحرية وبالديمقراطية تفتقر هي إليها أصلا وكما يقول المثل فاقد الشيء لا يعطيه, وهذه المؤسسات فاقدة للحرية ولتبادل الأدوار وللنزاهة في الانتخابات وهي بمجملها ليست مؤسسات مدنية على الإطلاق بل عصابات وحركات شللية وعنصرية وفئوية وعنصرية, ولدى هذه المؤسسات أعضاء لا يتم استخدامهم في تلك المؤسسات إلا في يوم الانتخابات حتى يدلوا بأصواتهم أمام وزارة الداخلية كمراقب ومشرف على تلك المؤسسات وأيضا أمام وزارات التنمية السياسية الراعي الأول لتلك المؤسسات والمشرفة أيضا على أنشطتها وأعمالها كافة.

إن تلك الأحزاب السياسية الإسلامية اليمينية واليسارية في الوطن العربي سواء أكانت تطالب بالصلاح من فوق أولا ومن ثم من الأسفل تحتاج تلك الأحزاب والهيئات إلى إصلاح نفسها أولا كونها أصلا لا تلتزم بالعمل الديمقراطي في نظامها الداخلي , فهي التي تحتاج إلى تغيير قبل الحكومة, ونهي التي تحتاج إلى مكافحة الفساد في نظامها الداخلي قبل أن تطالب الحكومة بمكافحة الفساد, وهي التي تحتاج إلى الحرية والديمقراطية قبل أن تطالب الحكومة بالحرية وبالديمقراطية وهي التي تحتاج إلى خلق أجواء من الحرية وقبول الرأي والرأي الآخر قبل أن تطالب الحكومة باحترام مبدأ النداء العالمي بضرورة احترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, فهذه المؤسسات لا تحترم في داخلها الرأي والرأي الآخر بدليل أن عندنا في الأردن يتم فصل أي عضو من رابطة الكُتّاب الأردنيين إذا أبدى رغبته في التطبيع الثقافي مع إسرائيل كما حدث معي في صيف هذا العام حيث تم طردي من الرابطة لأسباب تتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.

وإن المواطن العربي الذي يقبل بهكذا دور في مثل تلك المؤسسات التي يطلق عليها(مؤسسات المجتمع المدني) لا يعتبر ضحية لمؤامرة تديرها الدولة بل هو أصلا شريكٌ في هذه الجريمة, وبالتالي الأعضاء الإداريين لا يستطيعون الوصول إلى التنمية الشاملة ولا يستطيعون تفعيل الحياة النيابية في البلدان العربية لأنهم هم أصلا داخل مؤسساتهم لا يقومون بتمثيل الديمقراطية والحرية والاعتراف بالرأي والرأي الآخر, فإذا كانت تلك المؤسسات لا تحترم ولا تتقبل النقد الموضوعي ولا تتقبل الرأي الآخر فكيف ستطالب الحكومة باحترام الحرية والديمقراطية والتعددية, وإذا كانت في داخلها تمارس الديكتاتورية وقياداتها.

Posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا | Leave a comment

هم يزرعون الإرهاب ونحن نجني ثماره/5

najaffdonationsعلي الكاش
كاتب ومفكر عراقي

3. الإرهاب الحكومي
أشرنا فيما سبق بأن التنظيمات المتطرفة هي ردٌة فعل للسياسة الدولية الفاشلة والتعامل بمعايير مزدوجة مع حالات التطرف الديني في المنطقة، فإرهاب نظام الملالي حاكم في طهران وجزاري بغداد ودمشق، والإرهابي القزم في جنوب لبنان مقبول من قبل الولايات المتحدة الأمريكية فلا ضرر ولا ضرار، لكن إرهاب داعش وهو نتيجة وردٌة فعل لا يجوز! بل ويستدعي التحالف الدولي وتجييش الجيوش لمحاربته، وهذا ليس دفاعا عن داعش كما سيتوضح لاحقا. أن تسقط حلب والموصل وصلاح الدين والأنبار وسنجار لا ضرر، لكن أن تسقط قرية صغيرة مثل كوباني يستدعي النفير الدولي! عندما كان أهل السنة في العراق وسوريا يُسوسون بالنار والحديد من قبل المالكي والأسد، ويستغيثون فلا منجد، ولا صدى لدى الولايات المتحدةوالأمم المتحدة وأوربا. وعندما يهب ثوار العشائر للإنتفاضة على الظلم فهذا لا يجوز وفق مقاييس الولايات المتحدة. كإنما البراميل التي يرسلها العبادي والأسد لأهل السنة رياحين وأزهار وليس براميل حارقة تفتك بالمدنيين الأبرياء، لا تفرق بين الرضيع والكهل والمرأة.
لا شك إن الإرهاب الذي تمارسة الحكومة ضد شرائح معينة من شعبها سيكون له ردٌة فعل تتناسب معه. وهذه حالة طبيعية، فكلما إشتد الظالم في ظلمه وقهره، كلما أجج النار لتحرقه وتحرق غيره. ممارسات الكيان الصهيوني مثلا أضرمت نيران غزة ولا تزال شرارتها تحت الرماد وربما تومض قريبا في ظل سياسة التعنت والغطرسة الصهيونية، علاوة على جمود الأمم المتحدة وإنحيازها الكامل للكيان الصهيوني بسبب تبعيتها لإدارة البيت الأبيض. كما أن ممارسات جزاري دمشق وبغداد الإرهابية ضد الشعبين السوري والعراقي كانت ومازالت تجري على قدم وساق أمام أنظار الشرعية الدولية والولايات المتحدة الأمريكية والغرب. ومطالبات الشعوب المنتفضة ضد الطغاة جوبهت بالنار والحديد من قبل الحكام الطغاة، البغاة على شعوبهم، قابلها غض نظر مريب من قبل الأمم المتحدة، فمجلس الأمن كان نائما عنها وليس كما يفعل اليوم، إجتماعات دورية وحماس وإنفعالات لا نظير لها! بل أجرى جلسة طارئة بسبب نحر جاسوس امريكي على يد داعش، لكن نحر شعوب لا تعني له شيئا! ويتحدثون بكل صفاقة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، والمثير إن هذه الحقوق هي نفسها التي تطالب به الشعوب المنتفضة، ولا تجد اذان صاغية من قبل الدول الكبرى.
قبل أن تظهر داعش للوجود في نيسان الماضي، إنتفضت المحافظات ذات الأكثرية من أهل السنة بسبب سياسة التهميش والإقصاء والظلم والإعتقالات خارج القضاء التي مارسها المالكي خلال ثماني سنوات، وكانت الإعتصامات سلمية، ولم يجرِ أي تماس مع قوى الأمن والجيش الذي ترك الحدود سائبة أمام الغرباء وأحاط بساحات الإعتصام في مخالفة دستورية واضحة. كانت مطالب المنتفضين معقولة ومقبولة وفق الدستور والشرعية الدولية والمنطق السليم.
1. لقد طالب المنتفضون بأن يطلق سراح المعتقلين بدون مذكرات قضائية، سيما النساء والشيوخ والأطفال بجريرة الغير، فقد إعترف الناطق بإسم القضاء العراقي المدعو عبد الستار البيرقدار بأن “القضاء إستطاع خلال شهري كانون الثاني وشباط الماضيين إنجاز نحو (20000) قضية في عموم العراق، وتم إطلاق سراح (12877) متهماً منهم لثبوت براءتهم”. إنظروا للعدد الهائل من الأبرياء في السجون من ضحايا المخبر السري والوشايات الطائفية! ثلاثة عشر ألف أبرياء من مجموع عشرين ألف! وهذه خلال شهرين فقط فما بالك بمئات الألوف؟ كما إن بعض المعتقلين قضى عدة سنوات في السجن قبل أن تتم تبرئته! فقد أشار البيرقدار للمدة الصغرى وهي (6) أشهر بقوله ” وضع المجلس آلية لحسم قضايا المعتقلين وخاصة الذين مضى على اعتقالهم أكثر من ستة أشهر” ولكنه لم يشر إلى المدة القصوى التي تزيد عن (4) سنوات حتى يتبين للقضاء التائه في لج الحكومة الخيط الأبيض من الأسود؟ علما أن عدد المعتقلين من العراقيين(98% هم من أهل السنة وفق مادة 4/ إرهاب، والمتبقي 2% هم من الشيعة لأسباب جنائية وليس إرهاب).
2. طالب المنتفضون بفتح تحقيق عن حالات إغتصاب النساء والأطفال والشيوخ من أهل السنة في السجون والذي أيدته لجنة حقوق الإنسان في البرلمان. فقد تحدث النائب (حارث العبيدي) – الذي دفع حياته ثمنا لتقريره ومطالبته بإستضافة وزير الداخلية في البرلمان بشأن الإنتهاكات التي يقوم بها الضباط والمحققون في السجون- وكان الشهيد العبيدي قد زار ضمن وفد لجنة حقوق الإنسان في البرلمان قد ضمٌ السيدة شذى العبوسي وكيان كامل وعامر ثامر احد السجون العائد لوزارة العدل ووجدوا فيه(4000) سجينة و(22) طفل حديثي الولادة (أولاد سفاح)! العجيب ان وزير العدل من حزب الفضيلة! من جهة أخرى نوهت المحامية الفاضلة سحر الياسري بوجود (6500) طفل معتقل في السجون العراقية” دون معرفة سبب إعتقالهم! وإن 95% منهم تم إغتصابهم، فيما هُدد المتبقي منهم بالإغتصاب”. وهو نفس ما ورد في تقرير صدر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، جاء فيه بأن الأطفال رهن الإحتجاز في السجون العراقية يتعرضون لخطر الإساءات الجسدية. وسبق أن عرض النائب السابق محمد الدايني على لجنة مختصة في الكونغرس الامريكي فيلم وثائقي فيه شهادات طبية صادرة من دائرة الطب العدلي تشير الى إغتصاب (300) معتقل في سجن بعقوبة المركزي من قبل المحققين والحراس! وفي وثيقة رسمية صادرة من جهة صحية بشأن فحص احد المعتقلين عام 2006 جاء فيها ” فحص السيد… من قبل اللجنة (رئيس اللجنة د. محمد أمين وعضوية الطبيبين عماد طالب ومحمد عطية) وتبين” النقطة 4- إدعاء لواط! وبعد الفحص تبين وجود جرح ملتئم في الجهة اليمنى من الشرج وهي آثارتعذيب”. ألا تستدعي هذه الحالات فتح تحقيق سيما إن المغتصبات في السجون هنٌ جميعا من أهل السنة وإعتقلنٌ بجريرة أزواجهن أو أولادهن أو إخوانهن لإنتمائهم لصفوف المقاومة الوطنية أو على الشبهة، وكذلك حال الأطفال.
3. طالب المنتفضون بعفو عام عن السجناء ممن لم تتلطخ أياديهم بجرائم قتل أو بتهمة الإرهاب، ولاشك إنه على ضوء الإعتقالات على الهوية وبدون مذكرات قضائية، يبدو هذا المطلب منطقي، ورغم إن المالكي وعد بذلك، لكنه إعتقل أضعاف ما تم إطلاق سراحهم. ولم يفٍ بعهده بالعفو العام. بل وصف المطالب أولا بفقاعة، ومن ثم هدد بإنهائها بالقوة إن لم تنتهِ! وأعقبها ببحار من الدم متوعدا المنتفضين، وختمتها بجيش الحسين يقاتل جيش معاوية.
4. إيقاف سياسة التهميش والإقصاء لأهل السنة. طالب المنتفضون بأن يتم التوازن في البناء المؤسساتي للحكومة فبعض الوزراء الشيعة أقصوا أهل السنة من وزاراتهم ومؤسساتهم، كوزارة التعليم العالي في عهد الوزير الإيراني الأصل علي الزندي، ووزارة الداخلية خلال توزير الإيراني الجنسية باقري صولاغي ، ووزارة الصحة خلال وجود الإرهابي حاكم الزاملي، ووزاراة النقل خلال وزارة الإيراني الجنسية والضابط في الحرس الثوري الإيراني هادي العامري، وكذلك الأمر مع جهاز المخابرات والأمن والإستخبارات العسكرية والتشكيلات غير الدستورية كقوات دجلة وقوات سوات. حتى الجيش حوالي 95% منه هم من الشيعة رغم إن الوزير سعدون أبو ريشة محسوب على أهل السنة، وبإشرافة جرت مجازر الحويجة والموصل والفلوجة وأطراف بغداد.
5. إنهاء عمل القضاء بوشاية المخبر السري. إن مهمة المخبر السري أصبحت لها تداعيات خطيرة على المستوى الإجتماعي في العراق، فالقاعدة العامة هي عندما لا تكن جزءا من الحل فلا يجوز ان تكون جزءا من الأزمة. ومهنة المخبر السري أمست جزءا من أزمة المجتمع العراقي، وهي ليست وليدة الغزو الأمريكي الغاشم كما يظن البعض! ولكن الوظيفة حرفت لتأخذ منحنيات متعرجة وشكلت تراجعا عن طبيعها القانونية مع الغزو. فقد نظم قانون(أصول المحاكمات الجزائية العراقي المرقم123 لعام 1971- الفقرة2/ من المادة/ 47) أنشطة المخبر السري وحصرها بجرائم أمن الدولة الداخلي والخارجي كالتجسس والتخريب الإقتصادي وتجارة المخدرات والجرائم الخطرة، على أن يكون القضاء هو الفيصل الحاسم في التقصي وتدقيق المعلومات التي يقدمها المخبر. لكن هذه الوظيفة شوهت وإستغلت لأغراض طائفية بحتة. بل صارت سيفا مسلطا على رقاب أهل السنة. المخبر السري بلا ملامح قانونية أو شخصية محددة، قد يكون عنصر أمن أو شرطة أو من عناصر الميليشيات أو مجرم ذي سوابق أو مأبون أو شاذ، وربما مختل عقليا أو صحيا أو نفسيا. وقد يكون إنسان سافل وضيع أو حقود حسود. يمتهن الوشاية ويسترزق منها، فهي الإطار العام الذي يتحرك منه لرفد الجهات الأمنية بالمعلومات عن الناس مقابل ثمن مجزِ. ذكر محافظ ديالى عبد الناصر المهداوي بأن” ان المعلومات التي يقدمها المخبر السري لا تحال إلى القضاء، وإنما إلى الأجهزة الأمنية”. في حين تؤكد القوانين” ضرورة اللجوء الى القضاء وليس الى قوات الأمن للتعامل مع البلاغات”.المخبر السري محصن ومدرع، فهو لا يحلف، ولا يؤدي القسم كما يفترض، بل يعمل بوحي أفكاره وقناعاته الخاصة دون إلتزامات قانونية أو وظيفية أو أخلاقية. وهو يحمل إسما مستعارا، وهوية مزورة يقدمها إلى القضاء وغير ملزم بأن يقدم أسمه الحقيقي في الأوراق التحقيقية الخاصة بوشاياته مما يحير القضاة، لكنهم ملزمين بأخذ الوشاية والحكم بموجبها بسبب تسيس القضاء. ومؤخرا ذكر نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي” أن ظاهرتي المُخبر السري والخلافات السياسية قد تسببا بزج الكثير من الابرياء في السجون، ويجب تحقيق العدالة داخل القضاء العراقي”. كما كشف مجلس القضاء الاعلى في العراق في 24/11/2014، عن وجود 498 مخبرا سريا كاذبا في بغداد، وجرى احالتهم الى المحاكم بعد تبليغهم اخباراً كاذبة. وصرح رئيس المجلس القاضي مدحت المحمود إن “هناك 498 مخبرا سريا كاذبا في بغداد”. وأوضح بأنه تم احالة هؤلاء الى المحاكم بعد تبليغهم اخباراً كاذبة”، مؤكدا “نرفض أن يكون القضاء جسرا للسياسيين”. ولكن بعد خراب البصرة! فقد أعدم الكثير من الأبرياء بوشايات المخبر السري! هل نقول العوض على الله يا مدحت المذموم؟ ولماذا يحال هؤلاء فقط دون ان يحال أيضا القضاة الذين أخذوا بالوشايات وأعدموا الأبرياء؟ وهل سيتم إطلاق سراح بقية الأبرياء دون إبتزاز أهاليهم من قبل الشرطة وإدارات السجون؟ وهل سيتم تعويض السجناء الأبرياء عن فترات سجنهم وبعضهم أمضى عشر سنوات بسبب سقوط القضاء في بسطال المالكي؟
6. إيقاف العمل بالمادة4/ إرهاب، وهذه المادة تخص أهل السنة فقط، وتعمل بها الحكومة العراقية حسب مقولة بول بريمر السابقة بأن أهل السنة إرهابيين. ورغم إن المادة قانونية لكنها غالبا ما تنفذ بالمتهم قبل وصول الأوراق القضائية الى القاضي هذا إن وصلت! فالجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والميليشيات المتنفذة تطبق الحكم على المتهم دون الحاجة للرجوع إلى القضاء، وقد إنتقلت هذه العدوى إلى قوات الحشد الطائفي التي تمارس إرهاب فضيع في ديالى وصلاح الدين وأطراف بغداد، بإعتراف بعض المحافظين والنواب ومرجعية السيستاني بإعتباره القائد العام لقوات الحشد الطائفي المسلحة.
7. تعديل لجنة إجتثاث البعث أو إلغائها، وهذا اللجنة مثيرة للسخرية بسبب إزدواجية المعايير في التعامل، فالعديد من النواب وقادة الجيش إستثنتهم اللجنة من الإجتثاث وتبوأوا مناصبهم دون مسائلة، في حين أبقت على غيرهم، فهي تعمل بمشورة المالكي وليس القانون، فالنائبة حنان الفتلاوي وصباح الفتلاوي قائد عمليات صلاح الدين السابق وعلي الشلاتي والمئات غيرهم من المقربين للمالكي كانوا من أعضاء حزب البعث وبدرجات متقدمة.
هذه هي المطالب التي أججت نار الإنتفاضة بسبب تعنت وعنجهية المالكي التي إستقاها من أسياده في ولاية الفقيه، لقد واجه المطالب السلمية بالسلاح والمجازر، وقص شريط العنف بمقص (سخت إيران). وكان من الذكاء الخبيث أن سخر الوزير السني سعدون أبو ريشة والقادة العسكريين المحسوبين على أهل السنة ورجاله من الصحوات لوأد الإنتفاضة. كانت المطالب قانونية وتتوافق مع الدستور، لكنها إنتهت بمجازر بشرية، مع الأسف لم توقظ ضمير الشرعية الدولية ولا الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا، على العكس كانت هذه الأطراف تساند المالكي وتقف معه بقوة، فزادت من طغيانه وإستهتاره.
الحكومة العراقية هي بحق معمل مميز لإنتاج العنف والتطرف من خلال القصف الحكومي للمدن بحجة داعش، ونفوذ المليشيات الشيعية المدعومة من قبل الحكومة نفسها وسيطرتها على عدد كبير من المناطق وما تقوم به من حرق منازل وتفجيرات وعمليات خطف كما اعترفت عصائب اهل الحق مؤخرا وسرقات للبيوت المهجورة او عند المداهمات، علاوة على الشحن الطائفي ضد أهل السنة والتشجيع على الإنضواء تحت ما يسمى بالحشد الطائفي الذي صرفت عليه الحكومة مليار دولار وهي تشكو فقر الخزينة. إضافة إلى الإعتقالات العشوائة المستمرة لأهل السنة دون مذكرات قضائية وسياسة التهميش والإقصاء والتبعية لنظام ولاية الفقيه وتفيذ أجندته الطائفية. علاوة على السلوك الطائفي المقزز للجيش والشرطة التي دمجت بعناصر من المليشيات الإرهابية وهي تتصرف خارج حدود القانون والوطنية والحرفية والأخلاق، كل هذه الممارسات تولد الضغينة والكراهية من ثم تتكاثف تدريجيا لتصبح أما تطرفا إو إرهابا.
حتى نظام الملالي الذي يتحكم بالعراق ويحكم كل مفاصله إعترف بهذه الحقيقية المرة! فقد صرح مستشار وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي سبحاني يوم 25/11/2014 لموقع (نامة نيوز الألكتروني الإيراني) بأنه” لولا سياسة حكومة المالكي الإقصائية ضد المجموعات السنية في البلاد، لما وَجَدَ التنظيم(داعش) حاضنة شعبية له بين أهل السُنّة”. مستذكراً سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة كبيرة، كالموصل ومناطق واسعة في فترة قصيرة، وأرجع سبب ذلك” إلى المظالم التي تعرض لها أهل السُنّة، وتحولهم إلى دعم الدولة الاسلامية، الذي وعدهم بـالانتقام”.
لاحظ مسألة الطيارة السائبة المحملة بالأسلحة البلغارية وأحكم بنفسك على العراق الجديد والإرهاب الذي يعصف به! إنها مسخرة جديدة إن تهبط طائرة تحمل اربعة أطنان من الأسلحة والذخيرة لا يعرف أحد كيف هبطت في مطار بغداد؟ ولمن عائديتها؟ بل تبرأت وزارتا الدفاع والنقل من مسؤوليتها، رغم إن الشحنة مصادق عليها من قبل السفارة العراقية! ويصرح وزير الدفاع بطلاسم لا تفهم منها شيئا ولا تبرر حجم الكارثة، ولا تحدد الطرف المعني! إنما محاولات تهرب لا غير، بقوله ” وزارتي الدفاع والنقل لا تتحملان اي مسؤولية بخصوص بشان شحنة الاسلحة المجهولة في الطائرة الروسية التي حطت في مطار بغداد الدولي، وهناك جهات خارجية تدير شبكة داخلية تصول وتجول في بعض المدن العراقية بمسؤوليتها عن شحنة السلاح، وأن قوات الامن والجيش ستكون بالمرصاد لتحركات هذه الشبكة”. أي هراء هذا؟ هل هذه دولة أو مقاطعة لعصابات المافيا؟ وأي شبكة إرهابية تلك التي تستورد أسلحة وتهبط في مطار بغداد؟ أن يتحدث الوزير بأسم وزارته(الدفاع) أمر معقول، لكن ان يتحدث بإسم وزارة اخرى(النقل) فهذه مسخرة لا تحصل إلا في العراق!
ذكر معتز محيي الدين مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية في العراق في تصريح نقلته عنه إحدى الصحف الخليجية الموقف ” إن هذا الأمر بات مثبتا وواضحا بالنسبة للحكومة العراقية المركزية، إلا أنها عاجزة عن اتخاذ أي موقف تجاه هذه الفضيحة الكبرى، أن بعض تفاصيل هذه الصفقات بين طهران والدولة الاسلامية لا تزال غامضة. مع وجود شكوك حول استعمال مطارات النجف والبصرة وإربيل لتمرير هذه الصفقات”. نترك التعليق للقاريء الفاضل وسنتابع المشوار فللحديث بقية.
علي الكاش

Posted in فكر حر | Leave a comment

فيديو هيفاء وهبي والصدق والشفافية

ربما أرتأت الفاتنة العربية الفريدة هيفاء وهبي بأن ما ينقص مجتمعاتنا هو الصدق والشفافية, لهذا ارادت ان تعريهم بأغنيتها.. لهذا السبب نحن نعتبر ان هيفاء ليست الأجمل فقط وانما ايضاً هي فيلسوفة العرب وأغنيتها “اوبا اوبا” هي ثورة سياسية رغم ادعائها بالبعد عن الفلسفة والسياسة.

haifawahbi

Posted in الأدب والفن, يوتيوب | Leave a comment